رد: تدبر آية من القرآن
(وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)التوبة
عندما نبحث في سبب نزول هذه الآية، نجدُ أنه لما ذكر الله تعالى أحوالَ المنافقين المتخلِّفين عن الجهاد والمثبِّطين عنه، ذكر صفات المؤمنين المجاهدين الذين باعوا أنفسَهم لله، ثم ذكر قصة الثلاثة الذين تخلَّفوا عن غزوة تبوك، وتوبة الله عليهم، وختَم السورة بتذكير المؤمنين بنِعَمِه العظيمة؛ ببعْثِة السراج المنير النبيِّ العربيِّ محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله رحمةً للعالمين.
لو أردنا أن نذكر شرحًا يسيرًا للآيات لقلنا الآتي:
﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ﴾ [التوبة: 118]: الذين أُخِّروا عن التوبة.
(قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة، والضحاك وغير واحد: هم الثلاثة الذين خُلِّفوا؛ أي: عن التوبة)؛ تفسير ابن كثير، ت: سلامة (4/ 210).
﴿ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ﴾: أي: ضاقت عليهم مع سَعتها، ﴿ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُم ﴾: أي: ضاقت أنفسهم بما اعتراها من الغمِّ والهمِّ، بحيث لا يسعُها أنسٌ ولا سرورٌ، وذلك بسبب أن الرسولَ عليه الصلاة والسلام دعا لمقاطعتِهم؛ فكان أحدُهم يلقي السلام على أقرب أقربائه فلا يردُّ عليه، وهجرَتْهم نساؤهم وأهلوهم حتى تاب الله عليهم.
﴿ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ﴾: أيقنوا أنه لا معتصمَ لهم من الله، وعن عذابه إلا بالرجوع والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى.
﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ﴾ [التوبة: 118]: أي: رجع عليهم بالقبول والرحمة؛ ليستقيموا على التوبة، ويداوموا عليها.
﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾: أي: المبالِغ في قَبول التوبة وإن كثرت الجِنايات وعَظُمت.
ماذا نستفيد من هذه الآية وتفسيرها؟
نستفيدُ أنه يجب على الإنسان المسلمِ ألَّا يُغرِّد خارج السرب؛ لأن الذئب يأكلُ الغَنَم القاصية، وكذلك يجبُ على الفرد أن يَلْتزِمَ بقرار الجماعةِ، ولا يَخرُجَ عليها بتصرُّفٍ أو سلوكٍ خاطئ، غير محمودٍ عُقباه، وبدون رويَّة وتمعُّنٍ، ويجب أن يعرف ذلك المُخطِئُ المتصرِّف بالسلوك غير المسؤول أن عاقبةَ التصرف ليست بالهَيِّنةِ، وعليه أيضًا أن يُقرَّ بخطئه، وأن يستمِعَ من إخوانه ولا يُكابِر، ويجب عليه أن يعترفَ أن الطاعة شيءٌ عظيم، ومنتقده خاسر.
وفي السياق نفسه يجب على المسؤول - رغم كلِّ المنغِّصات والعقبات - أن يتصرَّف بالحكمة، وأن يَصبِرَ على الأذى، ويصفح عن الذنب.
لقد كان الدرس والعقوبة التي تعرَّض لها الصحابة الثلاثة: (كعب، وهلال، ومُرَارَةُ) - صعبة على النفس البشرية، خاصةً أن رسول الله قد سكت عن المنافقين الذين تخلَّفوا عن الغزوة، ولكن لم يَسكُتْ عن هؤلاء الثلاثة، ولعلَّ رسولَ الله أراد أن يُهذِّب نفوسهم، ويُقوِّم طريقهم؛ لأن رسول الله يدرك أن الإيمان في قلوب هؤلاء الصحابة، فكان لا بدَّ من حسابهم؛ لأنهم رجال الغد الذين سيَحمِلون الإسلام للبشرية.
وعندما استجابوا وصبروا، جاءت التوبة من عند الله، الذي لم يكن هنالك ملجأٌ لهم إلا إليه سبحانه.
﴿ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ﴾ [التوبة: 118]
(وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)التوبة
1- }و على الثلاثة الذين خُلِّفوا{ خُلّفوا ليس المقصود تخلفهم عن القتال ولكنها بمعنى أُخِّروا عمن اعتذر فلم تقبل توبتهم في الحال تصحيح_التفسير" / عهود بنت سعد
2- ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ) ضاقت علي الصادقين لتسوقهم لفرج التوبة ولم تضق على المنافقين أحزانك مفاتيح الفرج . / عبد الله بلقاسم
3- "وضاقت عليكم الأرض" دون توفيق الله أوسع البقاع .. أضيق الرقاع . / إشراقات براءة
4- ( وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ) لحـظة اليأس واستحـالة زوال الغمّ ، إلا من الله ، بداية الفرج وقدوم النِعمّ . / عايض المطيري
5- ثم تاب عليهم ليتوبوا" تحتاج أن يتوب عليك لتتوب إليه .. التوبة ليست قرارا شجاعا .. بل هداية ورحمة/ علي الفيفي
6- التوبة توفيق من الله، يجب أن يَسألها الإنسانُ ربَه، لا أن ينتظرها من نفسه (ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم) / عبد العزيز الطريفي
7- مهما ضاقت على المؤمن أرضه ونفسه فإن السماء لا تضيق عليه(حتى إذا ضاقت عليهم اﻷرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا ألا ملجأ من الله إلا إليه) / سعود الشريم
8- وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه" حين نشعر بعجزنا وعجز اﻵخرين حولنا نصبح أقرب ما يكون للفرج. / عبدالله بن بلقاسم
9- (حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم) "من مفهومها : (النفس الواسعة تغني عن سعة الأرض) ." / د.عقيل الشمري
10- "وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه" المدينة مفعمة بالأصحاب والكرماء والأوفياء ولكنهم أدركوا أنه ليس لضيق النفس أحد سواه . / عبد الله بلقاسم
11- (ضاقت عليهم الأرض بما رحُبَت!) عندما يحاصرك هم المعصية وأنت مؤمن،،/ وليد العاصمي
12- ( ضاقت عليهم الأرض ...وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه) الأرض ضاقت فلجأوا لله . (إذا ضاقت الأرض عليك اتسعت السماء ليديك)" / عقيل الشمري
13- من عمر قلبه بالإيمان،استشعر فقدًا مؤلمًا متى قصر في طاعة أو اقترف معصية ولو كانت صغيرة. (ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم)" / ابتسام الجابري
14- ﴿ ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ﴾ تخلف 3 عن النبي #ﷺ في غزوة واحدة فجرى لهم ما سمعت، فكيف بمن قضى عُمره في التخلف عنه ؟! ابن_القيم / حمد بن علي المزروعي
شبكة الالوكة
و
حصاد التدبر
عندما نبحث في سبب نزول هذه الآية، نجدُ أنه لما ذكر الله تعالى أحوالَ المنافقين المتخلِّفين عن الجهاد والمثبِّطين عنه، ذكر صفات المؤمنين المجاهدين الذين باعوا أنفسَهم لله، ثم ذكر قصة الثلاثة الذين تخلَّفوا عن غزوة تبوك، وتوبة الله عليهم، وختَم السورة بتذكير المؤمنين بنِعَمِه العظيمة؛ ببعْثِة السراج المنير النبيِّ العربيِّ محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله رحمةً للعالمين.
لو أردنا أن نذكر شرحًا يسيرًا للآيات لقلنا الآتي:
﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ﴾ [التوبة: 118]: الذين أُخِّروا عن التوبة.
(قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة، والضحاك وغير واحد: هم الثلاثة الذين خُلِّفوا؛ أي: عن التوبة)؛ تفسير ابن كثير، ت: سلامة (4/ 210).
﴿ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ﴾: أي: ضاقت عليهم مع سَعتها، ﴿ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُم ﴾: أي: ضاقت أنفسهم بما اعتراها من الغمِّ والهمِّ، بحيث لا يسعُها أنسٌ ولا سرورٌ، وذلك بسبب أن الرسولَ عليه الصلاة والسلام دعا لمقاطعتِهم؛ فكان أحدُهم يلقي السلام على أقرب أقربائه فلا يردُّ عليه، وهجرَتْهم نساؤهم وأهلوهم حتى تاب الله عليهم.
﴿ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ﴾: أيقنوا أنه لا معتصمَ لهم من الله، وعن عذابه إلا بالرجوع والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى.
﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ﴾ [التوبة: 118]: أي: رجع عليهم بالقبول والرحمة؛ ليستقيموا على التوبة، ويداوموا عليها.
﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾: أي: المبالِغ في قَبول التوبة وإن كثرت الجِنايات وعَظُمت.
ماذا نستفيد من هذه الآية وتفسيرها؟
نستفيدُ أنه يجب على الإنسان المسلمِ ألَّا يُغرِّد خارج السرب؛ لأن الذئب يأكلُ الغَنَم القاصية، وكذلك يجبُ على الفرد أن يَلْتزِمَ بقرار الجماعةِ، ولا يَخرُجَ عليها بتصرُّفٍ أو سلوكٍ خاطئ، غير محمودٍ عُقباه، وبدون رويَّة وتمعُّنٍ، ويجب أن يعرف ذلك المُخطِئُ المتصرِّف بالسلوك غير المسؤول أن عاقبةَ التصرف ليست بالهَيِّنةِ، وعليه أيضًا أن يُقرَّ بخطئه، وأن يستمِعَ من إخوانه ولا يُكابِر، ويجب عليه أن يعترفَ أن الطاعة شيءٌ عظيم، ومنتقده خاسر.
وفي السياق نفسه يجب على المسؤول - رغم كلِّ المنغِّصات والعقبات - أن يتصرَّف بالحكمة، وأن يَصبِرَ على الأذى، ويصفح عن الذنب.
لقد كان الدرس والعقوبة التي تعرَّض لها الصحابة الثلاثة: (كعب، وهلال، ومُرَارَةُ) - صعبة على النفس البشرية، خاصةً أن رسول الله قد سكت عن المنافقين الذين تخلَّفوا عن الغزوة، ولكن لم يَسكُتْ عن هؤلاء الثلاثة، ولعلَّ رسولَ الله أراد أن يُهذِّب نفوسهم، ويُقوِّم طريقهم؛ لأن رسول الله يدرك أن الإيمان في قلوب هؤلاء الصحابة، فكان لا بدَّ من حسابهم؛ لأنهم رجال الغد الذين سيَحمِلون الإسلام للبشرية.
وعندما استجابوا وصبروا، جاءت التوبة من عند الله، الذي لم يكن هنالك ملجأٌ لهم إلا إليه سبحانه.
﴿ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ﴾ [التوبة: 118]
(وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)التوبة
1- }و على الثلاثة الذين خُلِّفوا{ خُلّفوا ليس المقصود تخلفهم عن القتال ولكنها بمعنى أُخِّروا عمن اعتذر فلم تقبل توبتهم في الحال تصحيح_التفسير" / عهود بنت سعد
2- ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ) ضاقت علي الصادقين لتسوقهم لفرج التوبة ولم تضق على المنافقين أحزانك مفاتيح الفرج . / عبد الله بلقاسم
3- "وضاقت عليكم الأرض" دون توفيق الله أوسع البقاع .. أضيق الرقاع . / إشراقات براءة
4- ( وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ) لحـظة اليأس واستحـالة زوال الغمّ ، إلا من الله ، بداية الفرج وقدوم النِعمّ . / عايض المطيري
5- ثم تاب عليهم ليتوبوا" تحتاج أن يتوب عليك لتتوب إليه .. التوبة ليست قرارا شجاعا .. بل هداية ورحمة/ علي الفيفي
6- التوبة توفيق من الله، يجب أن يَسألها الإنسانُ ربَه، لا أن ينتظرها من نفسه (ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم) / عبد العزيز الطريفي
7- مهما ضاقت على المؤمن أرضه ونفسه فإن السماء لا تضيق عليه(حتى إذا ضاقت عليهم اﻷرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا ألا ملجأ من الله إلا إليه) / سعود الشريم
8- وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه" حين نشعر بعجزنا وعجز اﻵخرين حولنا نصبح أقرب ما يكون للفرج. / عبدالله بن بلقاسم
9- (حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم) "من مفهومها : (النفس الواسعة تغني عن سعة الأرض) ." / د.عقيل الشمري
10- "وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه" المدينة مفعمة بالأصحاب والكرماء والأوفياء ولكنهم أدركوا أنه ليس لضيق النفس أحد سواه . / عبد الله بلقاسم
11- (ضاقت عليهم الأرض بما رحُبَت!) عندما يحاصرك هم المعصية وأنت مؤمن،،/ وليد العاصمي
12- ( ضاقت عليهم الأرض ...وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه) الأرض ضاقت فلجأوا لله . (إذا ضاقت الأرض عليك اتسعت السماء ليديك)" / عقيل الشمري
13- من عمر قلبه بالإيمان،استشعر فقدًا مؤلمًا متى قصر في طاعة أو اقترف معصية ولو كانت صغيرة. (ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم)" / ابتسام الجابري
14- ﴿ ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ﴾ تخلف 3 عن النبي #ﷺ في غزوة واحدة فجرى لهم ما سمعت، فكيف بمن قضى عُمره في التخلف عنه ؟! ابن_القيم / حمد بن علي المزروعي
شبكة الالوكة
و
حصاد التدبر
تعليق