رد: تدبر آية من القرآن
{رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم : ٦٥]
التشريعات جُعلَتْ لصالحنا نحن:
{فاعبده واصطبر لِعِبَادَتِهِ} [مريم: 65]
لأن العبادة فيها مشقة، فلابد لها من صبر؛ لأنها تأمرك بأشياء يشقُّ عليك أنْ تفعلها، وينهاك عَنْ أشياء يشقُّ عليك أن تتركها لأنك ألِفْتها.
والصبر يكون منا جميعاً، يصبر كُلٌّ مِنَّا على الآخر؛ لأننا أبناء أغيار، فإن صبرتَ على الأذى صبر الناس عليك إنْ حدث منك إيذاء لهم؛ لذلك يقول تعالى: {وَتَوَاصَوْاْ بالحق وَتَوَاصَوْاْ بالصبر} [العصر: 3].
والحق سبحانه وتعالى يُعلِّمنا: إن أذنب أحد في حَقْك، أو أساء إليك فاغفر له كما تحب أن أغفر لك ذنبك، واعفوَ عن سيئتك.
يقول تعالى: {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الفضل مِنكُمْ والسعة أَن يؤتوا أُوْلِي القربى والمساكين والمهاجرين فِي سَبِيلِ الله وَلْيَعْفُواْ وليصفحوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ الله لَكُمْ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 22].
ولا تظن أن صبرك على أذى الآخرين أو غفرانك لهم تطوُّع من عندك؛ لأنه لن يضيع عليك عند الله، وستُردُّ لك في سيئة تُغفَر لك. حتى مَنْ فُضِح مثلاً أو ادُعي عليه ظُلْماً لا يضيعها الله، بل يدّخرها له في فضيحة سترها عليه، فمَنْ فُضِح بما لم يفعل، سُتر عليه ما فعل.
وقوله تعالى:
{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} [مريم: 65]؟
قد اختلف العلماء في معناها، قالوا: السَّميُّ: الذي يُساميك، أي: أنت تسمو وهو يسمو عليك، أو السَّميّ: النظير والمثيل.
والحق سبحانه وتعالى ليس له سميٌّ يُساميه في صفات الكمال، وليس له نظير أو مثيل أو شبيه، بدليل قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11].
وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصمد لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص: 14].
وللسميِّ معنى آخر أوضحناه في قصة يحيى، حيث قال تعالى: {لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً} [مريم: 7] أي: لم يسبق أنْ تسمَّى أحد بهذا الاسم. وكذلك الحق تبارك وتعالى لم يتسمَّ أحدٌ باسمه، لا قبل هذه الآية، ولا بعد أنْ أطلقها رسول الله تحدّياً بين الكفار والملاحدة الذين يتجرؤون على الله.
فلماذا لم يجرؤ أحد من هؤلاء أنْ يُسمى ولده الله؟
تفسير الشعراوي
{رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم : ٦٥]
آية العقيدة في توحيد الله تعالى وحسن عبادته والاصطبار عليها حتى نلقاه ..
(الله) ذلك الاسم العظيم الذي لم يطلق إلا عليه سبحانه .. هل تعلم له سميا !! ..
لو قال الله تعالى (اصبر) لكان يلزمنا التشمير والهمة وبذل أقصى الجهد ..
فكيف وهو يقول (واصطبر ) !
تأمل هيبة هذه الكلمة التي تجعل النفوس تتأهب وتستعد وتخاف و انظر كيف جاء حرف الطاء المفخم بين الصاد والباء لتشعرك بعظم المهمة وثقلها ..
إياك نستعين يا الله ومنك العون والمدد ...
من ظن أن العبادة لاتحتاج إلى التزام وعمل فهو واهم .. بل هي طريق شاق وطويل إلى الله ، ويحتاج منا الكثير من الصبر والعزيمة وإذا فترت فزد وأكثر ، ولن يكون ذلك سهلا إلا إذا كان قلبك معلق بالله عز وجل ...
جاء الأمر بالاصطبار ثلاث مرات في القرآن
(واصطبر لعبادته) (واصطبر عليها) (فارتقبهم واصطبر)
ذلك لعظيم العبادة عموما .. والصلاة والدعوة خصوصا .. ومهما عملت فلن تبلغ الجنة إلا برحمة الله .. اللهم ارحمنا وسدد خطانا إليك ولاتجعلنا من الغافلين ...
تأملات قرآنية
{رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم : ٦٥]
التشريعات جُعلَتْ لصالحنا نحن:
{فاعبده واصطبر لِعِبَادَتِهِ} [مريم: 65]
لأن العبادة فيها مشقة، فلابد لها من صبر؛ لأنها تأمرك بأشياء يشقُّ عليك أنْ تفعلها، وينهاك عَنْ أشياء يشقُّ عليك أن تتركها لأنك ألِفْتها.
والصبر يكون منا جميعاً، يصبر كُلٌّ مِنَّا على الآخر؛ لأننا أبناء أغيار، فإن صبرتَ على الأذى صبر الناس عليك إنْ حدث منك إيذاء لهم؛ لذلك يقول تعالى: {وَتَوَاصَوْاْ بالحق وَتَوَاصَوْاْ بالصبر} [العصر: 3].
والحق سبحانه وتعالى يُعلِّمنا: إن أذنب أحد في حَقْك، أو أساء إليك فاغفر له كما تحب أن أغفر لك ذنبك، واعفوَ عن سيئتك.
يقول تعالى: {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الفضل مِنكُمْ والسعة أَن يؤتوا أُوْلِي القربى والمساكين والمهاجرين فِي سَبِيلِ الله وَلْيَعْفُواْ وليصفحوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ الله لَكُمْ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 22].
ولا تظن أن صبرك على أذى الآخرين أو غفرانك لهم تطوُّع من عندك؛ لأنه لن يضيع عليك عند الله، وستُردُّ لك في سيئة تُغفَر لك. حتى مَنْ فُضِح مثلاً أو ادُعي عليه ظُلْماً لا يضيعها الله، بل يدّخرها له في فضيحة سترها عليه، فمَنْ فُضِح بما لم يفعل، سُتر عليه ما فعل.
وقوله تعالى:
{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} [مريم: 65]؟
قد اختلف العلماء في معناها، قالوا: السَّميُّ: الذي يُساميك، أي: أنت تسمو وهو يسمو عليك، أو السَّميّ: النظير والمثيل.
والحق سبحانه وتعالى ليس له سميٌّ يُساميه في صفات الكمال، وليس له نظير أو مثيل أو شبيه، بدليل قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11].
وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصمد لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص: 14].
وللسميِّ معنى آخر أوضحناه في قصة يحيى، حيث قال تعالى: {لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً} [مريم: 7] أي: لم يسبق أنْ تسمَّى أحد بهذا الاسم. وكذلك الحق تبارك وتعالى لم يتسمَّ أحدٌ باسمه، لا قبل هذه الآية، ولا بعد أنْ أطلقها رسول الله تحدّياً بين الكفار والملاحدة الذين يتجرؤون على الله.
فلماذا لم يجرؤ أحد من هؤلاء أنْ يُسمى ولده الله؟
تفسير الشعراوي
{رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم : ٦٥]
آية العقيدة في توحيد الله تعالى وحسن عبادته والاصطبار عليها حتى نلقاه ..
(الله) ذلك الاسم العظيم الذي لم يطلق إلا عليه سبحانه .. هل تعلم له سميا !! ..
لو قال الله تعالى (اصبر) لكان يلزمنا التشمير والهمة وبذل أقصى الجهد ..
فكيف وهو يقول (واصطبر ) !
تأمل هيبة هذه الكلمة التي تجعل النفوس تتأهب وتستعد وتخاف و انظر كيف جاء حرف الطاء المفخم بين الصاد والباء لتشعرك بعظم المهمة وثقلها ..
إياك نستعين يا الله ومنك العون والمدد ...
من ظن أن العبادة لاتحتاج إلى التزام وعمل فهو واهم .. بل هي طريق شاق وطويل إلى الله ، ويحتاج منا الكثير من الصبر والعزيمة وإذا فترت فزد وأكثر ، ولن يكون ذلك سهلا إلا إذا كان قلبك معلق بالله عز وجل ...
جاء الأمر بالاصطبار ثلاث مرات في القرآن
(واصطبر لعبادته) (واصطبر عليها) (فارتقبهم واصطبر)
ذلك لعظيم العبادة عموما .. والصلاة والدعوة خصوصا .. ومهما عملت فلن تبلغ الجنة إلا برحمة الله .. اللهم ارحمنا وسدد خطانا إليك ولاتجعلنا من الغافلين ...
تأملات قرآنية
تعليق