![](http://images.lakii.com/images/Dec13/lamar_43593183697524737059.gif)
{قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} [مريم : 4]
كأن نبي الله زكريا عليه السلام يقول: يا رب ضعف عظمي، ولم يَعُدْ لديَّ إلا المصدر الأخير لاستقباء الحياة.
ولما كان العظم شيئاً باطناً مدفوناً تحت الجلد، فهو حيثية باطنة، فأراد زكريا عليه السلام أنْ يأتيَ بحيثية أخرى ظاهرة بينة، فأتى بأمر واضح: {واشتعل الرأس شَيْباً}
ثم قال
{وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً} أي: لم أكُنْ فيما مضى بسبب دعائي لك شقياً؛ لأني مُستجَابُ الدعوة عندك، فكما أكرمتني سابقاً بالإجابة فلم أكُنْ شقياً بدعائك، بل كنتُ سعيداً بالإجابة، فلا تُخلِف عادتك معي هذه المرة، واجعلني سعيداً بأنْ تُجيبني، خاصة وأن طلبي منك طاعة لك، فأنا لا أريد أنْ أخرج من الدنيا إلاَّ وأنا مطمئن على مَنْ يحمل المنهج، ويقوم بهذه المهمة من بعدي.
وأنت قد تدعو الله لأمر تحبه، فإذا لم يأْتِ ما تحبه ولم تحب حزنت وكأنك شقيت بدعائك، وقد يكون شقاءَ كذب، لأنك لا تدري الحكمة من المنع وعدم الإجابة، لا تدري أن الله تعالى يتحكم في تصرفاتك.
وربما دعوْت بأمر تراه الخير من وجهة نظرك وفي علم الله أنه لا خَيْرَ لك فيه، فمنعه عنك وعدَّل لك ما أخطأتَ فيه من تقدير الخير، فأعطاك ربك من حيث ترى أنه منعك، وأحسن إليك من حيث ترى أنه حرمك، لأنك طلبتَ الخير من حيث تعلم أنت أنه خير ومنع الله من حيث يعلم أن الخير ليس في ذلك.
من تفسير الشعراوي
![](http://mosquehamza.ucoz.com/_fr/1/0370458.gif)
{قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} [مريم : 4]
انكسارك لله هو عزك الحقيقي ، وافتقارك إليه هو الغنى ، وانطراحك بين يديه هو القوة .. فهناك المكان الآمن للبوح بما تحمله في صدرك ، وهناك ستندمل كل جراحك ..كيف لا والطبيب هو الله تعالى .
وهن العظم ، اشتعال الرأس شيبا ، المرأة العاقر .. هي عند البشر طرق موصدة وأسباب مقفلة لكنها عند الله هينه ولا يحل قفلها سواه .. تملق إلى الله في دعائك بذكر حاجتك وشدة بلائك وضعف انحنائك فإن لكبار السن رحمة خاصة في السماء ودعوتهم تخترق الحجب ..
تأمل في دعاء الأنبياء (أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع) (مسني الضر) (أشكو بثي وحزني) ياااه لدعوات الأنبياء إنها تفطر القلوب .
(إني وهن العظم مني) ارفع راية الاستسلام ، عبر عن شكواك واسكب فيها المسكنة والضعف والانكسار ، اشرح ألمك وحزنك بأسى ، قل كل شيء لربك .. هل تظن أنه سيتركك ؟لا والله فقد قال لنبيه(يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيي) الدعاء رياض الصالحين فكم من دعوة أجابها لك .. تذلل له وادع في ساعة الاستجابة وانتظر (إنا نبشرك..)
تاملات قرآنية
![](https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/monthly_2021_04/image.png.5d729c7248d83d7f26d531374ac39914.png)
اترك تعليق: