إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تدبر آية من القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: تدبر آية من القرآن



    {رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم : ٦٥]


    التشريعات جُعلَتْ لصالحنا نحن:
    {فاعبده واصطبر لِعِبَادَتِهِ} [مريم: 65]
    لأن العبادة فيها مشقة، فلابد لها من صبر؛ لأنها تأمرك بأشياء يشقُّ عليك أنْ تفعلها، وينهاك عَنْ أشياء يشقُّ عليك أن تتركها لأنك ألِفْتها.
    والصبر يكون منا جميعاً، يصبر كُلٌّ مِنَّا على الآخر؛ لأننا أبناء أغيار، فإن صبرتَ على الأذى صبر الناس عليك إنْ حدث منك إيذاء لهم؛ لذلك يقول تعالى: {وَتَوَاصَوْاْ بالحق وَتَوَاصَوْاْ بالصبر} [العصر: 3].

    والحق سبحانه وتعالى يُعلِّمنا: إن أذنب أحد في حَقْك، أو أساء إليك فاغفر له كما تحب أن أغفر لك ذنبك، واعفوَ عن سيئتك.
    يقول تعالى: {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الفضل مِنكُمْ والسعة أَن يؤتوا أُوْلِي القربى والمساكين والمهاجرين فِي سَبِيلِ الله وَلْيَعْفُواْ وليصفحوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ الله لَكُمْ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 22].

    ولا تظن أن صبرك على أذى الآخرين أو غفرانك لهم تطوُّع من عندك؛ لأنه لن يضيع عليك عند الله، وستُردُّ لك في سيئة تُغفَر لك. حتى مَنْ فُضِح مثلاً أو ادُعي عليه ظُلْماً لا يضيعها الله، بل يدّخرها له في فضيحة سترها عليه، فمَنْ فُضِح بما لم يفعل، سُتر عليه ما فعل.

    وقوله تعالى:

    {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} [مريم: 65]؟
    قد اختلف العلماء في معناها، قالوا: السَّميُّ: الذي يُساميك، أي: أنت تسمو وهو يسمو عليك، أو السَّميّ: النظير والمثيل.
    والحق سبحانه وتعالى ليس له سميٌّ يُساميه في صفات الكمال، وليس له نظير أو مثيل أو شبيه، بدليل قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11].
    وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصمد لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص: 14].
    وللسميِّ معنى آخر أوضحناه في قصة يحيى، حيث قال تعالى: {لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً} [مريم: 7] أي: لم يسبق أنْ تسمَّى أحد بهذا الاسم. وكذلك الحق تبارك وتعالى لم يتسمَّ أحدٌ باسمه، لا قبل هذه الآية، ولا بعد أنْ أطلقها رسول الله تحدّياً بين الكفار والملاحدة الذين يتجرؤون على الله.
    فلماذا لم يجرؤ أحد من هؤلاء أنْ يُسمى ولده الله؟

    تفسير الشعراوي





    {رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم : ٦٥]

    آية العقيدة في توحيد الله تعالى وحسن عبادته والاصطبار عليها حتى نلقاه ..
    (الله) ذلك الاسم العظيم الذي لم يطلق إلا عليه سبحانه .. هل تعلم له سميا !! ..

    لو قال الله تعالى (اصبر) لكان يلزمنا التشمير والهمة وبذل أقصى الجهد ..
    فكيف وهو يقول (واصطبر ) !
    تأمل هيبة هذه الكلمة التي تجعل النفوس تتأهب وتستعد وتخاف و انظر كيف جاء حرف الطاء المفخم بين الصاد والباء لتشعرك بعظم المهمة وثقلها ..
    إياك نستعين يا الله ومنك العون والمدد ...

    من ظن أن العبادة لاتحتاج إلى التزام وعمل فهو واهم .. بل هي طريق شاق وطويل إلى الله ، ويحتاج منا الكثير من الصبر والعزيمة وإذا فترت فزد وأكثر ، ولن يكون ذلك سهلا إلا إذا كان قلبك معلق بالله عز وجل ...

    جاء الأمر بالاصطبار ثلاث مرات في القرآن
    (واصطبر لعبادته) (واصطبر عليها) (فارتقبهم واصطبر)
    ذلك لعظيم العبادة عموما .. والصلاة والدعوة خصوصا .. ومهما عملت فلن تبلغ الجنة إلا برحمة الله .. اللهم ارحمنا وسدد خطانا إليك ولاتجعلنا من الغافلين ...

    تأملات قرآنية



    تعليق


    • رد: تدبر آية من القرآن





      {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} [مريم : 4]


      كأن نبي الله زكريا عليه السلام يقول: يا رب ضعف عظمي، ولم يَعُدْ لديَّ إلا المصدر الأخير لاستقباء الحياة.
      ولما كان العظم شيئاً باطناً مدفوناً تحت الجلد، فهو حيثية باطنة، فأراد زكريا عليه السلام أنْ يأتيَ بحيثية أخرى ظاهرة بينة، فأتى بأمر واضح: {واشتعل الرأس شَيْباً}
      ثم قال
      {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً} أي: لم أكُنْ فيما مضى بسبب دعائي لك شقياً؛ لأني مُستجَابُ الدعوة عندك، فكما أكرمتني سابقاً بالإجابة فلم أكُنْ شقياً بدعائك، بل كنتُ سعيداً بالإجابة، فلا تُخلِف عادتك معي هذه المرة، واجعلني سعيداً بأنْ تُجيبني، خاصة وأن طلبي منك طاعة لك، فأنا لا أريد أنْ أخرج من الدنيا إلاَّ وأنا مطمئن على مَنْ يحمل المنهج، ويقوم بهذه المهمة من بعدي.
      وأنت قد تدعو الله لأمر تحبه، فإذا لم يأْتِ ما تحبه ولم تحب حزنت وكأنك شقيت بدعائك، وقد يكون شقاءَ كذب، لأنك لا تدري الحكمة من المنع وعدم الإجابة، لا تدري أن الله تعالى يتحكم في تصرفاتك.
      وربما دعوْت بأمر تراه الخير من وجهة نظرك وفي علم الله أنه لا خَيْرَ لك فيه، فمنعه عنك وعدَّل لك ما أخطأتَ فيه من تقدير الخير، فأعطاك ربك من حيث ترى أنه منعك، وأحسن إليك من حيث ترى أنه حرمك، لأنك طلبتَ الخير من حيث تعلم أنت أنه خير ومنع الله من حيث يعلم أن الخير ليس في ذلك.

      من تفسير الشعراوي




      {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} [مريم : 4]

      انكسارك لله هو عزك الحقيقي ، وافتقارك إليه هو الغنى ، وانطراحك بين يديه هو القوة .. فهناك المكان الآمن للبوح بما تحمله في صدرك ، وهناك ستندمل كل جراحك ..كيف لا والطبيب هو الله تعالى .

      وهن العظم ، اشتعال الرأس شيبا ، المرأة العاقر .. هي عند البشر طرق موصدة وأسباب مقفلة لكنها عند الله هينه ولا يحل قفلها سواه .. تملق إلى الله في دعائك بذكر حاجتك وشدة بلائك وضعف انحنائك فإن لكبار السن رحمة خاصة في السماء ودعوتهم تخترق الحجب ..

      تأمل في دعاء الأنبياء (أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع) (مسني الضر) (أشكو بثي وحزني) ياااه لدعوات الأنبياء إنها تفطر القلوب .

      (إني وهن العظم مني) ارفع راية الاستسلام ، عبر عن شكواك واسكب فيها المسكنة والضعف والانكسار ، اشرح ألمك وحزنك بأسى ، قل كل شيء لربك .. هل تظن أنه سيتركك ؟
      لا والله فقد قال لنبيه(يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيي) الدعاء رياض الصالحين فكم من دعوة أجابها لك .. تذلل له وادع في ساعة الاستجابة وانتظر (إنا نبشرك..)
      تاملات قرآنية




      تعليق


      • رد: تدبر آية من القرآن





        {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ○ هَارُونَ أَخِي ○ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ○ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ○ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا} [طه :٢٩- ٣٠ - ٣١ - ٣٢ - ٣٣]


        {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29)}
        هذا المطلب من موسى عليه السلام يشير لأدب عال من آداب النبوة، وقد اختار الله موسى للرسالة، فلماذا يشرك معه أخاه في هذه المهمة؟ إذن: موسى لا يريد أنْ يفخَر بالرسالة، أو يتعالى بها، أو يطغى، إنما يريد أن يقوم بها على أكمل وجه؛ لذلك يحاول أنْ يُكمل ما فيه من نقص بأخيه ليُعينه على تبليغ رسالته، ولو أراد الاستئثار بالرسالة ما طلب هذا الطلب.
        وهذا نموذج يجب أنْ يُحتذَى، فإنْ كُلِّفت بأمر فوق طاقتك فلا غبارَ عليك أن تستعين عليه بغيرك، فهذا دليل على إخلاصك للمهمة التي كُلِّفت بها.


        {هَارُونَ أَخِي (30)}
        فاختار أخاه هارون ليعينه في مهمة الرسالة.
        ثم أوضح العلّةَ في ذلك، فقال في آية آخرى: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً} [القصص: 34].
        وهكذا يتكامل موسى وهارون ويُعوِّض كل منهم النقص في أخيه. ويُقال: إن هارون عليه السلام كان يمتاز على موسى في أمور آخرى، فكان به لِينٌ وحِلْم، وكان موسى حاداً سريع الغضب، فكان هارون للِّين، وموسى للشدة.
        ويتضح هذا حينما عاد موسى إلى قومه، وقد تركهم في صُحْبة أخيه هارون فعبدوا العجل فاشتد غضبه، كما قال تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ موسى إلى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً} [الأعراف: 150].
        تم احتدّ على أخيه، وجذبه من ذَقْنه، وظهرتْ حِدَّته. وقَسْوته، فماذا قال هارون؟ {قَالَ ابن أُمَّ} [الأعراف: 150] ليستعطفه ويُذكِّره برأفة الأم وحنانها {لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي} [طه: 94]، كأنه يقول لأخيه: اضربني كما تريد، لكن لا تروعني في لحيتي، وفي رأسي.
        إذن: فالفصاحة في هارون تجبر العُقدة في لسان موسى، واللين يجبر الشدة والحدة.

        {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31)}
        الأَزْر: القوة. وكأن موسى عليه السلام عرف أن حَمْل الرسالة إلى فرعون وإلى قومه من بعده عملية شاقة، فقال لله: أعطني أخي يساعدني في هذه المشقة.

        {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)}
        قولهوَأشْرِكْهُ) أي: أنت يا ربّ، ليس أنا الذي أشركه تفضُّلاً مني عليه، فأراد موسى عليه السلام أن يكون الفضل من الله، وأن يكون التكليف أيضاً من الله حتى لا يعترض هارون أو يتضجر عند مباشرة أمر الدعوة.


        {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33)
        فهذه هي العِلّة في مشاركة هارون لأخيه في مهمته، لا طلباً لراحة نفسه، وإنما لتتضافر جهودهما في طاعة الله، وتسبيحه وذِكْره.

        من تفسير الشيخ الشعراوي

        ,,,,,,,,,,,,,,,,


        {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ○ هَارُونَ أَخِي ○ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ○ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ○ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا} [طه :٢٩- ٣٠ - ٣١ - ٣٢ - ٣٣]


        يشفع سيدنا موسى لأخيه بالنبوة ، فهل بعد هذه الشفاعة الغاليه يوجد من يلوم الأخ بنفع أخيه ؟!
        لن تجد أحدا كأخيك هو سندك الحقيقي بالنوازل .. تقرب إليه ومد له يد العون .. وسترى ..

        اجعل لك أخا معينا يشد عضدك ويؤازرك .. فمهما أحبك الناس لن يكونوا كأهلك ومهما تعاونوا معك لن يهمهم أمرك ، فأهلك هم أقوى سند لك ، هم صلة رحمك ، انظر إلى عائلة موسى عليه السلام ودورها المبارك .. أمه( أوحينا إلى أمه ..) كان صغيرا قالت أخته(هل أدلكم ...) لما كبر قال(اجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي)
        عائلة الانسان مصدر أمان .

        مهما بلغ الإنسان من مكانة فهو أحوج إلى من يشد أزره ويسانده ويذكره بالله ..ذلك الصديق الصالح الناصح .. الصاحب الصالح يذكرك بربك(كي نسبحك كثيرا) ويصبرك(إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا) ويصحح أخطاءك (قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت ..)
        هل صاحبك يعينك على ذكر الله ؟؟

        تأملات قرآنية





        تعليق


        • رد: تدبر آية من القرآن





          {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ○ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ○ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء :٦٩- ٧٠-٧١]

          يقول البعض: بمجرد أنْ صدر الأمر: {يانار كُونِي بَرْداً وسلاما...} [الأنبياء: 69] انطفأت كل نار في الدنيا، فلما قال: {على إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69] أصبح الأمر خاصاً بنار إبراهيم دون غيرها، فاشتعلت نيران عدا هذه النار. ونلحظ أن الحق سبحانه قيَّد بَرْداً بسلام؛ لأن البرد المطلق يؤذي

          {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70)}
          والمراد بالكيد هنا مسألة الإحراق، ومعنى الكيد: تدبير خفيّ للعدو حتى لا يشعر بما يُدبَّر له، فيحتاط للأمر، والكيد يكون لصالح الشيء، ويكون ضده، ففي قوله تعالى: {كذلك كِدْنَا لِيُوسُفَ...} [يوسف: 76].
          أي: لصالحه فلم يقُلْ: كِدْنا يوسف إنما كِدْنا له، وقالوا في الكيد: إنه دليل ضعف وعدم قدرة على المواجهة، فالذي يُدبِّر لغيره، ويتآمر عليه خُفْية ما فعل ذلك إلاّ لعدم قدرته على مواجهته.

          كان لوط عليه السلام ابنَ أخ إبراهيم {إِلَى الأرض التي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 71] أي: قلنا لإبراهيم: اترك هذه الأرض- وهي أرض بابل من العراق- واذهب إلى الأرض المقدسة بالشام، وخُذْ معك ابن أخيك، فبعد أنْ نجاهما الله لم يتركهما في هذا المكان، بل اختار لهما هذا المكان المقدس.
          والأرض حينما تُوصَف يُراد بها أيضاً مُحدَّدة مخصوصة، فإذا لم تُوصَف فتطلق على الأرض عامة إلا أن يعينها سياق الحال، فمثلاً لما قال أخو يوسف: {فَلَنْ أَبْرَحَ الأرض حتى يَأْذَنَ لي أبي...} [يوسف: 80] فالسياق يُوضِّح لنا أنها أرض مصر.
          لكن قوله: {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسكنوا الأرض...} [الإسراء: 104] فلم تُعيَّن، فدلَّ ذلك على أنها الأرض عامة، اسكنوا كُلَّ الأرض، يعني: تبعثروا فيها، ليس لكم فيها وطن مستقل، كما قال في آية أخرى: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأرض أُمَماً...} [الأعراف: 168].
          فإذا أراد الله تجمعوا من الشتات {فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخرة...} [الإسراء: 104] أي: المرة التي سينتصرون فيها {جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً} [الإسراء: 104] وهكذا يتجمَّعون في مكان واحد، فيسْهُلُ القضاء عليهم.
          ومعنى {بَارَكْنَا فِيهَا...} [الأنبياء: 71] البركة قد تكون مادية أو معنوية، وهي الزروع والثمار والأنهار والخيرات، أو بركة معنوية، وهي بركة القِيَم في الأرض المقدسة، وهي أرض الأنبياء، ومعالم النبوة والرسالات.

          تفسير الشعراوي



          {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ○ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ○ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء :٦٩- ٧٠-٧١]

          وقف أهل العلم عند هذه الآيه وقالوا .. لو قال الله تعالى( كوني بردا) فقط لمات ابراهيم عليه السلام من البرد ، لكنه قال (وسلاما) فسلمه الله.. ولو قال (كوني بردا وسلاما) ولم يقل (على ابراهيم) لبطل مفعول النار إلى يوم القيامة.. تلك هي كمال قدرة الله العظيمة
          .

          لم يأمر الله تعالى النار أن تنطفئ ، بل تبقى نارا باردة ، بقي شكلها وبطل مفعولها على ابراهيم .. ياسبحان الله ! إذ ليس ضروريا أن ترحل نيران المصاعب من حياتنا ..
          المهم أن تشعر قلوبنا أنها (بردا وسلاما)


          (أرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين)
          كن لله عبدا يكن لك أمنا وعونا ولو كان جميع من في الأرض ضدك ..
          لاتقلقي يا أرض الشام .. أنت التي قال الله فيك (الأرض التي باركنا فيها للعالمين)
          أنت لست لنفسك فقط ، لقد أعزك الله وجعلك للعالم كله ..
          بوركت يا أرض الشام وبارك الله بأهلك ...

          تأملات قرآنية




          تعليق


          • رد: تدبر آية من القرآن




            {.... وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي} [طه : 39]

            {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي} [طه: 39] وليس فيك ما يُوجب المحبة، وليس لديك أسبابها، خاصة وقد كان موسى عليه السلام أسمر اللون، أجعد الشعر، أقنى الأنف، أكتف، وكأن هذه الخِلْقة جاءت تمهيداً لهذه المحبة، وإثباتاً لإرادة الله التي طوَّعَتْ فرعون لمحبة موسى، كما قال تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ المرء وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24].
            وهكذا، حوَّل الله قلب فرعون، وأدخل فيه محبة موسى ليُمرِّر هذه المسألة على هذا المغفل الكبير، فجعله يأخذ عدوه ويُربِّيه في بيته، ولم يكن في موسى الوسامة والجمال الذي يجذب إليه القلوب.
            ثم يقول سبحانه: {وَلِتُصْنَعَ على عيني} [طه: 39] أي: تُربَّى على عَيْن الله وفي رعايته، وإنْ كان الواقع أنه يُربّى في بيت فرعون، فالحق تبارك وتعالى يرعاه، فإنْ تعرَّض لشيء في التربية تدخّل ربُّه عز وجل ليعلمه ويُربّيه.
            تفسير الشعراوى



            الأسباب لا تنجي إلا بالله، البحر الذي نجى الله منه موسى وهو رضيع هو الذي أغرق فيه فرعون وهو جبار.(فليلقه اليم بالساحل) (فأغرقناهم في اليم)/عبد العزيز الطريفي

            ‏﴿وألقيت عليك محبة مني﴾قال ابن عباس أحبه وحببه إلى خلقه قال عكرمة ما رآه أحد إلا أحبه

            ﴿ولتصنع على عيني﴾إنها منزلة وإنها كرامة أن ينال إنسان لحظة من العناية؛فكيف بمن يصنع صنعا على عين الله ! / د. طارق مقبل

            وألقيت عليك محبة مني ......قال الطبري : قال بعضهم:عنى بذلك أنه حببه إلى عباده......بعض الناس تجد حبهم يلقى عليك ... يجتاحك... يغمرك . / عبد الله بلقاسم





            إذا أراد الله بعبد خيرا سخر له الظروف كلها لتخدمه ، قرب له ماينفعه وأبعد عنه مايضره لأنه يريده لنفسه .. المحبة من الله يلقيها على من يشاء من خلقه فتنجذب إليه القلوب وتنقاد إليه النفوس دون سبب ظاهر ... هي رعاية ربانية ... سر في طريقك إلى الله فإن أراد الله منك شيئا صنعك له صناعة ..

            من قرت عينه بالله قرت به كل عين ، وأنس به كل مستوحش ، وفرح به كل حزين ، وأمن به كل خائف .. فمن صنع على عين الله سيرتفع في أعين الناس .


            (واصطنعتك لنفسي) آية ذات منزلة وكرامة ،عزة وتسديد وإحاطه .. قالها الله لسيدنا موسى عليه السلام وكان في بيداء مقفرة وليلة باردة .. فظروفك الصعبة لاتعني أن الله لايحبك .

            اللهم ألق علينا محبة منك واصنعنا على عينك ..




            تعليق


            • رد: تدبر آية من القرآن






              {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ○ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ} [طه : ٣٦-٣٧]

              {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)}
              المراد: أعطيناك ما سألتَ، بل وأعطيناك قبل أن تسأل، بل وقبل أن تعرف كيف تسأل
              {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37)}
              (مّننا) من المنة، وهي العطاء بلا مقابل على خلاف الجزاء، وهو العطاء مقابل عمل {مَرَّةً أخرى} [طه: 37] إذن: هناك مرة أولى، لكن المراد بالمنّة هنا ما حدث من الوحي إلى أم موسى وهو صغير، فهي في الحقيقة المنّة الأولى إنما قال هنا {مَرَّةً أخرى} [طه: 37] هذا ترتيب ذكري حَسْب ذِكْر الأحداث.
              فمتى كانت هذه المنّة؟

              {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38)}
              إذ: يعني وقت أنْ أوحينا إلى أمك ما يُوحَى. فكانت هذه هي المنة الأولى عليك حين وُلدت في عام، يقتل فيه فرعون الذكور، فمنَّنا عليك لما قلنا لأمك: {فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليم وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تحزني إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المرسلين} [القصص: 7].
              تفسير الشعراوى






              {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ○ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ} [طه : ٣٦-٣٧]




              احشد رغباتك ، اهتف بكل حاجاتك ، فرب لحظة يقال لك فيها(قد أوتيت سؤلك)
              مهما كانت ظروفك القاحلة عش متعة الترقّب .. ﴿ ولقد مننا عليك مرة أخرى ﴾ ترقّب المنة الأخرى !/ نايف الفيصل

              وحده الله لايخيب ظن عبده ، إن ناداه أجابه وأكرمه حتى يدهشه ، فقد أجاب لسيدنا موسى سبع حاجات دفعة واحدة حين قال(رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني ......) ولاتستكثر ذنوبك فقد أجاب الله لإبليس عندما طلب أن ينظره إلى يوم البعث (قال إنك من المنظرين) فما بالك بعبده التائب العابد ؟!

              يتضمن تاريخ حياتنا الكثير الكثير من فضل الله علينا ، فكيف لايجيب دعاءنا اليوم ؟!

              استشعر(ولقد مننا عليك مرة أخرى) ألا يشعرك دفء هذه الآية الكريمة بالأمان والسكينة والود ؟.. لقد من الله على موسى عليه السلام عندما كان عمره يوما واحدا وألقت به أمه في اليم بأمر الله ، فألقى الله عليه محبة منه حتى أحبه فرعون ..
              إذا وثقت بحب الله تعالى فإن ربك الكريم لن يضيعك ...








              تعليق


              • رد: تدبر آية من القرآن




                {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن : 60]

                هناك إسلام وإيمان وإحسان، فالإسلام مجرد الخضوع لمنهج الله فأنت مسلم، أما الإيمان فتطبيق وإقبال، تصديق وإقبال على الله عز وجل، والكفر تكذيب وإعراض، الإقبال متفاوت، لذلك المؤمنون يتفاوتون في درجاتهم لا انطلاقاً من معلوماتهم، المعلومات واحدة، بل من إقبالهم على الله، أما الإحسان فيأتي بعد مرتبة الإيمان، إسلام إيمان إحسان، الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، عبّر بعض العلماء عن هذا المقام بالمراقبة، الإنسان المحسن دائماً يراقب ربه في موقفه، هل هذا الموقف يرضي الله؟ هل هذه الكلمة، هل هذا التصريح، هل هذه النصيحة أبتغي بها وجه الله؟ المتابعة ومحاسبة النفس أعلى درجة لطريق العبد إلى الله عز وجل، هذه أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

                ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾
                المعية معيتان، معية علم ومعية توفيق، إذا قال تعالى:
                ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾[ سورة الحديد: 4 ]
                معكم بعلمه، الكافر الله يعلم ما يفعل، الذي صنع قنبلة ذرية يعلمها، كل شيء وقع يعلمه الله، هذا معنى وهو معكم أين ما كنتم، يعلم أعمالكم، ويعلم خبايا أعمالكم، ويعلم نواياكم، ويعلم مؤدى أعمالكم، أما قوله تعالى:﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[ سورة الأنفال: 19 ]
                فهذه معية خاصة، مع المؤمنين ينصرهم، يؤيدهم، يلهمهم الصواب، يحفظهم، يوفقهم، البطولة أن تملك المعية الخاصة، العامة لكل الناس حتى لغير المؤمنين.
                هذه المعية الخاصة ينالها المحسن
                ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾

                ﴿ وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ ﴾[سورة الإسراء: ٢٣]
                أعلى شيء العبادة لله:
                ﴿ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا ﴾[سورة الإسراء: ٢٣]
                رفع مستوى الإحسان بالوالدين إلى مستوى عبادته، الإله هو الخالق
                والخلق تمّ عن طريق الأم والأب
                احسن لوالديك

                راتب النابلسي





                {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن : 60]

                هل سمعتم بأعظم وأكثر وأكبر من هذا الكرم الإلهي ؟! ...
                أحسن أيها العبد يحسن إليك الرحمن جل جلاله ...
                وشتان مابين إحسانك وإحسانه ...

                أحسن الله ل (قاصرات الطرف) العفيفات
                فأصبحن (كأنهن الياقوت والمرجان) تأملوا كيف كانت (العفة) أساس الحسن والجمال ...
                أين شبابنا من العفاف هذه الأيام ؟..
                فمن أخلص في عبادته نال درجة الإحسان الذي إن استقر في النفس أشرقت الروح ، وامتلأ القلب خيرا ونورا .. ألا تحب أن يغفر الله لك وتكون من المحسنين ؟..

                لاتتجاهل أعمال الخير تحرك ، اعمل .. ساعد .. ولا تنتظر الشكر والهدايا ..أحسن عملك لوجه الله الكريم .. فإن جزاء ربك أعظم ... انظر إلى من أحسن تربية ابنه كيف أكرمه الله ببر هذا الإبن ، وربنا شكور يجازي أهل الإحسان بالإحسان .. أحسن فالله يحب المحسنين ..

                تأملات قرآنية



                تعليق


                • رد: تدبر آية من القرآن






                  {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن : 29]

                  قال أهل التفسير في معنى الآية: لا يسأل الخلق الخالق عن قضائه فيهم، وهو يسأل الخلق عن عملهم، وقالوا: لا يُسأل عن فعله؛ لأن كل فعله صواب، وهو لا يريد عليه الثواب، وهم يسألون عن أفعالهم؛ لأن كثيراً منها ليست بصواب، وإذا كانت بصواب فربما لا يريدون منها الثواب، أي يريدون الرياء والسمعة، لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْسورة الأحزاب:8، ومن معاني الآية: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَسورة الأنبياء:23:


                  الله له الأسماء الحسنى، والصفات العلى، وأفعاله سبحانه جارية في خلقه كل يوم هو في شأن، يغني فقيراً، ويجبر كسيراً، ويعطي قوماً، ويمنع آخرين، يُذل ويُعز، يُحيي ويميت، يرفع ويخفض، لا يشغله شأن عن شأن، ولا تغلطه المسائل، ولا يبرمه إلحاح الملحين في دعائهم، ولا طول مسألة السائلين، تقاديره وتدابيره من حكمته ، وهو الذي قال: يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه روى هذا الحديث القدسي الإمام مسلم رحمه الله .

                  موقع الشيخ محمد صالح المنجد




                  {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن : 29]

                  تأمل معي
                  (كل يوم هو في شأن)
                  في اللحظة الواحدة ولادة ، وفاة ، زواج ، طلاق ، تهنئة ، تعزية ، يعز ، يذل ، يعطي ويمنع ...
                  ذلك بحكمته سبحانه .

                  (يسأله من في السموات والأرض)
                  هو أمر الله وحده ، إن أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون ، ولا غنى لأحد من عباده عنه ..
                  ألا تسأله أنت وتتضرع في الدعاء ؟!..

                  لاتقلق من حال اليوم فغدا يوم آخر وحال آخر ، ثق بأن حزن اليوم سينقضي ، وهمك سيزول ، تفاءل بعطاء الكريم جل جلاله .. هذه أمطار تأتي بعد الجفاف بلا موعد تخبرنا بأن الله قادر على تغيير الأحوال في طرفة عين ، فكيف تيأس ولك رب كل يوم هو في شأن !

                  ألا نستبشر بإشراقة الشمس بعد ليل مظلم بخير جديد ؟
                  يشفي الله المريض بدعوة صادقة من قلب يفيض بالإيمان ..
                  يأتيك الفرج برنة في هاتفك وصوت يدعوك لتستلم عملك الجديد ...
                  ابتسم وكن مع الله بإخلاص ثم ثق به وقل .. ياااارب ...

                  تأملات قرآنية



                  تعليق


                  • رد: تدبر آية من القرآن





                    {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ(79)}

                    داود وسليمان- عليهما السلام- نبيان، لكل منهما مكانته، وقد أعطاهما الله حُكْماً وعلماً، ومع ذلك اختلف قولهما في قضية

                    {إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ القوم...} [الأنبياء: 78]
                    هذه خصومة بين طرفين، احتكما فيها لداود عليه السلام: رجل عنده زرع، وآخر عنده غنم، فالغنم شردتْ في غفلة من صاحبها فأكلتْ الزرع، فاشتكى صاحبُ الزرع صاحبَ الغنم لداود، فحكم في هذه القضية بأن يأخذَ صاحبُ الزرع الغنَم، وربما وجد سيدنا داود أن الزرع الذي أتلفتْه الغنم يساوي ثمنها.
                    فحينما خرج الخَصْمان لقيهما سليمان- عليه السلام- وكان في الحادية عشرة من عمره، وعرف منهما حكومة أبيه في هذه القضية، فقال: (غير هذا أرفق بالفريقين) فسمَّي حُكْم أبيه رِفْقاً، ولم يتهمه بالجَوْر مثلاً، لكن عنده ما هو أرفق.
                    فلما بلغت مقالته لأبيه سأله: ما الرِّفق بالفريقين؟ قال سليمان: نعطي الغنم لصاحب الزرع يستفيد من لبنها وأصوافها، ونعطي الأرض لصاحب الغنم يُصلحها حتى تعود كما كانت، ساعتها يأخذ صاحب الغنم غنمه، وصاحب الزرع زَرْعه.

                    فما توصَّل إليه سليمان لا يقدح في عِلْم داود، ولا يطعن في حُكْمه.
                    وما أشبه حُكْم كُلٍّ من داود وسليمان بمحكمة درجة أولى، ومحكمة درجة ثانية، ومحكمة النقْض، ومحكمة الاستئناف، وإياك أن تظن أن محكمة الاستئناف حين تردُّ قضاء درجة أولى أنها تطعن فيها.
                    فهذا مثل قوله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ...} [الأنبياء: 79] فجاء بحكْم غير ما حكَم به أبوه؛ لذلك فالقاضي الابتدائي قد يحكم في قضية، ويتم تأجيلها إلى أنْ يترقى إلى قاضي استئناف، فيقرأ نفس القضية لكن بنظرة أخرى، فيأتي حُكْمه غير الأول.
                    ثم يقول تعالى: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الجبال يُسَبِّحْنَ والطير...} [الأنبياء: 79] حينما جمع السياق القرآني بين داود وسليمان أراد أنْ يُبيِّن لنا طَرفاً مِمَّا وهبهما الله، فقوله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ...} [الأنبياء: 79] مظهر من مظاهر امتيازه، وهنا يُبيِّن مَيْزةً لداود عليه السلام: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الجبال يُسَبِّحْنَ والطير...} [الأنبياء: 79].

                    من تفسير الشعراوي







                    {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ....} [الأنبياء : 79]

                    مهما بلغ الذكاء بالمرء ، لن يفهم الأمور كما ينبغي حتى يفهمه ربه
                    دائما الإنسان مفتقر إلى ربه جل جلاله في فهمه للأمور ، وقد يفتح الله لطالب علم صغير من الفهم مالا يكون للكبار .. ويتفوق الإبن على أبيه ، وليس في ذلك ذم للأب (وكلا أتينا حكما وعلما)
                    فخطأ المجتهد لايقدح فيه حتى وإن كان الصواب خلاف ماتوصل إليه ..

                    من فضيلة العلم على المال أن الله علم سليمان فمن عليه (ففهمناها سليمان) لكن عندما أعطاه المال والملك لم يمن عليه(هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك..)

                    أحضر ابنك في مجالسك ، دربه على إبداء الرأي ، اسمعه واقبل الحق منه ..
                    اللهم علمنا و فهمنا وامنن علينا من فضلك ..

                    تأملات قرآنية


                    تعليق


                    • رد: تدبر آية من القرآن




                      {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} [الحجر : 21]

                      قوله الحق: { وَإِن مِّن شَيْءٍ... } [الحجر: 21]
                      أي: أنه لا يوجد جنس من الأجناس إلا وله خزائنُ عند الله سبحانه، فالشيء الذي قد تعتبره تافهاً له خزائن؛ وكذلك الشيء النفيس، وهو سبحانه يُنزِل كل شيء بقدَرٍ؛ حتى الاكتشافات العلمية يُنزِلها بقدَرٍ.

                      فلكل شيء في الأرض خزائن؛ والخزينة هي المكان الذي تُدَّخر فيه الأشياء النفيسة، والكون كله مخلوق على هيئة أن الحق سبحانه قدَّر في الأرض أقواتاً لكل الكائنات من لَدُن آدم إلى أن تقومَ الساعة.
                      فإنْ حدث تضييق في الرزق فاعلموا أن حقاً من حقوق الله قد ضُيِّع، إما لأنكم أهملتم استصلاحَ الأرض وإحياء مواتها بقدر ما يزيد تعداد السكان في الأرض، وإما أنكم قد كنزتُم ما أخذتُم من الأرض، وضننتُم بِمَا اكتنزتموه على سواكم.

                      فإنْ رأيتَ فقيراً مُضيَّعاً فاعلم أن هناك غنياً قد ضَنَّ عليه بما أفاض الله على الغني من رزق، وإنْ رأيت عاجزاً عن إدراك أسباب حياته فاعلم أن واحداً آخر قد ضَنَّ عليه بقُوتِه.وإنْ رأيت جاهلاً فاعلم أن عالماً قد ضَنَّ عليه بعلمه. وإنْ رأيت أخْرقَ فاعلم أن حكيماً قد ضَنَّ عليه بحكمته؛ فكُلّ شيء مخزون في الحياة؛ حتى تسلم حركة الحياة؛ سلامةً تؤدي إلى التسانُد والتعاضُد؛ لا إلى التعانُد والتضارب.

                      ونعلم أن الحق سبحانه لو شاء لجعل الناس كلهم أثرياء؛ ولم يجعل يداً عليا ويداً سفلي، لكنه سبحانه لم يشأ ذلك؛ ليجعل الإنسان ابْنَ أغيار؛ ويعدل فيه ميزان الإيمان، ولِيدُكّ غرور الذات على الذات، وليتعلم الإنسان أن غروره على ربِّه لن ينال من الله شيئاً، ولن يأتي للإنسان بأي شيء.

                      وكل مظاهر القوة في الإنسان ليست من عند الإنسان، وليست ذاتية فيه، بل هي موهوبة له من الله؛ وهكذا شاء الحق سبحانه أنْ يُهذِّب الناس لِيُحسِنوا التعامل مع بعضهم البعض.

                      ولذلك أوضح سبحانه أن عنده خزائنَ كل شيء، ولو شاء لألقى ما فيها عليهم مرة واحدة؛ ولكنه لم يُرد ذلك ليؤكد للإنسان أنه ابْنُ أغيارٍ؛ ولِيلفتَهم إلى مُعْطي كل النعم.

                      كما أن رتابة النعمة قد تُنسِي الإنسانَ حلاوة الاستمتاع بها، وعلى سبيل المثال أنت لا تجد إنساناً يتذكّر عَيْنه إلا إذا آلمتْه؛ وبذلك يتذكر نعمة البصر، بل وقد يكون فَقْد النعمة هو المُلفِت للنعمة، وذلك لكي لا ينسي أحد أنه سبحانه هو المُنعِم.

                      من تفسير الشعراوي




                      {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} [الحجر : 21]

                      جميع الأرزاق والأقدار لايملكها إلا الله ، يعطي ويمنع من يشاء (وما ننزله إلا بقدر معلوم)
                      وذلك بحسب حكمته ورحمته الواسعة ... كل إنسان يخفي خزائنه .. سواء زادت أو قلت .. إلا الله تعالى يبديها ويقول (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه) ولو أعطى كل سائل مسألته مانقص من ملكه شيء سبحانه كريم مقتدر .. فادع الله وكأنك تراه ولا تبخل على نفسك بالطلب والإلحاح ..
                      اللهم رزقك ..

                      لايطلب الشيء إلا ممن عنده خزائن كل شيء ، وممن بيده مفاتيح هذه الخزائن .. مفاتيح رزقك في مسألته سبحانه ، كل أمنياتك موجوده في السماء ، استمطرها بالسجود ، بالدعاء ، بالاستغفار ، بالتوسل والإفتقار ..
                      .اللهم ارزقنا خيرات الدنيا والآخرة ...

                      تأملات قرآنية


                      تعليق


                      • رد: تدبر آية من القرآن





                        يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)}.

                        {.... فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء : 19]


                        انظر إلى الدقة في العبارة {فعسى أَن تَكْرَهُواْ} فأنت تكره؛ وقد تكون محقا في الكراهية أو غير محق، إنما إن كرهت شيئا يقول لك الله عنه: {وَيَجْعَلَ الله فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} فاطمئن إنك إن كرهت في المرأة شيئا لا يتعلق بدينها، فاعلم أنك إن صبرت عليه يجعل الله لك في بقية الزوايا خيراً كثيراً.

                        إن الحق يطلق القضية هنا في بناء الأسرة ثم يُعمم، وكان بإمكانه أن يقول: فعسى أن تكرهوهن ويجعل الله فيهن خيرا، لا. فقد شاء أن يجعلها سبحانه قضية عامة في كل شيء قد تكرهه، وتأتي الأحداث لتبين صدق الله في ذلك، فكم من أشياء كرهها الإنسان ثم تبين له وجه الخير فيها. وكم من أشياء أحبها الإنسان ثم تبين له وجه الشر فيها، ليدلك على أن حكم الإنسان على الأشياء دائما غير دقيق، فقد يحكم بكره شيء وهو لا يستحق الكره، وقد يحكم بحب شيء وهو لا يستحق الحب.

                        إذن فالحق سبحانه وتعالى يأتي بالأشياء مخالفة لأحكامك {فعسى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ الله فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} فقدر دائما في المقارنة أن الكره منك وجَعْل الخير في المرأة من الله، فلا تجعل جانب الكره منك يتغلب على جانب جعل الخير من الله

                        من تفسير الشعراوي





                        {.... فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء : 19]


                        لو قال خيرا لكفى .. فكيف وهوخيرا كثيرا؟!
                        تفاءل مهما كان القدر مؤلما فلا تدري مابعده ...

                        ليست كل مرارة بلاء بل بعضها دواء وشفاء
                        ستكشفه لك اﻷيام بعد حين ويكون على هيئة العطاء !
                        / مها العنزي

                        (فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا)
                        وهكذا البنات، قد يكون للعبد فيهن خير الدارين. ابن القيم

                        كم من الأمور اخترناها وأحببناها وكانت عاقبتها السوء والخسران .....
                        الله جل جلاله يدبر أمرك ويختار لك الخير والخير الكثير .. فكم فرحة مطوية لك بين ثنايا النوائب ، وكم مسرة أقبلت حيث كنت تنتظر المصائب .. إنه فضل من ربك ..

                        تأمل كلمة (ويجعل) إنها فعل مضارع يفيد الاستمرار .. الأمر الذي أحزنك ، لاتزال تتوالد خيراته الكثيرة بلا انقطاع .. فلا تطع مشاعر الكراهية في قلبك فتكره مااختاره لك الله ، ربما في هذه الكراهه تفقد أشياء جميله تدهشك وتسعدك .. ابتسم في وجه البلاء ، فربما حمل لك العطاء ...
                        سلم أمرك لله ..

                        (ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) لا يقدر الله شرا لاخير فيه ، وذلك من رحمته بعباده .. قد تكون الكراهيه أول الخير ، فأحسن ظنك بالعليم الخبير الذي يدبر لك الخير الكثير لدرجة أنه ينسيك ماكنت تكره ، ينسيك ماكابدته ، يقلب كراهيتك حبا وسعاده .. إنه الله العظيم .

                        تاملأت قرآنية



                        تعليق


                        • رد: تدبر آية من القرآن



                          {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران : 8]

                          قال علماء التفسير : ما دام الله جل جلاله يأمرنا أن ندعوه لئلا تزيغ قلوبنا ، معنى ذلك أن الأمر بيدنا ، يؤكِّد هذا المعنى أن الله عزَّ وجل يقول :﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾( سورة الصف : من الآية 5)
                          معنى ( زاغ ) أي انصرف إلى شيءٍ آخر غير الدين ؛ انصرف إلى الدنيا ، انصرف إلى معصية ، انصرف إلى متعةٍ رخيصة ، أو توجه إلى جهةٍ شريكة لله عزَّ وجل ، أي كان متجهاً إلى الله فزاغ قلبه ، اتجه إلى غير الله ، كان مقبلاً على طاعة ، فزاغ قلبه ، فأقبل على معصية ، كان محسناً ، فزاغ قلبه ، فأساء ، كان طاهراً ، فزاغ قلبه ، فانحرف ، لأن الله عزَّ وجل يأمرنا أن ندعوه ..﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا ﴾


                          عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ ، يُصَرِّفُ كَيْفَ يَشَاءُ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ : مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ اصْرِفْ قُلُوبَنَا إِلَى طَاعَتِكَ ))[ مسلم وأحمد ]

                          ينبغي أن نفهم هذا الحديث فهماً دقيقاً جداً ، أي أن الله عزَّ وجل جعل قلوبنا بيده لسبب واحد ؛ من أجل أن يعيننا على إيماننا ، فلو أن أحدنا أراد شيئاً طيباً ، ملأ الله قلبه انشراحاً ، وإذا أراد أحد الناس سوءً ، ملأ قلبه انقباضاً ، فلأن القلب بيد الله عزَّ وجل ، يعطينا دفعة التشجيع ، أو دفعة ردع
                          ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾

                          معنى ذلك أن الإنسان عليه أن يبقى مستعداً لأية معركةٍ مع الشيطان ، الشيطان لا ييأس ، ولكل طورٍ من أطوار الإيمان شيطانٌ يثبط عزيمة الإنسان ، حتى إذا بلغت قمة النجاح يغريك الشيطان بالغرور ، كل نجاح له مطب ، فيجب أن تكون يقظاً .الإنسان عليه أن يؤمن ، وعليه أن يصون إيمانه ، وعليه أن يجدد إيمانه ، والإيمان يخلَق في جوف بني آدم ، ويهترئ ، فلابدَّ من تجديده ، والتجديد يكون بأن ترفع مستوى طلب العلم ، والتجديد يكون عن طريق المبالغة في الاستقامة ، والتجديد يكون عن طريق العمل الصالح ، أن تزداد علماً ، وأن تزداد انضباطاً ، وأن تزداد عطاءً ، بهذا يتجدد الإيمان ..

                          من تفسير راتب النابلسي





                          {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران : 8]

                          بعد أن ذاقوا حلاوة الهداية والقرب من الله ..

                          تضرعوا إليه يسألوه أن يرحمهم ويثبتهم على ذلك ..

                          تزيغ في النهاية قلوبا كانت متردده في البداية .. لكن من رسخ العلم واليقين في قلبه ، خاف على نفسه الضلال فأخذ يدعو (ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ..) لقد سألوا الله العافيه مما ابتلي به الزائغون ، كما سألوه رحمته المتضمنه كل خير معترفين بمنة الله عليهم أن هداهم .. فالهداية للحق رزق يساق من الله إلى (القلوب الصادقة) فلم ينالها ابن نوح عليه السلام ، ولم يحرمها الله لأحد بكفر ذويه ..

                          سمي القلب قلبا لأنه كثير التقلب ، فما أنت عليه اليوم قد تعيد النظر فيه غدا !!.. احذر أن تزيغ عن الحق ..لاتأمن الفتن مهما بلغت من الإيمان ، فقد كان دعاء الانبياء(ربنا
                          لاتزغ قلوبنا ....)
                          سبحانك ربنا أنت الوهاب الكريم تعطي من يسألك فوق حاجته ،
                          نسألك يا الله من أعظم هباتك
                          ( الهداية والثبات )


                          تعليق


                          • رد: تدبر آية من القرآن


                            {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ○ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيد ○ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيق} [الحج: ٢٠-٢١-٢٢]




                            {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ(20)}

                            قلنا: إن هذا الماء بلغ من الحرارة منتهاها، فلم يغْلِ عند درجة الحرارة التي نعرفها، إنما يُغلِيه ربه الذي لا يُطيق عذابَه أحدٌ. وأنت إذا صببتَ الماء المغلي على جسم إنسان فإنه يشوي جسمه من الخارج، إنما لا يصل إلى داخله، أمّا هذا الماء حين يُصَبُّ عليهم فإنه يصهر ما في بطونهم أولاً، ثم جلودهم بعد ذلك، فاللهم قِنَا عذابك يوم تبعث عبادك.



                            {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ(21)}

                            المقامع: هي السياط التي تقمع بها الدابة، وتَرْدعها لتطاوعك، أو الإنسان حين تعاقبه، لكنها سياط من حديد، ففيها دلالة على الذِّلَّة والانكسار، فضلاً عن العذاب.




                            {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ(22)}



                            الحق سبحانه وتعالى يُصوّر حال أهل النار وما هم فيه من العذاب ومن اليأس في أن يُخفف عنهم، فإذا ما حاولوا الخروج من غَمِّ العذاب جاءتهم هذه السياط فأعادتهم حيث كانوا، والإنسان قد يتعود على نوع من العذاب فيهون عليه الأمر، كالمسجون مثلاً الذي يُضْرب بالسياط على ظهره، فبعد عدة ضربات يفقد الإحساس ولا يؤثر فيه ضَرْب بعد ذلك.
                            وقد أجاد المتنبي في وصف هذا المعنى حين قال:
                            رَمَاني الدَّهْرُ بالأَرْزَاءِ حتّى *** كَأنِّي فِي غِشَاءٍ مِنْ نِبَالِ
                            فكنتُ إذا أَصَابتْني سِهَامٌ *** تكسَّرتْ النِّصَالُ علَى النِّصَال



                            لكن أنَّى يُخفَّف عن أهل النار، والحق سبحانه وتعالى يقول: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ العذاب..} [النساء: 56].
                            ففي إعادتهم تيئيس لهم بعد أنْ طمِعوا في النجاة، وما أشدّ اليأس بعد الطمع على النفس؛ لذلك يقولون: لا أفجعَ من يأسٍ مقمع، بعد أمل مُقْمِع. كما يقول تعالى: {وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ..} [الكهف: 29] ساعة يسمعون الإغاثة يأملون ويستبشرون، فيأتيهم اليأس في {بِمَآءٍ كالمهل يَشْوِي الوجوه..} [الكهف: 29].


                            تفسير الشعراوى




                            {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ○ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيد ○ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيق} [الحج: ٢٠-٢١-٢٢]

                            هم أهل النار ، ثيابهم من نار ، وشرابهم من حميم .. ذلك هو العذاب المقيم وهم فيه خالدون .. رحماك يا الله ...

                            يلبسون ويشربون فتشوى أجسادهم وجلودهم وتذوب أجوافهم بمافيها .... أرجلهم مقيدة بالأرض بسلاسل من حديد ... يرفعهم لهيب النار قليلا وهم في شدة العذاب والغم والكرب ، لكن لاسبيل للخروج إذ ليست القيود وحدها تمنعهم ، بل تضربهم ملائكة العذاب بمطارق من حديد قائلة لهم (وذوقوا عذاب الحريق) فيغرقوا في النار من جديد ..

                            هل نحن واثقون أننا لسنا منهم ؟!
                            اللهم سلم سلم ..

                            ألا تكفينا هموم الدنيا بما فيها من آلام ومنغصات ؟!!... كلنا نتلذذ ونسعد عندما نسمع عن النعيم المقيم في الجنة .. فكيف وهي أفضل بكثير مما نتخيله ؟!! لنحاول أن تكون آخرتنا أهنأ من الدنيا .. نتقي الله بأعمالنا ليقال لنا (ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود) تلك الجنة غاية المنى




                            تأملات قرآنية



                            تعليق


                            • رد: تدبر آية من القرآن




                              {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ} [الحج : 24]


                              حين تأمُر بمعروف تنتقى أطايبَ الكلام، وحين تنهى عن منكر، تبتعد عن الفُحش والخَنا، وحين تدعو إلى الله، فبالحكمة والموعظة الحسنة، وحين تجادل فبالتي هي أحسن، وحين تحاط الكلمة بسياج العقل، وتُحَدُّ بإطار الشرع، تفعَل فِعلَ السحر: ((وإن من البيان لسحرًا))، فتهز القلوب وتلامس المشاعر، وتَنفُذ إلى العقل والوِجدان.

                              لقد حرَّم الإسلام كلَّ ما يوغر الصدور، فنهى عن الجدال والخصام واللجاج، وأمر بتحرِّي قول الحق في العسر واليسر، والمَنشط والمكره، وفي كافة المعاملة مع الخلق: ﴿ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30].
                              ((إنما الشديدُ الذي يَملِك نفسَه عند الغضب)) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
                              حرَص الإسلام على تهذيب الألسن أن تَحيد عن مسارها الصحيح، فتَجرَح أو تُؤذي، وأمر بإلانةِ القول حتى مع أعتى الخلق وأطغاهم: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 43، 44].
                              كلمة تقرَع القلوب والأسماع، فإذا بالعدو اللدود يتحوَّل إلى حميمٍ ودودٍ، فلا نعلم دينًا اعتنى بأناقة الكلمة وبهاء اللفظ كهذا الدين: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الإسراء: 53].

                              جرِّب أن تستبدلَ بكلمات النقد والتجريح كلمةَ نُصحٍ حانية تريح، وبكلمة التصريح كلمات التلميح، وبعبارات اللوم ألفاظَ المديح، بعيدًا عن الفحش والبذاء، والضَّرر والإيذاء: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]، امتثالًا لتعاليم ديننا، وطاعة لبارينا، فهو وحدَه موفِّقُنا وهادينا.

                              د. أسماء جابر العبد






                              {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ} [الحج : 24]

                              كلماتهم طيبه في الدنيا .. فكان لباسهم الحرير في جنة تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ... اللهم لاتحرمنا هذا النعيم ..

                              من شرف الكلمة الطيبة واللين في القول ، أن الله جعلها من نعيم أهل الجنة .. كيف لو تمثلها الجميع في الحياة الدنيا !!... كنا تمتعنا بجزء من نعيم الجنة في حياتنا . الأقوال الطيبة هدايات من الله ، لاتأتي صدفه ، بل هي لأصحاب القلوب الصادقة الطيبة .. فالهداية تبدأ بالقلب وتصدقها الجوارح . فمن رأيته يتخبط في جوارحه فاعلم أن في إيمانه شك ...

                              (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء)
                              لنحافظ على قلوبنا سليمة طيبة ، ونزين ألسنتنا بالكلام الطيب والقول الحسن .. فيثبت الله أقدامنا على الصراط ، وندخل الجنة بسلام ... تلك الجنة غاية المنى ...

                              تأملات قرآنية



                              تعليق


                              • رد: تدبر آية من القرآن




                                {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج : 26]


                                معنى بَوَّأه: أي: جعله مَبَاءةً يعني: يذهب لعمله ومصالحه، ثم يبوء إليه ويعود، كالبيت للإنسان يرجع إليه، ومنه قوله تعالى: {وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ الله..} [البقرة: 61].
                                وإذ: ظرف زمان لحدث يأتي بعده الإخبار بهذا الحدث، والمعنى خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اذكر يا محمد الوقت الذي قيل فيه لإبراهيم كذا وكذا. وهكذا في كل آيات القرآن تأتي(إذ) في خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحدث وقع في ذلك الظرف.

                                لكن، ما علاقة المباءة أو المكان المتبوّأ بمسألة البيت؟
                                قالوا: لأن المكان المتبوّأ بقعة من الأرض يختارها الإنسان؛ ليرجع إليها من متاعب حياته، ولا يختار الإنسان مثل هذا المكان إلا توفرتْ فيه كل مُقوِّمات الحياة.
                                لذلك يقول تعالى في قصة يوسف عليه السلام: {وكذلك مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرض يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ..} [يوسف: 56].
                                وقال في شأن بني إسرائيل: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بني إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ..} [يونس: 93] فمعنى: {بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ البيت..} [الحج: 26] أي: جعلناه مبَاءة له، يرجع إليه من حركة حياته بعد أنْ أعلمنَاهُ، ودَلَلْناه على مكانه.


                                {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القواعد مِنَ البيت وَإِسْمَاعِيلُ..} [البقرة: 127].
                                ومعلوم أن إسماعيل قد شارك أباه وساعده في البناء لما شَبَّ، وأصبح لديه القدرة على معاونة أبيه، أمّا مسألة السكن فكانت وإسماعيل ما يزال رضيعاً، وقوله تعالى: {عِندَ بَيْتِكَ المحرم..} [إبراهيم: 37] يدل على أن العِنْدية موجودة قبل أنْ يبلغَ إسماعيل أنْ يساعد أباه في بناية البيت، إذن: هذا دليل على أن البيت كان موجوداً قبل إبراهيم.
                                وقد أوضح الحق سبحانه وتعالى هذه المسألة في قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} [آل عمران: 96].
                                وحتى نتفق على فَهْم الآية نسأل: مَنْ هُم الناس؟ الناس هم آدم وذريته إلى أن تقوم الساعة، إذن: فآدم من الناس، فلماذا لا يشمله عموم الآية، فالبيت وُضِع للناس، وآدم من الناس، فلابد أن يكون وَُضِع لآدم أيضاً.

                                إذن: يمكنك القول بأن البيت وَُضِع حتى قبل آدم؛ لذلك نُصدِّق بالرأي الذي يقول: إن الملائكة هي التي وضعتْ البيت أولاً، ثم طمسَ الطوفانُ معالم البيت، فدلَّ الله إبراهيم بوحي منه على مكان البيت، وأمره أنْ يرفعه من جديد في هذا الوادي.
                                ويُقال: إن الله تعالى أرسل إلى إبراهيم سحابة دَلَّتْه على المكان، ونطقتْ: يا إبراهيم خُذْ على قدري، أي: البناء.
                                ولو تدبرتَ معنى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القواعد مِنَ البيت..} [البقرة: 127] الرَّفْع يعني: الارتفاع، وهو البعد الثالث، فكأن القواعد كان لها طُول وعَرْض موجود فعلاً، وعلى إبراهيم أنْ يرفعها.
                                لكن لماذا بوَّأ الله لإبراهيم مكان البيت؟

                                لما أسكن إبراهيم ذريته عند البيت قال: {رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصلاة..} [إبراهيم: 37] كأن المسألة من بدايتها مسألة عبادة وإقامة للصلاة، الصلاة للإله الحقِ والربِّ الصِّدْق؛ لذلك أمره أولاً: {أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ والقآئمين والركع السجود} [الحج: 26] والمراد: طَهِّر هذا المكان من كل ما يُشعِر بالشرك، فهذه هي البداية الصحيحة لإقامة بيت الله.

                                وهل كان يُعقل أنْ يدخل إبراهيم- عليه السلام- في الشرك؟
                                بالطبع لا، وما أبعدَ إبراهيمَ عن الشرك، لكن حين يُرسِل الله رسولاً، فإنه أول مَنْ يتلقَّى عن الله الأوامر ليُبلِّغ أمته، فهو أول مَنْ يتلقى، وأول مَنْ يُنفذ ليكون قدوةً لقومه فيُصدِّقوه ويثقوا به؛ لأنه أمرهم بأمر هو ليس بنَجْوة عنه.


                                ألا ترى قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {ياأيها النبي اتق الله..} [الأحزاب: 1] وهل خرج محمد صلى الله عليه وسلم عن تقوى الله؟ إنما الأمر للأمة في شخص رسولها، حتى يسهُلَ علينا الأمر حين يأمرنا ربنا بتقواه، ولا نرى غضاضةً في هذا الأمر الذي سبقنا إليه رسول الله؛ لأنك تلحظ أن البعض يأنف أن تقول له: يا فلان اتق الله، وربما اعتبرها إهانة واتهاماً، وظن أنها لا تُقال إلا لمَنْ بدر منه ما يخالف التقوى.
                                وهذا فَهْم خاطئ للأمر بالتقوى، فحين أقول لك: اتق الله. لا يعني أنني أنفي عنك التقوى، إنما أُذكِّرك أنْ تبدأ حركة حياتك بتقوى الله.
                                إذن: قوله تعالى لإبراهيم عليه السلام: {أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً..} [الحج: 26] لا تعني تصوُّر حدوث الشرك من إبراهيم، وقال {شَيْئاً..} [الحج: 26] ليشمل النهيُ كُلَّ ألوان الشرك، أياً كانت صورته: شجر، أو حجر، أو وثن، أو نجوم، أو كواكب.

                                ويؤكد هذا المعنى بقوله: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ..} [الحج: 26] والتطهير يعني: الطهارة المعنوية بإزالة أسباب الشرك، وإخلاص العبادة لله وحده لا شريكَ له، وطهارة حِسّية ممّا أصابه بمرور الزمن وحدوث الطوفان، فقد يكون به شيء من القاذورات مثلاً.

                                ومعنى {لِلطَّآئِفِينَ..} [الحج: 26] الذين يطوفون بالبيت: {والقآئمين..} [الحج: 26] المقيمين المعتكفين فيه للعبادة {والركع السجود} [الحج: 26] الذين يذهبون إليه في أوقات الصلوات لأداء الصلاة، عبَّر عن الصلاة بالركوع والسجود؛ لأنهما أظهر أعمال الصلاة.
                                ثم يقول الحق سبحانه: {وَأَذِّن فِي الناس بالحج يَأْتُوكَ رِجَالاً..}

                                من تفسير الشعراوي






                                {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج : 26]

                                - "ألا تشرك بي شيئا"
                                صنما كان هذا الشيء .. أم ملكا .. أم عادات .. أم قبيلة .. أم أسرة .. أم فكرة :
                                لا تشرك بالله شيئا / علي الفيفي


                                (وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود)
                                هؤلاء هم من يستحقون الإحتفاء والإكرام ..وهنا قدم عبادة الطواف لأنها عبادة لاتؤدى إلا في بيت الله الحرام .. و خص الله الركوع والسجود لأنها أعظم أركان الصلاة و لكونها تتضمن مظهر التعظيم والتذلل ..

                                ( وطهر بيتي)
                                تأمل كيف نسب الله تعالى البيت إلى نفسه فازداد هذا البيت عظمة وشرفا ... ولو استشعر المسلم ذلك وهو يدخل المسجد الحرام لازداد خشوعا وتعظيما وذلا لله .. فهل يعقل أن يدنس العبد هذا المكان بالظلم والفسق والخصال السيئة؟! ..
                                اللهم ارزقنا زيارة بيتك بحج وعمرة ...




                                تعليق


                                • رد: تدبر آية من القرآن






                                  {.....وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ ...َ} [الحشر : 9]



                                  مفهوم الإيثار:


                                  الإيثار: أن يُقدّم المرءُ غيرَه على نفسه في جَلب النفع له ودفع الضر عنه.
                                  الإيثار: كفّ الإنسان عن بعض حاجاته التي تخصه حتى يبذلها لمن يستحقها.
                                  الإيثار: تقديم الغير على النّفس في حظوظها الدّنيويّة رغبة في الحظوظ الدّينيّة، وذلك ينشأ عن قوّة اليقين وتوكيد المحبّة، والصّبر على المشقّة.

                                  درجات الإيثار:


                                  لقد قسم بعض العلماء الإيثار إلى مراتب ودرجات،
                                  فقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:

                                  الأولى: أن تُؤْثِرَ الخلقَ على نفسك فيما لا يخْرُمُ عليك دِينًا، ولا يقطع عليك طريقًا، ولا يُفسد عليك وقتًا، يعني أن تُقدمهم على نفسك في مصالحهم، مثل: أن تطعِمهم وتجوع، وتكسوهم وتعرَى، وتسقيهم وتظمأ، بحيثُ لا يؤدي ذلك إلى ارتكاب إتلافٍ لا يجوز في الدين، وكلُّ سببٍ يعود عليك بصلاح قلبك ووقتك وحالك مع الله فلا تؤثِر به أحدًا، فإن آثرت به فإنما تُؤْثِر الشيطان على الله وأنت لا تعلم.

                                  الثانية: إيثارُ رضا الله على رضا غيره وإن عظمت فيه المحن وثقلت فيه المؤن وضعف عنه الطول والبدن ، وإيثار رضا الله عز وجل على غيره، هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته، ولو أغضب الخلْق، وهي درجة الأنبياء، وأعلاها لِلرسل عليهم صلوات الله وسلامه. وأعلاها لأولي العزم منهم، وأعلاها لنبينا صلى الله عليه وسلم، وعليهم، فإنه قاومَ العالم كُله وتجرد للدعوة إلى الله، واحتمل عداوة البعيد والقريب في الله تعالى، وآثر رضا الله على رضا الخلق من كل وجه، ولم يأخذه في إيثار رضاه لومةُ لائم، بل كان همُّه وعزْمُه وسعيه كله مقصورًا على إيثار مرضاة الله وتبليغ رسالاته، وإعلاء كلماته، وجهاد أعدائه؛ حتى ظهر دين الله على كل دين، وقامت حجته على العالمين، وتمت نعمتُهُ على المؤمنين، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاد، وعبد الله حتى أتاه اليقين من ربه، فلم ينل أحدٌ من درجةِ هذا الإيثار ما نالَ، صلوات الله وسلامه عليه.

                                  اسلام ويب




                                  .


                                  سبقَ دِرهمٌ مائةَ ألفِ درهمٍ قالوا وَكَيفَ ؟ قالَ : كانَ لرجلٍ درهمانِ تصدَّقَ بأحدِهِما وانطلقَ رجلٌ إلى عُرضِ مالِهِ ، فأخذَ منهُ مائةَ ألفِ درهمٍ فتصدَّقَ بِها

                                  الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
                                  الصفحة أو الرقم: 2526 | خلاصة حكم المحدث : حسن
                                  التخريج : أخرجه النسائي (2527) واللفظ له، وأحمد (8929)

                                  كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُرشِدُ أُمَّتَه إلى مَعالي الأمورِ مِن الأقوالِ والأفعالِ، وقد حَثَّ النَّاسَ على التَّصدُّقِ والإنفاقِ عن طِيبِ خاطرٍ، وأوضَح أنَّ اللهَ يُعْطي على ذلك الأجْرَ والعظيمَ، وأنَّ الصَّدقةَ تُنْمَى لِصاحبِها عندَ اللهِ تعالى.
                                  وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "سبَق دِرهمٌ مِئةَ ألفِ دِرهمٍ"، أي: نفقةُ دِرهمٍ في سبيلِ اللهِ بالتَّصدُّقِ به عن طيبِ خاطرٍ وإخلاصِ نيَّةٍ؛ فإنَّ ذلك في الأجرِ والثَّوابِ أفضَلُ مِن نفَقةِ مِئةِ ألفِ دِرْهَمٍ، "قالوا: وكيف؟ قال: كان لِرَجُلٍ دِرْهَمانِ تصَدَّق بأحَدِهما"، أي: إنَّه رجلٌ فقيرٌ لا يَملِكُ إلَّا دِرْهَمَين فأنفَق وتَصدَّق بأحَدِهما وهو فقيرٌ محتاجٌ فيكونُ قد أنفَق نِصفَ مالِه، مع احتياجِه إلى ما أنفقَه، "وانطَلَق رجلٌ إلى عُرضِ مالِه، فأخَذ مِنه مِئةَ ألْفِ دِرْهَمٍ فتصَدَّق بها"، أي: إنَّه رجلٌ غنيٌّ، فأنفَق مِن بعضِ مالِه مِئةَ ألفٍ فقط، وبقِي أكثرُ مالِه كما هو.
                                  في الحديثِ: الحَثُّ على الصَّدقةِ بطِيبِ خاطرٍ وإخلاصِ نيَّةٍ.
                                  وفيه: تَفاضُلُ العِباداتِ بحسَبِ أحوالِ العابِدين .
                                  درر السنية






                                  رغم ظروفهم الصعبة (يؤثرون على أنفسهم) يمنحون البسمة وقلوبهم تذوي حزنا ...
                                  المحن تظهر معادن الناس ..


                                  صفة الكرم صفة حميدة .. فإن آثرت الآخرين وأنت في سعة من الرزق ، ذلك هو الكرم والعطاء .
                                  أما إذا آثرت وأنت في خصاصة وحاجة لهذا الشيء فهذا هو قمة الإيثار

                                  فالخصاصة تضاعف قيمة الإيثار الذي اتخذوه سبيلا إلى الله عز وجل وقد وعدهم بمنزلة في الجنة ينالونها .


                                  النفوس الكريمة لاتعرف الشح حتى لو كانت يدها خالية ، فالعطاء من جبلتها ..
                                  كلنا نذكر ذلك الضيف عند رجل من الأنصار ، استضافه ولم يكن عنده إلا قوت أولاده ، فقال لزوجته نيميهم وأطفئي السراج ليشعر ضيفنا أننا نأكل معه ، فقد أطعموا الضيف وناموا جياعا ..
                                  وهذا كأس الماء الذي عرض على عكرمه وأصحابه يوم اليرموك وكل منهم يؤثر غيره وهو جريح مثقل ، حتى ماتوا ولم يشربه أحد منهم .. أين الإيثار هذه الأيام ؟؟!!..
                                  اللهم ألهمنا نعمل أعمالا صالحة فيها من الإيثار مايرضيك عنا ويرفع منزلتنا عندك ..

                                  تأملات قرآنية



                                  تعليق


                                  • رد: تدبر آية من القرآن




                                    ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ (54)سبأ

                                    عن مجاهد ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون ) قال : من الرجوع إلى الدنيا ليتوبوا .

                                    ( كما فعل بأشياعهم من قبل ) قال : الكفار من قبلهم
                                    (إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ ) إنهم كانوا في شك أي من أمر الرسل والبعث والجنة والنار .





                                    1- (وحيل بينهم وبين مايشتهون) وأقصى ما يشتهيه بذلك الموقف العودة للحياة من أجل التوبة،من أجل اﻹقرار بوحدانية الله وعبادته،لكن هيهات ! / مها العنزي

                                    2-أعظم العذاب أن يُمنع الإنسان عن مراده .. كما قال تعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} فكان هذا أجمع عبارة لعقوبات أهل جهنم . - الغزالي

                                    3-الإنسان بين خمسة أيام ؛ يومٌ مفقود، ويومٌ مشهود، ويومٌ مورود، ويومٌ موعود، ويومٌ ممدود، أما اليوم المفقود فهو الوقت الماضي، والزمن الماضي الحديث عنه لا يقدِّم ولا يؤخر، مضيَعَةٌٌ للوقت، بذلٌ للجهد بلا طائل، واليوم المشهود هو أخطر أيام الحياة، ما من يومٍ ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن آدم أنا خلقٌ جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة،اليوم الموعود الموت، اليوم الموعود الوقوف بين يدي الله عزَّ وجل للحساب، اليوم الممدود إما في جنةٍ يدوم نعيمها، أو في نارٍ لا ينفدُ عذابها، ﴿ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ﴾/راتب النابلسي




                                    {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ} [سبإ : 54]


                                    تجمع الآية الكريمة عقوبات أهل جهنم .. لقد حيل بينهم وبين يشتهون من التوبة والعودة للدنيا ليؤمنوا ..هاهم أمام الله تعالى فرادى للحساب ..

                                    كل الشهوات والملذات والأولاد والأموال والخدم و ... لن تفيد شيئا مادام الإيمان لم يدخل قلبك ...


                                    أيها المنفق بضاعة عمرك في مخالفة أوامر الله تعالى والبعد عنه ..

                                    إعلم أنه ليس في أعدائك أشد عليك منك ! ..
                                    لماذا الشك والريبه وقد فصل القرآن كل شيء ، وهذا خلق الله من حولنا .. انظر وتفكر في قدرة الخالق العظيم . من تصور أن جلوسه ساعة للتفكر مضيعة للوقت فقد خالف قول الله تعالى (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا..)


                                    مايهمنا هو رضا الله والأجر عنده يوم الحساب ..
                                    وعندما يوفقك الله لفعل الخير تذكر
                                    (إنما أجري على الله)

                                    واحذر أن يصيبك الرياء فيحبط عملك ..
                                    فالعطاء الرباني أعظم من عملك ..
                                    اجعل هدفك سماويا ...




                                    تعليق


                                    • رد: تدبر آية من القرآن





                                      {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [الشورى : 19]

                                      (اللَّهُ لَطِيفٌ)

                                      لـ"لطيف"، تعريفات كثيرة عند السلف تدور في معظمها حول معان متقاربة

                                      قال
                                      الطاهر بن عاشور: "واللطيف: من يعلم دقائق الأشياء ويسلك في إيصالها إلى من تصلح به مسلك الرفق، فهو وصف مؤذن بالعلم والقدرة الكاملين، أي يعلم ويقدر وينفذ قدرته".

                                      وقد بسط
                                      القرطبي أقوالاً عديدة في معنى "لطيف بعباده" ذكرها في كتابه " الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى"، فمنها: "(ما قاله) ابن عباس: حفي بهم. وعكرمة: بار بهم. والسدي: رفيق بهم. ومقاتل: لطيف بالبر والفاجر، حيث لم يقتلهم جوعا بمعاصيهم.

                                      و
                                      القرظي: لطيف بهم في العرض والمحاسبة.

                                      و
                                      محمد بن علي الكتاني: اللطيف بمن لجأ إليه من عباده إذا يئس من الخلق توكل ورجع إليه، فحينئذ يقبله ويقبل عليه.

                                      وقيل: اللطيف الذي ينشر من عباده المناقب ويستر عليهم المثالب. وقيل: هو الذي يقبل القليل ويبذل الجزيل. وقيل: هو الذي يجبر الكسير وييسر العسير. وقيل: هو الذي لا يخاف إلا عدله ولا يرجى إلا فضله. (...) وقيل: هو الذي لا يعاجل من عصاه ولا يخيب من رجاه. وقيل: هو الذي لا يرد سائله ولا يوئس آمله. وقيل: هو الذي يعفو عمن يهفو. وقيل: هو الذي يرحم من لا يرحم نفسه".

                                      يقول
                                      السعدي: "يخبر تعالى بلطفه بعباده ليعرفوه ويحبوه، ويتعرضوا للطفه وكرمه، واللطف من أوصافه تعالى معناه: الذي يدرك الضمائر والسرائر، الذي يوصل عباده -وخصوصا المؤمنين- إلى ما فيه الخير لهم من حيث لا يعلمون ولا يحتسبون".

                                      قال
                                      ابن القيم رحمه الله في نونيته:
                                      وهــو اللطيف بعبده ولعبده *** واللطف في أوصافه نـوعـانِ
                                      إدراك أسـرار الأمـور بخُـبره *** واللـطف عند مواقع الإحـسانِ
                                      فيـُريك عزته ويُبدي لطــفه *** والعبد في الغفلات عن ذا الشانِ


                                      وفي قوله
                                      "يرزق من يشاء" لمحات، منها ما نقله البغوي عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قوله: "اللطف في الرزق من وجهين، أحدهما: أنه جعل رزقك من الطيبات، والثاني: أنه لم يدفعه إليك بمرة واحدة (فتبذره). "، ومنها ما ذكره القرطبي في أن "تفضيل قوم بالمال حكمة، ليحتاج البعض إلى البعض (...) فكان هذا لطفا بالعباد. وأيضا ليمتحن الغني بالفقير والفقير بالغني"، ومنها ما قاله الطاهر بن عاشور بعد أن عرّف الرزق بأنه "إعطاء ما ينفع. وهو عندنا لا يختص بالحلال"؛ فقال: "والمشيئة: مشيئة تقدير الرّزق لكل أحد من العباد ليكون عموم اللطف للعباد باقياً، فلا يكون قوله: "من يشاء" في معنى التكرير، إذ يصير هكذا يرزق من يشاء من عباده الملطوفِ بجميعهم، وما الرزق إلا من اللطف".

                                      وقوله:
                                      "وهو القوي العزيز" أي: "لا يعجزه شيء"، قاله ابن كثير. وقال الطبري: "وهو القوي" الذي لا يغلبه ذو أيد لشدته، ولا يمتنع عليه إذا أراد عقابه بقدرته "العزيز" في انتقامه إذا انتقم من أهل معاصيه".

                                      واختتمت الآية باثنين من أسماء الله الحسنى تمجيداً واحتراساً من توهم ما، ذكره الطاهر بن عاشور في نهاية الآية وفيه فائدة عظيمة، حيث قال: "وعُطف "وهو القوي العزيز" على صفة "لطيف" أو على جملة "يرزق من يشاء" وهو تمجيد لله تعالى بهاتين الصفتين، ويفيد الاحتراس من توهم أن لطفه عن عجز أو مصانعة، فإنه قوي عزيز لا يَعجز ولا يصانع، أو عن توهم أن رزقه لمن يشاء عن شحّ أو قلة فإنه القوي، والقوي تنتفي عنه أسباب الشح، والعزيز ينتفي عنه سبب الفقر فرزقه لمن يشاء بما يشاء منوط لحكمة علمها في أحوال خلقه عامة وخاصة، قال تعالى: "ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكِنْ ينزِّل بقَدَر ما يشاء"".



                                      أمير سعيد

                                      موقع المسلم






                                      {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [الشورى : 19]

                                      الله لطيف بعباده .. استشعرها في صباحك ومسائك ، وعافيتك وبلائك ..
                                      ففي اليقين بها تمام راحتك .
                                      عندما نشعر أن المنافذ كلها مغلقة ، سنعرف معنى (اللطيف) الذي يوصل الينا بره من المنفذ المستحيل ، يلطف بنا من حيث لانعلم ويسوق الخير العظيم بطرق خفية لاتخطر على البال ، فتفاءل يرعاك الله .. يرزق من يشاء وفق حكمته ، يعطي و يمنع بعض الرزق وهو في ذلك يلطف بك .. وتأكد انه لو جمعت كل لطف الناس وعلى رأسهم الوالدين فلن يساوي ذلك قطرة من بحر لطف الله بك فاقصده في حاجتك ..

                                      الله لطيف بنا يمهلنا مهما توغلنا في الذنوب ، فما زال يحفظنا في نومنا ومطعمنا ويسقينا ويجود علينا (وهو القوي العزيز) له القوة كلها وهو القادر وخزائنه لاتنفد ، لكنه عزيز حكيم لطيف بعطاياه ، يغرس الرضا بقضائه في نفوسنا .. لطفه يغمر حياتنا !...
                                      ولو كانت الحياة درسا فأفضل عنوانها
                                      (الله لطيف بعباده)

                                      تأملات قرآنية



                                      تعليق


                                      • رد: تدبر آية من القرآن

                                        ما اجمل تدبر القران واياته والتفكر فيها
                                        اللهم اجعلنا من المهتدين الخاشعين اللهم امين

                                        تعليق


                                        • رد: تدبر آية من القرآن


                                          {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى : 40]

                                          إذا رد الإنسان على من ظلمه بمثل مظلمته، فإنه لا يكون آثماً بل هو عادل؛ قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا﴾، وقال تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ﴾، وقال تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾، ولكن الأفضل العفو والصفح إذا كان صاحبه أهلاً لذلك؛ لقول الله تبارك وتعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾، أما إذا لم يكن صاحبه أهلاً لذلك، بأن كان شريراً معتدياً على الخلق، لو أنه عفا عنه لذهب يظلم آخر، فإن الأفضل ألا يعفو عنه، بل أخذه بحقه أفضل؛ لأن الله تعالى شرط في العفو ان يكون إصلاحاً فقال: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾، وحينئذ لا يكون العفو مطلقاً أفضل من المؤاخذة، بل هو مشروط بهذا الشرط الذي ذكره الله عز وجل وهو الإصلاح

                                          وبهذه المناسبة أود أن أبين أن كثيراً من الناس إذا حصل من شخص حادث على قريب له ذهب يتعجل، ويعفو عن هذا الذي حدث منه الحادث، وهذا فيه نظر، فالأفضل أن يتأنى وينظر، هل هذا الذي حدث منه الحادث رجل متهور لا يبالي بالناس ولا يهتم بهم؟
                                          وكأن البشر عنده قطيع غنم؛ فإن هذا ليس أهلاً لأن يعفى عنه، بل يؤاخذ بما يقتضيه جرمه، أو إن هذا الرجل الذي حصل منه الحادث رجل هادئ خير طيب، لكن حصل منه الحادث مجرد قضاء وقدر، نعم. ليس له به أي شيء من العدوان المتعمد، فحينئذ يكون العفو عن هذا أفضل

                                          محمد بن صالح العثيمين




                                          {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى : 40]

                                          تحمل أذى جاره وقابله بالعفو والرضا ، ولما سألوه مالذي دعاك لذلك ؟!
                                          قال : قول الله تبارك وتعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله)
                                          وهل بعد هذا الأجر الكريم أتردد في العفو ؟!

                                          الصديقون يقابلون الإساءة بالإحسان لأنهم على يقين بما عند الله ..
                                          فلم يستعجلوا الانتصار لأنفسهم في الدنيا ..
                                          إسقاط حقك عند الآخرين يجعل للعفو قيمة في حياتك تكسب بذلك ود من حولك ، وأجرك قد تكفل الله بحفظه .. فنم قرير العين ...

                                          لكن العفو لايكون خيرا إلا إذا كان فيه إصلاح .. فإذا أساء لك شخص معروف بالإساءة والتمرد فالأفضل ألا تعفو عنه ..فالله لايحب الظالمين .


                                          (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا)
                                          جزاء سيئة المسيء عقوبة بسيئة مثلها ، لكن جزاء العفو له أجر عند الله تعالى ...
                                          وبحجم الوجع الذي أثخنوك به وعفوت يكون أجرك ..
                                          الأجور الكبيرة مع الجراح الكبيرة...


                                          ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )
                                          "اجعل عفوك عن المسيء من شكر الله الذي أقدرك على أن تأخذ بحقك،
                                          واسأله أجره الذي وعدك به في قوله تعالى: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله" ." / د. نوال العيد


                                          ﴿ فمن عفا وأصلح فأجره على اللَه ﴾
                                          علاقاتنا،، تدوم وتستمر بالتغاضي وتزداد بالتراضي.. فهنيئاً لمن كان أجرُه على المولى



                                          تعليق


                                          • رد: تدبر آية من القرآن




                                            (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلْنَٰهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ)(الشورى - 52)

                                            (رُوحًا)
                                            هذا روح، أي أن حياة القلب بهذا الدين، وهذا القرآن..

                                            (نُورًا نَّهْدِى بِهِ)
                                            تصوَّر إنساناً ماشياً في طريق فيه ظلام دامس، وبهذا الطريق حفر، وأكمات، وصخور، ومنزلقات، ووحوش، وحشرات قاتلة، فلو أن معك مصباحاً منيراً، فهذا المصباح المنير يقيك الوقوع في الحفرة، والارتطام بالصخرة، ويقيك أن تلدغك الحشرة، وكل هذه الأخطار تتلافاها بهذا النور.
                                            راتب النابلسي

                                            ﴿ وكذلك أوحينا إليك روحا ﴾
                                            قال السعدي رحمه الله: " سُمّي القرآن روحا لأن الروح يحيا به الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح "


                                            (ولكن جعلناه نورا) (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)
                                            إذا لم تستنر بالقرآن فأنت أعمى !
                                            واسأل الله البصيرة لترى النور ، فالقرآن نور وضياء .. هو روح تجري في الجسد ، وأي حياة نعيشها إذا ماتت فينا هذه الروح؟!
                                            لقد زكى الله بالقرآن وهداياته قلوب المؤمنين ونفوسهم وأنار بصائرهم

                                            (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)
                                            تلك نقطة تحول ولحظة إشراق ، نور عظيم على قلبك حين تعقد العزم أن تكون من أهل القرآن وخاصته ، فلا شيء أنفع لك من كلام ربك ، القرآن هو الحياة للقلب والنجاة إذا ضاقت عليك الدروب .. ثق باختيار الله لك أن وضع القرآن بين يديك ، واشكره على هذه النعمة العظيمة ..
                                            افتح كتابه واقرأ بخشوع واستمتع بحلاوة الآيات وأنوارها ...


                                            فالاشتغال بالقرآن، وخدمة القرآن، والتَّعريف به، ونشره، وتحبيبه إلى النُّفوس، وتشويق الأفئدة إليه، والتَّبصير به، ولفت الأنظار إليه، والإبانة عن حقائقه وفضله وفضائله وعظمته، وإقامة الحجة به على الآخرين، لمن أفضل ما يُشتغل به، وتُنفق فيه الأوقات، وتُبذل فيه الأموال، ويُضحَّى فيه بالمهج وبكلِّ ما هو أغلى وأنفس.




                                            واجبنا نحو القرآن الكريم:

                                            1- مراعاة آداب التلاوة والاستماع للقرآن الكريم.
                                            2- التدبر والفهم لآياته.
                                            3- التخلق بأخلاق القرآن الكريم.
                                            4- العمل بأحكامه.
                                            5- تعويد أولادنا منذ الصغر على التعلق بالقرآن الكريم.



                                            تعليق


                                            • رد: تدبر آية من القرآن





                                              {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة : 45]

                                              متلازمة الصبر والصلاة في القرآن

                                              تكرر الأمر الإلهي بالإستعانة بالصبر والصلاة في أكثر من موضع في القرآن الكريم مما يشكّل لدينا انطباعاً بأن هناك نوعاً من التلازم بين الصبر والصلاة ، فقد جاء في قوله تعالى بِسْم الله الرحمن الرحيم (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) نجد الأمر الإلهي بفعل الأمر (استعينوا) بالصبر والصلاة والضمير في (إنها) عائد للصلاة.
                                              وفِي آية أخرى ورد ذات المعنى مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ ففي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)

                                              نلاحظ أيضاً الأمر الإلهي للمؤمنين بالإستعانة بالصبر والصلاة وذكرت الآية أيضاً المعية الإلهية مع الصابرين ولم تذكر المعية الإلهية مع المصلين!
                                              وبجمع الآيتين مع بعضهما بالكلمات المشتركة (استعينوا بالصبر والصلاة) نخرج بالمحصلة وهي أن الاستعانة يجب أن تكون بالصبر قبل الصلاة والاستعانة هنا هي طلب العون والمدد من الله تعالى كما ورد في المصطلحات الفقهية في المعاجم.

                                              وقد يتبادر للذهن سؤال وهو، لماذا تُقدّم الصبر على الصلاة في الاستعانة في الآيتين أعلاه؟

                                              وبتأمل بسيط ندرك جيداً أن الدين كله عبارة عن صبر، صبر على الطاعات، صبر على المعاصي، صبر على الشهوات، صبر على المكاره والابتلاءات وما إلى ذلك، والصلاة هي عمود الدين إن قُبِلَتْ قُبِلَ ما سواها وإن رُدّت رُدَّ ما سواها وهي المقدّمة على سائر العبادات في الإسلام، ولعلّ تقدّم الصبر على الصلاة في الاستعانة لأن الصبر يهذّب النفس ويشذّبها ويحبسها عن المحرمات مما يُصفّي ساحة النفس من وساوس النفس الأمّارة ويعرج بها نحو عوالم الملكوت لتتجرّد من الأنانية والشهوات لتدخل حرم الصلاة بخشوع وحضور قلب لتكون بذلك الصلاة الحقيقية التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وهكذا في سائر العبادات الأخرى، ولعلّه لهذه العلة ذكرت الآية المعية الإلهية مع الصابرين ومن هنا فإن تقديم الصبر على الصلاة في الاستعانة يساهم بشكل أو بآخر في تكامل الفرد فالصبر على المكاره يسبب حالة من الاستقرار والصفاء النفسي والرضا بقضاء الله وقدره وينطلق من تلك الروحية في الصلاة نحو معارج الكمال.

                                              بقلم :عبير المنظور





                                              {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة : 45]

                                              من خير الوصايا لمن أراد الخير لنفسه ولغيره .. فمن حافظ على الصلاة صلح حاله وطهر قلبه .. تأمل معي (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)

                                              لم يأمرنا الله تعالى بالصبر إلا أن ماقدره (ممكن التحمل)
                                              اصبر ... فالصبر زاد لكنه قد ينفد لذا أمرنا الله أن نستعين بالصلاة الخاشعة لتمد الصبر وتقويه ، وبالخشوع تهون كل عظيمه ..

                                              كثيرا مانوصي من أصيب بمصيبة (بالصبر) لكن لماذا لانوصيه أيضا بقرينة الصبر وهي (الصلاة) ؟؟ .. لقول الله تعالى(واستعينوا بالصبر والصلاة)
                                              وقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ..

                                              الصلاة ثقيلة على من لم يخشع فيها ، والخشوع ثقيل على ضعيف اليقين بلقاء الله ..
                                              قف في مصلاك واعلم أنك بين يدي الله العظيم ، تدبر ماتقرأ من الآيات ، اسجد وتذلل لله ..
                                              اخشع وتلذذ بالصلاة وتذوق حلاوتها ..
                                              فالصلاة تعينك على الارتفاع ، والصبر يعينك على عدم الهبوط ..

                                              تأملات قرآنية




                                              تعليق


                                              • رد: تدبر آية من القرآن



                                                {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ ...}[البقرة : 61]





                                                {فادع لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأرض}
                                                لقد طلب بنو إسرائيل من موسى أن يدعو الله سبحانه وتعالى أن يخرج لهم أطعمة مما تنبت الأرض.. وعددوا ألوان الأطعمة المطلوبة.. وقالوا: {مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا}.. ولكنها كلها أصناف تدل على أن من يأكلها هم من صنف العبيد.. والمعروف أن آل فرعون إستعبدوا بني إسرائيل.. ويبدو أن بني إسرائيل أحبوا حياة العبودية واستطعموها.

                                                الحق تبارك وتعالى كان يريد أن يرفع قدرهم فنزل عليهم المن والسلوى.ولكنهم فضلوا طعام العبيد.. والبقل ليس مقصوداً به البقول فحسب.. ولكنه كل نبات لا ساق له مثل الخس والفجل والكرات والجرجير.. والقثاء هو القتة صنف من الخيار.. والفوم هو القمح أو الثوم. والعدس والبصل معروفان.. والله سبحانه وتعالى قبل أن يجيبهم أراد أن يؤنبهم:
                                                فقال {أَتَسْتَبْدِلُونَ الذي هُوَ أدنى بالذي هُوَ خَيْرٌ}.

                                                من تفسيرالشعراوي




                                                (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)
                                                حتى لا نستبدل الأدنى بالخير..
                                                كيف نتجنب السقوط في هذا الخطأ؟


                                                يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم:«قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ»،
                                                للأسف كثير منا يقع في هذا الخطأ الشنيع، يكون معنا الخير، ثم نتكبر عليه، ونتصور أنه لا شيء، فنذهب إلى غيره، ولا ندري أنه أدنى منه، ثم ما نلبث أن نرى الحقيقة وهي أننا نكون حينها استبدلنا الذي أدنى بالذي هو خير، ثم لا يفيد الندم.

                                                وهذا يحدث عندما لا ترى سوى أنا أريد هذا الأمر وفقط، بغض النظر هذا الأمر خير أو شر.. كأنك تفتش داخلك على أمر يسيطر عليك كليًا ولا تستطيع أن ترى سواها.. هنا اعلم علم اليقين أن هذا هو الفارق بين النظر والبصيرة .. وبين توكلك على نفسك أو توكلك على الله سبحانه وتعالى.

                                                أصل الآية نزلت في بني إسرائيل حينما تمردوا على نعم المولى عز وجل التي تنزل عليهم من السماء، وطلبوا أن يخرج لهم الطعام من الأرض، قال تعالى يبين ذلك: «وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ » (البقرة: 61).

                                                وهذا إنما يدل على بغيهم وعدوانهم وخبث نفوسهم، فكيف لنا وقد كشف لنا القرآن الكريم مآل من يمشي في غير طريق الله، ومع ذلك مازلنا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، وكأننا مصممون على الوقوع في المعصية ثم الندم.

                                                وكأننا لم نتعلم من قصة بني إسرائيل التي سردها القرآن العظيم على أكمل ما يكون لتكون لنا موعظة وحكمة من ألا نقع في مثل هذه الأخطاء، وكانت مثل هذه الأفعال من أهم أسباب شقائهم وذلهم، كما بين المولى عز وجل في قوله تعالى: «ذَلِكَ بِأَنّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه»،
                                                فلماذا نحطئ نحن ونقع في هذا الخطأ الكبير، ونسير على خطى بني إسرائيل الذين لعنهم الله كثيرا في كتابه الكريم؟،

                                                ألم يئن لنا أن تخشع قلوبنا لذكر الله تعالى، ونعود للحق؟.






                                                ليس البصل والعدس حراما .. ولكن العتب على دناءة الهمة في التغيير .. ذلك مثل خجلك من لغتك العربية لغة القرآن واستبدال كثيرا من مفرداتها بلغة الغرب ، وإبرازك فكرا أجنبيا بتهميش تراثك .

                                                (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) كم من موقف استبدلنا فيه متع دنيوية زائلة ، ونسينا طعم السعادة الحقيقي وحظ الآخرة ؟!!.. إن من الخذلان أن يدعو العبد ويتضرع إلى الله أن يرفع عنه نعمه وفضله !!..

                                                ذل الأمة عقوبة ابتعادها عن دينها ، فالله يعز الطائع ولو كان ضعيفا ، ويذل العاصي ولو كان قويا .. فالمعصية تجر العدوان على النفس والآخرين بأنواع الأذى وعاقبتها الهوان والذل وذهاب الهيبة ، تأمل قول الله تعالى (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)






                                                تعليق


                                                • رد: تدبر آية من القرآن



                                                  (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)

                                                  من جمال وجلال التشريع الرباني: الشمولية والتوازن؛
                                                  فتأمل دوائر الإحسان التي شملتها الآية


                                                  القرآن ينمي فينا النظرة الإيجابية بالعفو وجمال المنطق وحسن الظن
                                                  { خذ العفو } { وقولوا للناس حسنى} {اجتنبوا كثيرا من الظن}
                                                  فلنتخذه منهجا.


                                                  (وبالوالدين إحسانا)
                                                  جاءت إحسانا نكرة ليشمل ذلك كل صور الإحسان من الأعمال والأقوال..
                                                  مهما قرأنا عن سير العاشقين ، فلن نجد حبا كحب الأم لابنها .. قابلوا حبها بالبر قبل فوات الأوان .. واعلم أن جميل أخلاقك( هباء) إن لم ينعم بها والداك ...هما بابك للجنة ...

                                                  (وقولوا للناس حسنا)
                                                  أعلن عن مشاعر الحب والامتنان .. لاتتركها مشهدا صامتا في قلبك ، إذ لايكفي أن يكون عندك حق ، حتى تبذله للناس بالحسنى ، فرب كلمة طيبة أيقظت أملا في نفس غيرك وأنت لاتدري ..
                                                  ﴿وقُولُوا لِلنَّاسِ حُسنا﴾
                                                  فرُب كلمة طيبة لا تلقي لها بالاً أيقظت أملاً في نفس غيرك وأنت لاتدري فلا تحقرنّ من الطيبات شيئا.

                                                  (وقولوا للناس حسناً)
                                                  هو عام لجميع الناس . فلا ينتصر للدين بكلام بذئ .
                                                  القرآن يربينا و ينمي فينا النظرة الإيجابية بالعفو وجمال المنطق وحسن الظن .. اللهم ارزقنا التخلق بالقرآن ..


                                                  (ثم توليتم إلا قليلا منكم)
                                                  تأمل الاستثناء .. واحذر أن تبتعد عن أوامر الله ..

                                                  تعليق


                                                  • رد: تدبر آية من القرآن




                                                    الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32) النحل

                                                    " الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم " .

                                                    وقال ابن مسعود : إذا جاء ملك الموت يقبض روح المؤمن قال : ربك يقرئك السلام . وقال مجاهد : إن المؤمن ليبشر بصلاح ولده من بعده لتقر عينه . وقد أتينا على هذا في ( كتاب التذكرة ) وذكرنا هناك الأخبار الواردة في هذا المعنى ، والحمد لله .
                                                    وقوله : ادخلوا الجنة يحتمل وجهين : أحدهما : أن يكون معناه أبشروا بدخول الجنة . الثاني : أن يقولوا ذلك لهم في الآخرة
                                                    بما كنتم تعملون يعني في الدنيا من الصالحات .
                                                    تفسير القرطبي




                                                    {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ....َ} [النحل : 32]

                                                    من هذا السعيد الذي تتوفاه الملائكة طيبا ؟
                                                    الطيب ...من طاب قلبه بمعرفة الله ، وطاب لسانه بذكر الله ، وطابت جوارحه بطاعة الله ... فمن طاب عيشه بذلك كانت الملائكة معه لحظة الوفاة لتتوفاه طيبا ... يالسعادته ..

                                                    مصيبة ... أن ينتقل الإنسان من دار الفناء إلى دار البقاء وهو لايعرف الله ... تصوروا حينها كيف تتوفاه الملائكة !!... يصل إلى الدار الأبدية وليس معه ثمن دخولها .. فالجنة ليس فيها ذرة خبث لذلك لا يدخلها إلا الطيبون ...
                                                    اللهم اجعلنا منهم

                                                    أيها الطيبون :
                                                    كلنا ميتون لامحاله ...فلنستشعر أن الملائكة معنا تحضر لحظة الوفاة .. فطوبى لمن يرى مقعده في الجنة .. ويالحسرة من يرى مقعده في النار .. اللهم سلم ..
                                                    اللهم أحيينا طيبين وتوفنا طيبين بفضلك ورحمتك ياأرحم الراحمين





                                                    تعليق


                                                    • رد: تدبر آية من القرآن





                                                      لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)


                                                      قوله تعالى: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} أي أعلمناكم بتقدم علمنا وسبق كتابتنا للأشياء قبل كونها، وتقديرنا الكائنات قبل وجودها لتعلموا أن ما أصابكم لم يكن ليخطئكم وما أخطأكم لم يكن ليصيبكم، فلا تيأسوا على ما فاتكم {ولا تفرحوا بما آتاكم} أي لا تفخروا على الناس بما أنعم اللّه به عليكم، فإن ذلك ليس بسعيكم ولا بكدكم، وإنما هو عن قدر اللّه ورزقه لكم، فلا تتخذوا نعم اللّه أشراً وبطراً تفخرون بها على الناس، ولهذا قال تعالى: {واللّه لا يحب كل مختال فخور} أي مختال في نفسه متكبر فخور، أي على غيره
                                                      روي عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه
                                                      وسلم يقول: (قدّر اللّه المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف
                                                      تفسير ابن كثير
                                                      سنة) ""أخرجه مسلم وأحمد




                                                      لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)

                                                      1- ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم .. ) كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السماوات ، ومع ذلك تجد البعض يتأسى على ما فات !! / عايض المطيري

                                                      2- ( لِكيلا تأسوُا على مافاتكُم ... )كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق ، لنحيا بنفوس هادئة ومطمئنة ... فلا تقلق !!/عايض المطيري


                                                      3-" لكي لا تَأْسَوا على ما فَاتَكُم ولا تَفرَحوا بما آتاكُم" كلمة ( لَوْ ) ليست في قاموس المؤمن ... / نايف الفيصل

                                                      4- (لكيلا تأسوا على مافاتكم ولاتفرحوا بما آتاكم) قاعدة ربانية في الزهد في الدنيا والتعلق بالآخرة لتحقيق طمأنينة القلب وفرح الروح والرضا بالقضاء" / ناصر العمر


                                                      5- ﴿لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ قال عكرمة :ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن؛ لكن اجعلوا الفرح شكراً والحزن صبراً./ روائع القرآن


                                                      6- ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم وﻻتفرحوا بما ءاتاكم ) ا "يا ابن آدم مالك تأسف على مفقود ﻻيرده إليك الفوت ومالك تفرح بموجود ﻻيتركه في يدك الموت -البغوي- ." / أبو حمزة الكناني

                                                      7- ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) "قال عكرمة : ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا / تفسير البغوي ." / أبو حمزة الكناني

                                                      8- "والله لا يحب كل مختال (فخور)" في كل لحظة نفتخر فيها بإنجازاتنا نفقد حظا من محبة ربنا / عبدالله بلقاسم

                                                      9- ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) لنختبرْ قوة إيماننا عند المحن والمنح بهذا الميزان العظيم؛ أسىً وفرحًا! / أ.د. ناصرالعمر

                                                      10- قد يهبك العطايا ثم يأخذها ويؤتيك السراء ثم الضراء له أن يفعل ما يشاء بحكمته فأحسن الصبر والشكر ليست الدنيا دار متاع( لكيلا تأسوا على مافاتكم)/ ابتسام الجابري

                                                      11- وجدت الأصل بالقرآن التفاؤل والنظر للحياة بإشراق . تأمل تقديم الضحك ﴿أضحك وأبكى﴾ . وتقديم النهي عن الأسى ﴿لكيلا تأسوا...ولاتفرحوا﴾/ روائع القرآن

                                                      حصاد التدبر



                                                      تعليق


                                                      • رد: تدبر آية من القرآن

                                                        "قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين\".

                                                        كلما اقرأ هذه الآية أشعر بالخوف والرهبة من هذا الوعيد الشديد.

                                                        واسأل نفسي هل حبي لله ورسوله وللجهاد في سبيل الله أكبر من حبي لهؤلاء الذين جاء ذكرهم في الآية: الآباء والأبناء والإخوان والزوجة والعشيرة؟ أرد وأقول نعم إنني أحب الله ورسوله وأحب الجهاد أكبر ولكن هل هذا هو فعلاً واقع الأمر أم أنه مجرد ادعاء؟ هنا تكمن المشكلة ويكمن الخطر الداهم الذي ربما يكون سبباً في تحقق وعد الله فينا: فتربصوا حتى يأتي الله بأمره! أيها الأخوة... كيف نحب الله - تعالى - ورسوله؟

                                                        يقول العلماء اعرف الله حتى تحبه. فكلما زادت معرفة العبد بربه زاد حبه له. وكلما فكر في نعم الله عليه قوي حبه لربهº لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها. وإذا أردنا أن نعرف كيف يأتي حب الله في قلوبنا فلننظر كيف جاء حب الدنيا في قلوبنا. لقد تمكن حب الدنيا من قلوبنا بسبب انشغالنا بذكرها آناء الله وأطراف النهار حتى تعلقت قلوبنا بزخرفها وزينتها ومباهجها فتمكن حبها من قلوبنا.... مجالسنا تدور الأحاديث فيها حول الدنيا وطرق تحصيلها وأنواع متاعها والجديد من أخبارها وفي المقابل لا نذكر الله إلا قليلاً، كم من أوقاتنا أمضيناه مع كتاب الله وتدبر آياته وتدارس تفسيره؟
                                                        وكم من الوقت أمضيناه في استعراض سير الأنبياء والصالحين وحياة الزهاد والعباد من الصحابة والتابعين؟ وكم من الوقت أمضيناه في التفكر في نعيم الجنة وحياة القبر والآخرة...

                                                        قارن هذا بهذا تجد الجواب ساطعاً سطوع الشمس في رابعة النهار. فهل بعد هذا نلوم أنفسنا لماذا تتعلق بالدنيا وتزهد في الآخرة وتؤثر متاعها الزائل على حب الله ورسوله والدار الآخرة؟ هل نلوم أنفسنا بعد ذلك لماذا لا تحب قيام الليل ولا تشتاق إلى الجهاد ولا تحب الإنفاق في سبيل الله ولا قراءة القرآن ولا ولا ولا...من أعمال الخير.
                                                        إنها الدنيا.. لا يتم حبها مع حب الآخرة في قلب واحد لذا حذرنا منها الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - كثيرا، من ذلك ما جاء عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تتنظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري وقال عيسى بن مريم - عليه السلام -: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها.


                                                        وفي الترمذي عن سهل بن سعد الساعدي قال: كنت مع الركب الذين وقفوا على السخلة الميتة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أترون هذه هانت على أهلها حتى ألقوها قالوا: ومن هوانها ألقوها يا رسول الله. قال فالدنيا أهون على الله من هذه على أهلها.


                                                        نأسى على الدنيا وما من معشر.............. جمعـتهم الدنيـا فلم يتفـرقوا

                                                        أين الأكاسـرة الجبابـرة الألى.............. كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا من كل من ضاق الفضاء بجيشه.............. حتى ثوى فحـواه لحد ضيق فالموت آت والنفـوس نفـائس............... والمستغر بما لديه الأحمـق
                                                        اللهم اجعلنا من حزبك المفلحين وعبادك الصالحين الذين أهلتهم لخدمتك وجعلتهم ممن قبلت أعمالهم وأصلحت نياتهم وأحسنت آجالهم يا رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


                                                        خالد الحرموقع مداد




                                                        تعليق


                                                        • رد: تدبر آية من القرآن


                                                          {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُون . وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [النحل : ٨ _ ٩]

                                                          آية جمعت بين الماضي والحاضر في المواصلات ..
                                                          تأمل(ويخلق ما لا تعلمون) ابن كثير في زمنه يقول : الله أعلم بمرادها .
                                                          والسعدي اليوم يقول : هي السيارة والباخرة والطائرة ونحوها ... سبحان الله


                                                          لننظر إلى وسائل النقل الحديثة .. وكأنها تنطق بصدق القرآن ومواكبته للعصر .. وتؤكد أنه الكتاب الإلهي المعجز ... فما أعظم القرآن !

                                                          (وعلى الله قصد السبيل) يسلكون طرقا مختلفة ويزعم كل منهم أنه طريقه إلى الله ونسوا أن طريق الله واحد هو الصراط المستقيم...(ومنها جائر) مائلا عن صراط الله ..اللهم سلم

                                                          الحياة طرق وأهداف .. واعلم أن كل هدف لايوصلك إلى الله هو هدف وضيع ولو كان بنظر الناس عظيم . وإن اهتديت إلى صراط الله تعالى فله الفضل والمنة في هدايتك واستقامتك فاحمده على هذه النعمة العظيمة ..
                                                          الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
                                                          اللهم الثبات ..

                                                          تاملات قرانية
                                                          ...

                                                          من تفسير شيخ الشعراوى



                                                          {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ(8)}

                                                          جعل الحق سبحانه البُراق خادماً لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل بساط الريح خادماً لسليمان عليه السلام، وإذا كانت مثل تلك المُعْجزات قد حدثتْ لأنبياء؛ فقد هدى البشر إلى أنْ يبتكروا من وسائل المواصلات الكثير من عربات تجرُّها الجِيَاد إلى سيارات وقطارات وطائرات.
                                                          وما زال العلم يُطوِّر من تلك الوسائل، ورغم ذلك فهناك مَنْ يقتني الخيْل ويُربّيها ويُروِّضها ويجريّها لجمال منظرها.
                                                          وإذا كانت تلك الوسائلُ من المواصلات التي كانت تحمل عنَّا الأثقال؛ وتلك المُخْترعات التي هدانا الله إياها؛ فما بالُنَا بالمواصلات في الآخرة؟ لابد أن هناك وسائلَ تناسب في رفاهيتها ما في الآخرة من متاعٍ غير موجود في الدنيا؛ ولذلك يقول في الآية التالية: {وعلى الله قَصْدُ...}.





                                                          {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ(9)}
                                                          والسبيل هو الطريق؛ والقَصْد هو الغاية، وهو مصدر يأخذون منه القول(طريق قاصد) أي: طريق لا دورانَ فيه ولا التفاف. والحق سبحانه يريد لنا أنْ نصلَ إلى الغاية بأقلِّ مجهود.
                                                          ونحن في لغتنا العاميّة نسأل جندي المرور (هل هذا الطريق ماشي؟) رغم أن الطريق لا يمشي، بل أنت الذي تسير فيه، ولكنك تقصد أن يكون الطريق مُوصِّلاً إلى الغاية. وأنت حين تُعجِزك الأسباب تقول (خلِّيها على الله) أي: أنك ترجع بما تعجزك أسبابه إلى المُسبِّب الأعلى.

                                                          وهكذا يريد المؤمن الوصول إلى قَصْده، وهو عبادة الله وُصولاً إلى الغاية، وهي الجنة، جزاءً على الإيمان وحُسْن العمل في الدنيا.
                                                          وأنت حين تقارن مَجْرى نهر النيل تجد فيه التفافاتٍ وتعرُّجات؛ لأن الماء هو الذي حفر طريقه؛ بينما تنظر إلى الريَّاح التوفيقي مثلاً فتجده مستقيماً؛ ذلك أن البشر هم الذين حفروه إلى مَقْصد معين. وحين يكون قَصْد السبيل على الله؛ فالله لا هَوى له ولا صاحبَ، ولا ولدَ له، ولا يحابي أحداً، وكلُّ الخَلْق بالنسبة له سواء؛ ولذلك فهو حين يضع طريقاً فهو يضعُه مستقيماً لا عِوجَ فيه؛ وهو الحق سبحانه القائل: {اهدنا الصراط المستقيم} [الفاتحة: 6].
                                                          أي: الطريق الذي لا التواءَ فيه لأيِّ غَرَض، بل الغرض منه هو الغاية بأيسرَ طريق.
                                                          وقول الحق سبحانه هنا: {وعلى الله قَصْدُ السبيل...} [النحل: 9].
                                                          يجعلنا نعود بالذاكرة إلى ما قاله الشيطان في حواره مع الله قال: {فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المخلصين} [ص: 82-83].
                                                          وردَّ الحق سبحانه: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} [الحجر: 41].
                                                          والحق أيضاً هو القائل: {إِنَّ عَلَيْنَا للهدى} [الليل: 12].
                                                          أي: أنه حين خلق الإنسان أوضح له طريق الهداية، وكذلك يقول سبحانه: {وَهَدَيْنَاهُ النجدين} [البلد: 10].
                                                          أي: أن الحق سبحانه أوضح للإنسان طُرق الحق من الباطل، وهكذا يكون قوله هنا: {وعلى الله قَصْدُ السبيل} [النحل: 9].
                                                          يدلُّ على أن الطريق المرسوم غايتُه موضوعة من الله سبحانه، والطريق إلى تلك الغاية موزونٌ من الحق الذي لا هَوى له، والخَلْق كلهم سواء أمامه.

                                                          وهكذا.. فعلى المُفكِّرين ألاَّ يُرهِقوا أنفسهم بمحاولة وَضْع تقنين من عندهم لحركة الحياة، لأن واجدَ الحياة قد وضع لها قانون صيانتها، وليس أدلّ على عَجْز المفكرين عن وضع قوانين تنظيم حياة البشر إلا أنهم يُغيِّرون من القوانين كل فَتْرة، أما قانون الله فخالد باقٍ أبداً، ولا استدراكَ عليه.
                                                          ولذلك فمِنَ المُرِيح للبشر أنْ يسيروا على منهج الله والذي قال فيه الحق سبحانه حكماً عليهم أنْ يُطبِّقوه؛ وما تركه الله لنا نجتهد فيه نحن.

                                                          وقوله الحق: {وعلى الله قَصْدُ السبيل...} [النحل: 9].
                                                          أي: أنه هو الذي جعل سبيلَ الإيمان قاصداً للغاية التي وضعها سبحانه، ذلك أن من السُّبل ما هو جائر؛ ولذلك قال: {وَمِنْهَا جَآئِرٌ...} [النحل: 9].
                                                          ولكي يمنع الجَوْر جعل سبيلَ الإيمان قاصداً، فهو القائل: {وَلَوِ اتبع الحق أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ السماوات والأرض...} [المؤمنون: 71].
                                                          بينما السبيل العادلة المستقيمة هي السبيل المُتكفّل بها سبحانه، وهي سبيل الإيمان، ذلك أن من السُّبل ما هو جائر أي: يُطِيل المسافة عليك، أو يُعرِّضك للمخاطر، أو توجد بها مُنْحنيات تُضِل الإنسانَ، فلا يسيرُ إلى الطريق المستقيم.

                                                          ونعلم أن السبيل تُوصِّل بين طرفين(من وإلى) وكل نقطة تصل إليها لها أيضاً(من وإلى) وقد شاء الحق سبحانه ألاَّ يقهرَ الإنسانَ على سبيل واحد، بل أراد له أنْ يختار، ذلك أن التسخير قد أراده الله لغير الإنسان مِمَّا يخدم الإنسان.
                                                          أما الإنسان فقد خلق له قدرة الاختيار، ليعلم مَنْ يأتيه طائعاً ومَنْ يعصي أوامره، وكل البشر مَجْموعون إلى حساب، ومَن اختار طريق الطاعة فهو مَنْ يذهب إلى الله مُحباً، ويُثبِت له المحبوبية التي هي مراد الحق من خَلْق الاختيار، لكن لو شاء أنْ يُثبِتَ لنفسه طلاقة القَهْر لخَلقَ البشر مقهورين على الطاعة كما سخَّر الكائنات الأخرى.
                                                          والحق سبحانه يريد قلوباً لا قوالب؛ ولذلك يقول في آخر الآية: {وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [النحل: 9].
                                                          وكل أجناس الوجود كما نعلم تسجد لله: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44].
                                                          وفي آية أخرى يقول: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السماوات والأرض والطير صَآفَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} [النور: 41].
                                                          إذن: لو شاء الحق سبحانه لهدى الثقلين أي: الإنس والجن، كما هدى كُلَّ الكائنات الأخرى، ولكنه يريد قلوباً لا قوالبَ.
                                                          ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: {هُوَ الذي أَنْزَلَ...}.




                                                          نداء الايمان


                                                          تعليق


                                                          • رد: تدبر آية من القرآن


                                                            {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل : 43]

                                                            (فاسألوا أهل الذكر) وغيرهم لايسأل ...

                                                            العلماء هم المفوضون في استنباط الأحكام لأهليتهم في أن يسموا (أهل الذكر) .. والجاهل يتنازعه إفراط وتفريط ..فهو إما أن يأتي بما لم يأذن به الله فإفراط .. أو يغفل عما أمر به الله فتفريط .. والحل (فاسألوا أهل الذكر..)

                                                            ليس العار أن تكون جاهلا ولكن العار أن تبقى جاهلا ... وإذا أردت الإتقان والتفوق فاسأل أهل الخبرة .. وإن أردت أن تعرف الله وتسعد بقربه (فاسأل به خبيرا)


                                                            (ويسألونك) السؤال مفتاح العلم .. ومن استشار الرجال استعار عقولهم ... إذا كان الإنسان يذهب ويسأل الأمهر في أمور دنياه فإن التوقي في أمور دينه أعظم .

                                                            تأملات قرآنية

                                                            <<<<<<<<<<


                                                            {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}

                                                            هذه القاعدة تكررت بنصها في موضعين من كتاب الله تعالى:

                                                            الموضع الأول في سورة النحل، يقول تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 43، 44].

                                                            والموضع الثاني: في سورة الأنبياء، يقول سبحانه وتعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7].

                                                            وكلا الآيتين جاء في سياق إرشاد الكفار ـ المعاندين والمكذبين ـ إلى سؤال من سبقهم من أهل الكتاب، وفي هذا الإرشاد إيماء واضح إلى أن أولئك المشركين المعاندين لا يعلمون، وأنهم جهال، وإلا لما كان في إرشادهم إلى السؤال فائدة.

                                                            وإذا تأملت ـ أيها القارئ الكريم ـ في هذه القاعدة مع سياقها في الموضعين من سورة النحل والأنبياء، خرجت منها بأمور:

                                                            1 ـ عموم هذه القاعدة فيها مدح لأهل العلم.

                                                            2 ـ وأن أعلى أنواعه: العلمُ بكتاب الله المنزل، فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث.

                                                            3 ـ أنها تضمنت تعديل أهل العلم وتزكيتهم، حيث أمر بسؤالهم.

                                                            4 ـ أن السائل والجاهل يخرج من التبعة بمجرد السؤال، وفي ضمن هذا: أن الله ائتمنهم على وحيه وتنزيله، وأنهم مأمورون بتزكية أنفسهم، والاتصاف بصفات الكمال.

                                                            5 ـ كما أشارت هذه القاعدة إلى أن أفضل أهل الذكر أهلُ هذا القرآن العظيم، فإنهم أهل الذكر على الحقيقة، وأولى من غيرهم بهذا الاسم(1).

                                                            6 ـ الأمرُ بالتعلم، والسؤالُ لأهل العلم، ولم يؤمر بسؤالهم إلا لأنه يجب عليهم التعليم والإجابة عما علموه.

                                                            7 ـ وفي تخصيص السؤال بأهل الذكر والعلم نهي عن سؤال المعروف بالجهل وعدم العلم، ونهي له أن يتصدى لذلك.

                                                            8 ـ وفي هذه القاعدة دليل واضح على أن الاجتهاد لا يجب على جميع الناس؛ لأن الأمر بسؤال العلماء دليل على أن هناك أقواماً فرضهم السؤال لا الاجتهاد، وهذا كما هو دلالة الشرع، فهو منطق العقل ـ أيضاً ـ إذ لا يتصور أحدٌ أن يكون جميع الناس مجتهدين.


                                                            الا أن الذي يحتاج إلى تنبيه وتوضيح هو ما يقع من مخالفة هذه القاعدة في واقع الناس، وخرقٍ للآداب التي تتعلق بهذا الموضوع المهم، ومن صور ذلك:


                                                            1 ـ أنك ترى بعض الناس حينما تعرض له مشكلة أو نازلة، واحتاج إلى السؤال عنها سأل عنها أقرب شخص له، ولو لم يعلم حاله، هل هو من أهل العلم أم لا؟ وبعض الناس يعتمد على المظاهر، فإذا رأى من سيماه الخير ظنّ أنه من طلاب العلم أو العلماء الذين يستفتى مثلهم!
                                                            وكل ذلك غلط بيّن، ومخالف لما دلت عليه هذه القاعدة المحكمة: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}!
                                                            ولا أدري، ماذا يصنع هؤلاء إذا مرض أحدهم؟ أيستوقفون أول مارٍّ عليهم في الشارع فيسألونه أم يذهبون إلى أمهر الأطباء وأكثرهم حذقاً؟
                                                            ولا أدري ماذا يصنع هؤلاء إذا أصاب سيارته عطل أو تلف؟ أيسلمها لأقرب من يمر به؟ أم يبحث عن أحسن مهندس يتقن تصليح ما أصاب سيارته من تلف؟
                                                            إذا كان هذا في إصلاح دنياه، فإن توقيه في إصلاح دينه أعظم وأخطر!
                                                            قال بعض السلف: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.


                                                            ومن صور مخالفة هذه القاعدة:

                                                            2 ـ عدم التثبت في الأخذ عن أهل الذكر حقاً، ذلك أن المنتسبين للعلم كثرٌ، والمتشبهين بهم أضعاف ذلك، ومن شاهد بعض من يظهرون في الفضائيات أدرك شيئاً من ذلك؛ فإن الناس ـ بسبب ضعف إدراكهم، وقلة تمييزهم ـ يظنون أن كلّ من يتحدث عن الإسلام عالمٌ، ويمكن استفتاؤه في مسائل الشرع! ولا يفرقون بين الداعية أو الخطيب وبين العالم الذي يعرف مآخذ الأدلة، ومدارك النصوص، فظهر ـ تبعاً لذلك ـ ألوان من الفتاوى الشاذة، بل والغلط الذي لا يحتمل، ولا يُقْبَل، وكثر اتباع الهوى وتتبع الرخص من عامة الناس، فرقّت أديانهم، وضعفت عبوديتهم، بأسباب من أهمها فوضى الفتاوى التي تعج بها كثير من الفضائيات.


                                                            والمقصود من هذا البيان الموجز: التنبيه على ضرورة تحري الإنسان في سؤاله، وأن لا يسأل إلا من تبرأ به الذمة، ومن هو أتقى وأعلم وأورع، فهؤلاء هم أهل الذكر حقاً الذين نصت هذه القاعدة على وصفهم بهذا: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

                                                            د.عمر بن عبد الله المقبل








                                                            تعليق


                                                            • رد: تدبر آية من القرآن


                                                              {۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل : 90]


                                                              أعظم موعظة ( يعظكم لعلكم تذكرون) اللهم اجعلنا من المتذكرين .

                                                              لايوجد في القرآن آية أجمع لحلال و حرام و أمر ونهي من هذه الآية (إن الله يأمر بالعدل .....) قال الحسن البصري : إن الله جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة .


                                                              العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه ..والإحسان هو إعطاؤه فوق حقه ... اللهم اجعلنا من المحسنين .

                                                              (إن الله يأمر بالعدل ...) بأن يؤدي العبد حقوق الله و حقوق العباد ولا يفضل أحدا على أحد إلا بالحق .... يمكنك الظفر بخصومك بطريقة غير شرعية لكنك في هذه الحالة فقدت شرف أن تكون عادلا .. فالحذر الحذر من الظلم .. وتذكر أنه ظلمات في يوم القيامة لن تطيق تحمله .... اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ..




                                                              « إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ « سورة النحل –الآية 90.



                                                              لقد أمرنا الله بثلاث خصال حميدة، ونهانا عن ثلاث خصال سيئة:


                                                              إن الله -سبحانه وتعالى- يأمر بأمور ثلاثة وهي على المحو الآتي:
                                                              1- العدل والانصاف بين الناس.
                                                              (عن محمد بن كعب القرظي قال: دعاني عمر بن عبد العزيز قال: صف لي العدل؟ فقلت له: سألت عن أمر عظيم. كن لصغير الناس أباً وللكبير ابناً، وللمثل منهم أخاً وللنساء كذلك. وعاقب الناس على قدر ذنوبهم وعلى قدرة أجسادهم ولا تضربن لعضدك سوطاً واحداً فتكون من العادين). روح المعاني الجزء14-صفحة217.
                                                              2- والإحسان ثانياً وقد بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معنى الاحسان بقوله: (الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) اخرجه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم.
                                                              3- ويأمر الله –تبارك وتعالى- بصلة القربى وإعطاء حقهم والتقرب إليهم.
                                                              وهذه أوامر الله – عزوجل- علينا الامتثال بها وعدم مخالفتها.


                                                              بعد أن ذكر الله -سبحانه وتعالى- هذه الأمور الحميدة...

                                                              ذكر لنا ثلاثة نواهٍ لنبتعد عنها وهي:


                                                              1- ينهانا الله -عزوجل- عن الفحشاء، أي العمل القبيح المشين وكل عمل يتجاوز الحدّ كالشرك والربا والزنا وهي من أبشع الأعمال القبيحة.
                                                              2- الغيبة والنميمة وغيرها من الرذائل ثانياً.
                                                              3- كذلك نهانا عن الظلم وتجاوز الحق ثالثاً.
                                                              فكل هذه الأعمال السيئة علينا الابتعاد عنها لأنها تقودنا نحو الباطل وتقربنا من النار.



                                                              تعليق

                                                              جاري التحميل ..
                                                              X