إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تدبر آية من القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: تدبر آية من القرآن

    {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} [يوسف : 13]

    الفراق .. أصعب لحظات تمر على القلب ، خاصة إذا فقد الوالد ابنه ...
    قال يعقوب عليه السلام (إني ليحزنني أن تذهبوا به...)
    فأحزنه ذهابهم به سنوات وسنوات حتى أفقد الحزن بصره ...

    احذر من كلماتك ...
    فإن التوقع الأول عادة يكون فيه شيء من الإلهام ..
    كما في قوله(وأخاف ان يأكله الذئب) فقال أبناؤه ( فأكله الذئب ..) لاتلقن الغادر حجته بنفسك فانت تسلمه السيف الذي سيضربك به وأنت لاتشعر والسبب قلبك الأبيض ! ...

    عندما قال يعقوب (أخاف أن يأكله الذئب) غاب عنه ابنه ..
    وعندما قال(فالله خير حافظا) عاد إليه إبناه ..هي الثقه بالله والتوكل عليه ...

    المحب لايرضيه فراق حبيبه وقرة عينه ولو كان في نزهة يلعب ويمرح .. المحب نعيمه في رؤية محبوبه قربه... لكن يجب أن تعوّد نفسك على فقد الأحبة فنحن في دنيا لا نأمن أقدارها ..
    أسأل الله أن لايذيقكم لوعة الفقد ...


    ,تأملات قرآنية

    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

    جاء في سورة يوسف قوله تعالى:

    {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ}،
    ومما جاء في تفسير هذه الأية الكريمة: أن نبي الله يَعْقُوب عليه السلام قال لَهُمْ: {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ}- أي يوسف عليه السلام- مَعَكُمْ إِلَى الصَّحْرَاء, مَخَافَة عَلَيْهِ مِنْ الذِّئْب {أَنْ يَأْكُلهُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} لَا تَشْعُرُونَ».
    هذه الآية الكريمة أردتها مدخلاً لهذه المقالة، التي ستسلط الضوء على حدود خوف الآباء على أبنائهم.
    مما لا شك فيه أن الأبناء نعمة كبيرة من الله جلَّ ذكرُه، وهم مع المال زينة الحياة الدنيا، فالأب يسعى جاهداً ويكافح من أجل أن يرى مستقبلاً مشرقاً لابنه، لا يهمه في مشواره هذا الجهد المضني، كل مراده ومبتغاه أن يرى ابنه أحسن الأبناء.
    هذا الهدف الذي يسعى الأب لتحقيقه قد يجعله يخطئ الطريقة التي ينشّئ ابنه عليها، فلا تجده يتحمَّل أن تطأ قدما ابنه الشوك خلال مسيرته، وكأن وظيفته هي نزع الشوك من طريقه خشية خدشه أو جرحه، وكأن الشوك سينتهي، والأب سيعيش حياة سرمدية، تكون وظيفته خلالها نزع الشوك من طريق ابنه.
    وهذا في الحقيقة طريق عاطفي، لا يمت لحقيقة التربية في شيء، بل بالعكس تماماً، فهذه الطريقة ستجعل الابن يتربى على الاتكالية، والضعف، لأن هناك من سيتلقى الصدمات نيابة عنه.


    وأسرد فيه هذا المقال مثال «التطعيم».
    فالتطعيم هو عبارة عن حقنة تحتوي على كائنات مجهرية (فيروسات، بكتيريا ... إلخ) لها دور في أمراض معينة تحقن إلى داخل الجسم لاكتساب مناعة ضد الأمراض التي تسببها تلك الكائنات المجهرية، فهذه الكائنات تمنح الجسم مناعة تمكنه من مجابهة هذه الأمراض من تلقاء نفسه، بعد حقن الجسم بهذه الكائنات، ومن المعلوم سلفاً أن التطعيم أياً كان نوعه يتعب الجسم، ويؤلمه حتى إن الأطفال في مراحلهم الأولى يتعبون من أخذ التطعيمات، وترتفع حرارتهم، ولكن هذه التطعميات مهمة لهم في حياتهم، ولَك أن تتخيل لو أن الآباء هم من يأخذون هذه التطعيمات عوضاً عن أبنائهم، خوفاً وخشية عليهم! النتيجة قطعاً واضحة.

    الوظيفة الحقيقة للأب هي تعليم الابن كيفية اجتناب وتفادي الشوك، وكيفية تحمّل الألم لو كتب له أن تطأ قدماه الشوك؟ وكيف يستفيد من هذا الألم الذي تعرض له، ليكون قوياً أكثر في المرات القادمة، فالضربة التي لا تقتلك تقويك.
    فالتجارب الحزينة التي تذرف فيها الدموع، وتنكسر فيها الخواطر، ما هي إلا مصل مضاد يقوي الجسم في مواجهة هذه المواقف مجدداً، فهي بمثابة التطعيمات التي يتلقاها الجسم، ولو تدخلت محاولاً منع هذه الأحزان، فهذا سيفسد مناعته، ويدمِّر شخصيته، فأنت لن تعيش له أبد الدهر، أره الطريق الصحيح، ودعه يخوض تجاربه، وطرق الحياة الوعرة، وأمكث بعيداً، ترقبه عيناك الحنونتان، وكلما سقط مد إليه يدك لينهض، بعدها اتركه من جديد.

    لا يكون خوفك عليه سبباً في تدمير شخصيته وحياته، فأنت قطعاً تتمنى له حياة مثالية، فلا يفسدها فرط خوفك!

    سعود عبدالعزيز الجنيدل




    تعليق


    • رد: تدبر آية من القرآن


      {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} [يوسف : 9]

      ليس معنى"اطرحوه"

      إيقاعه على الأرض؛ بل المعنى ألقوه في ارض بعيدة. "
      / د.عبدالمحسن المطيري



      لم يكن أخوة يوسف لتهضم معهم فكرة القتل الشنيعة لولا تلطيفها بفكرة التوبة من بعدها ! ..

      ذلك أسلوب ومدخل الشيطان مع الصالحين ..إعمل المعصية ثم تب ..
      احذر زخرفة القبح ووساوس الشيطان التي تسول لك سهولة التوبة بعد المعصية ، فإنك إن عصيت أنساك أن تتوب

      ..
      ,,,,,,,,,,,,,,

      إذا تمكن الحسد من قلب المرء أعماه عن بشاعة أي جرم يرتكبه لتحقيق غايته ولو مع أقرب قريب


      لما قوي الحسد وبلغ النهاية قالوا لا بد من تبعيد يوسف عن أبيه ، وذلك لا يحصل إلا بأحد طريقين : القتل أو التغريب إلى أرض يحصل اليأس من اجتماعه مع أبيه ، ولا وجه في الشر يبلغه الحاسد أعظم من ذلك . ثم ذكروا العلة فيه وهي قولهم :
      ( يخل لكم وجه أبيكم ) والمعنى أن يوسف شغله عنا وصرف وجهه إليه فإذا أفقده أقبل علينا بالميل والمحبة ( وتكونوا من بعده قوما صالحين )
      وفيه وجوه :

      الأول : أنهم علموا أن ذلك الذي عزموا عليه من الكبائر فقالوا : إذا فعلنا ذلك تبنا إلى الله ونصير من القوم الصالحين .

      والثاني : أنه ليس المقصود ههنا صلاح الدين بل المعنى يصلح شأنكم عند أبيكم ويصير أبوكم محبا لكم مشتغلا بشأنكم .
      الثالث : المراد أنكم بسبب هذه الوحشة صرتم مشوشين لا تتفرغون لإصلاح مهمة ، فإذا زالت هذه الوحشة تفرغتم لإصلاح مهماتكم

      التفسير الكبير
      اسلام ويب

      ...............


      لقد كادوا ليوسف ليخل لهم وجه أبيهم ولكن
      (وتولى عنهم وقال ياأسفى على يوسف ..)
      الحب لايموت وإن مات جسد الحبيب ومن يستخدم حيل الشر والمكر لايوفق أبدا بمسعاه ، وسيرجع أمره بالخسران ..

      ,,,,,,,,,,,,,,


      احذر تفضيل أحدهم على الآخر لأن ذلك يثير الكراهية والحقد بين الأخوه ..
      فهل ندرك مافي نفوس أبنائنا ؟ ! ..

      لقد أوشك أبناء نبي أن يقتلوا نبيا ...
      والله غالب على أمره ...


      ,,,,,,,,,,,,


      خيانات الأقارب خلَّدها القرآن لعظم شأنها وبشاعة سلوكها ..

      هذه طعنات في خاصرة "تاريخ العلاقات".


      تاملات قرآنية

      حصاد التدبر





      تعليق


      • رد: تدبر آية من القرآن


        {قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} [يوسف : 10]


        (قال قائل منهم لاتقتلوا يوسف..)
        كان مجرد اقتراح لكنه غير مسار القصة !
        لقد ضاقت عليه الخيارات فاختار أقلها فسادا .. لم يقل (الجب)بل قال (غيابة الجب) فقد أجبره وحشية الآخر أن تتوحش لغته حتى تناسب طرحهم ! ..

        مابين
        (اقتلوا يوسف) و(لا تقتلوا يوسف)
        دارت أظلم إتفاقية .
        .شردت حياة صبي بريء .. وأحرقت قلب شيخ كبير .. ودمرت أحلام أسرة هانئة .. وكان يوسف منهمك في طفولته لايدري مايخطط له ..

        هل كان يتصور الأخوة وهم يخططون أن أفكارهم وهمساتهم سيفضحها الله في كتاب مقدس وفي سورة تحمل اسم ذلك الأخ البريء؟!!
        ورغم كل مافعلوه .. فقد تبوأ يوسف النبوة والوزارة .
        ألقوه في غيابة الجب لكن رفعه الله ...
        من كان الله معه .. فمم يخاف ؟!!..
        ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,


        {قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} [يوسف : 10]

        قوله تعالى : قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين فيه ثلاث عشرة مسألة :

        الأولى : قوله تعالى : قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف القائل هو يهوذا ، وهو أكبر ولد يعقوب ; قاله ابن عباس . وقيل : روبيل ، وهو ابن خالته ، وهو الذي قال : " فلن أبرح الأرض " الآية . وقيل : شمعون .

        وألقوه في غيابة الجب قرأ أهل مكة وأهل البصرة وأهل الكوفة في غيابة الجب . وقرأ أهل المدينة " في غيابات الجب " واختار أبو عبيد التوحيد ; لأنه على موضع واحد ألقوه فيه ، وأنكر الجمع لهذا . قال النحاس : وهذا تضييق في اللغة ; " وغيابات " على الجمع يجوز من وجهين : حكى سيبويه سير عليه عشيانات وأصيلانات ، يريد عشية وأصيلا ، فجعل كل وقت منها عشية وأصيلا ; فكذا جعل كل موضع مما يغيب غيابة . والآخر - أن يكون في الجب غيابات ( جماعة ) .

        وسميت جبا لأنها قطعت في الأرض قطعا ; وجمع الجب جببة وجباب وأجباب ; وجمع بين الغيابة والجب لأنه أراد ألقوه في موضع مظلم من الجب حتى لا يلحقه نظر الناظرين . قيل : هو بئر بيت المقدس ، وقيل : هو بالأردن ; قاله وهب بن منبه . مقاتل : وهو على ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب .

        الثانية : قوله تعالى : يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين جزم على جواب الأمر . وقرأ مجاهد وأبو رجاء والحسن وقتادة : " تلتقطه " بالتاء ، وهذا محمول على المعنى ; لأن بعض السيارة سيارة


        ولم يقل شرق ولا أخذت . والسيارة الجمع الذي يسيرون في الطريق للسفر ; وإنما قال القائل هذا حتى لا يحتاجوا إلى حمله إلى موضع بعيد ويحصل المقصود ; فإن من التقطه من السيارة يحمله إلى موضع بعيد ; وكان هذا وجها في التدبير حتى لا يحتاجوا إلى الحركة بأنفسهم ، فربما لا يأذن لهم أبوهم ، وربما يطلع على قصدهم .

        الثالثة : وفي هذا ما يدل على أن إخوة يوسف ما كانوا أنبياء لا أولا ولا آخرا ; لأن الأنبياء لا يدبرون في قتل مسلم ، بل كانوا مسلمين ، فارتكبوا معصية ثم تابوا . وقيل : كانوا أنبياء ، ولا يستحيل في العقل زلة نبي ، فكانت هذه زلة منهم ; وهذا يرده أن الأنبياء معصومون من الكبائر على ما قدمناه . وقيل : ما كانوا في ذلك الوقت أنبياء ثم نبأهم الله ; وهذا أشبه ، والله أعلم .

        الرابعة : قال ابن وهب قال مالك : طرح يوسف في الجب وهو غلام ، وكذلك روى ابن القاسم عنه ، يعني أنه كان صغيرا ; والدليل عليه قوله تعالى : لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة قال : ولا يلتقط إلا الصغير ; وقوله : وأخاف أن يأكله الذئب وذلك أمر يختص بالصغار ; وقولهم : أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون .

        الخامسة : الالتقاط تناول الشيء من الطريق ; ومنه اللقيط واللقطة ، ونحن نذكر من أحكامها ما دلت عليه الآية والسنة ، وما قال في ذلك أهل العلم واللغة ; قال ابن عرفة : الالتقاط [ ص: 119 ] وجود الشيء على غير طلب ، ومنه قوله تعالى : يلتقطه بعض السيارة أي يجده من غير أن يحتسبه . وقد اختلف العلماء في اللقيط ; فقيل : أصله الحرية لغلبة الأحرار على العبيد ; وروي عن الحسن بن علي أنه قضى بأن اللقيط حر ، وتلا وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وإلى هذا ذهب أشهب صاحب مالك ; وهو قول عمر بن الخطاب ، وكذلك روي عن علي وجماعة . وقال إبراهيم النخعي : إن نوى رقه فهو مملوك ، وإن نوى الحسبة فهو حر . وقال مالك في موطئه : الأمر عندنا في المنبوذ أنه حر ، وأن ولاءه لجماعة المسلمين ، هم يرثونه ويعقلون عنه ، وبه قال الشافعي ; واحتج بقوله - عليه السلام - : وإنما الولاء لمن أعتق قال : فنفى الولاء عن غير المعتق . واتفق مالك والشافعي وأصحابهما على أن اللقيط لا يوالي أحدا ، ولا يرثه أحد بالولاء . وقال أبو حنيفة وأصحابه وأكثر الكوفيين : اللقيط يوالي من شاء ، فمن والاه فهو يرثه ويعقل عنه ; وعند أبي حنيفة له أن ينتقل بولائه حيث شاء ، ما لم يعقل عنه الذي والاه ، فإن عقل عنه جناية لم يكن له أن ينتقل عنه بولائه أبدا . وذكر أبو بكر بن أبي شيبة عن علي - رضي الله عنه - : المنبوذ حر ، فإن أحب أن يوالي الذي التقطه والاه ، وإن أحب أن يوالي غيره والاه ; ونحوه عن عطاء ، وهو قول ابن شهاب وطائفة من أهل المدينة ، وهو حر . قال ابن العربي : إنما كان أصل اللقيط الحرية لغلبة الأحرار على العبيد ، فقضى بالغالب ، كما حكم أنه مسلم أخذا بالغالب ; فإن كان في قرية فيها نصارى ومسلمون ، قال ابن القاسم : يحكم بالأغلب ; فإن وجد عليه زي اليهود فهو يهودي ، وإن وجد عليه زي النصارى فهو نصراني ، وإلا فهو مسلم ، إلا أن يكون أكثر أهل القرية على غير الإسلام . وقال غيره : لو لم يكن فيها إلا مسلم واحد قضي للقيط بالإسلام تغليبا لحكم الإسلام الذي يعلو ولا يعلى عليه ، وهو مقتضى قولأشهب ; قال أشهب : هو مسلم أبدا ، لأني أجعله مسلما على كل حال ، كما أجعله حرا على كل حال . واختلف الفقهاء في المنبوذ تدل البينة على أنه عبد ; فقالت طائفة من أهل المدينة : لا يقبل قولها في ذلك ، وإلى هذا ذهب أشهب لقول عمر : هو حر ; ومن قضي بحريته لم تقبل البينة في أنه عبد . وقال ابن القاسم : تقبل البينة في ذلك وهو قول الشافعي والكوفي .

        السادسة : قال مالك في اللقيط : إذا أنفق عليه الملتقط ثم أقام رجل البينة أنه ابنه فإن الملتقط يرجع على الأب إن كان طرحه متعمدا ، وإن لم يكن طرحه ولكنه ضل منه فلا شيء [ ص: 120 ] على الأب ، والملتقط متطوع بالنفقة . وقال أبو حنيفة : إذا أنفق على اللقيط فهو متطوع ، إلا أن يأمره الحاكم . وقال الأوزاعي : كل من أنفق على من لا تجب عليه نفقة رجع بما أنفق . وقال الشافعي : إن لم يكن للقيط مال وجبت نفقته في بيت المال ، فإن لم يكن ففيه قولان : أحدهما - يستقرض له في ذمته . والثاني - يقسط على المسلمين من غير عوض .

        السابعة : وأما اللقطة والضوال فقد اختلف العلماء في حكمهما ; فقالت طائفة من أهل العلم : اللقطة والضوال سواء في المعنى ، والحكم فيهما سواء ; وإلى هذا ذهب أبو جعفر الطحاوي ، وأنكر قول أبي عبيد القاسم بن سلام - أن الضالة لا تكون إلا في الحيوان واللقطة في غير الحيوان - وقال هذا غلط ; واحتج بقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الإفك للمسلمين : إن أمكم ضلت قلادتها فأطلق ذلك على القلادة .

        الثامنة : أجمع العلماء على أن اللقطة ما لم تكن تافها يسيرا أو شيئا لا بقاء لها فإنها تعرف حولا كاملا ، وأجمعوا أن صاحبها إن جاء فهو أحق بها من ملتقطها إذا ثبت له أنه صاحبها ، وأجمعوا أن ملتقطها إن أكلها بعد الحول وأراد صاحبها أن يضمنه فإن ذلك له ، وإن تصدق بها فصاحبها مخير بين التضمين وبين أن ينزل على أجرها ، فأي ذلك تخير كان ذلك له بإجماع ; ولا تنطلق يد ملتقطها عليها بصدقة ، ولا تصرف قبل الحول . وأجمعوا أن ضالة الغنم المخوف عليها له أكلها .

        التاسعة : واختلف الفقهاء في الأفضل من تركها أو أخذها ; فمن ذلك أن في الحديث دليلا على إباحة التقاط اللقطة وأخذ الضالة ما لم تكن إبلا . وقال في الشاة : ( لك أو لأخيك أو للذئب ) يحضه على أخذها ، ولم يقل في شيء دعوه حتى يضيع أو يأتيه ربه . ولو كان ترك اللقطة أفضل لأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما قال في ضالة الإبل ، والله أعلم . وجملة مذهب أصحاب مالك أنه في سعة ، إن شاء أخذها وإن شاء تركها ; هذا قول إسماعيل بن إسحاق - رحمه الله - . وقال المزني عن الشافعي : لا أحب لأحد ترك اللقطة إن وجدها إذا كان أمينا عليها ; قال : وسواء قليل اللقطة وكثيرها .

        العاشرة : روى الأئمة مالك وغيره عن زيد بن خالد الجهني قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن اللقطة فقال : اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة فإن جاء صاحبها وإلا [ ص: 121 ] فشأنك بها قال : فضالة الغنم يا رسول الله ؟ قال : لك أو لأخيك أو للذئب قال : فضالة الإبل ؟ قال : ما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها . وفي حديث أبي قال : احفظ عددها ووعاءها ووكاءها فإن جاء صاحبها وإلا فاستمتع بها ففي هذا الحديث زيادة العدد ; خرجه مسلم وغيره . وأجمع العلماء أن عفاص اللقطة ووكاءها من إحدى علاماتها وأدلها عليها ; فإذا أتى صاحب اللقطة بجميع أوصافها دفعت له ; قال ابن القاسم : يجبر على دفعها ; فإن جاء مستحق يستحقها ببينة أنها كانت له لم يضمن الملتقط شيئا ، وهل يحلف مع الأوصاف أو لا ؟ قولان : الأول لأشهب ، والثاني لابن القاسم ، ولا تلزمه بينة عند مالك وأصحابه وأحمد بن حنبل وغيرهم . وقال أبو حنيفة والشافعي : لا تدفع له إلا إذا أقام بينة أنها له ; وهو بخلاف نص الحديث ; ولو كانت البينة شرطا في الدفع لما كان لذكر العفاص والوكاء والعدد معنى ; فإنه يستحقها بالبينة على كل حال ; ولما جاز سكوت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ، فإنه تأخير البيان عن وقت الحاجة . والله أعلم .

        الحادية عشرة : نص الحديث على الإبل والغنم وبين حكمهما ، وسكت عما عداهما من الحيوان . وقد اختلف علماؤنا في البقر هل تلحق بالإبل أو بالغنم ؟ قولان ; وكذلك اختلف أئمتنا في التقاط الخيل والبغال والحمير ، وظاهر قول ابن القاسم أنها تلتقط ، وقال أشهب وابن كنانة : لا تلتقط ; وقول ابن القاسم أصح ; لقوله - عليه السلام - : احفظ على أخيك المؤمن ضالته .

        الثانية عشرة : واختلف العلماء في النفقة على الضوال ; فقال مالك فيما ذكر عنه ابن القاسم : إن أنفق الملتقط على الدواب والإبل وغيرها فله أن يرجع على صاحبها بالنفقة ، وسواء أنفق عليها بأمر السلطان أو بغير أمره ; قال : وله أن يحبس بالنفقة ما أنفق عليه ويكون أحق به كالرهن . وقال الشافعي : إذا أنفق على الضوال من أخذها فهو متطوع ; حكاه عنه [ ص: 122 ] الربيع . وقال المزني عنه : إذا أمره الحاكم بالنفقة كانت دينا ، وما ادعى قبل منه إذا كان مثله قصدا . وقال أبو حنيفة : إذا أنفق على اللقطة والإبل بغير أمر القاضي فهو متطوع ، وإن أنفق بأمر القاضي فذلك دين على صاحبها إذا جاء ، وله أن يحبسها إذا حضر صاحبها ، والنفقة عليها ثلاثة أيام ونحوها ، حتى يأمر القاضي ببيع الشاة وما أشبهها ويقضي بالنفقة .

        الثالثة عشرة : ليس في قوله - صلى الله عليه وسلم - في اللقطة بعد التعريف : فاستمتع بها أو فشأنك بها أو فهي لك أو فاستنفقها أو ثم كلها أو فهو مال الله يؤتيه من يشاء على ما في صحيح مسلم وغيره ، ما يدل على التمليك ، وسقوط الضمان عن الملتقط إذا جاء ربها ; فإن في حديث زيد بن خالد الجهني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : فإن لم تعرف فاستنفقها ولتكن وديعة عندك فإن جاء صاحبها يوما من الدهر فأدها إليه في رواية ثم كلها ، فإن جاء صاحبها فأدها إليه . خرجه البخاري ومسلم . وأجمع العلماء على أن صاحبها متى جاء فهو أحق بها ، إلا ما ذهب إليه داود من أن الملتقط يملك اللقطة بعد التعريف ; لتلك الظواهر ، ولا التفات لقوله ; لمخالفة الناس ، ولقوله - عليه السلام - : فأدها إليه .

        تفسير القرطبى
        اسلام ويب









        تعليق


        • رد: تدبر آية من القرآن


          {وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} [يوسف : 18

          (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون)
          منهج يعقوب عليه السلام في التعامل مع مشكلة أبنائه





          من المشكلات التي تؤرِّق كثيرًا من الأسر: ما يُسببه الشباب مع الآباء من مشكلات قد تَعصف بالأسرة وبمستقبل هؤلاء الشباب، وقد تفشَّت هذه الظاهرة في الوقت الحاضر بشكل كبير، خرَج فيه الشباب عن طَوع الآباء، بل قد يخرج بعضهم عن ارتباطه بأسرته، والأكثر من ذلك ما قد يحدث من عداء بينهم.


          وتَنبع هذه المشكلات في الأصل من الفجوة في التصور والتفكير بين الأهل والأبناء؛ إذ يعتقد الشباب في هذه المرحلة العمرية أنهم في سنٍّ تُمكنهم من اتخاذ قراراتهم الشخصية والاجتماعية بأنفسهم دون مساعدة الأهل، بينما لا يرضى الأهل بإعطائهم حريةَ الاختيار والتصرف.

          وتزداد مشكلة الانحراف في التصور والانحراف في الخلق، والانحراف في التفكير - لدى كثيرٍ من الشباب، بسبب كثيرٍ من وسائل الإعلام - لا كل وسائل الإعلام - التي ضاعت فيها الأخلاق وفسَدت فيها العقائد؛ حيث تعرض المشاهد الإباحية والأفكار الفاسدة، وليس لدى الشباب الرصيد الكافي من الخبرة، أو ليس عنده رصيد أصلًا في أن يدفع نفسه بعيدًا عن ذلك، أو يُبيِّن زيفه.

          هذه الفَجوة التي يصل فيها قول الأبناء: "إن آباءَهم كانوا يعيشون في عصور بالية، لا تناسب عصرهم وتقدُّمهم الآن": ﴿ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [يوسف: 8].


          وإذا عرَضنا مثل هذه المشكلات على كتاب الله: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، نجد المشكلة والحل في سورة يوسف عليه السلام.



          ولا شك أن الإسلام يحل جميع المشاكل، فالإسلام إذا طُبِّق تطبيقًا صحيحًا، فإنه لا تبقى معه مشكلة في الحياة، ومن ذلك مشاكل الشباب في هذا العصر.


          إن المتأمل في سورة يوسف عليه السلام، لَيَجِدُ العجب العجاب في قصة يوسف وإخوته وأبيهم، هذه القصة يرويها لنا ربُّ العزة؛ لنتعلم منها، ونفهَم طبيعة الحياة التي خلقها الله، وما بها من نواميس، ويعلِّمنا الله كيف يكون منهجه في التعامل معها؛ لذلك كان قوله عز وجل في سورة يوسف: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [يوسف: 3]، وقوله:﴿ لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِي ﴾ [يوسف: 7].


          ونحن في هذا المقال لا نسرد القصة أو نفسِّر الآيات، ولكننا سنتوقف عند بعض المواقف من القصة، نتأمل من خلالها كيف كان منهج نبي الله يعقوب عليه السلام في التعامل مع مشكلته مع أبنائه، هذه المشكلة التي قد نرى جوانبَ منها في كثير من الأُسر المسلمة في وقتنا الحاضر، والتي قد تؤرِّق مضاجع الأسرة، ثم نبحث لها عن حلول عند المتخصصين في علوم النفس والاجتماع وما إلى ذلك.

          مشكلة نبي الله يعقوب عليه السلام مع أبنائه الكبار:هيَّا بنا لنرى مشكلة نبي الله يعقوب عليه السلام مع أبنائه الكبار، عشرة أبناء في ريعان الشباب والفتوة، هؤلاء الشباب قد عبروا عن تصوُّرهم لمشكلتهم مع أبيهم بقولهم:﴿ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [يوسف: 8].


          هذا التصور الذي عبَّر عنه هؤلاء الأبناء عن أبيهم بالقول:﴿ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [يوسف: 8]، وهو نبي مرسل من رب العالمين.


          هل نرى فظاعة هذا التصور الذي لا يتقبله أيُّ أبٍ من أبنائه، وبُعدَ الهُوة بينهما؛ مما يدل على ضخامة هذه المشكلة؟ ومما يؤكد عمق هذه المشكلة في نفوس هؤلاء الأبناء، ما فكروا فيه بقولهم بعد ذلك: ﴿ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴾ [يوسف: 9].


          ثم تزداد المشكلة فظاعةً في تصرُّف إخوة يوسف بحِيلتهم الماكرة للانفراد بيوسف، ثم إلقائه في الجب للتخلص منه بدلًا من قتله، وتبرير اختفائه لأبيهم بأن الذئب قد أكلَه: ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ * قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ * قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ * فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَجَاؤُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 11 - 18].


          إن حقد القلوب ولَّد كلَّ هذه التصرفات لدى إخوة يوسف لمجرد شعورهم بحب أبيهم لأخوَيْهم الصغيرين، وهذا قد يحدث في كثير من الأُسر.



          وهذا ما كان يخشاه يعقوب عليه السلام وحذَّر منه يوسفَ: ﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [يوسف: 5].


          وقد ظل هذا الحقد متوقدًا في قلوب هؤلاء الفتية عشرات السنين؛ إذ كان ردُّهم على يوسف بعد أن وضع السقاية في رحل أخيه: ﴿ قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 77].


          بل ظل اتهامهم لأبيهم بما لا يليق: ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ﴾ [يوسف: 85]، ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ ﴾[يوسف: 95].


          هذه المشكلة في بيت النبوة، بيت يعقوب عليه السلام، وهذا كان مختصرًا لها نستشفه من كتاب الله الذي أرسله إلينا نتعلم منه.

          منهج يعقوب عليه السلام في التعامل مع تصرفات أبنائه:ولكن كيف كان تصرُّف يعقوب عليه السلام حيال هذه المشكلة على مدار عشرات السنين؟!
          إنه العجب بالنسبة إلينا، فلم يَرِدْ في سرد القرآن الكريم لهذه المشكلة أن يعقوب عليه السلام قد بادر بعقاب أبنائه الشباب المندفع في فعله وتصرفاته بأي عقاب بدني أو لفظي، أو بالإبعاد عنه، أو بأي شكل من الأشكال، كما قد يفعل الآباء الآن، إنما كان كلُّ ما ذكره لنا كتاب الله في تصرف يعقوب عليه السلام، هو قوله: ﴿ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18].


          وقد تكرر هذا القول مرتين بينهما عشرات السنين، الأولى: عندما ذكر له أبناؤه أن الذئب قد أكل يوسف، والأخرى: عندما ذكروا له أن أخاهم بنيامين قد أخذه ملك مصر، وفي هذه المرة قال:﴿ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 83].

          هذا هو منهج يعقوب عليه السلام في الرد على تصرف أبنائه، فيه عتاب رقيق مهذب، بل في قمة التهذيب: ﴿ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ﴾، فليس فيه تجريح ولا توبيخ لأشخاصهم، كما يفعل الكثير من الآباء مع أبنائهم عند قيامهم بتصرفات غير لائقة.


          ثم يعقُب هذا القولَ: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾، لم يقل: فصبر فقط، بل جميل أيضًا، ما أحلى هذا! إنه صبر من نوع خاص، إنه جَمِيلٌ، فهل لنا أن نتعلم ذلك ونُمارسه مع أبنائنا في مثل هذه المواقف؟!


          ثم يختم هذا بالاستعانة بالله: ﴿ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾.
          الله، الله، إنه الملاذ في كنَفِ الرحمن، ورضا نفس، تشعر النفس معه بالراحة والطمأنينة والسكينة، رغم المصاب الجلل.

          وفي القول الآخر: ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾: إنه الاعتقاد الراسخ في تحقيق لَمِّ شمل الأسرة بعد هذا الفراق، والأمل في الله والثقة في رحمته.
          إن يعقوب عليه السلام بشر يعاني مما يعاني منه غيرُه من هذه المشكلة: ﴿ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [يوسف: 84]، ولكنه يلوذ بكنَفِ الله ويناجيه:﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 86].


          إن اللجوء إلى الله والاستعانة به، بل إن الشكوى إلى الله لا إلى غيره، هي من صلب العبادة والتوحيد، وعلى الرغم من أن هؤلاء الأبناء الشباب هم الذين سببوا هذه المشاكل وهم الذين قاموا بها، فإن يعقوب عليه السلام يدعو أبناءه للقيام بحل هذه المشاكل: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].


          وهي وسيلة ناجحة لإصلاحهم، وفي نفس الوقت يدعوهم لعدم اليأس، وأن الأمر بيد الله: ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].


          فتوجيهات يعقوب عليه السلام لم تنقطع لأبنائه طول هذه المشكلات، وتذكيرهم بالله: ﴿ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ * قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ [يوسف: 64 - 66].


          بل كان يُشعرهم بحبه لهم وخوفه عليهم رغم ما فعلوه، وكان هذا جليًّا في قوله لهم عند دخول مصر:﴿ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [يوسف: 67].


          مدى نجاح منهج نبي الله يعقوب عليه السلام في التعامل مع تصرفات أبنائه:إن معاملة نبي الله يعقوب لأبنائه بهذا المنهج طول هذه السنين، كان نهايته اعترافهم بأخطائهم فقالوا لأخيهم يوسف: ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴾ [يوسف: 91].


          ثم طلبوا من أبيهم أن يستغفر لهم: ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يوسف: 97، 98].


          وهذا هو ما قاله آدم عند توبته: ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].
          وأيضًا ما قاله ذو النون عند توبته: ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87].


          وقد أشاد الله بمنهج نبي الله يعقوب لأبنائه؛ حيث قال:﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 132 - 134].


          هذا منهج التعامل مع الشباب، يحتاج إلى الصبر والاستعانة بالله، والدعاء لهم بالهداية، مع استمرار التوجيه دون تنفيرٍ, وعدم القسوة عليهم؛ حتى لا يزداد نفورُهم؛ لأن هذه القسوة تقوي الشيطان عليهم، بل قد يهربوا إلى مَن يقودهم من شياطين الإنس، ويجب ألا ينتابنا اليأس من الأخذ بأيديهم مهما طال الزمن، ولنُحسن الظن بالله في صلاحهم: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾.


          أ. د. فؤاد محمد موسى
          شبكة الالوكة




          ,,,,,,,,,,,,,

          {وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} [يوسف : 18]

          قميص يوسف طاهر لم يدنسه الذئب ، لكن من دنسه هم أخوته !
          ما أشد الألم في ظلم ذوي القربى !..

          ياللوعة قلب الأب وهو يرى قميص ابنه ملطخا بالدم ..
          لا أدري كيف ملك يعقوب عليه السلام لسانه وعينيه في هذا الموقف!
          بل قال (فصبر جميل) الجميل

          في المصائب أن قلبك يكون فيها أكثر استدراكا لمعاني الربوبية ، حتى يصبح الصبر المر جميلا . الصالحون يزدادون بالبلاء جمالا .. إنه الإيمان ..
          وما حيلتك أيها المكروب إلا الصبر؟!
          وإذا نفد صبرك اطلب من الله أن يمدك بصبر آخر . فصبر جميل .. قلها لنفسك واجه بها أحزانك ، أعلنها في روحك تشعر بلذة الصبر ومعنى الرضا ...

          (بل سولت لكم أنفسكم أمرا)
          إذ كيف يأكله الذئب ولم تسجد له الكواكب بعد كما في الرؤيا ؟!.

          كل الذين نبث لهم شكوانا لن يعلموا بحقيقة مافي قلوبنا ، وحده الله هو العليم ..
          قال يعقوب(إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) ثمة أوجاع لاتشكى إلا لله ، إذ يكفي أن تقول له يارب أنا أتألم . وذلك سرا وحصرا بدمعات في سجدات لله ...

          تأملات قرآنية






          تعليق


          • رد: تدبر آية من القرآن

            (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً *وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً*وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنْ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً)الاحزاب




            بشارة رب العالمين لعباده المؤمنين




            جاء القرآن الكريم لتبشير المؤمنين بالخير العظيم من ربِّ العالمين، وعلى نهج القرآن كان النبي صلى الله عليه وسلَّم؛ فلقد كان يعلِّم أصحابه رضي الله عنهم أن يستبشروا بالخير والفضل.


            وجاءت الرؤيا الصالحة من الله لتبشير المؤمنين؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا اقترب الزمان، لم تكدْ رؤيا المسلم تكذب، وأصْدَقُكم رؤيا أصدقكم حديثًا، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءًا من النبوة، والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بُشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يُحدِّث المرء نفسه، فإنْ رأى أحدكم ما يكرَه، فليَقُم فليُصلِّ، ولا يُحدِّث بها الناس))[1].


            وفي لفظ: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لم يبقَ مِن النبوة إلا المبشِّرات))، قالوا: وما المبشرات؟ قال: ((الرؤيا الصالحة))[2].


            وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم أن يَستبشروا بالخير دائمًا؛ فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجِعْرانة بين مكة والمدينة ومعه بلال، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: ألا تُنجز لي ما وعدتَني؟


            فقال له: ((أبشر))، فقال: قد أكثرتَ عليَّ مِن أبشر، فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان، فقال: ((ردَّ البُشرى، فاقبلا أنتما))، قالا: قَبلْنا[3].


            وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: جاء نفر من بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا بني تميم، أبشروا))، قالوا: بشَّرتنا فأَعطِنا، فتغيَّر وجهه، فجاءه أهل اليمن، فقال: ((يا أهل اليمن، اقبلوا البشرى إذ لم يَقبلها بنو تميم))، قالوا: قبلنا[4].


            بل كان صلى الله عليه وسلم يحثُّهم على تبشير الناس بالخير؛ فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعَث أحدًا من أصحابه في بعض أمره، قال: ((بشِّروا ولا تُنفِّروا، ويسِّروا ولا تُعسِّروا))[5].

            ••••





            أصناف المُبشَّرين في كتاب الله تعالى:



            بشَّر الله تعالى في كتابه الكريم صنوفًا من الناس:




            أولهم: المؤمنون:
            لقد بشَّر الله عباده المؤمنين كثيرًا في كتابه الكريم؛ وفي آيات أربع مِن كتاب الله تعالى تنتهي الآية بقول الله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )، بشَّرهم بماذا؟ لم يذكر رب العالمين؛ ليدل على عِظَم البشارة.


            الآية الأولى: قول الله تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [البقرة: 223].


            والآية الثانية: قوله سبحانه: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [التوبة: 112].


            والآية الثالثة: قوله سبحانه: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّأَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس: 87].


            والآية الرابعة: قوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [الصف: 10 - 13].


            وقال الله تعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر: 17، 18].


            بشَّرهم الله تعالى بالفضل الكبير منه سبحانه وتعالى؛ فقال سبحانه: ( وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا [الأحزاب: 47].


            وقال سبحانه وتعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا [الإسراء: 9].


            وبشرهم سبحانه وتعالى بالخير في الدنيا والآخرة؛ فقال جل شأنه: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ[يونس: 63، 64].






            ثانيهم: المخبتون:
            قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [الحج: 34، 35].





            ثالثهم: الصابرون:
            قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) [البقرة: 155 - 157].



            رابعهم: المحسنون:
            قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ [الحج: 37].
            وقال الله تعالى: ( وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ [الأحقاف: 12].


            خامسهم: الكافرون والمنافقون تهكمًا بهم:
            قال الله تعالى: ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [التوبة: 3].

            ••••





            أنواع البشارات في القرآن والسنَّة:






            1- البشارة بالنَّصر والتمكين للمؤمنين:

            من بشرى الخير التي بشر الله بها عباده المؤمنين في الدنيا تبشيرُهم بالنصر والتمكين، قال الله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا [النور: 55].


            فلقد وعد الله بنصر عباده المؤمنين، وإعزاز دينه؛ قال الله تعالى: ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ [الصافات: 171 - 173].
            وقال سبحانه تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) [الروم: 47].
            وسبَق ذكرُ قَول الله تعالى: (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [الصف: 13].


            وبشَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذه الأمة بالنصر والظفَر، قال خبَّاب بن الأرتِّ رضي الله عنه: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسِّد بردةً، وهو في ظل الكعبة، وقد لقينا مِن المُشركين شدةً، فقلتُ: يا رسول الله، ألا تدعو الله، فقعَد وهو محمر وجهه، فقال: ((لقد كان مَن قبلكم ليُمْشَطُ بمِشَاط الحديد، ما دون عظامه مِن لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينِه، ويُوضَع المنشار على مَفرِق رأسه، فيُشَقُّ باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه، وليُتمنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله، والذئب على غنمه))، وفي رواية: ((ولكنَّكم تستعجلون))[6].


            وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله زوى لي الأرض، فرأيتُ مَشارقها ومغاربها، وإنَّ أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها..))[7].


            وعن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبَر إلا أدخله الله هذا الدين، بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليل، عزًّا يُعزُّ الله به الإسلام، وذلًّا يذلُّ الله به الكفر))[8].



            وعن أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بشِّر هذه الأمة بالسناء، والنصر، والتمكين، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب))[9].


            2- البشارة بأن مع العسر يُسرًا، وبعد الشدة فرجًا:

            لا بدَّ في الحياة الدنيا من بلايا وملمات، ومحنٍ واختبارات، فهذه طبيعتها، وتلك سنتها، وما خلق الله الحياة إلا لابتلاء العباد بمَقارع الدهر ونوائبه؛ قال الله تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ [العنكبوت: 2].


            لكن المؤمنين لما حلَّت بهم الشدائد، استبشَروا بقرب الفرج، وعلموا أن بعد العسر يسرًا، ولكل ضيق مخرجًا، ولكل همٍّ فرجًا؛ قال الله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [الشرح: 5، 6]،( حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا [يوسف: 110].



            لما اشتدَّ الظلام، علمنا أن الفجر قاب قوسين أو أدنى، ولما عَظُم البلاء واشتد الخطب، علمنا أن الغمة ستزول عما قريب، ولما اشتد ظلم الطغاة وبطش العتاة، علمنا أنَّ الجبار مُنتقم عاجلًا غير آجِل.


            فالصالحون دائمًا إذا أصابتهم بلية، عَلِموا أنها لا تدوم؛ قال الله: ( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا )[آل عمران: 140]، فالله يكشف البلايا، ويَعلم الخفايا، قال الله: ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ [فاطر: 44].


            فدومًا تفاءل خيرًا، وأبشر برًّا، واعلم أن الله رحيم بعباده، لطيف بهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس: ((ألا أُعلِّمك كلمات ينفعك الله بهن؟))، فقلت: بلى، فقال: ((احفظ الله يحفظْك، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا))[10].


            قال الشافعي رحمه الله:
            ولرُبَّ نازلة يَضيق لها الفتى
            ذرعًا، وعند الله منها المخرَجُ
            ضاقت فلمَّا استحكمت حلقاتُها
            فُرجت وكنتُ أظنُّها لا تُفرَجُ




            3- البشارة بالمغفرة للمؤمنين:

            قال الله تعالى: ( إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ [يس: 11].



            4- البشارة بالجنة للمؤمنين:

            بشَّر الله تعالى المؤمنين بأعظم بشارة لهم؛ وهي دخول جنات النعيم؛ قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [البقرة: 25]، وقال الله سبحانه: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) [يونس: 2].


            قال الطبري [11]: اختلف أهل التأويل في معنى قوله: ï´؟ قَدَمَ صِدْقٍ ï´¾، قال: وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب، قول مَن قال: معناه أن لهم أعمالًا صالحةً عند الله يَستوجبون بها منه الثواب.


            وقال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) [التوبة: 20 - 22].


            وقال الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا [الكهف: 1 - 3].


            وقال الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [الشورى: 22، 23].


            وقال سبحانه وتعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ [فصلت: 30، 31].


            وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: خرجتُ ليلةً من الليالي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده، وليس معه إنسان، قال: فظننتُ أنه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفتَ فرآني، فقال: ((من هذا؟))، قلت: أبو ذر، جعَلني الله فداءك، قال: ((يا أبا ذرٍّ، تعاله))، قال: فمشيت معه ساعةً، فقال لي: ((اجلس ها هنا))، قال: فأجلَسَني في قاع حوله حجارة، فقال لي: ((اجلِس ها هنا حتى أرجع إليك))، قال: فانطلَقَ في الحرَّة حتى لا أراه، فلبث عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول: ((وإن سرق، وإن زنى)).


            قال: فلما جاء لم أصبر حتى قلتُ: يا نبي الله، جعلني الله فداءك، مَن تكلم في جانب الحرة، ما سمعتُ أحدًا يَرجِع إليك شيئًا؟
            قال: ((ذلك جبريل عليه السلام، عرض لي في جانب الحرة، قال: بشِّر أمَّتَك أنه من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، قلت: يا جبريل، وإن سرق، وإن زنى؟ قال: نعم، قال: قلت: وإن سرَق وإن زنى؟ قال: نعم، وإن شرب الخمر))[12].



            5- البشارة بالنار للكافرين والمنافقين سخريةً منهم:

            قال الله تعالى: ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [التوبة: 3]، والبشارة إنما تكون بالمسرات، وإنما جاء هذا على سبيل التهكُّم بهم؛ بشِّر هؤلاء الكفرة بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة.


            وقال سبحانه وتعالى: ( بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [النساء: 138].


            عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أبي كان يصل الرحم، وكان وكان، فأين هو؟ قال ((في النار))، قال: فكأنه وجد من ذلك، فقال: يا رسول الله فأين أبوك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حيثما مررتَ بقبرِ مُشركٍ فبشِّره بالنار)).


            قال: فأسلم الأعرابي بعد، وقال: لقد كلَّفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبًا، ما مررتُ بقبر كافر إلا بشَّرتُه بالنار[13].



            ابو حاتم القاضى
            شبكة الالوكة


            ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,




            يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45)

            1- { إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا )قدّم البشارة بالجنة على النذاره من العذاب، وفي الحديث القدسي ( إن رحمتي سبقت غضبي) / فوائد القرآن

            2- [ ومبشرا ونذيرا ] كن بشير خير إينما حللت وذكر الناس برحمة الله وباب فضله الواسع فإن لم تستجب النفوس فذكرهم بعذابه ! / مها العنزي




            وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً (46)



            1-"وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا" كل من اقترب من النبي صلى الله عليه وسلم يجد النور و دفء ايمان في كلماته وسنته وهديه.. / د. أبو بكر القاضي
            2-[ وداعيا إلى الله بإذنه ] دعوتك الناس لله ، فضل امتنه الله عليك ما كل أحد يوفق له من وفقه الله وكل أمر كان لله باركه الله / مها العنزي
            3-يكفي أهل الذكر والتسبيح فضلا وأجرا هذه الآية{ اذكروا الله ذكرا كثيرا. وسبحوه بكرة وأصيلا (هو الذي يصلي عليكم وملائكته) }/ محمد الربيعة

            4- حين وصف الله القمر قال : ( قمرًا منيرًا ) وحين وصف الشمس قال : ( سراجًا وهّاجًا )، أما حين وصف النبي قال : ( سراجًا منيرًا )/ فرائد قرآنية



            وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنْ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً (47)



            1-(وَبَشّرِ المُؤْمِنِين)إذا أتتك بشرى من عبد تغمرك السعادة فكيف إذا كان المبَشِّر من بيده خزائن السماء والأرض ؟! اطمئن تدبريات

            2-( وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) "هنيئا لمن تولى الله بشارته بنفسه، وخلد البشارة في كتابه، اللهم اجعلنا من أهل الإيمان…." / د.نوال العيد

            3-( وفتح قريب ) ( وبشر المؤمنين ) ( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا " كم هي جميلة تلك البشائر التي تساق لنفوسنا ، وتجدد بها امل ." / روائع القرآن

            4-أبشر بأعظم بشاره أنزلها ربك آمرا نبيك أن يبشر بها المؤمنين (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا) فحقق الأيمان في قلبك.. . /فوائد القرآن

            5-(وبشر المؤمنين) إن لكم في أفق الغيب أقدار سعيدة وعطايا جزيلة وأيام سعد وهناء جميلة فما بعد عسر أيامكم يسر الكريم فأبشروا/ روائع القرآن
            6-}وبشِّر المؤمنين{ ورد لفظ (بشِّر) في القرآن باشتقاقاتها أكثر من مائة مرة، فأين عناية بعض الدعاة بمثل هذا؛ ليرفعوا النفوس بالأمل والتفاؤل؟/ أ.د.ناصر العمر
            7- (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا)هذه من أصول الدعوة إلى الله، تبشير المؤمنين وتحبيبهم لتأليف قلوبهم . / تدبر






            حصاد التدبر





            التعديل الأخير تم بواسطة امانى يسرى محمد; 13/01/2021, 08:23 AM.

            تعليق


            • رد: تدبر آية من القرآن

              {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ○ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }[ الرعد:23-24]

              )جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ)
              في هذه الآية بشرى لمن كان له سلف صالح أو خلف صالح أو زوج صالح ممن تحققت فيهم هذه الصلات أنه إذا صار إلى الجنة لحق بصالح أصوله أو فروعه أو زوجه . وما ذكر الله هذا إلا لهذه البشرى كما قال الله تعالى( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء . )
              والآباء يشمل الأمهات على طريقة التغليب كما قالوا : الأبوين .


              سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)


              1- اصبر على الجوع على الظمأ على القيام على حبس النفس عن الشهوات لتسمع في الجنة نداء ( سلام عليكم بما صبرتم ) / عبد الله بلقاسم

              2- فنعم عقبى الدارحتى أهل الجنة يتلذذون بمن يذكرهم بنعمة الله عليهم. / عبد الله بلقاسم

              3- (نعم العبد) (نعم أجر العاملين) (نعم الثواب) (فنعم عقبى الدار)لا يزال الله (يثني) و (يمدح) / د. عقيل الشمري .

              4- تذكر دائماً أن عاقبة الصبر على البلاء عظيمة ؛ ﴿ سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ﴾؛ فالعاقبة .. جنّة./ فرائد قرآنية

              5- ﴿سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فنعم عُقبَى الدّارِ﴾ كم في هذه الآية من بشرى للصابرين، وتسلية للسائرين، وعلمٍ تبثه بأن العاقبة للمتقين! / أ د رقية المحارب

              6- ‏( سلامٌ عليكُم بما صبرتُمفنعمَ عقبى الدار)صبرك عن اللذات وعلى الأقدار ،من أسباب فوزك في دار القرار ./ عايض المطيرى
              ,,,,,,,,,,,,,,

              {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ○ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }[ الرعد:23-24]


              العائلة أصل أصيل من معاني البهجة في فطرتنا .. وكمال فرحتنا في الجنة بالعائلة ..
              والجنة ميعاد لقاء الأحبة الذي لافراق بعده ..

              (جنات عدن يدخلونها)
              عدن بمعنى الإقامة الخالدة ومن تمام نعيم أهل الجنة أن كل واحد منهم لايطلب تحولا عما هو عليه ..
              استشعر كرم الله ورحمته (ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم) وتأمل بركة اختيارك الصحيح لزوجك في الدنيا ألا وهو الزوج الصالح الذي تمتد بركته إلى جنات عدن ..

              (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب)
              أهل الجنة يحبون الضيوف ... فأنعم الله عليهم بأغلى الضيوف (الملائكة) ..
              الله على نعيم الجنة ... اللهم أكرمنا ..

              (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)
              اصبر على الصيام والقيام وعلى حبس النفس عن الشهوات والفتن.. لتسمع من الملائكة (سلام عليكم ...) . واعلم أن الآية بشرى للصابرين وتسلية للسائرين إلى الله وأن عاقبة الصبر على البلاء عظيمة .. ألا وهي (الجنة) ..


              تأملات قرآنية
              حصاد التدبر





              تعليق


              • رد: تدبر آية من القرآن

                الذين آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد : 28].
                الذكر حياة القلب، وسبيل لانشراح الصدر، بل به تجلى الكروب، وتزول الهموم، وتطرد الشياطين، ولكن لا ينبغي الذكر باللسان مع غفلة القلب وهذه الكلمات تبين منزلة الذكر من العبادات وفائدته للذاكرين.

                لقد حث الدين الحنيف على أن يتصل الإنسان بربه، ليحيي ضميره وتزكو نفسه ويتطهر قلبه، ويستمد منه العون والتوفيق، ولأجل هذا جاء في محكم التنزيل، والسنة النبوية المطهرة ما يدعو إلى الإكثار من ذ كر الله عز وجل على كل حال، فقال عز وجل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذ ِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } [الأحزاب:41-42] وقال سبحانه: { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } [الأحزاب:35] وقال جل شأنه: { وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الأنفال:45] وقال تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } [البقرة:152].

                وقال سبحانه: { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } [العنكبوت:45] وقال صلوات الله وسلامه عليه: { كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم } متفق عليه.
                وقال صلوات الله وسلامه عليه: { ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخيراً لكم من إعطاء الذهب والورق، وخيراً لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: ما هو يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عز وجل } رواه أحمد .
                وقال صلوات الله وسلامه عليه: { من قال سبحان الله وبحمده، غرست له نخلة في الجنة }رواه الحاكم وحسنه الترمذي وصححه.

                عباد الله: ذكر الله تعالى منزلة من منازل هذه الدار يتزود منها الأتقياء، ويتجرون فيها، وإليها دائماً يترددون، الذكر قوت القلوب، الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبوراً، وعمارة الديار التي إذا تعطلت عنه صارت دوراً بوراً، وهو السلاح الذي يقاتل به قطاع الطريق، والماء الذي يقطع به لهب الحريق.


                بالذكر -أيها المسلمون- تستدفع الآفات، وتستكشف الكربات، وتهون به المصائب والملمات، زين الله به ألسنة الذاكرين، كما زين بالنور أبصار الناظرين، فاللسان الغافل كالعين العمياء، والأذن الصماء، واليد الشلاء، والذاكر الله لا تدنيه مشاعر الرغبة والرهبة من غير الله، ولا تقلقه أعداد القلة والكثرة، وتستوي عنده الخلوة والجلوة، ولا تستخفه مآرب الحياة ودروبها، ذكر الله عز وجل باب مفتوح بين العبد وبين ربه، ما لم يغلقه العبد بغفلته.


                لقد حث الدين الحنيف على أن يتصل الإنسان بربه، ليحيي ضميره وتزكو نفسه ويتطهر قلبه، ويستمد منه العون والتوفيق، ولأجل هذا جاء في محكم التنزيل، والسنة النبوية المطهرة ما يدعو إلى الإكثار من ذ كر الله عز وجل على كل حال، فقال عز وجل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذ ِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } [الأحزاب:41-42] وقال سبحانه: { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } [الأحزاب:35] وقال جل شأنه: { وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الأنفال:45] وقال تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } [البقرة:152].وقال سبحانه: { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } [العنكبوت:45] وقال صلوات الله وسلامه عليه: { كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم } متفق عليه.

                وقال صلوات الله وسلامه عليه: { ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخيراً لكم من إعطاء الذهب والورق، وخيراً لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: ما هو يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عز وجل } رواه أحمد .

                وقال صلوات الله وسلامه عليه: { من قال سبحان الله وبحمده، غرست له نخلة في الجنة }رواه الحاكم وحسنه الترمذي وصححه.

                ذكر الله تعالى منزلة من منازل هذه الدار يتزود منها الأتقياء، ويتجرون فيها، وإليها دائماً يترددون، الذكر قوت القلوب، الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبوراً، وعمارة الديار التي إذا تعطلت عنه صارت دوراً بوراً، وهو السلاح الذي يقاتل به قطاع الطريق، والماء الذي يقطع به لهب الحريق.
                بالذكر -أيها المسلمون- تستدفع الآفات، وتستكشف الكربات، وتهون به المصائب والملمات، زين الله به ألسنة الذاكرين، كما زين بالنور أبصار الناظرين، فاللسان الغافل كالعين العمياء، والأذن الصماء، واليد الشلاء، والذاكر الله لا تدنيه مشاعر الرغبة والرهبة من غير الله، ولا تقلقه أعداد القلة والكثرة، وتستوي عنده الخلوة والجلوة، ولا تستخفه مآرب الحياة ودروبها، ذكر الله عز وجل باب مفتوح بين العبد وبين ربه، ما لم يغلقه العبد بغفلته.


                قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: [[ تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وفي قراءة القرآن، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق ]].


                إن الذنوب كبائرها وصغائرها لا يمكن أن يرتكبها بنو آدم إلا في حال الغفلة والنسيان لذكر الله عز وجل؛ لأن ذكر الله تعالى سبب للحياة الكاملة التي يتعذر معها أن يرمي صاحبها بنفسه في أتون الجحيم، أو غضب وسخط الرب العظيم، وعلى الضد من ذلك التارك للذكر، الناسي له؛ فهو ميت لا يبالي الشيطان أن يلقيه في أي مزبلة شاء، قال تعالى: { وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } [الزخرف:36] وقال سبحانه: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه:124].


                قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: [ الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خنس ] وكان رجل رديف النبي صلى الله عليه وسلم على دابة، فعثرت الدابة بهما فقال الرجل: تعس الشيطان! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: { لا تقل تعس الشيطان؛ فإنه عند ذلك يتعاظم حتى يكون مثل البيت، ولكن قل: باسم الله؛ فإنه يصغر عند ذلك حتى يكون مثل الذباب } رواه أحمد و أبو داود وهو صحيح.


                وحكى ابن القيم رحمه الله عن بعض السلف أنهم قالوا: إذا تمكن الذكر من القلب، فإن دنا منه الشيطان صرعه الإنسي كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان، فيجتمع عليه الشياطين فيقولون: ما لهذا؟ فيقال: قد مسه الإنسي.


                الإكثار من ذكر الله براءة من النفاق، وفكاك من أسر الهوى، وجسر يصل به العبد إلى مرضاة ربه وما أعده الله له من النعيم المقيم، بل هو سلاح مقدم على أسلحة الحروب الحسية التي لا تكلم؛ فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فتح القسطنطينية : { فإذا جاءوها، نزلوا فلم يقاتلوا بالسلاح، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر فيسقط أحد جانبيها، ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله والله اكبر، فيسقط جانبها الآخر،ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنمون } الحديث رواه مسلم في صحيحه .


                الكلم الطيب






                تعليق


                • رد: تدبر آية من القرآن


                  {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب : 56]

                  بدأ الله تعالى العظيم بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والملائكة تابعت ، وأمر بذلك المؤمنين ...

                  تأمل ياعزيزي كلمة يصلون فهي فعل مضارع يدل على الاستمرار ؟

                  إذا كان الله تعالى وملائكته يصلون على النبي باستمرار .. فعجبا لألسنتنا كيف تهدأ عن الصلاة عليه !!!

                  ألف الصلاة والسلام عليك ياسيدي يارسول الله ...

                  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ) ومن منا لايتمنى ان يصلي الله عليه ؟... وقال(الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ عَلَيّ) لاتكن بخيلا وكن مع الملأ الأعلى .. شاركهم شرف الصلاة على رسول الله ..

                  واعلم أنك بالصلاة عليه تكفى همك ..

                  اللهم نشهدك أننا نحب رسولنا الكريم فاحشرنا تحت لوائه واسقنا من حوضه الشريف واجمعنا معه في الفردوس ..

                  ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,


                  كنوز وأجور الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم


                  بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

                  فهذه أجور الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

                  أولًا: امتثال لأمر الله العظيم ملك الملوك:

                  قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

                  وفي معنى الصلاة في الآية الكريمة، قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:

                  "قال البخاري رحمه الله تعالى: قال أبو العالية رحمه الله تعالى: صلاة الله تعالى: ثناؤه عليه عند الملائكة عليهم الصلاة والسلام، وصلاة الملائكة: الدعاء، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنه: يُصلُّون: يبرِّكون، هكذا علَّقه البخاري رحمه الله تعالى عنهما"؛ انتهى بتصرف[1].

                  • ولبيان أجر الامتثال لأمر الله العظيم، قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى: "﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ اقتداءً بالله سبحانه وملائكته عليهم الصلاة والسلام، وجزاءً له صلى الله عليه وسلم على بعض حقوقه عليكم، وتكميلًا لإيمانكم، وتعظيمًا له صلى الله عليه وسلم، ومحبةً وإكرامًا، وزيادةً في حسناتكم، وتكفيرًا من سيئاتكم"؛ انتهي[2].


                  ثانيًا: ذكر الله ذي الجلال والإكرام لعبده:

                  قال الله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]، وذكرُ الله تعالى يكون بكل أنواع الطاعات التي أمر الله سبحانه بها، وهو مِن أجلِّ السبل لشكر الله العظيم على نعمِه، والصلاةُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقرب السبل لذكر الله سبحانه؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((يقول اللهُ تعالى: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكَرَنِي، فإن ذَكَرَنِي في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خير منهم، وإن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً))؛ (البخاري: 7405)، و(مسلم: 267)، واللفظ للبخاري.



                  • قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "مِن فوائد الذكر أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال الله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152]، ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدَها، لكفى بها فضلًا وشرفًا".

                  وقال مالك بن دينار رحمه الله تعالى: "مَا تَنَعَّمَ المُتَنَعِّمُونَ بِمِثْلِ ذِكْرِ الله تَعَالى".

                  وقال الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله تعالى: "‏الشهرة الحقيقية في السماء، ومِن أعظم أسبابها كثرةُ ذكر الله تعالى، قال الله تعالى في الحديث القدسي: ((إن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرتُه في ملأ خير منهم))".


                  ثالثًا: بلوغ صلاة وسلام العبد على النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم:

                  عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ الله عليَّ رُوحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ))؛ (أبو داود: 2041)، وصححه الألباني في (صحيح الجامع: 567).

                  وفي الحديث الشريف يقول الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله تعالى: "لقد مات النبي عليه الصلاة والسلام وخرج من هذه الدنيا، والمؤمن يُريد صلة بنبيِّه عليه الصلاة والسلام مباشرة، فجعل الله تعالى لنا هذه الوسيلة المباشرة، فنصلي على نبينا صلى الله عليه وسلم فيبلغ بالاسم أن فلانًا صلى عليه، ثم يرد علينا السلام أيضًا"؛ انتهي. (التفريغ النصي لخطبة الجمعة: الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم).

                  وفي الحديث النبوي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ؛ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ))؛ (أبو داود: 2042)، وصححه الألباني في (صحيح الجامع: 7226).

                  وفي الحديثين الشريفين بيانٌ لعظم أجر الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وهي صلة قويَّة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أحبابه صلى الله عليه وسلم من المؤمنين، الذين يتعاهدون على هذا الحب بطاعة الله تعالى، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلَّم، وملازمة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلَّم.

                  يقول الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله تعالى: "من تعظيم الله تعالى تعظيمُ نبيِّه صلى الله عليه وسلَّم، ومِن تعظيم نبيه صلى الله عليه وسلم كثرةُ الصلاة عليه في أفضل الأيام يوم الجمعة".


                  رابعًا: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الجود:

                  عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((رَغِمَ أنْفُ رَجلٍ ذُكِرتُ عِندَه فلَمْ يُصلِّ عليَّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ ثُم انْسَلَخَ قبلَ أن يُغفرَ لهُ، ورَغِمَ أنْفُ رجلٍ أدركَ عِندَه أبواهُ الكبَرَ فلم يُدْخِلاهُ الجنةَ))؛ (الترمذي: 3545)، وصححه الألباني في (صحيح الجامع: 3510).

                  وفي الحديث الشريف قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: "الواجب الصلاةُ على الرسول صلى الله عليه وسلم إذا مرَّ ذكرُه عليه الصلاة والسلام؛ لِما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ))، وهذا يدل على أن الصلاة عليه واجبة عند ذكره صلى الله عليه وسلَّم"[3].

                  وعن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما قال: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((البَخيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِندَهُ، فلَمْ يُصَلِّ علَيَّ))؛ صححه الألباني في (صحيح الترغيب: 1683).

                  قال الفاكهاني رحمه الله تعالى: "حديث: ((البخيل مَن ذُكِرتُ عنده فلم يصلِّ علي))، يُقوِّي قول مَن قال بوجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كلما ذُكر، وهو الذي أميل إليه"؛ (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم: ص 31).

                  وقال الصالحي رحمه الله تعالى: "ينبغي أن تكون الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم معقبةً بذكره عنده، حتى لو تراخى عن ذلك ذمَّ عليه"[4].


                  خامسًا: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الإيمان:

                  عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ))؛ (البخاري: 15) و(مسلم: 44).

                  والمحبةُ الكاملة هي طاعةُ الله سبحانه فيما أمر به، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في كلِّ ما أمر به، والصلاةُ على النبي صلى الله عليه وسلم من هذه القرباتِ والطاعات التي تنمي هذا الحبَّ وتثمره.


                  سادسًا: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من علامات التوقير للرسول صلى الله عليه وسلم:

                  قال الله تعالى: ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 9].

                  وقال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157].


                  وفي الآية الكريمة يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

                  "إن الله أمر بتعزير الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: ﴿ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ﴾ [الفتح: 9]، والتعزيرُ اسمٌ جامع لنصرِ الرسول صلى الله عليه وسلم، وتأييدِ الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنعه صلى الله عليه وسلم مِن كل ما يؤذيه، والتوقيرُ اسمٌ جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام، وأن يتم توقير الرسول صلى الله عليه وسلم بالتشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه صلى الله عليه وسلم عن كلِّ ما يخرجه عن حدِّ الوقار"؛ انتهى بتصرف[5].

                  ولذا؛ فإن الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من علامات التوقير والتشريف التي يحرِصُ عليها المسلم، وهي من موارد الصلاح التي يسعى بها المسلم أن يكون في زمرة المفلحين.


                  سابعًا: أَولى الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم مَن يُكثِر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:

                  عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أولى النَّاس بي يوم القيامة أكثرُهم عليَّ صلاةً))؛ (الترمذيُّ: 484)، وحسَّنه الألباني في (صحيح الترغيب: 1668).


                  ثامنًا: شرف صلاة الله تعالى على العبد، ومحو الخطايا، ورفعة الدرجات:

                  عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى عليَّ صلاةً واحدةً، صلَّى الله عليه عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنه عشرُ خطيئاتٍ، ورُفعَت له عشرُ درجاتٍ))؛ (النسائي: 1296)، وصححه الألباني في (صحيح الترغيب: 1657).

                  فالسعيد كل السعادة مَن لازم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهي نبع للحسنات التي تثقل الميزان، وهي تمحو الخطايا التي تثقل كاهل المرء يوم القيامة، وهي ترفع الدرجات التي يصبو لها المسلم لمصاحبة الأولياء والتنعم بما سينعم به الصالحون.


                  تاسعًا: سبب في الاستجابة للدعاء:


                  إن الدعاء عبادةٌ عظيمة يَسأل بها العبدُ اللهَ الكريم، ويلوذ بها العبد من الكربات والمصائب والعذاب؛ طمعًا في استجابة الله الواسع المحسِن، قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]؛ ولذا فالمسلم يتحرَّى أسباب الاستجابة، ومِن أعظم هذه الأسباب ابتداءُ الدعاءِ بحمد الله سبحانه، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فعن فَضالة بن عُبيد رضي الله تعالى عنه قال: "سمعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عَجِلَ هذا))، ثُمَّ دعاهُ فقال له أو لغيرِهِ: ((إذا صلَّى أحدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِتَحْميدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ، ثُمَّ لْيُصَلِّ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ))؛ (الترمذي: 3447).



                  عاشرًا: مغفرة الذنوب والتخلص من الهموم:


                  عن أُبيِّ بن كعب رضي الله تعالى عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رسولَ اللهِ، إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ، فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي؟ فقال: ((ما شِئْتَ))، قال: قلتُ: الربعَ؟ قال: ((ما شِئْتَ، فإِنْ زدتَ فهو خيرٌ لكَ))، قلتُ: النصفَ؟ قال: ((ما شِئْتَ، فإِنْ زدتَ فهو خيرٌ لكَ))، قال: قلتُ: فالثلثينِ؟ قال: ((ما شِئْتَ، فإِنْ زدتَ فهو خيرٌ لكَ))، قلتُ: أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها؟ قال: ((إذًا تُكْفَى همَّكَ، ويغفر لكَ ذنبُك))؛ (الترمذي: 2457).



                  وفي الحديث الشريف فضائل جليلة بيَّنها أهل العلم؛ ومنها:

                  قال الشوكاني رحمه الله تعالى: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذًا تُكفى همك ويُغفر ذنبك))، في هاتين الخصلتين جِماعُ خير الدنيا والآخرة؛ فإن مَن كفاه الله تعالى همَّه، سلِم من محن الدنيا وعوارضها؛ لأن كل محنة لا بد لها من تأثير الهم وإن كانت يسيرة، ومَن غفر الله سبحانه ذنبه، سلِم من محن الآخرة؛ لأنه لا يوبق العبدَ فيها إلا ذنوبُه"؛ انتهى[6].

                  وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: "المراد بالصلاة هنا الدعاء، ومعنى الحديث الحث على الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لِما في ذلك من الأجر العظيم"؛ انتهى[7].

                  والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الشريف شفاءٌ ودواء لذَوي الهموم والذنوب؛ ولذا فلنحرِصْ ونثابر على هذه العبادة العظيمة.

                  يقول الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله تعالى: "إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادةٌ عظيمة يغفل عنها المسلم، ويفوت عليه أجر عظيم، فلا بد أن نُذكِّر أنفسنا وأبناءنا وأصحابنا بهذه العبادة، وأن ننشرها ونحرص عليها، وأن نعلمها؛ فإن في ذلك لخيرًا عظيمًا"[8].

                  وقال الإمام سفيان الثوري رحمه الله تعالى: "لو لم يكن لصاحبِ الحديث فائدةٌ إلا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يصلي عليه ما دام في ذلك الكتاب".



                  صِيَغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

                  إن صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم متعدِّدةٌ، ووردت في أحاديث كثيرة، وهي الأفضل والأكمل؛ ومنها:

                  عن كَعْب بن عُجْرَة رضي الله تعالى عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: قد عرَفنا كيف نُسلِّم عليك، فكيف نُصلِّي عليك؟ قال: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد، كما بارَكْت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد))؛ (البخاري: 6357) (مسلم: 406).

                  عن كَعْب بن عُجْرة رضي الله تعالى عنه قال: سأَلْنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، كيف الصلاةُ عليكم أهلَ البيت، فإن الله قد علَّمنا كيف نُسلِّم عليكم؟ قال: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما بارَكْت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد))؛ (البخاري: 3370).

                  عن عُقْبة بن عمرو بن ثعلبة أبي مسعود رضي الله تعالى عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سَعْد بن عُبادة، فقال له بَشير بن سَعْد: أمَرنا الله أن نُصلِّي عليك، فكيف نُصلِّي عليك؟ قال: فسَكَت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنَّيْنَا أنه لم يسأَلْه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما بارَكْت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد عَلِمتم))؛ (الترمذي: 3320).

                  عن كَعْب بن عُجْرة رضي الله تعالى عنه قال: "ألا أُهدِي لك هديةً؟ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقُلْنا: قد عرَفنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما بارَكْت على إبراهيم، إنك حميد مجيد))؛ (ابن ماجه: 746).



                  • وجاء في فتاوى موقع الإسلام سؤال وجواب:

                  "والأَولى التنويعُ بين هذه الصيغ الواردة، بأن يأتي بهذه تارةً وبغيرها تارة أخرى؛ اتباعًا للسنة والشريعة، ولئلا يُؤدِّي لزوم إحدى الصيغ إلى هجر الصيغ الأخرى الثابتة، ولِما في ذلك من الفوائد الكثيرة الأخرى التي لا تتحصَّل بالمواظبة على إحدى الصيغ دون الأخرى، لكن ينبغي الانتباه إلى أنه لا يُشرَع الجمع والتلفيق بين هذه الألفاظ، لتخرج في صيغة واحدة مجموعة منها، بل هو مخالف للسنة النبوية، كما قرره جمعٌ من أهل العلم؛ ينظر: مجموع الفتاوى؛ لابن تيمية (22/335، 458، 24/242، 247)، وجلاء الأفهام؛ لابن القيم (ص 373)، وقواعد ابن رجب (ص 14)، والشرح الممتع؛ لابن عثيمين (2/56، 65، 3/29، 98)".

                  وقد نص الحافظ ابن حجر في فتح الباري (11/ 166) على أن جماهير العلماء يرون أن أي لفظ أدَّى المراد بالصلاة عليه أجزأ، أما داخل الصلاة، فينبغي الاقتصار على المأثور الوارد، وعدم النقص عنه؛ احتياطًا للسنة والدين، واتباعًا للوارد عنه عليه الصلاة والسلام.

                  أما في خارج الصلاة، فقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: "فلو قال المؤمن عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: صلَّى الله عليه وسلم، أو عليه الصلاة والسلام، فلا أعلم حرجًا في ذلك".



                  مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

                  أولًا: بعد الأذان:

                  فعن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سمِعْتُم المؤذن، فقولوا مثلَ ما يقول، ثم صلُّوا علي، فإنه مَن صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سَلُوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمَن سأل لي الوسيلة، حلت له الشفاعة))؛ (مسلم: 384).



                  ثانيًا: الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة:

                  فعن أَوْس بن أَوْس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ من أفضل أيامِكم يوم الجمعة؛ فيه خُلِق آدم عليه السلام، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثِروا عليَّ من الصلاة؛ فإن صلاتكم معروضةٌ عليَّ))، قالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرَض صلاتنا عليك وقد أرمتَ؟ - أي يقولون: قد بليت - قال: ((إن الله عز وجل قد حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام))؛ (أبو داود: 1047).



                  ثالثًا: عند سماع وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم:

                  عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم صعِد المنبر، فقال: ((آمين، آمين، آمين))، قيل: يا رسول الله، إنك حين صعِدْتَ المنبر قلتَ: ((آمين، آمين، آمين))، قال: ((إن جبريل أتاني، فقال: مَن أدرك شهرَ رمضان ولم يُغفَر له فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين، فقلتُ: آمين، ومَن أدرك أبوَيْه أو أحدَهما فلم يبرَّهما، فمات فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ومَن ذُكِرتَ عنده فلم يُصلِّ عليك، فمات فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين))؛ (ابن حبان: 907)، وصحَّحه الألباني في (صحيح الترغيب: 1679).



                  رابعًا: عند إطالة المجلس:

                  عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما قومٍ جلَسوا فأطالوا الجلوس، ثم تفرَّقوا قبل أن يذكروا الله تعالى أو يُصلُّوا على نبيه، كانت عليهم تِرَة من الله، إن شاء عذَّبهم، وإن شاء غفر لهم))؛ صححه الألباني في (صحيح الجامع: 2738).

                  وبيَّن الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله تعالى العديدَ من المواطن الهامَّة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:

                  خامسًا: عند كتابة اسم النبي صلى الله عليه وسلم:

                  من المواضع أيضًا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند كتابة اسمه صلى الله عليه وسلم، قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: "لو لم يكن لصاحب الحديث فائدةٌ إلا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يصلي عليه ما دام في ذلك الكتاب".



                  سادسًا: بين تكبيرات العيد:


                  من مواضع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بين تكبيرات صلاة العيد، وهذا لا يعلمه كثيرٌ من الناس، قال عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه - في الحديث الصحيح الذي جاء عنه - معلمًا: "تبدأ فتكبر تكبيرة تفتتح بالصلاة، وتحمد ربك، وتُصلِّي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم تدعو أو تُكبِّر، وتفعل مثل ذلك، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تقرأ، ثم تكبر وتركع، ثم تقوم فتقرأ وتحمَد ربك، وتصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم تدعو وتكبر الله وتفعل مثل ذلك، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تركع، فقال حذيفة وأبو موسى: صدق أبو عبدالرحمن"؛ حسنه الشيخ الألباني في (فضل الصلاة: 88).



                  سابعًا: فوق الصفا:

                  ومن المواضع أيضًا: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فوق الصفا، كما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه - بإسناد صحيح -: "إذا قدِمتم فطُوفوا بالبيت سبعًا، وصلُّوا عند المقام ركعتينِ، ثم أتوا الصفا فقُوموا من حيث ترونَ البيت، فكبِّروا سبع تكبيرات، بين كل تكبيرتين حمد لله وثناء عليه، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومسألة لنفسك، وعلى المروة مثل ذلك"؛ حسنه الشيخ الألباني في (فضل الصلاة: 81).



                  ثامنًا: عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم إذا زاره:

                  قال عبدالله بن دينار: "رأيتُ عبدالله بن عمر يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر رضي الله عنهما"؛ حسنه الشيخ الألباني في (فضل الصلاة: 98).

                  وفي هذا بيان أن ما يفعلُه هؤلاء الذين يتمسَّحون بشبابيك القبر النبوي، وبالقفص الحديدي الموجود هناك، أنهم ضالون مبتدعون، وهذا نوعٌ من الشرك أن تلتمس البركة من شبَّاك القبر النبوي، ومن الحديد المصنوع المجعول حوله، وربما أخذ بعضهم من الغبار فتمسَّح به، وهكذا يحدث الشرك في هذه الأمة.



                  تاسعًا: المرور بآياتٍ فيها ذكرُ النبي عليه الصلاة والسلام:


                  وقد قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: إذا مرَّ المصلي بآية فيها ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، فإن كان في نفلٍ صلى عليه صلى الله عليه وسلم"، في صلاة نافلة كقيام ليل، إذا قرأ الآية يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من باب التدبر للقرآن في صلاة النافلة وفي قيام الليل، كما كان عليه الصلاة والسلام إذا مر بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مر بآية فيها ذكر الجنة سأل، وفيها ذكر النار استعاذ، وهكذا؛ موضعها في صلاة النافلة وفي قيام الليل.



                  عاشرًا: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التكبيرة الثانية من صلاة الجنازة:

                  فعن رجل من الصحابة رضي الله تعالى عنه قال: "إن السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر الإمام، ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سرًّا في نفسِه، ثم يُصلِّي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويخلص الدعاء للجنازة في التكبيرات الثلاث، لا يقرأ في شيء منهن، ثم يسلم سرًّا في نفسه حين ينصرف عن يمينه، والسنة أن يفعل مَن وراءه مثلما فعل إمامه"؛ صححه الألباني في (أحكام الجنائز: 155).


                  أخطاء يجب تجنُّبها عند كتابة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

                  أولًا: خطأ لُغوي:

                  من الأخطاء كتابة كلمة "صلي" عند كتابة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصيغة الإبراهيمية، والواجب هو حذف حرفِ العلة عند الدعاء لله عز وجل؛ لأن الأفعال في هذه الحالة تُبنى على حذف حرف العلة، فالصحيح هو الكتابة كما يلي: "اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".



                  ونقول: صلِّ بالتشديد والكسر في حالة الدعاء مع حذف حرف العلة الياء، وأما عند كتابتنا "صلى الله عليه وسلم"، فالموضوع يختلف؛ لأن الفعل (صلى) في الماضي، فإنه يبقى كما هو، وإعرابه: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح المقدَّر على الألف، منع من ظهوره التعذر (يتعذر أن تلفظ فتحة فوق الألف)، ولنراجع كيفية كتابة لفظة "ابْنِ" في الآية الكريمة في سورة التحريم: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾[التحريم: 11]؛ ولذا وجب مراعاة الفرق بين الحالتين.



                  ثانيًا: خطأ اختصار الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرموز:

                  وفي هذا الصدد تتم الإشارة من ابن الصلاح في كتابِه "علوم الحديث" - المعروف بمقدمة ابن الصلاح - في النوع الخامس والعشرين من كتابه (في كتابة الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده)، فقد نوَّه عن الخير في تعظيم الله تعالى والثناء عليه جل جلاله عند ذكر اسمه تبارك وتعالى، على نحو قولنا: الله عز وجل، الله تبارك وتعالى، وأيضًا قام بالتأكيد على المحافظة على كتابة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم، ونوَّه لتجنب الاختصار بالرمز أو عدم إتمام صيغة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.



                  وقال الشيخ محمد المنجد حفظه الله تعالى: "ومِن هنا نعلم أن اختصار البعض الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابة (ص) بين قوسين، أو (ص. ل. ع. م)، يترتب عليه قلة أدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولَعَمْري ماذا يريد صاحبه، ماذا يريد صاحب هذا الاختصار؟ أن يختصر الأجر، أن يذهب عليه الأجر؟"؛ انتهى بتصرف؛ (التفريغ النصي لخطبة الجمعة: الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم).



                  ومن الأمور التي يرجى مراعاتها عند كتابة "صلى الله عليه وسلم" كتابة الجملة بدون استخدام الرسم الزخرفي، فهذا الرسم الزخرفي يظهر فيه لفظ الجلالة بحجم خط صغير مقارنة بباقي الجملة، ولتعظيم ذكر الله تعالى يُرجَى كتابة الجملة كاملة بدون استخدام الرسم الزخرفي، فهذا أقرب لتعظيم كتابة لفظ الجلالة.

                  نسأل الله الكريم العظيم أن يرزقنا صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم

                  وأن يرزقنا وأهلَنا والمسلمين الثبات على الدين

                  والحمد لله رب العالمين

                  ونصلي ونسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

                  وعلى آله وصحبه أجمعين ومَن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين


                  [1] تفسير ابن كثير على موقع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود.

                  [2] تفسير السعدي على موقع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود.

                  [3] (فتاوى نور على الدرب: 1/79، 80).

                  [4] (سبل الهدى والرشاد: 12/421).

                  [5] (الصارم المسلول: 1/425).

                  [6] "تحفة الذاكرين"، (ص 45).

                  [7] "فتاوى اللجنة الدائمة"، (24/156 - 157).

                  [8] (التفريغ النصي لخطبة الجمعة: الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم)؛ على موقع الشيخ محمد صالح المنجد.

                  حسين أحمد عبدالقادر

                  شبكة الالوكة



                  تعليق


                  • رد: تدبر آية من القرآن


                    {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة : 24]

                    {
                    وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ } أي: من بني إسرائيل

                    {أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } أي: علماء بالشرع، وطرق الهداية، مهتدين في أنفسهم، يهدون غيرهم بذلك الهدى، فالكتاب الذي أنزل إليهم، هدى، والمؤمنون به منهم، على قسمين: أئمة يهدون بأمر اللّه، وأتباع مهتدون بهم.
                    والقسم الأول أرفع الدرجات بعد درجة النبوة والرسالة، وهي درجة الصديقين، وإنما نالوا هذه الدرجة العالية بالصبر على التعلم والتعليم، والدعوة إلى اللّه، والأذى في سبيله، وكفوا أنفسهم عن جماحها في المعاصي، واسترسالها في الشهوات.
                    {
                    وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} أي: وصلوا في الإيمان بآيات اللّه، إلى درجة اليقين، وهو العلم التام، الموجب للعمل، وإنما وصلوا إلى درجة اليقين، لأنهم تعلموا تعلمًا صحيحًا، وأخذوا المسائل عن أدلتها المفيدة لليقين.
                    فما زالوا يتعلمون المسائل، ويستدلون عليها بكثرة الدلائل، حتى وصلوا لذاك، فبالصبر واليقين، تُنَالُ الإمامة في الدين.

                    تفسير السعدي


                    .............................


                    {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}



                    لن تصل إلى مقام رفيع عند الله حتى يسبقه امتحانات الدنيا وتفلح بها ...هو الصبر

                    الإمامه .. ذلك المقام الرفيع عند الله غايه كل مؤمن .. بداية طريقه الصبر على أوامر الله ونهيه وعلى كل مايقابلك من ابتلاء في الدنيا .. وليس ذلك فقط فبعد أن يكتمل الصبر يأتي اليقين ..
                    تأملوا معي كلمة (
                    صَبَرُوا ۖ)إنها فعل ماضي .. ثم تأتي كلمة (يُوقِنُونَ) وهي فعل مضارع ..
                    لقد تحصنوا بالصبر ثم انطلقوا باليقين فوصلوا للإمامه في الدين ...

                    وهنيئا لمن وصل ...
                    :
                    يقول الله تعالى (وبشر الصابرين) وفي دعاء سيدنا ابراهيم ( ... واجعلنا للمتقين إماما) الصبر لقاح اليقين فإذا اجتمعا أورثا الإمامه....
                    (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) يهدون الناس بديننا واتباع أمر الله ودينه ومرضاته ولا يكون العبد إماما حتى يدعو إلى أمر الله ..
                    إذا الإمامه تكون بالصبر ثم اليقين ثم الدعوة إلى الله ...
                    اللهم يسر لنا أعمالا صالحه ترضى بها عنا وترفع منزلتنا عندك ...تاملات قرآنية

                    تعليق


                    • رد: تدبر آية من القرآن

                      فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)

                      1-‏﴿ فَلا تَعلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهمْ ﴾ ماأعظم هذا التشويق الإلهي للجنة الذي لايبقي لمؤمنٍ طمعاً في حرام.
                      / عبدالرحمن السبهان


                      3-(قرت عين لي ولك)(قرة أعين)(أن تقر أعينهن) أن تكون زوجتك قرة عينك وأنت قرة عينها،مطلب من مطالب الزواج،لا أن تختلفا كل يوم،،/ وليد العاصمي

                      4-من أعظم مايحفز لقيام الليل تذكر:- ساعة المناجاة لله { يدعون ربهم خوفا وطمعا}-تذكر جزائهم من النعيم{ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}/ محمد الربيعة

                      11-﴿فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين﴾أعين﴾قالﷺ:قال ﷲ تعالى:«أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر»قال الحسن البصري: «أخفى قوم عملهم، فأخفى ﷲ لهم ما لم تر عين ، ولم يخطر على قلب بشر» / د. محمد الحارثي

                      حصاد التدبر


                      ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,



                      (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)السجدة

                      [تفسير قوله تعالى: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين)]هؤلاء جزاؤهم عند الله جزاء عظيم، ولا يتخيل الإنسان عظمة هذا الثواب وفضل الله سبحانه وتعالى في ذلك، فلا تعلم نفس مهما أوتيت من علم: {مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:17].

                      قراءة الجمهور: {مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}، وقراءة حمزة والكسائي ويعقوب: ((مَا أَخْفَي)).
                      على الماضي، والأولى على المبني للمجهول، أي: ما قد أخفي لهم، فبنى الفعل للمجهول، والمعنى: تعظيم هذا الشيء الذي قد أخفي لهم، والذي أخفاه هو الله سبحانه الذي خلقه، فقد أخفى عنهم ذلك ليعملوا بالغيب وللغيب، فهذا غيب الثواب، والجنة غيب، والنار غيب، فالإنسان يعبد ربه وهو مستيقن بهذا الغيب، ومستيقن بثواب الله سبحانه، فيستحق هذا الثواب الذي أخفاه الله سبحانه وآمن به العبد، فهؤلاء يؤمنون بالغيب، ويؤمنون بالجنة ولم يروها، ويخافون من النار ولم يروها، فلذلك استحقوا هذا الثواب من الله سبحانه وتعالى.

                      والقراءة الأخرى: (مَا أُخْفِيَ لَهُمْ) أي: ما أخفيه على الفعل المضارع، أي: الذي أخفيه لهؤلاء من الثواب العظيم عندي.

                      وقوله تعالى: {مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}، أي: مما تقر به أعينهم وتستقر وتفرح وتطمئن به، وتطمئن القلوب من قرة الأعين، فداخل الجنة يكون قرير العين، يعني: فرحان في غاية الفرح، يقال لهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل:32]، فهم في جنة يحبرون، ينعمون، ويسرون، وقال تعالى في سورة يس: {فَاكِهُونَ} [يس:55]، فرحون مسرورون، لا أحزان في الجنة، ولا خوف فيها، قال تعالى: {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:38].هذا الجزاء من الله بسبب ما كانوا يعملون، بسبب العمل الذي عملوه في الدنيا، إذ عاشوا في الدنيا يعبدون الله سبحانه بالمعنى الأعم للعبادة، بصلاة، وصيام، وزكاة، وحج، وأمر بالمعروف، ونهي عن منكر، وجهاد في سبيله سبحانه، فهم يعبدون الله بأعمالهم وتقواهم، ويتقنون أعمالهم ويتقربون بها إلى الله سبحانه بكل ما فرضه الله عز وجل عليهم وحثهم عليه، واستحبه منهم، فهم يفعلون ما يرضي ربهم سبحانه، فجازاهم الله بالجنة، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهلها.

                      وفي الحديث: قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (واقرؤوا إن شئتم: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16]، إلى قوله سبحانه: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:17]).

                      أيضاً جاء في صحيح مسلم عن المغيرة بن شعبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سأل موسى عليه السلام ربه فقال: يا رب! ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ فقال الله عز وجل: هو رجل يأتي بعد ما يدخل أهل الجنة الجنة فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب! كيف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم؟! فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا؟)، هذا أقل أهل الجنة منزلة، يقال له: (أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب)، ويرضى بأقل من ذلك (فيقول: لك ذلك ومثله، ومثله ومثله معه، ومثله ومثله ومثله، فيقول في الخامسة: رضيت رب، فقال: هذا لك وعشرة أمثاله!) يعني رضي بالشيء الواحد مثل ملك من ملوك الدنيا، فقال: مثله ومثله، ومثله ومثله، ومثله خمس مرات، قال: رضيت رب، قال: وعشرة أمثال هذا أيضاً، هذا لأقل أهل الجنة منزلة.

                      قال: (ولك ما اشتهت نفسك، ولذت عينك، فيقول: رضيت رب، قال: رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردتهم، غرست كرامتهم بيدي) غرست، يعني: ما أكرمهم به في الجنة أنا بيدي فعلت لهم ذلك، قال: (غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها) يعني: أغلقتها وأخفيتها فلا يراها أحد أبداً، قال: (فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر).

                      قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ومصداقه من كتاب الله: قوله تعالى: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:17])، هؤلاء أعلى أهل الجنة منزلة، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم.

                      تفسير احمد حطيبة
                      المكتبه الشاملة الحديثة




                      تعليق


                      • رد: تدبر آية من القرآن

                        وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)النور

                        (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ)
                        من السهل أن تقابل الإحسان بالإحسان .. لكن كيف تعامل من يؤذيك ويؤلمك ؟ هل تستطيع أن تعفو عنه وتسامحه وتحسن إليه؟ ..
                        هو ابتلاء يمتحنك الله فيه .. كلنا نخطىء بحق الله علينا ، وهو سبحانه يكرمنا بنعم لاتعد ولا تحصى .. وكلنا ندعوه (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) فهل يليق بمن يدعو بذلك ألا يستجيب لأمر ربه بالعفو عمن ظلمه ؟! أنت دوما بحاجة إلى عفو ربك ، فاعف عن خلقه ، فما عند الله أعظم من كل انتقام ..

                        من صفات المتسامح طهارة القلب من الحسد والأنانية ، يسارع إلى العفو فيزول همه وينشرح صدره وتسكن نفسه .. حين تعفو ياعزيزي لاتحسن إلى من عفوت عنهم فحسب ، بل تحسن لنفسك ليعفو الله عنك .. أصدر عفوا عاما لكل من أساء إليك .. يصدر لك مثله في السماء بفضل الله ...


                        {أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}؟!

                        أرجى آية في كتاب الله!
                        في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ} [النور من الآية:11].
                        قالت عائشة رضي الله عنها: "لما أنزل الله هذا في برائتي، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، -وكان يُنفق على مِسطح بن أثاثة، لقرابته منه، وفقره-: والله لا أنفق على مِسطح شيئًا أبدًا، بعد الذي قال لعائشة ما قال، -وكان مِسطح ممَّن خاض في حادثة الإفك-. فأنزل الله: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}؟! [النور:22]، قال أبو بكر: بلى والله إني أحبُّ أن يَغفر الله لي! فرجع إلى مِسطح النفقة التي كان يُنفق عليه.. وقال: والله لاأنزعها منه أبدًا" (متفق عليه). وزاد مسلم في روايته: "قال حبّان بن موسى: قال عبد الله بن المبارك: هذه أرجى آية في كتاب الله". قلتُ: فاعفُ متى قَدرتَ، واغفر متى استُرحمتَ، واصفَح متى طُلب منك، ما وجدتَ إلى ذلك سبيلًا! وتعزَّ وتسلَّ بما واساك به الغفور الرحيم: {أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}؟!!


                        "وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفرالله لكم والله غفور"

                        فإن الجزاء من جنس العمل فكما تغفر عن المذنب إليك نغفر لك وكما تصفح نصفح عنك ابن كثيرعجبا لمن يلح على الله بأن يعفو عنه، وهو لا يستجيب لأمر ربه بأن يعفو عمن ظلمه وآذاه! فليقدم بين يدي نجواه الاستجابة لمولاه:{وليعفوا وليصفحوا{/ د. ناصر العمر"ولیعفوا۟ ولیصفحوا۟ أَلا تحبون أَن یغفر الله لكم" قاعدةٌ في العطاء.. إذا أردت عفو الله فأعف عن من أساء إليك.. إذا أردت العافية فعالج مريضاً.. إذا أردت الغنى فأغني فقيراً.. إذا أردت الذرية فأكفل يتيماً.. إذا أردت العلم فأعن متعلماً.. "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" / عادل صالح السليم
                        المصدر
                        تاملات قرآنية_طريق الاسلام_حصاد التدبر





                        تعليق


                        • رد: تدبر آية من القرآن


                          {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ...} [الرعد : 11]


                          طالما عزمت على ترك المعصيه وثبت على الطاعة فأنت في موكب الحفظ الإلهي وحراسة الملائكة .. أي شيء بعد هذا يدعوك للقلق ؟!

                          يرسل الله تعالى الملائكة للإنسان تصحبه وتقترب منه وتحفظه في حال كان مطيعا لأوامر الله .. وتراقبه إذا كان في معصية حتى يأتي القدر فتتخلى عنه ..


                          (إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
                          أتريد أن يغير الله حالك إلى الأفضل ؟
                          التغيير يبدأ منك أنت أولا.. إذا أردت تغيير مابك من كروب ، فغير ماأنت فيه من الذنوب ، فما نزل البلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة ...انفض عنك زلاتك ومعاصيك وأعلنها توبة صادقه خالصه لله ، ثم استغفر الله إنه كان غفارا ...



                          التغيير المنشود لحياتنا من الله متوقف علينا .. إن لم نغير مانحن فيه .. لن نتغير ... ومن يغير المعصية بالطاعة .. يغير الله عليه العقوبة بالعافية ، والضيق بالفرج ، والذل بالعز ..




                          {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ...} [الرعد : 11]


                          1 -إذا أراد الله بأحدٍ عقوبةً وبلاءً، أعماه عن أسباب الوقاية منها (وإذا أراد الله بقومٍ سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من والٍ)/عبدالعزيز الطريفي


                          2-﴿ إن الله لا يُغيّر ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم.... ﴾ قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: ما نزل بلاء إلا بذنب.. ولا رفع إلا بتوبة ! / نايف الفيصل


                          3- "إن اللَّهَ لا يغير مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفسهم" إذا أردت أن تغيّر ما بك من الكروب ، فغيّر ما أنت فيه من الذنوب.ابن الجوزي / نوال عيد


                          4- (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) قال ابن القيم: والعبد إن غيّر المعصية بالطاعة، غيّر الله عليه العقوبة بالعافية والذل بالعز./ فوائد القرآن


                          5-يحسن كثير من الناس الحديث عن التغيير في المجتمع، لكنهم لا يحسنون تغيير أنفسهم وهم جزء منه!!. (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) / سعود الشريم


                          6- القشة في البحر تحركها الأمواج .. أغصان الشجر تهزها الرياح .. أما الإنسان قد تدغدغه رياح الحياة وقد تهدهده أمواجها المتلاطمة .. ولكنه لايتحرك إلا إذا ثار من الداخل .. تُحركه نواياه .. همته .. طموحه .. إرادته.. عزيمته .. "إن الله لايُغيّر مابقوم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم"/ أبرار بنت فهد القاسم


                          تأملات قرآنية
                          حصاد التدبر




                          تعليق


                          • رد: تدبر آية من القرآن


                            {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ○ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء : ٨٩ -٩٠]

                            "رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين"
                            من أعظم ما يدعى به لاستيهاب الذرية ممن هو على كل شيء قادر/ علي الفيفي


                            (رب لاتذرني فردا ..)
                            من أعظم مايدعى به لاستيهاب الذرية ممن هو على كل شيء قدير ..
                            نجاتك في مناجاتك ..


                            من كمال العبوديه لله ملازمة الدعاء وهي من صفات الرسل والأنبياء...
                            ومن أسباب استجابة الدعاء المسارعه في أعمال الخير ، واستحضار عظمة الله والخوف منه ، والرجاء مع الخشوع ..
                            وهنيئا لمن يعرف الله صوته بالدعاء ولا يفتر لسانه في الشدة والرخاء ...


                            (وأصلحنا له زوجه)
                            ابتهل إلى الله بخشوع وقل (اللهم أصلح لي زوجي)
                            فصلاح زوجك سعادة لك ، ولكن لابد من المشاركة في عمل خيري ..


                            (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات)
                            حين تتأزم حياتك الزوجية قد يكون البيت محتاجا لعمل صالح يستعيد به الصفاء...
                            وما أسرع استجابة الله لدعائك عندما تلجأ إليه بالصالحات وتخضع له بخشوع ..


                            ﴿ إنهم كانوا يسارعون (في) الخيرات ﴾
                            قال ﷻ : ( في ) ولم يقل ( إلى ) ؛ وذلك إشارة إلى أنهم مستقرين في الخيرات ، فهم من خير إلى خير


                            " .وكانوا لنا خاشعين" .
                            صلح القلب فصلح العمل إذا استسلم القلب لله انهمرت الطاعات والخيرات .


                            من أسباب الفرج بعد الشدة :
                            ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَات ﴾
                            فرصيدك في السرَّاء ؛ يسرك وقت الضرَّاء

                            تأملات قرآنية
                            حصاد التدبر



                            تعليق


                            • رد: تدبر آية من القرآن

                              {... وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} [الفرقان : 20]

                              "{أَتَصْبِرُونَ}


                              أي: على الحق، وأصحاب البلايا يقولون: لِمَ لَمْ نعاف، والأعمى يقول لم لم أجعل كالبصير؟ وهكذا صاحب كل آفة، والرسول المخصوص بكرامة النبوة فتنة لأشراف الناس من الكفار في عصره وكذلك العلماء، وحكّام العدل ألا ترى إلى قولهم: {لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف:31]، فالفتنة أن يحسد المبتلى المعافى، ويحقر المعافى المبتلى، والصبر أن يحبس كلاهما نفسه هذا عن البطر، وذلك عن الضجر" (تفسير القرطبي: [13/18]).

                              {أَتَصْبِرُونَ}


                              فكل فتنة تحتاج إلى صبر، فهل تصبرون عليها؟ ولأهمية الصبر يقول تعالى في سورة العصر: {وَالْعَصْرِ . إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر:1-2] يعني: مُطلَق الإنسان في خُسْر لا ينجيه منه إلاّ أنْ يتصف بهذه الصفات: {إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَتَوَاصَوْاْ بالحق وَتَوَاصَوْاْ بالصبر} [العصر:3].
                              وتُختم الآية بقوله سبحانه:


                              {وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً}


                              ليُنبهنا الحق سبحانه أن كل حركة من حركاتكم في الفتنة مُبْصَرة لنا، وبصرنا للأعمال ليس لمجرد العلم، إنما لنُرتِّب على الأعمال جزاءً على وَفْقها" (خواطر الشعراوي: [1/6410]).
                              نحن فتنة لبعضنا ، الغني فتنة للفقير ، والمعافى فتنة للمريض .. وهكذا سائر أصناف الخلق في هذه الدار ، دار الفتن والإبتلاء والاختبار . والهدف هل تصبر ؟؟ .. هنيئا لمن يفلح في اختباره .

                              توزيع القدرات بين البشر إنما هو لتحقيق التكامل البنائي ، وترسيخ لأصل البنيان المرصوص وإثبات للآية الكريمة (وجعلنا بعضكم لبعض سخريا) تختلف القدرات لكن الجميع بحاجة لجميع القدرات .. سبحان الله الذي سخر كل شيء لحاجات ومتطلبات العباد .. لكن هناك من ينظر إلى من هو أكثر منه نعما فيملأ قلبه الحزن واليأس والحسد والحقد .. والقصد من الفتنة هو الصبر ومن يصبر فله الثواب وإلا فسيحاسبه الله .

                              تلك هي الدنيا الفانية ، الفتن فيها كثيرة ولا وقاية منها إلا بالصبر والرضا ، وأشد الناس صبرا وحلما أزكاهم نتيجه وأرفعهم درجه عند الله ( أتصبرون ) نعم ياربنا نصبر لوجهك الكريم ، وكيف لانصبر وقد وعدت الصابرين بالبشرى .. ستفتن بمن حولك لكن احذر الفتن وكن في عداد الصابرين ...

                              {... وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} [الفرقان : 20]


                              1-توزيع القدرات بين البشر إنَّما هو لتحقيق التكامل البنائي، وترسيخ لأصل (البنيان المرصوص)، وإثباتٌ لـ " وجعلنا بعضكم لبعض سخريا / خباب مروان الحمد.2- ﴿ وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا ﴾قد تُفتَن بمن حولك ؛ليرى الله صبرك !كن في عداد الصابرين فالله بصير بحالك . / عبدالله الفريح 3 - يبتلي الله الناس ببعضهم في الحياة، وأشدهم صبراً وحلماً على الناس أزكاهم نتيجة (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا) / عبد العزيز الطريفيالمصدرتأملات قرآنيةحصاد التدبرطريق الاسلام




                              تعليق


                              • رد: تدبر آية من القرآن


                                {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [الفرقان : 77]


                                1-قُلْ مَا يَعْبَأ بِكُمْ رَبِّي " أَيْ لَا يُبَالِي وَلَا يَكْتَرِث بِكُمْ إِذَا لَمْ تَعْبُدُوهُ فَإِنَّهُ إِنَّمَا خَلَقَ الْخَلْق لِيَعْبُدُوهُ وَيُوَحِّدُوهُ وَيُسَبِّحُوهُ بُكْرَة وَأَصِيلًا
                                ابن كثير

                                2-(قل ما يَعْبَؤُاْ بكم ربي لولا دعاؤكم..) نحن مجرد مخلوقات صغيرة في هذا الكون لا قيمة لنا ، لولا أننا نردد(يا الله.. يا الله..)في حاجاتنا. ./ وليد العاصمي

                                3- ثلاثة تدفع البلاء الدعاء (ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) وشكر النعم (لئن شكرتم لأزيدنكم) ونصرة الضعفاء قال ﷺ (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) / عبد العزيز الطريفي

                                3-﴿قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ﴾ عليكم بالدعاء لازموه ولا تَعجِزوا عنه؛ فإنه لا يهلِك به أحد.. / فوائدالقرآن

                                4- ‏( مَا يعبأُ بكُم ربي لولاَ دُعاؤكُم )مِن اعظم أسباب دفع البلاء ،أن يكثر الانسـان من الدعاء ./ عايض المطيرى

                                الدعاء عباده يغفل عنها الكثيرون ففي الدعاء مناجاة وأنس وانشراح ، تعظيم وخضوع لله ، يسأل العبد ربه يطلب منه حاجته وكله أمل أن الله لن يرد مسألته .
                                ارفع يديك واسأل الله من فضله ، فأنت تسأل كريما بيده خزائن السموات والأرض .. لن يردك خائبا

                                حصاد التدبر








                                تعليق


                                • رد: تدبر آية من القرآن



                                  {۞ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [النحل : 111]

                                  {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها}
                                  أي يأتي كل إنسان مبعوثاً مفرداً وحده ليس له قريب ولا حميم ولا ولي، ولا هو في وظيفة من الوظائف، فالناس جميعاً يُبعثون حفاة عراة مشاة غرلاً ليس مع أحد منهم إلا عمله كما أخرج مسلم في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم ملاقو ربكم حفاة عراة غرلاً مشاة ليس مع أحد منكم إلا عمله، كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين"، وقد قال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}، فكل نفسٍ تأتي تجادل عن نفسها وحدها.

                                  {وتوفى كل نفس ما عملت}
                                  كل نفس تجد جزاء عملها خيراً كان أو شراً.

                                  {وهم لا يظلمون}
                                  فتوضع الموازين وهي القسط، فلا يمكن أن يقع فيها غبن ولا جور ولا حيف، كل إنسان يجد عمله محفوظاً فيثاب على حسنه ويعاقب على سيئه إلا أن يتجاوز الله عنه.


                                  يوم الحساب ..
                                  ذلك يوم عظيم وإن لجهنم فيه زفرة تجعل الأمم جاثية على ركبتيها ، والجميع يقول نفسي نفسي .. حتى ابراهيم خليل الرحمن يقول ياااارب لا أسألك إلا نفسي . فماذا سنقول نحن ؟!! .

                                  (وقفوهم إنهم مسؤولون)
                                  قد يجادل البعض عنا في الدنيا ، لكن أمام الرحمن ليس لديك من يدافع عنك فقد بطلت المحاماة وأنت المحامي الوحيد لتجادل عن نفسك.. ولديك شهود ، شهودك لسانك وجلدك ويديك ورجليك لقد أنطقهم الله وسينطقون بالحق .. وقاضي القضاة هو رب العالمين العليم الذي لايخفى عليه خافيه من أعمالك وكلامك وحتى سرائرك ، وعنده نسخة كامله عن حياتك(إنا كنا نستنسخ ماكنتم تعملون)

                                  لا نملك شيئا لنجادل فيه .. حياتنا سجل مفتوح أمام رب العالمين .. ولو تذكرت بقاءك وحيدا في القبر لعرفت قيمة عمارة الوقت بالعمل الصالح ، إذ لارفيق ولا مؤنس لك هناك إلا عملك الصالح .. إن جعلته قويا كبيرا و بثقل الجبال ، فهنيئا لك أعلى الجنان ..
                                  وإن وجدته ضئيلا ضعيفا لايقوى على شيء فيالحسرتك وخسارتك ..
                                  (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ...)





                                  تعليق


                                  • رد: تدبر آية من القرآن


                                    {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} [الفرقان : 58]

                                    تكسف الشمس ويخسف القمر ويموت الغني والقوي من البشر ويريك الله النقص في المخلوق ليستقر في قلبك أن الكمال للخالق الواحد . فوض أمرك لله الحي الدائم الذي بيده مقاليد كل شيء . ثق بالله ولا تجزع

                                    ما رجا أحد مخلوقا وتوكل عليه إلا خاب ظنه فيه ، لأنه يأوي إلى قوة لاتدوم فيزول بزوالها .. إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله .. ليست مهمه صعوبة ظروفك ، المهم أن من توكلت عليه هو رب العالمين الذي يقول للشيء كن فيكون ..
                                    من آوى إليه فقد آوى إلى ركن شديد لاتأخذه سنة ولا نوم ..
                                    ومن توكل عليه كفاه

                                    الله تعالى خبير بعباده ويناديهم أن هلموا إلي فأنا طبيبكم .
                                    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
                                    (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا)
                                    إن توكلت عليه يصلح حالك ويشرح صدرك ويريح بالك ويحفظ مالك ويرعى أولادك ويكرم مآلك ويحقق آمالك ويحيي الله قلبك ... ألا يكفيك ذلك ؟!
                                    والله محروم من لايتوكل على الله
                                    . حسبك أنه سبحانه لايخذل عبدا توكل عليه



                                    {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} [الفرقان : 58]


                                    التوكل والأخذ بالأسباب.

                                    لابد هنا من لفت الانتباه إلى ثلاثة أمور:

                                    الأمر الأول: أنّ التوكل لا ينافي أخذ الأسباب.
                                    فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رجل: يا رسول اللّه أعقلها وأتوكّل، أو أطلقها وأتوكّل؟ -لناقته- فقال صلى الله عليه وسلم: «اعقلها وتوكّل» [سنن الترمذي].
                                    وثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل اللّه تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى}.
                                    وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : «لا تبشّرهم فيتكلوا» دليل على أنه لابد من بذل الأسباب وعدم الاتكال.

                                    الأمر الثاني: تتخذ الأسباب وإن كانت ضعيفة في نفسها.
                                    ولذلك أمر الله تعالى أيوب عليه السلام أن يضرب الأرض برجله بعد أن دعا لمرضه، وهل ضربة الصحيح للأرض منبعة للماء؟ لا، ولكن الله يريد أن يعلمنا أنه لابد من اتخاذ السبب ولو كان ضعيفاً، فالأمر أمره، والكون كونه، ولكن لابد من فعل الأسباب.
                                    ولما أراد الله أن يطعم مريم وهي في حالة وهن وضعف أمرها أن تهز جذع النخلة؛ لأن السبب يتخذ ولو ضعف.

                                    الأمر الثالث: أن لا يعتمد عليها، وإنما يجعل اعتماده على الله تعالى.
                                    ابذل السبب ولو كان يسيراً، واعلم أنّ الله هو مسبب الأسباب، ولو شاء أن يحول بين السبب وأثره لفعل سبحانه، ولذا لما أُلقي إبراهيم في النار لم يحترق لأن الله قدر ذلك، وإسماعيل عليه السلام لما أمرَّ أبوه السكين على عنقه وهي سبب في إزهاق الروح لم تزهق روحه لأن الله لم يأذن في ذلك.
                                    فلا يعتمد إلا على الله، وتتخذ الأسباب، لأن الله يقدر الأمور بأسبابها.

                                    ثمرات التوكل :
                                    النصر:
                                    قال تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160].

                                    ا
                                    لحفظ من الشيطان الرجيم:
                                    قال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 99].

                                    الرزق:
                                    ففي سنن الترمذي وابن ماجة: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا».
                                    تغدو: تذهب أول النهار، وتروح: ترجع آخر النهار.

                                    دليل على صدق الإيمان:
                                    قال تعالى :{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].
                                    وفي سبعة مواضع في القرآن الكريم :{ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.

                                    الكفاية والحماية والرعاية:
                                    وقال: { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3].
                                    وقال: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 49].

                                    نيل محبة الله:
                                    قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

                                    وأعظم ثمرة جنة الله:
                                    قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ} [العنكبوت: 58-59].


                                    المصدر تأملات قرآنية
                                    صيد الفوائد



                                    تعليق


                                    • رد: تدبر آية من القرآن



                                      {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} [البقرة : 50]



                                      قوله تعالى : ( وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم ) لم يبين هنا كيفية فرق البحر بهم ، ولكنه بين ذلك في مواضع أخر كقوله : ( فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ) [ ، وقوله : ( ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا ) الآية .



                                      قوله تعالى : ( وأغرقنا آل فرعون ) لم يبين هنا كيفية إغراقهم ولكنه بينها في مواضع أخر كقوله : ( فأتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين ) ، وقوله : ( فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم ) .

                                      وقوله : ( واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون ) ، وقوله : ( رهوا ) ، أي : ساكنا على حالة انفلاقه حتى يدخلوا فيه إلى غير ذلك من الآيات . أضواء البيان


                                      فإذا فرغ من التعقيب جاء بمشهد النجاة بعد مشاهد العذاب . .
                                      (وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون). .
                                      وقد وردت تفصيلات هذه النجاة في السور المكية التي نزلت من قبل . أما هنا فهو مجرد التذكير لقوم يعرفون القصة . سواء من القرآن المكي , أو من كتبهم وأقاصيصهم المحفوظة . إنما يذكرهم بها في صورة مشهد , ليستعيدوا تصورها , ويتأثروا بهذا التصور , وكأنهم هم الذين كانوا ينظرون إلى فرق البحر , ونجاة بني إسرائيل بقيادة موسى - عليه السلام - على مشهد منهم ومرأى ! وخاصية الاستحياء هذه من أبرز خصائص التعبير القرآني العجيب . الظلال


                                      من فوائد الآية:
                                      1-مناسبة قوله تعالى: {وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون} لما قبله ظاهرة جداً(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ(49) وذلك أنه لما ذكر الله سبحانه وتعالى تسلُّطَ آل فرعون عليهم ذكر مآل هؤلاء المتسلطين؛ وأن الله أغرقهم، وأنجى هؤلاء، وأورثهم أرضهم، كما قال الله تعالى: {وأورثناها بني إسرائيل} (الشعراء: 59) .

                                      2- ومنها: تذكير الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل بنعمه؛ وقد تضمن هذا التذكير حصول المطلوب، وزوال المكروه؛ حصول المطلوب: بنجاتهم؛ وزوال المكروه: بإهلاك عدوهم ...

                                      3- ومنها: بيان قدرة الله تعالى على كل شيء؛ فهذا الماء السيال أمره الله. تبارك وتعالى. أن يتمايز، وينفصل بعضه عن بعض؛ فانفلق، فكان كل فرق كالطود العظيم. أي كالجبل العظيم؛ وثم وجه آخر من هذه القدرة: أن هذه الطرق صارت يبساً في الحال مع أنه قد مضى عليها سنون كثيرة لا يعلمها إلا الله عزّ وجلّ والماء من فوقها، ولكنها صارت في لحظة واحدة يبساً، كما قال تعالى: {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى} [طه: 77] ؛ وقد ذكر بعض المفسرين أنه كانت في هذه الفرق فتحات ينظر بعضهم إلى بعض. حتى لا ينْزعجوا، ويقولوا: أين أصحابنا؟! وهذا ليس ببعيد على الله سبحانه وتعالى..

                                      وقد وقع مثل ذلك لهذه الأمة؛ فقد ذكر ابن كثير. رحمه الله في "البداية والنهاية" أنه ما من آية سبقت لرسول إلا لرسولنا صلى الله عليه وسلم مثلها: إما له صلى الله عليه وسلم هو بنفسه، أو لأمته؛ ومعلوم أن الكرامات التي تقع لمتبع الرسول هي في الحقيقة آيات له؛ لأنها تصديق لطريق هذا الولي المتبع للرسول؛ فتكون آية على صدق الرسول، وصحة الشريعة؛ ولهذا من القواعد المعروفة أن كل كرامة لولي فهي آية لذلك النبي المتبع؛ وذكر ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية" على ذلك أمثلة؛ ومنها أن من الصحابة من مشَوا على الماء؛ وهو أبلغ من فلق البحر لبني إسرائيل، ومشيهم على الأرض اليابسة..

                                      . 4- من فوائد الآية: أن الآل يدخل فيهم من ينتسبون إليهم؛ فقد قال تعالى: {وأغرقنا آل فرعون} ؛ وفرعون قد غرق بلا شك، كما قال تعالى: {حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين} [يونس: 90] الآيتين ...

                                      5- ومنها: أن إغراق عدو الإنسان وهو ينظر من نعمة الله عليه؛ فإغراقه، أو إهلاكه نعمة؛ وكون عدوه ينظر إليه نعمة أخرى؛ لأنه يشفي صدره؛ وإهلاك العدو بيد عدوه أشفى، كما قال تعالى:{قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين * ويذهب غيظ قلوبهم} [التوبة: 14، 15] ؛ نعم، عند عجز الناس لا يبقى إلا فعل الله عزّ وجلّ؛ ولهذا في غزوة الأحزاب نُصروا بالريح التي أرسلها الله عزّ وجلّ، كما قال تعالى: {فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها} [الأحزاب: 9] ..

                                      . -6 ومن فوائد الآية: عتوّ بني إسرائيل؛ فإن بني إسرائيل مع هذه النعم العظيمة كانوا من أشد الناس طغياناً، وتكذيباً للرسل، واستكباراً عن عبادة الله عزّ وجلّ..

                                      . 7- ومنها: أن الله تعالى سخِر من فرعون، حيث أهلكه بجنس ما كان يفتخر به، وأورث أرضه موسى. عليه الصلاة والسلام؛ وقد كان فرعون يقول: {يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين} [الزخرف: 51. 52] ؛ فأغرقه الله تعالى بالماء الذي كان يفتخر بجنسه، وأورث موسى أرضه الذي وصفه بأنه مهين، ولا يكاد يبين.. ابن عثيمين


                                      {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} [البقرة : 50]

                                      أحرق جميع الخرائط .. مادام أن بوصلة قلبك متوجهه إلى الله ..
                                      فقد جعل الله البحر طريقا آمنا ليعبره سيدنا موسى وقومه ! ..

                                      أرأيتم المكان الأشد وحشة وخطرا ؟
                                      في أعماق قاع البحر .. سيقلب الله خطورته إلى غاية السلامة والأمان ..
                                      فقط ثق بربك ..

                                      وصل سيدنا موسى وقومه إلى ساحل البحر هاربين من فرعون وقومه الذين كانوا يتوعدونهم بالقتل .. وقد ضاقت عليهم الحال فكاد فرعون يصل إليهم ..
                                      قال موسى عليه السلام (كلا إن معي ربي سيهدين)
                                      تلك هي الثقة بالله الذي أوحى له
                                      (أن اضرب بعصاك البحر) ..
                                      فانفلق البحر طرقا آمنه سلكوها إلى بر الأمان ..
                                      وعندما لحق بهم فرعون وقومه أطبق الله عليهم البحر فابتلعتهم الأمواج وأغرقتهم ..
                                      وكان ذلك يوم العاشر من شهر المحرم ..

                                      ما أعظم أن ينقذك الله تعالى في اللحظه التي تضيق بها الحال وتظن أنك هالك ..
                                      (وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون)
                                      تأملوا كيف كان موسى وقومه ينظرون كيف يغرق آل فرعون إلى القاع ..
                                      لقد أطفأ الله غيظ ماتحملونه من الظلم عند رؤية فرعون الذي ظلمهم يتهاوى ..

                                      موقع تدبر
                                      تأملات قرآنية



                                      تعليق


                                      • رد: تدبر آية من القرآن

                                        {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَة ○ وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ} [القيامه١٤-١٥]

                                        {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}
                                        كل إنسان عالم بما قدمت يداه خبير بنفسه وما تكنه وما يعتمل في صدره وما اقترفت جوارحجه وهو أكبر شاهد على نفسه, مهما قدم من معاذير ومهما أنكر ما اقترف.
                                        الجزاء يوم القيامة عادل والجوارح شاهدة على صاحبها.
                                        قال تعالى: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ (15)} [القيامة]
                                        قال ابن كثير في تفسيره: ( {بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره } ) أي : هو شهيد على نفسه ، عالم بما فعله ولو اعتذر وأنكر ، كما قال تعالى : ( {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} ) [ الإسراء : 14 ] .
                                        وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ) يقول : سمعه وبصره ويداه ورجلاه وجوارحه .
                                        وقال قتادة : شاهد على نفسه . وفي رواية قال : إذا شئت - والله - رأيته بصيرا بعيوب الناس وذنوبهم غافلا عن ذنوبه ، وكان يقال : إن في الإنجيل مكتوبا : يا ابن آدم ، تبصر القذاة في عين أخيك ، وتترك الجذل في عينك لا تبصره .

                                        أن من أكبر ثمرات البصيرة بالنفس، أن يوفق الإنسان إلى الاعتراف بالذنب، والخطأ، وهذا مقام الأنبياء والصديقين والصالحين،

                                        وتأمل في قول أبوينا ـ حين أكلا من الشجرة ـ: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف: 23]}،ثم من بعدهما نوح، وموسى،في سلسلة متتابعة كان من آخرها: ما أثبته القرآن عن أولئك المنافقين الذين اعترفوا بذنوبهم فسلموا وتيب عليهم،
                                        قال تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 102] "فعلم أن من لم يعترف بذنبه كان من المنافقين" (8)

                                        {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَة ○ وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ} [القيامه١٤-١٥]

                                        تبصر في نفسك لتتعرف عليها ، فمن غاص في أعماقها عرف أسرارها ..
                                        إن صوت الضمير القابع في أعماقنا يفضح معاذيرنا الخادعه ..كثيرا مايعتذر الإنسان عن تقصيره وأخطائه بمعاذيره ، مع قرارة نفسه أنه مخطىء لكنه يحاول أن يختلق عذرا يقنع به من حوله ..لكن هل نحن قادرون أن نختلق أعذارا لسيئاتنا يوم الحساب ؟هل ستكون أعذارنا مجديه ؟في الحقيقه ليس لنا أعذار ....

                                        السر الوحيد الذي لايعلمه غيرك هو سر علاقتك بربك ، أنت الميزان الواضح لنفسك ، فلا يغرك المادحون ، ولايضرك القادحون .. جد لقلبك الدواء ، ولنفسك الموعظه لتصل بهما إلى بر الأمان ..
                                        لن يكشف أسرار خباياك ويخلي بينك وبين نفسك مثل (القرآن) فتدبره وتأمل آياته .. ستجد الآيات الخاصه بك واضحة لديك تقرأ من خلالها مافي روحك ، ثم توجهك إلى الرقي بها لتنال رضا الله .. أغلى مالديك نفسك وروحك . اجتهد و احرص أن يشهدا لك لا عليك ...

                                        طريق الاسلام
                                        تاملات قرآنيه



                                        تعليق


                                        • رد: تدبر آية من القرآن







                                          {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان : 74]
                                          [1]


                                          قرّة أعين: كناية عن السرور والفرح، وهو مأخوذ من القرر، وهو البرد، لأن دمعة السرور باردة([2]). قال الزجاج: يقال: أقرّ اللَّه عينك: صادف فؤادك ما يحبه([3]).



                                          ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾:
                                          أي يا ربنا هب لنا من هباتك العظيمة الكثيرة أزواجاً، وذرية صالحة ((من يعمل لك بالطاعة، فتقرّ أعيننا بهم في الدنيا والآخرة))([4]) .

                                          فهم يلحّون بهذا السؤال، كما أفاد الفعل المضارع ((يقولون)) أن يرزقهم اللَّه تعالى من يخرج من أصلابهم ومن ذرياتهم من يطيعه، ويعبده وحده لا شريك له .وهذا الدعاء لأزواجهم وذريتهم في صلاحهم؛ فإنه دعاء لأنفسهم؛ لأن نفعه يعود عليهم، ويدوم في الدنيا والآخرة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عنه عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ))([5])، وفي الآخرة مرافقتهم في جنات النعيم، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾([6]).((بل ويعود هذا النفع إلى عموم المسلمين؛ لأن بصلاح من ذُكر يكون سبباً لصلاح كثير ممن يتعلق بهم، وينتفع بهم))([7]).((وهذا هو الشعور الفطري الإيماني العميق، شعور الرغبة في مضاعفة السالكين في الدرب إلى اللَّه عز وجل ، وفي أولهم الذرية والأزواج، فهم أقرب الناس تبعة، وهم أول أمانة يُسأل عنها الرجال))([8]) .

                                          ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾:
                                          أي واجعلنا أئمة هدىً يقتدي بنا أهل التقوى، في الفعل، والقول، وفي إقامة الدين، وسؤالهم أن يجعلهم أئمة للمتقين يُقتدَى بهم، هو طلب من اللَّه أن يهديهم، ويوفقهم، ويمنَّ عليهم بالعلوم النافعة، والأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة التي توصلهم إلى هذه المنزلة العليّة .

                                          ((وسؤالهم هذا هو كذلك سؤال لأعلى درجات العبودية، وهي درجات الكمَّل من عباد اللَّه، والصدّيقين، وهي درجة الإمامة في الدين، وهذه الدرجة السامية لا تتمّ إلا بالصبر واليقين، كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾([9])))([10])، فهذا الدعاء دلّ بمنطوقة ومفهومه على سؤال اللَّه أن يكونوا كاملين لهم ولغيرهم، هادين مهتدين، وهذه أعلى الحالات، وأجلّ الكمالات، ولمّا كانت هممهم ورغباتهم عالية، كان الجزاء من جنس العمل، فجازاهم بالمنازل والدرجات العالية ﴿أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا﴾([11]).وقد بيّن المصطفى صلى الله عليه وسلم علو منازل أهل الغرف، من علوّ، ورفعة المكانة، والمكان، قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ؛ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ: ((بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ))([12])، وفي لفظ لأحمد: ((في تفاضل الدرجات))([13])، وفائدة ذكر المشرق والمغرب بيان للرفعة، وشدة البعد، فدل على سموّ منازل أهل الغرف، جعلنا اللَّه من أهلها (آمين)، وكذلك دلّ على التفاوت العظيم في الدرجات في جنات النعيم.

                                          الفوائد:


                                          1- أهمية هذه الدعوة كسابقتها لثناء اللَّه تعالى على قائليها، وكذلك ملازمتهم، وتكرارهم هذه الدعوة بين الحين والآخر، كما أفاد الفعل المضارع (يقولون).


                                          2- إن هبة اللَّه تعالى من أعظم النعم، ولذلك توسّلوا بها .


                                          3- إن سؤال اللَّه تبارك وتعالى إصلاح الزوجة والذرية من المقاصد المهمّة التي ينبغي للداعي الاعتناء بها .


                                          4- ينبغي للداعي أن يعظم رغبته في الدعاء، وأن يسأل اللَّه تعالى أعلى المطالب، وأسمى المراتب، كما في سؤالهم اللَّه تعالى أعلى مراتب الدين ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾.


                                          5- فيه بيان لعظم الدعاء، وأنه من أعظم الأسباب في إعطاء المرجوّ، وأنه يدلّ على عظم كرم اللَّه تعالى، وكمال قدرته، وسمعه، وعلمه، ويدلّ على محبّة اللَّه تعالى له، ولعلك يا عبد اللَّه قد علمت لماذا وصفهم تعالى بهذه الصفات الجميلة، والخصال الحميدة، وشرّفهم بأن أضافهم إلى نفسه الكريمة، فجاهِدْ نفسك بأن تكون على شاكلتهم.




                                          ([1]) سورة الفرقان، الآية: 74.

                                          ([2]) انظر: تفسير الماوردي (النكت والعيون)، 4/ 161، وتذكرة الحفاظ، 3/ 293.
                                          ([3]) انظر: تفسير البغوي، 5/ 227، والألوسي، 5/ 152، ولم ينسباه للزجاج، وقد نسبه للزجاج كثير من المفسرين مثل: غرائب القرآن ورغائب الفرقان للنيسابوري، 10/ 203، والرازي في مفاتيح الغيب، 24/ 100، وابن عادل الحنبلي في اللباب، 14/ 576، والشوكاني في فتح القدير، ص 1230.
                                          ([4]) أخرجه الطبري في تفسيره، 19/ 318، وحسّن إسناده صاحب التفسير الصحيح،
                                          3/ 509.

                                          ([5]) مسلم، كتاب الوصية، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته، برقم 1631.
                                          ([6]) سورة الطور، الآية: 21.
                                          ([7]) تفسير ابن سعدي، ص 688.
                                          ([8]) في ظلال القرآن، 4/ 258.
                                          ([9]) سورة السجدة، الآية: 24.
                                          ([10]) انظر: تفسير ابن سعدي، 5/ 499 بتصرف.
                                          ([11]) سورة الفرقان، الآية: 75.
                                          ([12]) البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، برقم 3256، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف، كما يرى الكوكب في السماء، برقم 2830.
                                          ([13]) المسند، 14/ 178، برقم 8471.

                                          الكلم الطيب


                                          {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان : 74]

                                          من أراد أن يصلح الله ذريته فليدع بهذا الدعاء .. من سعادة المرء في الدنيا أن تكون زوجته صالحه وأولاده أبرارا .. وبدأ بالزوجه لأن في صلاحها صلاح الذريه ... قرة عينك في أولادك أن يكونوا في طاعة الله ..
                                          :
                                          لنفتح القرآن وننظر أن الآية الكريمة هي آخر صفه ذكرت لعباد الله في سورة الفرقان ، مما يوحي أن ماقبلها من صفات أساس لها ، فمن توافرت فيه تلك الصفات كان إماما للمتقين ... إن لم يكن قدوتك أئمة المتقين فلن تكون للمتقين إماما .. يقول الله تعالى(أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده )

                                          ليس شرطا أن تكون الإمامه في المحراب ، يمكنك ان تكون إماما في الصبر .. إماما في البر .. إماما في التسامح والطيبه .. إماما في الكرم وفي حسن التعامل مع أهل بيتك .... ولاتنس أن تدعو لأولادك بالصلاح والهدايه فهم ثمرة فؤادك وأحق الناس ببرك وإحسانك

                                          تأملات قرآنية







                                          تعليق


                                          • رد: تدبر آية من القرآن


                                            إذا عُرضت لك الدنيا، فاذكر الموت، وإذا وقعت في الذنوب، فاذكر التوبة، وإذا كسبتَ المال، فاذكر الحساب، وإذا جلست إلى الطعام فاذكر الجائع والمسكين والفقير واليتيم، وإذا دعتك نفسك إلى ظلم الناس، فاذكر قدرة الله عليك الذي سلطك عليهم، ولو شاء لسلطهم عليك، وإذا نزل بك بلاء فاستعن بلا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا مرضت، فعالج نفسك بالصدقة، وإذا أصابتك مصيبةٌ، فقل: إنا لله وإنا إليه راجعون.


                                            يقول الحق تبارك وتعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم


                                            «ويوم يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً (29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30)» (سورة الفرقان من الآية 27 إلى الآية الثلاثين).


                                            حينما يأتي يوم القيامة على ماذا يندم الإنسان؟
                                            يندم على أثمن شيءٍ في الدنيا، لم يقل يا ليتني اشتريت بيتًا فخمًا، لا يقول الظالم يوم القيامة يا ليتني تزوجت فلانة بنت فلان، لا يقول الظالم يوم القيامة يا ليت كان عندي كذا، وكذا من العيال والمال والبساتين والعقار، الذي يقوله هو أثمن ما في الدنيا.


                                            دققوا جيدًا فيما سيقول، هذا الذي سيقوله هو أثمن ما في حياتكم الدنيا، (يقول يا ليتني اتخذتُ مع الرسول سبيلا). لم يقل الله عز وجل يا ليتني اتخذت إلى الله سبيلا،(يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا)
                                            لأنه لا سبيل إلى الله عز وجل، إلا بصحبة دليل، بصحبة عارفٍ بالله، بصحبة مُرشدٍ إلى الله عز وجل،

                                            أثمن ما في الدنيا أن تعرف الله عز وجل، وأن تتخذ إليه سبيلا، وأن تصبر نفسك مع الذين يخشون ربهم، إن أثمن ما في الدنيا أن تكون مع الصادقين، وأن تكون متعلمًا، وعالمًا، أو متعلمًا أو مستمعًا، أو مُحبًا.

                                            إذا جئت إلى الدنيا، وخرجت منها ما هو أثمن شيء فيها؟
                                            (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر)،
                                            مهما يكن غنيًا، مهما يكن قويًا، مهما يكن صحيحًا،
                                            (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).
                                            أربعة أشياء؛ ما لم تكن عندك وهي الأيمان والأعمال الصالحة، والحق وهو العدل والإنصاف ورابعها: الصبر.. وهو الصبر على أداء التكاليف من صلاة وصيام وغيرهما والصبر على البعد عن المعاصي واجتنابها، هذه الأربعة إن لم تكن معك وأنت في الطريق إلى قبرك فأنت في خسارة كائنا من تكون، أنت في خسارةٍ محققة.



                                            يا ليتني تعرفتُ على الله عز وجل، يا ليتني عَرفتُ الحلال، والحرام، فتركت الحرام واتبعت الحلال، يا ليتني عرفت الحق والباطل، فتركت الباطل واتبعت الحق، ليتني اتخذتُ مع الرسول سبيلا.
                                            وما شر ما في الدنيا؟ (يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانًا خليلاً) أن تصحب صاحبًا يدلك على طريق جهنم، ويحببك بالحرام، أن تصحب صاحبًا يزهدك بالآخرة، ويبيح لك المعاصي، ويغريك أن تخالف أمر الله عز وجل (يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانًا خليلا).
                                            اتخذتهُ خليلاً، وصاحبًا، وصدقته واتبعت ما أمرني به، فأهلكني، وأرداني يقول تعالى: «وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق، ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني، ولوموا أنفسكم» يقول نادمًا يوم لا ينفع الندم.. لا تنفع الحسرة والألم يا ليتني لم أتخذ فلانًا خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا يخذله، يشمت به، يزاود عليه.
                                            «مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (سورة إبراهيم الآية 22).

                                            ما من شيءٍ أشد على النفس من شماتة العدو، وألد أعداء الإنسان الشيطان، وسوف يقف على رؤوس الخلق، ليشمت بكل من أضله وكل من أغواه، وكل من أرداه، ويقول إن الله وعدكم وعد الحق الصراط المستقيم.. الجنة الجنة، ووعدتكم فأخلفتكم، وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم. قال تعالى: «وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا». وقف العلماء عند هذه الآية، ففهموها على مستوياتٍ عدة، فقال بعضهم: إن هجره، يعني؛ هجر سماعه، لا يحب أن يسمعه، ولا أن يقرأه، ولا أن يستمع إلى تفسيره، ولا أن يدقق فيه، وقال بعضهم: إن هجر القرآن يعني شيئًا آخر، إن قومي هجروا العمل به، حياتهم في وادٍ، وأحكام كتابهم في وادٍ آخر، لا يطبقونه في زواجهم، ولا في تجارتهم، ولا في بيعهم، ولا في شرائهم، ولا في علاقاتهم، ولا في عبادتهم. هجرهُ يعني هجر سماعه، أو هجر تلاوته، وهجره يعني؛ هجر العمل به، إنهم لا يقفون عند حلاله، ولا ينتهون عن حرامه، إنهم نبذوه وراء ظهورهم. والمعنى الثالث: هجر القرآن الكريم، هجر تحكيمه، وهجر الاحتكام إليه، في أمور الحياة كلها. وشيءٌ آخر فهمه العلماء من هجر القرآن الكريم وهو هجر تدبره قال تعالى: «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها» (سورة محمد الآية 24).



                                            وشيءٌ آخر فهمه العلماء من هجر القرآن الكريم، وهو هجر الاستشفاء به في الأمراض النفسية، والأمراض النفسية هي أعراض لمرض واحد، وهو البعد عن الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، التكبر من أعراض القطيعة والبعد، والأثرة من أعراض البعد، والترفع عن الناس من أعراض البعد، والبخل من أعراض البعد، والحقد من أعراض البعد والبغضاء، والكراهية من أعراض البعد، وأكل أموال الناس بالباطل فلو اتصلت بالله عز وجل لشفا نفسك من كل أمراضها.



                                            يا أيها الإخوة الأكارم لو علَّقتم القرآن في بيوتكم، لو زينتم به غرف استقبالكم، لو وضعتموه في مركباتكم، لو وضعتموه في جيوبكم، لا فائدة فإن العبرة في تطبيقه، القرآن المجيد وصفة إلهية.


                                            الإمام الغزالي رحمه الله يقول الحقيقة الكبرى والوحيدة في هذا الكون، ليس في الكون إلا الله ؛ أثمن ما في الحياة الدنيا أن تتعرف على الله تبارك وتعالى، أن تعرفه لتعرف كيف تعمل من أجله، فإذا عملت من أجله سعدت إلى الأبد، هذا هو كل ما في الدنيا. نسأل الله عز وجل أن يوفقنا لقراءة القرآن الكريم والعمل به، وأن يكون شفيعًا لنا يوم القيامة يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.

                                            فؤاد إبراهيم عُبيد




                                            {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ○ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} [الفرقان : ٢٧ - ٢٨]

                                            في الآيتين صورة مؤلمة من صور يوم القيامة على الظالم نفسه ..
                                            لقد أدرك خسارته في اختيار أصحابه .

                                            ما أعظم ذلك الوجع !
                                            (يوم يعض الظالم على يديه)
                                            لقد أرضى الناس بسخط الله ، وما أغنوا عنه شيئا .. إنه يوم الحسره حيث لاينفع الندم ..
                                            أثمن مافي الدنيا أن تكون مع الصالحين يأخذون بيدك إلى رضا الله ، والسلامه يوم الحساب ، فلا سبيل لذلك إلا بصحبة دليل عارف بالله جل جلاله ومرشد إليه وإلى هدي نبيه الكريم .
                                            لقد أفلح من اتخذ مع الرسول سبيلا ...

                                            تأملوا كلمة (ياليتني) كم نتأثر ونتألم وتعتصر قلوبنا عندما نقولها لأمور دنيويه عابره !!
                                            فما بالكم بمن يقولها في الآخرة يوم الحساب ؟!
                                            اللهم سلم ....

                                            (ليتني لم أتخذ فلانا خليلا)
                                            لقد كانت حياته مليئة بالكثير مما يوجب الندم ، لكنه خص الأخلاء بالذكر لأن للصديق تأثيرا وسببا في هلاك خليله أو نجاته .. لك اختيار الصديق ورسم الطريق ...

                                            تأملات قرآنية



                                            تعليق


                                            • رد: تدبر آية من القرآن


                                              (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق)
                                              رقيب عتيد كيف يسجلا أعمالنا؟
                                              (د.فاضل السامرائى)

                                              هنالك ملكان يسجلان ما يلفظ من قول تسجيل الأقوال الرقيب الذي يراقب كل حرف وكل كلمة وقيل كل عمل والعتيد هو الحاضر المهيأ (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) ق) عتيد يعني حاضر، (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً (31) يوسف) أي أحضرت، عتيد معناه حاضر مهيأ،

                                              إذن رقيب عتيد ملكان أحدهما يكتب الحسنات والآخر يكتب السيئات كل لفظة تصدر منه يكتبها هاذان الحسنة يكتبها أحدهما والآخر يكتب الآخر وقلوا ملك الحسنات هو الآمر الأول فيقال أنه إذا تكلم الشخص بكلمة فأراد أن يكتبها فيقال له تريث لعله يستغفر فإن لم يستغفر يقال له اكتبها،

                                              إذن رقيب عتيد هما ملكان لكل واحد، كل شخص هنالك ملكان موكلان به يكتب أحدهما الحسنات والآخر السيئات وهاتان صفتان للملكين. كل الملائكة رقيب عتيد فيكف يكون عَلَم؟

                                              رقيب عتيد هذه صفة، العَلَم ما أطلق شيء ولم يتناول غيره ما أشبهه، كل واحد عنده رقيب عتيد فيكون يكون علماً؟

                                              العَلَم يكون خاصاً. رقيب عتيد صفة رقيب من المراقبة كل حركة يراقبها وليس فقط كل قول، والآخر عتيد مهيأ حاضر لهذه المسألة إذن رقيب صفة مراقبة وعتيد من الحضور التهيأة كل واحد له هذان أحدهما موكل بكتابة الحسنات والآخر بكتابة السيئات ما يلفظ من قول إلا كتبه أحد هذين الملكين.

                                              ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

                                              {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ * وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق : 18 - 19]

                                              الحكيم من عامل لسانه كالنبل ، فإن أبصر مرماه أصاب ، وإن أغمض عينيه أخطأ المرمى .. فإن شئت أبصر ماتقول أو أغمض عينيك !...

                                              لو قيل لنا أننا مراقبون في حركاتنا ومكالماتنا لازددنا حرصا ودقة في الأقوال والأفعال ..
                                              فكيف وقد قال لنا الله جل جلاله (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
                                              ألا نستشعر معنى رقيب عتيد ؟!
                                              من لم يردعه القرآن فليس له رادع .. ثمة أحرف تزفنا إلى الجنة ، وأخرى تجرنا إلى النار ..
                                              اللهم سلم ... وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصاد ألسنتهم ...

                                              تأمل الآية
                                              (وجاءت سكرة الموت بالحق ..)
                                              وكأننا نشاهد الموت ، ذلك للدلالة على قرب حصوله . الموت حقيقة آمن بها كل الخلق .. إلا أن الغفلة عنه عجيبة !!!

                                              كل يوم جنازة ونحن في غفلة وكأن الأمر لايخصنا !
                                              لكن عند الموت تزول كل المؤثرات ويفيق الانسان من غفلته ليرى الحقيقة ، فهاهو ملك الموت أتى ليقبض روحه .. هنيئا لمن عرف الحق وعمل له قبل لقاء الله ..
                                              اللهم أمسك علينا ألسنتنا لاتنطق إلا بطاعتك ، وأحسن خاتمتنا ولا تجعلنا من الغافلين ...

                                              تأملات قرآنية


                                              تعليق


                                              • رد: تدبر آية من القرآن




                                                {وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا} [الإسراء : 11]

                                                ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ﴾
                                                المال بدون ايمان ابتلاء من الله عز وجل وطريقك إلى الهلاك
                                                يتمنّى أن يكون غنياً ، وليس في درجةٍ من العِلم تجعله يُنْفِق هذا المال في الوجه الذي أمر الله به ، يتمنّى الغِنَى مع أن الغنى من دون إيمانٍ ، ومن دون اهتداءٍ ربما كان طُغْياناً، وقد وصف النبي عليه الصلاة والسلام المصائب الوبيلة ، فذكر الغنى المُطغي أحدها ، قال :
                                                (( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا : هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا ؟ أَوْ غِنًى مُطْغِيًا ؟....))
                                                [الترمذي عن أبي هريرة ]

                                                المال من دون إيمان ، من دون وَرَع ، من دون استقامة ، من دون التزام ، مصيبةٌ كبيرة لأنها تُمَكِّنَ الغنيّ من أن يتفلَّت من أوامر الدين ، من أن ينطلق وراء شهواته ، من أن يحقق ما كان عاجزاً عن تحقيقه من المعاصي ، لذلك قال تعالى :
                                                ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ﴾[ سورة الإسراء : 11 ]
                                                كما لو كان خيراً .


                                                قد لا ينتبه بعض المؤمنين إلى أبعاد هذه الآيات ، ربنا جلّ جلاله يقول :
                                                ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً﴾ [ سورة الإسراء : 11]
                                                وفي آيةٍ ثانية في سورة الأنبياء - يقول الله جلّ جلاله :
                                                ﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ﴾[ سورة الأنبياء : 37]
                                                يا أيها الأخوة الأكارم ؛ العَجَلَةُ في تعريفها الدقيق طلب الشيء قبل أوانه .
                                                والتقصير ، والتخلُّف ، والإهمال : طلب الشيء بعد أوانه . والاعتدال ، والالتزام : طلب الشيء في أوانه . فمن تعجَّل الشيء قبل أوانه يوصَف بأنه عجول ، ومن تركه إلى ما بعد فوات الأوان يوصف بالإهمال والتقصير ، ومن طلبه في وقته يوصف بالحكمة ، والحكمة ضالة المؤمن .
                                                ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾[ سورة البقرة : 269 ]
                                                يا أيها الأخوة الأكارم ؛ ليست كل سرعةٍ عَجَلَة ، فمن الأمور ما تقتضي أن تُنْجِزَها بسرعةٍ فائِقة ، وليس كل إبطاءٍ تَأَنٍ ، فمن الأمور ما لو أبطأت في إنجازها فقدَت قيمتها، إذاً ليست السُرعة ولا الإبطاءُ مقصودين لذاتهما ، ولكن السرعة والإبطاء أي السرعة عن الوقت المناسب ، والإبطاء عن الوقت المناسب .

                                                تفسير راتب النابلسى


                                                ,,,,,,,,,,,,,,,,,

                                                {وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا} [الإسراء : 11]

                                                وقال تعالى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ الله لِلنَّاسِ الشر استعجالهم بالخير لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [يونس: 11].
                                                أي: لو استجاب الله لهم في دعائهم بالشر لكانت نهايتهم.
                                                وإن كنت تُُسَرّ وتسعد بأن ربك سبحانه وتعالى فوّتَ لك دعوة بالشر فلم يَسْتجب لها، وأن لعدم استجابته سبحانه حكمةً بالغةً.
                                                فاعلم أن لله حكمة أيضاً حينما لا يستجيب لك في دعوة الخير، فلا تقُلْ: دعوتُ فلم يستجِبْ لي، واعلم أن لله حكمة في أن يمنعك خيراً تُريده، ولعله لو أعطاك هذا الخير لكان وبالاً عليك.
                                                إذن: عليك أن تقيسَ الأمريْن بمقياس واحد، وترضى بأمر الله في دعائك بالخير، كما رضيت بأمره حين صرف عنك دعاء الشر، ولم يستجب لك فيه. فكما أن له سبحانه حكمة في الأولى، فلَه حكمة في الثانية.
                                                تفسيرالشيخ الشعراوى



                                                {وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا} [الإسراء : 11]

                                                الدعاء عبادة إن جعلته في الخير ..
                                                لا تستعجل في الدعاء وأنت غاضب فقد تتسبب في أذية نفسك ومن حولك ..
                                                وتندم عليه عمرك كله ..

                                                (ويدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير )
                                                يدعو على ماله وولده ونفسه بالشر !..
                                                كمن يقول عند الغضب .. اللهم العنه ، أهلكه .. ونحوهما .. يتسرع برفع يديه ويدعو بما لا يستطيع تحمله من غير النظر في العواقب ! .. وذلك لجهله وعجلته وغضبه .

                                                مهلا ماذا تفعل ؟! على من تدعو ؟ وماذا تقول ؟! ماذا لو وافق الدعاء ساعة استجابه ؟!.. ف
                                                تريث أرجوك .. اذكر الله وتوضأ وادع لأحبابك بالهداية والصلاح والتوفيق ..

                                                كم ندعو على أنفسنا فلا يستجاب لنا ... ذلك من رحمة الله أنها لم تكن ساعة استجابه ...
                                                أرأيت أن الله جل جلاله أرحم بك من نفسك . ارحم نفسك وأهلك وادع لهم بالخير ،
                                                والحذر الحذر أن تدعو عليهم فهم أغلى ماعندك ...

                                                تاملات قرآنية




                                                

                                                تعليق


                                                • رد: تدبر آية من القرآن




                                                  {وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} [الإسراء : 26]


                                                  كلمة(حق) وردت في القرآن على معنيين:
                                                  الأول: في قوله تعالى: {والذين في أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ} [المعارج: 24].
                                                  والحق المعلوم هو الزكاة.
                                                  أما الحق الآخر فحقٌّ غير معلوم وغير موصوف، وهو التطوع والإحسان، حيث تتطوَّع لله بجنس ما فرضه عليك، كما قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُواْ قَلِيلاً مِّن الليل مَا يَهْجَعُونَ وبالأسحار هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وفي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ والمحروم} [الذاريات: 16-19].

                                                  ولم يقل: (معلوم): لأنه إحسان وزيادة عَمَّا فرضه الله علينا.
                                                  ويجب على من يُؤْتِى هذا الحق أن يكون سعيداً به، وأن يعتبره مَغْنماً لا مَغْرماً؛ لأن الدنيا كما نعلم أغيار تتحول وتتقلب بأهلها، فالصحيح قد يصير سقيماً، والغني قد يصير فقيراً وهكذا، فإعطاؤك اليوم ضمانٌ لك في المستقبل، وضمان لأولادك من بعدك، والحق الذي تعطيه اليوم هو نفسه الذي قد تحتاجه غداً، إنْ دارتْ عليك الدائرة.
                                                  الحق الذي تدفعه اليوم لأصحابه تأمين لك في المستقبل يجعلك تجابه الحياة بقوة، وتجابه الحياة بغير خور وبغير ضعف، وتعلم أن حقك محفوظ في المجتمع، وكذلك إنْ تركتَ أولادك في عوزٍ وحاجة، فالمجتمع مُتكفِّل بهم.

                                                  وصدق الله تعالى حين قال: {وَلْيَخْشَ الذين لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواّ الله وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} [النساء: 9].
                                                  ولذلك، فالناس أصحاب الارتقاء والإثراء لورعهم لا يعطون الأقارب من أموال الزكاة، بل يخصُّون بها الفقراء الأباعد عنهم، ويُعْطون الأقارب من مالهم الخاص مساعدة وإحساناً.


                                                  و{المسكين} هو الذي يملك وله مال، لكن لا يكفيه، بدليل قوله الحق سبحانه: {أَمَّا السفينة فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي البحر..} [الكهف: 79].أما الفقير فهو الذي لا يملك شيئاً، وقد يعكس البعض في تعريف المسكين والفقير، وهذا فهم خاطئ.
                                                  و{وابن السبيل..} [الإسراء: 26].
                                                  السبيل هو الطريق، والإنسان عادةً يُنْسَب إلى بلده، فنقول: ابن القاهرة، ابن بورسعيد، فإنْ كان منقطعاً في الطريق وطرأتْ عليه من الظروف ما أحوجه للعون والمساعدة، وإن كان في الحقيقة صاحب يسارٍ وَغِنىً، كأن يُضيع ماله فله حَقٌّ في مال المسلمين بقدر ما يُوصّله إلى بلده.
                                                  وابن السبيل إذا طلب المساعدة لا تسأله عن حقيقة حاله، لأن له حقاً واجباً فلا تجعله في وضع مذلّة أو حرج.

                                                  {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً} [الإسراء: 26].
                                                  كما قال تعالى في آية أخرى: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تسرفوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المسرفين} [الأنعام: 141].
                                                  فالتبذير هو الإسراف
                                                  التبذير: صَرْف المال في غير حِلِّه، أو في غير حاجة، أو ضرورة.

                                                  تفسير الشعراوى





                                                  {وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} [الإسراء : 26]

                                                  لو لم ينزل الله في حقوق الفقراء والمحتاجين إلا هذه الآية لكفى ...

                                                  الزكاة والنفقة ليست للمساكين فقط (وآت ذا القربى حقه) انتبه (حقه) الحق له هو فكيف تمنعه عنه وقد فرضه الله عليك ؟!..
                                                  للقريب الفقير حق في مالك ، وقد قدم الله تعالى القرابة على المساكين لأن حقوقهم تهضم بحكم حزازات نفوس الأهل تجاه بعضهم .
                                                  ولا تنس أن إعطاء حق القريب الفقير حقه له أجران أجر الزكاة وأجر صلة الرحم ..
                                                  وقد وصى الله تعالى بحق ابن السبيل وهو الغريب المحتاج المنقطع عن أهله وماله ..فإذا رأيته تذكر وصية الله تعالى به ..
                                                  سُئِلَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَنِ التَّبْذِيرِ فَقَالَ: إِنْفَاقُ الْمَالِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ. قَالَ شُعْبَةُ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَبِي إِسْحَاقَ فِي طَرِيقِ الْكُوفَةِ فَأَتَى على دار بنيت بِجِصٍّ وَآجُرٍّ، فَقَالَ: هَذَا التَّبْذِيرُ، وَفِي قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ: إِنْفَاقُ الْمَالِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ.
                                                  فليحذر من يفعل ذلك أن يكون من إخوان الشياطين (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)
                                                  والعياذ بالله ... اتق الله .. انفق واعط كل ذي حق حقه ..

                                                  تأملات قرآنية



                                                  تعليق


                                                  • رد: تدبر آية من القرآن




                                                    {وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء : ٧٤]

                                                    الثبات على الاستقامة ليست إحدى الإنجازات .. إنما هي هبة ربانية محضة ..
                                                    اعترف بفضل الله عليك واشكره عليها ..

                                                    نحن بحاجة ربنا للثبات على دينه
                                                    تأمل قول الله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
                                                    (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم ..)
                                                    لقاربت أن تميل إليهم ميلا قليلا لرغبتك في هدايتهم .
                                                    إذا كان أكمل الخلق مفتقرا إلى تثبيت الله جل جلاله فكيف بغيره ؟! ..

                                                    وكان من دعاء رسول الله (اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك)
                                                    وكان يقول أيضا (اللهم لاتكلني إلى نفسي طرفة عين)

                                                    سيدنا ابراهيم عليه السلام يقول
                                                    (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)
                                                    خليل الرحمن يدعو الله الثبات على الدين والابتعاد عن عبادة الأصنام فما حالنا ونحن في زمن الفتن ؟! اللهم سلم ..
                                                    لندع الله الهداية والثبات الثبات الثبات ، الهداية والثبات من الله ولكن علينا السعي إليه سبحانه فهو يقول(ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا)

                                                    تأملات قرآنية





                                                    ﴿ وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ ﴾
                                                    قال القرطبي : " أي: على الحق وعصمناك من موافقتهم " [الجامع لأحكام القرآن:10/305].
                                                    فثبت أصلاً بالعصمة، ولكن ثبت الله نبيه وأمته من بعده بأشياء ومقومات نريد أن نقف على بعضها من خلال كتاب الله :

                                                    1- قيام الليل:
                                                    فعندما نام صلى الله عليه وسلم مهموماً من قومه أنزل الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ [لباب التقول في أسباب النزول:317 ، المزمل:1-2] فجعل تفريج كربه في قيام الليل. و كان سلفنا الصالح إذا همهم أمر بالنهار رددوا " إن الليل قريب "، لأنك بالليل تخلو بالله تدعوه وتتوسل إليه في و قت نزوله سبحانه و تعالى إلى السماء الدنيا، و تستمد منه عونك و قوتك.

                                                    2- قصص من قبله:
                                                    يقول د. محمد أمحزون: " الاستفادة من تجارب السابقين ، فهي خبرات عملية، وهي بين موقفين: موقف إيجابي يحسن التأسي به، وموقف سلبي ومنزلقات على الطريق ينبغى الحرص والإبتعاد عنها، فالموقف الإيجابي يشد عزائم المؤمنين، ويثبت روح الثبات فيهم كقصة أصحاب الإخدود التي عبرت عن صبر وثبات المؤمنين السابقين " [منهج النبي في الدعوة:73-74].

                                                    لذلك قال لنبيه صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر قصص الأنبياء مع قومهم في سورة هود قال في آخرها: ﴿ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾[هود:120].

                                                    قال الماوردى : "أي: نقوي به قلبك وتسكن إليه نفسك لأنهم بلوا فصبروا وجاهدوا فظفروا " [النكت والعيون:2/512].


                                                    3- وعي المسلمين لموقفهم في التاريخ:
                                                    ينبثق وعي المسلمين بذاتهم وموقفهم من خلال قوله تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ﴾ [آل عمران:110]

                                                    وقوله تعالى: ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿43 ﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ [الزخرف:42-44] فهو ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم ولقومه.

                                                    يقول الشيخ الغزالي : " ليست الأمة الإسلامية جماعة من الناس همها أن تعيش بأي أسلوب، أو تخط طريقها في الحياة إلى أي وجهة وما دامت تجد القلوب واللذة فقد أراحت واستراحت.
                                                    كلا .... كلا، فالمسلمون أصحاب عقيدة تحدد صلتهم بالله، وتوضح نظرتهم إلى الحياة وتنظم شئونهم في الداخل على أنحاء خاصة، وتسوق صلتهم بالخارج إلى غايات معينة. وفرق بين امرئ يقول لك: همي في الدنيا أن أحيا فحسب، وآخر يقول لك : إذا لم أحرس الشرف، وأصن الحقوق، وأرض لله وأغضب من أجله فلا سعت لي قدم ولا طرفت لي عين ...... . والمهاجرون إلى المدينة لم يتحولوا عن بلدهم ابتغاء ثراء أو استعلاء، والأنصار الذين استقبلوهم وناصبوا قومهم العداء، وأهدفوا أعناقهم للقاصى والداني، لم يفعلوا ذلك، ليعيشوا كيفما اتفق إنهم جميعاً يريدون أن يستضيئوا بالوحي وأن يحصلوا على رضوان الله وأن يحققوا الحكمة العليا التي من أجلها خلق الناس وقامت الحياة .......... وهل الإنسان جحد ربه واتبع هواه إلا حيوان ذميم أو شيطان رجيم " [فقه السيرة: محمد الغزالى: صـ188].


                                                    4- التذكير الدائم للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته بأنهم على الحق:

                                                    قال تعالى: ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾[الزخرف:43] . وقال أيضـاً: ﴿ فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ [يونس:94].

                                                    وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ ﴿36 ﴾ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ ﴾ [الرعد:36-37]

                                                    وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾[فاطر:31].

                                                    وقال تعالى: ﴿ وَهَـذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأنعام:126]

                                                    وقال أيضاً: ﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾[الأنعام:160].


                                                    5- الصبر:
                                                    " لم يكن تغيير الواقع الجاهلي وتحويله إلى واقع مسلم بالأمر الهين والسهل، بل قد احتاج إلى الجهد الكبير والإرادة الصلبة والعزيمة القوية.
                                                    وهذا الجهد لا يمكن المضي في بذله إلا إذا تدربت إدارة صاحبه على قوة التحمل وتوطنت نفسه على الصبر، لأنه العدة اللازمة في بلوغ الأهداف الكبيرة.

                                                    على أن الصبر ليس موعظة تستمع أو درساً يحفظ، وإنها مواقف تختبر بها صلابة الإرادة وقوة تحملها في الميادين المختلفة بالممارسة. " [منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة:77-78].

                                                    ويقول سيد قطب: " ذلك أن الله سبحانه يعلم ضخامة الجهد الذي تقتضيه الاستقامة على الطريق بين شتى النوازع والدوافع، والذي يقتضيه القيام على دعوة الله في الأرض بين شتى الصراعات والعقبات .. لا بد من الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي والصبر على جهاد المُشَاقِّين لله والصبر على الكيد بشتى صفوفه والصبر على بطء النصر والصبر على بُعد المشقة والصبر على انتفاش الباطل والصبر على قلة الناصر والصبر على طول الطريق الشائك والصبر على إلتواء النفوس وضلال القلوب وثقلة العناد ومضاضة الإعراض. " [في ظلال القرآن:1/141].

                                                    وعد الله الصابرين في زمرة المتقين والصادقين: ﴿ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة:177] وبعد المعارك الطويلة التي دارت رحاها في في آل عمران أمرنا في نهاية السورة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾.

                                                    6-الذكر:

                                                    وربما ينفد زاد الصبر فيكون التسبيح هو الذي دائماً يملؤه.
                                                    لذلك قال تعال رابطاً بين الصبر والتسبيح: ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ﴾ [طه:130].
                                                    وقال: ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴿39 ﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴾ [ق:39-40].
                                                    فالذكر هو الزاد الدائم والرابط بين الإنسان والقوى العظمى في الكون، لذلك نرى أن المؤمنين قبل أن يخوضوا أي معركة يستقبلونها بالذكر، قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿250 ﴾ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ ﴾ [البقرة:250-251].

                                                    وقال أيضاً: ﴿ وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴿146 ﴾ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران:146-147].

                                                    وقال تعالى مبيناً زاد الثبات في المعركة : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ﴾ [الأنفال:45].
                                                    وما انتصر الحبيب صلى الله عليه وسلم في بدر حتى وقع رداؤه من على منكبيه.

                                                    الكلم الطيب



                                                    تعليق


                                                    • رد: تدبر آية من القرآن



                                                      فضل البكاء من خشية الله تَعَالَى وشوقًا إِليه


                                                      قالَ الله تَعَالَى: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩} [الإسراء : 109] وقال تَعَالَى: أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ۝ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ [النجم:59- 60].

                                                      1/446- وعَن ابنِ مَسعودٍ قالَ: قَالَ لي النبيُّ ﷺ: اقْرَأْ عليَّ القُرآنَ، قلتُ: يَا رسُولَ اللَّه! أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي، فقرَأْتُ عَلَيْهِ سورَةَ النِّساء، حَتَّى جِئْتُ إِلى هذِهِ الآية: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [النساء:41]، قَالَ: حَسْبُكَ الآنَ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْناهُ تَذْرِفانِ. متفقٌ عَلَيْهِ.
                                                      2/447- وعن أنسٍ  قالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّه ﷺ خُطْبَةً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ فقالَ: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا،وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا قَالَ: فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وُجُوهَهُمْ ولهُمْ خَنِينٌ. متفقٌ عَلَيْهِ.
                                                      3/448- وعن أبي هريرةَ  قَالَ: قالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: لا يَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْعِ، وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه، ودُخَانُ جَهَنَّمَ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

                                                      فهاتان الآيتان مع الأحاديث المذكورة في جميعها الحثّ على البكاء من خشية الله، وأنَّ المؤمن ينبغي له أن يبكي من خشية الله عند تلاوة القرآن، وعند سماع المواعظ ينبغي أن يُعالج نفسَه حتى يبكي من خشية الله؛ لما في ذلك من التَّأسِّي بالصَّالحين، ولما في ذلك من رجاء المغفرة من الله، ووعده سبحانه بدخول الجنة، والنَّجاة من النار، وأن يكون من السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظلِّه، يقول الله في الصالحين: وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا، ويقول سبحانه: أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ۝ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ ۝ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ [النجم:59- 61]، فهذا فيه الحثُّ على البكاء من خشية الله، وذلك بالإصغاء، والتَّدبر للمواعظ، فإنَّ الإنسان إذا أصغى للموعظة؛ أو عند القراءة تدبَّر الآيات، وما دلَّت عليه كان هذا من أسباب الخشوع، ومن أسباب البكاء من خشية الله، فينبغي للمؤمن أن يكون هكذا.


                                                      وفي الحديث الأول يقول ﷺ لابن مسعود: اقرأ عليَّ القرآنَ، فقال ابنُ مسعودٍ: يا رسول الله، كيف أقرأ عليك وعليك أُنْزِل؟! قال: إني أُحبُّ أن أسمعه من غيري، فتلا عبدُالله أول سورة النساء، فلما بلغ قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [النساء:41] تذكَّر هذا الموقف العظيم عليه الصلاة والسلام فبكى، وقال له: حسبك، قال ابنُ مسعودٍ: "فالتفتُّ إليه فإذا عيناه تذرفان"، تذكَّر هذا الموقف العظيم وبكى من خشية الله جلَّ وعلا.
                                                      وخطبهم ذات يومٍ عليه الصلاة والسلام، ووعظهم وذكَّرهم، وقال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتُم قليلًا، ولبكيتُم كثيرًا، قال أنس: "فغطَّى أصحابُ رسول الله ﷺ وجوهَهم ولهم خنينٌ" يعني: بكاء من خشية الله جلَّ وعلا.
                                                      وفي الحديث الثالث: لا يلج النارَ عينٌ بكت من خشية الله، فهذا فيه الحثّ على البكاء من خشية الله، وفي الحديث الآخر يقول ﷺ: سبعةٌ يُظلهم الله في ظلِّه يوم لا ظِلَّ إلا ظله، ذكر منهم رجلٌ ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، فهذا فيه الحثُّ على البكاء من خشية الله، والحرص على أسباب ذلك: بالتَّدبر، والتَّعقُّل، وتذكر الآخرة، وتذكر موقف الحساب يوم القيامة، وتذكر الجنة والنار، كل هذه أسباب لخشية الله، والبكاء من خشيته .
                                                      رزق الله الجميع التوفيقَ والهداية.
                                                      .
                                                      موقع الامام ابن باز




                                                      {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩} [الإسراء : 109]
                                                      هو بكاء العبادة يفيض من العيون ليسقي شجرة الخشوع في القلب .. فتزداد قوة .. وعلى قدر زادك من القرآن وتفكرك في آياته يكون حظك من الخشوع ..

                                                      قال الله تعالى (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)
                                                      يقول ابن مسعود : ما كان بين إسلامنا و نزول هذه الآية إلا أربع سنوات فعاتبنا ربنا على قلة خشوعنا فبكينا لمعاتبة الله لنا ، وكنا نخرج نعاتب بعضنا فيسقط الرجل منا يبكي على نفسه على عتاب الله له ..أين نحن من الخشوع ؟!!!!

                                                      لقد ازدادوا سجودا لله ، فازدادوا بكاء . يامن فقد دمعة الخشوع ، أكثر من انحناء جبهتك واستشعر عظمة الخالق وعظمة كلامه ، وافتقارك بين يديه . ينير الله قلوب ووجوه الساعين إليه ويزيدهم هدى وتقى .. فيفيض القلب خشوعا وتفيض العيون دموعا .. ثم يعيشون حياتهم خاشعين .. فالخشوع حياة .. لابكاء فقط .. اللهم اجعلنا من الساجدين الخاشعين ولا تجعلنا من الغافلين ..

                                                      تأملات قرآنية




                                                      تعليق


                                                      • رد: تدبر آية من القرآن







                                                        {قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا} [الإسراء : 100]

                                                        لو أن الله تعالى ملَّك خزائن خيراته ورحمته للناس، فأصبح في أيديهم خزائن لا تنفد، ولا يخشى صاحبها الفقر، لو حدث ذلك لأمسك الإنسان وبخِلَ وقَتَر خوف الفقر؛ لأنه جُبِل على الإمساك والتقتير حتى على نفسه، وخوف الإنسان من الفقر ولو أنه يملك خزائن رحمة الله التي لا نفادَ لها ناتج عن عدم مقدرته على تعويض ما أَنفق؛ ولأنه لا يستطيع أنْ يُحدِث شيئاً.

                                                        والبخل يكون على الغير، فإنْ كان على النفس فهو التقتير، وهو سُبَّة واضحة ومُخزِية، فقد يقبل أن يُضَيِّق الإنسانُ على الغير، أما أنْ يُضيق على نفسه فهذا منتهى ما يمكن تصوّره
                                                        فالإنسان يبخل على الناس ويُقتِّر علَى نفسه؛ لأنه جُبِل علَى البخل مخافة الفقر، وإنْ أُوتِي خزائن السماوات والأرض

                                                        تفسير الشعراوي






                                                        {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا(100)}



                                                        (خزائن رحمة ربي)
                                                        تأمل رحمة الله تعالى التي وسعت السموات والأرض ، وتخيل خزائنها ثم قل : سبحان الله ... تصور إنسانا عنده خزائن رحمة الله التي لاتنفد ولا تبيد ، ومع ذلك سيكون بخيلا - إلا من عصمه الله بالإيمان (وكان الإنسان قتورا)

                                                        مهما بلغ الإنسان من الكرم فهو شحيحا بالنسبة لكرم الله عز وجل
                                                        فكيف بالله عليك نسأل إنسانا بعد هذا ؟! ..
                                                        اسأل من يداه مبسوطتان بالليل والنهار مالك الملك ينفق كيف يشاء ...
                                                        ( وكان اﻹنسان قتورا)
                                                        شديد البخل في طبيعته ؛ (اﻻحتساب لوجه الله) هو القادر على تبديل الطبائع
                                                        / عقيل الشمري

                                                        يقول الله تعالى
                                                        (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)
                                                        وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مانقص مال من صدقة) أتخاف الفقر بعد هذا ؟! ..
                                                        انفق ينفق الله عليك ...

                                                        تاملات قرآنية





                                                        قال بعض المفسرين: إن لم تنفقوا.
                                                        هناك وعيد شديد لمن لم ينفق،

                                                        ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾
                                                        ( سورة التوبة)

                                                        كيف أن الورم الخبيث مرض عضال يصيب الجسم، وقد ينهي حياة صاحبه، كذلك الشح هو مرض النفس العضال، والدليل:

                                                        ﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾( سورة الحشر)
                                                        لذلك الزكاة تطهر نفس الغني من الشح، وتطهر نفس الفقير من الحقد والحسد، وتطهر المال من تعلق حق الغير به، وتطهر المجتمع من التفاوت الطبقي.
                                                        راتب النابلسي









                                                        تعليق


                                                        • رد: تدبر آية من القرآن





                                                          {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا(1)}


                                                          ختم الحق سبحانه سورة الإسراء بالحمد، وبدأ سورة الكهف بالحمد، والحمد لله دائماً هو الشعار الذي أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خير الكلمات: (سبحان الله والحمد لله)
                                                          الحمد لله، فسبحان الله تنزيه، والحمد لله شكر على العطاء.
                                                          والحمد يشترك معه في المعنى العام: ثناء وشُكْر ومدح، إلا أن هذه الألفاظ وإنْ تقاربت في المعنى العام فلكُلٍّ منها معناه الخاص، وكل هذه الألفاظ فيها ثناء، إلا أن الشكر يكون من مُنعَم عليه بنعمة خاصة به، كأن يُسدي لك إنسان جميلاً لك وحدك، فتشكره عليه.
                                                          أما الحمد فيكون على نعمة عامة لك ولغيرك، فرُقْعة الحمد أوسع من رُقْعة الشكر، أما المدح فقد تمدح ما لا يعطيك شيئاً، كأن تمدح مثلاً الشكل الجميل لمجرد أنه أعجبك.

                                                          الكل يقول {الحمد لِلَّهِ} البليغ يقولها، والعيي يقولها، والأُمّي يقولها.
                                                          لذلك يقول صلى الله عليه وسلم وهو يحمد الله ويُثنِي عليه: (سبحانك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك).
                                                          فإنْ أردنا أنْ نُحصي الثناء عليك فلن نستطيع؛ لأن الثناء عليك لا يعرف مداه إلا أنت، ولا يُحصيه غيرك، ولا نملك إلا أنْ نقولَ ما علَّمتنا من حمدك: الحمد لله.


                                                          والحمد لله استهل بها الحق سبحانه خَمْس سور من القرآن: {الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين} [الفاتحة: 2] {الحمد للَّهِ الذي خَلَقَ السماوات والأرض وَجَعَلَ الظلمات والنور ثْمَّ الذين كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1].
                                                          {الحمد لِلَّهِ الذي أَنْزَلَ على عَبْدِهِ الكتاب..} [الكهف: 1] {الحمد للَّهِ الذي لَهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض وَلَهُ الحمد فِي الآخرة} [سبأ: 1] {الحمد للَّهِ فَاطِرِ السماوات والأرض جَاعِلِ الملائكة رُسُلاً أولي أَجْنِحَةٍ..} [فاطر: 1].

                                                          ولكن، لكُلِّ حَمْد في كل سورة حيثية خاصة،
                                                          فالحمد في الأولى لأن الله ربُّ العالمين، وربٌّ يعني الخالق والمتولي للتربية، خلق من عدم، وأمدَّ من عُدم، وتولّى تربية عباده، فهو رَبٌّ لكل العالمين؛ لذلك يجب أنْ نحمدَ الله على أنه هو الربُّ الذي خلق العالمين، وأمدَّهم بفضله.
                                                          وفي الثانية: نحمده سبحانه الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، وهذه آيات من آيات الله ونِعَم من نِعَمه، فالسماوات والأرض فيها قيام البشر كله بما يمدُّ حياتهم بالقوت، ويستبقي نوعهم بالتكاثر.
                                                          وفي السورة الثالثة من السور التي افتتحها الحق سبحانه ب {الحمد لِلَّهِ} والتي نحن بصددها أراد الحق سبحانه أنْ يُوضّح أنه لم يُربِّ الخلْق تربية مادية فقط، بل هناك تربية أعلى من المادة تربية روحية قيمية، فذكر هنا الحيثية الحقيقية لخَلْق الإنسان، فهو لم يُخلق لمادته فحسْب، ولكن لرسالة أسمى، خلق ليعرف القيم والرب والدين، وأنْ يعملَ لحياة أخرى غير هذه الحياة المادية، فقال تعالى: {الحمد لِلَّهِ الذي أَنْزَلَ على عَبْدِهِ الكتاب..} [الكهف: 1].

                                                          و{الكتاب..} [الكهف: 1] هو القرآن الكريم، لكن سورة الكهف ترتيبها الثامنة عشرة بين سور المصحف من المائة والأربعة عشرة سورة، أي: أن القرآن لم يكتمل بعد، فلماذا قال تعالى: {الكتاب} وهو لم يكتمل بعد؟
                                                          نقول: الكتاب يُطلَق ويُرَادُ به بعضه، كما في قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فاتبع قُرْآنَهُ} [القيامة: 18].
                                                          فالآية الواحدة تُسمَّى قرآناً، والسورة تُسمَّى قرآناً، والكل نُسمِّيه قرآناً.
                                                          أو: يكون المراد أَنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ، ثم نزَّله بعد ذلك مُنَجَّماً حَسْب الوقائع، فالمراد هنا الإنزال لا التنزيل.

                                                          وقوله تعالى: {وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} [الكهف: 1] أي: جعله مستقيماً، لا عِوجَ فيه، كما قال في آية أخرى: {قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ..} [الزمر: 28] والاعوجاج، أن يأخذ الشيءُ امتداداً مُنْحنياً ملتوياً، أما الاستقامة فهي الامتداد في نفس الاتجاه، لا يميل يميناً أو شمالاً، ومعلوم أن الخطَّ المستقيم يمثل أقرب مسافة بين نقطتين، ولا تستقيم حياة الناس في الدنيا إلا إذا ساروا جميعاً على منهج مستقيم يعصمهم من التصادم في حركة الحياة.

                                                          من تفسير الشعراوي



                                                          {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ} [الكهف : 1]

                                                          كتاب عظيم .. يحمد الله تعالى ذاته العليه على نعمة إنزاله على عبده ورسوله الكريم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ،

                                                          فهل نستشعر هذه النعمة العظيمة ونحمد الله عليها ليلا ونهارا ؟
                                                          ثم ما شأننا مع هذا الكتاب ؟

                                                          الخاضعون لكتاب الله تعالى لن تجد في كلامهم اضطرابا ولا في أفعالهم تناقضا ولا في تصوراتهم ارتباكا .. لامكان للإعوجاج في حياة أهل القرآن ، به يقيمون حياتهم دون انحراف ، فالتمسك بكتاب الله تعالى يعصم من كل الفتن ، ولولا هذا الكتاب العظيم لأصبحت حياتنا كلها (عوجا) ومن يرى في حياته اعوجاجا فليعود إلى القرآن ويطبق ما جاء فيه وذلك كفيل بتقويم اعوجاجه وإسعاده في الدنيا والآخره ..

                                                          النعم الدينية أولى بالحمد والشكر من النعم الدنيوية لأن الاولى ترضي الله والثانية ترضي نفسك .. وبقدر حظك من محبة ربك والتذلل والعبودية له يكون حظك من فهم القرآن وهدايته .. عجبا لمن يشعر بضيق الحياة وبين يديه قرآن معجز ..

                                                          افتح قرآنك واسمع مايقوله الله لك وسترى بحرا من الفرج والسعادة ..

                                                          تأملات قرآنية




                                                          تعليق


                                                          • رد: تدبر آية من القرآن





                                                            {۞ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} [الكهف : 17]


                                                            يقول تعالى:
                                                            {مَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتد وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً} [الكهف: 17]
                                                            فقضية الهداية والإضلال قائمة من قديم، ولا تزال ذيول هذه المعركة موجودة إلى الآن، فهناك دائماً من يقول: إذا كان الله هو الهادي والمُضِل، فلماذا يعذبني إن ضللت؟

                                                            وشاع هذا السؤال وأخذه المستشرقون والفلاسفة، ويراد منه إيجاد مبرر للنفس العاصية غير الملتزمة، ونقول لكل مجادل: لماذا قصرت الاعتراض على مسألة الضر والعذاب إن ضللت؟ ولماذا لم تذكر الثواب إن أحسنت وآمنت؟
                                                            إن اقتصارك على الأولى دون الثانية دليل على أن الهداية التي جاءت لك هي مكسب تركته وأخذت المسألة التي فيها ضرر، ولا يقول ذلك إلا المسرفون على أنفسهم.

                                                            والهداية نوعان:
                                                            هداية دلالة، وهي للجميع، للمؤمن والكافر؛ لأن الحق سبحانه لم يدل المؤمن فقط، بل يدل المؤمن والكافر على الإيمان به، فمن يُقبل على الإيمان به، فإن الحق تبارك وتعالى يجد فيه أهلاً للمعونة، فيأخذ بيده ويعينه، ويجعل الإيمان خفيفاً على قلبه، ويعطي له طاقة لفعل الخير، ويشرح له صدره وييسر له أمره.
                                                            فمن شاء الحق سبحانه هدايته أعطاه الهداية، ومن شاء له الضلال زاده ضلالاً، وقد بيّن أن من شاء هدايته يهتدي، وهذه معونة من الله، والكافر لا يهتدي، وكذلك الظالم والفاسق، لأنه سبحانه قد ترك كل واحد منهم لاختياره، وهكذا يمنع الحق سبحانه عنهم هداية المعونة.
                                                            تفسير الشعراوي


                                                            {۞ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} [الكهف : 17]

                                                            من كان صادقاً مع الله ويطلب رضاه يهيء الله له خلقه ويسخِّرهم له ..
                                                            تأمل كيف سخَّر الشمس للفتية

                                                            في كل ابتلاء رعاية ربانية ، وفي كل ضيق منفذ للفرج . وفي كل ظلمة نافذة للضياء ونور سماوي .. ومن رعته عناية الله تبددت مخاوفه ونام قرير العين .. حتى الشمس تشارك في حمايته ..
                                                            ما أغلى العبد الصالح عند الله !!

                                                            كما سخر الله تعالى الشمس لكل أهل الأرض على اتساعها ، كذلك سخرها لأهل الكهف في أضيق مكان ..ذلك الإيمان الراسخ الذي غير الله لأجله مسار الشمس سيغير الله به حياتك .. نعم الهداية من الله لكن عليك أن تسعى إليها وتطلبها بحسن عملك وإخلاصك فالله تعالى لايتولى الضَّالين ولاينشر رحمته إلا على الأرض الطيبة ..

                                                            تأملات قرآنية


                                                            تعليق


                                                            • رد: تدبر آية من القرآن




                                                              {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ○ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ} [طه : ١٤--١٥]


                                                              {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)}

                                                              ما دام لا إله إلا هو فلا يصح أنْ نتلقَّى الأمر والنهي إلاَّ منه، ولا نعتمد إلا عليه، ولا يشغل قلوبنا غيره، وهو سبحانه يريد منا أنْ نكون وكلاء: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الحي الذي لاَ يَمُوتُ} [الفرقان: 58].

                                                              ويشترط فيمن يُعطي الأوامر ويُشرِّع ويُقنِّن ألاَّ ينتفع بشيء من ذلك، وأن تكون أوامره ونواهيه لمصلحة المأمورين، ومن هنا يختلف قانون الله عن قانون البشر الذي يدخله الهوى وتخالطه المصالح والأغراض، فمثلاً إنْ كان المشرِّع والمقنِّن من العمال انحاز لهم ورفعهم فوق الرأسماليين، وإن كان من هؤلاء رفعهم فوق العمال.
                                                              وكذلك ألاَّ يغيب عنه شيء يمكن أنْ يُستدرك فيما بعد، وهذه الشروط لا توجد إلا في التشريع الإلهي، فله سبحانه صفات الكمال قبل أن يخلق الخَلْق.

                                                              لذلك قال بعدها: {فاعبدني} [طه: 14] بطاعة أوامري واجتناب نواهيَّ، فليس لي هَوَى فيما آمرك به، إنما هي مصلحتك وسلامتك.


                                                              {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)}

                                                              وله تعالى: {إِنَّ الساعة آتِيَة} [طه: 15] أي: اجعل ذلك في بالك دائماً، ومادام الموت سينقلك إليها سريعاً فإياك أنْ تقول: سأموت قريباً، أما القيامة فبعد آلاف أو ملايين السنين؛ لأن الزمن مُلغىً بعد الموت، كيف؟

                                                              الزمن لا يضبطه إلا الحدث، فإن انعدم الحدث فقد انعدم الزمن، كما يحدث لنا في النوم، وهل تستطيع أنْ تُحدِّد الوقت الذي نمْتَه؟ لذلك قال الحق سبحانه وتعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يلبثوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} [النازعات: 46].

                                                              والعبد الذي أماته الله مائة عام لما بعثه قال: يوماً أو بعض يوم، وكذلك قال أهل الكهف بعد ثلاثمائة سنة وتسع، لأن يوماً أو بعض يوم هي أقْصى ما يمكن تصوُّره للنائم حين ينام؛ لذلك نقول: (مَنْ مات فقد قامت قيامته).

                                                              من تفسير الشعراوى




                                                              {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ○ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ} [طه : ١٤--١٥]

                                                              (إنني أنا الله) أعظم وأجل وأفخم تعريف في عمر الكون كله ، يخفق الفؤاد لسماعه وتسمو الروح وتخشع وترتعش لها الأطراف وتدمع لها العيون .. فيلهج اللسان (لبيك ربي)

                                                              لو أدركت القلوب عظمة الله تعالى لكان شهيقها القرآن وزفيرها الذكر ونبضها الدعاء ..
                                                              يقول ربنا عز وجل(وأقم الصلاة لذكري) تقام الصلاة لذكر الله ..
                                                              أيعقل بعد هذا الأمر أن تشغلنا أمور الدنيا عن ذكر الله العظيم ونحن في الصلاة ؟!!
                                                              اللهم أعنا ..

                                                              قال الله تعالى لموسى عليه السلام(إن الساعة آتية أكاد أخفيها)
                                                              وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم (اقتربت الساعة)
                                                              فما ظنكم بها اليوم ؟! ..
                                                              لقد ظهرت علاماتها وأصبحت على الأبواب والناس عنها غافلون .. ياللخساره !!..
                                                              وقد كان الصحابة يذكرون الساعه فيغشى عليهم ..
                                                              (لتجزى كل نفس بما تسعى) على قدر سعيك يكون جزاؤك ،
                                                              إنه الحساب العدل ..

                                                              تأملات قرآنية


                                                              تعليق

                                                              جاري التحميل ..
                                                              X