إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تدبر آية من القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: تدبر آية من القرآن

    {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر:51].

    لقد جرت سُنة الله تعالى أن تكون الأيام دُولا ،وأن تكون المعركة سِجالا بين الحق والباطل، كما جرت سُنة الله تعالى التي لا تتغير ولا تتبدل أن الغلبة تكون في النهاية لعباد الله الصالحين، وأن النصر والتمكين لأوليائه المتقين
    وقال الله تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر:51]. وقال الله تعالى : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (171) 173) الصافات،

    الله تعالى هو الذي وعد بالنصر والتمكين وحاشاه – سبحانه – أن يخلف وعده أو أن يخذل أولياءه. قال الله تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) (55) النور، وأيضا مما يجعلنا نؤمن إيماناً يقينيا لا شك فيه أن دعوة الاسلام والحق ستنتصر، وستعلو رايتها: أن أهل الدنيا في تخبط وشتات وحيرة ،بل وبؤس شديد ،ولا مخرج لهم من كل ذلك إلا بالإذعان لدعوة الحق، وأن ما يحدث من أئمة الكفر وأكابر مجرميها من مخططات ومكر وكيد ما هو إلا محاولة منهم لتأجيل هذه اللحظة وليس لتعطيلها. قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (30) الأنفال

    ومن يتتبع آيات النصر والتمكين في القرآن الكريم ،يجد أن نصر الله تعالى للمؤمنين لا يكون صُدفة، ولا ضربة من ضربات الحظ . بل إن نصر الله تعالى لا بد أن يسبقه ابتلاء ،يختبر الله تعالى به إيمان عباده -وهو سبحانه- بهم وبإيمانهم عليم- ولابد من تمحيص للمؤمنين ينفي الله تعالى به عن الصف المسلم ما به من خبث، حتى إذا جاء نصر الله تعالى استقبله المؤمنون بإيمان راسخ، وعقيدة لا تميد ،ولو مادت الأرض ومادت الجبال الرواسي. وقد جاء في كتاب الفوائد للإمام ابن القيم رحمه الله، قال: “سأل رجل الشافعيَّ فقال: يا أبا عبد الله، أيهما أفضل للرجل: أن يُمكَّن أو يُبتلى؟ فقال الشافعي: لا يُمكَّن حتى يُبتلى؛ فإنَّ الله ابتلى نوحاً وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمداً -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- فلمَّا صبَروا مكَّنهم، فلا يظنن أحَد أن يخلص من الألَم البتة”.
    وللمسلمين دور كبير في استجلاب النصر والتمكين، فلابد أن يوقن كل فرد مسلم أن عليه دوراً لا يُختزل ،ولا يسقط عنه في استجلاب هذا النصر، وأن هذا الدور يُحتِّم على كل مسلم مسؤولية إصلاح نفسه إصلاحاً شاملاً عميقاً دقيقاً ،يُؤهله لاستجلاب النصر وتحمل تبعاته. ولابد أن توقن الأمة الاسلامية بأكملها أن النصر لن يتحقق إلا بعد أن تنفد كل الأسباب، وتستفرغ كل الحيل، وتستنهض كل الطاقات، وتستغل كل الإمكانيات، وتتضافر كل الجهود، وتحفز كل خلية بكل ما أودع فيها من قوة ،لكي تؤدي الدور المنوط بها ،دون كسل ولا فتور ولا تراخ

    من خطبة لحامد ابراهيم
    خطبة حول: نصر الله قادم ،وأسباب النصر، وقوله تعالى ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )





    {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر :51]

    آية خبرية لايمكن لأحد نسخها ولا تبديلها ، ينصر الله الرسل ، والذين آمنوا في الدنيا قبل الآخرة.... يا أهل الدنيا.. هل تسمعون؟؟!..

    من يعيش مع القرآن سيرى أن نصر الله لأهل الإيمان ممكن في الأرض قبل السماء يوم تقوم الملائكة تشهد للرسل بالبلاغ وللأمم بالتكذيب ، فالله سبحانه لايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء . يقول الله تعالى{أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} حيث كان الهلاك للمكذبين والمستكبرين.

    وصف فرعون سيدنا موسى عليه السلام بالساحر الكذاب حتى انه تحدى الله جل جلاله {وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه} فكان النصر من السماء، لقد غرق فرعون وأتباعه ، و نصر نبيه نوح عليه السلام ومن آمن معه بسفينة النجاة ، كما نصر الله المؤمنين يوم بدر وأيدهم بجنود من الملائكه مسومين ، والأمثلة في القرآن كثيرة جدا.. كانت نجاة إبراهيم عليه السلام من النار ، ونجاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بنسيج العنكبوت. إنه النصر الإلهي لرسله وللمؤمنين.

    حصاد التدبر

    تعليق


    • رد: تدبر آية من القرآن

      {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد : ٩]


      لا أحد من البشر أضل ممن كره الله تعالى، أو كره ما جاء من عنده سبحانه؛ لأنه جَهِل معرفة الله تعالى حق المعرفة؛ فأنكر نعمه، واستكبر عن عبادته.
      والأصل أنه لا يقع ذلك إلا من الكفار والمنافقين؛ فكراهية الله تعالى لم تقع إلا من الملاحدة، وكراهية ما أنزل وقعت من المشركين وكفار أهل الكتاب.
      والكارهون لما أنزل الله تعالى منهم من له قوة في قومه ومنعة تجرئه على إظهار ذلك، والتصريح به، وهو فعل الكفار قديما وحديثا سواء كانوا من المشركين أم من أهل الكتاب؛ لأنهم مباينون للمسلمين، قال الله تعالى فيهم ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد:8-9].
      ومن الكارهين لما أنزل الله تعالى من هم بين المسلمين، وهم المنافقون فيخفونه ولا يظهرونه إلا في حال ضعف المسلمين، وأمن العقوبة، أو فلتت به ألسنتهم، وظهر في لحن قولهم.
      ومن هذه الآية أخذ العلماء كفر من أبغض شيئا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو عمل به؛ لأن ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام هو مما أنزل الله تعالى، وقد حكم سبحانه بحبوط عمل من كره ما أنزل عز وجل.
      والمنافقون في مجتمعات المسلمين قد يضطرون لعمل الطاعة ولو كرهوها إما خوفا على أنفسهم أو على دنياهم، وإما مجاملة لغيرهم، ولكنهم يفعلون الطاعة وهم يكرهونها فلا تنفعهم، وقد حكى الله تعالى ذلك عنهم في عصر الرسالة فقال سبحانه ﴿ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [التوبة:54] فهم يكرهون الصلاة ويكرهون الإنفاق لكنهم يصلون وينفقون إحرازا لدمائهم وأموالهم، ونشرا لنفاقهم في أوساط الناس.
      والكارهون لما أنزل الله تعالى يكرهون خلوص الدين لله تعالى وحده، ويكرهون أن يكون الدين واحدا، بل يدعون لتعددية الأديان وتنوعها، حتى إنهم ليكرهون أن يذكر الله تعالى وحده، أو أن يكون الحديث عنه سبحانه أو عن شيء من شريعته، وفي وصف هذا الكره قال الله تعالى ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الزُّمر:45] ولذا أمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يخلصوا له الدين ولا يلتفتوا إلى كراهية الكارهين ﴿ فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ ﴾ [غافر:14]. إن هذه الآية العظيمة لتشعر المؤمن بالفخر وهو يخلص الدين لله تعالى، ويغيظ بذلك أهل الكفر والنفاق؛ لأنه مأمور بإغاظتهم في ذلك.

      وكان المنافقون حيال ما أنزل الله تعالى من الأحكام يتخذون سياسة الحل الوسط، ومحاولة ترضية الطرفين: طرف المؤمنين المحبين لما أنزل الله تعالى، وطرف الكفار الكارهين لما أنزل الله تعالى، فيسرون للكفار بأنهم سيوافقونهم في بعض ما يريدون لا فيه كله؛ لأنهم لا يقدرون على ذلك؛ خوفا من غضب المؤمنين، وتأملوا عظمة القرآن وفيه خبرهم وفضيحتهم ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ﴾ [محمد:26].


      قال العلامة المفسر الشنقيطي - رحمه الله تعالى -:
      اعلم أن كل مسلم، يجب عليه في هذا الزمان تأمل هذه الآيات، من سورة محمد وتدبرها، والحذر التام مما تضمنته من الوعيد الشديد; لأن كثيرا ممن ينتسبون للمسلمين داخلون بلا شك فيما تضمنته من الوعيد الشديد؛ لأن عامة الكفار من شرقيين وغربيين كارهون لما نزل الله على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهو هذا القرآن وما يبينه به النبي - صلى الله عليه وسلم - من السنن. فكل من قال لهؤلاء الكفار الكارهين لما نزله الله: سنطيعكم في بعض الأمر، فهو داخل في وعيد الآية. وأحرى من ذلك من يقول لهم: سنطيعكم في الأمر؛ كالذين يتبعون القوانين الوضعية مطيعين بذلك للذين كرهوا ما نزل الله، فإن هؤلاء لا شك أنهم ممن تتوفاهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم. وأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه، وأنه محبط أعمالهم. فاحذر كل الحذر من الدخول في الذين قالوا: سنطيعكم في بعض الأمر.



      ولابن القيم رحمه الله تعالى كلام بديع نفيس يشخص فيه أمراض الكارهين لما أنزل الله تعالى فيقول: ثَقُلَتْ عَلَيْهِمُ النُّصُوصُ فَكَرِهُوهَا، وَأَعْيَاهُمْ حَمْلُهَا فَأَلْقَوْهَا عَنْ أَكْتَافِهِمْ وَوَضَعُوهَا، وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمُ السُّنَنُ أَنْ يَحْفَظُوهَا فَأَهْمَلُوهَا، وَصَالَتْ عَلَيْهِمْ نُصُوصُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَوَضَعُوا لَهَا قَوَانِينَ رَدُّوهَا بِهَا وَدَفَعُوهَا، وَقَدْ هَتَكَ اللهُ أَسْتَارَهُمْ، وَكَشَفَ أَسْرَارَهُمْ، وَضَرَبَ لِعِبَادِهِ أَمْثَالَهُمْ، وَأَعْلَمَ أَنَّهُ كُلَّمَا انْقَرَضَ مِنْهُمْ طَوَائِفُ خَلَفَهُمْ أَمْثَالُهُمْ، فَذَكَرَ أَوْصَافَهُمْ، لِأَوْلِيَائِهِ لِيَكُونُوا مِنْهَا عَلَى حَذَرٍ، وَبَيَّنَهَا لَهُمْ، فَقَالَ ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد:9]. هَذَا شَأْنُ مَنْ ثَقُلَتْ عَلَيْهِ النُّصُوصُ، فَرَآهَا حَائِلَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ بِدْعَتِهِ وَهَوَاهُ، فَهِيَ فِي وَجْهِهِ كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ، فَبَاعَهَا بِمُحَصَّلٍ مِنَ الْكَلَامِ الْبَاطِلِ، وَاسْتَبْدَلَ مِنْهَا بِالْفُصُوصِ فَأَعْقَبَهُمْ ذَلِكَ أَنْ أَفْسَدَ عَلَيْهِمْ إِعْلَانَهُمْ وَإِسْرَارَهُمْ ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ * فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد:26-28]. أَسَرُّوا سَرَائِرَ النِّفَاقِ، فَأَظْهَرَهَا الله عَلَى صَفَحَاتِ الْوُجُوهِ مِنْهُمْ، وَفَلَتَاتِ اللِّسَانِ، وَوَسَمَهُمْ لِأَجْلِهَا بِسِيمَاءَ لَا يَخْفَوْنَ بِهَا عَلَى أَهْلِ الْبَصَائِرِ وَالْإِيمَانِ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِذْ كَتَمُوا كُفْرَهُمْ وَأَظْهَرُوا إِيمَانَهُمْ رَاجُوا عَلَى الصَّيَارِفِ وَالنُّقَّادِ، كَيْفَ وَالنَّاقِدُ الْبَصِيرُ قَدْ كَشَفَهَا لَكُمْ؟ ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ﴾ [محمد:29-30] انتهى كلامه رحمه الله تعالى.


      حذار حذار عباد الله أن يكون في قلب العبد حرج مما أنزل الله تعالى؛ فإن الله سبحانه نهى نبيه عن ذلك وهو معصوم منه ﴿ كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف:2] هذا فيما أنزل الله تعالى من القرآن. وأما ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- من السنة ففيه قول الله تعالى ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء:65] وكل أمر النبي عليه الصلاة والسلام ونهيه فهو من حكمه الذي يجب التسليم به والانقياد له دون حرج في الصدور، وإلا كان النفاق والضلال، عصمنا الله تعالى من النفاق، وأعاننا على التسليم والانقياد.



      شبكة الالوكة



      {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد : ٩]

      حتى لايحبط الله عملك ، تفقد قلبك قبل أي عمل.. اجعل حظ نفسك بعيدا عن أي شيء تريد به وجه الله ، باختصار كن مخلصا.

      مامن معصية في الأرض إلا بسبب الخروج عن منهج الله جل جلاله ، ومن كره ما أنزل الله فقد كفر .. والكفر لايبقي من الخير شيء {فأحبط أعمالهم} فلا قيمة لأعمالنا إن لم يخالطها إيمان حقيقي وتوجه صادق لمن نوينا بأعمالنا مرضاته وحده سبحانه

      عندما نخاف من آيات الوعيد والانذار فخوفنا عمل صالح ، لكن لاتكره آيات الانذار فتتعرض للوعيد.. احذر أن تكره شيئا من أمر الله فالعقوبه شديدة (فأحبط أعمالهم) الخذلان والخساره لكل من خرج عن منهج الله وكفر به {ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلْكَٰفِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ} استيقظ بهذه الآية ، وحطم بها همومك.. استشعر قرب الله منك وحبه لك كلما عثرت بك الآلام تشبث بها ولاتنسى أن الله مولاك .

      حصاد التدبر


      تعليق

      جاري التحميل ..
      X