إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف ولماذا نحارب التطبيع؟

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف ولماذا نحارب التطبيع؟



    كيف ولماذا نحارب التطبيع؟


    بقلم: ياسين عز الدين

    التطبيع في الحالة الفلسطينية وصف يطلق على عملية القبول بالاحتلال الصهيوني ونسج علاقات مختلفة معه، وهذه العلاقات قد تتطور وتتجاوز العلاقات "الطبيعية" إلى التحالف والتبعية المطلقة.

    والموضوع أكبر من التواصل الإعلامي مع الصهاينة أو مصافحة هنا وقبلة هناك، فالكيان الغاصب يشعر بهشاشة وضعه وأنه جسم غريب في المنطقة، ويريد ضمان وجوده للأبد من خلال نسج علاقات اقتصادية وسياسية تجعل العرب والفلسطينيين معتمدين عليه حصرًا ولا يستطيعون التخلي عنه.

    لذا فالتطبيع في الحالة الفلسطينية هو أكبر من التطبيع بالمفهوم السياسي العام، هو عملية كاملة تهدف إلى ضمان بقاء الكيان الصهوني وإلى تكبيل العرب والفلسطينيين باتفاقيات وعلاقات تديم الاحتلال وتضمن سيطرته.

    لهذا لا يكتفي الاحتلال بالمصافحات والابتسامات بل يريد علاقات اقتصادية وأمنية وسياسية ويريد التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية وينظم الانقلابات والمؤامرات ضد الإرادة الشعبية (مثلما فعل عندما تآمر مع الإمارات للإطاحة بمرسي).

    لذا نحارب التطبيع ليس فقط لأن مشاعرنا كشعب محتل تجرح من رؤية الأيدي تمتد وتصافح العدو الصهيوني، فهذه أصغر الآثام وأهونها، بل لأننا إن تهاونا بأمره كتبنا عمرًا أطول لهذا الاحتلال وسمحنا له بالتمدد شرقًا وغربًا، فالحرب ليست فقط أعمالًا عسكرية بل مناورات سياسية واقتصادية، وإفشال محاولة الاحتلال التمدد في الدول العربية لا يقل أهمية عن الحروب التي خاضتها المقاومة المسلحة.

    محاربة التطبيع يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الآتي:

    1. محاربة كافة أشكال العلاقة مع الاحتلال وليس فقط تلك التي تطفو على السطح، مثل المصافحات والابتسامات أمام الكاميرات، وبالأخص العلاقات الاقتصادية وهنا تأتي حملات المقاطعة الاقتصادية ومحاربة كل من ينسج علاقات كهذه.

    2. يجب إبراز النماذج الشجاعة الرافضة للتطبيع من دول وجماعات وأفراد، وتهميش تلك الأصوات النشاز التي لا يعرفها أحد لولا خروجها وترويجها للتطبيع، وللأسف فما يحصل على وسائل التواصل الاجتماعي هو العكس تمامًا، وهذا يخدم الاحتلال لأنه يرفع معنويات المطبعين ويحبط معنويات أنصار القضية الفلسطينية.

      يجب أن نخلق جوًا رافضًا للتطبيع من خلال إبراز المواقف الإيجابية والإشادة بها، حتى نوصل رسالة للجميع أن معشر المتمسكين بالقضية هم الأقوى والأكثر سيطرة.

    3. رفض التبرير لأي علاقات مع الاحتلال الصهيوني، وبالأخص ما يأتي منها تحت لافتة "الاضطرار" و"لقمة العيش"، وحتى لو كان هنالك اضطرار فعلي فلا يجب أن يصبح الاستثناء قاعدة وأن ندافع عنه.

    4. لا تستهينوا بصوتكم فإشعار المطبعين أنهم منبوذون اجتماعيًا وإعلاميًا وسياسيًا سيردعهم، وسيجعل الكثيرين يتراجعون ويسكتون، لا تستمعوا لأصوات المثبطين والمحبطين لأنه أحيانًا نكون على مرمى حجر من النصر إلا أن عدم إيماننا بقدراتنا يجعلنا نتراجع ونستسلم.

    5. التطبيع يهدف لترسيخ وجود الاحتلال، إذًا يجب أن نعمل من أجل العكس وأن نحارب الاحتلال في كل مكان وبكافة الوسائل، فكلما ضعف الاحتلال أصبح موقف المطبعين أكثر ضعفًا، وكلما ضعفنا تشجع ضعاف النفوس على القفز من السفينة والارتماء في حضن الاحتلال.

    6. يجب إعادة التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في الوجدان العربي، وأنها قضية عقيدة تمس كل المسلمين لارتباطها بالأقصى، وذلك لإفشال مسعى المطبعين لتقزيم القضية وجعلها مقتصرة على الفلسطينيين فقط.


    في الختام يجب أن ننظر للتطبيع على أنه عملية متكاملة تهدف لاختراق أمتنا والسيطرة عليها من أجل إدامة وجود الاحتلال، ومحاربة التطبيع يجب أن تصب في النهاية باتجاه إضعاف الاحتلال وتقويض أركانه، وأن نحسن محاربته وأن لا تكون مجرد ردود أفعال عاطفية غير مدروسة.
    التعديل الأخير تم بواسطة ذكرى صلاح الدين; 11/10/2020, 08:55 PM.

  • #2
    رد: كيف ولماذا نحارب التطبيع؟

    ما يميز هذا المقال الرائع أخي الكريم ياسين عز الدين أنه واضح ومركز ويقدم لنا خطوات عملية ويشرح لنا لماذا وكيف؟
    وهذا مهم جدا، لأن المطلوب منا هو العمل على إفشال خطط الاحتلال ومراميه التي يسعى لها من خلال هذا التطبيع.
    فحين نخرج من ردات الفعل التي تنفس الغضب ولا تستمر عمليا إلى عمل دؤوب يراكم خطوات عملية ولو كانت بسيطة، يمكننا حينها أن نقول أننا فعلا نحارب التطبيع.
    وقد رأينا أن المطبعين ظلوا يجهزون على مدى سنوات ليعلنوا في النهاية خيانتهم وارتماءهم في حضن المحتل الصهيوني، فكيف بنا نحن؟ ونحن نريد استعادة الحقوق وتحرير المقدسات؟

    شكرا جزيلا، بارك الله فيكم أخي الكريم ونفعكم ونفع بكم وبقلمكم وتقبل منكم.

    تعليق


    • #3
      رد: كيف ولماذا نحارب التطبيع؟

      المشاركة الأصلية بواسطة ياسين عز الدين مشاهدة المشاركة

      1. يجب إبراز النماذج الشجاعة الرافضة للتطبيع من دول وجماعات وأفراد، وتهميش تلك الأصوات النشاز التي لا يعرفها أحد لولا خروجها وترويجها للتطبيع، وللأسف فما يحصل على وسائل التواصل الاجتماعي هو العكس تمامًا، وهذا يخدم الاحتلال لأنه يرفع معنويات المطبعين ويحبط معنويات أنصار القضية الفلسطينية.

        يجب أن نخلق جوًا رافضًا للتطبيع من خلال إبراز المواقف الإيجابية والإشادة بها، حتى نوصل رسالة للجميع أن معشر المتمسكين بالقضية هم الأقوى والأكثر سيطرة.

      مقال قيم وخاصة ما تفضلت به في هذه الفقرة ..
      الشعوب في معظمها ضد التطبيع وقد عبرت عن مواقفها المشرفة ونظرتها للمحتل الغاصب في اكثر من مناسبة وخاصة في ميثاق فلسطين ، ومن كل الجنسيات ومن المحيط للخليج ، حتى أن هناك يهودي ضد الصهيونية وضد ما جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين هو أيضا سجل اسمه في ميثاق فلسطين ، إذن لماذا يُركز البعض على النكرات وعلى الاصوات النشاز ويشهرهم من خلال نشر ترهاتهم وسخافاتهم ، هؤلاء يتزلفون للاستبداد وهم أبواقه ويتماهوا مع الاستبداد خدمة لمصالحهم ..

      الاحتلال إن ركز عليهم فحتى يوغر الصدور وحتى يشق الصف ويزرع سموم الفرقة وحتى يدخل الذباب الاكتروني ويبدأ مسلسل الردع وتنهال القذارة والبذاءة ، تجاهلهم هو من يوقف اجحافهم بحق القضية ، ومن يركز على هؤلاء الذين يشيد بهم الاحتلال حتما سيغفل عن الاصوات المنصفة وعن الاصوات المشجعة والنماذج الايجابية والتي ترفض التطبيع وما اكثرها في عالمنا العربي هذه هي التي من المفروض أن نسلط عليها الضوء وننشرها حتى تعزز صمود الفلسطينيين وكل انصار القضية ..

      تعليق


      • #4
        رد: كيف ولماذا نحارب التطبيع؟

        الاستبداد والاحتلال وجهان لعملة واحدة
        وما سرّع في هرولة البعض للتطبيع هي ثورات الشعوب التي قضت مضاجع الاستبداد ، وتوجسوا خيفة من أن تصل لمرافئهم وتقتلع فسادهم من الجذور ، فارتموا في الحضن الصهيوني حماية لكراسيهم ، تقاطعت مصالح محور الشر ودول التي قادت الثورات المضادة مع مصالح الصهاينة ، ان نجحت ثورات الشعوب فهذا يشكل تهديدا للاحتلال ، فالامة التي تنفض عن كاهليها غبار الذل والهوان وتعيد للاسلام نبضه وتستعيد مكانتها بين الامم وتحقق استقلالها الحقيقي حتما ستعجل في تحرير مقدساتها ، لذلك الاستبداد خشي على كرسيه وعلى مصالحه فكان الثمن ليحمي امتيازاته : هو التطبيع والعصف بالقضية الفلسطينية !!
        التعديل الأخير تم بواسطة أم كوثر; 12/10/2020, 09:18 PM.

        تعليق


        • #5
          رد: كيف ولماذا نحارب التطبيع؟

          مقالة مهمة في وقت حرج تمر به الأمّة العربية والإسلامية ، ولقد كانت أهميته منذ المقدمة التي تدق جرس الإنذار في كون التطبيع حالة يمكن أن تمتد إلى " التحالف " ، وهذا ما نراه من عدد من الدول العربية والإسلامية .
          من أكثر ما يميز هذه المقالة عن غيرها ، الانتقال من التوصيف لخطر التطبيع للحديث عن دور الشعوب في رفضه وآليات ذلك ، وهذا ليس غريبا على كاتب قدير مثل الأستاذ ياسين ومقالاته حول القضية الفلسطينية .
          بارك الله في جهودكم جميعا ونفع بكم .

          تعليق


          • #6
            رد: كيف ولماذا نحارب التطبيع؟


            تعليق


            • #7
              رد: كيف ولماذا نحارب التطبيع؟


              تعليق


              • #8
                رد: كيف ولماذا نحارب التطبيع؟


                تعليق


                • #9
                  رد: كيف ولماذا نحارب التطبيع؟


                  تعليق


                  • #10
                    رد: كيف ولماذا نحارب التطبيع؟

                    تعليق


                    • #11
                      رد: كيف ولماذا نحارب التطبيع؟

                      تعليق


                      • #12
                        رد: كيف ولماذا نحارب التطبيع؟


                        تعليق


                        • #13
                          رد: كيف ولماذا نحارب التطبيع؟


                          "فأيها المطبعون مهلاً هل تحسبون تجاوزنا سهلاً، إن شعوبكم قائمةٌ والله لا ينسى شيئاً، والحقُ سيبزغُ فجره بأهلهِ شمساً، وستضربُ الأصفاد المكبلة نفسها فأساً فالحريةُ لا تشترى ولا تخشى كلباً ولا أسداً"


                          تعليق


                          • #14
                            رد: كيف ولماذا نحارب التطبيع؟

                            المشاركة الأصلية بواسطة ذكرى صلاح الدين مشاهدة المشاركة


                            شكرا جزيلا، بارك الله فيكم أخي الكريم ونفعكم ونفع بكم وبقلمكم وتقبل منكم.
                            ولك جزيل الشكر على الاهتمام وتصميم البطاقات.

                            المشاركة الأصلية بواسطة أم كوثر مشاهدة المشاركة
                            الاستبداد والاحتلال وجهان لعملة واحدة
                            وما سرّع في هرولة البعض للتطبيع هي ثورات الشعوب التي قضت مضاجع الاستبداد ، وتوجسوا خيفة من أن تصل لمرافئهم وتقتلع فسادهم من الجذور ، فارتموا في الحضن الصهيوني حماية لكراسيهم ، تقاطعت مصالح محور الشر ودول التي قادت الثورات المضادة مع مصالح الصهاينة ، ان نجحت ثورات الشعوب فهذا يشكل تهديدا للاحتلال ، فالامة التي تنفض عن كاهليها غبار الذل والهوان وتعيد للاسلام نبضه وتستعيد مكانتها بين الامم وتحقق استقلالها الحقيقي حتما ستعجل في تحرير مقدساتها ، لذلك الاستبداد خشي على كرسيه وعلى مصالحه فكان الثمن ليحمي امتيازاته : هو التطبيع والعصف بالقضية الفلسطينية !!

                            هذا صحيح ولهذا الأنظمة الأكثر استبدادًا هي الأقرب من دولة الاحتلال.
                            وشكرًا على مرورك.


                            المشاركة الأصلية بواسطة هيثم التميمي مشاهدة المشاركة
                            مقالة مهمة في وقت حرج تمر به الأمّة العربية والإسلامية ، ولقد كانت أهميته منذ المقدمة التي تدق جرس الإنذار في كون التطبيع حالة يمكن أن تمتد إلى " التحالف " ، وهذا ما نراه من عدد من الدول العربية والإسلامية .
                            من أكثر ما يميز هذه المقالة عن غيرها ، الانتقال من التوصيف لخطر التطبيع للحديث عن دور الشعوب في رفضه وآليات ذلك ، وهذا ليس غريبا على كاتب قدير مثل الأستاذ ياسين ومقالاته حول القضية الفلسطينية .
                            بارك الله في جهودكم جميعا ونفع بكم .

                            شكرًا لك أستاذنا الكريم. بوركت.


                            المشاركة الأصلية بواسطة الاب الحنون مشاهدة المشاركة

                            "فأيها المطبعون مهلاً هل تحسبون تجاوزنا سهلاً، إن شعوبكم قائمةٌ والله لا ينسى شيئاً، والحقُ سيبزغُ فجره بأهلهِ شمساً، وستضربُ الأصفاد المكبلة نفسها فأساً فالحريةُ لا تشترى ولا تخشى كلباً ولا أسداً"


                            المطبعون جبناء يمكن ردعهم بسهولة.

                            وشكرًا على مرورك.

                            تعليق


                            • #15
                              رد: كيف ولماذا نحارب التطبيع؟

                              المشاركة الأصلية بواسطة ياسين عز الدين مشاهدة المشاركة
                              ولك جزيل الشكر على الاهتمام وتصميم البطاقات.
                              بارك الله فيكم أخي الكريم ياسين عز الدين.
                              الموضوع مهم جدا والجانب التطبيقي فيه يستحق التصميم.
                              لذلك كانت فكرة طلب التصميم من مشرفنا الكريم أبو القسام RBG1
                              الذي يضيف لمسته الجمالية دوما لمواضيع الصيف. خالص الشكر والتقدير لكما.

                              تعليق

                              جاري التحميل ..
                              X