إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خاطرة حول آية (2) | هل جربت أن تكون ملعقة؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خاطرة حول آية (2) | هل جربت أن تكون ملعقة؟


    خاطرة حول آية (2)


    هل جربت أن تكون ملعقة؟
    بقلم: خالد الطبلاوي

    (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)) سورة النساء.




    لي صديق لا يمل من طرْق أبواب الخير، كأنما تنفس الخير حتى سرى في عروقه، فهو يتحسس سبله ليل نهار، ولقد كنا صحبةً لا تنفك عن التواصل رغم شروخ المشاغل، نتواصى بما يصلح أمر ديننا ودنيانا.
    وكان لكلٍ منا طاقة تميزه، ومواهبُ تعززه، فلا يتعدى مواهبه وطاقته، وهو يطلب هدفه ويرجو غايته، إلا صاحبي هذا؛ فإن له عقل التاجر الماهر، وحنكة الحكيم الأريب، يدرك أن الطاقة أصناف وأنواع، وأن المواهب في النفس كالكنز النفيس، يحوزها الصبور في التنقيب، ثم يحسن إدارتها الحفيظ الحسيب.

    مررنا ذات يومٍ بمظلة خاويةٍ على عروشها، كانت تظل المسافرين، وتؤوي إليها المنتظرين، حفر خرابها في نفوسنا الكآبة، فكم كانت في حر الصيف كالسحابة، وكانت للعابرين في الشتاء المقر، تكفيهم الزمهرير والمطر، لكننا لزمنا الأسف والحزن فلم نبرح عليهما عاكفين، أما صديقنا فقد أسر أمرًا، وتحرك سرًّا، وما مر الهلال حتى صارت المظلة في أفضل حال.

    ولما تتبعت الأثر، واستقصيت الخبر، علمت أن صاحبي حث أحد الموسرين، وحرك فيه الخير الدفين، فأصلح على نفقته المظلة، حتى كأن لم يكن بها من علة، فحصَّل أجر الدال على الخير، فقد هب إليه في خفة الطير.

    وما تزال تلك من سماته، يضاعف بها من طيباته، كلما عجز أن يفعل خيرًا بيديه، أسرع فحض الناس عليه، وتالله إن هذا لأمر هيِّن، لكل حصيفٍ ذي لسان ليِّن، يزين للناس فعل الخيرات، ويفتح لهم سبل الحسنات، فيعمل فيهم عمل المِلْعقة، يحرك الطيبات المعلَّقة، فينشر في المجتمع العطاء، كما يذوب السكر في الماء، فطوبى لمن كانت في الخير نجواه، فقد عمَّرَ بالطيبات الصالحات مثواه.

  • #2
    رد: خاطرة حول آية (2) | هل جربت أن تكون ملعقة؟

    رائع جدااا المثال الذي أورده الأستاذ الكريم ، بدل المرور على المظلة المهترئة والتي عبث بها تعاقب الفصول ولم تعد تقي حر الصيف ولا زمهرير البرد ولا زخات المطر والتحسر عليها ونظم الشعر لرثائها والبكاء على اطلالها وو..، بل دل غيره من اهل الصلاح على الخير وكان سببا في اصلاحها حتى يستفيد منها الناس ، وكم يأسف البعض لحال غيره ويحزن ويتحسر ، بدل مد العون له او حث الغير على مساعدته ، دفع اهل الخير لمساعدة من يعاني افضل بكثير من ذرف الدموع والحسرة والتأسف عليه ورثائه ، لان الحزن لاجله لن يغير من حاله ولن ينفعه ولن يخفف عنه اوجاعه ، ما ينفعه هو مساعدته فهذا ما يحتاجه ..

    تعليق


    • #3
      رد: خاطرة حول آية (2) | هل جربت أن تكون ملعقة؟

      المشاركة الأصلية بواسطة أم كوثر مشاهدة المشاركة
      رائع جدااا المثال الذي أورده الأستاذ الكريم ، بدل المرور على المظلة المهترئة والتي عبث بها تعاقب الفصول ولم تعد تقي حر الصيف ولا زمهرير البرد ولا زخات المطر والتحسر عليها ونظم الشعر لرثائها والبكاء على اطلالها وو..، بل دل غيره من اهل الصلاح على الخير وكان سببا في اصلاحها حتى يستفيد منها الناس ، وكم يأسف البعض لحال غيره ويحزن ويتحسر ، بدل مد العون له او حث الغير على مساعدته ، دفع اهل الخير لمساعدة من يعاني افضل بكثير من ذرف الدموع والحسرة والتأسف عليه ورثائه ، لان الحزن لاجله لن يغير من حاله ولن ينفعه ولن يخفف عنه اوجاعه ، ما ينفعه هو مساعدته فهذا ما يحتاجه ..

      وفقنا الله وإياك أختي أم كوثر لنكون "ملاعق" للخيرات، وان نجرب ذلك كما كتب استاذنا الكريم خالد الطبلاوي في هذه الخاطرة الجميلة.

      تعليق


      • #4
        رد: خاطرة حول آية (2) | هل جربت أن تكون ملعقة؟

        بعد الرد على سؤال الخاطرة الثانية،

        ندعوكم إخوتي اخواتي لسؤال جديد مع آية جديدة وخاطرة جديدة

        بقلم أستاذنا الفاضل خالد الطبلاوي:

        الخاطرة الثالثة بعنوان:

        "
        هل قيل لك: عذرًا؛ رصيدك لا يكفي؟! "

        على هذا الرابط:

        https://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=1223428

        تعليق

        جاري التحميل ..
        X