رد: سلسلة التفسير البياني للقرآن الكريم - ســــــورة الفاتحــــة
نكمل ما كنا بدأناه من تفسير قوله تعالى ((إياك نعبد وإياك نستعين))، فنقول:
3 - استعمال الفعل المضارع:
استعمال الفعل المضارع في الموطنين ((نَعْبُد))، و((نَسْتَعِينُ)) يفيد استحضار الصورة، وكذلك الاستمرار والدوام.
4- استعمال صيغة الجمع ((نَعْبُد))، و((نَسْتَعِينُ)):
النُّون في قوله تعالى: ((نَعْبُدُ)) وقوله: ((نَسْتَعِينُ)) إما أن تكون نونَ الجمع، أو نونَ العظمةِ، والأول باطِلٌ، لأنَّ الشخصَ الواحدَ لا يكون جَمعَاً، والثاني باطل أيضاً؛ لأنَّه عند أداء العبوديةِ؛ اللَّائق بالإنسان أن يذكر نفسه بالعَجزِ والذّلة لا بالعَظَمَةِ.
وقد عبَّر سبحانه عن الاستعانة والعبادة بلفظ ضمير الجمع ((نَعْبُد)) ((نَسْتَعِينُ))، وليس بالتعبير المفرد أعبد وأستعين لفوائد عدة؛ منها:
1- أنَّ المُؤمِنين إخوةٌ، فلو قال: "إياك أعبدُ" كان قد ذكر عبادَةَ نفسِه، ولم يذكر عبادَةَ غَيرِه، أما إذا قال: ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ)) كان قد ذكر عبادَة نفسِه، وعبادة جميع المؤمنين شرقاً وغرباً.
2- الإشارة إلى حال العبد؛ كأنه يقول إلهي ما بلغت عبادتي إلى حيث أذكرها وحدها؛ لأنها ممزوجة بالتقصير، ولكن أخلطها بعبادة جميع العابدين وأذكر الكل بعبارة واحدة حتى لا يلزم تفريق الصفقة.
3- التحرز من الوقوع في الكذب، فإنا لم نزل خاضعين لأهل الدنيا متذللين لهم مستعينين في حوائجنا بمن لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا حياتاً ولا موتاً ولا نشوراً...، ويمكن في الجمع أن يقصد تغليب الأصفياء المتقين من الأولياء والمقربين.
4- لو قال: (إياك أعبد) لكان ذلك بمعنى أنا العابد، ولما قال: ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ إِيَّاكَ نَعْبُدُ)) كان المعنى أني واحد من عبيدك، وفرق بين الأمرين؛ كما يرشدك إليه قوله تعالى حكاية عن الذبيح: ((قَالَ يَا أَبَتِ افعَل مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ))[سورة الصافات:102]، وقوله تعالى حكاية عن موسى: ((قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعصِي لَكَ أَمرًا))[سورة الكهف:69]، فصبر الذبيح لتواضعه بعَدَّ نفسِهِ واحداً من جمعٍ، ولم يصبر الكليم لإفراده نفسه مع أن كلاً منهما -عليهما السلام- قال: إن شاء الله. فهذا التعبير دلالة ذلة وتواضع من العبد نحو ربه، استقلالاً بعبدته.
5- إشارة إلى أهمية الجماعة في الإسلام؛ لذا تلزم قراءة هذه السورة في الصلاة وتلزم أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين مرة وفيها دليل على أهمية الجماعة عامة في الإسلام مثل الحج وصلاة الجماعة، الزكاة، الجهاد، الأعياد والصيام، والحث على تحمل المسؤولية الجماعية في الأمة.
6- أنه أبلغ في الثناء من أعبد وأستعين لئلا تخلو المنجاة من الثناء أيضاً بأن المحمود المعبود المستعان قد شهدت له الجماعات وعرفوا فضله.
نكمل ما كنا بدأناه من تفسير قوله تعالى ((إياك نعبد وإياك نستعين))، فنقول:
3 - استعمال الفعل المضارع:
استعمال الفعل المضارع في الموطنين ((نَعْبُد))، و((نَسْتَعِينُ)) يفيد استحضار الصورة، وكذلك الاستمرار والدوام.
4- استعمال صيغة الجمع ((نَعْبُد))، و((نَسْتَعِينُ)):
النُّون في قوله تعالى: ((نَعْبُدُ)) وقوله: ((نَسْتَعِينُ)) إما أن تكون نونَ الجمع، أو نونَ العظمةِ، والأول باطِلٌ، لأنَّ الشخصَ الواحدَ لا يكون جَمعَاً، والثاني باطل أيضاً؛ لأنَّه عند أداء العبوديةِ؛ اللَّائق بالإنسان أن يذكر نفسه بالعَجزِ والذّلة لا بالعَظَمَةِ.
وقد عبَّر سبحانه عن الاستعانة والعبادة بلفظ ضمير الجمع ((نَعْبُد)) ((نَسْتَعِينُ))، وليس بالتعبير المفرد أعبد وأستعين لفوائد عدة؛ منها:
1- أنَّ المُؤمِنين إخوةٌ، فلو قال: "إياك أعبدُ" كان قد ذكر عبادَةَ نفسِه، ولم يذكر عبادَةَ غَيرِه، أما إذا قال: ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ)) كان قد ذكر عبادَة نفسِه، وعبادة جميع المؤمنين شرقاً وغرباً.
2- الإشارة إلى حال العبد؛ كأنه يقول إلهي ما بلغت عبادتي إلى حيث أذكرها وحدها؛ لأنها ممزوجة بالتقصير، ولكن أخلطها بعبادة جميع العابدين وأذكر الكل بعبارة واحدة حتى لا يلزم تفريق الصفقة.
3- التحرز من الوقوع في الكذب، فإنا لم نزل خاضعين لأهل الدنيا متذللين لهم مستعينين في حوائجنا بمن لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا حياتاً ولا موتاً ولا نشوراً...، ويمكن في الجمع أن يقصد تغليب الأصفياء المتقين من الأولياء والمقربين.
4- لو قال: (إياك أعبد) لكان ذلك بمعنى أنا العابد، ولما قال: ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ إِيَّاكَ نَعْبُدُ)) كان المعنى أني واحد من عبيدك، وفرق بين الأمرين؛ كما يرشدك إليه قوله تعالى حكاية عن الذبيح: ((قَالَ يَا أَبَتِ افعَل مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ))[سورة الصافات:102]، وقوله تعالى حكاية عن موسى: ((قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعصِي لَكَ أَمرًا))[سورة الكهف:69]، فصبر الذبيح لتواضعه بعَدَّ نفسِهِ واحداً من جمعٍ، ولم يصبر الكليم لإفراده نفسه مع أن كلاً منهما -عليهما السلام- قال: إن شاء الله. فهذا التعبير دلالة ذلة وتواضع من العبد نحو ربه، استقلالاً بعبدته.
5- إشارة إلى أهمية الجماعة في الإسلام؛ لذا تلزم قراءة هذه السورة في الصلاة وتلزم أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين مرة وفيها دليل على أهمية الجماعة عامة في الإسلام مثل الحج وصلاة الجماعة، الزكاة، الجهاد، الأعياد والصيام، والحث على تحمل المسؤولية الجماعية في الأمة.
6- أنه أبلغ في الثناء من أعبد وأستعين لئلا تخلو المنجاة من الثناء أيضاً بأن المحمود المعبود المستعان قد شهدت له الجماعات وعرفوا فضله.
تعليق