إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[متجدد ] قطوف من كتاب[سيرة خليفة قادم: قراءة عقائدية في بيان الولادة]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [متجدد ] قطوف من كتاب[سيرة خليفة قادم: قراءة عقائدية في بيان الولادة]


    يهدف هذا الكتاب ،ببساطة،إلى أن يكون جزءا من سيرة حياتك !
    ليس أقل من هذا.وليس أكثر أيضاً..



    عندما تهيمن الحكمة على العلم، وتحكمة بمعاييرها الأخلاقية يكون العلم وسيلة نهوض وبناء،
    أما إذا تجرد العلم عن الحكمة، وبنى معاييره بنفسه، فإنه سيصبح وسيلة للدمار والإنهيار .. !
    هل نحتاج إلى أمثلة؟ ..
    أم أن العالم اليوم بتناقضاته، بفقره المدقع وثرائه الفاحش، بوجود من يموت فيه جوعاً ومن يموت تخمة،
    ومن ينفق ثروة على عملية تجميل، ومن يحتاج إلى مبلغ تافه فقط ليعيش؟!
    هذا العالم يدل على أن العلم السائد حالياً، والذي لا يمكن إنكار تفوقه، منفصل حالياً عن الحكمة !!
    سيرة خليفة قادم.
    د. احمد خيري العمري.
    التعديل الأخير تم بواسطة مسك الأقصى; 22/12/2013, 11:17 AM.

  • #2
    رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

    والحقيقة هي أنك عندما لا تؤمن بوجود هدف من أجل وجودك فإنك غالباً ستأخذ واحداً من طريقين:
    إما أن تعيش بلا هدف، أو على الأقل بلا هدف بعيد المدى، فقط أهداف آنية لكل خطوة، يقودك الطريق ولا تشقه أنت بنفسك.. تخوض مع الخائضين في حياة بلا معنى حقيقي، أو حتى غير حقيقي.. حياة بلا معنى على الإطلاق، حقيقي أو مزيف..
    أو أن يكون لك هدف، لكنه ليس (الهدف) الأصلي، بل هدف آخر ابتكرته بنفسك، أو ابتكروه لك، ووضعوه في عقلك بهذه الطريقة أو تلك، حتى بدا أنه هو الهدف الذي خلقت من أجله..

    ولأن الأمر ليس وجهة نظر - كما أسلفنا - بل هو عقيدة، وفي العقائد لا مجال إلا لهدف واحد خلقنا من أجله جميعاً.. إما أن نصيب فيه.. أو أن نخطئ..
    سيرة خليفة قادم

    تعليق


    • #3
      رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

      المنطق البشري في التعامل مع الأشياء يحتم أن من يطلب شيئاً، يجني منفعة من وراء طلبه..
      لكن هذا المنطق لو صح، فإنه يصح فقط بين البشر، أما الله عز وجل، فالتعامل معه خارج المنطق البشري..
      ولذا، فعبادتنا له عز وجل هي له، لكنها أيضاً لنا، بطريقة ما..
      هو يطلب منا أن (نعبده)..لكننا نحن من سينتفع بذلك..
      أعني أن العبادة توجه لك، لكن فائدتها لن تطاله عز وجل..
      لأنه الغني عن العالمين، ونحن الفقراء إليه، نحن من نحتاج إليه..
      سيرة خليفة قادم

      تعليق


      • #4
        رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

        ولقد نجح الإنسان دوماً في اختيار تفاهات صغيرة يرعاها وينميها حتى تملأ عليه حياته.. وهي تملأ خلايا الذاكرة مثلها مثل أي شيء آخر، لكنها تتعرض لشحن مستمر بحيث لا تضمر إطلاقاً.. قد تكون أموراً صارت تبدو اليوم عادية، لكن لو تأملنا فيها لوجدنا فيها إهداراً للإنسان في داخلك، ووضعه في غير محله.. خذ مثلاُ هواية جمع الطوابع.. أو صيد الفراشات، أو تنسيق الزهور.. أو (تنزيه) الكلاب والترفيه عنها، كما هو منتشر في الغرب، وكما بدأ ينتشر عندنا من باب الاستيراد بلا تصدير..

        كانت كل هذه، وسواها كثير، من ضمن أكثر النجاحات غير المتحدث عنها للإنسان، نجاحه في اختراع وظائف صغيرة وتافهة والانشغال بها عن وظيفته الأصلية.. ما كان الإنسان سينسى (ما خُلق من أجله، وظيفته الأصلية) لولا أنه اخترع عشرات الوظائف الصغيرة التي أثقل بها ذاكرته ووعيه، حتى غطت على (ذكرى الوظيفة الأصلية)..

        هل يمكن لأي أحد أن يتذكر أنه الخليفة في الأرض،
        إذا كان تقليم أظافره يحتل مرتبة متقدمة في اهتماماته؟
        ... بدلاً من تقليم (الأرض) وتشذيبها..
        من " سيرة خليفة قادم"


        تعليق


        • #5
          رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم



          من حق الناس أن يكون أولادهم في مدارس تكون مناهجها التدريسية متناسبة مع إيمانهم، لا يعني هذا زيادة (حصص) الحفظ التلقيني للقرآن، أو إضافة حصص فقه أو عقيدة، كما جرت العادة في الفهم عندما نتحدث عن نوع التدريس الذي يحتاجه أولادنا.. (أم أننا كففنا حتى عن ذلك؟!).. بل يعني أن يكون الدين موجوداً في كل شيء.. في حصة العلوم والصحة والرياضيات والجغرافيا والتاريخ، ليس بمعنى الإعجاز العلمي على الإطلاق كما سطحنا كل شيء للأسف، بل بمعنى أن تكون آيات السير في الأرض، والتبحر في سنن الله جزءاً من كل معلومة تمر على الطالب، أو نظرية في تفسير هذه المعلومة.. وأن يكون الحث على العلم والتفكر والتبحر جزءاً من حصة الدين، ولكنها موزعة على كل الحصص.. أن يغرس ذلك غرساً، ولو عبر الآليات التي تسمى (غسيلاً) للدماغ.. أن يغرس معه أيضاً الشعور بالعار (نعم، العار!) من أن صرح أغلب المكتشفات العلمية حالياً لم يُبن من قِبل من نزل عليهم هذا الدين..

          من "سيرة خليفة قادم"

          تعليق


          • #6
            رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

            علاج المشاكل يتم دوماً باقتحامها، بوضعها تحت (النور)، وليس بالتغطية والتكتم عليها لهذا السبب أو ذاك، لكن فلننتبه إلى أن هذا الاقتحام محكوم بالدوافع الداخلية لاستئصال الخلل، وليس لعرضه بحياد بصفته (مشكلة موجودة في المجتمع).. كما يتم أحياناً عرض بعض الظواهر اللاأخلاقية في المجتمع، بحياد ودونما اصدار حكم أخلاقي عليها، وهو حياد يخفي تحيزاً واضحاً لشيوع هذه الظاهرة عبر الكشف عنها، وعدم استئصالها، وهو كشف يعرضها للهواء والشمس وبالتالي يجعلها تنمو وتزيد..

            الاقتحام القرآني للمشاكل اليومية هو من صميم واقعية الإسلام ورسالته التي نزلت لتكون مجتمعاً من بشر عاديين، لا مجتمع المدن الفاضلة..


            تعليق


            • #7
              رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

              التنفيذ الذي لابد منه من أجل نجاح أي مشروع، فكل مشروع مهما كان مصمموه مبدعين، ومهما كان واقعياً ومتقناً.. فإنه لن يتمكنمن مغادرة الأوراق والرفوف، إلا عبر المنفذين.. قد يكون المنفذ غير مدرك لكل تفاصيل المشروع، لكنه يحمل عبء المشروع على أكتافه، وينقله – بعرقه، بجهده، ربما بلا أي تصعيد لفظي – من حيز الخيال والنظرية، إلى واقع التطبيق العملي، وهو الجزء الأهم من أي مشروع.. لأنه يحوله من المشروع إلى الإنجاز.
              من "سيرة خليفة قادم"

              تعليق


              • #8
                رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

                عن قوة التقوى...


                تعليق


                • #9
                  رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

                  التقوى: أن تزيح كل ما يؤدي إلى ضعفك..
                  تقوى الله إذن –بهذا المعنى القرآني- هي أن تحول بينك وبين كل ما يضعفك، ما يمنعك من أداء هدفك.... من أن تكون كما أمرك الله أن تكون.. من أن تكون نفسك..إنها أن تأخذ كل احتياطاتك بشكل مسبق، وعن سابق إصرار
                  وترصد، لكي تحافظ على قوتك وطاقتك،
                  تخزنها لكي تؤدي حصراً ما خلقت من أجله..
                  إنها التقوى التي تمنحك القوة، التي يمكن لها أن تكون أساساً قوياً تستند عليه، مثل خير زاد..
                  أن تكون أساساً لبناء قوي شامخ مثل (لمسجد أسس على التقوى)....


                  من "سيرة خليفة قادم"

                  تعليق


                  • #10
                    رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم



                    القرآن يقول لك: إن كل مشاكلك الشخصية تجد جذورها في مشاكل اجتماعية عامة،
                    ولذلك فإن علاجاتها غالباً غير مجدية فعلياً على نحو فردي، بل يجب أن تكون "العلاجات" موجهة لجذر المشكلة الاجتماعي..
                    الضر والنفع لن يعودا مشكلة شخصية..
                    وهنا سيكون للقضية العامة أثر شخصي..

                    من "سيرة خليفة قادم"

                    تعليق


                    • #11
                      رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم



                      الحياة الإنسانية - في جوهرها - هي مثل أي مشروع آخر، بل هي المشروع الأول..
                      وهي مشروع يمكن للجميع أن يشارك فيه، بل يجب أن يشارك به الجميع، وإن كان بعض الناس يتهربون من ذلك..
                      الحياة الإنسانية - كما يريدها خالها أن تكون - هي مشروع يشارك فيه كل من يعبد هذا الخالق،
                      بل إن المشاركة في هذا المشروع هي جوهر عبادته لهذا الخالق، هي جوهر وجوده كله..
                      من "سيرة خليفة قادم"

                      تعليق


                      • #12
                        رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

                        من "سيرة خليفة قادم"

                        تعليق


                        • #13
                          رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم



                          عندما يكون مشروع عمرك فردياً يتعلق بتحقيق مكاسب شخصية، يمكن لك أن تختصر كل هذه المراحل في شخصك: أنت صاحب الفكرة، وأنت المخطط لها، وأنت المنفذ..
                          تقرر أن تكون طبيباً ناجحاً، فتكرس حياتك للدرس والتحصيل، وتطوي مرحلة تلو الأخرى من مراحل عمرك وأنت تسعى لتحقيق هذا الهدف.. إلى أن تصل إلى هذا الهدف.
                          هذا المشروع فردي، يكفي أن يقوم به "شخص واحد" يقوم هو بالأدوار كلِّها..لكن عندما يكون المشروع أكبر من ذلك، عندما يتعلق بما هو أكبر من وظيفة أو منصب أو مكانة اجتماعية.. لا أتحدث هنا عن "مشاريع" نهضة الأمة فحسب.. بل حتى عن مشاريع النجاح المادي، في مثل هذا المشروع كلما كبرت قليلاً، خضعت لقانون المراحل وتكاملها، وصار لا بد من تقسيم في الأدوار..
                          صاحب الاختراع ليس بالضرورة قادراً على تسويقه، أو على إدارة عملية تحويله إلى سلعة تصل إلى كل الناس.. بل سيحتاج إلى تمويل، وإلى مخطط ومعلن مروج، وإلى خبير تسويق مدرك لاحتياجات السوق.. وإلى منفذين في كل حلقة من حلقات الإنتاج يتفننون في الإتقان ، وإلى مدير "منفِّذ" يشرف على كل ذلك.. (بعض المخترعين، مثل أديسون كان قادراً على أن يكون المخترع والاستراتيجي والمدير في الوقت ذاته، لكن مخترعين آخرين كُثُر، بل هم الغالبية من المخترعين، لم يكونوا قادرين على ذلك.. وكان لا بد لاختراعاتهم من أن تجد مؤسسة تحتويها وتوصلها إلى هدفها، أو أن تضيع تماماً)..
                          كلما كبر المشروع خارج نطاق الفرد والشخص، وكلما كفَّ عن أن يكون الفرد هو محور هذا المشروع، صار لا بد من هذا التقسيم... لا بد من هذا التوزيع، لا بد من الذاريات، والحاملات، والجاريات..
                          من "سيرة خليفة قادم"

                          تعليق


                          • #14
                            رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

                            مثلما أنه كتب على نفسه الرحمة.
                            ومثلما أنه خلق السماوات والأرض.. وأنه خلقنا من نفس واحدة.. وأنه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار..
                            كلها عقائد لا جدال فيها..
                            كلها مما نؤمن به، وإيماننا به يجعلنا مسلمين..
                            كذلك أنه جعلنا (خلائف)..
                            هذه أيضاً عقيدة..
                            كل ما في الأمر (أنهم) لم يدرجوها في كتب العقائد التي درسونا إياها..
                            لكنها بقيت في القرآن..
                            وهذا هو المهم..

                            تعليق


                            • #15
                              رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

                              العقل أداة، أداة مهمة ومتطورة، وقد وضعها الله بوصفها الأداة الأهم بلا منازع من بين كل ما وضع من أدوات..
                              لكن هذه الأداة لا يمكن أن تستقل عن منظومة فوقية، صادرة من الذي صنع العقل..
                              لذا فكل ما يقال عن كون العقل كافياً، وكونه قد وضع من قبله عز وجل لهذا الغرض بالذات،
                              هو ادعاء يهدف غالباً (أو يؤدي على الأقل) إلى تمرير منظومة قيمية (وضعية) - من وضع البشر - تحت ستار الحديث عن العقل.


                              تعليق


                              • #16
                                رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم



                                فهمت عبارة ((إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)).. أن للاستطاعة حدوداً تتوقف بعدها إرادة العمل والرغبة في التغيير..
                                والحقيقة هي أن هناك حدوداً فعلية.. لكنها ليست للاستطاعة..
                                بل للإصلاح..
                                هناك حدود للإصلاح لا يمكن تجاوزها..
                                ولكنها لا تعني في الوقت نفسه حدوداً للقدرة البشرية..
                                كيف؟.. وما معنى ذلك؟
                                معناه أن الإصلاح لم يعد ممكناً في هذه الحالة..
                                لكن الإرادة البشرية لا تقف عند ذلك..
                                فعندما يكون الوضع غير ق...ابل للإصلاح، لأن النخر والفساد يكون قد وصل للجذور.. للقواعد.. والأسس..
                                فإن الإصلاح لا يكون حلاً.. لا يكون سوى ترميماً عابراً.. دهاناً لامعاً براقاً على واجهة بناء آيل للسقوط...
                                يكون العمل إذن على بناء جديد..
                                على أنقاض البناء القديم المتهالك..
                                أو في أرض جديدة..
                                العبرة: ((الإصلاح ما استطعت)).. تعني أني أستطيع بعدها شيئاً آخر..
                                إنها تهديد مبطن للحرس القديم.. القائم على المؤسسات –غير القابلة للإصلاح-
                                إن لم أستطع الإصلاح.. فسيكون هناك أمر آخر..

                                تعليق


                                • #17
                                  رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

                                  عن الباقيات الصالحات..


                                  تعليق


                                  • #18
                                    رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

                                    حياتك قاعة امتحان.. امتحان من نوع الكتاب المفتوح
                                    حياتنا هي امتحان كبير متواصل..
                                    ما في ذلك شك.
                                    كل خطوة - مهما تصورناها صغيرة- هي جزء من ذلك الامتحان المتواصل..
                                    كثيرون يدركون ذلك.. بأبعاد مختلفة.. حتى غير المتدينين يدركون أن كل خطوة في الحياة تحتوي على تحد يجب الاستجابة له سلباً أو إيجاباً..لكن جلهم يجهلون أن هذا الامتحان ينتمي إلى فئة "الكتاب المفتوح"..
                                    بعضهم لا يعرف عن أي كتاب أتحدث.. بعضهم يعرف لكنه يفضل أن يتركه على الرف كزينة تجمل المكان.. أو تميمة ضد الحوادث في السيارة.. أو أي شيء آخر.. لكنه لم يفكر فيه بوصفه كتاباً يستخدم في امتحان الكتاب المفتوح..

                                    تعليق


                                    • #19
                                      رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم


                                      تعليق


                                      • #20
                                        رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم


                                        تعليق


                                        • #21
                                          رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

                                          الغلو في الإطراء والتقديس يؤدي أيضاً إلى النتيجة نفسها..
                                          إلى تقويض دافعك الشخصي في الارتقاء والاقتداء..
                                          كيف؟



                                          لا يمكنك ببساطة أن تقتدي بشخص تؤمن في قرارة نفسك أنه شخص خارق.. لا يمكنك أن تكونه ما دامت قدراته تأتي من منطقة لا سبيل للوصول إليها.. من منطقة إلهية غيبية لا سبيل إلى الوصول إليها عبر جهد إنساني..
                                          هذا ما سيرشح في الأذهان من كل الإفراطات التي تعود البشر عليها في علاقتهم بالأنبياء والرسل.. هنا رسول هو نصف إله.. وهنا رسول آخر هو ابن لله.. هنا رسول خلق قبل آدم.. وهنا خلق من نور وليس من طين مثلنا جميعاً.. وهنا كتب اسمه على العرش حتى قبل أن يُخلق آدم.. وهنا كان يعلم الغيب وكل ما يمكن أن يخطر على قلب بشر.. هذه الخرافات المحشوة غلواً وتقديساً وإشراكاً لله ملأت أفهام متبعي كل الديانات السماوية (وغير السماوية من باب أولى)، ولم ينجُ منها حتى بعض المسلمين (إن لم نقل أغلبهم).. وهي ليست مجرد بِدَع مستندة إلى أحاديث ضعيفة أو موضوعة أو أفهام سقيمة.. بل هي في حقيقتها تمثل النقيض لكل ما جاء به هؤلاء الرسل والأنبياء.. كما أن الإيمان بهذه الخرافات سيجعل الشخص المؤمن عاجزاً عن الاقتداء بهؤلاء الرسل.. "الاقتداء" بالتعريف يستلزم أن يكون القدوة إنساناً يملك ما تملك من المؤهلات والقابليات ونقاط الضعف والقوة الإنسانية، لكنه تمكن من التغلب على مواطن الضعف واستثمار مواطن القوة للوصول إلى وضع أرقى..
                                          أما إذا كان القدوة شخصاً خُلق بمواصفات استثنائية لا يمكن أن تشبه مواصفات خلقك.. فهذا يخرجه فوراً من تعريف القدوة.. كما يخرجك فوراً من إمكانية الاقتداء به..
                                          وهذا هو باختصار شديد ما حدث وما يحدث مع الأنبياء والرسل..
                                          لقد قتل الغلو والإفراط في التقديس ليس فقط معاني التوحيد التي هي جوهر كل الرسالات السماوية.. بل قتل أيضاً "دور القدوة" في سير الرسل والأنبياء.. قتل إمكانية الاتباع.. مهما قال الوعاظ على المنابر عن ضرورة اتباعه عليه الصلاة والسلام.. فإنهم يقتلون ذلك إن زرعوا الغلو في تقديسه في يد أخرى.. الغلو الذي نهى عنه عليه الصلاة والسلام، والذي كانت كل حياته تجسيداً لما يناقضه...
                                          هذا هو الركن الرابع..
                                          عمود فقري لدوافعنا الشخصية في الارتقاء اقتداءً...
                                          أو الاقتداء ارتقاء..
                                          لا فرق...

                                          تعليق


                                          • #22
                                            رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم


                                            تعليق


                                            • #23
                                              رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

                                              لو!
                                              الإيمان بأن مشيئتك تصبح مرتبطة بمشيئته عز وجل هو في الحقيقة عامل قوة إضافية في حياتك..
                                              قوة دافعة للمزيد من العمل والجهد.. قوة إيجابية يمكن أن تطبع حياتك وحياة من حولك وحياة مجتمعك..
                                              لكن ذلك كله هو مجرد احتمال "كامن"..
                                              وقد دفن هذا للأسف تحت ركام المفاهيم السائدة التي عكست مفهوم المشيئة،
                                              وحولته إلى جبر، وسلب للإرادة.. وتحكم عن بعد..
                                              وحولتنا إلى مجرد "محلات" لأفعال خلقها الله فينا..
                                              لكن هذا كله يجب أن ينتهي..
                                              وإلا انتهينا نحن!..

                                              تعليق


                                              • #24
                                                رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم


                                                تعليق


                                                • #25
                                                  رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم


                                                  تعليق


                                                  • #26
                                                    رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم


                                                    تعليق


                                                    • #27
                                                      رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم


                                                      تعليق


                                                      • #28
                                                        رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

                                                        نوح لم يبنِ السفينة فقط، بل بنى "الإنسان-الخليفة"..

                                                        بل إن بناء الإنسان الخليفة كان جزءاً لا يتجزأ من بناء السفينة، كما أن بناء السفينة كان جزءاً لا يتجزأ من بناء الإنسان...
                                                        كان الأمران عنصرين أساسيين من معادلة الخروج والنهوض..
                                                        أولئك الذين كان الإيمان بطاقة صعودهم إلى تلك السفينة، لم يكن الإيمان بالنسبة لهم "وجهة نظر".. لم يكن رأياً اعتنقوه بين الآراء، بل كان وسيلة أعادوا من خلالها بناء أنفسهم.. لوحاً بعد آخر، ودسراً بعد أخرى..
                                                        وكانت المشاركة في بناء السفينة، في الفلك الذي يدور حول منظومة قيمية مختلفة تماماً، في مشروع لحياة من نوع مختلف جداً، جزءاً لا يتجزأ من عملية بناء الذات، لا بناء السفينة فحسب أو المجتمع القادم، لكن تلك الذات قيد البناء كانت جزءاً من بناء السفينة والمجتمع، كانت ذاتاً تُستخدم مواد أولية في البناء هي نفسها التي سيبنى عليها المجتمع الجديد والسفينة التي ستبحر له..

                                                        تعليق


                                                        • #29
                                                          رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

                                                          لكن وصول النتائج والآثار إلى المدى الأقصى ليس إيجابياً بالضرورة..
                                                          إذ إن الأمر هنا هو الاتجاه الذي يتحدد من خلاله الامتداد..
                                                          هل هو الاتجاه الصواب أم الاتجاه الخطأ..؟
                                                          الاكتشاف الذي يميز العصر قد لا يكون سلبياً بحد ذاته.. كما أنه قد لا يكون إيجابياً أيضاً..
                                                          التأثير والتطبيق لهذا الاكتشاف .. هو الذي يحدد السلبيات والإيجابيات،
                                                          وهو الذي يحدد كون هذه الظلال قد اتجهت الاتجاه الصحيح، أو ذهبت إلى الاتجاه الخطأ..

                                                          تعليق


                                                          • #30
                                                            رد: [متجدد ] قطوف من كتاب سيرة خليفة قادم

                                                            العمل الصالح ليس مثل الصلاة أو الصيام.. لكي يكون له شكل أو وقت..
                                                            العمل الصالح يتجدد شكله بالتعريف.. إن لم يتجدد، إن لم يأخذ دوماً أشكالاً متجددة تجاري تغيرات الواقع، فهذا سيكون "تجاهلاً " للسنن الإلهية..
                                                            أهم ما في الوصفة القرآنية للعمل الصالح هو أن نعي ذلك..


                                                            تعليق

                                                            جاري التحميل ..
                                                            X