إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الهدف يبدأ بفكرة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الهدف يبدأ بفكرة ..

    ما أجمل أن يتفكر ويتأمل الإنسان في دقائق الأمور التي تمر على الكثيرين مر الكرام في الحياة
    فمما صغر تخرج فكرة وتقدح شرارة البداية لتفكير في تغيير واستحداث للمستقبل

    ومتابعة مثل هذه المواضيع والتركيز على الايجابية والفاعلية تكون الدافع دوما للرقي بحياة الفرد وتغيير مسارها والالتفات الى أدوار يغفل أهميتها في حياته

    مشكلتنا في الفاعلية هو عدم وعي الفرد بأهمية وجوده أو قدراته وعدم تعمقه في الامكانيات التي يملكها للخير كما يملك غيره امكانيات الشر والافساد التي يعمل من اجلها بكل جد واجتهاد بينما صاحب الحق متكاسل برغبته محتج بحجج واهية للقعود والتثبيط

    يقول الله تعالى : ( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال )

    فاعلية الكافر والعاضي في كفره وعصيانه تجعله يوظف طاقاته وامكانياته لأفاعيل تزيل ما يظن الفرد أنه لا يساوي شيئا أمامها وهي الجبال فلماذا يتقاعس المؤمن عن القيام بمكر الخير ليثبت الجبال ويبنيها وهو قادر على ذلك ؟

    وعادة لو تفكر أحدنا في أمر عظيم يفعله فإنه يسابق فكره الى ضخامة هذا الأمر وعجزه عن القيام به لأنه ينظر لنتائج ولا ينظر لبداية الخطوات وبذلك يقتل الإبداع في نفسه ويثبطها

    ولكن لو بدأ يتسلسل في تفكيره وسار بمنهج الخطوة خطوة وتفكر في بذرة الشجرة ونظر لشجرة العملاقة التي خرجت من هذه البذرة فإنه سيعلم بأن الطريق لاتحتاج للنظر في النتيجة من بدايتها لأنه لن يرى نتيجة تبعد عنه آلاف الأميال ولكن يرى الخطوة الأولى في طريق الألف ميل

    يجلس الإنسان الذي فيه الخير مع نفسه يتفكر في نفسه وأمته ( الإنسان الهامشي عطل نعمة التفكير ) ويتدبر آيات الله تعالى والسنة النبوية فيجد أن أهم ما يجب ان يفكر به هو عمله الذي لاينقطع بعد رحيله فمن كان هدفه جنة الخلد فإن زادها كبير ولن تكفيه سنوات العمر لاستكمال الزاد ولذلك عليه أن يبحث عن فكرة تستمر بها حياته في مماته




    ليبدأ التدبر والتأمل في أحلام كبيرة مستحيلة ( في لحظة التفكير لاستخفافه بقدراته ) فهناك من يتقاعس ويقف عند الخطوة الأولى ويكتفي بتفكيره ويبتسم ويتمنى على الله الأماني
    وهناك من يستمر في التفكير بأن المستحيل ليس بمستحيل فيمكن أن يكون شبه مستحيل أو ممكن وهناك حل لتتبلور الفكرة في مخيلته ويتعلق بها ويرى انها ممكنة




    ويبدأ يتفكر في محيطه عندما تراوده الوساوس بأخطر شي يقتل العمل وهو الظن بأنه ماذا يفعل بمفرده وأنه ربما فكر آخرون بفكرته وفعلوها وأن هناك من قام بعملها بطريقة ضخمة لايمكنه فعلها
    فإن فكر مثلا في مؤسسة عالمية دولية لتنمية الأمة فقد يحبط ويبدأ لديه استباق النتائج في تفكره في الضعف والامكانيات والمال والجماعة ووو .. الخ
    ولكن صاحب الهمة تبقى فكرته في ذهنه ويفكر في تطبيقها ولا تنفطئ في ذهنه كما حدث للآخرين بل ويتوجب عليه أن يرى أن فكرته عظيمة ورائعة ولم يسبقه أحد إليها برغم أنه يوجد من طبقها



    وحينها بعد أن يتجاوز أخطر مرحلة تقتل الأفكار والابداع وذلك بان يوقن بأنه نعم لايوجد غيره من سيبدع في هذا العمل وأنه مسؤول عنه وهذه هي من صميم الايجابية والفاعلية في الحياة فنعم أنت المسؤول عن الفكرة وأنت المسؤول قبلها عن حياتك وتغييرها والبحث عن عملك الذي لن ينقطع وسيسعى لتحقيق ما يراه سابقا مستحيل ثم شبه مستحيل ثم ممكن




    فيتدبر حينها في ان لديه فكرة ولدى غيره طاقة منزوعة من سياق العمل الجماعي المثمر وهناك امكانيات وجهود مبعثرة وأن الشبكة تحتاج لمن يخيطها ويوثق تماسكها ويكونها
    ليبحث عن هذه الامكانيات في المحيط من حوله وسيجدها




    وحينها يبدأ خطوته الجدية عندما يخرج من إطار التفكير الشخصي واختزال الفكرة في مخيلته الى نطاق تحديث الآخرين بها وعرض الفكرة على من يظن أن لديه الامكانيات والميول والهمة للعمل
    فيتحدث عن فكرته والتي لن تكون متكملة تماما ولكن النقاش حولها وتبادل الآراء يبلورها ويزيدها وضوحا ويضيف عليها الأمل في النجاح عندما يشاركه الآخرون في الحلم الأكبر الذي يريد الوصول اليه






    ومن شخص لآخر تنتشر الفكرة ويحدث العصف الذهني الجماعي وتطرح أفكار وتصورات بعضها ساذج وبعضها ممكن وبعضها يمثل قمة الإبداع
    وتتجمع الأفكار ويتم غربلتها في إطار الفكرة الرئيسية



    واتضحت الفكرة بشكلها النهائي فوضعت الأهداف وتبينت الجماعة طبيعة المرحلة وخطة الطريق التي ستسير عليها وتجمعت الجهود حول الفكرة واصبح لكل فرد إيمان ويقين بأنه فرد في تنفيذ فكرة مشروع ضخم سينجح لأن معه من يفكر أيضا بأنه سيتعاون معه ويتكاتف بكل فاعلية
    وايجابية للوصول للهدف







    وحينها يبدأ تصنيف القدرات والمهارات لكل فرد واستطلاع الامكانيات والابداعات ليوضع كل في مكانه المناسب في خلية العمل التي ستحقق الهدف ليكون الفرد فعالا وايجابيا في قدراته التي ستتكامل مع الآخرين لتنجز العمل





    لتبدأ مرحلة المركزية والتبادلية في العمل فهناك خلية عمل لا تتوقف ولا تهمل ولا يحدث ركود في متابعتها واستلام وتسلم ما انجز وما يراد انجازه في إطار عمل جماعي مثمر وبناء يتصف بفاعلية الجميع في تحقيق الهدف المراد الوصول اليه




    وتكتمل أجزاء الخطة وينجز كل فرد أو مجموعة ما أوكل اليه من مهام ونشاطات ويبدأ الحلم في ظهوره الواقعي في بداياته





    وتبدأ مرحلة التجميع والبناء ووصل الأجزاء لاكتمال لوحة العمل الجماعي الذي لم يكن لينجز لولا التعاون والتكاتف وفاعلية الجميع






    ويتذوق كل فرد حلاوة عمله وانجازه عندما يرى أن عمله البسيط ضمن المجموعة كون الهدف الكبير الذي كان عندما يفكر به يصيبه احباط وتكاسل وتثبيط لتضخم فكرة الهدف في مخيلته والتي كان يجب ان لا تتضخم وإنما يضخم فكرة الفاعلية في حياته وأن الجزء الصغير هو اللبنة في البناء الكبير



    لايوجد شيء مستحيل وحتى تصل لهذه الصورة النهائية فتفكر أن البداية كانت فكرة في مخيلة فرد واحد لايملك تحقيق هدفها النهائي مباشرة وإنما هو انسان فاعل ايجابي في الحياة يبحث عن سبل تحقيق افكاره ويتعاون من الاخرين لانجاحها ولايقلل من قدراته وامكانياته التي ستتجمع مع قدرات وإمكانيات الآخرين


    البداية




    النهاية


    التعديل الأخير تم بواسطة أبوعمر الشهيد; 11/09/2011, 02:30 PM.

  • #2
    رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

    صحيح كلامك اخي بأنه لا يوجد شي مستحيل لكن الارادة الذاتية اهم شي لتكوين الهدف هذا من رأيي
    تقبل مروري

    تعليق


    • #3
      رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

      أذكر وأنّي خلال الفترة اللتي اعتقلت فيها قرأت العديد من الكتب عن هذا الموضوع الرائع

      ان سرّ نجاح الهدف يكمن في السير بالاتجاه الصحيح في تحقيق الهدف ، ويكون المشي بالاتجاه الصحيح من الإيمان بتحقيق الهدف

      وكما يُقال " ارم بقوسك نحو القمر،، لأنك حتى إذا لم تصبه،، سيقع سهمك بين النجوم "

      فالمهم ان تخطط لتحقيق هدف وتستأنف تخطيطك ببدء العمل من أجل الحصول على الهدف

      واعلم أن الفشل الحقيقي هو أن تكف عن محاولة وصولك للهدف

      تعليق


      • #4
        رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

        المشاركة الأصلية بواسطة شي غريب مشاهدة المشاركة
        صحيح كلامك اخي بأنه لا يوجد شي مستحيل لكن الارادة الذاتية اهم شي لتكوين الهدف هذا من رأيي
        تقبل مروري
        حياك الله أخي شي غريب
        نعم أخي من دون وجود إرادة التغيير تنبع من داخل الإنسان فلن يفكر أساسا في هدف فضلا عن أن يسعى لتحقيقه ولذلك التغيير لن يأتي لمن عجز عن امتلاك الإرادة أو استخف بقدراته التي وهبها الله له مع أنه محاسب على تعطيل قدراته وتغييب إرادته والتي تشكل له العمر الذي يحياه في الارض
        قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وماله من أين اكتسبه ؟ وفيما أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم )

        وما العمر الا سعي وجد واجتهاد لتعمير الأرض التي استخلف فيها ولايستخلف الا من وهب الإرادة والقدرة
        فمن عطلها فيوم القيامة سوف يحاسب على تعطيله لها
        ولو نلاحظ في الحديث الشريف أن حياة الإنسان قسمت لقسمين :


        - العمر بمرحلة الطفولة والشباب والرهم
        - مرحلة الشباب

        حتى لايكون حجة لأحد بأن الشباب قد فاته وهرم ولم يعد يجدي أن يبدأ من جديد ويستلهم الإرادة والدافعية لتغيير وعمارة الأرض فالانسان في جميع مراحل حياته قادر على العطاء والبذل ولكن سيحاسب بتركيز اكبر على مرحلة شبابه لأن فيها الدافعية والعنفوان والهمة أكثر من بقية مراحل العمر
        ومع ذلك حتى يعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الاحتجاج بالظروف لتقاعس عن العمل فإنه ذكر قبل الشباب العمر " باكمله " فمن قصر في الظروف المواتية للعمل أكثر من غيرها فإنه لن يقبل التقصير منه كذلك في مراحل يظن أنه قد فاته القطار فيها ولم يعد لديه الامكانيات التي كان يملكها وقت شبابه


        تعليق


        • #5
          رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

          المشاركة الأصلية بواسطة صوت من القدس مشاهدة المشاركة
          أذكر وأنّي خلال الفترة اللتي اعتقلت فيها قرأت العديد من الكتب عن هذا الموضوع الرائع

          ان سرّ نجاح الهدف يكمن في السير بالاتجاه الصحيح في تحقيق الهدف ، ويكون المشي بالاتجاه الصحيح من الإيمان بتحقيق الهدف

          وكما يُقال " ارم بقوسك نحو القمر،، لأنك حتى إذا لم تصبه،، سيقع سهمك بين النجوم "

          فالمهم ان تخطط لتحقيق هدف وتستأنف تخطيطك ببدء العمل من أجل الحصول على الهدف

          واعلم أن الفشل الحقيقي هو أن تكف عن محاولة وصولك للهدف
          حياك الله اخي صوت القدس
          وجعل أسرك في سبيله في ميزان حسناتك وشفيعا لك يوم القيامة
          للفشل جوانب وأوجه عديدة منها أن ينظر بزاوية واحدة للفشل ولا يصنع من الفشل النجاح
          فما فشلت فيه تتعلم منه أن تسلك طريقا آخر تجد فيه النجاح
          ويذكر أن أديسون قام بألف تجربة فاشلة قبل أن ينجح في صناعة المصباح الكهربائي ليقول بأنه تعلم أن هناك ألف طريقة لايمكن صناعة المصباح الكهربائي من خلالها ولم يقل أن هناك الف طريقة فاشلة لصناعة المصباح الكهربائي

          تعليق


          • #6
            رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

            المشاركة الأصلية بواسطة أبوعمر الشهيد مشاهدة المشاركة
            حياك الله اخي صوت القدس
            وجعل أسرك في سبيله في ميزان حسناتك وشفيعا لك يوم القيامة
            للفشل جوانب وأوجه عديدة منها أن ينظر بزاوية واحدة للفشل ولا يصنع من الفشل النجاح
            فما فشلت فيه تتعلم منه أن تسلك طريقا آخر تجد فيه النجاح
            ويذكر أن أديسون قام بألف تجربة فاشلة قبل أن ينجح في صناعة المصباح الكهربائي ليقول بأنه تعلم أن هناك ألف طريقة لايمكن صناعة المصباح الكهربائي من خلالها ولم يقل أن هناك الف طريقة فاشلة لصناعة المصباح الكهربائي



            تعليق


            • #7
              رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

              كل هدف يجب ان يبدأ بتخطيط جيد وارادة وعزيمة قوية واصرار داخلي على تحقيقه مهما طال الطريق او كثرت المعيقات

              والعمل مع جماعة افضل واسلم ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم...) لان في الجماعة يصبر كل فرد الاخر وتعلو الهمم


              بآآرك الله فيكم اخي الحبيب ابو عمر..

              تعليق


              • #8
                رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

                جزاك الله خيرا أخي ابوحذيفة على مرورك العطر
                يد الله مع الجماعة دوما

                تعليق


                • #9
                  رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

                  في المحاولة لا يوجد فشل..بل شرف التجربة يكفي..!
                  ومن جعل هدفه نصب عينه وسعى له لن يحس بالكدر والتعب مهما كانت الظروف..فالنهاية جميلة أكيد..!
                  والاستعانة بالله في كل شيء سبب النجاح و بلوغ المراد..

                  جزاكم الله خيراً وكتب لكم الأجر

                  تعليق


                  • #10
                    رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

                    حياك الله اخت ديما وبارك بك

                    المهم استمرار المحاولة وعدم تسلسل اليأس للنفس

                    تعليق


                    • #11
                      رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

                      كل مرحلة من المراحل التي تفضلت بها اخي الحبيب لها تأصيل شرعي ونصوص داعمة من الكتاب واسنة
                      فكم من الايات تدعوا للتدبر والتفكر
                      وكم من النصوص تدعوا للمشاركة والتعاون
                      وكم من النصوص تدفع اليأس والتأييس والقنوط
                      ومن سيرة حبيبنا صلى الله عليه وسلم الاختلاء في الغار
                      ونصوص كثيرة داعية للصبر والمصابرة
                      وعند ظهور النتائج تدعوا النصوص لعدم الاسراف في الفرح أوالحزن
                      ومن هذا كثير وتفصيل وعناية
                      بارك الله فيك اخي الحبيب ابي عمر

                      تعليق


                      • #12
                        رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

                        المشكلة يا أخي أننا حرَّمنا على أنفسنا (العمل بالأسباب) بفتوى لا أعلم
                        من أفتانا بها(أظن أن إبليس بريء منها)...ولكن شخصياتنا الانهزامية
                        هي التي هيأتنا لأن ننتظر العلو دونما أن نقوم بالأسباب لذلك!
                        إن الضعف والفتور في الهمم والتخوف من الفشل ونظرة المجتمع لنا في حال الفشل..،
                        والنظرة السائدة أننا (جاهلون مهما فعلنا) لأننا لسنا أبناءً للغرب!
                        عوامل وهمية سورنا بها أنفسنا .....
                        وحتى ننفض عن أنفسنا هذا الوهن لسنا بحاجة لشيء كحاجتنا (للإخلاص)..
                        نحن مسلمون وقد وهبنا الله (ميزة في علمٍ ما) أين إخلاصنا في نشر هذا العلم
                        والإخلاص في إيصاله لإخواننا المسلمين والعالم أجمع،
                        أين إخلاصنا في الرقي بهذا العلم ،نحو مستوى أرفع لتشريف الأمة التي ننتمي لها؟!
                        تكاسلنا وهمي ولا صحة له،ولكننا مصرون على ملازمته..!
                        بوركتم أخانا على موضوعكم الرائع..

                        تعليق


                        • #13
                          رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

                          بارك الله فيكم على هذا البحث الجيد.
                          التاريخ زاخر بكثير من القادة والمشاهير الذين ترآت لهم أفكار بعيدة عن واقعهم المحيط بهم، ولكن جاهدوا وصبروا لتحقيقها، وسلكوا الطريق الموصل للنجاح، ولعلّى ما ذكرت في موضوعك يا أخي الكريم من خطوات من حيث التفكير ثم الأخذ بالفكرة والصبر عليها ثم البحث عن الإمكانيات لتنمية تلك الفكرة، ثم مشاركتها مع الجماعة لينتج عن ذلك ما أسميتَهُ في موضوعك "العصف الذهني الجماعي" الذين يُخرج الأفكار والأساليب لتوطئة الفكرة، ثم محاولة تجميع الأفكار، ليلحقها المركزية والإنتشار لتُصبح الفكرة حينها من مجرد فكرة شخص إلى مشروع جماعة، لعلّى تلك الخطوات هي الخطوات الأساسية لأولئك القادة والمشاهير، والتاريخ كما قلنا زاخرٌ بهم، واستمد من التاريخ أحد أولئك القادة والأئمة الذين فكروا وبدأوا العمل لوحدهم بمجردة فكرة ألحقوها بالجدِّ فيها والصبر عليها حتى كتب الله لهم الإنتشار والتوسع، وهو الإمام ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى-.

                          فالألباني هو إمام الحديث في هذا العصر -كما يعلم الجميع- بما منّ الله عليه وجمع له من العِلم الواسع في هذا التخصص حتى أصبح قوله في الحكم على الحديث حُجّة يُحتج به.
                          ومن قرأ سيرة الإمام سيجد أن الألباني قد جاءته فكرة تخريج الحديث وغربلتها والتحقق منها من مجرد مجلة كان يُطالعها الإمام، و كان يكتب فيها العلاّمة محمد رشيد رضا -أنار الله قبره- حول أحاديث "إحياء علوم الدين" وتخريج الحافظ العراقي لها، فأُعجب الشيخ بالتخريج، ومن هنا بدأت الرحلة للشيخ. وانتقل الشيخ إلى الصبر على الفكرة حيث وجد معارضة شديدة له من أقرب الناس إليه -أبيه-، ولكن الشيخ صبر وبحث عن الإمكانيات المتاحة لديه، ففتح له محلاً صغيرًا لتصليح الساعات ليوفر لقمة عيشه وعائلته وليوفر استحقاقات الفكرة، من حيث إستئجار الكتب لقراءتها ودخول المكتبات للدراسة فيها، حتى توطئت الفكرة لديه وعرف ماذا يُريد. عندها نقل الفكرة إلى من الفرد إلى الجماعة فأصبح يجتمع هو وبعض إخوانه المهتمين بعلم الحديث، فجمعوا الأفكار ونقحوها وجمعوا أمرهم، فأذاعوا ما يقومون به، وكان علم الحديث آنذاك يكاد يندثر لعدم الإهتمام به، فوجدوا معارضة شديدة حتى أن الشيخ قد أُعتقل عدة مرات وطرد من بلاده وأُذي في حاله، ولكن هذا لم يجعله يتراجع عن فكرته، بل كلما أُغلقت أمامه إمكانية كان يبحث له في واقعه عن إمكانية أخرى ليستمر بها، فعندما اعتقل الشيخ وأودع سجن القلعة بسوريا تحول الشيخ من "إمكانية البحث" التي أُغلقت في وجهه إلى "إمكانية التأصيل" لفكرته والدعوة إليها في السجن حتى أصبح السجن عامرًا بتلك الفكرة فأستفاد من السجن الفراغ والشعبية، واستمر كذلك حتى خرج من السجن وعمل حينها على نشر الفكرة حتى أصبح الشيخ لاحقًا ذا مركزية في فكرته التي تحولت إلى مشروع عظيم وكبير ومنتشر بين أرجاء العالم الإسلامي، واصبح له مجالس يتحدث فيها ويوصل تلك الفكرة إلى غيره من الناس حتى أصبحت فكرته ذات أهمية كبيرة أعطت الأمة الشيء الكثير، وأصبح الألباني سيدًا في الحديث.

                          والألباني مجرد عينة لكثير من القادة والأئمة الذين بدأت رحلتهم بفكرة وأنتهت بمشروع عملاق، كالإمام الشافعي -رحمه الله- حيث بدأ بفكرة الفقه وأنتهى بأن أصبح فقيه الإسلام وأول من قعدّ للفقه قواعده وأصوله، ومازلنا نعيش تحت ظِلالها الوافرة.
                          وكلنا تجيء إليه وتروح الكثير الكثير من الأفكار يكاد لا يصتطاد شيئًا منها بل يكون حاله كما وصفتَهُ: "ويكتفي بتفكيره ويبتسم ويتمنى على الله الأماني"!، ونحن في هذه الأيام في العالم العربي نعيش التغيير والتحول من فترة إلى فترة، وكل فترة لها ما يناسبها من الأفكار، فلذلك نحن بحاجة إلى التفكير وصقل الأفكار بما أننا على رأس فترة جديدة قادمة، لنساعد في إكمال التحول.
                          بارك الله فيك وجزاك كل خير على هذه المشاركة الطيبة، جعلها الله في موازين الحسنات.

                          تعليق


                          • #14
                            رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

                            المشاركة الأصلية بواسطة مؤمن مشاهدة المشاركة
                            كل مرحلة من المراحل التي تفضلت بها اخي الحبيب لها تأصيل شرعي ونصوص داعمة من الكتاب واسنة
                            فكم من الايات تدعوا للتدبر والتفكر
                            وكم من النصوص تدعوا للمشاركة والتعاون
                            وكم من النصوص تدفع اليأس والتأييس والقنوط
                            ومن سيرة حبيبنا صلى الله عليه وسلم الاختلاء في الغار
                            ونصوص كثيرة داعية للصبر والمصابرة
                            وعند ظهور النتائج تدعوا النصوص لعدم الاسراف في الفرح أوالحزن
                            ومن هذا كثير وتفصيل وعناية
                            بارك الله فيك اخي الحبيب ابي عمر
                            حياك الله اخي مؤمن واسعدني تعليقك الكريم
                            للأسف ( الا من رحم ربي ) اننا لا نتدبر في ديننا العظيم كما يجب
                            فكل آية أو حديث نراه من زاوية واحدة ونمر عليه مرور الكرام بينما لو تدبرنا وتفكرنا وسعينا لتعلم لوجدنا زوايا عديدة غائبة عن حياتنا تتناولها آية أو حديث تساهم في شحن همة الإنسان ودفعه نحو العمل والايجابية والفاعلية في الحياة
                            وتستحضرني في هذا المقام قصة الامام الشافعي مع الإمام مالك رضي الله عنهما
                            فذات ليلة نزل الإمام الشافعي ضيفا لدى الإمام مالك وبقي الإمام مالك يصلي قائما طوال الليل بينما كان الإمام الشافعي جالسا لايفعل شيئا فاستغربت بنت الإمام مالك لماذا لا يصلي قيام الله

                            فحدثت اباها في الصباح عما لاحظته فسأل الإمام مالك الإمام الشافعي عن عدم قيامه الليل فذكر أفمام الشافعي انه انشغل بتفكر في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يا أباعمير ماذا فعل النقير )
                            ابوعمير طفل صغير كان لديه طائر ومات الطائر فحزن عليه
                            فاستخرج الإمام الشافعي من هذا الحديث أكثر من 99 فائدة منها جواز حبس الطائر لزينة ومنها مناداة الطفل بكنية وغيرها
                            فقال له الإمام مالك ما كنت فيه ( يعني الشافعي ) خير مما كنت انا فيه ( قيام الليل )
                            فالتدبر والتفكر هو أساس كل خير وهو مدعاة العمل والاجتهاد

                            تعليق


                            • #15
                              رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

                              المشاركة الأصلية بواسطة رؤى جهادية مشاهدة المشاركة
                              المشكلة يا أخي أننا حرَّمنا على أنفسنا (العمل بالأسباب) بفتوى لا أعلم
                              من أفتانا بها(أظن أن إبليس بريء منها)...ولكن شخصياتنا الانهزامية
                              هي التي هيأتنا لأن ننتظر العلو دونما أن نقوم بالأسباب لذلك!
                              إن الضعف والفتور في الهمم والتخوف من الفشل ونظرة المجتمع لنا في حال الفشل..،
                              والنظرة السائدة أننا (جاهلون مهما فعلنا) لأننا لسنا أبناءً للغرب!
                              عوامل وهمية سورنا بها أنفسنا .....
                              وحتى ننفض عن أنفسنا هذا الوهن لسنا بحاجة لشيء كحاجتنا (للإخلاص)..
                              نحن مسلمون وقد وهبنا الله (ميزة في علمٍ ما) أين إخلاصنا في نشر هذا العلم
                              والإخلاص في إيصاله لإخواننا المسلمين والعالم أجمع،
                              أين إخلاصنا في الرقي بهذا العلم ،نحو مستوى أرفع لتشريف الأمة التي ننتمي لها؟!
                              تكاسلنا وهمي ولا صحة له،ولكننا مصرون على ملازمته..!
                              بوركتم أخانا على موضوعكم الرائع..
                              حياك الله أخت رؤى
                              من أفتى بهذه الفتوى هو العاجز الذي يريد تبرير عجزه بفكرة قدسية تجعله مرتاح الضمير فيفتي لنفسه بفهم أعوج لمعاني القدر والتوكل وغيرها فيضل نفسه ويضل غيره عدا عن احتقاره لنفسه واستصغاره لإمكانية الوصول لنتائج الأفكار الكبيرة وهذا كله يزيد منسوب اليأس في وعاء حياته حتى يصبح لاشيء في الحياة والمصيبة أن يدعو غيره لأن يكون هذا اللاشيء أيضا

                              وهناك سبب آخر لوجود هذه النوعية توضحها العبارة التي في توقيعك ( إن الإحساس بالمشكلة هو الذي يدفع إلى التفكير ) فأساسا من لايهتم بأمر أمته لايفكر بمشاكلها بل لايفكر بمشاكل نفسه فيبقى متواكلا متلقيا تسيره الأحداث لا يسرها هو فقد انتزعت فكرة الايجابية من حياته فيسير فيها مثل الإمعة فيحسن ان احسن الناس ويسارع للإساءة ان كان محيطه ممن يدمن الإساءة
                              ولايتدبر في قوله تعالى ( كل نفس بما كسبت رهينة ) فهو في النهاية محاسب عن نفسه وعن تقصيره ولن يشفع له يوم القيامة احتجاجه بمحيطة المقصر

                              تعليق


                              • #16
                                رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

                                اخي العزيز الصقر الحضرمي

                                رحم الله شيخنا الالباني وجزاه خيرا عن هذه الأمة فقد كان على ثغر من ثغور الإسلام
                                ودائما يحتاج الإنسان لتتبع سير الصالحين والعظماء وقراءة تجاربهم في الحياة وبداياتهم حتى لو كانوا من غير المسلمين فالحكمة ضالة المؤمن
                                هؤلاء كانت بدايتهم المعارضة من محيطهم فكانت العوائق امامهم تغري بالقعود والاستمرار في الحياة مثلهم مثل غيرهم ولكن ما يميزهم هو الهمة وما يميز المسلم عن غيره اضافة الدين الأمر بالعمل والمثابرة الى جانب الهمة
                                فعجبا لمن امتلك هذا الدين أن يقعد ويتقاعس ولديه في تاريخ امته وواقعه امثلة لاتعد ولا تحصى من رواد التغيير

                                تعليق


                                • #17
                                  رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

                                  المشاركة الأصلية بواسطة أبوعمر الشهيد مشاهدة المشاركة
                                  بدأ يتفكر في محيطه عندما تراوده الوساوس بأخطر شي يقتل العمل وهو الظن بأنه ماذا يفعل بمفرده وأنه ربما فكر آخرون بفكرته وفعلوها وأن هناك من قام بعملها بطريقة ضخمة لايمكنه فعلها ا
                                  بارك الله فيك اخي ابو عمر موضوع اكثر من رائع ومهم جدا
                                  يقول عليه الصلاة والسلام (كل ميسر لما خلق له)

                                  قرات في كتاب نشره الدكتور محمد حبيب بعنوان (رسالتي الى احبتي في الفكر والحركة والسياسة) عن تجربته الشخصية في امريكا "الحمدلله وجدت الحكاية على النت لطولها نسبيا والكتاب كاملاعندي وسانقلها كما هي لما فيها من دروس للنفس البشرية التي تكون هائمة على نفسها غير مدركة لوقت ولا لعمر يمضي ممتنعا عن اكتشاف ذاته ونقاط تميزه



                                  في أواخر السبعينيات من القرن الماضي حصلت علي منحة دراسية من مصر للسفر للولايات المتحدة الأمريكية لمدة عام وذلك لتعلم بعض التقنيات الحديثة الضرورية واللازمة لإجراء بحوث ودراسات متقدمة في مجال الصخور النارية. وبعد مراسلات مع الكثير من الجامعات الأمريكية إستقر الرأي علي جامعة ميسوري والتي تقع بمدينة صغيرة إسمها "رولا" تبعد 170 كيلومترا عن المدينة الكبيرة "سانت لويس" بولاية ميسوري. ولم أنم ليلة السفر.. كنت كالمسافر إلي المجهول.. لا خبرة ولا تجربة ولا أحد ينتظرى.. لم أكن بفردي، ولكن كان يصاحبني في سفرى زوجى وأربع بنيات صغيرات، وكان هذا مصدر قلقى. وعبر رحلة طويلة ومرهقة وشاقة لم أنم فيها ليلتين كاملتين وصلنا هناك. وبدأنا رحلة البحث عن سكن، ولم نجد سوى بيت فى قرية تبعد 25 كيلومترا عن مدينة "رولا"، مما يعنى مشقة يومية، خاصة فى ظل أجواء طقس صعبة وقاسية، فضلا عن أن القرية لم تكن كقرانا التى نعرفها ولكن كانت أشبه بالبرارى من حيث السكون والوحشة وعدم الأمان.

                                  و مع اقتراب نهاية الشهر الأول من المنحة ارتأى أساتذة القسم بهذه الجامعة أن أقوم طيلة فترة إقامتى بإجراء دراسات حقلية ومعملية على منطقة بها مجموعة من الصخور البركانية تقع على بعد 200 كيلومترا من سكنى، وهو ما يكلفنى مالاً وغياباً عن اهلى وبنياتى، ربما لأيام كل أسبوع، خاصة فى الفترة الأولى. ولم يكن واضحاً لى يومئذ أن المستفيد الحقيقى والأكبر من هذا هو الطرف الأمريكى، ولست أنا - رغم أن المنحة على حساب مصر - وأن ما سأخرج به من خبرة وتجربة لا يتناسب مع ما جئت من أجله. وساق الله تعالى إلى واحداً من هؤلاء الأساتذة (من أصل مجرى) ممن يعرفون طبيعة القوم فى هذا المكان، وقد ساءه ما يجرى ورأى فيه إجحافاً، فأراد أن يتدارك الأمر . جاءنى الرجل، ولم يكن جرى حديث بيننا من قبل .. جلسنا وتعارفنا، وإذا به يسألنى فجأة : محمد.. لماذا أتيت إلى هنا واخترت هذا المكان بالذات ؟ قلت جئت لأتعلم بعض التقنيات الحديثة فى التحليل الكيميائى للصخور كما كان الإتفاق معهم قبل مجيئى من مصر. قال : خدعوك يا صاحبى.. لقد أخطأت الطريق. قلت : وماذا على أن أفعل اللآن؟ قال : إن كنت تريد تحقيق إنجاز فى هذا المجال فليس هنا مكانه، ولا أساتذته رجاله…ثم أردف بحسم : أرى أن تجمع حاجياتك وتأخذ زوجك وبناتك وتذهب إلى مدينة دنفر بولاية كلورادو، وهناك سوف تجد بغيتك… وأسقط فى يدى، وحينما رأى الرجل دهشتى وحيرتى، قال : محمد… لابد أن تسأل نفسك، أولاً : لماذا أتيت إلى أمريكا بالذات ولم تذهب إلى أى بلد أوروبي قريب من مصر؟ ان من غير المعقول ان تقطع هذه المسافة الطويلة ومعك هذه الاسرة الكبيرة لتقوم بعمل دراسات تستطيع ان تجريها في اي مكان اخر غير امريكا. ثم قال : لابد أن تتعلم شيئا ليس موجودا سوى في أمريكا، أو علي الأقل تتميز به أمريكا علي غيرها. ثانيا : هل لديك قدرات وامكانات للقيام بهذا العمل تحديدا ام لا ؟ فقد يرغب الانسان أن يقوم بعمل لا يتناسب مع امكاناته ولا تؤهله له قدراته فيضيع الوقت والجهد والمال في غير طائل. ثالثا : هل ستتمكن حين عودتك إلي بلدك من ممارسة هذا العمل ؟ أو هل يمكنك استثمار ما تعلمته هنا والاستفادة به في بلدك ام لا ؟ يا محمد…إن كان صعبا عليك الرحيل في هذا التوقيت، إبحث عن شىء هنا ذي قيمة وتستطيع ان تنجزه في المدة الباقية. قلت : هذا يتطلب ان تحيطني علماً بالمجالات المختلفة الموجودة هنا. وانطلق الرجل يستعرض بعضا من هذه المجالات، واستفاض في شرح واهمية كل منها. ولما استشعر مني ميلاً الي أحدها ..قال : لا تستعجل.. اعط نفسك فرصة تفكر فيها.. اذهب الي بيتك الآن وعد بعد أسبوع وقد استقر رأيك علي ما ترغب في عمله..وقد كان..

                                  تعليق


                                  • #18
                                    رد : الهدف يبدأ بفكرة ..

                                    الله يجزيك الخير اخت فلسطينية عابرة

                                    قال تعالى : { لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب }
                                    والقصص ليست مجرد تسالي وترويح عن النفس وإنما هي وسائل تعلم من خلال ما مر من تجارب بالبشر وهذا ما يعلمنا اياه القرآن الكريم بان نأخذ العبرة من سيرة الآخرين وما تفضلت به من نقل لتدارك الدكتور حبيب وتعلمه من من الدكتور المجري وبحثه عن الحكمة من أي مصدر وتعلمه درس بأنه لابد من أن ينظم الإنسان خارطة هدفه وتكون واضحة لديه
                                    كل هذه الأمور هي عبرة وتجربة لابد لمن يسعى نحو التغيير أن يبحث عنها من خلال حياة الآخرين ولن يجدها الا أن جد واجتهد في القراءة والثقف والاستماع للمحاضرات والدروس ومخالطة نوعية من الناس تبتعد عن الفوضى والهزل في الحياة

                                    تعليق

                                    جاري التحميل ..
                                    X