مرايا سياسية
بقلم :صهيب الحسن
سلسلة مقالات(دورية) سياسية تسلط الضوء على ابرز الأحداث الجارية على الساحة الفلسطينية مقارنة بسلوك فريقين ،احدهما يتحكم بمسار القضية الفلسطينية من طريق المفاوضات ودرب السلام والاستجداء العالمي ،والآخر يتمترس خلف حصونه المقاومة والمنيعة يستبسل في الصمود والتحدي والثبات .
(1) لماذا لا يلتقي عباس بهنية ؟
لا زال محمود عباس يتعنت في إنهاء ملف المصالحة ،ويقدم تنازلات مؤلمة في سياق مختلف تماماً،كريم إلى حد استثنائي أخمد مآثر العرب المشهورة في الكرم الحاتمي،بالسكوت عن سرقة الأراضي التي طالت 60 بالمائة من إجمالي مساحة الضفة المحتلة وتقديمها للصهاينة على طبق من ذهب وبلا ألم،فأبدعت سلطة رام الله في ذبح القليل المتبقي من الضفة ذبحاً بطيئاً،وحق لعباس أن يفخر بهذا الكرم الاستثنائي فلم يسبق في التاريخ أن أحداً قدم وطنه لعدوه بمنتهى الراحة والسعادة !
والتنازلات للعدو سخية إلى حد التفريط بالوطن كله،والتنازل عن حق العودة،الافراج عن الأسرى، وتتم بمنتهى السعادة والاسترخاء وراحة الضمير،فيما يستمر بتقديم الحجج واختلاق المسوغات لعدم الاجتماع بقيادة حماس ،بمبررات واهية أبرزها ،انه لا وجود لحوار بلا نهاية ،وأن أي حوار ينبغي أن يسقف بزمن واضح،وأن التوقيع على ورقة المصالحة بدون شروط مسبقة،والنظر للملاحظات عليها يتم لاحقاً،وإلا فمن حق عباس أن يتفرد بالوطن كما يشاء ،ويقدم التنازلات كما يحلو له،والمفارقة في الأمر الذي يثير تساؤلاً في ضمير كل فلسطيني حر : هل نفذ صبر عباس من الحوار مع حماس بينما لم يسأم ولم يمل من الحوارات واللقاءات والقبلات بالمفاوضات المباشرة والغير مباشرة بدءاً بالسرية ومن ثم مؤتمر مدريد وأوسلو مروراً بمئات المنتجعات وصولاً إلى آخر العناقات بين رئيس وزرائه سلام فياض ووزير الحرب أيهود باراك ؟
هل يتمتع فياض باللقاء مع أيهود باراك إلى درجة انكشاف هذه الراحة والمتعة أمام الكاميرات بشكل علني ومفضوح حينما تعبر عنها الابتسامات الواسعة ،والأحضان الدافئة ،والقبلات المتلهفة ؟!،حتى لو جاءت هذه اللقاءات بعد جرائم ارتكبت أثناء حرب غزة ومذبحة أسطول الحرية وقرارات الأبعاد والهدم والتهويد ؟!وهل التبس الأمر حقاً على عباس وفياض لاكتشاف العدو الحقيقي الأصلي المحتل والمعتدي على شعبنا بالحصار والقتل والسجن، عن مجموعة كبيرة من هذا الشعب منتخبة بغالبيته الساحقة في المجلس التشريعي تختلف معه سياسياً؟ فهل بات الخلاف مع حماس أصيلاً متأصلاً، عميقاً متعمقاً إلى حد العداوة معها وعدم استساغة مجرد الجلوس مع رموزها، والخلاف مع العدو سطحياً إلى حد نسيانه استعذاب الاجتماع بهم إلى ما لا نهاية، وبلا أي شروط تذكر ؟! بمفاوضات وقنوات سرية تارة وأخرى ظاهرة بقناعات ومبررات ومسوغات واهية تستند على تخفيف الحصار ووقف الاستيطان !!
هل هذا يعني أن ما بين " عباس وفياض" من جانب والكيان الصهيوني من جانب آخر، أهون بكثير مما بينهم وبين أبناء شعبهم؟! إلى درجة الشوق إلى لقاء الصهاينة، واستجداء العالم كله لترتيب لقاءات لهم مع العدو، والتصرف كالعاشق المتيم الذي حرم من محبوبته، أو المدمن المقطوع من المخدر، حين يتم لقاء الصهاينة، بينما يستصعب عباس وفياض الالتقاء ببعض الرموز من أبناء شعبه الذين يقبعون في سجن كبير يعاني من الفقر والجوع وانقطاع المياه وحتى الكهرباء؟!
لماذا لا يزال عباس يخشى انجاز ملف المصالحة بامتناع راجع (لفيتو أميركي إسرائيلي) بعد لقاءه مؤخراً بأوباما في البيت الأبيض .؟فلطالما انتكست جهود المصالحة ،ورجعت لنقطة الصفر بعد تدخلات مباشرة أو تصريحات علنية من الإدارة الأميركية ورموز الكيان الصهيوني .
من الواضح تماماً، أن عملاء أمريكا، وأصدقاء الشاباك الصهيوني، قد نجحوا نجاحاً كبيراً في القضاء تماماً على نضال حركة فتح، وتوحيدها خلفهم، ويمكن بنظرة بسيطة للوراء مراجعة الكثير من الأصوات الإعلامية الفتحاوية التي كانت تغفو وتفيق على هجاء فياض، كيف صارت اليوم تسبح بحمده بكرة وعشياً!
البعض من جمهور فتح، لم يعد مهماً بالنسبة له، سوى نصرة فتح،يتجلى ذلك في الممارسات الرعناء والتجمعات الهوجاء التي يتخذها أبناء فتح سواء في الضفة أو بعض آثارها هنا في قطاع غزة ، هذا الجمهور لم يعد يفكر بعواقب تحويل حركة فتح إلى حركة خيانية.
العملاء المسيطرون اليوم على القرار الفتحاوي، لا يعنيهم المصير الوطني لحركة فتح إطلاقاً، وكل ما يهمهم إتقان ممارسة الانتهازية السياسية، والتلون الحربائي لتحقيق مصالحهم المرتبطة بالعدو،وما زيارة نبيل شعث سوى إحدى مظاهر ذلك التلون،و الواعي إلى طبيعة الصراع، والذاكر للتاريخ شديد القرب، ليطمئن كامل الاطمئنان على القضية الفلسطينية ومستقبلها، وفشل المشاريع الخيانية، وجعل رموزها عبرة للمعتبرين!
والمتاجرون بالقضية والمنافقون في عالمنا العربي يحاولون السطو عليها وإفراغها من مضمونها، والتقليل من قيمتها، وتثبيط همة الأبناء البررة في ميدان المقاومة، عبر ادّعاء الحكمة بمناشدة (أميركا) زعيمة الحرب الصليبية(العاشرة) للضغط على إسرائيل من أجل وقف بناء المستوطنات، مجرد الضغط !!
والحقّ أنه لم يعد مقبولاً من هؤلاء هذه الممارسة الشائنة التي تسلب مقاومة الفلسطينيين ضد أولاد الأفاعي الغاصبين،والذين قاموا بواجبهم عبر الأثير وفوق شاشات التلفزة والصحافة،حيث يواجهون بصدورهم المفتوحة رصاص العدو الغادر ،ويتصدون بشجاعة لصلافة أوغاد العالم وشذاذه.
وعندما يأتي بعض المتاجرين بالقضية من أمثال محمود عباس وسلام فياض للحديث عن المفاوضات، بعدما تخلو عن الاسطوانة القديمة باحتواء (المقاومة) واستبدال(الجهاد) ب(الكفاح والنضال على طريقة الكنافة وهز الكتف بحنيّة) ، فإننا نقول لهم:عيب..كفوا عن هذا الهذر ،والزموا الصمت الذي هو ورقة التوت التي تغطي عورتكم المكشوفة أمام العالم ،فقد مضت سنوات طوال لم نسمع فيها إلا كلاماً وهتافاً ،وشجباً واستنكاراً،وألعاباً صبيانية،وخدمة الأنظمة التي باعت فلسطين منذ زمن بعيد ،وقد آن لكم أن تتواروا عن الأنظار تماماً بعد أن شكلتم عبثاً سياسياً ونفسياً ووجدانياً على قضية فلسطين ،وأفقدتم الأمة الثقة في الذين يتكلمون عن الوطن الضائع والفردوس المفقود والأقصى الأسير .
وآن للدول العربية التي تقدم دعماً لتلك القيادات أن توجهه لقادة المقاومة الذين يغرقون في ظلام دامس ،يواجهون الحصار والجوع والتهويد والتشريد ،وألا تعبأ بعمليات الابتزاز الرخيصة التي يقوم بها المتاجرون بقضية الشعب المحاصر الضائع المسكين!! فقد عرفت الأمة من هو المقاوم الحقيقي، ومن هو المناضل الكذاب !
ولم يعد مقبولاً ولا معقولاً أن يقوم عباس بالرقص على كل الحبال ،ويقف مع جميع الأطراف في خندق واحد ووقت واحد ضد الذين اختارهم الشعب الفلسطيني بقوة الاقتراع ،فهذا غير ممكن عقلاً ولا شكلاً،فتصالح عباس وفياض مع أعداء الغاية الإسلامية في الجهاد والمقاومة ،لدرجة أصبحت فيه تلك الأقلية التي لا تمثل الشعب الفلسطيني ،تفرض سيطرتها وتمارس التفاوض،وتعوق مسيرة المقاومة الحقيقة .
وكان من الطبيعي أن تتذبذب الأيديولوجية الفكرية ،وتتميع القضية الفلسطينية ،وأن يكون عباس كالريشة في مهب الريح ،يخضع لابتزاز يساري هنا ويميني هناك ،وهذا التذبذب هو الذي يجعل السلطة تتماهى مع المشروع الأميركي والصهيوني في المنطقة الرامي لاستئصال المقاومة من جذوتها ،جعلت عباس يركع أمام اوباما بتبعية بكل ما تحمله من معاني الضياع العقدي وهوان فكري يشكل مأساة للشعب !
إذن لم يكن ثمة جديد في هذه المفاوضات واللقاءات (العبثية)، سوى أنها شكلت تنازلاً مؤلماً من طرف عباس!!! (هكذا صرح أوباما)أما الأكاذيب التي سبقت اللقاء، والأسئلة التي أثارها هذا الاجتماع عن سر الرغبة الملحة دائماً في فتح للالتقاء بالصهاينة والإحجام عن أبناء الشعب الفلسطيني، فهي قديمة متجددة في كل لحظة، إنها حقيقة مروعة لكنها لم تعد مذهلة أو صادمة، فليس ثمة جديد في أن الصهاينة أقرب للرئيس وحركته من بعض أبناء الشعب الفلسطيني!
بقلم :صهيب الحسن
سلسلة مقالات(دورية) سياسية تسلط الضوء على ابرز الأحداث الجارية على الساحة الفلسطينية مقارنة بسلوك فريقين ،احدهما يتحكم بمسار القضية الفلسطينية من طريق المفاوضات ودرب السلام والاستجداء العالمي ،والآخر يتمترس خلف حصونه المقاومة والمنيعة يستبسل في الصمود والتحدي والثبات .
(1) لماذا لا يلتقي عباس بهنية ؟
لا زال محمود عباس يتعنت في إنهاء ملف المصالحة ،ويقدم تنازلات مؤلمة في سياق مختلف تماماً،كريم إلى حد استثنائي أخمد مآثر العرب المشهورة في الكرم الحاتمي،بالسكوت عن سرقة الأراضي التي طالت 60 بالمائة من إجمالي مساحة الضفة المحتلة وتقديمها للصهاينة على طبق من ذهب وبلا ألم،فأبدعت سلطة رام الله في ذبح القليل المتبقي من الضفة ذبحاً بطيئاً،وحق لعباس أن يفخر بهذا الكرم الاستثنائي فلم يسبق في التاريخ أن أحداً قدم وطنه لعدوه بمنتهى الراحة والسعادة !
والتنازلات للعدو سخية إلى حد التفريط بالوطن كله،والتنازل عن حق العودة،الافراج عن الأسرى، وتتم بمنتهى السعادة والاسترخاء وراحة الضمير،فيما يستمر بتقديم الحجج واختلاق المسوغات لعدم الاجتماع بقيادة حماس ،بمبررات واهية أبرزها ،انه لا وجود لحوار بلا نهاية ،وأن أي حوار ينبغي أن يسقف بزمن واضح،وأن التوقيع على ورقة المصالحة بدون شروط مسبقة،والنظر للملاحظات عليها يتم لاحقاً،وإلا فمن حق عباس أن يتفرد بالوطن كما يشاء ،ويقدم التنازلات كما يحلو له،والمفارقة في الأمر الذي يثير تساؤلاً في ضمير كل فلسطيني حر : هل نفذ صبر عباس من الحوار مع حماس بينما لم يسأم ولم يمل من الحوارات واللقاءات والقبلات بالمفاوضات المباشرة والغير مباشرة بدءاً بالسرية ومن ثم مؤتمر مدريد وأوسلو مروراً بمئات المنتجعات وصولاً إلى آخر العناقات بين رئيس وزرائه سلام فياض ووزير الحرب أيهود باراك ؟
هل يتمتع فياض باللقاء مع أيهود باراك إلى درجة انكشاف هذه الراحة والمتعة أمام الكاميرات بشكل علني ومفضوح حينما تعبر عنها الابتسامات الواسعة ،والأحضان الدافئة ،والقبلات المتلهفة ؟!،حتى لو جاءت هذه اللقاءات بعد جرائم ارتكبت أثناء حرب غزة ومذبحة أسطول الحرية وقرارات الأبعاد والهدم والتهويد ؟!وهل التبس الأمر حقاً على عباس وفياض لاكتشاف العدو الحقيقي الأصلي المحتل والمعتدي على شعبنا بالحصار والقتل والسجن، عن مجموعة كبيرة من هذا الشعب منتخبة بغالبيته الساحقة في المجلس التشريعي تختلف معه سياسياً؟ فهل بات الخلاف مع حماس أصيلاً متأصلاً، عميقاً متعمقاً إلى حد العداوة معها وعدم استساغة مجرد الجلوس مع رموزها، والخلاف مع العدو سطحياً إلى حد نسيانه استعذاب الاجتماع بهم إلى ما لا نهاية، وبلا أي شروط تذكر ؟! بمفاوضات وقنوات سرية تارة وأخرى ظاهرة بقناعات ومبررات ومسوغات واهية تستند على تخفيف الحصار ووقف الاستيطان !!
هل هذا يعني أن ما بين " عباس وفياض" من جانب والكيان الصهيوني من جانب آخر، أهون بكثير مما بينهم وبين أبناء شعبهم؟! إلى درجة الشوق إلى لقاء الصهاينة، واستجداء العالم كله لترتيب لقاءات لهم مع العدو، والتصرف كالعاشق المتيم الذي حرم من محبوبته، أو المدمن المقطوع من المخدر، حين يتم لقاء الصهاينة، بينما يستصعب عباس وفياض الالتقاء ببعض الرموز من أبناء شعبه الذين يقبعون في سجن كبير يعاني من الفقر والجوع وانقطاع المياه وحتى الكهرباء؟!
لماذا لا يزال عباس يخشى انجاز ملف المصالحة بامتناع راجع (لفيتو أميركي إسرائيلي) بعد لقاءه مؤخراً بأوباما في البيت الأبيض .؟فلطالما انتكست جهود المصالحة ،ورجعت لنقطة الصفر بعد تدخلات مباشرة أو تصريحات علنية من الإدارة الأميركية ورموز الكيان الصهيوني .
من الواضح تماماً، أن عملاء أمريكا، وأصدقاء الشاباك الصهيوني، قد نجحوا نجاحاً كبيراً في القضاء تماماً على نضال حركة فتح، وتوحيدها خلفهم، ويمكن بنظرة بسيطة للوراء مراجعة الكثير من الأصوات الإعلامية الفتحاوية التي كانت تغفو وتفيق على هجاء فياض، كيف صارت اليوم تسبح بحمده بكرة وعشياً!
البعض من جمهور فتح، لم يعد مهماً بالنسبة له، سوى نصرة فتح،يتجلى ذلك في الممارسات الرعناء والتجمعات الهوجاء التي يتخذها أبناء فتح سواء في الضفة أو بعض آثارها هنا في قطاع غزة ، هذا الجمهور لم يعد يفكر بعواقب تحويل حركة فتح إلى حركة خيانية.
العملاء المسيطرون اليوم على القرار الفتحاوي، لا يعنيهم المصير الوطني لحركة فتح إطلاقاً، وكل ما يهمهم إتقان ممارسة الانتهازية السياسية، والتلون الحربائي لتحقيق مصالحهم المرتبطة بالعدو،وما زيارة نبيل شعث سوى إحدى مظاهر ذلك التلون،و الواعي إلى طبيعة الصراع، والذاكر للتاريخ شديد القرب، ليطمئن كامل الاطمئنان على القضية الفلسطينية ومستقبلها، وفشل المشاريع الخيانية، وجعل رموزها عبرة للمعتبرين!
والمتاجرون بالقضية والمنافقون في عالمنا العربي يحاولون السطو عليها وإفراغها من مضمونها، والتقليل من قيمتها، وتثبيط همة الأبناء البررة في ميدان المقاومة، عبر ادّعاء الحكمة بمناشدة (أميركا) زعيمة الحرب الصليبية(العاشرة) للضغط على إسرائيل من أجل وقف بناء المستوطنات، مجرد الضغط !!
والحقّ أنه لم يعد مقبولاً من هؤلاء هذه الممارسة الشائنة التي تسلب مقاومة الفلسطينيين ضد أولاد الأفاعي الغاصبين،والذين قاموا بواجبهم عبر الأثير وفوق شاشات التلفزة والصحافة،حيث يواجهون بصدورهم المفتوحة رصاص العدو الغادر ،ويتصدون بشجاعة لصلافة أوغاد العالم وشذاذه.
وعندما يأتي بعض المتاجرين بالقضية من أمثال محمود عباس وسلام فياض للحديث عن المفاوضات، بعدما تخلو عن الاسطوانة القديمة باحتواء (المقاومة) واستبدال(الجهاد) ب(الكفاح والنضال على طريقة الكنافة وهز الكتف بحنيّة) ، فإننا نقول لهم:عيب..كفوا عن هذا الهذر ،والزموا الصمت الذي هو ورقة التوت التي تغطي عورتكم المكشوفة أمام العالم ،فقد مضت سنوات طوال لم نسمع فيها إلا كلاماً وهتافاً ،وشجباً واستنكاراً،وألعاباً صبيانية،وخدمة الأنظمة التي باعت فلسطين منذ زمن بعيد ،وقد آن لكم أن تتواروا عن الأنظار تماماً بعد أن شكلتم عبثاً سياسياً ونفسياً ووجدانياً على قضية فلسطين ،وأفقدتم الأمة الثقة في الذين يتكلمون عن الوطن الضائع والفردوس المفقود والأقصى الأسير .
وآن للدول العربية التي تقدم دعماً لتلك القيادات أن توجهه لقادة المقاومة الذين يغرقون في ظلام دامس ،يواجهون الحصار والجوع والتهويد والتشريد ،وألا تعبأ بعمليات الابتزاز الرخيصة التي يقوم بها المتاجرون بقضية الشعب المحاصر الضائع المسكين!! فقد عرفت الأمة من هو المقاوم الحقيقي، ومن هو المناضل الكذاب !
ولم يعد مقبولاً ولا معقولاً أن يقوم عباس بالرقص على كل الحبال ،ويقف مع جميع الأطراف في خندق واحد ووقت واحد ضد الذين اختارهم الشعب الفلسطيني بقوة الاقتراع ،فهذا غير ممكن عقلاً ولا شكلاً،فتصالح عباس وفياض مع أعداء الغاية الإسلامية في الجهاد والمقاومة ،لدرجة أصبحت فيه تلك الأقلية التي لا تمثل الشعب الفلسطيني ،تفرض سيطرتها وتمارس التفاوض،وتعوق مسيرة المقاومة الحقيقة .
وكان من الطبيعي أن تتذبذب الأيديولوجية الفكرية ،وتتميع القضية الفلسطينية ،وأن يكون عباس كالريشة في مهب الريح ،يخضع لابتزاز يساري هنا ويميني هناك ،وهذا التذبذب هو الذي يجعل السلطة تتماهى مع المشروع الأميركي والصهيوني في المنطقة الرامي لاستئصال المقاومة من جذوتها ،جعلت عباس يركع أمام اوباما بتبعية بكل ما تحمله من معاني الضياع العقدي وهوان فكري يشكل مأساة للشعب !
إذن لم يكن ثمة جديد في هذه المفاوضات واللقاءات (العبثية)، سوى أنها شكلت تنازلاً مؤلماً من طرف عباس!!! (هكذا صرح أوباما)أما الأكاذيب التي سبقت اللقاء، والأسئلة التي أثارها هذا الاجتماع عن سر الرغبة الملحة دائماً في فتح للالتقاء بالصهاينة والإحجام عن أبناء الشعب الفلسطيني، فهي قديمة متجددة في كل لحظة، إنها حقيقة مروعة لكنها لم تعد مذهلة أو صادمة، فليس ثمة جديد في أن الصهاينة أقرب للرئيس وحركته من بعض أبناء الشعب الفلسطيني!
تعليق