الكويت - المركز الفلسطيني للإعلام
قال خبير ملف القدس والأقصى سعود أبو محفوظ إن حرم المسجد الأقصى وقبة الصخرة "يسبحان اليوم فوق بحر من الأنفاق التي قام بحفرها أكثر من 25 منظمة صهيونية بهدف هدم المسجد وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه".
وزاد أبو محفوظ في ندوةٍ عن القدس نظمتها "جمعية الإصلاح الاجتماعي" بالكويت ضمن فعاليات "ملتقى الأقصى السنوي" أمس الأربعاء (21-10)، أن الأمة لن تحفل بالاستقلال وترك التبعية إلا باستقلال القدس، مشددًا على أن "من يسيطر على القدس يسيطر على بؤرة الحدث العالمي بأسره".
ولفت في الندوة التي أقيمت تحت شعار "فلنحم أقصانا" إلى أن اليهود المحتلين لفلسطين "باتوا يستهدفون اليوم الإنسان والعمران والأرض والهوية"، مشيرًا إلى أن هدم الأقصى يعني اليوم "نذر حرب دولية شرسة لا نهاية لها".
وأضاف أن الصهاينة قرَّروا استهداف الإنسان الفلسطيني أولاً من خلال المجازر والحروب بأفتك أنواع الأسلحة، ليتفرَّغوا بعد ذلك للجغرافيا بكل أبعادها.
وقال: "إن مكانة القدس كانت منصة الحدث منذ فجر الخليقة، حيث أمَّ الرسول عليه الصلاة والسلام الأنبياء (25 رسولاً وأكثر من 124 ألف نبي) فيها (ولا يؤم الرجل في بيته)، إلى جانب أن جميع غزوات الرسول الأعظم وتحركاته عليه الصلاة والسلام بعد فتح مكة كانت كلها إلى الشمال (أي باتجاه جغرافيا القدس والمسرى)".
واستعرض أبو محفوظ عددًا كبيرًا من الصور المتعلقة بالقدس والأقصى تناولت أشكالاً من استهداف اليهود المسجدَ والمدينة، واستعداداتهم لبناء هيكلهم المزعوم؛ حيث شرعوا فعليًّا في إعداد وتجهيز عدة الهيكل وبنائه ومتطلباته، من شمعدان وبقرة وتراب ..إلخ.
وأشار إلى وجود أكثر من 800 كاميرا منصوبة على أطراف مختلفة داخل المدينة ككل، وأكثر من 500 كاميرا لمراقبة المسجد من كل الجهات، منوهًا بعدم استطاعة أي مسؤول صهيوني مهما علا شأنه طرحَ قضية القدس على طاولة التفاوض.
وقال: "إن المدينة المقدسة يلفها أكثر من 32 "مستوطنة"؛ فيها أكثر من 280 ألف صهيوني؛ منهم 12 نائبًا في الكنيست؛ على رأسهم وزير الخارجية الإرهابي ليبرمان".
وأشاد أبو محفوظ بهبَّة المسلمين من أهل المدينة حين انتفضوا في رمضان لإثبات عروبة القدس وإسلاميتها حين صلى أكثر من 300 ألف مصلٍّ في الحرم القدسي، مطالبًا حكومات الدول العربية والإسلامية ومسؤوليها بهبَّة مماثلة لإنقاذ المدينة التي تئن وتصرخ.
من جهته قال الشيخ أحمد القطان: "إن واجب نصرة للقدس اليوم يحتم على جميع الغُيُر القيام بواجبهم قبل أن تصبح الأمة وقد هدم مسرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم".
ولفت القطان إلى صمود الكثير من أهالي المدينة ورفضهم بيع عقارهم ومحالِّهم وأرضهم لليهود، وهو ما يحتم تعزيز صمودهم والوقوف معهم، مشددًا على أن الأقصى سيبقى محفوظًا للمسلمين وسيحرَّر ولو بعد حين؛ لأن ذلك ورد في حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وهاجم القطان سياسة "الذل والخنوع وبيع المقدسات" التي ينتهجها بعض الساسة، مشددًا على أهمية أن تلفظ الشعوب المؤمنة هؤلاء "الخونة" وتطهر أرض المسرى منهم؛ "فهم أشد علينا وعلى مقدساتنا من اليهود أنفسهم".
بدوره قال منسق الندوة الشيخ عيسى الشاهين: "إن مقاطعة الكيان الغاصب واجبٌ شرعيٌّ علينا كمسلمين"، لافتًا إلى قيام بعضٍ من نخبة المجتمع الأوروبي ومسؤوليه بالدعوة إلى مثل هذه المقاطعة للكيان الصهيوني، مثل بلجيكا التي سحبت 14 بلدية فيها أرصدتها وتعاملها المالي مع أحد البنوك بعد اكتشاف دعمه بناء "المستوطنات".
وزاد الشاهين بالقول: "إن السويد وتركيا ألغتا مناورات عسكرية كانت مقرَّرة مع الكيان الصهيوني، إلى جانب قيام المنتدى الاجتماعي البرازيلي بتحديد يوم عالمي لمقاطعة منتجات الكيان الغاصب".
وقال: "لقد سخَّر الله لليهود واحدًا منهم لفضحهم، وهو غولدستون"، مجددًا دعوته الجميع إلى ضرورة الالتحاق بقافلة الدفاع عن القدس والمسرى؛ باعتبار ذلك "شرفًا رفيعًا لكل من يعمل فيه وله".
تعليق