إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

:د:الأهدل: أحمد ديدات الداعية الإسلامي.. (1)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • :د:الأهدل: أحمد ديدات الداعية الإسلامي.. (1)

    الداعية الإسلامي.. أحمد ديدات.. الجزء الأول

    اطلعت على وفاة الداعية الإسلامي الشيخ أحمد ديدات رحمه الله، اليوم الثلاثاء4/7/ 1426هـ ـ 9/8/2005م


    وكنت قد كتبت عنه بعض المعلومات بعد زيارتي له في منزله في ضاحية من ضواحي دربن وهو على سرير مرضه، وهي كما ترى في الأسفل: السبت: 20/3/1420هـ ـ 3/7/1999م..

    وأقول: اللهم ارحم عبدك أحمد ديدات واجعلنا وإياه ممن أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، إنا لله وإنا إليه راجعون. لله ما أخذ ولله ما أعطى..

    لقد أدى هذا الرجل الداعية العظيم ما لم تؤده مؤسسات من الدعوة إلى الله، وأفحم مثيري الشبهات على ديننا الحتيف من مصادرهم التي يعتمدون عليها في دينهم..

    ومات وهو يوصي علماء المسلمين بأن يأخذوا زمام المبادرة الذي أخذ به عندما تحدوه وهو جاهل فقير، فاستعان بالله عندما عثر على كتاب لولي الله الدهولي يسمى: (إظهار الحق) في بقايا مخزن تغيطيه الأتربة، يهدم مؤلفه ما كان النصارى يظنونه حججاً وبينات تقوي دينهم المحرف..

    ففرح بالكتاب فرحاً شديداً فشمر عن ساعد الجد وحزم حقائبه وذهب إلى أساتذة من تحدوه في عقر دارهم وهزمهم الواحد تلو الآخر، حتى كانوا يفرون منه إذا سمعوا ذكر اسمه..

    وعندما نام على سرير مرضه ولم يستطع تحريك لسانه بالكلام، ذهبوا إليه في منزله يدعونه إلى دينهم المحرف، تشفياً منه..

    وهذه طبيعتهم يفرون من صفوف المعارك المعنوية عندما يلقي دعاة الإسلام أمامهم عصى موسى..
    ويفرون من المعارك الحربية عندما يجدون قادة إسلاميين أقوياء، يعدون ما أمرهم الله به من القوة التي ترهبهم، فإذا تفوقوا هم في السلاح وضعف المسلمين اغتنموا الفرصة للتشفي فيهم..

    فرحمك الله يا ديدات وخلفك بمن يأخذ السيف بحقه، وكأنه تعالى قد فعل، وإنا لله وإنا إليه راجعون..

    السبت: 20/3/1420هـ ـ 3/7/1999م

    زيارة الشيخ أحمد ديدات، في منزله..

    كان أول لقاء سجل في برنامج زيارتي [لمدينة دربن في بريطانيا] الاجتماع بالأخ (يوسف بن الشيخ أحمد ديدات) في مركز الشيخ في وسط مدينة" دربن" للاطلاع على نشاط المركز، وأخذ معلومات عن والده، ثم القيام بزيارة والده الذي يلازم سريره منذ ما يقارب ثلاث سنوات..

    وذهبنا إلى المركز مبكرين ولم نجد الرجل، فاتصل به موظفو المكتب وأخبروه أن الضيف السعودي في انتظارك، فقال لهم: أنا في الطريق إليكم..

    وجاءنا المحاسب – وهو شاب طويل القامة – وأخذنا للاطلاع على مكاتب المركز، وكان أول مكتب وقف بنا عليه هو مكتب الشيخ أحمد ديدات الذي كان يدير منه المركز ونشاطه، ثم مررنا على بقية مكاتب المركز الأخرى..

    والمكاتب تقع في الدور الرابع من المبنى الذي يملكه الشيخ، وبقية الطوابق بها مكاتب مؤجرة وأسواق تجارية..

    وبعد قليل قال لنا المحاسب: الأخ يوسف ينتظركم في الأسفل، وظننت أن له مكتباً في أحد الطوابق السفلى سنجتمع به فيه، ولكنه كان ينتظرنا بسيارته في الشارع..

    صافحني وأشار لي بالركوب إلى جانبه، وركب الأخوان "حسن" المغربي الذي كان يرافقني للترجمة، والسائق يوسف في المقعد الخلفي، وأخذ ينهب الطريق بسيارته نهباً، كانت سرعته مخيفة..!

    وأخذ الرجل يتحدث - بسرعة - عن والده ونشاطه في مهاجمة العقيدة النصرانية، وحاول حسن أن يترجم لي شيئاً مما يقول ولكنه لم يستطع اللحاق به، وفهمت من الكلمات المقتضبة أنه يتحدث عن خطر النصرانية ووجوب التصدي لها، و أن والده قد حمل هذا العبء، وأنه هو سيسير في نفس طريق أبيه..

    قلت للمترجم أخبره أنني قد اجتمعت بوالده في جدة وفي المدينة وقد سمعت منه مباشرة، وسمعت له بعض المحاضرات المترجمة..

    وبعد قليل فوجئت بالهجوم الديداتي العنيف والغضب المغربي الشديد، كل منهما يخاصم الآخر، وفهمت من الرجل قوله للمترجم: أخبره.. والمترجم يشتد في خصومته..

    فقلت للأخ حسن: يجب أن تترجم لي كل ما يقول، ولكن المترجم يزداد غضباً وخصومة ولم يخبرني ما الذي يجري بينه وبين الأخ يوسف، وصاحبنا يرفع صوته ويزيد من سرعة سيارته، وكانت الطريق متعرجة، وأنا أكرر قوله تعالى: (( حسبنا الله ونعم الوكيل ))..

    ثم سكت الخصمان بعد أن فتح يوسف شريط "كاسيت" للقرآن الكريم من سورة البقرة بصوت" الشيخ محمد أيوب" فأسكت القرآن الكريم صوت الخصمين، ولا أظنه أسكت غضبهما..

    فهمت بعد ذلك – استنباطاً – أن يوسف ديدات نال من بعض الدول وزعماء العرب، وأن حسناً المغربي لم يوافقه ورفض أن يترجم لي ما سمعه منه..

    وكانت المسافة من مدينة دربن إلى القرية التي يسكن فيها الشيخ أحمد ديدات تزيد عن خمسين كيلاً، وتسمى:" فير ولام VERULAM" تقع في شمال شرق مدينة دربن..

    في منزل الشيخ أحمد ديدات..

    وقفنا في خارج مقصورة الشيخ، ودخل الأخ يوسف ولد الشيخ يستأذن لنا بالدخول..

    دخلنا على (الشيخ أحمد ديدات) وهو مستلقٍ على سريره الصحي، ولا يبدو على وجهه أثر المرض، ولكنه لا يحرك إلا جفني عينيه، وقد يحرك رأسه، وحدق بعينيه في وجهي، ولم يكن يصرف نظره غالب الوقت الذي قضيته واقفا أمامه..

    وقد مضى للشيخ على حالته هذه ثلاث سنوات ونصف السنة..

    الشيخ يسمع ويفهم ويخاطب..!

    لم يمنع الشيخ مرضه الطويل الذي أقعده من سماع الكلام، وفهمه بالرموز التي يخاطبه بها ابنه، والموافقة على ما يقال له برفع جفنيه، أو المخالفة لذلك عن طريق تحريك رأسه يميناً ويساراً، وإظهار السرور بالضحك المسموع، وإظهار حزنه بالبكاء كذلك..

    ولقد فتح جفنيه مصوباً عينيه إلى وجهي عندما قال له ابنه: هذا فلان جاء من المدينة المنورة، ورغب في زيارتك، ثم رفع صوته بالبكاء حنينا على المدينة المنورة..!

    وقلت له: لقد أديت واجبك في الدفاع عن كتاب ربك، وبينت باطل الكتابين المحرفين، واستفاد منك كثير من الدعاة في هذا الباب، كما هدى الله بك من أراد من غير المسلمين، لذلك نرجو أن يجزل الله لك الثواب وأن يحسن خاتمتك. فرفع جفنيه مؤمناً، ورفع صوته بالبكاء مشفقاً..

    وقال ابنه: إن قسس النصارى يزورون والدي – وهو على هذا الحال - ويلحون عليه بأن يترك دينه، ويدخل في النصرانية، ولا يزوره المسلمون..!

    وهو يرد عليهم قائلاً: لئن فعلت ذلك لأفتحن باب فتنة على الإسلام والمسلمين، وأخبر والده بما قال لي، فرفع صوته باكياً..

    وقلت له: لو كانت هذه الدعوة النصرانية موجهة لمسلم عاقل – ولو كان غير عالم – لرجونا له، وهو في هذه الحالة أن يثبته الله على دينه، فكيف بمن أفنى حياته مبيناً باطل هؤلاء القوم؟! إن رجاءنا له التوفيق أعظم! فرفع الشيخ صوته ضاحكاً مسروراً..

    وقال لي ابنه: هل تريد أن تقول للوالد شيئاً؟

    قلت له باللغة الإنجليزية – ناطقاً بكل كلمة على انفراد - رافعاً صوتي: أسأل الله الذي جمعنا بك هنا في منزلك في الدنيا أن يجمعنا هنالك في الجنة، فرفع جفنيه مؤمناً، ورفع صوته باكياً حنيناً إلى الجنة..

    وأعطاني يوسف ما يسمى بالإنجيل (البا يبل) – وفيه نص مترجم باللغة العربية – خلاصته: أن نوحاً عليه السلام زنى – حاشاه – بابنتيه الصغرى والكبرى، وقال لي: اقرأه بصوت مرتفع ليسمع أبي صوتك، ففعلت، وقلت بعد قراءتي: هذا النص وحده يكفي لنفور العقلاء من الإيمان بما في الكتابين الموجودين (العهدين) القديم والجديد، فرفع الشيخ جفنيه مؤيداً، ورفع صوته ضاحكاً مبدياً سروره..

    وقلت له: بماذا توصينا يا شيخ؟!

    فقال: أوصي علماء العرب أن يجتهدوا في دعوة النصارى إلى الإسلام، وأن يتسلحوا في دعوتهم بالرد عليهم من كتبهم، فإن ذلك أدعى لتشكيكهم في دينهم وتفكيرهم في الإسلام ودراسته ثم الدخول فيه، وهذا أمر مجرب..

    ثم شكا من انتقاد بعض العرب لأسلوبه في الهجوم على المسيحيين وكتبهم وقال: إن الهجوم على عقيدتهم الباطلة جعل كثيراً منهم يشكون في باطلهم..

    وطلبت من ابنه أن آخذ للشيخ صورة، فرفض، فقلت له: أخبر والدك أني أرغب في ذلك، فأخبره فحرك جفنيه مظهراً إذنه بذلك، فأخذ يوسف نفسه صورة أو صورتين وأنا بجانب الشيخ..

    ثم أخرج يوسف بعض كتب الشيخ في الرد على المسيحية وقال للشيخ: هل أكتب إهداء لهذه الكتب منك للدكتور وتختم على الإهداء بإبهامك؟ فرد بالإيجاب، وفعل..

    ولد أحمد ديدات سنة: 1918م في (سرت) بالهند، وسافر والده إلى جنوب أفريقيا في نفس السنة، ولحق أحمد ديدات بوالده في جنوب أفريقيا سنة 1927م وفي نفس السنة توفيت أمه..

    درس بتفوق إلى السنة الثانية من المرحلة الإعدادية، وترك الدراسة وعمل في دكان مع مسلم، وكان عمره: 16 سنة..

    كيف ظهر المركز الدولي للدعوة الإسلامية..؟

    هذا، وقد حاولت أن آخذ من الأخ يوسف معلومات مفصلة عن الشيخ وعن المركز، عن طريق السؤال والجواب، أو أن يكتب لي ذلك – ولو باختصار باللغة الإنجليزية – فاعتذر لكثرة مشاغله كما قال، ووعدني أن يبعث لي بمقابلة مع والده في شريط فيديو مترجم باللغة العربية، وببعض المعلومات في بعض المجلات العربية. [الشريط صادر عن تلفزيون الإمارات العربية المتحدة (أبو ظبي) أما المجلات فلم أجد فيها ما يفيدني عن الشيخ ومركزه ].

    وقد بعث لي بالشريط، وفيه يبين الشيخ سبب اتجاهه إلى دراسة التوراة والإنجيل والرد على عقائد اليهود والنصارى بشدة، وأنه – في الأصل – كان عاملاً ليس عنده علم بأمور الإسلام، وأن النصارى كانوا يهاجمون الإسلام..

    وكانوا يسألون المسلمين الذين يعملون معهم أسئلة تشككهم في الإسلام، ولم يكن المسلمون يستطيعون الرد على تلك الأسئلة، مع تمسكهم بدينهم.. ولكن ذلك كان يزعج ديدات وزملاءه، وكان هو يفكر في ذلك ويتمنى أن يجد من يساعده في الرد على تلك الشبهات والأسئلة..

    وسنتناول في الجزء الثاني بدء معركة الداعية أحمد ديدات ـ رحمه الله ـ مع النصارى ودعوتهم..


    موقع الروضة الإسلامي..

  • #2
    رد : :د:الأهدل: أحمد ديدات الداعية الإسلامي.. (1)

    الداعية الإسلامي.. أحمد ديدات.. الجزء الثاني..

    قدم الشيخ في الشريط سؤالاً واسترسل في الإجابة عنه، وقد اطلعت على الشريط ولخصت ما رغبت في إثباته على النحو الآتي:

    بداية المعركة..!

    يقول الشيخ: إنه بعد أن انتهى من المدرسة، عمل في أحد المحلات لبيع السكر والملح والدقيق والأرز، وكان المكان يبعد عن مدينة دربن 125 ميلاً..

    وكانت توجد في الجانب الآخر من موقع الدكان إرسالية مسيحية جامعية تسمى: (آد مز مشين) وهي تقوم بتدريس الطلاب المسيحية وتدربهم على مواجهة الإسلام والمسلمين..

    وكان بجانب هذه الكلية مئات المنازل الصغيرة التي يسكن فيها السود..

    وكان الطلاب المتدربون يزورون أحمد ديدات والعاملين معه في الدكان، ويلقون عليهم أسئلة وشبهات يهاجمون بها الإسلام، ولم يكن يعرف هو وزملاؤه شيئاً عن ذلك..

    من ضمن تلك الأسئلة والشبهات ما يأتي:
    هل تعلمون أن محمداً (صلى الله عليه وسلم) كان يكثر من الزوجات؟
    وهل تعلمون أنه أخذ القرآن عن اليهود والنصارى؟
    وهل تعلمون أنه نشر الإسلام بحد السيف وأكره الناس على ذلك؟

    قال الشيخ: وقد أحال هذا الهجوم على الإسلام حياتنا إلى بؤس وعذاب وشقاء، وأحدث عندنا حيرة وقلقاً، بسبب عدم معرفتنا شيئاً نرد به عليهم..

    وكنت أرغب في ترك المحل والهرب إلى مكان آخر، ولكن ذلك كان مستحيلاً، لصعوبة وجود مكان آخر..

    وجاء الحل..!

    وأخذت أتساءل: كيف أتصرف؟
    ويسر الله الحل! فقد كنت أقلب رزماً من الجرائد والمجلات القديمة في مخزن رئيسي في العمل، وهي مليئة بالغبار، فوجدت كتاباً بين تلك الجرائد تنتشر عليه الحشرات، وفتحته من باب الفضول، فإذا هو باللغة العربية بعنوان (إظهار الحق) وكتب كذلك بالحروف اللاتينية (IZHARULHAQ)

    وأخذت أكرر: إظهار الحق
    وأتساءل: ما معنى إظهار الحق..؟
    ثم نظرت في بعض الأسطر في الكتاب، فوجدت كتابة باللغة الإنجليزية: الكشف عن الحقيقة، فربطت هذا المعنى بعنوان الكتاب..

    وقرأت الكتاب فوجدته يتناول هجمة النصارى على الإسلام في موطني الأصلي (الهند) وذلك عندما هزم النصارى الهنود واحتلوا بلادهم..

    قالوا للهنود: إذا حلت بكم مشكلات في المستقبل فسيكون مصدرها المسلمين، لأنهم قد استولوا على بلادكم وانتزعت منكم السلطة بالقوة، وهم قد ذاقوا حلاوتها، ولا بد أن يحاولوا استعادة السلطة بالقوة.. وإنما أرادوا تأليب الهنود ضد المسلمين، لأنهم مناضلون أشداء، بخلاف الهنود..

    ولهذا خططوا لتنصير المسلمين، ليبقوا في الهند ألف عام، واستقدموا أفواجاً من المنصرين إلى الهند.

    قال الشيخ: ووجدت أن الكتاب طبع قبل ولادتي بثلاث سنوات، فقد كانت طباعته في سنة: (1915م) وأنا ولدت في سنة (1918م). [فيكون عمر الشيخ في هذا العام الذي زرته فيه، وهو 1999م (81 عاما) أسأل الله لي وله حسن الختام]..

    قال الشيخ ديدات: وقرأت الكتاب - إظهار الحق – فوجدت فيه من المعلومات والمناظرات ما كان له أكبر الأثر في حياتي، وجعلني أعزم على مواجهة المسيحيين، لأن في الكتاب ما يجعلني مسلحاً قوياً في مواجهتهم، ووجدت موقف النصارى هو نفس موقفهم في جنوب أفريقياً..

    وشعرت بعد قراءتي هذا الكتب أنني أستطيع الآن أن أدافع عن نفسي وعن الإسلام..

    وبدأت أتصدى للمسيحيين بالمعلومات التي تعلمتها من الكتاب، وأزورهم في بيوتهم كل يوم أحد وأناقشهم، وكنت أقابلهم بعد خروجهم من الكلية لأحاورهم.. ومن خلال تلك المناقشة تعلمت كيف أجادل وأناقش..

    حافز آخر..

    وفي الخمسينات جد جديد بفضل الله مسبب الأسباب، حيث جاء متحدث ساحر [يقصد أنه قوي البيان يسحر بيانه سامعيه] من الخارج، كانت أحاديثه جذابة فريدة يشتاق إليها كل من يسمعها، وكان يحضر دروسه للاستفادة منه كل يوم أحد ما بين (200 و300 شخص ) وأخذ جمهوره يزداد، وحرصت على حضور دروسه الجذابة فلم أكن أتخلف عنها. وكان في آخر كل درس يفتح للحاضرين باب الأسئلة والنقاش..

    ودروس في الصميم..
    وبعد تسعة شهور اقترح مسلم إنجليزي جديد اسمه: (فير فاكس) أن على من يرغب منا أن يدرسنا المقارنة بين الأديان في فصل (البا يبل) قال: أعلمكم كيف تستخدمون الكتاب المقدس في الدعوة إلى الإسلام..

    فحضر من العدد المذكر سابقاً ما بين 15 و20 شخصاً رغبوا في المزيد من العلم..

    وقال لنا: انظروا في سفر دانيال ستجدون نبوءات يمكن استغلالها، وفي سفر التثنية الكتاب المقدس نبوءة مقدم محمد (صلى الله عليه وسلم) ينبغي أن تستغلوا ذلك عرضاً وتحليلاً..

    من طالب إلى أستاذ..!

    واختفى الأستاذ فاكس بعد شهرين من تدريسه لنا، فحزن طلابه، وانتظروه في الأسبوع الثاني فلم يحضر، فأصيبوا بخيبة أمل، وأخذ بعضهم ينظر إلى بعض في حيرة من أمرهم..

    وفي الأسبوع الثالث، قال لهم ديدات: ما رأيكم أن أملأ فراغ الأستاذ فاكس، وإذا أحسستم بالملل والتعب من درسي فما عليكم إلا أن تتثاءبوا، فإذا رأيتكم تتثاءبون قطعت الدرس؟

    وبدأت الدروس، واستمر ذلك ثلاث سنوات، اكتشفت بعدها أنها تجربة يمكن نقلها للآخرين، والذي عنده علم قليل ينقله إلى من لا علم عنده، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية). ولم أدرك هذا المعنى إلا بعد مضي تلك المدة من حياتي..

    قفزة غير متوقعة..

    حضر إلى دربن زائر من مدينة: "جوهانسبرج" وسمع الدرس، ورغب في أن يستفيدوا مني في جوهانسبرج، وكان عندهم الاحتفال بالمولد النبوي، فعرض علي السفر لإلقاء محاضرة في الاحتفال..

    فقلت لهم: أنا من الطبقة العاملة، فإذا كنتم تؤمنون لي تذكرة السفر ذهاباً وإياباً فسأحضر، فوافقوا على ذلك، وكانت هذه أول مرة أركب فيه الطائرة، وهناك ألقيت المحاضرة في" قاعة جوهانسبرج"..

    وقلت في نفسي: ما دمت ألقيت محاضرة في" قاعة جوهانسبرج" فلماذا لا أفعل ذلك في قاعة "دربن؟" وفعلت ذلك..

    وفي 9 من شهر ديسمبر جاء شخصان أوربيان يسألان عن الإسلام، وترددا على مكاتبنا، وكانت نتيجة ذلك أن دخلاً في الإسلام، وأعلنا إسلامهما في "مسجد الشارع الغربي" [هكذا يسمى، وقد صليت فيه الجمعة وبعض الفروض الأخرى] في مدينة دربن.

    ثم أسلم شخصان آخران، أحدهما هندي والآخر أوربي، وأعلنا إسلامهما في مسجد الجمعة – وهو أكبر مساجد النصف الجنوبي من الكرة الأرضية –..

    وكان أحد أغنياء المسلمين يراقب ما يجري، وهو (الحاج كدوة) فاستوقفني وقال لي: عندي أرض في منطقة" بريمر" تبعد 55 ميلاً من مدينة دربن، أهديها لك لتستغلها في الدعوة إلى الله.

    قلت له: أنا مستعد لأخذها بسرعة..
    قال: ليس بهذه السرعة، بل لا بد أن تذهب وتقف على المنطقة التي تقع فيها الأرض..
    قلت له: ماذا تريد من زيارتي للمكان، أنا موافق وسأبدأ بالعمل، فأصر على أن أرى الموقع ففعلت..

    والأرض تقع في ساحل جنوب إقليم ناتال، على بعد تسعين كيلو متر من مدينة دربن، تقطعها السيارة في ساعة واحدة، ويسمى إقليم ناتال (الحديقة الخضراء) لجماله الطبيعي وهناك في عام (1959) بدأت إنشاء مؤسسة السلام.. [زرت هذه المؤسسة وكتبت عنها في رحلاتي حول العالم]..

    وهي تشتمل على مسجد، ومدرسة، وعيادة طبية، وملحقات رياضية، والمدرسة تخدم المجتمع المحلي يدرس فيها أطفال الأفارقة، وتجذب أسرهم حيث يتعرفون على الإسلام، كانت خطوة رائدة في نشر الإسلام بدأناها في سنة 1958م. بمبلغ: ثلاثة جنيهات و5 شلنات.

    وها هي الآن تتمثل في هذا المركز (المركز العالمي للدعوة الإسلامية) في وسط مدينة دربن، وهناك عمارة أخرى اشتريناها لنجهز فيها قاعة للجمهور الذي يريد أن يتعرف على الإسلام بدون مقابل. [وقد جهزت، ومررت بها والناس مجتمعون فيها يشاهدون أشرطة فيديو تشرح فيها مبادئ الإسلام].

    ولدينا دكاكين ومحلات كثيرة يعود ربحها للدعوة إلى الإسلام ونشره..
    وعندنا مسجد الجمعة الذي نستغله للزوار والسياح ونجذبهم إليه لشرح معاني الإسلام، ونوزع عليهم نشرات ومحاضرات..
    ونقوم بإعلانات عن القرآن للفت أنظار الناس بأسلوب يجذبهم إلى البحث والسؤال، مثل: (القرآن يتكلم) و(اقرءوا القرآن – العهد الأخير) ومثل هذا الإعلان قد يكون غير مألوف في البلدان الإسلامية، ولكنه هنا مناسب للفت الأنظار إلى القرآن..

    وقد طبعنا كتباً كثيرة عن القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى لغات شتى، وعندنا مطبعة للمركز تطبع كل ما نحتاج إليه، وتطبع بأجور ويعود ربحها للدعوة.

    ونرسل ترجمة معاني القرآن الكريم إلى كل أنحاء العالم، وكذلك أشرطة فيديو وكتب ورسائل، بقيمة مخفضة جداً وإما مجاناً..

    سر تحمس ديدات وهجومه الشديد على المسيحية..

    إن الإنسان الذي يُعْتَدَى على حقوقه ويعجز عن الدفاع عنها ليصاب بالحزن والأسف الشديد، وبخاصة إذا كان الاعتداء موجهاً إلى أصل ضرورات الحياة، وهو:" الدين" الذي آمن بأنه الدين الحق وما سواه باطل..

    ويحترق قلب المعتدى عليه غيظا لأمرين:
    الأمر الأول: الاعتداء الظالم من ذي قدرة على الظلم..
    الأمر الثاني: عجزه عن الدفاع عن حقه..

    وحري بمن هذه حاله أن يبحث عن وسيلة يرد بها ظلم الظالم، وماذا يُتَوَقَّع من مثله إذا وجد تلك الوسيلة؟ وماذا ينتظر منه في معاملته للمعتدي الظالم؟

    لقد رأينا أسلوب ابن حزم رحمه الله في رده على خصومه الذين آذوه، وأحرقوا كتبه، كيف هاجمهم في كل صفحة من صفحات كتابه (المحلى) وكتابه" الأصول".. [أنا لا أذكر ذلك تأييدا للعنف والشدة، فالأصل في الجدال أن يكون بالحسنى، حتى مع أهل الكتاب الذين هاجمهم الشيخ أحمد ديدات

    كما قال تعالى: (( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن )) ولكني أذكر ذلك تنبيهاً على حالة البشر وعاداتهم التي هي من طبيعة بشريتهم وما الشيخ أحمد ديدات إلا واحد من البشر]..

    ولهذا نرى الشيخ أحمد ديدات يذكر اعتداء النصارى على دينه وتشكيكه فيه، وإرادتهم إخراجه منه، يذكر ذلك بحرقة، ثم يذكر ما مَنَّ الله به عليه من أسباب يدافع بها عن نفسه وعن دينه وعن أمته، ويسمي ذلك تسلحاً، ويطلق على نفسه لفظ "متسلح" ويسمي مجادلته لهم هجوماً..

    وغالب الظن أن الذين يأخذون على أحمد ديدات شدته لو كانوا في مكانه لأربوا عليه في الشدة..!

    والغريب أن قسس النصارى ما زالوا يتابعونه بدعوته إلى اعتناق النصرانية التي هاجمها أكثر من أربعين عاماً إلى هذا الوقت الذي يرقد فيه على سرير موته في منزله، كما سبق …!!!


    نسأل الله للفقيد الرحمة.. ولذويه الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..

    موقع الروضة الإسلامي..

    تعليق


    • #3
      رد : :د:الأهدل: أحمد ديدات الداعية الإسلامي.. (1)

      [align=center][align=center]جزاك الله خيرا اخي

      و غفر اله للشيخ و جزاه عن افضل جزاء

      اضغط(((هنا))))بعض كتب الشيخ أحمد ديدات[/align]

      تعليق


      • #4
        رد : :د:الأهدل: أحمد ديدات الداعية الإسلامي.. (1)

        وأقول: اللهم ارحم عبدك أحمد ديدات واجعلنا وإياه ممن أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، إنا لله وإنا إليه راجعون. لله ما أخذ ولله ما أعطى..
        اللهم آمين آمين

        تعليق


        • #5
          رد : :د:الأهدل: أحمد ديدات الداعية الإسلامي.. (1)

          رحمه الله رحمة واسعة

          تعليق


          • #6
            رد : :د:الأهدل: أحمد ديدات الداعية الإسلامي.. (1)

            آمين..

            تقبل الله دعائنا ودعائكم..

            وأعتذر إخوتي عن تأخر الرد لظروف سفر طارئة..

            تعليق

            جاري التحميل ..
            X