[align=justify]
مجموعة التقارير الاخبارية - شبكة فلسطين للحوار
إن التهديدات التي تتعرض لها إسرائيل .. تهديدات لنا أيضا".
هذا ما صرحت به المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عشية وصولها لاسرائيل في زيارة تلقى خلالها خطبة تعتبر الاولى من نوعها لاي مستشار الماني في الكنيست الاسرائيلي وذلك بعد أكثر من 6 عقود على نهاية الحرب العالمية الثانية في زيارة رسمية تاريخية تستغرق3 أيام وتشهد زيارة ميركل كذلك حدثا دبلوماسيا هاما وهو وجود وفد مرافق لها يضم نصف مجلس الوزراء الألماني وعددا من كبار رجال الأعمال لعقد أولى جلسات المشاورات الحكومية الدورية الشاملة بين البلدين. وصرحت ميركل قبل مغادرتها أنها ستؤكد خلال زيارتها علي التزام ألمانيا العميق بالدفاع عن اسرائيل ودللت علي ذلك قائلة إن من يعلم تاريخ عهد النازي والهولوكوست سيعلم أن علاقات ألمانيا المستقرة حاليا مع إسرائيل تعد إحدي معجزات التاريخ.
تأتي هذه الزيارة لتوثيق العلاقات الثنائية بين البلدين في ظل الحرب المسعورة التي يشنها العالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة على ما يعتبرونه محور الشر المتثل في كل من ايران-سوريا-حزب الله وحماس.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بهزيمة المانيا النازية بقيادة هتلر وعلى اثر المجازر التي تم ارتكابها بحق اليهود فقد تم فرض التزامات عديدة وقاسية على المانيا تجاه اليهود استمرت الى الآن وبقوة بعد ان اصبحت ميركل مستشارة لالمانيا ,فقد فرض على المانيا الاعتذار للكيان الاسرائيلي على ما اقترفته المانيا النازية من جرائم بحق اليهود آنذاك ,كما و تم فرض التعويضات بمئات المليارات من الدولارات ودفع رواتب ما يقارب 35000 يهودي من الضحايا .
لم يقتصر الامر على التعويضات والاعتذارات فقد استغل اليهود الهولوكوست احسن استغلال بحيث اصبحوا وكما في امريكا يسيطرون على وسائل الاعلام ومراكز صناعة القرار واستخدام اسلوب الضغط والابتزاز من اجل امداد اسرائيل باسلحة متطورة وباسعار زهيدة .كما استطاع يهود المانيا من الحصول على الشرعية على درجة متساوية مع الطوائف المسيحية الاخرى من الروم الكاثوليك واللوثرية.
دأبت الحكومات الالمانية على مدى خمسين عاما على دعم الكيان الاسرائيلي بالاسلحة والعتاد.
بدأ التعاون العسكري عام 1955 حينما زودت المانيا اسرائيل وكما يوضح هنا عبد العظيم محمود حنفي الخبير في الدراسات الإستراتيجية و مدير مركز الكنانة للبحوث والدراسات القاهرة - في تقرير تحت عنوان في جوانب الدعم العسكري الألماني لإسرائيل نشر في القدس العربي عدد الاربعاء 13-09-2006
"لا يخفي علي أحد الدعم العسكري الكبير الذي تقدمه ألمانيا إلي إسرائيل منذ إنشائها علي ضوء الالتزام الأخلاقي والتاريخي الذي أخذته علي عاتقها بسبب جرائم النازيين ضد اليهود.
يعود التعاون بين ألمانيا وإسرائيل إلي أكثر من خمسة عقود، أي إلي ما قبل عقدين علي إقامة علاقات دبلوماسية بينهما عام 1965. وقد بدأ هذا التعاون الذي أسس لعلاقات خاصة ومتميزة عندما زودت الحكومة الألمانية إسرائيل بقاربين حربيين عام 1955.
أن التعاون بين إسرائيل وألمانيا، لا سيما في المجالين العسكري والعلمي وصل إلي حدود يصعب معها تبرير مستواه بحاجات إسرائيل الأمنية وفقا لجريدة البرلمان الألمانية الأسبوعية. فقد جاء في تقرير نشرته الصحيفة في عددها الصادر في تاريخ 15 نيسان/ أبريل 2005 أن الدولتين تتعاونان أيضا في تطوير الأسلحة وبيعها إلي مختلف بلدان العالم من خلال شركات متخصصة تحقق أرباحا بمئات الملايين من الدولارات سنويا.
ومنذ عام 1964 لم تعد صفقات تزويد الأسلحة الألمانية إلي إسرائيل سرا، بل هناك تقارير تتحدث عن حجم هذا التعاون وأشكاله والذي بدأ بتزويد الدولة العبرية بالذخيرة والدبابات المستعملة. فعندما أطلق صدام حسين صواريخ سكود علي تل أبيب عام 1991 تصدت لها صواريخ باتريوت وإن لم تفلح في إسقاطها كلها، إلا أنها استطاعت أن تحد من فاعليتها. هذا ما كان ليحصل دون هذه الصواريخ التي وصلت من المستودعات الألمانية. هذه الصواريخ عادت لتظهر من جديد بعد مهاجمة أمريكا للعراق عام 2003. وفي هذا السياق أكد المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر مدي التزام بلاده بدعم الدولة العبرية: إن الدفاع عن إسرائيل وأمن مواطنيها هو جزء من سياستنا التي تعود إلي جذور أخلاقية وتاريخية .
ومن الملاحظ أن صواريخ باتريوت هي استثناء، خاصة وأن العادة جرت علي تزويد إسرائيل ليس بالنظم القتالية كاملة، بل ببعض مكونات هذه النظم وتكنولوجياتها. بعض هذه المكونات موجودة علي سبيل المثال في دبابة ميركافا التي تعد من أكثر الدبابات في العالم كفاءة وقدرة علي المناورة. ففي ألمانيا تم تطوير تصفيحها ومدفعها إضافة إلي أن محركها ألماني الصنع. ولا ينحصر الدعم الألماني في هذه الدبابة وإنما يتجاوزه إلي البوارج والسفن وطائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي تحتوي علي تقنيات وقطع صنعت وطورت في ألمانيا. ورغم إعلان ألمانيا أنها لن تورد إلي إسرائيل أسلحة حربية ذات طبيعة هجومية لأسباب سياسية، إلا أن الغواصات الألمانية التي استلمتها إسرائيل تثبت عكس ذلك. فقد زودت ألمانيا إسرائيل ما بين الفترة 1998 و2000 بثلاث غواصات تم تمويلها من قبل دافع الضريبة الألماني بنسبة 80 بالمائة. وتتميز هذه الغواصات بقدرتها علي حمل العتاد الثقيل وصواريخ بحر ـ بحر التي تستطيع إغراق السفن. كما أنها تستطيع حمل صواريخ بعيدة المدي. وتحصل إسرائيل أيضا علي وسائل قـــــتالية أمريكية مجهزة بتقنيات ألمانية عالية مثل طائرات F-16 ومروحيات أباتشي التي استخدمتها في هجومها علي لبنان. وتضم هذه التقنيات أجهزة الرصد الليلي عن طريق الأشعة تحت الحمراء التي تساهم في تشخيص الأهداف بدقة والتصويب عليها في كافة الظروف الجوية.
من ناحية أخري، يقول الساسة والمحللون الألمان إن ألمانيا لا توافق علي تزويد إسرائيل بكافة الأسلحة التي تطلبها خوفا من استخدامها ضد المدنيين وخاصة في الصدامات مع الفلسطينيين. ومن هذه الأسلحة المصفحة التي يطلق عليها اسم دينجو التي رفضت الحكومات الألمانية السابقة تزويد تل أبيب بها. إلا أن الحكومة الحالية كما يقول الخبراء العسكريون الألمان سوف تسمح بتزويد إسرائيل بهذه العربة المصفحة التي تستطيع التحرك بسرعة في المناطق المأهولة وداخل الأزقة. كما تستطيع نقل الجنود وتوفير الحماية لهم من الألغام والأسلحة المضادة للدروع. وقد طلبت إسرائيل أكثر من 100 قطعة منها. ولكي تحصل عليها لا بد من موافقة مجلس الأمن القومي الألماني علي ذلك. ويتألف هذا المجلس من المستشار ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية ومدير المخابرات. ويشير هؤلاء الخبراء إلي أن تزويد إسرائيل بالسلاح يجب أن يتماشي مع القوانين الألمانية وقانون التجارة الخارجية إضافة إلي القوانين المعمول بها في الاتحاد الأوروبي. ولكن الواقع يحكي قصة أخري، إذ إن هذه الشروط ليست وللأسف خاضعة إلي الناحية القانونية، بل تخضع لاعتبارات سياسية.
ولذا لا غرابة في قيام الحكومة الألمانية بإخفاء صفقات تزويد إسرائيل بالأسلحة عن الرأي العام. كما ان ما تحصل عليه تل أبيب في كثير من الأحيان لا يتماشي والقواعد القانونية التي تنظم تصدير الأسلحة الألمانية بعكس ما هو متبع مع دول أخري. وقد اعتمد التعاون الوثيق بين إسرائيل وألمانيا منذ البداية علي طرق غير رسمية لا تخضع للرقابة الديمقراطية. فحتي نهاية ثمانينات القرن الماضي علي الأقل اشرف عليه مباشرة جهازا المخابرات الألمانية BND والاستخبارات الإسرائيلية موساد. وهذا ما أبعده عن المراقبة البرلمانية التي بقيت غائبة حسب نفس المصدر. وفي هذا السياق تبرهن عدة فضائح تتعلق بصفقات أسلحة سرية علي هذا العجز في آلية صناعة القرار السياسي الألماني. ففي نهاية ثمانينات القرن الماضي كشف النقاب عن تزويد إسرائيل بأسلحة سوفييتية تابعة لجيش ألمانيا الشرقية علي أساس أنها تجهيزات زراعية. ووفقا لوزارة الدفاع الألمانية فإن حكومات البلدين حرصت دائما علي إبعاد التعاون العسكري والعلمي بينهما عن الرأي العام.
أما بالنسبة للدول العربية فلم يشكل التعاون الوثيق بين ألمانيا وإسرائيل تحديا لعلاقات الأولي مع العرب سوي في فترات زمنية كان أبرزها فترة نهاية الخمسينيات من القرن الماضي. ففي ذلك الحين هددت هذه الدول بقطع علاقاتها مع الحكومة الألمانية علي ضوء خروج صفقات تسلح ألمانية لإسرائيل إلي العلن. غير أنه ومنذ رحيل جمال عبد الناصر لم تظهر أزمات مماثلة في علاقات الطرفين رغم استمرار الدعم العسكري الألماني لتل أبيب. ويرجع المحللون في ألمانيا ذلك بأن العالم العربي تقبل أو تأقلم مع العلاقات الألمانية ـ الإسرائيلية الخاصة رغم عدم تفهم نخب واسعة فيه لالتزامات الحكومات الألمانية تجاه تل أبيب بعد مرور أكثر من ستة عقود علي نهاية الحرب العالمية الثانية" .
وتحت عنوان "اللوبي اليهودي.. الاستغلال الأمثل لمحرقة النازي المزعومة" يقول صلاح الصيفي
"وبعودةٍ مرةً أخرى إلى العصر الحديث، والدعم المادي اللامحدود الذي تتلقاه الحكومة الإسرائيلية من ألمانيا، نجد أن هناك أسماء ألمانية كثيرة ساهمت في بناء "إسرائيل" التي تعيش على خبزٍ من الخارج، ففي عهد المستشار فيلي برانت وخليفته هيلموت شميت حصلت "إسرائيل" على مساعداتٍ كثيرةٍ، خاصة أنه في عهد شميت اجتاحت إسرائيل لبنان في عام 1982م لتضرب فصائل الثورة الفلسطينية وتُجبرها على الرحيل، في ذلك الوقت سجَّل المراقبون أن حجم المساعدات العسكرية التي حصلت عليها "إسرائيل" من ألمانيا بلغ أكبر معدل، وفي عهد المستشار هيلموت كول حصلت "إسرائيل" على ثلاث غواصات من طراز الدلفين التي تستطيع حمل صواريخ نووية على متنها.
وحين استلم الحكم المستشار الاشتراكي جيرهارد شرودر زوَّد عدد الغواصات باثنتين، وكانت إسرائيل تستخدم طرقًا عديدةً لتهريب الأسلحة، على سبيل المثال خلال عهد كول اكتشف موظف في الجمارك عن طريق الصدفة حوانيت في ميناء هامبورج مهيأةً للسفر على متن سفينة تجارية إلى إسرائيل فيها صناديق كُتب عليها: آلات للاستخدام في الزراعة، أما اليوم فإن إرساليات السلاح تتم علنًا في عهد المستشارة أنجيلا ميركيل التي تنتهج سياسة تقارب قوية مع إسرائيل جعلتها ثالث أهم شخصية سياسية أجنية مقبولة عند الإسرائيليين بعد دبليو بوش وتوني بلير.
وتتحدث الأرقام عن الدعم الذي قدَّمته ألمانيا لإسرائيل (ما يزيد على 120 مليار يورو) لكن "إسرائيل" التي تعتمد في البقاء على دعمٍ كلي من الخارج، لا تستطيع الثبات دون هذا الدعم الذي تلقاه من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، بغض النظر عن الدعم المادي تحصل "إسرائيل" على دعمٍ عسكري جعلها تملك أكبر ترسانة حربية في الشرق الأوسط، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحةً نووية، وتحصل "إسرائيل" على دعمٍ سياسي فألمانيا التي ترأس حاليًا الاتحاد الأوروبي لن تقوم بأي مبادرةٍ لا تتفق مع الخيار الإسرائيلي، وتبدو عقدة الذنب أعمق بكثير، إذ إنه بعيدًا عن الدعم الرسمي وغير الرسمي الذي تحصل عليه "إسرائيل" من ألمانيا، فإنَّ اللوبي اليهودي وأصدقاء إسرائيل من الألمان، يقومون بجمع الأموال لتمويل مشاريع في إسرائيل، خاصةً في مجال التعليم؛ حيث إن الدولة العبرية تعتمد كليًّا على دعمٍ من الخارج.
وفي جميع أنحاء ألمانيا تكونت فئات تعمل في جمع التبرعات للجامعات الإسرائيلية، فهناك على سبيل المثال جماعة تُطلق على نفسها اسم (أصدقاء الجامعة العبرية في حيفا) والجمعية الألمانية لأصدقاء معهد وايزمان، وهؤلاء هم أفضل أصدقاء إسرائيل في ألمانيا، وغالبًا ما يترأس هذه الجماعات أسماء معروفة من السياسة والاقتصاد والمجتمع، كما لا يتأثر هؤلاء بالأنباء السلبية التي ترد من منطقة الشرق الوسط أو بالتقارير الإعلامية الناقدة لإسرائيل.
وفي ظل تزايد عدد المنظمات التي تجمع تبرعاتٍ لإسرائيل، نشأت منافسة شديدة بينها، إذ تسابق أصدقاء إسرائيل في ألمانيا على مَن يجمع تبرعاتٍ أكثر لإسرائيل، وباتت جمعيات التأييد الألمانية تتطلع لتنافس منظمات إسرائيلية مثل منظمة "كيرين حيسود" التي تأسست في لندن عام 1920م بهدف دعم دولةٍ لليهود المنظمة المذكورة لجمع التبرعات، ولهذه المنظمة أيضًا جمعية من الأصدقاء الذين يجمعون لها المال".
أثار الاستخدام المفرط للقوة من قبل إسرائيل في حرب لبنان ردود أفعال بعض الأوساط السياسية والشعبية الألمانية التي طالبت بوقف مد تل أبيب بالسلاح. التقرير التالي يلقي الضوء على بعض جوانب الدعم العسكري الألماني لإسرائيل.
الهجوم الإسرائيلي على لبنان وما صاحبه من قصف لبيروت والمدن الأخرى والقرى اللبنانية تم باستخدام أسلحة متطورة تدخل تعتمد بشكل كبير على منتجات وتكنولوجيا عسكرية ألمانية. وفي هذا السياق، لا يخفى على أحد الدعم العسكري الكبير الذي تقدمه ألمانيا إلى إسرائيل منذ إنشائها على ضوء الالتزام الأخلاقي والتاريخي الذي أخذته على عاتقها بسبب جرائم النازيين ضد اليهود. ومنذ عام 1964 لم تعد صفقات تزويد الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل سرا، بل هناك تقارير تتحدث عن حجم هذا التعاون وأشكاله والذي بدأ بتزويد الدولة العبرية بالذخيرة والدبابات المستعملة.
صواريخ الباتريوت ساهمت في صد صواريخ سكاد عندما أطلق صدام حسين صواريخ "سكود" على تل أبيب عام 1991 تصدت لها صواريخ باتريوت وإن لم تفلح في إسقاطها كلها، إلا أنها استطاعت أن تحد من فاعليتها. هذا ما كان ليحصل دون هذه الصواريخ التي وصلت من المستودعات الألمانية. هذه الصواريخ عادت لتظهر من جديد بعد مهاجمة أمريكا للعراق عام 2003. وفي هذا السياق أكد المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر مدى التزام بلاده بدعم الدولة العبرية: "إن الدفاع عن إسرائيل وأمن مواطنيها هو جزء من سياستنا التي تعود إلى جذور أخلاقية وتاريخية".
ومن الملاحظ أن صواريخ باتريوت هي استثناء، خاصة وأن العادة جرت على تزويد إسرائيل ليس بالنظم القتالية كاملة، بل ببعض مكونات هذه النظم وتكنولوجياتها. بعض هذه المكونات موجودة على سبيل المثال في دبابة ميركافا التي تعد من أكثر الدبابات في العالم كفاءة وقدرة على المناورة. ففي ألمانيا تم تطوير تصفيحها ومدفعها إضافة إلى أن محركها ألماني الصنع. ولا ينحصر الدعم الألماني على في هذه الدبابة وإنما يتجاوزه إلى البوارج والسفن وطائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي تحتوي على تقنيات وقطع صنعت وطورت في ألمانيا.
الغواصات الألمانية تشكل دعامة رئيسة للبحرية الأسرائيلية رغم إعلان ألمانيا أنها لن تورد إلى إسرائيل أسلحة حربية ذات طبيعة هجومية لأسباب سياسية، إلا أن الغواصات الألمانية التي استلمتها إسرائيل تثبت عكس ذلك. وفي هذا السياق، قال الخبير الألماني اوتوفريد ناسوار من مركز المعلومات للشؤون الأمنية عبر الأطلسي:"لقد زودت ألمانيا إسرائيل ما بين الفترة 1998 و2000 بثلاث غواصات تم تمويلها من قبل دافع الضريبة الألماني بنسبة 80 بالمائة". وتتميز هذه الغواصات بقدرتها على حمل العتاد الثقيل وصواريخ بحر- بحر التي تستطيع إغراق السفن. كما أنها تستطيع حمل صواريخ بعيدة المدى، كما أوضح الخبير.
وتحصل إسرائيل أيضا على وسائل قتالية أمريكية مجهزة بتقنيات ألمانية عالية مثل طائرات F-16 ومروحيات اباتشي التي استخدمتها في هجومها على لبنان. وتضم هذه التقنيات أجهزة الرصد الليلي عن طريق الأشعة تحت الحمراء التي تساهم في تشخيص الأهداف بدقة والتصويب عليها في كافة الظروف الجوية.
من ناحية أخرى، لا توافق ألمانيا على تزويد إسرائيل بكافة الأسلحة التي تطلبها خوفا من استخدامها ضد المدنيين وخاصة في الصدامات مع الفلسطينيين. ومن هذه الأسلحة المصفحة التي يطلق عليها اسم "دينجو" التي رفضت الحكومات الألمانية السابقة تزويد تل أبيب بها. إلا أن الحكومة الحالية كما يقول الخبير الألماني ناسوار يتوقع أن تسمح بتزويد إسرائيل بهذه العربة المصفحة التي تستطيع التحرك بسرعة في المناطق المأهولة وداخل الأزقة. كما تستطيع نقل الجنود وتوفير الحماية لهم من الألغام والأسلحة المضادة للدروع. وقد طلبت إسرائيل أكثر من 100 قطعة منها. ولكي تحصل عليها لابد من موافقة مجلس الأمن القومي الألماني على ذلك. ويتألف هذا المجلس من المستشار وزراء الخارجية والدفاع والداخلية ومدير المخابرات. وأشار الخبير إلى أن "تزويد إسرائيل بالسلاح يجب أن يتماشى مع القوانين الألمانية وقانون التجارة الخارجية" إضافة إلى القوانين المعمول بها في الاتحاد الأوروبي. ولكن الواقع يحكي قصة أخرى، إذ إن هذه الشروط " ليست وللأسف خاضعة إلى الناحية القانونية، بل تخضع لاعتبارات سياسية"، كما قال ناسوار.
ولذا لا غرابة في قيام الحكومة الألمانية بإخفاء صفقات تزويد إسرائيل بالأسلحة عن الرأي العام. كما إن ما تحصل عليه تل أبيب في كثير من الأحيان لا يتماشى والقواعد القانونية التي تنظم تصدير الأسلحة الألمانية بعكس ما هو متبع مع دول أخرى. [/align]
ميركل وعقدة الذنب تجاه الكيان الصهيوني
مجموعة التقارير الاخبارية - شبكة فلسطين للحوار
إن التهديدات التي تتعرض لها إسرائيل .. تهديدات لنا أيضا".
هذا ما صرحت به المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عشية وصولها لاسرائيل في زيارة تلقى خلالها خطبة تعتبر الاولى من نوعها لاي مستشار الماني في الكنيست الاسرائيلي وذلك بعد أكثر من 6 عقود على نهاية الحرب العالمية الثانية في زيارة رسمية تاريخية تستغرق3 أيام وتشهد زيارة ميركل كذلك حدثا دبلوماسيا هاما وهو وجود وفد مرافق لها يضم نصف مجلس الوزراء الألماني وعددا من كبار رجال الأعمال لعقد أولى جلسات المشاورات الحكومية الدورية الشاملة بين البلدين. وصرحت ميركل قبل مغادرتها أنها ستؤكد خلال زيارتها علي التزام ألمانيا العميق بالدفاع عن اسرائيل ودللت علي ذلك قائلة إن من يعلم تاريخ عهد النازي والهولوكوست سيعلم أن علاقات ألمانيا المستقرة حاليا مع إسرائيل تعد إحدي معجزات التاريخ.
تأتي هذه الزيارة لتوثيق العلاقات الثنائية بين البلدين في ظل الحرب المسعورة التي يشنها العالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة على ما يعتبرونه محور الشر المتثل في كل من ايران-سوريا-حزب الله وحماس.
الهولوكوست و استغلال اللوبي اليهودي الأمثل لها
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بهزيمة المانيا النازية بقيادة هتلر وعلى اثر المجازر التي تم ارتكابها بحق اليهود فقد تم فرض التزامات عديدة وقاسية على المانيا تجاه اليهود استمرت الى الآن وبقوة بعد ان اصبحت ميركل مستشارة لالمانيا ,فقد فرض على المانيا الاعتذار للكيان الاسرائيلي على ما اقترفته المانيا النازية من جرائم بحق اليهود آنذاك ,كما و تم فرض التعويضات بمئات المليارات من الدولارات ودفع رواتب ما يقارب 35000 يهودي من الضحايا .
لم يقتصر الامر على التعويضات والاعتذارات فقد استغل اليهود الهولوكوست احسن استغلال بحيث اصبحوا وكما في امريكا يسيطرون على وسائل الاعلام ومراكز صناعة القرار واستخدام اسلوب الضغط والابتزاز من اجل امداد اسرائيل باسلحة متطورة وباسعار زهيدة .كما استطاع يهود المانيا من الحصول على الشرعية على درجة متساوية مع الطوائف المسيحية الاخرى من الروم الكاثوليك واللوثرية.
الدعم المادي والعسكري الالماني لاسرائيل
دأبت الحكومات الالمانية على مدى خمسين عاما على دعم الكيان الاسرائيلي بالاسلحة والعتاد.
بدأ التعاون العسكري عام 1955 حينما زودت المانيا اسرائيل وكما يوضح هنا عبد العظيم محمود حنفي الخبير في الدراسات الإستراتيجية و مدير مركز الكنانة للبحوث والدراسات القاهرة - في تقرير تحت عنوان في جوانب الدعم العسكري الألماني لإسرائيل نشر في القدس العربي عدد الاربعاء 13-09-2006
"لا يخفي علي أحد الدعم العسكري الكبير الذي تقدمه ألمانيا إلي إسرائيل منذ إنشائها علي ضوء الالتزام الأخلاقي والتاريخي الذي أخذته علي عاتقها بسبب جرائم النازيين ضد اليهود.
يعود التعاون بين ألمانيا وإسرائيل إلي أكثر من خمسة عقود، أي إلي ما قبل عقدين علي إقامة علاقات دبلوماسية بينهما عام 1965. وقد بدأ هذا التعاون الذي أسس لعلاقات خاصة ومتميزة عندما زودت الحكومة الألمانية إسرائيل بقاربين حربيين عام 1955.
أن التعاون بين إسرائيل وألمانيا، لا سيما في المجالين العسكري والعلمي وصل إلي حدود يصعب معها تبرير مستواه بحاجات إسرائيل الأمنية وفقا لجريدة البرلمان الألمانية الأسبوعية. فقد جاء في تقرير نشرته الصحيفة في عددها الصادر في تاريخ 15 نيسان/ أبريل 2005 أن الدولتين تتعاونان أيضا في تطوير الأسلحة وبيعها إلي مختلف بلدان العالم من خلال شركات متخصصة تحقق أرباحا بمئات الملايين من الدولارات سنويا.
ومنذ عام 1964 لم تعد صفقات تزويد الأسلحة الألمانية إلي إسرائيل سرا، بل هناك تقارير تتحدث عن حجم هذا التعاون وأشكاله والذي بدأ بتزويد الدولة العبرية بالذخيرة والدبابات المستعملة. فعندما أطلق صدام حسين صواريخ سكود علي تل أبيب عام 1991 تصدت لها صواريخ باتريوت وإن لم تفلح في إسقاطها كلها، إلا أنها استطاعت أن تحد من فاعليتها. هذا ما كان ليحصل دون هذه الصواريخ التي وصلت من المستودعات الألمانية. هذه الصواريخ عادت لتظهر من جديد بعد مهاجمة أمريكا للعراق عام 2003. وفي هذا السياق أكد المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر مدي التزام بلاده بدعم الدولة العبرية: إن الدفاع عن إسرائيل وأمن مواطنيها هو جزء من سياستنا التي تعود إلي جذور أخلاقية وتاريخية .
ومن الملاحظ أن صواريخ باتريوت هي استثناء، خاصة وأن العادة جرت علي تزويد إسرائيل ليس بالنظم القتالية كاملة، بل ببعض مكونات هذه النظم وتكنولوجياتها. بعض هذه المكونات موجودة علي سبيل المثال في دبابة ميركافا التي تعد من أكثر الدبابات في العالم كفاءة وقدرة علي المناورة. ففي ألمانيا تم تطوير تصفيحها ومدفعها إضافة إلي أن محركها ألماني الصنع. ولا ينحصر الدعم الألماني في هذه الدبابة وإنما يتجاوزه إلي البوارج والسفن وطائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي تحتوي علي تقنيات وقطع صنعت وطورت في ألمانيا. ورغم إعلان ألمانيا أنها لن تورد إلي إسرائيل أسلحة حربية ذات طبيعة هجومية لأسباب سياسية، إلا أن الغواصات الألمانية التي استلمتها إسرائيل تثبت عكس ذلك. فقد زودت ألمانيا إسرائيل ما بين الفترة 1998 و2000 بثلاث غواصات تم تمويلها من قبل دافع الضريبة الألماني بنسبة 80 بالمائة. وتتميز هذه الغواصات بقدرتها علي حمل العتاد الثقيل وصواريخ بحر ـ بحر التي تستطيع إغراق السفن. كما أنها تستطيع حمل صواريخ بعيدة المدي. وتحصل إسرائيل أيضا علي وسائل قـــــتالية أمريكية مجهزة بتقنيات ألمانية عالية مثل طائرات F-16 ومروحيات أباتشي التي استخدمتها في هجومها علي لبنان. وتضم هذه التقنيات أجهزة الرصد الليلي عن طريق الأشعة تحت الحمراء التي تساهم في تشخيص الأهداف بدقة والتصويب عليها في كافة الظروف الجوية.
من ناحية أخري، يقول الساسة والمحللون الألمان إن ألمانيا لا توافق علي تزويد إسرائيل بكافة الأسلحة التي تطلبها خوفا من استخدامها ضد المدنيين وخاصة في الصدامات مع الفلسطينيين. ومن هذه الأسلحة المصفحة التي يطلق عليها اسم دينجو التي رفضت الحكومات الألمانية السابقة تزويد تل أبيب بها. إلا أن الحكومة الحالية كما يقول الخبراء العسكريون الألمان سوف تسمح بتزويد إسرائيل بهذه العربة المصفحة التي تستطيع التحرك بسرعة في المناطق المأهولة وداخل الأزقة. كما تستطيع نقل الجنود وتوفير الحماية لهم من الألغام والأسلحة المضادة للدروع. وقد طلبت إسرائيل أكثر من 100 قطعة منها. ولكي تحصل عليها لا بد من موافقة مجلس الأمن القومي الألماني علي ذلك. ويتألف هذا المجلس من المستشار ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية ومدير المخابرات. ويشير هؤلاء الخبراء إلي أن تزويد إسرائيل بالسلاح يجب أن يتماشي مع القوانين الألمانية وقانون التجارة الخارجية إضافة إلي القوانين المعمول بها في الاتحاد الأوروبي. ولكن الواقع يحكي قصة أخري، إذ إن هذه الشروط ليست وللأسف خاضعة إلي الناحية القانونية، بل تخضع لاعتبارات سياسية.
ولذا لا غرابة في قيام الحكومة الألمانية بإخفاء صفقات تزويد إسرائيل بالأسلحة عن الرأي العام. كما ان ما تحصل عليه تل أبيب في كثير من الأحيان لا يتماشي والقواعد القانونية التي تنظم تصدير الأسلحة الألمانية بعكس ما هو متبع مع دول أخري. وقد اعتمد التعاون الوثيق بين إسرائيل وألمانيا منذ البداية علي طرق غير رسمية لا تخضع للرقابة الديمقراطية. فحتي نهاية ثمانينات القرن الماضي علي الأقل اشرف عليه مباشرة جهازا المخابرات الألمانية BND والاستخبارات الإسرائيلية موساد. وهذا ما أبعده عن المراقبة البرلمانية التي بقيت غائبة حسب نفس المصدر. وفي هذا السياق تبرهن عدة فضائح تتعلق بصفقات أسلحة سرية علي هذا العجز في آلية صناعة القرار السياسي الألماني. ففي نهاية ثمانينات القرن الماضي كشف النقاب عن تزويد إسرائيل بأسلحة سوفييتية تابعة لجيش ألمانيا الشرقية علي أساس أنها تجهيزات زراعية. ووفقا لوزارة الدفاع الألمانية فإن حكومات البلدين حرصت دائما علي إبعاد التعاون العسكري والعلمي بينهما عن الرأي العام.
أما بالنسبة للدول العربية فلم يشكل التعاون الوثيق بين ألمانيا وإسرائيل تحديا لعلاقات الأولي مع العرب سوي في فترات زمنية كان أبرزها فترة نهاية الخمسينيات من القرن الماضي. ففي ذلك الحين هددت هذه الدول بقطع علاقاتها مع الحكومة الألمانية علي ضوء خروج صفقات تسلح ألمانية لإسرائيل إلي العلن. غير أنه ومنذ رحيل جمال عبد الناصر لم تظهر أزمات مماثلة في علاقات الطرفين رغم استمرار الدعم العسكري الألماني لتل أبيب. ويرجع المحللون في ألمانيا ذلك بأن العالم العربي تقبل أو تأقلم مع العلاقات الألمانية ـ الإسرائيلية الخاصة رغم عدم تفهم نخب واسعة فيه لالتزامات الحكومات الألمانية تجاه تل أبيب بعد مرور أكثر من ستة عقود علي نهاية الحرب العالمية الثانية" .
وتحت عنوان "اللوبي اليهودي.. الاستغلال الأمثل لمحرقة النازي المزعومة" يقول صلاح الصيفي
"وبعودةٍ مرةً أخرى إلى العصر الحديث، والدعم المادي اللامحدود الذي تتلقاه الحكومة الإسرائيلية من ألمانيا، نجد أن هناك أسماء ألمانية كثيرة ساهمت في بناء "إسرائيل" التي تعيش على خبزٍ من الخارج، ففي عهد المستشار فيلي برانت وخليفته هيلموت شميت حصلت "إسرائيل" على مساعداتٍ كثيرةٍ، خاصة أنه في عهد شميت اجتاحت إسرائيل لبنان في عام 1982م لتضرب فصائل الثورة الفلسطينية وتُجبرها على الرحيل، في ذلك الوقت سجَّل المراقبون أن حجم المساعدات العسكرية التي حصلت عليها "إسرائيل" من ألمانيا بلغ أكبر معدل، وفي عهد المستشار هيلموت كول حصلت "إسرائيل" على ثلاث غواصات من طراز الدلفين التي تستطيع حمل صواريخ نووية على متنها.
وحين استلم الحكم المستشار الاشتراكي جيرهارد شرودر زوَّد عدد الغواصات باثنتين، وكانت إسرائيل تستخدم طرقًا عديدةً لتهريب الأسلحة، على سبيل المثال خلال عهد كول اكتشف موظف في الجمارك عن طريق الصدفة حوانيت في ميناء هامبورج مهيأةً للسفر على متن سفينة تجارية إلى إسرائيل فيها صناديق كُتب عليها: آلات للاستخدام في الزراعة، أما اليوم فإن إرساليات السلاح تتم علنًا في عهد المستشارة أنجيلا ميركيل التي تنتهج سياسة تقارب قوية مع إسرائيل جعلتها ثالث أهم شخصية سياسية أجنية مقبولة عند الإسرائيليين بعد دبليو بوش وتوني بلير.
وتتحدث الأرقام عن الدعم الذي قدَّمته ألمانيا لإسرائيل (ما يزيد على 120 مليار يورو) لكن "إسرائيل" التي تعتمد في البقاء على دعمٍ كلي من الخارج، لا تستطيع الثبات دون هذا الدعم الذي تلقاه من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، بغض النظر عن الدعم المادي تحصل "إسرائيل" على دعمٍ عسكري جعلها تملك أكبر ترسانة حربية في الشرق الأوسط، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحةً نووية، وتحصل "إسرائيل" على دعمٍ سياسي فألمانيا التي ترأس حاليًا الاتحاد الأوروبي لن تقوم بأي مبادرةٍ لا تتفق مع الخيار الإسرائيلي، وتبدو عقدة الذنب أعمق بكثير، إذ إنه بعيدًا عن الدعم الرسمي وغير الرسمي الذي تحصل عليه "إسرائيل" من ألمانيا، فإنَّ اللوبي اليهودي وأصدقاء إسرائيل من الألمان، يقومون بجمع الأموال لتمويل مشاريع في إسرائيل، خاصةً في مجال التعليم؛ حيث إن الدولة العبرية تعتمد كليًّا على دعمٍ من الخارج.
وفي جميع أنحاء ألمانيا تكونت فئات تعمل في جمع التبرعات للجامعات الإسرائيلية، فهناك على سبيل المثال جماعة تُطلق على نفسها اسم (أصدقاء الجامعة العبرية في حيفا) والجمعية الألمانية لأصدقاء معهد وايزمان، وهؤلاء هم أفضل أصدقاء إسرائيل في ألمانيا، وغالبًا ما يترأس هذه الجماعات أسماء معروفة من السياسة والاقتصاد والمجتمع، كما لا يتأثر هؤلاء بالأنباء السلبية التي ترد من منطقة الشرق الوسط أو بالتقارير الإعلامية الناقدة لإسرائيل.
وفي ظل تزايد عدد المنظمات التي تجمع تبرعاتٍ لإسرائيل، نشأت منافسة شديدة بينها، إذ تسابق أصدقاء إسرائيل في ألمانيا على مَن يجمع تبرعاتٍ أكثر لإسرائيل، وباتت جمعيات التأييد الألمانية تتطلع لتنافس منظمات إسرائيلية مثل منظمة "كيرين حيسود" التي تأسست في لندن عام 1920م بهدف دعم دولةٍ لليهود المنظمة المذكورة لجمع التبرعات، ولهذه المنظمة أيضًا جمعية من الأصدقاء الذين يجمعون لها المال".
الأسلحة الإسرائيلية تعتمد بشكل واسع على التقنيات العسكرية الألمانية
أثار الاستخدام المفرط للقوة من قبل إسرائيل في حرب لبنان ردود أفعال بعض الأوساط السياسية والشعبية الألمانية التي طالبت بوقف مد تل أبيب بالسلاح. التقرير التالي يلقي الضوء على بعض جوانب الدعم العسكري الألماني لإسرائيل.
الهجوم الإسرائيلي على لبنان وما صاحبه من قصف لبيروت والمدن الأخرى والقرى اللبنانية تم باستخدام أسلحة متطورة تدخل تعتمد بشكل كبير على منتجات وتكنولوجيا عسكرية ألمانية. وفي هذا السياق، لا يخفى على أحد الدعم العسكري الكبير الذي تقدمه ألمانيا إلى إسرائيل منذ إنشائها على ضوء الالتزام الأخلاقي والتاريخي الذي أخذته على عاتقها بسبب جرائم النازيين ضد اليهود. ومنذ عام 1964 لم تعد صفقات تزويد الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل سرا، بل هناك تقارير تتحدث عن حجم هذا التعاون وأشكاله والذي بدأ بتزويد الدولة العبرية بالذخيرة والدبابات المستعملة.
دبابة ميركافا بمحرك ألماني
صواريخ الباتريوت ساهمت في صد صواريخ سكاد عندما أطلق صدام حسين صواريخ "سكود" على تل أبيب عام 1991 تصدت لها صواريخ باتريوت وإن لم تفلح في إسقاطها كلها، إلا أنها استطاعت أن تحد من فاعليتها. هذا ما كان ليحصل دون هذه الصواريخ التي وصلت من المستودعات الألمانية. هذه الصواريخ عادت لتظهر من جديد بعد مهاجمة أمريكا للعراق عام 2003. وفي هذا السياق أكد المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر مدى التزام بلاده بدعم الدولة العبرية: "إن الدفاع عن إسرائيل وأمن مواطنيها هو جزء من سياستنا التي تعود إلى جذور أخلاقية وتاريخية".
ومن الملاحظ أن صواريخ باتريوت هي استثناء، خاصة وأن العادة جرت على تزويد إسرائيل ليس بالنظم القتالية كاملة، بل ببعض مكونات هذه النظم وتكنولوجياتها. بعض هذه المكونات موجودة على سبيل المثال في دبابة ميركافا التي تعد من أكثر الدبابات في العالم كفاءة وقدرة على المناورة. ففي ألمانيا تم تطوير تصفيحها ومدفعها إضافة إلى أن محركها ألماني الصنع. ولا ينحصر الدعم الألماني على في هذه الدبابة وإنما يتجاوزه إلى البوارج والسفن وطائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي تحتوي على تقنيات وقطع صنعت وطورت في ألمانيا.
غواصات ألمانية قادرة على حمل صورايخ بعيدة المدى
الغواصات الألمانية تشكل دعامة رئيسة للبحرية الأسرائيلية رغم إعلان ألمانيا أنها لن تورد إلى إسرائيل أسلحة حربية ذات طبيعة هجومية لأسباب سياسية، إلا أن الغواصات الألمانية التي استلمتها إسرائيل تثبت عكس ذلك. وفي هذا السياق، قال الخبير الألماني اوتوفريد ناسوار من مركز المعلومات للشؤون الأمنية عبر الأطلسي:"لقد زودت ألمانيا إسرائيل ما بين الفترة 1998 و2000 بثلاث غواصات تم تمويلها من قبل دافع الضريبة الألماني بنسبة 80 بالمائة". وتتميز هذه الغواصات بقدرتها على حمل العتاد الثقيل وصواريخ بحر- بحر التي تستطيع إغراق السفن. كما أنها تستطيع حمل صواريخ بعيدة المدى، كما أوضح الخبير.
وتحصل إسرائيل أيضا على وسائل قتالية أمريكية مجهزة بتقنيات ألمانية عالية مثل طائرات F-16 ومروحيات اباتشي التي استخدمتها في هجومها على لبنان. وتضم هذه التقنيات أجهزة الرصد الليلي عن طريق الأشعة تحت الحمراء التي تساهم في تشخيص الأهداف بدقة والتصويب عليها في كافة الظروف الجوية.
الصفقات وفقا للاعتبارات السياسية
من ناحية أخرى، لا توافق ألمانيا على تزويد إسرائيل بكافة الأسلحة التي تطلبها خوفا من استخدامها ضد المدنيين وخاصة في الصدامات مع الفلسطينيين. ومن هذه الأسلحة المصفحة التي يطلق عليها اسم "دينجو" التي رفضت الحكومات الألمانية السابقة تزويد تل أبيب بها. إلا أن الحكومة الحالية كما يقول الخبير الألماني ناسوار يتوقع أن تسمح بتزويد إسرائيل بهذه العربة المصفحة التي تستطيع التحرك بسرعة في المناطق المأهولة وداخل الأزقة. كما تستطيع نقل الجنود وتوفير الحماية لهم من الألغام والأسلحة المضادة للدروع. وقد طلبت إسرائيل أكثر من 100 قطعة منها. ولكي تحصل عليها لابد من موافقة مجلس الأمن القومي الألماني على ذلك. ويتألف هذا المجلس من المستشار وزراء الخارجية والدفاع والداخلية ومدير المخابرات. وأشار الخبير إلى أن "تزويد إسرائيل بالسلاح يجب أن يتماشى مع القوانين الألمانية وقانون التجارة الخارجية" إضافة إلى القوانين المعمول بها في الاتحاد الأوروبي. ولكن الواقع يحكي قصة أخرى، إذ إن هذه الشروط " ليست وللأسف خاضعة إلى الناحية القانونية، بل تخضع لاعتبارات سياسية"، كما قال ناسوار.
ولذا لا غرابة في قيام الحكومة الألمانية بإخفاء صفقات تزويد إسرائيل بالأسلحة عن الرأي العام. كما إن ما تحصل عليه تل أبيب في كثير من الأحيان لا يتماشى والقواعد القانونية التي تنظم تصدير الأسلحة الألمانية بعكس ما هو متبع مع دول أخرى. [/align]
تعليق