الفساد والهزيمة... ونهاية "إسرائيل"
بقلم : د. عبد الوهاب المسيري
لا تزال تهيمن على الصحافة الإسرائيلية مجموعة من الموضوعات المترابطة: الهزيمة في الحرب الأخيرة مع "حزب الله" والفساد الضاربة أطنابه في الدولة الصهيونية. "نحميا شترسلر" في مقال بـ(هآرتس 6 مارس 2007) يصف "نظام التدمير الذاتي" أي النظام الحاكم فيقول: "رئيس الوزراء مشغول في بقائه السياسي، ويكرس جل وقته لصد تحقيقات مراقب الدولة في قضية الجبهة الداخلية، وفي الخلفية تقترب توصيات لجنة فينوجراد، التي تحقق معه. في ظل هذا الوضع لا يتبقى لرئيس الوزراء متسع من الوقت للتفكير في مبادرة السلام العربية، التي ستُطرح في قمة الرياض مرة أخرى، وليست لديه رغبة أو قوة للحث على تنفيذ الإصلاحات في الاقتصاد، فهو يريد الهدوء.
لقد بدأت عملية (الفساد) في حزب الليكود التي أتاحت الفرصة لثلاثة آلاف شخص أن يسيطروا على أعضاء الكنيست والوزراء. وأصبح بوسعهم أن يحددوا من الذي يجب أن تتم ترقيته، ومن الذي يجب أن يرحل. وقد نافقهم السياسيون وتزلّفوا إليهم وفعلوا ما يريدونه منهم. وخضع لهم الكثيرون ممن وصلوا إلى حزب الليكود ليس لانتخاب القادة الأفضل، وإنما من أجل الحصول على الامتيازات لأنفسهم ولرفاقهم. لقد تحولوا إلى سماسرة يتوجهون إلى الوزراء بالمحسوبيات وتحصيل التخفيضات في ضريبة الدخل والهِبات في مركز الاستثمارات والحصول على الأراضي من إدارة أراضي "إسرائيل". إيهود أولمرت استغل مناصبه الكثيرة في الحكومة حتى يساعد أعضاء حزب الليكود ويحصل على تأييدهم. هذا ما يظهر من تقرير مراقب الدولة ومن وثيقة التعيينات التي أعدها أولمرت، التي كشفت القناة العاشرة النقاب عنها. ولا ننسى هنا عائلة شارون وطاقم المزرعة الذين وزعوا المناصب على المقربين وكأنهم في مملكتهم الخاصة".
وفي مقال بعنوان "استقالة حالوتس تؤكد هزيمة الجيش ويستطيع حزب الله أن يخرج هذا الصباح محتفلاً" (معاريف 17 يناير 2007) يقول "عمير ربابورت" إن "دان حالوتس" يتم التحقيق معه بسبب الهزيمة في لبنان، وليس من المحتمل أن يخرج سليماً من هذا التحقيق. ثم يختم الكاتب مقاله بالعبارة التالية: "جاء دور بيريتس، وزير الدفاع، عليه أن يعيد المفاتيح كي يستطيع الجيش الإسرائيلي أن يسير في طريق جديد. ولكن، ماذا عن أولمرت؟". والعبارة الأخيرة تعني وجود فراغ في القيادة.
ويؤكد "يهودا يعاري"، الكاتب "اليساري"، موضوع فراغ القيادة، في مقال بعنوان "ماذا حصل ل"إسرائيل"؟ لم نعد نستطيع أن نجد رجلاً مستقيماً يتولى المناصب الرفيعة فيها" (يديعوت أحرونوت 27 فبراير 2007)، ويتساءل: ألا يمكن في كل هذه الدولة أن نجد رجلاً مستقيماً لرئاسة الوزراء - شخصاً ليست حوله أية شبهة؟ شخصاً واحداً من الواضح أنه نظيف؟ شخصاً لا يشتري منازل بسعر زهيد بالصدفة ثم يبيعها بسعر عالٍ؟ ألا يمكن تعيين وزير يعرف أنه محظور تلقي بطاقات لمباراة كرة القدم بالمجان؟ أو وزيرة لا تتلقى بالتوازي مع راتبها أيضاً مخصصاً لعدم القدرة على العمل؟ ماذا حصل هنا؟ لماذا بات الكذب فجأة أمراً مُسلَّماً به".
وفي مقال بقلم "د. باروخ ليشم" (الناطق السابق بلسان الشرطة) بعنوان "الجريمة المنظمة حولت "إسرائيل" إلى جمهورية موز" (يديعوت أحرونوت 18 فبراير 2007)، يصف الكاتب الدولة الصهيونية فيقول: "ماذا ينبغي أن يفهم أفراد شرطة وحدة التحقيق في الغش عندما يمكن للمتهرِّبين من الضرائب أن يحصلوا على إعفاء بملايين الشواكل (جمع شيكل، العملة الإسرائيلية) بسبب علاقاتهم مع كبار مسؤولي سلطة الضرائب ومديرة مكتب رئيس الوزراء؟ إن الحياة في القمة هي خليط كبير واحد، يثري حسابات كل من السياسيين والمجرمين. في السبعينيات اكتفت الجريمة المنظمة بسوق الجملة في تل أبيب بتحديد سعر الموز، أما اليوم فالجريمة المنظمة تقرر مكانة "إسرائيل" كجمهورية موز".
ويرى "عاموس كرميل" (يديعوت أحرونوت 20 فبراير 2007) أن "كل الشواهد تدل على فساد المجتمع الإسرائيلي وتحطم للقيم"، ويضرب مثلاً بـ"كيبوتس دجانيا"، وهو الكيبوتس الأول في البلاد، وواحد من أهم الرموز الصهيونية الاستيطانية الذي أصبح "كيبوتساً" مخصخصاً، شأنه في هذا شأن مئات الكيبوتسات الأخرى التي تمت خصخصتها. ثم يتساءل الكاتب: "أهذا تعبير رمزي جديد عن تحطم الحلم الصهيوني؟ أهو شاهد آخر على الفساد الذي حكمنا به على أنفسنا؟". وكالمعتاد يطل موضوع نهاية "إسرائيل" برأسه، ففي مقال بعنوان: "المشكلة ليست أولمرت أو كتساف ولكن مستقبل ما نسميه بالشعب اليهودي"، يبين "ناحوم برنياع" (يديعوت أحرونوت 19 فبراير 2007) أنه لا أحد يشك في حق الفلسطينيين في دولة، أما اليهود فيشكُّون بمستقبلهم. ثم يستطرد قائلاً: نقل إليَّ صديق بالبريد الإلكتروني مقالة كتبها "دانييل غوردس"، من صندوق "ماندل"، وهو صندوق أميركي كبير يتبرع للعمل الاجتماعي في "إسرائيل". عنوان المقالة "يسمون هذا المكان أملاً". يقول "غوردس" إنه مضى إلى طبيب للحصول على وصفة دواء، فسأله الطبيب "ماذا تعملُ" فقال "أنا أكتب". "عن ماذا؟" سأل الطبيب. "عن مستقبل "إسرائيل""، أجاب "غوردس". فقال الطبيب "آه أفهم الآن، أنت إذن تكتب قصصاً قصيرة".
كتب "غوردس" يقول إنه ضحك وإن الطبيب ضحك هو الآخر. أما "عاموس كرميل"، الصحفي الإسرائيلي كاتب المقال، فقال إنه في الأسابيع التالية فكر في هذا الحوار، ووجد أنه "المزاج العام في "إسرائيل"، وهو مزاج لا يتحدث عنه أحد، لكن الجميع يشعرون به. إنه نوع من اليأس، لا ينبع من الحرب التي كانت، أو من الحرب التي قد تأتي، بل من مصادر أعمق. فالناس بعد 110 سنوات من المؤتمر الصهيوني الأول بدأت تسأل أنفسها: هل نجح المشروع الصهيوني، أم أن الصهيونية هي قصة فشل؟".
ويتساءل الكاتب، لماذا يعتقد الكثيرون أن الصهيونية قد فشلت، على رغم أن ""إسرائيل" دولة ذات اقتصاد مستقر، وأسعار العقارات تبلغ عنان السماء، والجيش قوي، والجامعات ذات نوعية عالية. ومع ذلك من الواضح أنها غير قادرة على أن تنجز لليهود ما وعد أوائل الصهيونية بإنجازه. فهي لا تضمن لهم الأمن، وهي لا تعطيهم الحياة الطبيعية. يقول إن "إسرائيل" هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يزال مجرد وجودها مفتوحاً للجدل".
ويستطرد الكاتب قائلاً: "خذوا على سبيل المثال الفلسطينيين. إن حركتهم القومية أصغر سناً من الصهيونية بكثير. ورغم ذلك لا يشك أحد في حق الفلسطينيين في دولة، في حين إن حق اليهود في أن تكون لهم دولتهم أصبح موضع شك". ويقترح الكاتب بعض الحلول فيقول: "إن الحل هو تجديد الأمل، العودة إلى المصادر، إلى "إسرائيل" كبلد يستوعب الهجرة، وإلى إعادة بناء النظام السياسي الذي فسد وتعفّن، ورسم حدوداً بيننا وبين الفلسطينيين".
ولكن من حقنا أن نسأل هل هذا بالفعل ممكن؟ هل يمكن إعادة بناء النظام السياسي الذي تآكل وانهار؟ حزب "العمل" قد ضمر، وحزب "الليكود" لا توجد عنده أجندة مقبولة من الإسرائيليين أو الفلسطينيين أو حتى الولايات المتحدة، أما "كاديما" فقد وُلد- ميتاً. وهل يمكن أن يكون هناك حل يتجاهل القضية الفلسطينية، والقضايا الأخرى التي تواجهها "إسرائيل" مثل تراجع الهجرة وتزايد النزوح وضعف القدرة القتالية عند الجنود الإسرائيليين؟ هل يمكن تجديد الأمل الذي لا يستند إلى أي واقع؟!
والله أعلم.
بقلم : د. عبد الوهاب المسيري
لا تزال تهيمن على الصحافة الإسرائيلية مجموعة من الموضوعات المترابطة: الهزيمة في الحرب الأخيرة مع "حزب الله" والفساد الضاربة أطنابه في الدولة الصهيونية. "نحميا شترسلر" في مقال بـ(هآرتس 6 مارس 2007) يصف "نظام التدمير الذاتي" أي النظام الحاكم فيقول: "رئيس الوزراء مشغول في بقائه السياسي، ويكرس جل وقته لصد تحقيقات مراقب الدولة في قضية الجبهة الداخلية، وفي الخلفية تقترب توصيات لجنة فينوجراد، التي تحقق معه. في ظل هذا الوضع لا يتبقى لرئيس الوزراء متسع من الوقت للتفكير في مبادرة السلام العربية، التي ستُطرح في قمة الرياض مرة أخرى، وليست لديه رغبة أو قوة للحث على تنفيذ الإصلاحات في الاقتصاد، فهو يريد الهدوء.
لقد بدأت عملية (الفساد) في حزب الليكود التي أتاحت الفرصة لثلاثة آلاف شخص أن يسيطروا على أعضاء الكنيست والوزراء. وأصبح بوسعهم أن يحددوا من الذي يجب أن تتم ترقيته، ومن الذي يجب أن يرحل. وقد نافقهم السياسيون وتزلّفوا إليهم وفعلوا ما يريدونه منهم. وخضع لهم الكثيرون ممن وصلوا إلى حزب الليكود ليس لانتخاب القادة الأفضل، وإنما من أجل الحصول على الامتيازات لأنفسهم ولرفاقهم. لقد تحولوا إلى سماسرة يتوجهون إلى الوزراء بالمحسوبيات وتحصيل التخفيضات في ضريبة الدخل والهِبات في مركز الاستثمارات والحصول على الأراضي من إدارة أراضي "إسرائيل". إيهود أولمرت استغل مناصبه الكثيرة في الحكومة حتى يساعد أعضاء حزب الليكود ويحصل على تأييدهم. هذا ما يظهر من تقرير مراقب الدولة ومن وثيقة التعيينات التي أعدها أولمرت، التي كشفت القناة العاشرة النقاب عنها. ولا ننسى هنا عائلة شارون وطاقم المزرعة الذين وزعوا المناصب على المقربين وكأنهم في مملكتهم الخاصة".
وفي مقال بعنوان "استقالة حالوتس تؤكد هزيمة الجيش ويستطيع حزب الله أن يخرج هذا الصباح محتفلاً" (معاريف 17 يناير 2007) يقول "عمير ربابورت" إن "دان حالوتس" يتم التحقيق معه بسبب الهزيمة في لبنان، وليس من المحتمل أن يخرج سليماً من هذا التحقيق. ثم يختم الكاتب مقاله بالعبارة التالية: "جاء دور بيريتس، وزير الدفاع، عليه أن يعيد المفاتيح كي يستطيع الجيش الإسرائيلي أن يسير في طريق جديد. ولكن، ماذا عن أولمرت؟". والعبارة الأخيرة تعني وجود فراغ في القيادة.
ويؤكد "يهودا يعاري"، الكاتب "اليساري"، موضوع فراغ القيادة، في مقال بعنوان "ماذا حصل ل"إسرائيل"؟ لم نعد نستطيع أن نجد رجلاً مستقيماً يتولى المناصب الرفيعة فيها" (يديعوت أحرونوت 27 فبراير 2007)، ويتساءل: ألا يمكن في كل هذه الدولة أن نجد رجلاً مستقيماً لرئاسة الوزراء - شخصاً ليست حوله أية شبهة؟ شخصاً واحداً من الواضح أنه نظيف؟ شخصاً لا يشتري منازل بسعر زهيد بالصدفة ثم يبيعها بسعر عالٍ؟ ألا يمكن تعيين وزير يعرف أنه محظور تلقي بطاقات لمباراة كرة القدم بالمجان؟ أو وزيرة لا تتلقى بالتوازي مع راتبها أيضاً مخصصاً لعدم القدرة على العمل؟ ماذا حصل هنا؟ لماذا بات الكذب فجأة أمراً مُسلَّماً به".
وفي مقال بقلم "د. باروخ ليشم" (الناطق السابق بلسان الشرطة) بعنوان "الجريمة المنظمة حولت "إسرائيل" إلى جمهورية موز" (يديعوت أحرونوت 18 فبراير 2007)، يصف الكاتب الدولة الصهيونية فيقول: "ماذا ينبغي أن يفهم أفراد شرطة وحدة التحقيق في الغش عندما يمكن للمتهرِّبين من الضرائب أن يحصلوا على إعفاء بملايين الشواكل (جمع شيكل، العملة الإسرائيلية) بسبب علاقاتهم مع كبار مسؤولي سلطة الضرائب ومديرة مكتب رئيس الوزراء؟ إن الحياة في القمة هي خليط كبير واحد، يثري حسابات كل من السياسيين والمجرمين. في السبعينيات اكتفت الجريمة المنظمة بسوق الجملة في تل أبيب بتحديد سعر الموز، أما اليوم فالجريمة المنظمة تقرر مكانة "إسرائيل" كجمهورية موز".
ويرى "عاموس كرميل" (يديعوت أحرونوت 20 فبراير 2007) أن "كل الشواهد تدل على فساد المجتمع الإسرائيلي وتحطم للقيم"، ويضرب مثلاً بـ"كيبوتس دجانيا"، وهو الكيبوتس الأول في البلاد، وواحد من أهم الرموز الصهيونية الاستيطانية الذي أصبح "كيبوتساً" مخصخصاً، شأنه في هذا شأن مئات الكيبوتسات الأخرى التي تمت خصخصتها. ثم يتساءل الكاتب: "أهذا تعبير رمزي جديد عن تحطم الحلم الصهيوني؟ أهو شاهد آخر على الفساد الذي حكمنا به على أنفسنا؟". وكالمعتاد يطل موضوع نهاية "إسرائيل" برأسه، ففي مقال بعنوان: "المشكلة ليست أولمرت أو كتساف ولكن مستقبل ما نسميه بالشعب اليهودي"، يبين "ناحوم برنياع" (يديعوت أحرونوت 19 فبراير 2007) أنه لا أحد يشك في حق الفلسطينيين في دولة، أما اليهود فيشكُّون بمستقبلهم. ثم يستطرد قائلاً: نقل إليَّ صديق بالبريد الإلكتروني مقالة كتبها "دانييل غوردس"، من صندوق "ماندل"، وهو صندوق أميركي كبير يتبرع للعمل الاجتماعي في "إسرائيل". عنوان المقالة "يسمون هذا المكان أملاً". يقول "غوردس" إنه مضى إلى طبيب للحصول على وصفة دواء، فسأله الطبيب "ماذا تعملُ" فقال "أنا أكتب". "عن ماذا؟" سأل الطبيب. "عن مستقبل "إسرائيل""، أجاب "غوردس". فقال الطبيب "آه أفهم الآن، أنت إذن تكتب قصصاً قصيرة".
كتب "غوردس" يقول إنه ضحك وإن الطبيب ضحك هو الآخر. أما "عاموس كرميل"، الصحفي الإسرائيلي كاتب المقال، فقال إنه في الأسابيع التالية فكر في هذا الحوار، ووجد أنه "المزاج العام في "إسرائيل"، وهو مزاج لا يتحدث عنه أحد، لكن الجميع يشعرون به. إنه نوع من اليأس، لا ينبع من الحرب التي كانت، أو من الحرب التي قد تأتي، بل من مصادر أعمق. فالناس بعد 110 سنوات من المؤتمر الصهيوني الأول بدأت تسأل أنفسها: هل نجح المشروع الصهيوني، أم أن الصهيونية هي قصة فشل؟".
ويتساءل الكاتب، لماذا يعتقد الكثيرون أن الصهيونية قد فشلت، على رغم أن ""إسرائيل" دولة ذات اقتصاد مستقر، وأسعار العقارات تبلغ عنان السماء، والجيش قوي، والجامعات ذات نوعية عالية. ومع ذلك من الواضح أنها غير قادرة على أن تنجز لليهود ما وعد أوائل الصهيونية بإنجازه. فهي لا تضمن لهم الأمن، وهي لا تعطيهم الحياة الطبيعية. يقول إن "إسرائيل" هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يزال مجرد وجودها مفتوحاً للجدل".
ويستطرد الكاتب قائلاً: "خذوا على سبيل المثال الفلسطينيين. إن حركتهم القومية أصغر سناً من الصهيونية بكثير. ورغم ذلك لا يشك أحد في حق الفلسطينيين في دولة، في حين إن حق اليهود في أن تكون لهم دولتهم أصبح موضع شك". ويقترح الكاتب بعض الحلول فيقول: "إن الحل هو تجديد الأمل، العودة إلى المصادر، إلى "إسرائيل" كبلد يستوعب الهجرة، وإلى إعادة بناء النظام السياسي الذي فسد وتعفّن، ورسم حدوداً بيننا وبين الفلسطينيين".
ولكن من حقنا أن نسأل هل هذا بالفعل ممكن؟ هل يمكن إعادة بناء النظام السياسي الذي تآكل وانهار؟ حزب "العمل" قد ضمر، وحزب "الليكود" لا توجد عنده أجندة مقبولة من الإسرائيليين أو الفلسطينيين أو حتى الولايات المتحدة، أما "كاديما" فقد وُلد- ميتاً. وهل يمكن أن يكون هناك حل يتجاهل القضية الفلسطينية، والقضايا الأخرى التي تواجهها "إسرائيل" مثل تراجع الهجرة وتزايد النزوح وضعف القدرة القتالية عند الجنود الإسرائيليين؟ هل يمكن تجديد الأمل الذي لا يستند إلى أي واقع؟!
والله أعلم.