تصريحات مثيرة لمحمد دحلان في اذاعة الحرة
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
حصرياً – خاص – فلسطين الحرة 24/05/2005
وصل موقع فلسطين الحرة تسجيل صوتي جديد ومطول للقاء مغلق أجراه محمد دحلان مع العاملين في إذاعة الحرية يكشف فيه دحلان عن جوانب كثيره من أساليبه وآرائه وأخلاقياته، وموقع فلسطين الحرة ينشره كاملاً كما وصل من مصدره مع تفصيل لأهم النقاط الواردة فيه:
استمع للحوار
حركة فتح:
* في اعتراف غير مسبوق يقول دحلان: "أنا متعود أسب على مؤسسات الحركة والمجلس الثوري واللجنة المركزية"
* حمّل محمد دحلان مسؤولية الهزائم لـ هاني الحسن ليقول له: "بيكفي"
* يقول دحلان في اتهام شنيع لحركة فتح: فتح خربانة من الـ 72 ومحطمة ومدمرة وعايشة على دم الشهداء والأسرى والبادرات الشخصية والفردية"!
* يحذر المعارضين داخل فتح لمسيرته الإصلاحية المزعومة قائلاً "المسيرة بدها تمشي للأمام وإذا أخوانا عطلوها راح يتبهدلو"
* "فتح تنظيم ثقيل، تنظيم شيوخ"
* يستهزيء دحلان بفاروق القدومي وتعليقه على عبد الله الافرنجي
* يستهزيء أيضاً بياسر عرفات وتواقيعه الشهيرة "يصرف له يصرف له" وسط ضحكات الحاضرين
* بعد وصفه وحديثه عن الأدوات والمنطق الفاشل لفتح يقول" خلي أدوات الفشل زي ما هي احنا ما عنا مانع ....... بس ارفدها بأدوات تغطي على غيبك تغطي على قلة قيمتك"
حركة حماس:
* اعتبر ان خصمه هو حركة حماس قائلاً: " اللي بدو يواجه حماس فقط من يكون خصمها ... بس خصمها المهم اللي بيصير يواجه وبيقدر يبني تنظيم"
* اعترف دحلان وبشكل لا لبس فيه أنه وراء الفلتان الأمني قائلاً في معرض حديثه عما وصفه "وزات" أعضاء في اللجنة المركزية: "بحركلي جيبين (سيارتي جيب) في البلد بيقولك راحت"
* يعتبر أن أنجع الوسائل لمواجهة حماس هي قوة المنطق والردع ليقول: "هذا تنظيم بقوة المنطق بتكابحو وبكثير من الردع"
* استخدم تعبيرات بذيئة في وصف وضع حماس في قضايا الإعتراف بالاحتلال
* استهزأ دحلان بقيادات حماس مردداً عبارات مثل: "شغل المشايخ والجوامع بيمشيش"، "انسولي الهبل تبعكو"
* كما طال استهزاؤه اسماعيل هنية ومحمود الزهار ليقول وسط ضحك الحاضرين: " ادعولنا يا اخوان، زيت وزعتر، هذا بيجيبش راس ماله" و" الزهار انقلت قيمتو"
* اعتبر ان حماس أضعف فصيل فلسطيني الآن وبأنه" بدك يلتعن سنسفيلكو اربع سنين"
* في وصف أقرب ما يكون لوصف الشوارع متناسياً أحاديثه حول المعارضة البناءة" "أنا راح استلمهم خمسة بلدي من هان لآخر الأربع سنين"
* هدد من يتعاون مع حماس من حركة فتح قائلاً: "وحياة أبوكو اللي في فتح بيقول بدنا ندخل في حكومة لأقل قيمته"
إذاعة الحرية:
تلك الإذاعة التي ادعت يوم الاثنين 22/5/2006 وقف نشراتها الاخبارية بسبب التهديدات معلنة أنها محايدة موضوعية وغير تابعة لأحد ولا تتلقى دعم أو تمويل من أي طرف، انفضح أمرها في هذا اللقاء ليقول مجدي عرابيد مديرها:
* يقول عرابيد: "الإذاعة أصرت أن تنطلق بنهجك" فيرد دحلان "الحمد لله" ليزيد عرابيد " وتكمل المشوار بنهجك وعقليتك"!! مطالباً دحلان بحماية المؤسسة
* دحلان أعلن في أكثر من عبارة دعمه لهذه الإذاعة التابعة له كما اتضح: أنا حاضر ايش يلزمكو" مؤكداً التزامه بمصاريف ومستلزمات عناصر من كتائب الأقصى لحراسة الإذاعة
* يظهر دحلان عدم ثقته بالشرطة الفلسطينية وبأنها ستقوم بتوجيه أية معتدين على الإذاعة
أمور أخرى:
* يقر دحلان بخرقه لاتفاقية المعبر عبر علاقاته الشخصية مع المراقبين الأوروبيين
* اعتبر ان حكومة حماس مسؤولة عن كل شيء حتى تزويج البنات، أما قضايا فتح وشباب فتح فهي مسؤوليته وهو ملتزم بها وبنفس فئوي فصائلي واضح
* اعترف وبشكل صريح ان المبادرة العربية التي يطالب الحكومة الجديدة الاعتراف بها "فيها تنازل عن اللاجئين"
*
أظهر دحلان احدى عقده النفسية قائلاً "أنا كل حاجة ممكن اتهم فيها بما فيها البرج اللي تحت الأرض الا انو انا أهبل"، "أنا مش أهبل أنا"
*
هذا اللقاء وما أثاره من أمور خطيرة صادرة عن عضو مجلس تشريعي ومن يعتبر نفسه زعيم حركة فتح القادم، وبأنه يقود معارضة بناءة وحريص على الوحدة الوطنية وغيرها من الشعارات، يثبت زيف إدعاء محمد دحلان ويكشف النقاب عن حقيقة مواقفه وآرائه، وللقاريء والمستمع أن يحكم بنفسه.
من هو محمد دحلان؟!
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
من غزة إلى تونس مسافة قريبة قطعها محمد دحلان بسرعة. من عنصر صغير في "فتح" إلى قائد لجهاز الأمن الوقائي إلى وزير في حكومة السلطة. مواقع تنقّل فيها محمد دحلان بسرعة.
من الموالاة الشديدة دفاعاً عن "الرمز" و"السيد الرئيس" و"يابا" و"الختيار"، إلى معارض وانقلابي ومهدِّد بمهلة "عشرة أيام" لإسقاط عرفات.
من عضو في "عصابة الأربعة" وعراب في مافيا الفساد ومختلس للأموال، إلى "مصلح" سياسي واجتماعي.
من قائد لجهاز الأمن يقمع كل من يرفض أوسلو أو يقاوم الاحتلال أو يعارض السلطة، إلى متظاهر يحتل مراكز السلطة ويخرّب مقرّاتها ويعبث بالأمن الداخلي.
محمد دحلان له طموحاته وأهدافه، لكنه هو "ابن مشروع" و"أداة" و"صاحب مخطط" يتوافق كلياً مع البرنامج الصهيوني – الأمريكي حارب المقاومة والمقاومين حين دعي لذلك، والآن جاء ليحارب "فتح" والسلطة، وغداً سوف يحارب فلسطين والفلسطينيين.
هل هو مصلح فعلاً ومحارب للفساد!!؟ أم أنه يحمل أجندة ضدّ غزّة لما بعد خطة شارون. الإسرائيليون شجعوا "دحلان" قبل فترة على "تحمل مسؤولية" في قطاع غزة لقطع الطريق على حماس. فاستغلّ "العقيد" الإشارة وأطلق رصاصاته باتجاه الجميع.
العرّاب: قصّة الصعود
"إن هذا الفتى يعجبني!".. جورج بوش الابن.
لم يكن ليصل رئيس أكبر دولة في العالم إلى هذا الإعجاب الشخصي لو لم يقدّم العقيد محمد دحلان خدمات جليلة للإدارة الأمريكية، ولم يطلع الرئيس الأمريكي شخصياً على تاريخ طويل من قصة الصعود (الأكروباتية) لهذا الشاب المدعوّ محمد دحلان.
هذا الكلام صدر عن الرئيس بوش في ذروة التدخل الأمريكي في القضية الفلسطينية إبان انتفاضة الأقصى. حيث حضر الرئيس بوش يومها إلى "قمّة العقبة" في حزيران/يونيو 2003، فرحاً بالنصر الذي حقّقه قبل شهرين في بغداد، عاقداً العزم على خلق أنظمة جديدة في المنطقة تتساوق مع الفكر الصهيوني وتتعاون معه، وإخماد ما تبقّى من حركات أو دول تقاوم المشروع الأمريكي في المنطقة.
كما أن هذا الكلام جاء بعد تقديم "دحلان" تقريراً مفصلاً عن الوضع الأمني في الضفة وغزة، عرضه أمام بوش وشارون وعقّب عليه قائلاً: "إن هناك أشياء نستطيع القيام بها"، طالباً المساعدة الأمنية الأمريكية لأجهزته.
في الطريق إلى هذه "القمّة" قطع "دحلان" مسافات وحرق مراحل وقفز مراتب ورُتَب في الهرم السياسي الفلسطيني. ولكن الهرم لم يكن فلسطينياً أو عربياً فقط، بل إن كثيراً من مراحله يكتنفها الغموض؛ أو قل وضوح العوامل الخارجية المعادية.
فما قصّة هذا الصعود؟!
كل مرحلة من مراحل عمره بناها "دحلان" على كذبةٍ وادعاء، رغم أن تاريخه معروف وأصدقاءه أحياء ومعاصريه من ذوي الذاكرة الحية الطرية.. ادعى النضال منذ نعومة أظفاره وادعى الاعتقال عشر سنين وادعى تأسيس الشبيبة الفتحاوية وادعى مساعدة أبو جهاد "خليل الوزير" في توجيه الانتفاضة.. في حين أن كل فترة من هذه الفترات اكتنفها غموض فوضّحتها وقائع سردها أكثر من طرف. جيران طفولته وزملاء دراسته ورفاق تنظيمه وأصدقاء "تَوْنَسَتِهِ" ومنافسو زعامته و... و...
في المخيّم
منذ أن ولد محمد دحلان لزمته صفة (الشراسة والنزق)، كان من أطفال الحي الذين لا يُنهون يومهم من دون معركة مع أقرانه، الأمر الذي ترك الكثير من علامات (شقاوة) الفتيان على أنحاء جسده. كان متوسط المراتب في المدرسة، غير منتبه لتحصيله العلمي، يميل إلى الإهمال في علاقاته الاجتماعية، ولم يكن لبقاً أو متحدثاً، بل كان عصبيّ المزاج سريع الغضب كثير السباب والشتم.. ولم يكن متميزاً بين أقرانه، شاب عادي غير ظاهر النشاط. وهو لم ينتمِ لأي تنظيم حتى دخوله الجامعة.
في الجامعة
درس محمد دحلان في الجامعة الإسلامية بغزة، وكثيراً ما اصطدم مع الطلاب الإسلاميين هناك، وذكر بعضهم أنه تعرّض للضرب أكثر من مرة فيها.
وفي الجامعة الإسلامية، التحق بحركة فتح وشبيبتها هناك، وسجّل لاحقاً كذبته الأولى التي كان مسرحها هناك. وادعى أنه كان مؤسس الشبيبة الفتحاوية أثناء دراسته الجامعية. وقد فنّد أحد مؤسسي الشبيبة الفتحاوية هذا الادعاء، بأن الشبيبة تأسست في الضفة الغربية وليس في قطاع غزة، وذكر تفاصيل ذلك بالتواريخ والأسماء والأرقام.
وعلى افتراض أنه كان مؤسسها في غزة فإن هذا الكلام –حسب المسؤول الفتحاوي- مردود عليه، لأن نشوء الشبيبة في غزة كان عبارة عن انتقال ولم يكن تأسيساً.
فبعد إرهاصات التحركات الطلابية الفتحاوية عام 79/80، وردت تعليمات أبو جهاد الوزير بتشكيل نسيج طلابي، بدأ في الضفة الغربية، وسجّل صعوده في العامين التاليين.. وباختصار فقد كان مؤسسو الشبيبة من الضفة الغربية، ولم يكن منهم أحد من غزة.
الاعتقال
للعقيد "دحلان" قصة "طويلة" مع الاعتقال ساهمت في تنصيبه وترفيعه السريع داخل فتح، ولكنه كان اعتقالاً إيجابياً بالنسبة له.
وكانت هذه الفترة هي الفترة الذهبية في بناء "الكاريزما" الشخصية لمحمد دحلان عبر كل وسائل التلميع المتاحة، ولا يألو "دحلان" جهداً ولا يجد غضاضة في استخدام "محنة" السجن لمواجهة الآخرين..
وقد ذكر في مؤتمره الصحفي الأخير في الأردن (إثر أحداث غزة)، أنه سبق أن اصطدم أكثر من مرة مع عرفات، منها حين اعترض على تعيين د. زكريا الأغا عضواً في اللجنة المركزية، وأن عرفات سأله: باسم من تتكلم؟ فرد عليه: باسم عشر سنوات أمضيتها في السجن الإسرائيلي.
في حقيقة الأمر لم يعرف "دحلان" السجن سوى بين الأعوام 1981 و1986، حيث اعتُقل عدة مرات لفترات متقطعة وقصيرة خلال تلك السنوات الخمس، لم يُمض إلا القليل منها في السجون. ولم يحدث أن اعتُقل "دحلان" كما ادعى "عشر سنوات".. قال جبريل الرجوب مؤخراً إن "دحلان" لم يُعتقل أكثر من ثلاث سنوات.
غير أن هذا الاعتقال على ما يبدو –كما يقول جيرانه السابقون- يأتي في سياق تلميعي متقن، يهدف إلى نقل الفتى (الصايع) إلى صورة الفتى (المناضل)، ليتخرج لاحقاً بصفة (الشاب القيادي)، الذي لم يعُدْ ينقصه سوى (التَوْنَسَة) لاستكمال المواصفات ومتابعة الطريق إلى أعلى الهرم.
دور "أبو رامي" في التلميع
ويتذكر جيران "دحلان" القدامى حفلات التلميع التي كان يقوم بها "أبو رامي"؟ مسؤول المخابرات الصهيونية في منطقة خانيونس. ومن قرأ سيرة الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، سيتذكر بالتأكيد اسم "أبو رامي"، ومعاركه وصداماته مع الدكتور الشهيد، وسوف يتذكر أيضاً كيف أن "أبو رامي" نزل في شوارع خانيونس يصرخ في الناس كالمجنون نافياً أن يكون الدكتور الرنتيسي قد ضربه أثناء محاولة اعتقاله.
ويومها –كما يذكر الشهيد القائد في مذكراته- لم يضربه، بل ضرب أحد الجنود معه، لكن الإشاعة بين الناس أثارت غضبه فخرج كالمجنون، يقول للناس: انظروا في وجهي، هل ترون آثار ضرب أو معركة؟!.
المهم.. قام "أبو رامي" هذا بدور بارز في تلميع "دحلان"، فكان يأتي مع مجموعاته ليلاً في الأعوام 1984 – 1985، إلى الحارة ويصرخ بمكبّر الصوت منادياً على "دحلان"، موقظاً جيرانه ليستمعوا إليه يشتمه ويسبّه ويناديه بألفاظ بذيئة ويقول: محمد.. إذا كنت راجل أخرج لنا..
ولم تكن بعض حفلات التلميع تنتهي بالصراخ فقط.. فكانوا أحياناً يدخلون بيته، ويعلو الصراخ من الداخل بينهم بما يقنع الجيران أنهم يضربونه.. بالإضافة إلى اعتقاله في بعض المرات لفترات بسيطة يخرج إثرها "مناضلاً".
ولعلّ أخطر ما قام به "أبو رامي" كأداة تنفيذية لدى المخابرات الصهيونية، هو الاعتقالات التي كانت تطال مسؤولي "فتح" الذين كانوا أعلى من "دحلان" مرتبة في التنظيم، مما أدى إلى عدة فراغات تنظيمية كان "يتصادف" أن يملأها "دحلان"، فيتولى المسؤولية تلو الأخرى، حتى حان وقت الإبعاد عام 1988.
في تونس
انتقل "دحلان" من غزة إلى ليبيا حيث أقام فترة بسيطة، ما لبث بعدها أن انتقل إلى تونس.. ووصلها مع جبريل الرجوب فاستقبلهما عرفات هناك و"تبناهما".. والتقطا معه صوراً فوتوغرافية تمّ توزيعها على الصحافة.. وكانوا ينادون عرفات "يابا"..
غير أنهما لم يظهرا في الفترة التالية.. حيث انتهت صلاحياتهما الإعلامية (عرفاتياً).. وهذه الفترة هي الأكثر حسماً في مسيرة هذين الرجلين..
يقول أحد مسؤولي الاستخبارات المركزية الأمريكة (CIA) السابقين "ويتلي برونر" إنه تم تجنيد "دحلان" في تونس في الثمانينات، وتمّت تزكيته وتسميته مع الرجوب ليكوّنا سوياً القوة الضاربة المستقبلية بعد اتفاقات أوسلو، مع ملاحظة أنه لم يتم نفي هذه المعلومات رغم انتشارها في الصحف على نطاق واسع.
في تلك الفترة –يقول أحد أصدقائه- كان يقضي الأيام مع الأصدقاء، من غير عمل سوى أنهم "مبعدون"، كانوا يتنقلون أحياناً كما قال صديقه "خمسة أشخاص بسيارة واحدة" (لدى دحلان الآن 11 سيارة تتنقل معه كمرافقة أمنية، عدا عن ما يمتلك من سيارات لغير المهمات الرسمية). وقد ولّدت صفة "المبعدون" حقداً في نفوس العاملين في المنظمة في تونس، نظراً للدلال والارتياح الذي كان يتمتع به هؤلاء.
ولم يطل الأمر حتى استشهد أبو جهاد (وادعى دحلان أنه كان يساعد أبو جهاد في توجيه الانتفاضة).. يذكر المساعد الرئيسي لأبو جهاد وهو نابلسي يحمل الجنسية الأردنية، أن محمد دحلان جاءه أكثر من مرة ليتوسط له من أجل العمل لدى أبو عمار. فهو لم يكن يسعى للعمل في مكتب أبو جهاد، ولم يعمل أصلاً في "القطاع الغربي" على الإطلاق. و"القطاع الغربي" الذي أسّسه أبو جهاد لإدارة شؤون الداخل كان معروفاً باستقلاليته الإدارية والتنظيمية.
ساهمت الاغتيالات التي شهدتها تونس (أبو جهاد – نيسان/أبريل 1988) وأبو إياد وأبو الهول (كانون الثاني/يناير 1991)، إلى صعود نجم عدد من قادة الصف الثاني (أبو مازن أبو العلاء..)، وحدوث فراغات في القيادات الشابة، وحدثت حركة ترقيات مفاجئة وغزيرة، نال المبعدون وقتها حصتهم منها.. وبات في دائرة الضوء "العقيد" دحلان، وعدد كبير من العقداء الذين أغدق عليهم عرفات يومها الرتب بسخاء.
بعد أوسلو
ليس بعيداً عن ذهن القارئ ما فعله "دحلان" بعد أوسلو حين تسلّم مهمة قيادة جهاز الأمن الوقائي، وكيف كان وفياً بطريقة خرافية للاتفاقات الأمنية، وكيف تعاون مع الصهاينة من أجل الفتك بالمقاومة عبر التنسيق المذهل مع الأجهزة الأمنية الصهيونية.
هذا التنسيق دفعه، عبر الرسائل والتقارير واللقاءات والمصالح الأمنية والاقتصادية، إلى أعلى المراتب في سلطة الحكم الذاتي، من قائد لجهاز الأمن الوقائي، إلى مستشار عرفات للشؤون الأمنية إلى وزير للداخلية.. إلى ما هو عليه اليوم..
محمد دحلان.. من يموّله وكيف جمع ثروته؟!
ما بين ولادة محمد يوسف دحلان في العام 1961 لأسرة فقيرة في مخيم خانيونس ونشأته في مناخ "العوز"، وما بين تملّكه لفندق فخم في غزة، تعيش حكايات وقصص كثيرة يعرفها الصغير والكبير في غزة عن ذلك الفقير الذي تحوّل إلى واحد من أثرى أثرياء غزة في بضع سنين قليلة.
ولنبدأ الحكاية منذ وصوله إلى غزة مع دخول السلطة الفلسطينية في العام 1994 كقائد لقوات الأمن الوقائي في القطاع بعد أن أخذ يتقرّب من ياسر عرفات، والناس تشير إلى ذلك الشاب الفقير (الصايع) في (زواريب) مخيم خانيونس.
بدأت رائحة "دحلان" المالية تفوح بعد أن أصبح مالكاً لفندق الواحة على شاطئ غزة، وهو الفندق المصنف كواحد من أفخم مجموعة فنادق الخمس نجوم في الشرق الأوسط. فاستغرب أهل غزة مِن ذاك الذي كان فقيراً بالأمس القريب يتملّك فندقاً تكلفته عدة ملايين من الدولارات، ولكن جهاز الأمن الوقائي كان كفيلاً بإسكات وتعذيب كل من يهمس بكلمة عن هذا (الإصلاحي) الجديد.
لم تنته الحكاية عند هذا الحدّ بل تفجّرت بشكل كبير عندما كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في العام 1997 النقاب عن الحسابات السرية لرجال السلطة الفلسطينية في بنوك إسرائيلية ودولية، وكانت ثروة "دحلان" في البنوك الإسرائيلية فقط 53 مليون دولار.
المعابر الحدودية هي المثال الأبرز للفساد، حيث تجبي (إسرائيل) لصالحها ولصالح السلطة الفلسطينية رسوم العبور في المداخل والمخارج من السلطة ومصر والأردن إلى (إسرائيل)، وهي ملزمة حسب الاتفاقيات تسليم السلطة الفلسطينية 60 في المئة من العمولات. في عام 1997 طلب الفلسطينيون تحويل حصتهم من رسوم معبر "كارني"، نحو 250 ألف دولار في الشهر، على حساب جديد. واتضح فيما بعد أن صاحب هذا الحساب هو محمد دحلان قائد الأمن الوقائي في غزة في ذلك الوقت.
هذا بالإضافة إلى ملايين الشواقل التي تجبى من أنواع مختلفة من الضرائب و"الخاوات" الأخرى، وفي مناطق مثل الشحن والتفريغ من الجانب الفلسطيني لمعبر "كارني"، ويتضح أن تمويل جهاز الأمن الوقائي يتم بواسطة ضرائب مختلفة تُنقل إلى صناديق خاصة ولا تخضع لنظام مالي مركزي. وفي سلطة المطارات الإسرائيلية، والكلام لصحيفة "هآرتس"، تقرّر تحويل النقود إلى الحساب المركزي لوزارة المالية الفلسطينية في غزة، مما أغضب "دحلان".
كما يوفر "دحلان" من خلال رجال أمنه الحماية الأمنية لشاحنات شركة "دور للطاقة" الإسرائيلية التي تدخل إلى قطاع غزة. وتعمّدت (إسرائيل) نشر هذه المعلومات عن "دحلان" لحثه على تدابير أشدّ صرامة ضد حركات المقاومة، متغافلة عن أن أعوام انتفاضة الأقصى تختلف عن الأعوام التي سبقتها.
لم تقف الفضائح المالية لدحلان عند هذا الحدّ، بل تفجّرت مرة جديدة حين اشترى بيت أحد وجهاء غزة البارزين المرحوم رشاد الشوا، بمبلغ 600 ألف دولار، لكن "دحلان" نفى هذه التهمة (المغرضة) وقال أنه دفع ثمنه فقط 400 ألف دولار!!! ثم ذكر لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه لا يحق لأحد أن يسأله عن ثمن البيت سوى شعبه. ونحن نسأل كجزء من هذا الشعب مِن أين أتيت بثمن بيت قيمته 600 ألف دولار بعدما كنت تسكن بيتاً في مخيم وبالإيجار؟!!
وتمضي الأيام ويذهب القائد السابق لجهاز الأمن الوقائي، محمد دحلان، إلى جامعة كامبردج ليتعلّم اللغة الإنكليزية على أيدي ثلاثة من المختصين في إحدى أكبر وأغلى الجامعات في العالم وتحت الحراسة الأمنية. وأقام في فندق كارلتون تاور بكامبردج ذي الإقامة المرتفعة الثمن. فمن دفع له الفاتورة؟
يتضح مما سبق أن تمويل محمد دحلان يعتمد على المصادر التالية: تحصيل الضرائب الفلسطينية، احتكاره لبعض السلع الأساسية التي تدخل لقطاع غزة، مساعدات أمريكية وأوروبية هائلة، استيلاؤه على أموال وأراض فلسطينية، وفرض خوات على رجال الأعمال والتجار والأتاوات.
العلاقة بين دحلان وعرفات.. من التزلف واضطهاد الخصوم إلى الانقلاب
الإنذار الذي وجّهه محمد دحلان لعرفات بضرورة (الإصلاح) قبل العاشر من شهر آب/أغسطس 2004 و"إلا فإن تيار (الإصلاح الديمقراطي) في حركة "فتح" سيستأنف الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد"، هذا الإنذار فاجأ الكثير من المطلعين على العلاقة التي كانت تجمع عرفات بدحلان، وتحرّك الأخير ضدّ كل من كان ينتقد (الرمز) عرفات، وتعذيبهم بحجّة أن الهدف من نقدهم هو نزع الشرعية عن (القيادة التاريخية) للشعب الفلسطيني.
من المعروف والشائع لدى الفلسطينيين الذين كانوا في تونس أن محمد دحلان كان من أكثر المتزلّفين لياسر عرفات بين كل من خدم في مكاتب منظمة التحرير بتونس، حتى أصبح "دحلان" حديث الفلسطينيين هناك لما أثاره من اشمئزاز لدى العديد منهم لكثرة تزلّفه لعرفات.
وتشير بعض القيادات الفلسطينية بأنه لو لم يكن "دحلان" بهذا التزلّف لما وصل إلى ما هو عليه، خاصة وأنه تسلّم الأمن الوقائي في غزة وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، ولا يملك أي خبرة سياسية أو عسكرية تؤهله لهذا المنصب.
في الثامن من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2001 فاجأ محمد دحلان الجميع بشدّة دفاعه عن عرفات، يوم كان يتعرّض لنقدٍ من الإصلاحيين في الشعب الفلسطيني، وقال "دحلان" إن المحاولات الإسرائيلية –لاحظ الإسرائيلية- لنزع الشرعية عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هي محاولات يائسة وستبوء بالفشل.
وأشار "دحلان" في نفس المؤتمر الصحفي أن "الرئيس عرفات هو أقدر من يدير دفة العمل الفلسطيني، وعندما فشلت (إسرائيل) في تركيع الشعب الفلسطيني بدأت بث سمومها وأحلامها، وإن الشعب الفلسطيني بكل توجهاته السياسية يقف خلف الرئيس عرفات".
وأكّد "دحلان" أن "الفلسطينيين لا يتحرّكون إلا بقرار الرئيس عرفات، وإذا اعتقدت (إسرائيل) أن هناك أحداً في الشعب الفلسطيني يمكنه الالتفاف على قرار الرئيس عرفات فهي واهمة".
ولم يكتف "دحلان" بهذا القدر من الابتذال بل استمرّ في نفس التصاريح المتزلّفة التي كان يطلقها منذ أن كان في تونس فقال: "إن الرئيس عرفات هو أكثر المتمسكين بالحقوق الفلسطينية، وإذا كان لدى (إسرائيل) أوهام بأن تجد قادة فلسطينيين تتلاءم أفكارهم مع أفكارها، فمصير تلك الأفكار وأولئك الأشخاص إلى مزبلة التاريخ". وأضاف "دحلان" أن الرئيس عرفات قادر على صنع السلام لكن ليس السلام الإسرائيلي، إنما السلام القائم على تنفيذ الشرعية الدولية، لكن أن يطلبوا من الرئيس عرفات أن ينفذ الالتزامات في الوقت الذي تستمر فيه (إسرائيل) بالقتل والعدوان ودخول المناطق، فهذا غير عادل وغير مقبول، كما قال.
وختم "دحلان" قوله: "الإسرائيليون إن أرادوا التوصل إلى سلام حقيقي مع الشعب الفلسطيني فعليهم بالتفاوض مع ياسر عرفات، أما بحثهم عن بدائل أخرى فهذه أوهام".
تمادى "دحلان" في تزلفه لعرفات حتى وصل به الأمر إلى تحريمه انتقاد عرفات وذلك في مقال له في صحيفة "الغارديان" البريطانية بتاريخ 2/7/2002، حين قال: "سيكون من الخطأ انتقاد عرفات أو استبداله في وقت هو محاصر في الضفة الغربية". ويضيف "دحلان" "لا مجال للحديث عن تغيير القيادة في ظل هذه الظروف.. سأقف في صف عرفات طالما يقف ضده الإسرائيليون.. مهما كانت تحفظاتي على القرارات التي اتخذت".
لم يطل المقام بدحلان حتى انتقل بمواقفه من عرفات مائة وثمانين درجة، متغافلاً عن التصاريح السابقة في تمجيد (الرمز)، مستشعراً أن الانتقادات الإسرائيلية والأميركية ضد عرفات فرصة لا تُعوّض للانقلاب الذي طالما حلم به وخطّط له في لقاءاته الأمنية المتكرّرة مع القادة الإسرائيليين، والرسالة التالية تشير لماذا انقلب "دحلان" على عرفات.
في 13/7/2003 وجّه محمد دحلان رسالة إلى شاؤول موفاز يقول فيها: "إن السيد عرفات أصبح يَعد أيامه الأخيرة، ولكن دعونا نذيبه على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضاً أن ما قطعته على نفسي أمام الرئيس بوش من وعود فإنني مستعد لأدفع حياتي ثمناً لها". ويضيف دحلان "الخوف الآن أن يقدم ياسر عرفات على جمع المجلس التشريعي ليسحب الثقة من الحكومة، وحتى لا يقدم على هذه الخطوة بكل الأحوال لا بد من التنسيق بين الجميع لتعريضه لكل أنواع الضغوط حتى لا يُقدم على مثل هذه الخطوة".
في اجتماع عقده محمد دحلان مع نخبة من رؤساء التحرير والكتاب في الأردن بتاريخ 29/7/2004 شنّ هجوماً لا هوادة فيه على عرفات، فقال: "لقد طعنني في وطنيتي بعد أن رتبْت له استقبالاً جماهيرياً لدى وصوله إلى غزة.. صارت لدي رغبة في التحدي (...) ما بطلعله لا هو ولا غيره أن يخونني". إضافة إلى سيل من الانتقادات وجّهها "دحلان" ضدّ عرفات في عدد من المجالس الخاصة والعامة.
قيادات "فتح": من مع "دحلان"؟
"دحلان" وفي سبيل حشد أكبر قدر ممكن من الدعم الجماهيري والفتحاوي لما يدعيه بمحاولة الإصلاح ومحاربة الفساد أحاط نفسه بعدد من القيادات الفتحاوية ومسؤولي السلطة والأجهزة الأمنية، على رأس هؤلاء وقف العقيد سمير المشهراوي عضو اللجنة الحركية العليا لحركة "فتح" ومستشار وزارة الداخلية في غزة.
هناك من يرى في العقيد المشهراوي أنه يمثل واجهة محمد دحلان المقبولة لدى تنظيم "فتح" والجمهور الفلسطيني، كونه من "القيادات النظيفة" إلى حد ما -حسبما يرى بعض المراقبين- وقد أمضى عدة سنوات في السجون الصهيونية وتقلد العديد من المناصب والمسؤوليات في حركة "فتح"، وعمل مراقباً على جهاز الأمن الوقائي، واعتبر مؤخراً المنظر الرئيسي لما يسمى بتيار الإصلاح في السلطة.
أما العقيد رشيد أبو شباك رئيس جهاز الأمن الوقائي بقطاع غزة فهو من يقف وبقوة مع "دحلان"، كيف لا و"دحلان" هو من عيّنه لخلافته في رئاسة جهاز الأمن الوقائي عقب استقالته عام 2002، بعد أن شغل منصب نائب رئيس جهاز الأمن الوقائي لدحلان لسنوات.
أبو شباك من مواليد عام 1954 وتنحدر أصوله من قرية "الخصاص" قضاء المجدل وحاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية، انتمى لحركة "فتح" عام 1971 واعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال الصهيوني من عام 1972 وحتى عام 1990 إلى أن أصبح مطارداً لقوات الاحتلال عام 1990 على خلفية تشكيله الذراع العسكري لحركة فتح "الفهد الأسود"، وفي عام 1991 غادر إلى تونس وعمل هناك في لجنة الإشراف على قطاع غزة إلى أن عاد للقطاع عام 1994 وأصبح عضواً في اللجنة الحركية العليا لفتح، وعمل نائباً لدحلان في إدارة الأمن الوقائي إلى أن تولى مسؤولية الجهاز عقب استقالة الدحلان، وفي فترة حكومة محمود عباس "أبو مازن" أصبح مديراً عاماً للأمن الوقائي في الضفة وغزة.
إلى ذلك فإن هناك عدداً من قيادات "فتح" وأجهزة السلطة يعتبرون من "مجموعة دحلان" منهم عبد العزيز شاهين وزير التموين في السلطة الفلسطينية والذي تدور حوله أحاديث عن تورطه في الفساد ونهب المال العام وعلاقته بالطحين الفاسد الذي وزع في غزة.
ومن القيادات الموالية لدحلان ولكنه يفتقد لأي شعبية جماهيرية سفيان أبو زايدة وزير الأسرى والمحررين في السلطة، وهو عضو لجنة حركية عليا لحركة "فتح"، وقد أمضى عدة سنوات في سجون الاحتلال وشغل أكثر من منصب في السلطة.
وهناك أيضاً العقيد ماجد أبو شمالة عضو اللجنة الحركية العليا لفتح والذي استقال من رئاسة جهاز المباحث الجنائية التابع للشرطة الفلسطينية.
وقد استطاع "دحلان" استمالة أوساط واسعة من مؤيدي وقادة الشبيبة الفتحاوية في غزة من خلال إغداق الأموال والمناصب عليهم، وبات معروفاً أن عبد الحكيم عوض مثلاً وهو مسئول الشبيبة في غزة ومعظم قادة الشبيبة ومؤيديها من رجالات "دحلان"، بل إنهم سخّروا الإذاعة المحلية في غزة "صوت الشباب" الناطقة باسم الشبيبة، لدحلان وما يسمى بالإصلاحيين.
محمد دحلان - الابن المدلل لامريكا واسرائيل
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
عندما كانت تجرى المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في منتجع "واي بلانتيشين" في العام 1997م، اقترب الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون من عضو الوفد الفلسطيني محمد دحلان، وهمس في أذنه قائلاً "أرى فيك زعيما مستقبليا لشعبك". وعندما كان الرئيس الحالي جورج بوش يحضر قمة "شرم الشيخ" في العام 2003م، طلبه بالاسم ليصافحه، مما يعكس حجم المكانة التي يتمتع بها لدى الإدارة الأمريكية وترحيب مسبق لأن يقود السلطة الفلسطينية في يوم من الأيام. لذا لا يمكن تجاهل دحلان عندما يدور الحديث عن الشخصيات المرشحة للعب دور فاعل في هذه المرحلة ، لما يحظى به من قبول أمريكي وإسرائيلي أكثر مما هو فلسطيني. وبنظر عدد من المحللين، يظل دحلان القيادي الفلسطيني الأكثر اثارة للجدل. ففي حين يعتبره البعض مفتاحا رئيسا للمرحلة المقبلة، كونه يحظى بشخصية تؤهله للعب دور مهم في تحريك عملية السلام، علاوة على علاقاته بالأمريكيين والإسرائيليين التي ينظر الكثير بعين الريبة لهذه العلاقات. ويتمتع دحلان بحسب مراقبين بـ"كاريزما" وسط قطاعات مقدرة من الفلسطينيين. ويرد محللون السبب لكونه قادرا على تقريب الناس إليه، علاوة على سحره في الحديث وعفويته، لدرجة أن أطلق عليه لقب " النسخة المصغرة أو الشابة لياسر عرفات".
محمد دحلان
وسبق أن رأس دحلان جهاز الأمن الوقائي في غزة، قبل أن يعينه عرفات مستشاراً للأمن القومي ووزيرا للداخلية في حكومة محمود عباس "أبومازن" بعد شد وجذب مع عرفات وتدخل رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان للتوفيق بين الرجلين. ويأخذ الكثير من الفلسطينيين على دحلان أنه لعب الدور الإسرائيلي عندما كان يقود جهاز الأمن الوقائي في غزة، وقام باعتقال عناصر المقاومة الفلسطينية والزج بها في سجون السلطة. وقد أدت حملات الاعتقال هذه إلى كشف أوراق العديد من المناضلين الشرفاء والذين اغتالتهم إسرائيل فيما بعد هذا بالإضافة للعديد من العناصر الذين قاموا بتسليمهم إلى إسرائيل بطريق غير مباشرة. وقد كشفت الصحف الإسرائيلية عن رسالة أرسلها دحلان لوزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز في يوليو 2003، تتحدث عن الحالة الصحية السيئة لعرفات، قائلة "إن السيد عرفات أصبح يعد أيامه الأخيرة، ولكن دعونا نذيبه على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضا أن ما قطعته على نفسي أمام الرئيس يوش من وعود مستعد لأدفع حياتي ثمنا لها". المعلومات عن نشأة محمد دحلان تكشف أنه من مواليد 29 سبتمبر عام 1961 لأسرة فقيرة في مخيم خانيونس بقطاع غزة وأسرته تنحدر من قرية حمامة قضاء غزة والتي تعود للأراضي المحتلة عام 48، ونشأ كبقية الأطفال في المخيم، وفي المدرسة كان متوسطا من حيث الترتيب فلم يكن ذلك الطالب المتميز ولم يمارس أو يعرف العمل السياسي أو الوطني حتى ذلك الوقت كم لم ينتم إلى أي من التنظيمات التي كانت موجودة في ذلك الوقت، وفي نهاية السبعينيات التحق دحلان بالجامعة الإسلامية في غزة والتي كانت الجامعة الوحيدة في ذلك الوقت على مستوى غزة وكما يعلم الجميع فإن الجامعة الإسلامية بغزة يسيطر عليها لتيار الإسلامي (المجمع الإسلامي وقتئذ، حيث لم تكن حماس موجودة آنذاك) ولم يكن هنالك أي وجود يذكر في الجامعة لأي من التنظيمات والأطر الطلابية عداالكتلة الإسلامية وقد تعرض محمد دحلان للضرب أكثر من مرة على أيدي أبناء الكتلة الإسلامية في الجامعة لسوء تصرفاته، لكنه يعزو ذلك إلى أنه كان رئيس الشبيبة الفتحاوية في الجامعة ولذا كان يتعرض للمشاكل من قبل أبناء الكتلة الإسلامية. بعد ذلك اعتقل محمد دحلان عدة مرات كما الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني في الفترة ما بين 81 وحتى 1986 ليعتقل عدة مرات بين 1981 و 1986 ثم يبعد عام 1988 إبان الإنتفاضة الأولى. تنقل دحلان بعدها بين ليبيا والجزائر ليستقر به المقام في تونس حيث بدأ نجمه يلمع بعد وجوده بالقرب من عرفات. يقول أحد مسئولي جهاز الاستخبارات الأمريكية " C.I.A " السابقين أنه تم تجنيد دحلان في تونس في الثمانينات وتمت تزكيته وتسميته مع جبريل الرجوب الذي شغل فيما بعد منصب الأمن الوقائي في الضفة ليكوّنا سويا القوة الضاربة المستقبلية بعد إتفاقات أوسلو. وفي يناير 1994 تسربت تفاصيل عن إتفاق بين دحلان ومسئولين من جيش الاحتلال والشين بيت عرف ب"خطة روما" لإحتواء حركة حماس وهو ما طبقه دحلان كمسئول للأمن الوقائي بحذافيره فسقط على أيدي جهازه العديد من الضحايا بالرصاص أو تحت التعذيب في المعتقلات. ويملك دحلان شعبية بين أنصاره في غزة، جعلتهم يلعبون دوراً في الأحداث التي شهدتها غزة في يوليو الماضي من مواجهات واضطرابات بدعوى محاربة الفساد. فقد ساد اعتقاد لدى بعض الأطراف آنذاك أن دحلان كان هو "المحرك والمحرّض" في تلك الأحداث، وإنه هو الذي أعطى الأوامر لتنفيذ عمليات الاختطاف لقيادات الشرطة الفلسطينية، لكن هناك من يرى أن دحلان ما هو إلا آداة استخدمت من أجل تنفيذ "انقلاب أبيض" في حركة فتح، لإضعاف الرئيس عرفات، وإحالته إلى التقاعد. لكن دحلان نفى في حينه ضلوعه في الأحداث، معتبراً ذلك " شرف لا أدعيه "، وأنها مجرد تهمة من جانب المهزومين ". ويرى أن المطالبة بالاصلاحات جاءت بعد عشر سنوات من المطالبات المتكررة بأن تنظر القيادة الفلسطينية الى مصالح الشعب بعيداً عن الاتهامات المسبقة. وشدد دحلان في مقابلة مع صحيفة "الحياة " اللندنية في 25 يوليو الماضي على أنه ليس على خلاف مع الرئيس ياسر عرفات، بل إن الخلاف هو مع الطبقة الفاسدة التي تريد بقاء رمز الشعب الفلسطيني محاصراً حتى تستمر في اخذ امتيازاتها المالية وان يستمر الاحتلال تحت هذه الحجج والذرائع حتى لا يتم اجراء انتخابات داخل حركة فتح. وقد بقى دحلان على الرغم من ذلك مقرباً من عرفات حتى إنه اصطحبه خلال رحلته العلاجية إلى فرنسا ليكون برفقت
ه.محمد دحلان كان يلقب بين الفلسطينيين بأبو رياله ... كيف اصبح مليونيرا؟
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
يتوزع الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية وعلى نطاق واسع مقال كتبه طبيب فلسطيني اسمه ابراهيم حمامي يكشف معلومات لم تكن معروفة من قبل عن محمد دحلان الذي كان يلقب بين الفلسطينيين - وفقا للمقال - بابو ريالة ... ووفقا للمقال الذي حصلنا على نسخة منه فان محمد دحلانالمولود في مخيم خان يونس من اب فقير اصبح مالكا لاشهر فندق في غزة والذي اشتراه عن طريق الاختلاس ... وجاء في المقال : " محمد يوسف دحلان - وعلى عكس رئيسه وصانعه الرمز- يعرف بالتحديد ماضيه منذ ولد في 29/09/1961 وتربى ودرس في مخيم خان يونس لأسرة فقيرة معدمة ودراسته في الجامعة الإسلامية في غزة ليكون أحد مؤسسي وقادة الشبيبة الفتحاوية عام 1981 ليعتقل عدة مرات بين 1981 و 1986 ثم يبعد عام 1988 إبان الإنتفاضة الأولى.
تنقل دحلان بعدها بين ليبيا - الذي عرف فيها بـ "أبو ريالة" و"العصفور" أثناء إقامته في سكن الطلبة في قصر بن غشير قرب طرابلس حيث كان وبشكل عام منبوذا ومشكوكا فيه!- والجزائر ليستقر به المقام في تونس حيث بدأ نجمه يلمع بعد وجوده بالقرب من الرمز الذي يملك مفاتيح فتح وكل شيء.
يقول أحد مسؤولي ال C.I.A السابقين (ويتلي برونر) أنه تم تجنيد دحلان في تونس في الثمانينات وتمت تزكيته وتسميته مع الرجوب ليكوّنا سويا القوة الضاربة المستقبلية بعد إتفاقات أوسلو، مع ملاحظة أنه لم يتم نفي هذه المعلومة رغم نشرها على نطاق واسع في أكثر من صحيفة.
في يناير/كانون الثاني 1994 تسربت تفاصيل عن إتفاق بين دحلان و مسؤولين من جيش الإحتلال والشين بيت عرف ب"خطة روما" لإحتواء حركة حماس وهو ما طبقه دحلان كمسؤول للأمن الوقائي بحذافيره فسقط على أيدي جهازه العديد من الضحايا بالرصاص أو تحت التعذيب في المعتقلات، والأسماء والتواريخ والتفاصيل متوفرة لمن أراد الإستزادة.
صعد نجم دحلان بعدها من خلال مشاركته الدائمة في وفود التفاوض وكثر ظهوره على الشاشات وإشتهر ببدلاته باهظة الثمن وشعره المصفف شعرة شعرة ليوصف من قبل الصحافة الأجنبية ب"الكولونيل الوسيم" رغم أن كل أهل غزة يذكرون "البنطلون والقميص الكحلي" التي كان يرتديها دحلان ولمدة شهر كامل دون تغيير بعد دخوله قطاع غزة، وسبحان مغير الأحوال.
بدأت رائحة دحلان المالية تفوح بعد أن أصبح مالكا لفندق الواحة على شاطيء غزة وهو المصنف كواحد من أفخم فنادق الخمس نجوم في الشرق الأوسط وبعد فضيحة ما عرف ب "معبر كارني" عام 1997 عندما تم الكشف أن 40% من الضرائب المحصلة من الإحتلال عن رسوم المعبر والمقدرة بمليون شيكل شهريا كانت تحول لحساب "سلطة المعابر الوطنية الفلسطينية" والتي إتضح في ما بعد أنها حساب شخصي لدحلان!
المرحلة الفاصلة سياسيا في حياة دحلان كانت خلافه الشهير مع عرفات حين عرض إستقالته كمسؤول للأمن الوقائي في 05/11/2001 والتي رفضها عرفات ثم بعد مسرحية الحصار بين شهري 03 و 05 من عام 2002 عندما برز كواحد من "عصابة الخمسة" مع حسن عصفور، محمد رشيد، صائب عريقات ونبيل شعث التي أدارت "السلطة" وقتها ثم لاحقا ابان حكومة أبو مازن حين رفض عرفات وبشكل قاطع تعيينه وزيرا للداخلية ليلتف أبو مازن على ذلك ليعين دحلان وزيرا للشؤون الأمنية، فيمتدحه بوش شخصيا ويطلبه ليصافحه على الملأ، ثم ليستقيل بعد أخذ ورد وإتهامات متبادلة نهائيا يوم 05/06/2002 وبذلك أصبح بدون أية صفة رسمية حتى هذه اللحظة، لتتسرب بعدها تفاصيل رسالته وخطته لموفاز بتاريخ 13/07/2003 لإقصاء عرفات.
لم ينه ذلك طموح دحلان الذي أصبح يرى في نفسه خليفة شرعي لسيده ومعلمه، ولم يثنه ذلك عن الإستمرار في حشد ورص صفوف مؤيديه فأغدق الأموال على كوادر فتح ليكسب الولاء، تماما كما كان يفعل عرفات، ولكنه كان التلميذ الذي فاق معلمه وأكثر من إنتقاداته التي لم تستثني أحد فهاجم مركزية فتح وعرفات (صحيفة الوطن 04/10/2003) ورشحت معلومات عن محاولته الإطاحة بعرفات (صحيفة عكاظ 29/05/2004) مما أثار حفيظة العرفاتيين فإتهمه جبريل الرجوب بالعمالة وإتهمه "أبو محمود" من كتائب شهداء الأقصى يوم 20/07/2004 بأنه "من رؤوس الفساد مع سمير المشهراوي وموسى عرفات".
أصبحت المواجهة إذا مفتوحة بين التيار العرفاتي والتيار الدحلاني داخل حركة فتح في صراع بغيض على السلطة فقرر دحلان التقدم خطوة أخرى فأجرى إنتخابات داخلية لحركة فتح في قطاع غزة وفاز مؤيدوه بأكثر من 90% من الأصوات رغم إعتراض عرفات عليها ومحاولته إلغاءها مما شجع دحلان على الخروج العلني بالإيعاز لعناصره بإفتعال أحداث غزة الأخيرة من خطف وإقتحام وحرق وإشتباكات وتهديد وزعرنات بإسم الإصلاح ومواجهة الفساد وليبدأ معركة الإطاحة بمعارضيه عدا موسى عرفات -القلعة العرفاتية الأخيرة في غزة- والذي يحاول الإطاحة به الآن من خلال دعم صائب العاجز بآلاف الأسلحة الرشاشة وشاحنات الذخيرة وبضخ ملايين الدولارات ليحسم معركة غزة لصالحه.
دحلان كان قد مهد لما جرى من خلال لقاء صحفي إختار أن يكون أمريكيا مع صحيفة نيويورك تايمز قبل يوم واحد من أحداث غزة حين خيّر الفلسطينيين بين "بناء نموذج في غزة" أو "الدخول في فوضى ودمار كوضع الصومال".
هذه المواقف والإنتصارات الدحلانية شجعته ليقف ويقول ما قال يوم 29/07/2004 في لقائه مع رؤساء التحرير والكتاب في الأردن ليزاود على عرفات ويتهمه بشكل غير مباشر بمحاولة قتل أبو مازن (بدفع 15000 دولار) وبأنه إتخذ الموقف الخاطيء في كامب ديفيد وبالتستر على مطلق النار على نبيل عمرو ثم ليعرج على قريع والبرغوثي والتشريعي منظرا وموزعا للأدوار، متهما بعدها مركزية فتح بالرشوة، وليصبح ناطقا بإسم كتائب شهداء الأقصى واصفا مقاومة حماس بـ "الإستهبال" والأهم أن ينصب نفسه حامي الحمى ورافع راية الإصلاح ضد الفساد معطيا إنذارا نهائيا حتى يوم 10/08/2004 لتطبيق إتفاق عام 2000 وإلا فإن تيار الإصلاح - بقيادته طبعا- سيستأنف "التحرك الفتحاوي" حتى "لو كلفنا ذلك رقابنا".
اللقاء المذكور إحتوى على العديد من النقاط الخطيرة وتوزيع الإتهامات يمنة ويسرة وتبرأة للذات وتشويه للحقائق وأمور أخرى يصعب حصرها .. ولكن يبقى السؤال: أيحق لدحلان وهو صاحب التاريخ المذكور أن يتحدث عن إصلاح أو غيره؟ أيعقل أن تفتح له الأبواب والمنابر ليبث إتهاماته رغم عدم شغله أي منصب رسمي؟ هل هو البديل للفساد المستشري؟ الإجابة تكون بكم آخر من الأسئلة أطرحها عامدا متعمدا ليشكل مجموع إجاباتها الرد الحقيقي :
من أين أتى دحلان بالملايين ليصرفها على أتباعه في فتح؟
من أين له الأموال ليمتلك فندق الواحة وليشتري مؤخرا أكبر وأشهر منازل غزة - منزل الشوا- ؟
هل يستطيع دحلان أن يكشف عن مصدر ثروته المقدرة ب 53 مليون دولار وهو القادم من عائلة معدمة؟
ما هو رده على ويتلي برونر من ال C.I.A ؟
من دفع فاتورة إقامته بفندق كارلتون تاور بكامبردج ليتعلم اللغة الإنجليزية على أيدي ثلاثة من المختصين في إحدى أكبر وأغلى الجامعات في العالم وتحت الحراسة الأمنية؟
لماذا طلبه بوش تحديدا ليصافحه دونا عن غيره من أعضاء الوفد؟
لماذا تصر مصر على توليه الشؤون الأمنية في قطاع غزة؟
هل يستطيع التنصل من مسؤولية جهازه القمعي -الأمن الوقائي- في قتل وتعذيب النشطاء من الفصائل الأخرى؟
كيف يقيّم إنتفاضة الأقصى وإنجازاتها وما موقفه من التنسيق الأمني الذي كان بطله لسنوات عدة؟
من يشرف على موكبه المؤلف من 11 سيارة وموكب زوجته - أم فادي- المكون من 3 سيارات وأيضا مستشاروه الأربعة عشر!؟
كيف يبرر إنصياع الصحف الفلسطينية لأوامره كما إدعى ليوقف نشر رسالة مروان البرغوثي كاملة رغم أنه بدون منصب ولايطمع بمناصب لأنه شفى غروره منها!
هل يعترف بمركزية حركته فتح التي إتهمها بتلقي الرشاوى الشهرية من عرفات (30 ألف دولار لكل عضو شهريا و100 ألف دولار للناشط)؟
هل يعلم من أطلق النار على نبيل عمرو كما إدعى أيضا؟ لماذا لايذكر إسم المجرم ليلقى الجزاء العادل ؟
أكتفي هنا بذلك فالقائمة طويلة وطويلة جدا.
الإجابة عن هذه الأسئلة المنتقاة والتي لا يصعب الإجابة عليها ستقودنا إلى حقيقة واحدة أنه لايحق لفاسد أن يتحدث بإسم الإصلاح ولايحق لمن تلوثت يداه بعذابات ودماء الفلسطينيين عندما كان مسؤولا للأمن الوقائي أن يدعي الوطنية ولا يحق له أن يعطى دروسا في الأخلاق والإصلاح وهو من أصبح يمتلك الملايين، لايحق له ذلك حتى وإن تغطى بأفخم البدلات وصفف شعره فهو غارق في الفساد حتى قراقيط آذانه.
الإصلاح لا يكون بإستبدال فاسد بآخر ولا بإستبدال النهج العرفاتي (صاحب عقلية الفاكهاني كما أسماه دحلان) بنهج دحلاني مستسلم سلفا وملبيا شروط الإحتلال. الشعب الفلسطيني ليس بغبي حتى وإن وجد فيه دحلان هذا من يشتريه بماله المشبوه المصدر وحتى وإن وجد فيه من هم على إستعداد لتغيير جلودهم مقابلة وعود بمناصب أو غيرها. المسألة ليست إصلاح أو محاربة فساد بل هي صراع على الكراسي والسلطة بشكل مقيت.
اللعبة لم تنته بعد بل هي لم تبدأ ويخطيء من يظن غير ذلك. صحيح أن المثل القديم يقول " الثورة يقودها الشرفاء ليحصد ثمارها العملاء" لكن إنتفاضة الشعب الفلسطيني ووعيه تختلف فهي ليست ثورة ضد الإحتلال فقط ولكنها ضد الظلم والفساد والطغيان.
دحلان ليس بأفضل من غيره والكل نتاج أوسلو البغيضة وذاكرة الشعب لازالت قوية ولم تنس أو تغفر له أو لغيره جرائمهم بحقها.
صفقة "دحلان" المشبوهة مع "إسرائيل".. مياه غزة مقابل المال
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
صفقة "دحلان" المشبوهة مع "إسرائيل".. المياه مقابل المال
غزة- ناهض الأمين
عندما أعلن شارون عن خطة الانسحاب من جانب واحد في قطاع غزة وبعض المناطق في شمال الضفة الغربية، سارعت أطراف في السلطة الفلسطينية بالعمل على إقناعه أن يتم ذلك من خلال اتفاق ثنائي كي لا يبدو لعموم الشعب الفلسطيني أن "إسرائيل" تسحب جيشها ومستوطنيها تحت تأثير ضربات المقاومة الفلسطينية الباسلة.
وعلى الرغم من تكدس مكتب شارون بالملفات التي تحتوي على العديد من النصائح المقدمة من رجال السلطة، كي لا يمضي قدماً في خطته، إلا أن الأخير غض الطرف عن تلك النصائح والتوصيات، وصمم على تنفيذ خطته مكتفياً بالاتفاق مع مصر على حفظ الحدود التي تربط مصر بقطاع غزة.
لكن محمد دحلان استطاع أن يغري "إسرائيل" على إبرام اتفاق خاص به لوحده بشأن هذا الانسحاب، فلقد عرف الرجل المدلل إسرائيلياً أن أهمية مستوطنات قطاع غزة بالنسبة لإسرائيل تكمن في مغتصبات ما كان يعرف بـ "غوش قطيف" المقامة فوق حوض غزة المائي.
عندما لوح محمد دحلان بماء قطاع غزة – العذب - الموجود في الآبار الجوفية فيما يسمى بمنطقة المواصي جنوب قطاع غزة، سال اللعاب الإسرائيلي، وسارعوا لعقد اتفاق مع "دحلان" يمنحهم من خلاله الماء الموجود في هذه الآبار مقابل بعض المال، بالإضافة للضغط على محمود عباس ليمنحه مزيداً من الصلاحيات وإطلاق يده في بعض الأمور الأخرى كالتحكم في معابر ومنافذ القطاع، والإشراف على ملف الانسحاب والمناطق التي سيتم إخلائها.
قبل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، كانت تعمل ماكينات ضخ المياه من مغتصبات "غوش قطيف" إلى "إسرائيل" مدة أربع ساعات على مدار اليوم، بناء على توصيات خبراء سلطة المياه الإسرائيلية، حتى لا تزداد نسبة الملوحة فيها مما يؤثر سلباً على سكان المغتصبات الصهيونية ومشاريعهم الزراعية.
لكن محمد دحلان قدم عرضاً سخياً ما كانت "إسرائيل" لتحلم به!
فلقد تعهد الرجل للجانب الإسرائيلي بأنه سيكفل لهم تشغيل ماكينات ضخ المياه لمدة 24 ساعة في اليوم ليلاً ونهاراً، مقابل الاستجابة لطلباته التي سيعرضها عليهم والتي من بينها مبلغ شهري من المال يتم تحويله لحسابه الخاص في بنك أمريكي، ينفق من خلاله على "أزلامه" الذين سيحمون هذه الآبار وشبكة المياه التي تلتقي بالفرع الرئيسي تحت الجدار الحدودي في رفح.
وبالفعل، استطاع "دحلان" تشكيل جيشاً من رجال "فتح" أطلق عليه اسم (الجيش الشعبي)، موهماً إياهم أن مهمتهم تقتضي حماية الدفيئات الزراعية، التي طلب من الجانب الإسرائيلي بقاءها وعدم تدميرها لتستخدم كغطاء لبقاء آبار المياه التي حفرها المستوطنين سليمة وجاهزة للعمل بمجرد استقرار الأحوال في القطاع عقب الانسحاب منه، مستغلاً بذلك حالة البطالة والضائقة الاقتصادية التي يمر بها الشباب الفلسطيني في قطاع غزة.
وعندما انسحبت "إسرائيل" فعلياً من القطاع، نشر محمد دحلان جيشه حول الدفيئات الزراعية وعشرات الآبار، معطياً أوامره الصارمة بالحفاظ عليها مهما كلف الثمن، وفي نفس الوقت أوعز لرجاله بتخريب البنى التحتية كشبكة الكهرباء والاتصالات والصرف الصحي والتي تركتها "إسرائيل" سليمة، خوفاً من أن تغري هذه البنى التحتية الفلسطينيين لتعمير تلك المناطق التي يجب أن تبقى بعيداً عن أي عمران ليتسنى له التصرف فيها كما يشاء.
لم تأخذ عملية تدمير هذه المنشآت الوقت الطويل، فلقد تمت تحت سمع وبصر أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بحماية سلاح حركة "فتح"، بينما انشغلت بقية الفصائل باحتفالاتها بالانسحاب الإسرائيلي، واندفع الفلسطينيون نحو سيناء بعد أن سرب أحد العاملين في السفارة المصرية، خطة فتح حدود سيناء والمنطقة الحرة التي كانت تنوي الحكومة المصرية إقامتها في قطاع غزة وشمال سيناء رداً على الصلف الإسرائيلي في التعامل مع مصر، وتخفيفاً على الفلسطينيين من تبعات الانسحاب، وما سيترتب على ذلك من عزل لقطاع غزة.
عرف محمد دحلان بنوايا مصر تجاه القطاع، فغادر على الفور إلى أمريكا محاولاً إقناعها بالضغط على الحكومة المصرية لتنفذ اتفاقها مع "إسرائيل"، وتقوم بإغلاق الحدود مع القطاع بحجة تهريب وسائل قتالية إلى داخل قطاع غزة لفصائل المقاومة ليقوموا بتنفيذ عمليات ضد "إسرائيل"، ولقد قدم رجال الخارجية المصرية تقارير مفصلة من أجهزة الأمن، تفند مزاعم محمد دحلان اعتمدت فيها على أن حدود القطاع مع "إسرائيل" أكثر إحكاماً من الأخيرة مع مصر، وأن رجال دحلان الذين يتحكمون في المعابر هم الذين يتاجرون في السلاح، وبينت للإدارة الأمريكية استحالة إغلاق الحدود بشكل كامل مع القطاع لأن في ذلك تأليب للرأي العام المصري الذي يشاهد دخول الإسرائيليين بحرية إلى سيناء وفي نفس الوقت يمنع على الفلسطيني المحاصر إسرائيلياً والذي يلقى تعاطف كبير من الشارع المصري.
كان هناك تفهماً من الإدارة الأمريكية لتوضيحات مصر، ولكن "دحلان" وضع مصر في موقف حرج عندما تناقلت وسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية مسألة تهريب المخدرات والسلاح من مصر إلى القطاع، فعادت الإدارة الأمريكية وقامت بالضغط على مصر لإغلاق الحدود في أسرع وقت، بحجة أنه مطلب فلسطيني لحماية أمنهم القومي، مما وضع رجال الخارجية المصرية في موقف ضعيف لأن أمريكا كانت تمثل الوسيط بين مصر والسلطة الفلسطينية المستغنية عن خدمات مصر.
نحن نتفهم خطة دحلان التي تقتضي رفع الأسعار بحكم تحكمه في المعابر والمنافذ ليزداد معدل الفقر عند غالبية سكان قطاع غزة وفي نفس الوقت يرفع رواتب رجاله ليضمن ولاءهم.
فالرجل يريد من وراء خطته إحداث فارق اجتماعي كبير بين سكان القطاع لينشغل القسم الأكبر منهم بالسعي وراء تحسين ظروفهم التي تزداد بؤساً، وفي نفس الوقت يكون رجاله في حالة من الرغد والبحبوحة بما يغدقه عليهم من الأموال التي تأتيه من المعابر والمياه التي تذهب من القطاع إلى "إسرائيل"، ولكن اعتماد مثل هذه الخطط أثبت فشلاً ذريعاً وقد يتسبب في حالة من الفوضى العارمة داخل القطاع يصعب السيطرة عليها والتنبؤ بتبعاتها.
ويقول مسئول مصري: حاولنا التحدث مع محمد دحلان بهذا الخصوص وبينا له خطأ سياسته، إلا أنه طلب منا بقلة ذوق عدم التدخل في الشأن الفلسطيني وأنه يعرف ما يفعله، وعندما نبهناه لخطورة السحب الرهيب للمياه من قطاع غزة إلى "إسرائيل" وتأثيره على الحوض المائي المشترك والممتد من جنوب القطاع إلى مدينة العريش، وأن هذا التصرف الفردي الغير مسؤول يضر بمصالح مصر، تحدث بسخرية عن أن مضخات المياه في قطاع غزة وليست في مصر!
ويضيف: عندما أصدرت كتائب ألوية الناصر صلاح الدين بياناً، تحدثت فيه عن نيتها بهدم الجدار التي أقامته "إسرائيل" بين مصر وقطاع غزة، وظن محمد دحلان أن السيد عمر سليمان (مدير المخابرات المصرية) هو الذي أوعز للألوية بهذا ليتم تخريب الأنبوب الرئيسي الذي تتدفق المياه منه نحو "إسرائيل"، وهذا ليس بصحيح، فأوعز إلى رجاله مستغلاً حالة الفوضى في القطاع بإغلاق المعبر مع مصر، ولقد استغربنا من هذا التصرف، ورجح البعض أن دحلان يستعرض عضلاته برجاله ليبين أنه الأقوى فلسطينياً عندما يأمرهم بفتح المعبر مرة أخرى ويمتثلوا له وحده بعد أن يضربوا بنداء الآخرين عرض الحائط.
ولكننا فوجئنا بمعلومات وصلتنا في وقت ضيق، تُفيد أن رجال دحلان يحشدون العامة في رفح نحو الجدار بحجة هدمه، وعندما يتدفق الناس نحو الحدود بعد إحداث بعض الفتحات، يقوم رجال دحلان بإطلاق النار على الجنود المصريين المتواجدين على الحدود، وقتل أكبر عدد ممكن منهم، فيرد الجنود المصريين على النار بالمثل في الوقت الذي يكون فيه آلاف الفلسطينيين على الحدود فتحدث مجزرة فلسطينية بيد مصرية.
لم نكن متأكدين من دقة هذه المعلومات، إلا أننا سارعنا نطلب من قائد حرس الحدود المصري بالتنبيه على الضباط وصف الضباط أن يصدروا أوامرهم للجنود بعدم إطلاق النار في المليان إلا في حال التعرض للخطر الشديد، وإبعاد الجنود المشاة عن شريط الحدود بشكل آمن والاكتفاء بتواجد ناقلات الجند فقط.
ساعات قليلة وتقدم رجال محمد دحلان نحو الحدود وقاموا بفتح ثغرات قديمة فيه، وقبل أن يتدفق عدد كبير من الفلسطينيين فتح رجاله النار نحو الجنود المصريين الذين تفاجئوا بهذا التصرف لعدم علمهم بما يحدث، ولكن قبل أن تقع الكارثة كان قد وصل قرار قائد حرس الحدود المصري بعدم إطلاق النار بشكل مباشر نحو المهاجمين والتي تم تعميمها على الجنود عبر مكبرات الصوت.
وعلى الرغم من تدمير ناقلة جند وإحراقها ومقتل وإصابة العديد من الجنود المصريين إلا أن الأوامر كانت صارمة وحازمة بضبط النفس تحت أي ظرف، إلا أن بعض الجنود تعرضوا للخطر الشديد فأطلقوا النار في الهواء، فخشينا أن يستغل ذلك رجال دحلان ويقوموا بإطلاق النار نحو مئات الفلسطينيين الذين تجمهروا بالقرب من الحدود وإلصاق ذلك بالجنود المصريين، إلا أنه يبدو أن ليس كل رجال دحلان لديهم علم بما يحدث، فلقد أصيب بعضهم بالصدمة مما يحدث وحاولوا أن يمنعوا زملائهم من إطلاق النار ولكنهم لم يفلحوا.
80
محمد دحلان- والفساد المالي
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
الغربية مناشير وبيانات تهاجم الفساد المالي لرجال السلطة الفلسطينية وفيما يلي نموذج من هذه البيانات وهو يتعلق بوزير المواصلات المدعو علي غزال ... وبطرفي بيانات اخرى لم تترك مسئولا فلسطينيا الا وكشفت اوراقه ... من ابو مازن .... الى دحلان ... مرورا بشعث وخالد اسلام وجبريل الرجوب وابو قريع وباقي الارطة .
الصحف الاسرائيلية دخلت على الخط فنشرت جانبا من الفساد المالي لرجال السلطة الفلسطينية من واقع ان الكيان الصهيوني ورجال السلطة " دافنينوه سوا " ان صح التعبير .
فقد كشفت جريدة «هآرتس» الاسرائيلية النقاب عن الحسابات السرية لرجال السلطة الفلسطينية في بنوك اسرائيلية و دولية وبالملايين وتقول الصحيفة ان ثمة عدداً لا يحصى من القصص والانباء عن الفساد في السلطة الفلسطينية يتم تناقلها في وزارة المالية الاسرائيلية و«الشباك» وشعبة الاستخبارات في الكيان الصهيوني فيما تتردد اصوات داخل الحكومة الاسرائيلية منادية بالتهديد بنشر هذه المعلومات اذا استمرت انتفاضة الاقصى وقد حرصت مخابرات عرفات على مصادرة اعداد جريدة السبيل التي حاول بعض المسافرين ادخالها عبر الجسور لانها نشرت ترجمة للموضوع الذي نشرته الصحيفة الاسرائيلية . وبحسب الاسرائيليين يرتبط قادة السلطة الفلسطينية في شرك معقد ودوائر متشابكة من الفساد، و«الخاوة» وصراعات القوة والسياسة ومشاكل النسيج الاجتماعي.
والمعابر الحدودية هي المثال الأبرز لذلك. حيث تجبي «اسرائيل» لصالحها ولصالح السلطة رسوم العبور في المداخل والمخارج من السلطة الى «اسرائيل» ومصر والاردن.
وهي ملزمة بتسليم السلطة الفلسطينية نصيبها بعد خصم العمولة بحوالي 40 في المائة.
في عام 1997 طلب الفلسطينيون تحويل حصتهم من رسوم حاجز كارني، نحو مليون شيكل في الشهر، على حساب جديد. واتضح فيما بعد ان الحساب الجديد مسجل على اسم سلطة المعابر الوطنية الفلسطينية، التي يدعي الاسرائيليون.بانهم لم يسمعوا بها من قبل .ليتضح فيما بعد ان صاحب هذا الحساب هو محمد دحلان رئيس الامن الوقائي في غزة ويدور الحديث عن حساب خاص خاضع لاوامر دحلان فقط الذي يمتلك فندق الواحة على شاطيء غزة وهو من أفخم فنادق الخمس نجوم في منطقة الشرق الاوسط وبلغت تكلفته عدة ملايين من الدولارات .
هذا بالاضافة الى ملايين الشواقل التي تجبى من انواع مختلفة من الضرائب و«الخاوات» الاخرى وفي مناطق مثل الشحن والتفريغ من الجانب الفلسطيني لمعبر كارني ولا يبدو ان دحلان الوحيد في هذه الصفقة. حيث ان تمويل الاجهزة المنتفخة للسلطة الفلسطينية وخاصة اذرع الامن يتم بواسطة ضرائب مختلفة تنقل الى صناديق خاصة ولا تخضع لنظام مالي مركزي. وجزء من النقود يصل الى الجيوب الخاصة للقادة. وحسب مصادر استخبارية في «اسرائيل» فان هذه الضرائب تمكن من زيادة القوة لهذه الاجهزة في الصراع حول خلافة عرفات.
وفي سلطة المطارات الاسرائيلية تقرر قبل نحو شهر وقف هذه «البهجة» وتحويل النقود الى الحساب المركزي لوزارة المالية الفلسطينية في غزة. مما اغضب دحلان ودفعه لمحاولة ابقاء الوضع على حاله على حد ذكر المصادر الاسرائيلية. ويكشف تقرير «هآرتس» عن ان المستشار الاقتصادي ورجل أسرار عرفات محمد رشيد المعروف باسم خالد اسلام وهو عراقي الاصل ويقال انه من يهود العراق هوالمستفيد الاكبر و الوحيد من احتكار الوقود في السلطة، احد الاطر الاقتصادية القوية جدا والمربحة وهذا الاحتكار مرتبط باتفاقية تزويد وحيدة وقعها مع شركة «دور للطاقة» الاسرائيلية بينما يوفر رجال دحلان الحماية الامنية لشاحنات «دور للطاقة» التي تدخل الى قطاع غزة.
وعلى ما يبدو فان الاسرائيليين يعرفون تماماً ان كباررجال السلطة الفلسطينية يخشون من حساسية الجمهور الفلسطيني لقصص الفساد، وبحسب تقديرات اجهزة الامن الاسرائيلية فان الاضطرابات الاخيرة كانت الى مدى معين احتجاجا من قبل «رجال الداخل» - الذين ولدوا وترعرعوا وعانوا ابان الانتفاضة ضد «رجال الخارج» اعضاء فتح الذين عاشوا بنعيم في تونس واوروبا وحصلوا هنا على مكانة اثرياء جدد على حساب الاموال العامة.
ولهذا السبب يعتقد خبراء في جهاز «الشباك» الاسرائيلي ان رئيسي اجهزة الامن جبريل الرجوب ومحمد دحلان لا يحتملان الانتقادات عن الفساد وغضب الجمهور ضدهما مما يدفع بالاسرائيليين للتلويح بهذه المعلومات كورقة ضغط وتهديد في حال استمرار الانتفاضة.
وفي نقاشات مكثفة جرت مؤخراً في وزارة المالية الاسرائيلية والحكومة الاسرائيلية تعالت الاصوات المنادية بقطع المصادر الاقتصادية للسلطة ونشر معلومات محرجة عن كبار في السلطة وسحب بطاقات الشخصية الهامة الـ «VIP» التي تمنح دحلان والرجوب وابو مازن وكباراً آخرين في السلطة ممرا حرا وآمناً «لاسرائيل».
ورغم معارضة آخرين لذلك بحجة التدخل في الشؤون الداخلية للسلطة، تنظر اوساط امنية اليها على انها الطريقة الفعالة لمعاقبة عرفات على الاضطرابات وان الفساد لا يضر الفلسطينيين فقط بل تتحمل اسرائيل نتائج ذلك من خلال زيادة قوة حماس على خلفية الازمة الاقتصادية.
وفي كل الاحوال يدور الحديث عن قرار سياسي صعب يجب على باراك ان يتخذه بنفسه.
ويعلق مصدر امني اسرائيلي بالقول «أنا واثق ان الجمهور الفلسطيني سيفرح اذا علم بما نعلمه نحن عن قادته. ان حجم الفساد، وقلة الحياء، والعمق الذي تطاله يد كبار السلطة في الجيب العام يثير دهشتي.
مثلا اشترت شركة اسرائيلية كبيرة شقة في اشكلون وتنظم هناك حفلات ليست فقط من النوع اللااخلاقي، لعدد من كبار السلطة الذين منحوا للشركة امتياز تزويد سلعة هامة».
ويعتقد الاسرائيليون ان بؤر الفساد الاساسية في السلطة الفلسطينية كامنة في الاتفاقات الاقتصادية التي وقعت بينها وبين اسرائيل، وانطلقت الاتفاقات من فرضية ان الاقتصادين مرتبطان ببعضهما البعض. وينص بروتوكول باريس الذي وقع في نيسان 1994 على مبدئين واضحين: غياب الحدود الاقتصادية بين «اسرائيل» والسلطة واقامة اطار جمركي موحد، أي ان تجبي «اسرائيل» كل الجمارك عن البضائع التي تصل من خارج البلاد وتعيد الى السلطة ما تجبيه لقاء السلع المباعة في داخلها. وكل شهر تنقل اسرائيل 200 - 240 مليون شيكل للصندوق الفلسطيني مما يشكل حوالي 60 في المائة من ميزانيتها.
ويتم الحساب مقابل فواتير، وكلما كان هناك المزيد من الفواتير ارتفع المبلغ المحول للسلطة، واكتشفت «اسرائيل» رسائل نقلت من السلطة الفلسطينية الى التجار، حيث طلب منهم احراز اكبر عدد من الفواتير من التجار الاسرائيليين والحرص على عدم اعطاء فواتير عن البضائع الخارجة من داخل السلطة الى «اسرائيل»، وهكذا تطورت صناعة تزوير الفواتير. حيث يقوم اسرائيليون بتزوير فواتير لزبائن من الجانب الثاني مقابل بضائع لم يتم بيعها اصلا. وينقلها الفلسطينيون الى وزارة المالية الفلسطينية التي تحيلها الى «اسرائيل» التي تدفع لقاءها الكثير من الاموال التي توزع بين الجميع.
وفي مؤتمر كامب ديفيد الاخير جرت النقاشات حول التسوية الدائمة بين مسؤولي وزارة المالية والاقتصاد من الطرفين، حينهاطلبت «اسرائيل» انهاء قضية استرجاع الضرائب التي تؤدي الى الفساد وايجاد منطقة تجارة حرة.
ويسود الاعتقاد لدى مسؤولي وزارة المالية الاسرائيلية اليوم ان محمد رشيد - أو خالد اسلام - هو الوحيد الذي يثق به عرفات وهو الوحيد، الى جانب عرفات، الذي يعلم بكل ثروة م.ت.ف في العالم وداخل السلطة ويتضح من تقارير عدة انه يمتلك أسهم الشركات الأم في السلطة ويفاجأ الاسرائيليون في كل مرة من عمق تدخل رشيد الاقتصادي
وتضيف المصادر الاسرائيلية ان المبالغ الطائلة التي نقلتها «اسرائيل» للسلطة تخضع اساسا لرقابة رشيد المباشرة.
وهكذا نشأ في السلطة جهازان ماليان: جهاز رشيد المعد لدفع الرواتب ولا يخضع للرقابة والجهاز المعد للتطوير وتحسين البنى التحتية والمكون من اموال الدول المانحة ويخضع لاشراف هذه الدول.
ومع بداية تنفيذ اتفاقات باريس عام 1994 طلب الفلسطينيون تحويل الاموال الى اربعة حسابات مصرفية منفردة في بنك فلسطين، والبنك العربي في غزة، وطلب رشيد تحويل الاموال من مسترجعات ضرائب الوقود الى حساب سري في بنك ليئومي فرع هحشمونئيم في تل ابيب، وهذا الحساب يصرف فقط بتوقيع رشيد والرئيس الفلسطيني.
وحتى قبل نصف سنة أودع في الحساب نحو 6.1 مليار شيكل، فقط في هذا الوقت نفذ رشيد وعده من عام 1996 ووحد كل الحسابات المصرفية للسلطة في حساب مصرفي واحد في البنك العربي في غزة.
وتعليقاً على ذلك يقول جوزيف سابا مدير البنك العالمي في الضفة في العام الماضي «اننا لا نعرف ماذا يحدث في هذا الحساب».
وحسب تقديرات الدول المانحة فان 30 في المائة من كل مئات الملايين نقلت حقا الى وزارة المالية الفلسطينية، وحوالي 40 في المائة منها تمول نفقات مؤسسات فلسطينية في انحاء البلاد وتستثمر في نشاطات الرفاه الاجتماعي ودعم الأيتام والأرامل في مخيمات اللاجئين في لبنان. و30 في المائة الباقية تستخدم للنفقات الخاصة لكبار السلطة او تنقل للخارج كرصيد في حالة الانقلاب او الاحتلال الاسرائيلي المحتملين.
اما المشكلة المركزية الاخرى في الاقتصاد الفلسطيني فتكمن في الاحتكارات.
ففي نفس الوقت الذي قامت فيه السلطة اعلن عن عدة مجالات خاضعة للاحتكارات.و ليس واضحا لماذا تدخل السلطة في مجالات خاصة لكنه من الواضح تماماً انها تريد منح امتياز احتكار لعدة كبار في السلطة وفي مقدمتهم محمد رشيد.
وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد اشارت في تقرير لها الى قطاعات مثل الوقود، الاسمنت، التبغ، الحصى، خلطة الحيوانات، الصلب، اللحم، الدهان ومواد البناء.
وثمة منتجات اخرى مفتوحة للاستيراد.
مثلا الشركة المصرية لنبيل شعث والتي تستورد الحواسيب بينما تعمل في رام الله شركة «بلاتيك» للمنتجات الالكترونية التي يملكها ياسر عباس (ابن ابو مازن) وسامي رملاوي من كبار وزارة المالية الفلسطينية. وثمة الكثير من التجار الفلسطينيين الذين يتذمرون من هذه الاحتكارات التي ادت الى الغاء المنافسة واغلاق الاسواق التي كانت مفتوحة ايام الاحتلال الاسرائيلي.
ولا يقف الامر عند ذلك اذ ان منح امتياز التجارة والاستيراد للمقربين جرى اكثر من مرة بصورة بارزة جدا. «فشركة البحر» هي شركة غزية تبني منطقة استجمام ولها صلة بصفقات عقارية اخرى. و تعود ملكيته للمستشار الاقتصادي للرئيس واحد كبار وزارة المالية هاشم حسين هاشم ابو الندى ومعين الخوري من كبار المسؤولين في مكتب عرفات»..
وكذلك هو حال الاموال التي تنقلها الدول المانحة للسلطة بصورة غير رسمية حيث لا تصل دائما الى هدفها. اذ ان معاهد الابحاث الخاصة او الصناديق الخيرية تقدم منحا كبيرة لابحاث مختلفة تنفذ من قبل اطر معينة الصفة. ويدور الحديث عن ملايين الدولارات تتلقاها خاصة المؤسسات المقربة من عرفات. وتقول مصادر مطلعة ان الحديث يدور عن اموال طائلة يتصرف بها دون رقابة وسيطرة. والجزء الاكبر من هذه الاموال تهدر او تختفي في الطريق مع النوايا الحسنة لرجال السلطة!!!.
انتهى تقرير الجريدة الاسرائيلية .... واليكم الان صورة عن بيان فتح الانتفاضة الذي اشرت اليه في مقدمة المقال ... ولا حول ولا قوة الا بالله .
89
دحلانيات ... من فمك أدينك
Dec 15,2006 بقلم د. إبراهيم حمامي
small font medium font large font
image
يأبى المصلح الجديد والدعي القديم محمد دحلان إلا أن يغوص أكثر في الأخطاء ويورّط نفسه بقصد أو بدون قصد وأصبح كمن يضيف لنفسه تهمة كلما فتح فمه أو في أحسن الأحوال يزيد من هم ضد تصرفاته وممارساته واحدا أو أكثر ويبدو أن كل دورات التدريب والتي أشرف عليها الإختصاصيون لم تنجح في تغيره رغم التلميع والتسريح الخارجي في مظهره !
محمد دحلان في لقائه الأخير من خلال برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة أثبت أنه فاشل بدرجة إمتياز وبدلا من يحسن صورته البائسة زادها سوءا إما بمحاولة "إستهبال" المشاهد بسرد قصص وهمية أو بنفي وإنكار ما ثبت عليه ويعرفه القاصي والداني أو بمدح النفس وشرح خصاله النبيلة !
قبل أن يقفز مؤيدوا دحلان من مقاعدهم وقبل أن يدّعوا أن ما سبق هو إتهامات باطلة سأذكر النقاط الرئيسية لذلك اللقاء على قاعدة "من فمك أدينك" ولهم أن يحكموا على دحلان من كلامه :
المقدمة - والتي يتفق عليها عادة بين مقدم البرنامج والضيف- إحتوت على معلومات أقل ما يمكن أن توصف به أنها مغلوطة ومنها أن دحلان كان من مؤسسي الشبيبة الفتحاوية في غزة وهو ما سبق وفندته بالحقائق الدامغة في مقال سابق وكذلك أنه كان مساعد أبو جهاد وهو ما رد عليه من كان مع أبو جهاد في تلك الفترة، كما تغاضت تلك المقدمة تماما عن ذكر الفترة التي قضاها دحلان في ليبيا والجزائر لأسباب لا تخفى على أحد، فكانت المقدمة بداية مسلسل الفشل والإدعاء في هذا اللقاء.
إعترف دحلان بلقاء عرفات 4 مرات - علما بأن المصرح به إثنتان- وأنه تم في اللقاء المنفرد الأخير "إسترداد العلاقة العملية مع عرفات" وأسهب في تمجيد تلك العلاقة إلا أنه ورغم دورات التدريب دق إسفين بينه وبين مربيه ومعلمه عندما قال "أن عرفات لديه الآن قابلية للتأثر بمن يوسوسون في آذانه بسبب الظروف التي يمر بها!" وهو إتهام لعرفات بالضعف وإتهام لمن حوله بأنهم شياطين (ربما لا أختلف معه في هذه الجزئية) .
بدأ بعدها المصلح دحلان في ذكر محاسنه ومآثره وركز على تربيته وأخلاقه التي تمنعه من الإساءة للآخرين (اللهم إلا في معتقلات الأمن الوقائي التي كان يديرها) وبحنكته ورؤيته وموقفه السياسي وجرأته التي هي محل ثقة عرفات وبأنه لا يبحث عن مجد ضائع أو منصب أو وظيفة ليختم بقوله "أنا لا أدعي الكمال" - السؤال هنا هل الشعب ساذج لهذه الدرجة لتنطلي عليه صفات مدح النفس رغم ماضي دحلان المعروف ؟
عندما بدأ حديثه عن الإصلاح مر على مجموعة من الأكاذيب منها أنه بدأ الدعوة للإصلاح منذ عام 1998 - لا أدري كيف يستقيم ذلك وقد كان يرأس أكثر الأجهزة القمعية دموية؟- وأنه ربما كان له دور في خروج 30000 متظاهر في إشارة للمظاهرة التي قادها في شهر تموز/يوليو الماضي والتي يعلم الجميع أنها لم تتجاوز ال 3000 متظاهر !
ثم جاء دور الرد على الإتهامات فتحول المصلح دحلان إلى البهلوان دحلان في محاولة لإستهبال المشاهد فهو "بيته من زجاج" وجاهز أن يكون "أول المحاسبين" فهو سمع خبرا سعيدا أن أخاه في السعودية مساهم في فندق أو قطعة أرض أما هو فلا فندق له - هكذا سمع من غيره أو ربما من الصحف أما فندق الواحة فقد قيد ضد مجهول. دحلان وهذه المرة بدهاء قال أنه يتحدى أي شخص أن يقول أن له دين عليه - سابقة جميلة ولكن الدين هو للشعب بأكمله فملايين دحلان لم تأتي من شخص أو أفراد بل من الأموال العامة التي هي ملك لكل الشعب.
ويستمر المسلسل لنكتشف أن البيت أبو الـ 600.000 دولار هو بيت صغير في البراري مساحته 190 متر ومن طابقين، يا بلاش لماذا كل هذا التواضع أم أن الناس لا ترى ولا تسمع ولا تعلم عن قصر الشوا شيء ؟
نسي دحلان أنه قال أنه كان من المطالبين بالإصلاح منذ عام 1998 لينزلق وفي إطار محاولته الفاشلة لدرأ التهمة عن نفسه ليقول بالحرف الواحد: "أنا حميت السلطة وواجبي كان في جهاز الأمن الوقائي أن أحمي السلطة حين احتكرت المواد البترولية.. مادة البترول وفعلا أنا ساهمت في حماية هذه المادة" - نعم هكذا يكون الإصلاح: حماية السارق والمحتكر من خلال جهاز أمني قمعي .
أما الـ 30 مليون دولار فإكتشفنا من خلال لقاء الصدق والنزاهة أنها 7 مليون وأنها دفعت لتنفيذ خطة دحلان الأمنية عندما كان وزيرا لشؤون الأمن في حكومة عباس، بالتأكيد الخطة الأمنية المذكورة كانت جزء من البرنامج الدحلاني الإصلاحي ولذلك حظيت بموافقة الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي - للتذكير فقط تلك الخطة كانت ساعة الصفر لها الثانية عشر ليلا في ليلة 21/22 من شهر آب/أغسطس من عام 2003 على أن تبدأ بقطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة لتبدأ فرق الأمن الوقائي وفرق الموت بقيادة الإصلاحي دحلان بضرب "البنى التحتية للإرهاب" في القطاع، ما أفشل تلك الخطة رغم الملايين التي دفعت لتنفيذها لم يكن رفض عرفات لها كما إدعى دحلان ولكن إستشهاد إسماعيل أبو شنب في عملية الإغتيال الجبانة قبل موعد ساعة الصفر المحددة ب 10 ساعات و45 دقيقة والتي إضطرت المصلح دحلان للتراجع بسبب حالة الغليان الشعبي !
لم ينس دحلان بالطبع تغذية النعرة التعصبية والتي يلعب على أوتارها قائلا حرفيا: "تصور أن الوضع الفلسطيني جيد ومُصلَح في فتح وفي السلطة وبالتالي تكون حركة حماس في مأزق لا تستطيع أن تتهم السلطة لا تستطيع أن تتهم حركة فتح وبالتالي أن يخرج هذا النداء من أوساط كادر حركة فتح هذا شيء مزعج لكثير من الذين لا يريدوا لنا مستقبلا متماسكا في حركة فتح ومميزا ومتميزا كما كانت على مدى السنوات الماضية" وليكرر عبارة المشعوذين أكثر من مرة .
تغيرت رسالة المناضل دحلان بعدها وتحولت إلى صيغة الجمع للتعظيم والتفخيم وبنبرة تهديدية قائلا: " لذلك نحن حين وجدنا أننا وصلت هذه الرسالة أوقفنا خطواتنا الاحتجاجية وهذا لا يعني التخلي عن أي مطالبة من المطالبات التي طالبنا بها لأنها مطالبات من وجهة نظري مطالبات على حق ومطالبات مقدسة يجب علينا أن ننفذها" وليكرر مرة أخرى أنه من القلائل الذين سجلوا إستقالات في تاريخ المنظمة وفتح وبأنه "لو لم نستقل لبقينا حتى هذه اللحظة" !
التسلق والإنتهازية لم تفت البريء المسكين دحلان فوجه دعوة أن يكون يوم الجمعة (03/09/2004) يوما للتضامن العربي مع الأسرى وهو الذي يعلم جيدا أن هذا اليوم قد تم الإتفاق عليه مسبقا ليكون يوما عالميا للتضامن مع أسرى الحرية ولكن أراد تسجيل نقطة لصالحه وكأن الجماهير العربية خرجت إستجابة لدعوته !
ثبّت دحلان قضية السفينة كارين A على عرفات عندما إعتبرها السبب في القضاء على العلاقة بين عرفات والولايات المتحدة .
أخيرا لمن لم يلاحظ فقد زفر دحلان زفرة طويلة خرجت من بين أضلاعه عند إنتهاء البرنامج وبشكل يوضح درجة التوتر التي كان عليها مع ملاحظة أنها ربما كانت الحلقة الأولى من برنامج بلا حدود التي لا يستقبل فيها أي إتصال هاتفي مباشر - ترى لماذا ؟
اللقاء لم يكن نهاية المطاف حيث تذكر دحلان فجأة وفي اليوم التالي أنه نسي جزء مما أعده للضحك على المشاهد فأطلق تصريحه الصحفي أنه كان على علم بمخطط "لإغتياله" في رام الله عند توجه للقاء عرفات ولكنه أصر على الذهاب، أية بطولة وعظمة تلك !
الأيام التي تلت اللقاء حملت الكثير من المفاجأت لدحلان فخرجت إحدى الصحف بتحقيق مطول جدا يظهر حقيقيته ثم سربت وثائق على شبكة الإنترنت ووصلتني بالبريد الإلكتروني(بغض النظر عن حقيقة هذه الوثائق أو كونها أصلية) تحتوي على فظائع مالية لاتوصف لجهاز الأمن الوقائي في غزة وتستحق فتح تحقيق فيها لإثباتها أو نفيها !
هذا هو رافع لواء الإصلاح الدعي دحلان وهذه هي السلطة التي أنجبت أمثاله وأوصلتنا إلى ما نحن فيه من فساد وإفساد بقيادة أشد سوءا وفسادا على طريقة "إذا كان رب البيت بالدف ضارب، فشيمة أهل البيت كلهم الرقص" .
كل ما حدث ذكرني بأبيات أمير الشعراء أحمد شوقي والتي أختم بها :
برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي ويسبّ الماكرينا
ويقول : الحمدلله إله العالمينا
ياعباد الله توبوا فهو كهف التائبينا
وازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينا
واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول من إمام الناسكينا
عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلينا
فأجاب الديك : عذراً يا أضلّ المهتدينا
بلّغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا
أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا
مخطئٌ من ظنّ يوماً أنّ للثعلب دينا
حماس ومحمد دحلان، والخطر المحدق في الشعب الفلسطيني / دراسة سياسية
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
مقدمة :
هذه الدراسة السياسية محاولة لتفسير الوضع الداخلي الفلسطيني، لوضع الجميع في صورة الأحداث، وتعلل أسباب الٌإقتتال الداخلي الفلسطيني الذي نشأة على أثر تقاطع
مصالح بين قوى سياسية إسلامية وشخصيات فلسطينية من السلطة السابقة.
حيث تبدأ الدراسة بالتعريف بمحمد دحلان، الرجل الأكثر تأثيراً على الواقع الفلسطيني والذي صنع مؤسسة الفساد الفلسطينية بعد أن حاول لثلاث مرات متتالية الإنقلاب على الرئيس الراحل ياسر عرفات، وإظهار أهم الشخوص الذين يلتفون حول محمد دحلان، وأهم مقومات وقوة محمد دحلان في فلسطين.
الطرف الثاني في الدراسة يمثل حركة حماس وأهم مقوماتها، واسباب أخفاقها حتى اللحظة في تشكيل حكومة لوحدها، وأهم التيارات التي في داخلها.
ثالثا: خطر وجود مثل هذين القطبين على الشعب الفلسطيني، مع الإشارة لفقدان اية أطراف أخرى كانت من الممكن أن تقف في وجه هذين القطبين السياسيين.
من هو محمد دحلان ؟
محمد يوسف دحلان، ولد في 29/09/1961 وتربى ودرس في مخيم خان يونس لأسرة فقيرة معدمة، أتم دراسته في الجامعة الإسلامية في غزة ليكون أحد مؤسسي حركة الشبيبة الفتحاوية في العام 1981، وليعتقل عدة مرات بين 1981 و 1986 إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث قضى خمس سنوات في السجون الإسرائيلية قبل ترحيله إلى الأردن عام 1988. تنقل بعدها بين ليبيا – والجزائر، ليستقر به المقام في تونس حيث بدأ يلمع بعد وجوده بالقرب من السيد ياسر عرفات حيث أنه كان يعمل كمراسل في مكتب الشهيد ( خليل الوزير) أبو جهاد وكان يعتبر حلقة وصل بين أبو جهاد وقيادة الانتفاضة في غزة.
وبعد اغتيال أبو جهاد وأبو إياد وأبو معمر وأبو الهول، والضربة التي قضت على معظم الكادر العسكري لحركة فتح - تمكن دحلان من ركوب الموجة الصحيحة عبر تقربه من ياسر عرفات لأنه لم يكن هناك بديل عنه للاتصال مع القيادة في غزة - ولكن وضعه المالي والتنظيمي بقى على حاله حتى تمكن الوفد الفلسطيني في مدريد بقيادة حيدر عبد الشافي وحنان عشراوي وفيصل الحسيني من تحقيق بعض الانجازات وأصبحت القيادة الفلسطينية في تونس تخشى أن يُسحب البساط من تحت أرجلها خاصة وأن إسرائيل كانت ترفض في حينه أي علاقة مع منظمة التحرير في ظل وجود شامير والليكود في الحكومة، ولكن مع تغير الحكومة ودخول حزب العمل لها برئاسة إسحاق رابين، سارعت القيادة الفلسطينية في توقيع أوسلو، علماً أن مفاوضات مدريد مع الليكود كانت لتعطى الفلسطينيين أكثر مما تحقق في أوسلو إلا أن ياسر عرفات فهم جيداً انه إن لم يسارع ومن معه بإحداث تحول جذري نحو المفاوضات فانه سيجد نفسه بلا حكومة ولا شعب، وأن الأخرون سيقدمون على خطوة فردية بهذا الإتجاه كانت من الممكن أن تخرج منظمة التحرير الفلسطينية كاملة من المجال السياسي الفلسطيني وتهمشها للابد، ولأن عرفات كان يلعب دوراً محورياً مهما جداً، وكان يدرك عرفات نفسه دوره ومكانته كونه رئيساً لمنظمته التحرير من خلال فهمه لمجريات اللعبة السياسية، وأن وجوده في الداخل يعطيه قدماً نحو التقدم في إتجاه بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن غيابه عن الساحة سيخلف فراغاً سياسياً ضخماً وسيُذهب في القرار الفلسطيني ومصير الشعب بأيدي أناس تسير به حسب أهوائها ومصالحها الشخصية فقط فقد قرر الرئيس عرفات إتخاذ هذه الخطوة الهامة والمصيرية وشرع بالمفاوضات العلنية وترسيم الخطوات المستقبلية للدولة الفلسطينية، وهنا أصبحت الفرصة مواتية أمام دحلان، حيث لم يبقى من له وزن ويمكنه من وقف التفاوض في ظل غياب وتصفية القيادة المؤثرة في حركة فتح باستثناء عدد قليل من القادة في الحركة من أمثال فاروق القدومي والقليل الأخرين الذين لم يُسمح لهم أصلاً من دخول الأراضي الفلسطينية، أو رفضوا هم أنفسهم العودة بعد الاتفاق لمعارضتهم توقيع الاتفاق.
عاد دحلان إلى غزة عام 1994، وشارك في يناير/ كانون الثاني إعداد اتفاق في اجتماع تم في روما مع مسؤولين من قوات الدفاع الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت عرف ب"خطة روما" لاحتواء حركتي حماس والجهاد الإسلامي وهو ما طبقه دحلان كونه مسؤولاً لجهاز للأمن الوقائي. كان كذلك عضواً دائماً في فريق التفاوض حول القضايا الأمنية المتعلقة بإعادة الانتشار الإسرائيلي أثناء عملية أوسلو، وحول عودة الفلسطينيين الذين هُجروا بعد عام 1967، وحول إطلاق سراح الأسرى. كذلك شغِل منصب رئيس قوة الأمن الوقائي في غزة، برتبة عقيد، وعضو بلجنة العلاقات بمنظمة التحرير الفلسطينية. و تم انتخابه مؤخراً كعضو للمجلس التشريعي الفلسطيني في25 كانون الثاني (يناير) 2006.
يقول أحد مسؤولي ال C.I.A السابقين (ويتلي برونر) أنه تم تجنيد دحلان في تونس في الثمانينات وتمت تزكيته وتسميته مع الرجوب ليكوّنا سويا القوة الضاربة المستقبلية بعد اتفاقات أوسلو، مع أنه لم يتم نفي هذه المعلومة رغم نشرها على نطاق واسع في الصحافة العربية والفلسطينية. حمّله شارون مسؤولية الهجوم على حافلة للمستوطنين في غزة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2000 وشنّ هجوما على مكتبه وتوعده بالقتل، قدم استقالته في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001م متذرعاً باحتجاجه على سياسة السلطة الفلسطينية في القبض على أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجهاد الإسلامي لكن الراحل ياسر عرفات رفض الاستقالة.
ملايين دحلان: من أين حصل عليها وكيف يوظفها ؟
يرى المراقبون أن دحلان يشكل حكومة مافيا في غزة هي التي أثارت الطلقة الأولى في الاقتتال الداخلي الفلسطيني بين فتح وحماس.
من الطريف والغريب وبرواية أحد المقربين منه أن دحلان عندما دخل غزة في العام كان مديوناً بمبلغ 300 دولار لأحد الضباط الفلسطينيين، ولكن كانت هناك صفقة كبيرة وقعت بين محمد دحلان و جبريل الرجوب و خالد إسلام الكردي و يوسى غينوسار ( رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي سابقاً ) سنة 1994، فقط بعد دخول السلطة لأريحا وغزة بثلاث شهور، وكانت الصفقة عبارة عن إلغاء توكيل الشركة الموردة للبترول ومشتقاته للضفة وغزة وإعطاءه لشركة أخرى وهي شركة دحلان وشركاه السابق ذكرهم، مما أدر أرباحاً على دحلان تقدر حسب إحصائية بنكية بحوالي 2 مليون دولار.
بعد ذلك أصبح مالكاً لفندق الواحة على شاطئ غزة وهو المصنف كواحد من أفخم فنادق الخمس نجوم في الشرق الأوسط وبعد فضيحة ما عرف ب "معبر كارني" عام 1997 عندما تم الكشف أن 40% من الضرائب المحصلة من الاحتلال عن رسوم المعبر والمقدرة بمليون شيكل شهرياً كانت تحول لحساب "سلطة المعابر الوطنية الفلسطينية" والتي أتضح في ما بعد أنها حساب شخصي لدحلان!
بعد ذلك تلقى دحلان دعماً غير محدود من ياسر عرفات لدوره الأمني في حفظ الأمن في غزة، والحفاظ عليها هادئة في تلك المرحلة، وبعد ذلك أستمر دور دحلان في اختراق الحركات الإسلامية وجمع معلومات تفصيلية عنها تمكن من جمعها لان جهاز الأمن الوقائي الذي تم تشكيله أصلاً من عدد من مطاردي حركة فتح في حينها ( الفهد الأسود في الضفة - وصقور فتح في غزة ) وعدد من غير المنتسبين للأحزاب الفلسطينية والذين تم انتقاؤهم بعناية فائقة من الذين يعلنون الولاء - وعلى اثر ذلك تلقى دحلان الدعم الغير محدود من دول عربية منها مصر وكذلك اعترفت إسرائيل وأمريكا بتقديم الدعم لدحلان، بعد أن قام باعتقال معظم قادة حركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة والضفة عام 1996، بمعنى أنه تلقاها لاحتواء أفراد فتح العسكريين وشكل فيهم جهازه الأمني وورطهم في مواجهة الشعب الفلسطيني والتنظيمات الفلسطينية المعارضة للاتفاق أولاً، وثانياً لاختراق الحركات الإسلامية واليسارية المعارضة والتي كانت تشكل نسبة قليلة جداً في ذلك الوقت.
بعد نجاح دحلان في المهمة الموكلة إليه بضرب البنية التحية للأجهزة العسكرية للتنظيمات الإسلامية واحتواء جزء كبير من قادة حركة فتح أصبح دحلان الرقم الصعب في غزة، حيث قام بتشكيل فرقة الموت التي تم تدريب كوادر منها في الولايات المتحدة والتي عملت على تصفية بعض القادة الإسلاميين وغيرهم وتخلصت من معظم المناوئين للسلطة في أسرع وقت ممكن.
أين تكمن قوة محمد دحلان في غزة ؟
تكمن قوة دحلان الحقيقية في أن جهازه يمتلك أفضل تسليح، وأفضل أجهزة وإعدادات سواء أجهزة تجسس متطورة أو أجهزة حماية ووقاية، وأجهزة اتصال فائقة الجودة تضاهي أجهزة المخابرات الإسرائيلية، وأفضل دعم أمني، وتغطية من الدول التي ذكرت سابقاً - والاهم من هذا انه اخترق تقريباً جميع الأجهزة السياسية والأمنية والاقتصادية في غزة، وله رجالات أيضاً في الضفة الغربية، وله كذلك طاقم إعلامي متكامل يعمل على مدار الساعة في الترويج له في الصحف المحلية، وكذلك قاموا على تجهيز أكثر من صحيفة وموقع إلكتروني لنشر الأخبار التي يريدها دحلان وتوصيل سياسته ومنها موقع الطليعة والذي يبدو لأي زائر له من الوهلة الأولى بأنه أحد المواقع الناطقة باسم دحلان وجماعته، كذلك ولا يوجد في غزة في أي جهاز أمني من عقيد أو عميد أو رتبة عسكرية في غزة إلا وهو بحاجة لدحلان لأنه لن يتمكن بغير دحلان من التحرك في أي مكان خاصة لمصر أو إسرائيل أوالأردن عبر الحدود تحديداً لعلاقات دحلان مع الجانب الإسرائيلي، حيث نُقل عن أهل غزة بأن معبر المنطار سابقاً وأيرز كانا يُفتحان لدخول موكبه المؤلف من 11 سيارة وموكب زوجته المكون من 3 سيارات وأيضا مستشاروه الأربعة عشر.
في حالات إغلاق المعابر، وكما انه الوحيد القادر على تحقيق أي انجاز من إسرائيل حتى حماس تعلم ذلك جيدا وتعلم أنها لن تتمكن من فعل شيء دون دحلان، علماً بأن لدحلان عناصر في كل زاوية في الضفة وغزة خاصة بين مطاردي كتائب الأقصى ولجان المقاومة الشعبية، إضافة لأنه يمتلك بكل معنى كلمة يمتلك تنظيمين كاملين فوق فتح هما كتائب محمود نشبت، وكتائب أبو الريش، ولذا فهو في الواقع القوة الضاربة في غزة، ولو راجعنا ما حدث في غزة عندما هددت لجان المقاومة الشعبية دحلان لعرفنا ببساطة انه تم اعتقال كل قادتها خلال 24 ساعة في غزة من قبل الأمن الوقائي باستثناء جمال أبو سمهدانة مسؤول لجان المقاومة الشعبية في غزة(الذي أستشهد مؤخراً عبر غارة إسرائيلية)، وكان ذلك خلال الشهر الماضي على مرأى ومسمع من كل الأجهزة وعلى رأسهم حماس، أما استثنائه لأبو سمهدانة فلسببين :
الأول: أن لدى دحلان اثنين من نفس عائلة أبو سمهدانة يعتمد عليهم كثيراً، هما ياسر أبو سمهدانة ( قائد صقور فتح سابقاً) والثاني ( سامي أبو سمهدانة رئيس ما يسمى بالقوة الخاصة التي شكلها دحلان)
الثاني: يعود لكون عائلة أبو سمهدانة من بدو رفح وما لذلك من تداعيات على الساحة الغزاوية، وما تمتلكه هذه العائلة من سطوة ونفوذ في المجتمع الغزاوي الذي لا يزال يعيش مرحلة الانفلات الأمني وما لذلك من تداعيات القوة العشائرية التي تطرح نفسها على الساحة.
أما في خانيونس وبنى سهيلا وعبسان وخزاعة والزوايدة والقرارة ، فليس هناك طلقة أو قطعة سلاح إلا على حساب دحلان، أما في شمال قطاع غزة فلديه أكثر من ثلاثة ألاف مقاتل من بيت حانون وحدها ينتمون لخمس عائلات كبيرة. أما في مخيم جباليا والذي تعتبره حماس قلعتها فله أكثر من حماس نفسها، ولا يغر فوز حماس في الانتخابات فله أسباب أخرى كثيرة، والمنطقة الوحيدة التي تعتبر السيطرة فيها لحماس في شمال القطاع هي جباليا البلد . أما من هم مع دحلان فهم قتلة لا يهمهم شيء حتى قتل كل الشعب الفلسطيني من أوله إلى آخره.
وقد قتلوا الكثير وكل غزة، وكذلك هنالك أدلة تشير لتورط دحلان كذلك في إغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي مات مسموماً بعد أن عطل المشروع الإسرائيلي الأمريكي ورفض التوقيع على اتفاق كامب ديفد وأستنكف في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله مما أستنفذ صبر الأطراف فأوعزت لدحلان بالتخطيط لاغتياله بهدوء، وكان السيد ياسر عرفات مدركاً لخطر وجود دحلان وما يقوم به، وهذا ما استعدى الرئيس الفلسطيني الحديث لوسائل الإعلام عن محاولتي انقلاب عليها حاول القيام بهما محمد دحلان،وخلاف دحلان افتضح مع ياسر عرفات حين عرض استقالته كمسؤول للأمن الوقائي في 05/11/2001 والتي رفضها عرفات ثم بعد حصار ياسر عرفات في العام 2002، برز دحلان كأحد الرجالات التي حاولت الاستيلاء على السلطة وسحب البساط من تحت الرئيس الفلسطيني الراحل مع حسن عصفور، محمد رشيد، صائب عريقات ونبيل شعث التي أدارت "السلطة" وقتها ثم لاحقا إبان حكومة أبو مازن حين رفض عرفات وبشكل قاطع تعيينه وزيرا للداخلية ليلتف أبو مازن على ذلك ليعين دحلان وزيراً للشؤون الأمنية بمباركة أمريكية إسرائيلية، دعت الرئيس الأمريكي جورج بوش لإمتداح القرار وامتداح دحلان شخصياً ويطلب مصافحته على الملأ، ثم ليستقيل بعد أخذ ورد واتهامات متبادلة نهائيا يوم 05/06/2002 وبذلك أصبح بدون أية صفة رسمية، لتتسرب بعدها تفاصيل رسالته وخطته لموفاز بتاريخ 13/07/2003 لإقصاء ياسر عرفات عن رئاسة السلطة الفلسطينية والتي أشار لها الراحل عرفات في أكثر من موقف أثناء حصاره.
اغتيال موسى عرفات
وحتى مقتل موسى عرفات في غزة فهو وراءها، فالخلاف بين الاثنين قديم جداً لكن وجود ياسر عرفات على الساحة كان يمنع دحلان من أي محاولة لإقصاء موسى عرفات عن ساحة غزة، حيث أنه قبل وفاة ياسر عرفات صرح "روني شاكيد" -وهو سياسي إسرائيلي معروف وأحد رجالات الشاباك السابقين وعمل بعد تقاعده في الصحافة وهو الآن مسؤول عن الشؤون الفلسطينية في صحيفة يديعوت أحرونوت- إبان أحداث عنف جرت في غزة بين مسلحين فلسطينيين من حركة فتح وأفراد من الشرطة الفلسطينية حيث علق عليها بأن ما يجري في قطاع غزة من أحداث وصراع داخل السلطة ليس إلا بداية لبركان قادم.
وقال شاكيد في تصريح قديم له لموقع الجزيرة نت إبان حياة الرئيس عرفات "إن الصراع متجذر ما بين جيل المقاومة الذي فجر الانتفاضات المتعددة ضد إسرائيل والذين عايشوا أحداث القضية في الضفة والقطاع وبين الزعامات والكوادر التي جاءت بعد اتفاقيات أوسلو من الخارج، حيث سيطر القادمون على كل شيء وبقي المناضلون والقادة المحليون بلا شيء صفر اليدين". وعبر يومها عن اعتقاده بأن عملية اختطاف الجبالي التي فجرت الوضع، كانت حدثاً مبرمجاً لهدف سياسي، وأن "العقيد محمد دحلان يقف خلف هذه الأحداث ليؤكد للرئيس عرفات أنه الأقوى وأنه فقط هو القادر على حماية الأمن في قطاع غزة".
ورأى شاكيد أن تعيين موسى عرفات كان بمثابة وضع البنزين فوق النار لأنه رجل غير مرغوب فيه بقطاع غزة، فضلاً عن أنه مرفوض من قبل كتائب شهداء الأقصى، في وقت يحتفظ فيه دحلان بعلاقة مميزة مع كتائب الأقصى.
وبناء على عدد من الشواهد التي دللت على أن دحلان وسيطرته على جزء كبير من كتائب الأقصى، وكذلك علاقته الحميمة مع نصر يوسف وزير الداخلية في ذلك الوقت والذي طالبه الكثيرون بالاستقالة لأنهم اعتبروه متواطئ مع الفلتان الأمني ومقتل موسى عرفات.
دحلان،.. السم في العسل لفتح والشعب الفلسطيني
لا يكمن خطر وجود محمد دحلان على حركة حماس وحدها، ولا على المشروع الإسلامي، بل إن دحلان يعتبر الخطر الأكبر على الشعب الفلسطيني بشكل عام، وعلى حركة فتح بشكل خاص، فمحمد دحلان الذي قرر تنفيذ الأجندة الأمريكية في فلسطيني لإيصال المنطقة كاملة للقبول بحل الدولتين سعى لتحطيم حركة فتح عبر زج كوادرها في اقتتال داخلي، فهو من ناحية يسيطر كما قلنا مسبقاً على عدد من الفصائل الفلسطينية التابعة لحركة فتح، ويزج بها للاقتتال مع كوادر حماس، أما من لا يستطيع محمد دحلان إعطاءه أوامر مباشرة بشن الحرب على مقاتلي حماس لإشعال نار فتنة في الشارع الفلسطيني ككل فهو يسعى عبر طرق أخرى لذلك، ومنها ما يجب ذكره أن محمد دحلان يمتلك عدداً من المكاتب والشركات في الأردن والتي تقوم بمهمة تبييض الأموال له من ناحية، ومن ناحية أخرى تلعب دور المكتب السياسي أو ما يمكن تسميته بالمطبخ السياسي الذي يقوم على رسم الخطط، ومهمة هذه المكاتب والشركات التي تتخذ غطاءاً لها أعمال السياحة والسفر والتصدير والاستيراد وغيرها تقوم بمهمة تجهيز البيانات السياسية، وهذه البيانات تحمل توقيع حركة حماس، وقد وقع عدد من هذه البيانات بأيدينا، وهي تحمل محتوى خطير جداً، وتبدو صيغتها بأنها للشارع الفلسطيني في الداخل، وتوزع عبر مؤيدي دحلان في المخيمات الفلسطينية في الأردن على أنها صادرة من حركة حماس، ويحتوي على البعض منها "كلمة تعميم داخلي" في إشارة على أنها بيانات وزعتها حماس على كوادرها فقط، وهذه البيانات تحمل أبعاداً خطيرة جداً، وتنذر بخطر كبير حيث أن هذه البيانات المكتوبة باسم حركة حماس، تحمل محتوى تحريضي على حركة فتح. مثلا احد البيانات والذي كُتب عليه تعميم داخلي قد كان محتواه يحرض على كوادر فتح ويكفرهم ويصفهم بالكفر وجواز إطلاق النار عليهم وقتلهم وانه لا يجب السكوت على وجودهم. وانه يجب ضرب بنية فتح التحتية، ويجب أن يقوم أعضاء وكوادر الحركة بتبني مواقف وطرق وأساليب تضرب فيها عناصر شهداء الأقصى، وكذلك احد البيانات يدعو لافتعال فتنة بين كتائب الأقصى وبين لجان المقاومة الشعبية.
مثل هذه البيان يبدو أنها ترسل للضفة وغزة ويتم توزيعها على أنها من حركة حماس لإثارة الفتنة بين الناس وبين أعضاء فتح وحماس، والذي يقف خلف كله هذا محمد دحلان عبر مكاتبه والعاملين معه، كذلك فان شركاته السياحية هذه وغيرها هي عبارة عن مكاتب رصد معلومات وعمليات، وهنالك معلومات مؤكدة أنها لتبييض أموال دحلان من تجارة المخدرات، حيث أن هدف محمد دحلان من ما يحدث في غزة هو إثارة الفوضى حتى يقوم بتسويق السلاح الذي قام بتهريبه من مصر إلى غزة، بالإضافة لان غزة أصبحت وكراً للمخدرات وهو يقف خلف هذا. هذا وأن محمد دحلان يقوم بإدخالها إلى الضفة الغربية
بالمناسبة فأبن عم محمد دحلان صاحب شركات السياحة يحمي نفسه وشركاته في الأردن عبر علاقة نسب مع أل الفايز الذين كان منهم رئيس الوزراء الأردني السابق.
من كان وراء إطلاق النار على القوات المصرية في غزة والتي حاول الإعلام إدانة دحلان فيها ؟
أما قضية إطلاق النار على القوات المصرية فليس لمحمد دحلان أو أحد من كوادره أي علاقة بها لا من بعيد ولا من قريب - والحقيقة أن غيره هم الذين فعلوها وهم معروفين بالاسم لأصغر طفل في غزة، ولعدد كبير من الشهود الذين حضروا الاشتباكات مع القوات المصرية التي لم ترد بإطلاق النار بشكل مباشر بل أكتفت بإطلاق النار في الهواء في محاولة لمنع إطلاق النار على جنودها، أما الذين أطلقوا النار فكانوا معروفين لأهل غزة، وليس لهم علاقة بدحلان لأنهم من كوادر حماس وتحديداً الجناح التابع لعبد العزيز الرنتيسي، وهو أكثر الأجنحة العسكرية في حماس تشدداً، لان الشرطة المصرية منعت إدخال شحنة سلاح قادمة من إيران عن طريق الحدود المصرية إلى غزة وهذه هي الحقيقة والتي يعرفها الجميع في غزة، ويعرف من فعلها بالأسماء.
دحلان وحماس خلاف أم التقاء ؟ (مقومات دحلان في داخل حماس)
طرح البعض في الإعلام أن دحلان يحاول تشكيل حكومة ظل في مواجهة حكومة حماس الجديدة، وفي تساؤل أخر: محمد دحلان يعتبر صاحب أكبر سلطة في غزة، ويتصرف على أنه حكومة أقوى من حكومة حماس ذاتها ومن الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فهو يمتلك قادة أجهزة مثل سمير المشهراوي وأبو شباك، وبنفس الوقت يحكم على عدة فصائل مسلحة، وفي المقابل له اتصال مباشر مع عدد من كوادر حماس وقادتها وتلتقي مصالحه مع مصالحهم، فما هي حكومة دحلان التي يشكلها في غزة؟ وما علاقته بحماس؟ وهل من الممكن أن يكون هنالك تنسيق بين حكومة حماس و دحلان؟ بحيث انو مثلا دحلان يفاوض إسرائيل كواجهة لحماس بأنها هي تبقى خلف الستار؟
مشكلة حماس أنها وصلت للسلطة دون أي مشروع وطني واضح للانتقال بالشعب الفلسطيني من سنين الجمر إلى سنين الاستقرار ولا توجد أي أولوية وطنية واضحة في خطاب حماس، ولا تمتلك أي أجندة حقيقية تطبقها على ارض الواقع، وحتى الأن لم تزل تتصرف بشكل يوحي بأنها حزب معارضة للسلطة الفلسطينية، بل أن التناقض في التصريحات لقيادات حماس صار الميزة الأكثر معرفة لدى الشارع الفلسطيني حيث تصريح النهار يجلوه اعتذار عنه في الليل، من قيادات حماس المراهقة سياسيا فمثلاً ، الشيخ ماهر أبو طير ممثل حماس في المجلس التشريعي عن مدينة القدس يطالب بفرض الحجاب الإسلامي على النساء الفلسطينيات، وكذلك أم نضال فرحات ممثلة حماس عن غزة طالبت بنفس المضمون بعد أن أخذت الضوء الأخضر من أمير حركة الإخوان المسلمين في القاهرة بعد أن التقت به، بينما يصرح محمود الزهار بأنه سيحافظ على الدولة المدنية الفلسطينية وهيكليتها الحالية ولن تكون هنالك أي رقابة دينية على الشعب الفلسطيني حفاظاً على ديمقراطيته وتعدديته، وبينما العالم يطالب حماس بالاعتراف بإسرائيل، يأتي أمير حركة الإخوان المسلمين في القاهرة وغيره من قادة الحركة يطالبون حماس من على منابر المساجد بمنع الرقص الشرقي قبل توفير لقمة العيش الكريمة.
ما لم تعيه حتى الآن حماس أنها أصبحت تحكم سلطة وشعب، وعليها أن تدرك كذلك بأن أعضائها وقيادتها ليسوا كائنات فوق الخطأ وعليهم أن يعرفوا أن مستقبل ملايين البشر بين أيديهم وهذه أمانة كبرى تنوء عن حملها الجبال العظمى، ولا يمكن لحماس أن تصادر جهاد نصف قرن من التضحيات التي قام بها شعب الجبارين بقرارات صبيانية ويجب أن يعترفوا أن الشعب الفلسطيني قبل وصول حماس للسلطة كان قد انتقل من نظام الحزب الواحد إلى دولة المؤسسات المدنية، وأن الشعارات لا تشبع الجياع، فقط الشعب الفلسطيني يريد أن يرى انجازات حكومة التكنوقراط التي وعدت الشعب الفلسطيني بها، فبينما حماس الحكومة تهديد العالم باللجوء لخيار الزيت والزعتر لمحاربة العالم والاكتفاء الاقتصادي، ويتجلى التناقض لدى حكومة التكنوقراط بلجوء وزراء التكنوقراط لاستخدام كتائب القسام لحمايتهم وضرب الصحافيين والإعلاميين.
مشكلة حماس هي مشكلة سياسية والتي وقفت بخندق إيران سوريا وفشلت في كسب الرأي العام العالمي، وفشلها كذلك في توحيد الشعب الفلسطيني على أساس برنامج عمل وطني تحرري واقعي لإيقاف الانهيار والفوضى العارمة في الأراضي المحتلة، ووقف التصريحات المتناقضة لدى قادتها السياسيين سواء في الخارج أو الداخل، فمرة نجد مشعل يصرح بقبوله خيار الدولتين ومرة يأتي الزهار ليصرح بأن خيار المقاومة قائم حتى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.
بالتالي حكومة حماس الحالية هي عبارة عن حكومة شكلية فقط، ولن تستطيع أن تقف أمام الشعب الفلسطيني أولاً وأمام العالم كحكومة حقيقية إلا إذا كان لديها خيار داخلي حقيقي، ومن هنا نجد أن حكومة حماس الحالية لن تستطيع أن تفعل شيئاً دون دحلان وقوته، فهو الخيار الأقوى لها والأكثر متانة وصموداً، والقادرعلى انتشالها من كل هفواتها وأزماتها وتناقضات مواقفها أمام إيران والاعتراف بإسرائيل. وهو لن يوافق إلا بدخوله الحكومة بشكل مباشر وإلا فستسقط الحكومة خلال شهور قليلة، فحماس ترى في دحلان عبر علاقته بالزهار بالغطاء اللازم الذي سيشكل الوفد المفاوض والذي سيبدأ جولة المفاوضات لصالح حكومة حماس إسرائيل، وبنفس الوقت تبقى حكومة حماس في الظل بعيداً عن حلقة التفاوض، وبهذه الطريقة سيتم تهميش عباس عربياً وإسرائيلياً وفلسطينياً وفتحاوياً كذلك.
مما يعني أن حكومة حماس تعتبر دحلان ظلها وليس خصمها، بالتالي دحلان يقوم مقام السند لحماس لأنه سيكون خيار قادم بالنسبة لها، فهم يوميا ينسقون معه ولا يخطون خطوة إلا وهو معهم. باختصار حماس تراه ( هو الرئيس الفلسطيني القادم بعد اغتيال أبو مازن )، وهذه الرؤية ليست بالجديدة فقد سبقها إليها الرئيس الأمريكي بل كلينتون عندما كانت تجرى المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في منتجع "واي بلانتيشين" في العام 1997م، حيث اقترب الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون من عضو الوفد الفلسطيني محمد دحلان، وهمس في أذنه قائلاً "أرى فيك زعيما مستقبليا لشعبك". وعندما كان الرئيس الحالي جورج بوش يحضر قمة "شرم الشيخ" في العام 2003م، طلبه بالاسم ليصافحه، مما يعكس حجم المكانة التي يتمتع بها لدى الإدارة الأمريكية وترحيب مسبق لأن يقود السلطة الفلسطينية في يوم من الأيام، لذا لا يمكن تجاهل دحلان عندما يدور الحديث عن الشخصيات المرشحة للعب دور فاعل في هذه المرحلة، لما يحظى به من قبول أمريكي وإسرائيلي أكثر مما هو فلسطيني، وحماس تدرك هذا الحجم الذي يحظى به دحلان وتعتبره شريكاً مربحاً بالنسبة لها، والوحيد الذي يمكنه أن يخرجها من مأزقها الحالي، وبنظر عدد من المحللين السياسيين كذلك، يظل دحلان القيادي الفلسطيني الأكثر إثارة للجدل. ففي حين يعتبره البعض مفتاحا رئيسا للمرحلة المقبلة، كونه يحظى بشخصية تؤهله للعب دور مهم في تحريك عملية السلام وخصوصاً في ظل تأزم حكومة حماس ووقوعها بين فكي كماشة التفاوض مع إسرائيل والتعاون الإستراتيجي مع إيران مما يجعل حماس تبلع السكين بحدين وبحاجة لمن يخلصها من مأزقها، علاوة على علاقاته بالأمريكيين والإسرائيليين التي ينظر الكثير بعين الريبة لهذه العلاقات. ويتمتع دحلان بحسب مراقبين بـ"كاريزما" وسط قطاعات مقدرة من الفلسطينيين. ويرد محللون السبب لكونه قادراً على تقريب الناس إليه، علاوة على سحره في الحديث وعفويته، لدرجة أن أطلق عليه لقب " النسخة المصغرة أو الشابة لياسر عرفات".
إلى جانب أن حماس لم تسيطر حتى الآن على الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فمعظم قادة الأجهزة في الوقت الحالي هم من العائدين مع حركة فتح حين وقعت اتفاق أوسلو، أو من المحسوبين على فتح، بالتالي حماس بحاجة لمن يسيطر على هذه الأجهزة، ولا أحد غير دحلان قادر على ذلك، فليس هناك عنصر من عناصر الأمن من اصغر شرطي مرور إلى اكبر لواء إلا و يطيع دحلان.
عدا عن ذلك فدحلان ذاته يمتلك بيديه أوراق رابحة في داخل حكومة حماس، ومثال ذلك عماد الفالوجى- الوزير السابق، وطلال سدر، اللذان كانا من قادة حماس سابقاً فهما من صنائع دحلان، ثم علاقة دحلان المباشرة مع محمد ضيف قائد الجناح العسكري لكتائب عز الدين القسام - ثم من خلال هذه العلاقة يتم النظر في من كان وراء إيقاف الكثير من عمليات حماس في غزة حتى يتم إدراك مدى تدخله واختراقه للحركة، وكذلك حمايته حتى الآن لمحمد ضيف من الاغتيال، فأجهزة المخابرات الإسرائيلية وقواتها الخاصة التي وصلت ليحيى عياش كانت قادرة على اغتيال محمد ضيف أثناء اعتقاله في سجن أريحا، وهذا الذي وضع تساؤلات حول كيفية إطلاق سراحه من سجن السلطة في أريحا ووصله إلى غزة.
بالإضافة لكون دحلان عضو دائم في فريق التفاوض حول القضايا الأمنية المتعلقة بإعادة الانتشار الإسرائيلي أثناء عملية أوسلو، وحول عودة الفلسطينيين الذين طردوا بعد عام 1967، وحول إطلاق سراح الأسرى، وملم بشكل كبير بهذا الملف ويمتلك ثقة اللجنة الرباعية.
دحلان وحماس : أجندات مختلفة والتقاء مصالح نحو صياغة منظمة التحرير
على الرغم من أن دحلان وحماس يحملان أجندتان مختلفتان بخصوص منظمة التحرير الفلسطينية، إلا أنهما متفقان على وجوب إعادة صياغة م.ت.ف من جديد، وبتفعيل دورها بحلة وتشكيلة جديدة يرضيان عنها. فدحلان الذي يحمل أجندة ليبرالية الأيديولوجية، ورؤية أمريكية، وحماس التي تحمل رؤية إسلامية الأيديولوجية، وإيرانية-سورية الرؤية تجاه منظمة التحرير ومجرى الصراع العربي الصهيوني، إلا أن الاثنان تلتقي أو تتقاطع مصالحهما بوجوب إدخال حماس لداخل منظمة التحرير الفلسطينية لتشكل الفصيل الأكبر في مقابل حركة فتح والتي ستكون هي الأخرى بصياغة وحلة جديدة يصوغها دحلان ويقتسم الاثنان التحكم بالقرار في المنظمة، ومن ثم البدء بجولة تفاوض جديدة لتبدو المرحلة القادمة بالتفاوض خيار الشعب الفلسطيني وخيار منظمة التحرير السياسي الكامل التي ستكون قد احتوت كل التنظيمات الفلسطينية ومن ضمنها الإسلامية، وخصوصاً أن رمضان شلح في مقابلته الأخيرة التي أجراها معه غسان بن جدو على فضائية الجزيرة صرح بأنه يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية شرط أن تكون الحركة ضمن هذه المنظمة، وجدد دعوته هو الأخر لإعادة صياغة المنظمة بأجندة جديدة تضم الجهاد وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية.
تسعى حماس إلى بسط نفوذها الكامل على الأغلبية في المنظمة بعد أن تنسق مسألة دخولها، وترى في دحلان الشريك الأنسب لاقتسام قرار المنظمة معه لالتقائهما في المصلحة، ودحلان كذلك الذي يملك كل الأوراق التفاوضية مع إسرائيل والقادر على إعادة جمع الفريق التفاوضي السابق، أو إعادة بناء فريق مفاوضات جديد، سيكون قادراً في الوقت ذاته على كبح جماح المعارضة الفتحاوية وبقية تيارات المنظمة أو ما بقي من هذه التيارات التي انهارت بعد حرب الخليج الثانية في العام 1990م وبقي منها مجرد منظرين سياسيين فقط، وسيكون في إمكان دحلان الشروع في جولة مفاوضات منسقة مع إسرائيل وحماس التي ستبقى في الكواليس.
من هنا يتضح تقسيم الأدوار الجديدة والذي سيؤدي لتهميش محمود عباس نهائياً، وإخراجه خارج الجوقة السياسية في المنظمة والسلطة، تمهيداً لتسليمها لدحلان، في مقابل بقاء حماس في رئاسة الحكومة الفلسطينية وسيطرتها الجزئية على الوضع الداخلي للسلطة الفلسطينية.
ودحلان الذي استطاع في الفترة الماضية إنشاء علاقات واسعة وممتدة ودبلوماسية مع الدول الأوربية عبر لعبة كانت غير مفهومة في البداية، ولكن كشفت أوراقها حين تبين أن عمليات اختطاف الأجانب، سواء من نشطاء السلام أو الصحافيين أو السياح، الذي كان يجري في غزة، يقف وراءه سمير المشهراوي أحد سواعد دحلان، وحيث يتم تدخل دحلان بعد ذلك للإفراج عن المختطفين وإطلاق سراحهم ليظهر أمام دول الإتحاد الأوروبي الممول الأكبر للسلطة الفلسطينية والتي اختطفت رعاياها وحررهم دحلان، ليظهر أمام هذه الدول على أنه المسيطر على غزة، أو الأقدر على السيطرة عليها وضبط الفلتان الأمني فيها، والقادر على حفظ أمنها. بالتالي كسب دحلان بهذه اللعبة ثقة هذه الدول فيه كرجل دولة قادر على تولي زمام القيادة في السلطة الفلسطينية بديلاً عن عباس الذي تناوب دحلان وحماس والجهاد الإسلامي على إحراجه في أكثر من موقف ومثال ذلك عملية الجهاد الإسلامي الأخيرة والتي باركتها حماس وكانت ضمن أجندة إيرانية، وإلتقت مصالح دحلان مع إيران في ذلك الوقت في إحراج عباس وإظهاره بموقف الضعيف غير القادر على السيطرة على الأوضاع الأمنية في الضفة وغزة.
الاشتباكات الأخيرة في غزة بين حماس وكوادر من فتح
انعكست أحداث الصراع الأخير داخل غزة بين مسلحين من حركة حماس، وآخرين من حركة فتح على الرأي العام الفلسطيني ككل الذي كان يراقب مجريات الأحداث الدراماتيكية في قطاع غزة، كما كانت تلك التطورات محور النقاش فقد أجمع المحللون عبر مراقبة وقراءات في الصحف الفلسطينية والعربية على أن محمد دحلان يقف خلف جزء من هذه الأحداث في محاولة لتأكيد أنه الأقوى في قطاع غزة، وأن حماس تقف في المقابل لتأكيد دورها في قيادة الشعب الفلسطيني بعد فوزها بالانتخابات الأخيرة، ولفهم هذه النقطة تحديداً فيجب أن نعلم أن في حماس ثلاث تيارات هي :
1) التيار الأول وهو الذي يريد حرباً مع حركة فتح ومحمد دحلان، ويعتبرهم كفاراً، وهذا التيار في حماس هم أتباع الشهيد عبد العزيز الرنتيسى سابقاً، ويسمون تيار الصقور المتشددين.
2) أما التيار الثاني فهو تيار الزهار وهنية و ومن معه، وهم مع الإخوان المسلمون في مصر والأردن، ومعروف عن هذا التيار الذي يعتبر الوحيد الذي ينتمي لحركة الأخوان المسلمين- بوسطيته واستعداده الدائم للمساومة والتفاوض، وهذا التيار هو الذي جر حركة حماس إلى خوض الانتخابات التشريعية التي تمت تحت مظلة اتفاق أوسلو والذي هو في الأصل قائم على أساس الاعتراف المتبادل بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
3) أما الثالث فهو الذي يفتعل المشاكل كلها وهم أتباع "خالد مشعل" وسوريا -وإيران -حزب الله- وهم يهمهم مصالح خارجية أكثر من مصالح الشعب الفلسطيني ومعهم عناصر وقيادة الجهاد الإسلامي والتي تسير بجزء كبير من مواقفها حسب أهواء ومقتضيات السياسة الإيرانية السورية.
4) وهناك تيار لم زال هامشياً في الحركة وهو الذي يتزعمه موسى أبو مرزوق وله اتصالات أمريكية تكون مشبوهة أحياناً، وقد نشرت مجلة المراقب العربي الصادرة في لندن في عدد آذار الماضي في ملف كامل عن الحركات الإسلامية في الوطن العربي خبراً عن لقاء تم بين حركة حماس والحركة الإسلامية في لبنان وحزب الله مع قيادات من المخابرات المركزية الأمريكية تم في بيروت، عُرف بلقاء بيروت وتم الاتفاق فيه على بعض النقاط بشأن القضية الفلسطينية ومسألة الانتخابات، وبحسب المجللة التي ذكرت الحضور من كل وفد بالأسماء بأن حزب الله تحفظ على اللقاء كثيراً بينما أبدى وفد حماس تعاونه كثيراً مع البنود التي طرحها الوفد الأمريكي.
حيث جاء في المجلة تحت عنوان ( اتصالات إسلامية غربية سرية معلنة) " ما الذي طرأ على فكر حماس وبرنامجها السياسي حتى تغير موقفها وتصبح الأكثر التزاماً بالتهدئة من جانب واحد مع العدو الإسرائيلي، بل الأكثر إصراراً كانت على إجراء الانتخابات وفي موعدها الذي انعقدت فيه في 25 كانون الثاني (يناير) 2006". وتضيف المجلة " عقد اليستر كروك ( الذي كان يعمل سابقاً في جهاز المخابرات البريطاني) وصاحب (منتدى النزاعات) حالياً، ومجموعة من الضباط السابقين لجهاز ( السي أي إيه) سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين في التنظيمات الإسلامية في الشرق الأوسط والشرق الأقصى، وعلى حد قول أحد المشاركين في الاجتماعات لم يكن أي أحد من أعضاء المجموعة ليضع قدمه على أرض لبنان بلا ضوء أخضر من إدارة بوش. وكان هناك غرهام فولر ومسؤول كبير أخر متقاعد من جهاز الاستخبارات الأمريكية ( السي أي إيه). كما كان معهم المحامي الواشنطني فريد هوف الذي كان من معدي تقرير متشل. كما كان بين الحضور خبيران مخضرمان في صراع الشرق الأوسط. وهما مارك بيري وجيف أهارنسون اللذان يعرفان عن كثب مجريات الأحداث والشخصيات المؤثرة في القدس ورام الله. ورأس موسى أبو مرزوق نائب خالد مشعل وفد حماس في أحد اللقاءات وإلى جانبه جلس أعضاء المكتب السياسي لحماس "سامي خاطر وأسامة حمدان"، أما حزب الله فقد مثله نواف الموسوي الذي يرأس قسم العلاقات الخارجية".
وأخيراً نقلت المجلة عبارة خالد مشعل في لقاء له خلال ببرنامج إخباري في ال BBC قوله : " التفاوض دون مقاومة يؤدي إلى الاستسلام. لكن التفاوض مع مقاومة يؤدي إلى سلام حقيقي. العالم يعرف أن المقاومة الفيتنامية كانت مستمرة خلال تفاوض الفيتناميين مع الأمريكان في باريس".
في دلالات أرادت تحميلها المجلة لهذه العبارة وهي رسالة خالد مشعل الواضحة لأنه يبسط يديه للبدء بحلقة تفاوض مع إسرائيل، وهو الذي عاد ليقول عبر فضائية الجزيرة بأن حماس موافقة على البدء في التفاوض مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل لحدود حزيران 1967م وهي مناورة معروفة سياسياً بفكرة من يطلب الكثير يلقى الأقل، أي أنها مبادرة يطرحها مشعل للمرة الثانية على إسرائيل للبدء في جولة مفاوضات مقابل انسحاب إسرائيل لحدود ما قبل انتفاضة الأقصى الأخيرة.
والغريب أن حماس التي لا تزال تلعب بورقة الاعتراف بإسرائيل تعتبر قانوناً معترفة ضمنياً بإسرائيل لمجرد قرارها الدخول لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني الذي هو أحد مؤسسات السلطة الفلسطينية التي قامت على أساس اتفاق أوسلو الذي عقد بناء على أتفاق متبادل بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وتولي حماس الحكومة الفلسطينية للسلطة الفلسطينية يعني إقراراً كاملاً من حماس بكل ما جاء بالاتفاق ومن ضمنها الاعتراف بإسرائيل كدولة على أرض فلسطين في حدود العام 1948
حماس تتهم دحلان بإثارة الإشاعات الكاذبة وعباس يكلفه بقوة عسكرية لمواجهة حماس
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
اتهمت حركة المقاومة الإسلامية حماس النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، والقائد في حركة "فتح" محمد دحلان، بالعمل على "تشويش الجولة الناجحة" التي يقوم بها رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، من خلال ما أسماه إثارة الإشاعات الكاذبة.
وجاء ذلك على لسان عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال، حيث نفى في تصريحات صحافية صحة الأنباء عن رفض السعودية استقبال هنية، مؤكدًا بحسب "شبكة فلسطين اليوم الإخبارية" أنه لا أساس لها من الصحة في شيء، ولم نتلقَ أي مؤشر من هذا القبيل.
وأشار القيادي في حماس، والذي يتخذ من سوريا مقرًا له إلى جهات فلسطينية قال إنها "ذات مصلحة في إفشال زيارة رئيس الوزراء إلى السعودية"، بالوقوف خلف هذه الإشاعات.. مضيفًا "الجهة الوحيدة التي روجت لهذا الخبر هي وكالة أنباء تابعة لمحمد دحلان، عضو المجلس التشريعي، وهذه الجهة يهمها كثيراً التشويش على جولة الأخ إسماعيل هنية التي استطاعت أن تحقق إنجازات مهمة، سواء تعلق الأمر بتعهد دولة قطر بدفع رواتب الموظفين أو بالتزامات إيران بدفع استحقاقات مجموعة من الوزارات، فهذه الجهة ليس من مصلحتها أن تنجح الزيارة؛ لأجل ذلك تشيع مثل هذه الأخبار العارية عن الصحة".
وأوضح نزال أن هنية سوف يمر بقطاع غزة قبل أن يتوجه إلى المملكة العربية السعودية، التي كان مقررًا أن يزورها في موسم الحج.
معاريف: عباس كلف دحلان بتشكيل قوة عسكرية لمواجهة "حماس"
من ناحية أخرى أشار تقرير استخباري، قُدّم إلى الحكومة الصهيونية في جلستها الأخيرة الأحد (10/12)، إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد كلّف محمد دحلان، مسؤول جهاز الأمن الوقائي السابق في قطاع غزة، بتشكيل قوة عسكرية لمواجهة حركة المقاومشة الإسلامية "حماس".
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الأخير عن رئيس جهاز الاستخبارات الصهيوني يوفال ديسكن قوله: إن تقارير أمنية وصلت إلى جهاز الاستخبارات تشير إلى أن عباس أوكل إلى دحلان مهمة إقامة قوة عسكرية جديدة "تمهيداً لمواجهة عسكرية مع حماس"، مدعية وجود سباق تسلح كبير بين حركتي "حماس" و"فتح".
وذكر ديسكن في تقريره أنه "لا توجد قوة في المجتمع الفلسطيني تستطيع مواجهة حركة حماس"، مؤكداً استمرارها في إدخال الأموال القادمة من دول الخليج وسعيها لإقامة بنك إسلامي لهذا الغرض، معترفاً بصعوبة وقف تدفق الأموال.
ويأتي نشر هذه الأنباء بالتزامن مع ما قالته مصادر فلسطينية من أن دحلان تلقى عرضاً من قبل رئيس السلطة محمود عباس، بتولي منصب مستشار الأمن القومي في السلطة، على خلاف رغبة رئيس السلطة السابق وزعيم حركة "فتح" الراحل ياسر عرفات، الذي كان يرفض تعيينه في هذا المنصب.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الجديد عن المصادر قولها إن بعض الصلاحيات الأمنية قد أُحيلت بشكل فعلي إلى دحلان، رغم عدم توليه منصب مستشار الأمن القومي بشكل رسمي، موضحة أن على دحلان الاستقالة من المجلس التشريعي لتولي منصبه الجديد، الذي سيكون من ضمن المهام التي سيقوم بها التنسيق مع قوات الاحتلال الصهيوني.
وقد لوحظ في الآونة الأخيرة قيام رئيس السلطة الفلسطينية بتقريب دحلان منه، لا سيما في اللقاءات الرسمية التي يجريها مع الوفود الأجنبية والعربية، لا سيما مع خافير سولانا منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، والذي عقد مؤتمراً صحفياً م
قيادي ..دحلان يخطط للرئاسة الفلسطينية
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
حصل على ثناء شخصي من قبل الرئيس الأمريكي جورج بوش، لكنه وصف من قبل القائد العام لكتائب شهداء الأقصى الحاج أبو أحمد بأنه "أخطر رجل على القضية الفلسطينية"، كما أنه يعتبر شخصية مثيرة للجدل في الأراضي الفلسطينية، لعلاقاته السرية والعلنية مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
العقيد محمد (يوسف) دحلان (45 عاماً)، صاحب النفوذ الواسع في صفوف أجهزة الأمن الفلسطينية، يتهمه أعضاء في اللجنة المركزية لحركة "فتح" علانية بأنه يسعى إلى تمرير "انقلاب" داخل الحركة، في أعقاب الهزيمة، التي لحقت بها في الانتخابات التشريعية، والتي أفرزت صعود نجم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأغلبية مطلقة.
ويأتي تأكيد مصادر متطابقة داخل حركة "فتح" بشأن وقوف دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق، وراء الحركة الاحتجاجية، التي شبهها البعض بالانتفاضة داخل الحركة، والتي تنادي باستقالة اللجنة المركزية للحركة، واستقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) من منصبه.
ويعتبر دحلان، الذي يحظى بنفوذ كبير في أوساط أجهزة الأمن، من الفلسطينيين القلائل، الذين يحظون بدعم كبير من الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما الرئيس جورج بوش شخصياً، إلى الحد الذي قال فيه عنه الأخير "إن هذا الفتى يعجبني". كما له الكثير من الأصدقاء في أوساط المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، بحسب ما كشف عن ذلك دوف فايسغلاس، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ويقول مقربون من دحلان إنهم يعدون لعقد المؤتمر العام لانتخاب "قيادة جديدة وشابة". ورجح أحدهم انتخاب مروان البرغوثي رئيساً للحركة. في حين يتهم بعض أعضاء اللجنة المركزية دحلان "بمحاولة الانقلاب عليهم وعلى الحركة، مستغلاً أجواء السخط السائدة"، بعد فشل الحركة الانتخابي.
إلا أن أحد قياديي حركة "فتح" القدامى ذهب إلى أبعد من ذلك، كاشفاً لوكالة "قدس برس" عن مخطط يجري تداوله على مستوى ضيق، بأن يتم اختيار محمد دحلان رئيسا للسلطة الفلسطينية، خلفاً للرئيس الحالي محمود عباس (أبو مازن)، الذي هدد أكثر من مرة بتقديم استقالته، بعد فوز حركة "حماس"، بحسب ما يجري تداوله في وسائل الإعلام المختلفة. ويشير هذا القيادي إلى أن اتصالات خارجية تجري بهذا الشأن، وعلى مستوى رفيع.
الحديث عن هذا المخطط، الذي لم تؤكده جهات أخرى، يأتي في ظل حديث مصدر مقرب من الرئيس عباس عن أن رئيس السلطة لوح بالاستقالة من منصبه "إذا لم توافق حركة حماس على تشكيل حكومة فلسطينية، واتباع سياسة، من شأنهما أن تكسبا اعتراف المجتمع الدولي، وتضمنا استمرار تدفق المساعدات الأجنبية".
وقال هذا المصدر لصحيفة /الغارديان/ البريطانية إن عباس قام بإعداد كتاب الاستقالة، محذرا من أنه سيقدمه إذا لم تتمخض المفاوضات مع حركة "حماس" عن تشكيل حكومة يمكنها العمل مع حكومات أجنبية.
ويتابع القيادي الفتحاوي كلامه قائلا "لقد استطاع دحلان استمالة أوساط واسعة من مؤيدي وقادة الشبيبة الفتحاوية في غزة، من خلال إغداق الأموال والمناصب عليهم"، لاسيما وأن الكثير منهم يستحسن فكرة تولي الشباب مناصب قيادية.
وبدا واضحاً، كما يقول مراقبون متابعون للوضع الفلسطيني، أن شخصية محمد دحلان شكلت إغراءً للإسرائيليين والإدارة الأمريكية على الاعتماد على الشخص المناسب، الذي يحكم السلطة الفلسطينية مستقبلاً، وهي تسعى منذ أعوام طويلة لتهيئة الظروف المناسبة لذلك، حسب قولهم.
وينقل هؤلاء عن شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي في شباط (فبراير) 2004 قوله "لدينا خطة جاهزة ومحكمة لتوجيه السلطة الفلسطينية للاتجاه الذي نريد، تبدأ بالتخلص من زعامات الإرهاب في غزة، وبشطب (الرئيس الفلسطيني السابق ياسر) عرفات في رام الله، والاعتماد بعدها لتنفيذ خطة الفصل الأحادي الجانب على قادة فلسطينيين نثق بهم".
ويذكر المراقبون بأن موفاز قد خاطب دحلان، قبيل تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة قائلاً له، "على السلطة الفلسطينية العمل على ضمان عدم احتفال سكان قطاع غزة، أو إقامة أي مهرجانات سعيدة بالمناسبة"، فرد عليه دحلان بالقول "الفلسطينيون سيودعون الجنود الإسرائيليين بالورود، خلال الانسحاب من غزة".
كما لم يستطع وزير القضاء الإسرائيلي السابق يوسيف لبيد كتم إعجابه بدحلان فقال "نحن نتطلع إلى أن يتولى شخص مثل دحلان قيادة السلطة، ويكون قادراً على ضرب حماس والجهاد، لكن يتوجب علينا ألا نقوم بمعانقة دحلان عناق الدببة، حتى لا تظهر حركته كما لو أنها كانت فيلماً إسرائيلياً"، على حد تعبيره
منقول عن موقع ١٩٤٨
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
حصرياً – خاص – فلسطين الحرة 24/05/2005
وصل موقع فلسطين الحرة تسجيل صوتي جديد ومطول للقاء مغلق أجراه محمد دحلان مع العاملين في إذاعة الحرية يكشف فيه دحلان عن جوانب كثيره من أساليبه وآرائه وأخلاقياته، وموقع فلسطين الحرة ينشره كاملاً كما وصل من مصدره مع تفصيل لأهم النقاط الواردة فيه:
استمع للحوار
حركة فتح:
* في اعتراف غير مسبوق يقول دحلان: "أنا متعود أسب على مؤسسات الحركة والمجلس الثوري واللجنة المركزية"
* حمّل محمد دحلان مسؤولية الهزائم لـ هاني الحسن ليقول له: "بيكفي"
* يقول دحلان في اتهام شنيع لحركة فتح: فتح خربانة من الـ 72 ومحطمة ومدمرة وعايشة على دم الشهداء والأسرى والبادرات الشخصية والفردية"!
* يحذر المعارضين داخل فتح لمسيرته الإصلاحية المزعومة قائلاً "المسيرة بدها تمشي للأمام وإذا أخوانا عطلوها راح يتبهدلو"
* "فتح تنظيم ثقيل، تنظيم شيوخ"
* يستهزيء دحلان بفاروق القدومي وتعليقه على عبد الله الافرنجي
* يستهزيء أيضاً بياسر عرفات وتواقيعه الشهيرة "يصرف له يصرف له" وسط ضحكات الحاضرين
* بعد وصفه وحديثه عن الأدوات والمنطق الفاشل لفتح يقول" خلي أدوات الفشل زي ما هي احنا ما عنا مانع ....... بس ارفدها بأدوات تغطي على غيبك تغطي على قلة قيمتك"
حركة حماس:
* اعتبر ان خصمه هو حركة حماس قائلاً: " اللي بدو يواجه حماس فقط من يكون خصمها ... بس خصمها المهم اللي بيصير يواجه وبيقدر يبني تنظيم"
* اعترف دحلان وبشكل لا لبس فيه أنه وراء الفلتان الأمني قائلاً في معرض حديثه عما وصفه "وزات" أعضاء في اللجنة المركزية: "بحركلي جيبين (سيارتي جيب) في البلد بيقولك راحت"
* يعتبر أن أنجع الوسائل لمواجهة حماس هي قوة المنطق والردع ليقول: "هذا تنظيم بقوة المنطق بتكابحو وبكثير من الردع"
* استخدم تعبيرات بذيئة في وصف وضع حماس في قضايا الإعتراف بالاحتلال
* استهزأ دحلان بقيادات حماس مردداً عبارات مثل: "شغل المشايخ والجوامع بيمشيش"، "انسولي الهبل تبعكو"
* كما طال استهزاؤه اسماعيل هنية ومحمود الزهار ليقول وسط ضحك الحاضرين: " ادعولنا يا اخوان، زيت وزعتر، هذا بيجيبش راس ماله" و" الزهار انقلت قيمتو"
* اعتبر ان حماس أضعف فصيل فلسطيني الآن وبأنه" بدك يلتعن سنسفيلكو اربع سنين"
* في وصف أقرب ما يكون لوصف الشوارع متناسياً أحاديثه حول المعارضة البناءة" "أنا راح استلمهم خمسة بلدي من هان لآخر الأربع سنين"
* هدد من يتعاون مع حماس من حركة فتح قائلاً: "وحياة أبوكو اللي في فتح بيقول بدنا ندخل في حكومة لأقل قيمته"
إذاعة الحرية:
تلك الإذاعة التي ادعت يوم الاثنين 22/5/2006 وقف نشراتها الاخبارية بسبب التهديدات معلنة أنها محايدة موضوعية وغير تابعة لأحد ولا تتلقى دعم أو تمويل من أي طرف، انفضح أمرها في هذا اللقاء ليقول مجدي عرابيد مديرها:
* يقول عرابيد: "الإذاعة أصرت أن تنطلق بنهجك" فيرد دحلان "الحمد لله" ليزيد عرابيد " وتكمل المشوار بنهجك وعقليتك"!! مطالباً دحلان بحماية المؤسسة
* دحلان أعلن في أكثر من عبارة دعمه لهذه الإذاعة التابعة له كما اتضح: أنا حاضر ايش يلزمكو" مؤكداً التزامه بمصاريف ومستلزمات عناصر من كتائب الأقصى لحراسة الإذاعة
* يظهر دحلان عدم ثقته بالشرطة الفلسطينية وبأنها ستقوم بتوجيه أية معتدين على الإذاعة
أمور أخرى:
* يقر دحلان بخرقه لاتفاقية المعبر عبر علاقاته الشخصية مع المراقبين الأوروبيين
* اعتبر ان حكومة حماس مسؤولة عن كل شيء حتى تزويج البنات، أما قضايا فتح وشباب فتح فهي مسؤوليته وهو ملتزم بها وبنفس فئوي فصائلي واضح
* اعترف وبشكل صريح ان المبادرة العربية التي يطالب الحكومة الجديدة الاعتراف بها "فيها تنازل عن اللاجئين"
*
أظهر دحلان احدى عقده النفسية قائلاً "أنا كل حاجة ممكن اتهم فيها بما فيها البرج اللي تحت الأرض الا انو انا أهبل"، "أنا مش أهبل أنا"
*
هذا اللقاء وما أثاره من أمور خطيرة صادرة عن عضو مجلس تشريعي ومن يعتبر نفسه زعيم حركة فتح القادم، وبأنه يقود معارضة بناءة وحريص على الوحدة الوطنية وغيرها من الشعارات، يثبت زيف إدعاء محمد دحلان ويكشف النقاب عن حقيقة مواقفه وآرائه، وللقاريء والمستمع أن يحكم بنفسه.
من هو محمد دحلان؟!
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
من غزة إلى تونس مسافة قريبة قطعها محمد دحلان بسرعة. من عنصر صغير في "فتح" إلى قائد لجهاز الأمن الوقائي إلى وزير في حكومة السلطة. مواقع تنقّل فيها محمد دحلان بسرعة.
من الموالاة الشديدة دفاعاً عن "الرمز" و"السيد الرئيس" و"يابا" و"الختيار"، إلى معارض وانقلابي ومهدِّد بمهلة "عشرة أيام" لإسقاط عرفات.
من عضو في "عصابة الأربعة" وعراب في مافيا الفساد ومختلس للأموال، إلى "مصلح" سياسي واجتماعي.
من قائد لجهاز الأمن يقمع كل من يرفض أوسلو أو يقاوم الاحتلال أو يعارض السلطة، إلى متظاهر يحتل مراكز السلطة ويخرّب مقرّاتها ويعبث بالأمن الداخلي.
محمد دحلان له طموحاته وأهدافه، لكنه هو "ابن مشروع" و"أداة" و"صاحب مخطط" يتوافق كلياً مع البرنامج الصهيوني – الأمريكي حارب المقاومة والمقاومين حين دعي لذلك، والآن جاء ليحارب "فتح" والسلطة، وغداً سوف يحارب فلسطين والفلسطينيين.
هل هو مصلح فعلاً ومحارب للفساد!!؟ أم أنه يحمل أجندة ضدّ غزّة لما بعد خطة شارون. الإسرائيليون شجعوا "دحلان" قبل فترة على "تحمل مسؤولية" في قطاع غزة لقطع الطريق على حماس. فاستغلّ "العقيد" الإشارة وأطلق رصاصاته باتجاه الجميع.
العرّاب: قصّة الصعود
"إن هذا الفتى يعجبني!".. جورج بوش الابن.
لم يكن ليصل رئيس أكبر دولة في العالم إلى هذا الإعجاب الشخصي لو لم يقدّم العقيد محمد دحلان خدمات جليلة للإدارة الأمريكية، ولم يطلع الرئيس الأمريكي شخصياً على تاريخ طويل من قصة الصعود (الأكروباتية) لهذا الشاب المدعوّ محمد دحلان.
هذا الكلام صدر عن الرئيس بوش في ذروة التدخل الأمريكي في القضية الفلسطينية إبان انتفاضة الأقصى. حيث حضر الرئيس بوش يومها إلى "قمّة العقبة" في حزيران/يونيو 2003، فرحاً بالنصر الذي حقّقه قبل شهرين في بغداد، عاقداً العزم على خلق أنظمة جديدة في المنطقة تتساوق مع الفكر الصهيوني وتتعاون معه، وإخماد ما تبقّى من حركات أو دول تقاوم المشروع الأمريكي في المنطقة.
كما أن هذا الكلام جاء بعد تقديم "دحلان" تقريراً مفصلاً عن الوضع الأمني في الضفة وغزة، عرضه أمام بوش وشارون وعقّب عليه قائلاً: "إن هناك أشياء نستطيع القيام بها"، طالباً المساعدة الأمنية الأمريكية لأجهزته.
في الطريق إلى هذه "القمّة" قطع "دحلان" مسافات وحرق مراحل وقفز مراتب ورُتَب في الهرم السياسي الفلسطيني. ولكن الهرم لم يكن فلسطينياً أو عربياً فقط، بل إن كثيراً من مراحله يكتنفها الغموض؛ أو قل وضوح العوامل الخارجية المعادية.
فما قصّة هذا الصعود؟!
كل مرحلة من مراحل عمره بناها "دحلان" على كذبةٍ وادعاء، رغم أن تاريخه معروف وأصدقاءه أحياء ومعاصريه من ذوي الذاكرة الحية الطرية.. ادعى النضال منذ نعومة أظفاره وادعى الاعتقال عشر سنين وادعى تأسيس الشبيبة الفتحاوية وادعى مساعدة أبو جهاد "خليل الوزير" في توجيه الانتفاضة.. في حين أن كل فترة من هذه الفترات اكتنفها غموض فوضّحتها وقائع سردها أكثر من طرف. جيران طفولته وزملاء دراسته ورفاق تنظيمه وأصدقاء "تَوْنَسَتِهِ" ومنافسو زعامته و... و...
في المخيّم
منذ أن ولد محمد دحلان لزمته صفة (الشراسة والنزق)، كان من أطفال الحي الذين لا يُنهون يومهم من دون معركة مع أقرانه، الأمر الذي ترك الكثير من علامات (شقاوة) الفتيان على أنحاء جسده. كان متوسط المراتب في المدرسة، غير منتبه لتحصيله العلمي، يميل إلى الإهمال في علاقاته الاجتماعية، ولم يكن لبقاً أو متحدثاً، بل كان عصبيّ المزاج سريع الغضب كثير السباب والشتم.. ولم يكن متميزاً بين أقرانه، شاب عادي غير ظاهر النشاط. وهو لم ينتمِ لأي تنظيم حتى دخوله الجامعة.
في الجامعة
درس محمد دحلان في الجامعة الإسلامية بغزة، وكثيراً ما اصطدم مع الطلاب الإسلاميين هناك، وذكر بعضهم أنه تعرّض للضرب أكثر من مرة فيها.
وفي الجامعة الإسلامية، التحق بحركة فتح وشبيبتها هناك، وسجّل لاحقاً كذبته الأولى التي كان مسرحها هناك. وادعى أنه كان مؤسس الشبيبة الفتحاوية أثناء دراسته الجامعية. وقد فنّد أحد مؤسسي الشبيبة الفتحاوية هذا الادعاء، بأن الشبيبة تأسست في الضفة الغربية وليس في قطاع غزة، وذكر تفاصيل ذلك بالتواريخ والأسماء والأرقام.
وعلى افتراض أنه كان مؤسسها في غزة فإن هذا الكلام –حسب المسؤول الفتحاوي- مردود عليه، لأن نشوء الشبيبة في غزة كان عبارة عن انتقال ولم يكن تأسيساً.
فبعد إرهاصات التحركات الطلابية الفتحاوية عام 79/80، وردت تعليمات أبو جهاد الوزير بتشكيل نسيج طلابي، بدأ في الضفة الغربية، وسجّل صعوده في العامين التاليين.. وباختصار فقد كان مؤسسو الشبيبة من الضفة الغربية، ولم يكن منهم أحد من غزة.
الاعتقال
للعقيد "دحلان" قصة "طويلة" مع الاعتقال ساهمت في تنصيبه وترفيعه السريع داخل فتح، ولكنه كان اعتقالاً إيجابياً بالنسبة له.
وكانت هذه الفترة هي الفترة الذهبية في بناء "الكاريزما" الشخصية لمحمد دحلان عبر كل وسائل التلميع المتاحة، ولا يألو "دحلان" جهداً ولا يجد غضاضة في استخدام "محنة" السجن لمواجهة الآخرين..
وقد ذكر في مؤتمره الصحفي الأخير في الأردن (إثر أحداث غزة)، أنه سبق أن اصطدم أكثر من مرة مع عرفات، منها حين اعترض على تعيين د. زكريا الأغا عضواً في اللجنة المركزية، وأن عرفات سأله: باسم من تتكلم؟ فرد عليه: باسم عشر سنوات أمضيتها في السجن الإسرائيلي.
في حقيقة الأمر لم يعرف "دحلان" السجن سوى بين الأعوام 1981 و1986، حيث اعتُقل عدة مرات لفترات متقطعة وقصيرة خلال تلك السنوات الخمس، لم يُمض إلا القليل منها في السجون. ولم يحدث أن اعتُقل "دحلان" كما ادعى "عشر سنوات".. قال جبريل الرجوب مؤخراً إن "دحلان" لم يُعتقل أكثر من ثلاث سنوات.
غير أن هذا الاعتقال على ما يبدو –كما يقول جيرانه السابقون- يأتي في سياق تلميعي متقن، يهدف إلى نقل الفتى (الصايع) إلى صورة الفتى (المناضل)، ليتخرج لاحقاً بصفة (الشاب القيادي)، الذي لم يعُدْ ينقصه سوى (التَوْنَسَة) لاستكمال المواصفات ومتابعة الطريق إلى أعلى الهرم.
دور "أبو رامي" في التلميع
ويتذكر جيران "دحلان" القدامى حفلات التلميع التي كان يقوم بها "أبو رامي"؟ مسؤول المخابرات الصهيونية في منطقة خانيونس. ومن قرأ سيرة الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، سيتذكر بالتأكيد اسم "أبو رامي"، ومعاركه وصداماته مع الدكتور الشهيد، وسوف يتذكر أيضاً كيف أن "أبو رامي" نزل في شوارع خانيونس يصرخ في الناس كالمجنون نافياً أن يكون الدكتور الرنتيسي قد ضربه أثناء محاولة اعتقاله.
ويومها –كما يذكر الشهيد القائد في مذكراته- لم يضربه، بل ضرب أحد الجنود معه، لكن الإشاعة بين الناس أثارت غضبه فخرج كالمجنون، يقول للناس: انظروا في وجهي، هل ترون آثار ضرب أو معركة؟!.
المهم.. قام "أبو رامي" هذا بدور بارز في تلميع "دحلان"، فكان يأتي مع مجموعاته ليلاً في الأعوام 1984 – 1985، إلى الحارة ويصرخ بمكبّر الصوت منادياً على "دحلان"، موقظاً جيرانه ليستمعوا إليه يشتمه ويسبّه ويناديه بألفاظ بذيئة ويقول: محمد.. إذا كنت راجل أخرج لنا..
ولم تكن بعض حفلات التلميع تنتهي بالصراخ فقط.. فكانوا أحياناً يدخلون بيته، ويعلو الصراخ من الداخل بينهم بما يقنع الجيران أنهم يضربونه.. بالإضافة إلى اعتقاله في بعض المرات لفترات بسيطة يخرج إثرها "مناضلاً".
ولعلّ أخطر ما قام به "أبو رامي" كأداة تنفيذية لدى المخابرات الصهيونية، هو الاعتقالات التي كانت تطال مسؤولي "فتح" الذين كانوا أعلى من "دحلان" مرتبة في التنظيم، مما أدى إلى عدة فراغات تنظيمية كان "يتصادف" أن يملأها "دحلان"، فيتولى المسؤولية تلو الأخرى، حتى حان وقت الإبعاد عام 1988.
في تونس
انتقل "دحلان" من غزة إلى ليبيا حيث أقام فترة بسيطة، ما لبث بعدها أن انتقل إلى تونس.. ووصلها مع جبريل الرجوب فاستقبلهما عرفات هناك و"تبناهما".. والتقطا معه صوراً فوتوغرافية تمّ توزيعها على الصحافة.. وكانوا ينادون عرفات "يابا"..
غير أنهما لم يظهرا في الفترة التالية.. حيث انتهت صلاحياتهما الإعلامية (عرفاتياً).. وهذه الفترة هي الأكثر حسماً في مسيرة هذين الرجلين..
يقول أحد مسؤولي الاستخبارات المركزية الأمريكة (CIA) السابقين "ويتلي برونر" إنه تم تجنيد "دحلان" في تونس في الثمانينات، وتمّت تزكيته وتسميته مع الرجوب ليكوّنا سوياً القوة الضاربة المستقبلية بعد اتفاقات أوسلو، مع ملاحظة أنه لم يتم نفي هذه المعلومات رغم انتشارها في الصحف على نطاق واسع.
في تلك الفترة –يقول أحد أصدقائه- كان يقضي الأيام مع الأصدقاء، من غير عمل سوى أنهم "مبعدون"، كانوا يتنقلون أحياناً كما قال صديقه "خمسة أشخاص بسيارة واحدة" (لدى دحلان الآن 11 سيارة تتنقل معه كمرافقة أمنية، عدا عن ما يمتلك من سيارات لغير المهمات الرسمية). وقد ولّدت صفة "المبعدون" حقداً في نفوس العاملين في المنظمة في تونس، نظراً للدلال والارتياح الذي كان يتمتع به هؤلاء.
ولم يطل الأمر حتى استشهد أبو جهاد (وادعى دحلان أنه كان يساعد أبو جهاد في توجيه الانتفاضة).. يذكر المساعد الرئيسي لأبو جهاد وهو نابلسي يحمل الجنسية الأردنية، أن محمد دحلان جاءه أكثر من مرة ليتوسط له من أجل العمل لدى أبو عمار. فهو لم يكن يسعى للعمل في مكتب أبو جهاد، ولم يعمل أصلاً في "القطاع الغربي" على الإطلاق. و"القطاع الغربي" الذي أسّسه أبو جهاد لإدارة شؤون الداخل كان معروفاً باستقلاليته الإدارية والتنظيمية.
ساهمت الاغتيالات التي شهدتها تونس (أبو جهاد – نيسان/أبريل 1988) وأبو إياد وأبو الهول (كانون الثاني/يناير 1991)، إلى صعود نجم عدد من قادة الصف الثاني (أبو مازن أبو العلاء..)، وحدوث فراغات في القيادات الشابة، وحدثت حركة ترقيات مفاجئة وغزيرة، نال المبعدون وقتها حصتهم منها.. وبات في دائرة الضوء "العقيد" دحلان، وعدد كبير من العقداء الذين أغدق عليهم عرفات يومها الرتب بسخاء.
بعد أوسلو
ليس بعيداً عن ذهن القارئ ما فعله "دحلان" بعد أوسلو حين تسلّم مهمة قيادة جهاز الأمن الوقائي، وكيف كان وفياً بطريقة خرافية للاتفاقات الأمنية، وكيف تعاون مع الصهاينة من أجل الفتك بالمقاومة عبر التنسيق المذهل مع الأجهزة الأمنية الصهيونية.
هذا التنسيق دفعه، عبر الرسائل والتقارير واللقاءات والمصالح الأمنية والاقتصادية، إلى أعلى المراتب في سلطة الحكم الذاتي، من قائد لجهاز الأمن الوقائي، إلى مستشار عرفات للشؤون الأمنية إلى وزير للداخلية.. إلى ما هو عليه اليوم..
محمد دحلان.. من يموّله وكيف جمع ثروته؟!
ما بين ولادة محمد يوسف دحلان في العام 1961 لأسرة فقيرة في مخيم خانيونس ونشأته في مناخ "العوز"، وما بين تملّكه لفندق فخم في غزة، تعيش حكايات وقصص كثيرة يعرفها الصغير والكبير في غزة عن ذلك الفقير الذي تحوّل إلى واحد من أثرى أثرياء غزة في بضع سنين قليلة.
ولنبدأ الحكاية منذ وصوله إلى غزة مع دخول السلطة الفلسطينية في العام 1994 كقائد لقوات الأمن الوقائي في القطاع بعد أن أخذ يتقرّب من ياسر عرفات، والناس تشير إلى ذلك الشاب الفقير (الصايع) في (زواريب) مخيم خانيونس.
بدأت رائحة "دحلان" المالية تفوح بعد أن أصبح مالكاً لفندق الواحة على شاطئ غزة، وهو الفندق المصنف كواحد من أفخم مجموعة فنادق الخمس نجوم في الشرق الأوسط. فاستغرب أهل غزة مِن ذاك الذي كان فقيراً بالأمس القريب يتملّك فندقاً تكلفته عدة ملايين من الدولارات، ولكن جهاز الأمن الوقائي كان كفيلاً بإسكات وتعذيب كل من يهمس بكلمة عن هذا (الإصلاحي) الجديد.
لم تنته الحكاية عند هذا الحدّ بل تفجّرت بشكل كبير عندما كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في العام 1997 النقاب عن الحسابات السرية لرجال السلطة الفلسطينية في بنوك إسرائيلية ودولية، وكانت ثروة "دحلان" في البنوك الإسرائيلية فقط 53 مليون دولار.
المعابر الحدودية هي المثال الأبرز للفساد، حيث تجبي (إسرائيل) لصالحها ولصالح السلطة الفلسطينية رسوم العبور في المداخل والمخارج من السلطة ومصر والأردن إلى (إسرائيل)، وهي ملزمة حسب الاتفاقيات تسليم السلطة الفلسطينية 60 في المئة من العمولات. في عام 1997 طلب الفلسطينيون تحويل حصتهم من رسوم معبر "كارني"، نحو 250 ألف دولار في الشهر، على حساب جديد. واتضح فيما بعد أن صاحب هذا الحساب هو محمد دحلان قائد الأمن الوقائي في غزة في ذلك الوقت.
هذا بالإضافة إلى ملايين الشواقل التي تجبى من أنواع مختلفة من الضرائب و"الخاوات" الأخرى، وفي مناطق مثل الشحن والتفريغ من الجانب الفلسطيني لمعبر "كارني"، ويتضح أن تمويل جهاز الأمن الوقائي يتم بواسطة ضرائب مختلفة تُنقل إلى صناديق خاصة ولا تخضع لنظام مالي مركزي. وفي سلطة المطارات الإسرائيلية، والكلام لصحيفة "هآرتس"، تقرّر تحويل النقود إلى الحساب المركزي لوزارة المالية الفلسطينية في غزة، مما أغضب "دحلان".
كما يوفر "دحلان" من خلال رجال أمنه الحماية الأمنية لشاحنات شركة "دور للطاقة" الإسرائيلية التي تدخل إلى قطاع غزة. وتعمّدت (إسرائيل) نشر هذه المعلومات عن "دحلان" لحثه على تدابير أشدّ صرامة ضد حركات المقاومة، متغافلة عن أن أعوام انتفاضة الأقصى تختلف عن الأعوام التي سبقتها.
لم تقف الفضائح المالية لدحلان عند هذا الحدّ، بل تفجّرت مرة جديدة حين اشترى بيت أحد وجهاء غزة البارزين المرحوم رشاد الشوا، بمبلغ 600 ألف دولار، لكن "دحلان" نفى هذه التهمة (المغرضة) وقال أنه دفع ثمنه فقط 400 ألف دولار!!! ثم ذكر لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه لا يحق لأحد أن يسأله عن ثمن البيت سوى شعبه. ونحن نسأل كجزء من هذا الشعب مِن أين أتيت بثمن بيت قيمته 600 ألف دولار بعدما كنت تسكن بيتاً في مخيم وبالإيجار؟!!
وتمضي الأيام ويذهب القائد السابق لجهاز الأمن الوقائي، محمد دحلان، إلى جامعة كامبردج ليتعلّم اللغة الإنكليزية على أيدي ثلاثة من المختصين في إحدى أكبر وأغلى الجامعات في العالم وتحت الحراسة الأمنية. وأقام في فندق كارلتون تاور بكامبردج ذي الإقامة المرتفعة الثمن. فمن دفع له الفاتورة؟
يتضح مما سبق أن تمويل محمد دحلان يعتمد على المصادر التالية: تحصيل الضرائب الفلسطينية، احتكاره لبعض السلع الأساسية التي تدخل لقطاع غزة، مساعدات أمريكية وأوروبية هائلة، استيلاؤه على أموال وأراض فلسطينية، وفرض خوات على رجال الأعمال والتجار والأتاوات.
العلاقة بين دحلان وعرفات.. من التزلف واضطهاد الخصوم إلى الانقلاب
الإنذار الذي وجّهه محمد دحلان لعرفات بضرورة (الإصلاح) قبل العاشر من شهر آب/أغسطس 2004 و"إلا فإن تيار (الإصلاح الديمقراطي) في حركة "فتح" سيستأنف الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد"، هذا الإنذار فاجأ الكثير من المطلعين على العلاقة التي كانت تجمع عرفات بدحلان، وتحرّك الأخير ضدّ كل من كان ينتقد (الرمز) عرفات، وتعذيبهم بحجّة أن الهدف من نقدهم هو نزع الشرعية عن (القيادة التاريخية) للشعب الفلسطيني.
من المعروف والشائع لدى الفلسطينيين الذين كانوا في تونس أن محمد دحلان كان من أكثر المتزلّفين لياسر عرفات بين كل من خدم في مكاتب منظمة التحرير بتونس، حتى أصبح "دحلان" حديث الفلسطينيين هناك لما أثاره من اشمئزاز لدى العديد منهم لكثرة تزلّفه لعرفات.
وتشير بعض القيادات الفلسطينية بأنه لو لم يكن "دحلان" بهذا التزلّف لما وصل إلى ما هو عليه، خاصة وأنه تسلّم الأمن الوقائي في غزة وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، ولا يملك أي خبرة سياسية أو عسكرية تؤهله لهذا المنصب.
في الثامن من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2001 فاجأ محمد دحلان الجميع بشدّة دفاعه عن عرفات، يوم كان يتعرّض لنقدٍ من الإصلاحيين في الشعب الفلسطيني، وقال "دحلان" إن المحاولات الإسرائيلية –لاحظ الإسرائيلية- لنزع الشرعية عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هي محاولات يائسة وستبوء بالفشل.
وأشار "دحلان" في نفس المؤتمر الصحفي أن "الرئيس عرفات هو أقدر من يدير دفة العمل الفلسطيني، وعندما فشلت (إسرائيل) في تركيع الشعب الفلسطيني بدأت بث سمومها وأحلامها، وإن الشعب الفلسطيني بكل توجهاته السياسية يقف خلف الرئيس عرفات".
وأكّد "دحلان" أن "الفلسطينيين لا يتحرّكون إلا بقرار الرئيس عرفات، وإذا اعتقدت (إسرائيل) أن هناك أحداً في الشعب الفلسطيني يمكنه الالتفاف على قرار الرئيس عرفات فهي واهمة".
ولم يكتف "دحلان" بهذا القدر من الابتذال بل استمرّ في نفس التصاريح المتزلّفة التي كان يطلقها منذ أن كان في تونس فقال: "إن الرئيس عرفات هو أكثر المتمسكين بالحقوق الفلسطينية، وإذا كان لدى (إسرائيل) أوهام بأن تجد قادة فلسطينيين تتلاءم أفكارهم مع أفكارها، فمصير تلك الأفكار وأولئك الأشخاص إلى مزبلة التاريخ". وأضاف "دحلان" أن الرئيس عرفات قادر على صنع السلام لكن ليس السلام الإسرائيلي، إنما السلام القائم على تنفيذ الشرعية الدولية، لكن أن يطلبوا من الرئيس عرفات أن ينفذ الالتزامات في الوقت الذي تستمر فيه (إسرائيل) بالقتل والعدوان ودخول المناطق، فهذا غير عادل وغير مقبول، كما قال.
وختم "دحلان" قوله: "الإسرائيليون إن أرادوا التوصل إلى سلام حقيقي مع الشعب الفلسطيني فعليهم بالتفاوض مع ياسر عرفات، أما بحثهم عن بدائل أخرى فهذه أوهام".
تمادى "دحلان" في تزلفه لعرفات حتى وصل به الأمر إلى تحريمه انتقاد عرفات وذلك في مقال له في صحيفة "الغارديان" البريطانية بتاريخ 2/7/2002، حين قال: "سيكون من الخطأ انتقاد عرفات أو استبداله في وقت هو محاصر في الضفة الغربية". ويضيف "دحلان" "لا مجال للحديث عن تغيير القيادة في ظل هذه الظروف.. سأقف في صف عرفات طالما يقف ضده الإسرائيليون.. مهما كانت تحفظاتي على القرارات التي اتخذت".
لم يطل المقام بدحلان حتى انتقل بمواقفه من عرفات مائة وثمانين درجة، متغافلاً عن التصاريح السابقة في تمجيد (الرمز)، مستشعراً أن الانتقادات الإسرائيلية والأميركية ضد عرفات فرصة لا تُعوّض للانقلاب الذي طالما حلم به وخطّط له في لقاءاته الأمنية المتكرّرة مع القادة الإسرائيليين، والرسالة التالية تشير لماذا انقلب "دحلان" على عرفات.
في 13/7/2003 وجّه محمد دحلان رسالة إلى شاؤول موفاز يقول فيها: "إن السيد عرفات أصبح يَعد أيامه الأخيرة، ولكن دعونا نذيبه على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضاً أن ما قطعته على نفسي أمام الرئيس بوش من وعود فإنني مستعد لأدفع حياتي ثمناً لها". ويضيف دحلان "الخوف الآن أن يقدم ياسر عرفات على جمع المجلس التشريعي ليسحب الثقة من الحكومة، وحتى لا يقدم على هذه الخطوة بكل الأحوال لا بد من التنسيق بين الجميع لتعريضه لكل أنواع الضغوط حتى لا يُقدم على مثل هذه الخطوة".
في اجتماع عقده محمد دحلان مع نخبة من رؤساء التحرير والكتاب في الأردن بتاريخ 29/7/2004 شنّ هجوماً لا هوادة فيه على عرفات، فقال: "لقد طعنني في وطنيتي بعد أن رتبْت له استقبالاً جماهيرياً لدى وصوله إلى غزة.. صارت لدي رغبة في التحدي (...) ما بطلعله لا هو ولا غيره أن يخونني". إضافة إلى سيل من الانتقادات وجّهها "دحلان" ضدّ عرفات في عدد من المجالس الخاصة والعامة.
قيادات "فتح": من مع "دحلان"؟
"دحلان" وفي سبيل حشد أكبر قدر ممكن من الدعم الجماهيري والفتحاوي لما يدعيه بمحاولة الإصلاح ومحاربة الفساد أحاط نفسه بعدد من القيادات الفتحاوية ومسؤولي السلطة والأجهزة الأمنية، على رأس هؤلاء وقف العقيد سمير المشهراوي عضو اللجنة الحركية العليا لحركة "فتح" ومستشار وزارة الداخلية في غزة.
هناك من يرى في العقيد المشهراوي أنه يمثل واجهة محمد دحلان المقبولة لدى تنظيم "فتح" والجمهور الفلسطيني، كونه من "القيادات النظيفة" إلى حد ما -حسبما يرى بعض المراقبين- وقد أمضى عدة سنوات في السجون الصهيونية وتقلد العديد من المناصب والمسؤوليات في حركة "فتح"، وعمل مراقباً على جهاز الأمن الوقائي، واعتبر مؤخراً المنظر الرئيسي لما يسمى بتيار الإصلاح في السلطة.
أما العقيد رشيد أبو شباك رئيس جهاز الأمن الوقائي بقطاع غزة فهو من يقف وبقوة مع "دحلان"، كيف لا و"دحلان" هو من عيّنه لخلافته في رئاسة جهاز الأمن الوقائي عقب استقالته عام 2002، بعد أن شغل منصب نائب رئيس جهاز الأمن الوقائي لدحلان لسنوات.
أبو شباك من مواليد عام 1954 وتنحدر أصوله من قرية "الخصاص" قضاء المجدل وحاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية، انتمى لحركة "فتح" عام 1971 واعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال الصهيوني من عام 1972 وحتى عام 1990 إلى أن أصبح مطارداً لقوات الاحتلال عام 1990 على خلفية تشكيله الذراع العسكري لحركة فتح "الفهد الأسود"، وفي عام 1991 غادر إلى تونس وعمل هناك في لجنة الإشراف على قطاع غزة إلى أن عاد للقطاع عام 1994 وأصبح عضواً في اللجنة الحركية العليا لفتح، وعمل نائباً لدحلان في إدارة الأمن الوقائي إلى أن تولى مسؤولية الجهاز عقب استقالة الدحلان، وفي فترة حكومة محمود عباس "أبو مازن" أصبح مديراً عاماً للأمن الوقائي في الضفة وغزة.
إلى ذلك فإن هناك عدداً من قيادات "فتح" وأجهزة السلطة يعتبرون من "مجموعة دحلان" منهم عبد العزيز شاهين وزير التموين في السلطة الفلسطينية والذي تدور حوله أحاديث عن تورطه في الفساد ونهب المال العام وعلاقته بالطحين الفاسد الذي وزع في غزة.
ومن القيادات الموالية لدحلان ولكنه يفتقد لأي شعبية جماهيرية سفيان أبو زايدة وزير الأسرى والمحررين في السلطة، وهو عضو لجنة حركية عليا لحركة "فتح"، وقد أمضى عدة سنوات في سجون الاحتلال وشغل أكثر من منصب في السلطة.
وهناك أيضاً العقيد ماجد أبو شمالة عضو اللجنة الحركية العليا لفتح والذي استقال من رئاسة جهاز المباحث الجنائية التابع للشرطة الفلسطينية.
وقد استطاع "دحلان" استمالة أوساط واسعة من مؤيدي وقادة الشبيبة الفتحاوية في غزة من خلال إغداق الأموال والمناصب عليهم، وبات معروفاً أن عبد الحكيم عوض مثلاً وهو مسئول الشبيبة في غزة ومعظم قادة الشبيبة ومؤيديها من رجالات "دحلان"، بل إنهم سخّروا الإذاعة المحلية في غزة "صوت الشباب" الناطقة باسم الشبيبة، لدحلان وما يسمى بالإصلاحيين.
محمد دحلان - الابن المدلل لامريكا واسرائيل
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
عندما كانت تجرى المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في منتجع "واي بلانتيشين" في العام 1997م، اقترب الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون من عضو الوفد الفلسطيني محمد دحلان، وهمس في أذنه قائلاً "أرى فيك زعيما مستقبليا لشعبك". وعندما كان الرئيس الحالي جورج بوش يحضر قمة "شرم الشيخ" في العام 2003م، طلبه بالاسم ليصافحه، مما يعكس حجم المكانة التي يتمتع بها لدى الإدارة الأمريكية وترحيب مسبق لأن يقود السلطة الفلسطينية في يوم من الأيام. لذا لا يمكن تجاهل دحلان عندما يدور الحديث عن الشخصيات المرشحة للعب دور فاعل في هذه المرحلة ، لما يحظى به من قبول أمريكي وإسرائيلي أكثر مما هو فلسطيني. وبنظر عدد من المحللين، يظل دحلان القيادي الفلسطيني الأكثر اثارة للجدل. ففي حين يعتبره البعض مفتاحا رئيسا للمرحلة المقبلة، كونه يحظى بشخصية تؤهله للعب دور مهم في تحريك عملية السلام، علاوة على علاقاته بالأمريكيين والإسرائيليين التي ينظر الكثير بعين الريبة لهذه العلاقات. ويتمتع دحلان بحسب مراقبين بـ"كاريزما" وسط قطاعات مقدرة من الفلسطينيين. ويرد محللون السبب لكونه قادرا على تقريب الناس إليه، علاوة على سحره في الحديث وعفويته، لدرجة أن أطلق عليه لقب " النسخة المصغرة أو الشابة لياسر عرفات".
محمد دحلان
وسبق أن رأس دحلان جهاز الأمن الوقائي في غزة، قبل أن يعينه عرفات مستشاراً للأمن القومي ووزيرا للداخلية في حكومة محمود عباس "أبومازن" بعد شد وجذب مع عرفات وتدخل رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان للتوفيق بين الرجلين. ويأخذ الكثير من الفلسطينيين على دحلان أنه لعب الدور الإسرائيلي عندما كان يقود جهاز الأمن الوقائي في غزة، وقام باعتقال عناصر المقاومة الفلسطينية والزج بها في سجون السلطة. وقد أدت حملات الاعتقال هذه إلى كشف أوراق العديد من المناضلين الشرفاء والذين اغتالتهم إسرائيل فيما بعد هذا بالإضافة للعديد من العناصر الذين قاموا بتسليمهم إلى إسرائيل بطريق غير مباشرة. وقد كشفت الصحف الإسرائيلية عن رسالة أرسلها دحلان لوزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز في يوليو 2003، تتحدث عن الحالة الصحية السيئة لعرفات، قائلة "إن السيد عرفات أصبح يعد أيامه الأخيرة، ولكن دعونا نذيبه على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضا أن ما قطعته على نفسي أمام الرئيس يوش من وعود مستعد لأدفع حياتي ثمنا لها". المعلومات عن نشأة محمد دحلان تكشف أنه من مواليد 29 سبتمبر عام 1961 لأسرة فقيرة في مخيم خانيونس بقطاع غزة وأسرته تنحدر من قرية حمامة قضاء غزة والتي تعود للأراضي المحتلة عام 48، ونشأ كبقية الأطفال في المخيم، وفي المدرسة كان متوسطا من حيث الترتيب فلم يكن ذلك الطالب المتميز ولم يمارس أو يعرف العمل السياسي أو الوطني حتى ذلك الوقت كم لم ينتم إلى أي من التنظيمات التي كانت موجودة في ذلك الوقت، وفي نهاية السبعينيات التحق دحلان بالجامعة الإسلامية في غزة والتي كانت الجامعة الوحيدة في ذلك الوقت على مستوى غزة وكما يعلم الجميع فإن الجامعة الإسلامية بغزة يسيطر عليها لتيار الإسلامي (المجمع الإسلامي وقتئذ، حيث لم تكن حماس موجودة آنذاك) ولم يكن هنالك أي وجود يذكر في الجامعة لأي من التنظيمات والأطر الطلابية عداالكتلة الإسلامية وقد تعرض محمد دحلان للضرب أكثر من مرة على أيدي أبناء الكتلة الإسلامية في الجامعة لسوء تصرفاته، لكنه يعزو ذلك إلى أنه كان رئيس الشبيبة الفتحاوية في الجامعة ولذا كان يتعرض للمشاكل من قبل أبناء الكتلة الإسلامية. بعد ذلك اعتقل محمد دحلان عدة مرات كما الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني في الفترة ما بين 81 وحتى 1986 ليعتقل عدة مرات بين 1981 و 1986 ثم يبعد عام 1988 إبان الإنتفاضة الأولى. تنقل دحلان بعدها بين ليبيا والجزائر ليستقر به المقام في تونس حيث بدأ نجمه يلمع بعد وجوده بالقرب من عرفات. يقول أحد مسئولي جهاز الاستخبارات الأمريكية " C.I.A " السابقين أنه تم تجنيد دحلان في تونس في الثمانينات وتمت تزكيته وتسميته مع جبريل الرجوب الذي شغل فيما بعد منصب الأمن الوقائي في الضفة ليكوّنا سويا القوة الضاربة المستقبلية بعد إتفاقات أوسلو. وفي يناير 1994 تسربت تفاصيل عن إتفاق بين دحلان ومسئولين من جيش الاحتلال والشين بيت عرف ب"خطة روما" لإحتواء حركة حماس وهو ما طبقه دحلان كمسئول للأمن الوقائي بحذافيره فسقط على أيدي جهازه العديد من الضحايا بالرصاص أو تحت التعذيب في المعتقلات. ويملك دحلان شعبية بين أنصاره في غزة، جعلتهم يلعبون دوراً في الأحداث التي شهدتها غزة في يوليو الماضي من مواجهات واضطرابات بدعوى محاربة الفساد. فقد ساد اعتقاد لدى بعض الأطراف آنذاك أن دحلان كان هو "المحرك والمحرّض" في تلك الأحداث، وإنه هو الذي أعطى الأوامر لتنفيذ عمليات الاختطاف لقيادات الشرطة الفلسطينية، لكن هناك من يرى أن دحلان ما هو إلا آداة استخدمت من أجل تنفيذ "انقلاب أبيض" في حركة فتح، لإضعاف الرئيس عرفات، وإحالته إلى التقاعد. لكن دحلان نفى في حينه ضلوعه في الأحداث، معتبراً ذلك " شرف لا أدعيه "، وأنها مجرد تهمة من جانب المهزومين ". ويرى أن المطالبة بالاصلاحات جاءت بعد عشر سنوات من المطالبات المتكررة بأن تنظر القيادة الفلسطينية الى مصالح الشعب بعيداً عن الاتهامات المسبقة. وشدد دحلان في مقابلة مع صحيفة "الحياة " اللندنية في 25 يوليو الماضي على أنه ليس على خلاف مع الرئيس ياسر عرفات، بل إن الخلاف هو مع الطبقة الفاسدة التي تريد بقاء رمز الشعب الفلسطيني محاصراً حتى تستمر في اخذ امتيازاتها المالية وان يستمر الاحتلال تحت هذه الحجج والذرائع حتى لا يتم اجراء انتخابات داخل حركة فتح. وقد بقى دحلان على الرغم من ذلك مقرباً من عرفات حتى إنه اصطحبه خلال رحلته العلاجية إلى فرنسا ليكون برفقت
ه.محمد دحلان كان يلقب بين الفلسطينيين بأبو رياله ... كيف اصبح مليونيرا؟
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
يتوزع الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية وعلى نطاق واسع مقال كتبه طبيب فلسطيني اسمه ابراهيم حمامي يكشف معلومات لم تكن معروفة من قبل عن محمد دحلان الذي كان يلقب بين الفلسطينيين - وفقا للمقال - بابو ريالة ... ووفقا للمقال الذي حصلنا على نسخة منه فان محمد دحلانالمولود في مخيم خان يونس من اب فقير اصبح مالكا لاشهر فندق في غزة والذي اشتراه عن طريق الاختلاس ... وجاء في المقال : " محمد يوسف دحلان - وعلى عكس رئيسه وصانعه الرمز- يعرف بالتحديد ماضيه منذ ولد في 29/09/1961 وتربى ودرس في مخيم خان يونس لأسرة فقيرة معدمة ودراسته في الجامعة الإسلامية في غزة ليكون أحد مؤسسي وقادة الشبيبة الفتحاوية عام 1981 ليعتقل عدة مرات بين 1981 و 1986 ثم يبعد عام 1988 إبان الإنتفاضة الأولى.
تنقل دحلان بعدها بين ليبيا - الذي عرف فيها بـ "أبو ريالة" و"العصفور" أثناء إقامته في سكن الطلبة في قصر بن غشير قرب طرابلس حيث كان وبشكل عام منبوذا ومشكوكا فيه!- والجزائر ليستقر به المقام في تونس حيث بدأ نجمه يلمع بعد وجوده بالقرب من الرمز الذي يملك مفاتيح فتح وكل شيء.
يقول أحد مسؤولي ال C.I.A السابقين (ويتلي برونر) أنه تم تجنيد دحلان في تونس في الثمانينات وتمت تزكيته وتسميته مع الرجوب ليكوّنا سويا القوة الضاربة المستقبلية بعد إتفاقات أوسلو، مع ملاحظة أنه لم يتم نفي هذه المعلومة رغم نشرها على نطاق واسع في أكثر من صحيفة.
في يناير/كانون الثاني 1994 تسربت تفاصيل عن إتفاق بين دحلان و مسؤولين من جيش الإحتلال والشين بيت عرف ب"خطة روما" لإحتواء حركة حماس وهو ما طبقه دحلان كمسؤول للأمن الوقائي بحذافيره فسقط على أيدي جهازه العديد من الضحايا بالرصاص أو تحت التعذيب في المعتقلات، والأسماء والتواريخ والتفاصيل متوفرة لمن أراد الإستزادة.
صعد نجم دحلان بعدها من خلال مشاركته الدائمة في وفود التفاوض وكثر ظهوره على الشاشات وإشتهر ببدلاته باهظة الثمن وشعره المصفف شعرة شعرة ليوصف من قبل الصحافة الأجنبية ب"الكولونيل الوسيم" رغم أن كل أهل غزة يذكرون "البنطلون والقميص الكحلي" التي كان يرتديها دحلان ولمدة شهر كامل دون تغيير بعد دخوله قطاع غزة، وسبحان مغير الأحوال.
بدأت رائحة دحلان المالية تفوح بعد أن أصبح مالكا لفندق الواحة على شاطيء غزة وهو المصنف كواحد من أفخم فنادق الخمس نجوم في الشرق الأوسط وبعد فضيحة ما عرف ب "معبر كارني" عام 1997 عندما تم الكشف أن 40% من الضرائب المحصلة من الإحتلال عن رسوم المعبر والمقدرة بمليون شيكل شهريا كانت تحول لحساب "سلطة المعابر الوطنية الفلسطينية" والتي إتضح في ما بعد أنها حساب شخصي لدحلان!
المرحلة الفاصلة سياسيا في حياة دحلان كانت خلافه الشهير مع عرفات حين عرض إستقالته كمسؤول للأمن الوقائي في 05/11/2001 والتي رفضها عرفات ثم بعد مسرحية الحصار بين شهري 03 و 05 من عام 2002 عندما برز كواحد من "عصابة الخمسة" مع حسن عصفور، محمد رشيد، صائب عريقات ونبيل شعث التي أدارت "السلطة" وقتها ثم لاحقا ابان حكومة أبو مازن حين رفض عرفات وبشكل قاطع تعيينه وزيرا للداخلية ليلتف أبو مازن على ذلك ليعين دحلان وزيرا للشؤون الأمنية، فيمتدحه بوش شخصيا ويطلبه ليصافحه على الملأ، ثم ليستقيل بعد أخذ ورد وإتهامات متبادلة نهائيا يوم 05/06/2002 وبذلك أصبح بدون أية صفة رسمية حتى هذه اللحظة، لتتسرب بعدها تفاصيل رسالته وخطته لموفاز بتاريخ 13/07/2003 لإقصاء عرفات.
لم ينه ذلك طموح دحلان الذي أصبح يرى في نفسه خليفة شرعي لسيده ومعلمه، ولم يثنه ذلك عن الإستمرار في حشد ورص صفوف مؤيديه فأغدق الأموال على كوادر فتح ليكسب الولاء، تماما كما كان يفعل عرفات، ولكنه كان التلميذ الذي فاق معلمه وأكثر من إنتقاداته التي لم تستثني أحد فهاجم مركزية فتح وعرفات (صحيفة الوطن 04/10/2003) ورشحت معلومات عن محاولته الإطاحة بعرفات (صحيفة عكاظ 29/05/2004) مما أثار حفيظة العرفاتيين فإتهمه جبريل الرجوب بالعمالة وإتهمه "أبو محمود" من كتائب شهداء الأقصى يوم 20/07/2004 بأنه "من رؤوس الفساد مع سمير المشهراوي وموسى عرفات".
أصبحت المواجهة إذا مفتوحة بين التيار العرفاتي والتيار الدحلاني داخل حركة فتح في صراع بغيض على السلطة فقرر دحلان التقدم خطوة أخرى فأجرى إنتخابات داخلية لحركة فتح في قطاع غزة وفاز مؤيدوه بأكثر من 90% من الأصوات رغم إعتراض عرفات عليها ومحاولته إلغاءها مما شجع دحلان على الخروج العلني بالإيعاز لعناصره بإفتعال أحداث غزة الأخيرة من خطف وإقتحام وحرق وإشتباكات وتهديد وزعرنات بإسم الإصلاح ومواجهة الفساد وليبدأ معركة الإطاحة بمعارضيه عدا موسى عرفات -القلعة العرفاتية الأخيرة في غزة- والذي يحاول الإطاحة به الآن من خلال دعم صائب العاجز بآلاف الأسلحة الرشاشة وشاحنات الذخيرة وبضخ ملايين الدولارات ليحسم معركة غزة لصالحه.
دحلان كان قد مهد لما جرى من خلال لقاء صحفي إختار أن يكون أمريكيا مع صحيفة نيويورك تايمز قبل يوم واحد من أحداث غزة حين خيّر الفلسطينيين بين "بناء نموذج في غزة" أو "الدخول في فوضى ودمار كوضع الصومال".
هذه المواقف والإنتصارات الدحلانية شجعته ليقف ويقول ما قال يوم 29/07/2004 في لقائه مع رؤساء التحرير والكتاب في الأردن ليزاود على عرفات ويتهمه بشكل غير مباشر بمحاولة قتل أبو مازن (بدفع 15000 دولار) وبأنه إتخذ الموقف الخاطيء في كامب ديفيد وبالتستر على مطلق النار على نبيل عمرو ثم ليعرج على قريع والبرغوثي والتشريعي منظرا وموزعا للأدوار، متهما بعدها مركزية فتح بالرشوة، وليصبح ناطقا بإسم كتائب شهداء الأقصى واصفا مقاومة حماس بـ "الإستهبال" والأهم أن ينصب نفسه حامي الحمى ورافع راية الإصلاح ضد الفساد معطيا إنذارا نهائيا حتى يوم 10/08/2004 لتطبيق إتفاق عام 2000 وإلا فإن تيار الإصلاح - بقيادته طبعا- سيستأنف "التحرك الفتحاوي" حتى "لو كلفنا ذلك رقابنا".
اللقاء المذكور إحتوى على العديد من النقاط الخطيرة وتوزيع الإتهامات يمنة ويسرة وتبرأة للذات وتشويه للحقائق وأمور أخرى يصعب حصرها .. ولكن يبقى السؤال: أيحق لدحلان وهو صاحب التاريخ المذكور أن يتحدث عن إصلاح أو غيره؟ أيعقل أن تفتح له الأبواب والمنابر ليبث إتهاماته رغم عدم شغله أي منصب رسمي؟ هل هو البديل للفساد المستشري؟ الإجابة تكون بكم آخر من الأسئلة أطرحها عامدا متعمدا ليشكل مجموع إجاباتها الرد الحقيقي :
من أين أتى دحلان بالملايين ليصرفها على أتباعه في فتح؟
من أين له الأموال ليمتلك فندق الواحة وليشتري مؤخرا أكبر وأشهر منازل غزة - منزل الشوا- ؟
هل يستطيع دحلان أن يكشف عن مصدر ثروته المقدرة ب 53 مليون دولار وهو القادم من عائلة معدمة؟
ما هو رده على ويتلي برونر من ال C.I.A ؟
من دفع فاتورة إقامته بفندق كارلتون تاور بكامبردج ليتعلم اللغة الإنجليزية على أيدي ثلاثة من المختصين في إحدى أكبر وأغلى الجامعات في العالم وتحت الحراسة الأمنية؟
لماذا طلبه بوش تحديدا ليصافحه دونا عن غيره من أعضاء الوفد؟
لماذا تصر مصر على توليه الشؤون الأمنية في قطاع غزة؟
هل يستطيع التنصل من مسؤولية جهازه القمعي -الأمن الوقائي- في قتل وتعذيب النشطاء من الفصائل الأخرى؟
كيف يقيّم إنتفاضة الأقصى وإنجازاتها وما موقفه من التنسيق الأمني الذي كان بطله لسنوات عدة؟
من يشرف على موكبه المؤلف من 11 سيارة وموكب زوجته - أم فادي- المكون من 3 سيارات وأيضا مستشاروه الأربعة عشر!؟
كيف يبرر إنصياع الصحف الفلسطينية لأوامره كما إدعى ليوقف نشر رسالة مروان البرغوثي كاملة رغم أنه بدون منصب ولايطمع بمناصب لأنه شفى غروره منها!
هل يعترف بمركزية حركته فتح التي إتهمها بتلقي الرشاوى الشهرية من عرفات (30 ألف دولار لكل عضو شهريا و100 ألف دولار للناشط)؟
هل يعلم من أطلق النار على نبيل عمرو كما إدعى أيضا؟ لماذا لايذكر إسم المجرم ليلقى الجزاء العادل ؟
أكتفي هنا بذلك فالقائمة طويلة وطويلة جدا.
الإجابة عن هذه الأسئلة المنتقاة والتي لا يصعب الإجابة عليها ستقودنا إلى حقيقة واحدة أنه لايحق لفاسد أن يتحدث بإسم الإصلاح ولايحق لمن تلوثت يداه بعذابات ودماء الفلسطينيين عندما كان مسؤولا للأمن الوقائي أن يدعي الوطنية ولا يحق له أن يعطى دروسا في الأخلاق والإصلاح وهو من أصبح يمتلك الملايين، لايحق له ذلك حتى وإن تغطى بأفخم البدلات وصفف شعره فهو غارق في الفساد حتى قراقيط آذانه.
الإصلاح لا يكون بإستبدال فاسد بآخر ولا بإستبدال النهج العرفاتي (صاحب عقلية الفاكهاني كما أسماه دحلان) بنهج دحلاني مستسلم سلفا وملبيا شروط الإحتلال. الشعب الفلسطيني ليس بغبي حتى وإن وجد فيه دحلان هذا من يشتريه بماله المشبوه المصدر وحتى وإن وجد فيه من هم على إستعداد لتغيير جلودهم مقابلة وعود بمناصب أو غيرها. المسألة ليست إصلاح أو محاربة فساد بل هي صراع على الكراسي والسلطة بشكل مقيت.
اللعبة لم تنته بعد بل هي لم تبدأ ويخطيء من يظن غير ذلك. صحيح أن المثل القديم يقول " الثورة يقودها الشرفاء ليحصد ثمارها العملاء" لكن إنتفاضة الشعب الفلسطيني ووعيه تختلف فهي ليست ثورة ضد الإحتلال فقط ولكنها ضد الظلم والفساد والطغيان.
دحلان ليس بأفضل من غيره والكل نتاج أوسلو البغيضة وذاكرة الشعب لازالت قوية ولم تنس أو تغفر له أو لغيره جرائمهم بحقها.
صفقة "دحلان" المشبوهة مع "إسرائيل".. مياه غزة مقابل المال
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
صفقة "دحلان" المشبوهة مع "إسرائيل".. المياه مقابل المال
غزة- ناهض الأمين
عندما أعلن شارون عن خطة الانسحاب من جانب واحد في قطاع غزة وبعض المناطق في شمال الضفة الغربية، سارعت أطراف في السلطة الفلسطينية بالعمل على إقناعه أن يتم ذلك من خلال اتفاق ثنائي كي لا يبدو لعموم الشعب الفلسطيني أن "إسرائيل" تسحب جيشها ومستوطنيها تحت تأثير ضربات المقاومة الفلسطينية الباسلة.
وعلى الرغم من تكدس مكتب شارون بالملفات التي تحتوي على العديد من النصائح المقدمة من رجال السلطة، كي لا يمضي قدماً في خطته، إلا أن الأخير غض الطرف عن تلك النصائح والتوصيات، وصمم على تنفيذ خطته مكتفياً بالاتفاق مع مصر على حفظ الحدود التي تربط مصر بقطاع غزة.
لكن محمد دحلان استطاع أن يغري "إسرائيل" على إبرام اتفاق خاص به لوحده بشأن هذا الانسحاب، فلقد عرف الرجل المدلل إسرائيلياً أن أهمية مستوطنات قطاع غزة بالنسبة لإسرائيل تكمن في مغتصبات ما كان يعرف بـ "غوش قطيف" المقامة فوق حوض غزة المائي.
عندما لوح محمد دحلان بماء قطاع غزة – العذب - الموجود في الآبار الجوفية فيما يسمى بمنطقة المواصي جنوب قطاع غزة، سال اللعاب الإسرائيلي، وسارعوا لعقد اتفاق مع "دحلان" يمنحهم من خلاله الماء الموجود في هذه الآبار مقابل بعض المال، بالإضافة للضغط على محمود عباس ليمنحه مزيداً من الصلاحيات وإطلاق يده في بعض الأمور الأخرى كالتحكم في معابر ومنافذ القطاع، والإشراف على ملف الانسحاب والمناطق التي سيتم إخلائها.
قبل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، كانت تعمل ماكينات ضخ المياه من مغتصبات "غوش قطيف" إلى "إسرائيل" مدة أربع ساعات على مدار اليوم، بناء على توصيات خبراء سلطة المياه الإسرائيلية، حتى لا تزداد نسبة الملوحة فيها مما يؤثر سلباً على سكان المغتصبات الصهيونية ومشاريعهم الزراعية.
لكن محمد دحلان قدم عرضاً سخياً ما كانت "إسرائيل" لتحلم به!
فلقد تعهد الرجل للجانب الإسرائيلي بأنه سيكفل لهم تشغيل ماكينات ضخ المياه لمدة 24 ساعة في اليوم ليلاً ونهاراً، مقابل الاستجابة لطلباته التي سيعرضها عليهم والتي من بينها مبلغ شهري من المال يتم تحويله لحسابه الخاص في بنك أمريكي، ينفق من خلاله على "أزلامه" الذين سيحمون هذه الآبار وشبكة المياه التي تلتقي بالفرع الرئيسي تحت الجدار الحدودي في رفح.
وبالفعل، استطاع "دحلان" تشكيل جيشاً من رجال "فتح" أطلق عليه اسم (الجيش الشعبي)، موهماً إياهم أن مهمتهم تقتضي حماية الدفيئات الزراعية، التي طلب من الجانب الإسرائيلي بقاءها وعدم تدميرها لتستخدم كغطاء لبقاء آبار المياه التي حفرها المستوطنين سليمة وجاهزة للعمل بمجرد استقرار الأحوال في القطاع عقب الانسحاب منه، مستغلاً بذلك حالة البطالة والضائقة الاقتصادية التي يمر بها الشباب الفلسطيني في قطاع غزة.
وعندما انسحبت "إسرائيل" فعلياً من القطاع، نشر محمد دحلان جيشه حول الدفيئات الزراعية وعشرات الآبار، معطياً أوامره الصارمة بالحفاظ عليها مهما كلف الثمن، وفي نفس الوقت أوعز لرجاله بتخريب البنى التحتية كشبكة الكهرباء والاتصالات والصرف الصحي والتي تركتها "إسرائيل" سليمة، خوفاً من أن تغري هذه البنى التحتية الفلسطينيين لتعمير تلك المناطق التي يجب أن تبقى بعيداً عن أي عمران ليتسنى له التصرف فيها كما يشاء.
لم تأخذ عملية تدمير هذه المنشآت الوقت الطويل، فلقد تمت تحت سمع وبصر أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بحماية سلاح حركة "فتح"، بينما انشغلت بقية الفصائل باحتفالاتها بالانسحاب الإسرائيلي، واندفع الفلسطينيون نحو سيناء بعد أن سرب أحد العاملين في السفارة المصرية، خطة فتح حدود سيناء والمنطقة الحرة التي كانت تنوي الحكومة المصرية إقامتها في قطاع غزة وشمال سيناء رداً على الصلف الإسرائيلي في التعامل مع مصر، وتخفيفاً على الفلسطينيين من تبعات الانسحاب، وما سيترتب على ذلك من عزل لقطاع غزة.
عرف محمد دحلان بنوايا مصر تجاه القطاع، فغادر على الفور إلى أمريكا محاولاً إقناعها بالضغط على الحكومة المصرية لتنفذ اتفاقها مع "إسرائيل"، وتقوم بإغلاق الحدود مع القطاع بحجة تهريب وسائل قتالية إلى داخل قطاع غزة لفصائل المقاومة ليقوموا بتنفيذ عمليات ضد "إسرائيل"، ولقد قدم رجال الخارجية المصرية تقارير مفصلة من أجهزة الأمن، تفند مزاعم محمد دحلان اعتمدت فيها على أن حدود القطاع مع "إسرائيل" أكثر إحكاماً من الأخيرة مع مصر، وأن رجال دحلان الذين يتحكمون في المعابر هم الذين يتاجرون في السلاح، وبينت للإدارة الأمريكية استحالة إغلاق الحدود بشكل كامل مع القطاع لأن في ذلك تأليب للرأي العام المصري الذي يشاهد دخول الإسرائيليين بحرية إلى سيناء وفي نفس الوقت يمنع على الفلسطيني المحاصر إسرائيلياً والذي يلقى تعاطف كبير من الشارع المصري.
كان هناك تفهماً من الإدارة الأمريكية لتوضيحات مصر، ولكن "دحلان" وضع مصر في موقف حرج عندما تناقلت وسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية مسألة تهريب المخدرات والسلاح من مصر إلى القطاع، فعادت الإدارة الأمريكية وقامت بالضغط على مصر لإغلاق الحدود في أسرع وقت، بحجة أنه مطلب فلسطيني لحماية أمنهم القومي، مما وضع رجال الخارجية المصرية في موقف ضعيف لأن أمريكا كانت تمثل الوسيط بين مصر والسلطة الفلسطينية المستغنية عن خدمات مصر.
نحن نتفهم خطة دحلان التي تقتضي رفع الأسعار بحكم تحكمه في المعابر والمنافذ ليزداد معدل الفقر عند غالبية سكان قطاع غزة وفي نفس الوقت يرفع رواتب رجاله ليضمن ولاءهم.
فالرجل يريد من وراء خطته إحداث فارق اجتماعي كبير بين سكان القطاع لينشغل القسم الأكبر منهم بالسعي وراء تحسين ظروفهم التي تزداد بؤساً، وفي نفس الوقت يكون رجاله في حالة من الرغد والبحبوحة بما يغدقه عليهم من الأموال التي تأتيه من المعابر والمياه التي تذهب من القطاع إلى "إسرائيل"، ولكن اعتماد مثل هذه الخطط أثبت فشلاً ذريعاً وقد يتسبب في حالة من الفوضى العارمة داخل القطاع يصعب السيطرة عليها والتنبؤ بتبعاتها.
ويقول مسئول مصري: حاولنا التحدث مع محمد دحلان بهذا الخصوص وبينا له خطأ سياسته، إلا أنه طلب منا بقلة ذوق عدم التدخل في الشأن الفلسطيني وأنه يعرف ما يفعله، وعندما نبهناه لخطورة السحب الرهيب للمياه من قطاع غزة إلى "إسرائيل" وتأثيره على الحوض المائي المشترك والممتد من جنوب القطاع إلى مدينة العريش، وأن هذا التصرف الفردي الغير مسؤول يضر بمصالح مصر، تحدث بسخرية عن أن مضخات المياه في قطاع غزة وليست في مصر!
ويضيف: عندما أصدرت كتائب ألوية الناصر صلاح الدين بياناً، تحدثت فيه عن نيتها بهدم الجدار التي أقامته "إسرائيل" بين مصر وقطاع غزة، وظن محمد دحلان أن السيد عمر سليمان (مدير المخابرات المصرية) هو الذي أوعز للألوية بهذا ليتم تخريب الأنبوب الرئيسي الذي تتدفق المياه منه نحو "إسرائيل"، وهذا ليس بصحيح، فأوعز إلى رجاله مستغلاً حالة الفوضى في القطاع بإغلاق المعبر مع مصر، ولقد استغربنا من هذا التصرف، ورجح البعض أن دحلان يستعرض عضلاته برجاله ليبين أنه الأقوى فلسطينياً عندما يأمرهم بفتح المعبر مرة أخرى ويمتثلوا له وحده بعد أن يضربوا بنداء الآخرين عرض الحائط.
ولكننا فوجئنا بمعلومات وصلتنا في وقت ضيق، تُفيد أن رجال دحلان يحشدون العامة في رفح نحو الجدار بحجة هدمه، وعندما يتدفق الناس نحو الحدود بعد إحداث بعض الفتحات، يقوم رجال دحلان بإطلاق النار على الجنود المصريين المتواجدين على الحدود، وقتل أكبر عدد ممكن منهم، فيرد الجنود المصريين على النار بالمثل في الوقت الذي يكون فيه آلاف الفلسطينيين على الحدود فتحدث مجزرة فلسطينية بيد مصرية.
لم نكن متأكدين من دقة هذه المعلومات، إلا أننا سارعنا نطلب من قائد حرس الحدود المصري بالتنبيه على الضباط وصف الضباط أن يصدروا أوامرهم للجنود بعدم إطلاق النار في المليان إلا في حال التعرض للخطر الشديد، وإبعاد الجنود المشاة عن شريط الحدود بشكل آمن والاكتفاء بتواجد ناقلات الجند فقط.
ساعات قليلة وتقدم رجال محمد دحلان نحو الحدود وقاموا بفتح ثغرات قديمة فيه، وقبل أن يتدفق عدد كبير من الفلسطينيين فتح رجاله النار نحو الجنود المصريين الذين تفاجئوا بهذا التصرف لعدم علمهم بما يحدث، ولكن قبل أن تقع الكارثة كان قد وصل قرار قائد حرس الحدود المصري بعدم إطلاق النار بشكل مباشر نحو المهاجمين والتي تم تعميمها على الجنود عبر مكبرات الصوت.
وعلى الرغم من تدمير ناقلة جند وإحراقها ومقتل وإصابة العديد من الجنود المصريين إلا أن الأوامر كانت صارمة وحازمة بضبط النفس تحت أي ظرف، إلا أن بعض الجنود تعرضوا للخطر الشديد فأطلقوا النار في الهواء، فخشينا أن يستغل ذلك رجال دحلان ويقوموا بإطلاق النار نحو مئات الفلسطينيين الذين تجمهروا بالقرب من الحدود وإلصاق ذلك بالجنود المصريين، إلا أنه يبدو أن ليس كل رجال دحلان لديهم علم بما يحدث، فلقد أصيب بعضهم بالصدمة مما يحدث وحاولوا أن يمنعوا زملائهم من إطلاق النار ولكنهم لم يفلحوا.
80
محمد دحلان- والفساد المالي
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
الغربية مناشير وبيانات تهاجم الفساد المالي لرجال السلطة الفلسطينية وفيما يلي نموذج من هذه البيانات وهو يتعلق بوزير المواصلات المدعو علي غزال ... وبطرفي بيانات اخرى لم تترك مسئولا فلسطينيا الا وكشفت اوراقه ... من ابو مازن .... الى دحلان ... مرورا بشعث وخالد اسلام وجبريل الرجوب وابو قريع وباقي الارطة .
الصحف الاسرائيلية دخلت على الخط فنشرت جانبا من الفساد المالي لرجال السلطة الفلسطينية من واقع ان الكيان الصهيوني ورجال السلطة " دافنينوه سوا " ان صح التعبير .
فقد كشفت جريدة «هآرتس» الاسرائيلية النقاب عن الحسابات السرية لرجال السلطة الفلسطينية في بنوك اسرائيلية و دولية وبالملايين وتقول الصحيفة ان ثمة عدداً لا يحصى من القصص والانباء عن الفساد في السلطة الفلسطينية يتم تناقلها في وزارة المالية الاسرائيلية و«الشباك» وشعبة الاستخبارات في الكيان الصهيوني فيما تتردد اصوات داخل الحكومة الاسرائيلية منادية بالتهديد بنشر هذه المعلومات اذا استمرت انتفاضة الاقصى وقد حرصت مخابرات عرفات على مصادرة اعداد جريدة السبيل التي حاول بعض المسافرين ادخالها عبر الجسور لانها نشرت ترجمة للموضوع الذي نشرته الصحيفة الاسرائيلية . وبحسب الاسرائيليين يرتبط قادة السلطة الفلسطينية في شرك معقد ودوائر متشابكة من الفساد، و«الخاوة» وصراعات القوة والسياسة ومشاكل النسيج الاجتماعي.
والمعابر الحدودية هي المثال الأبرز لذلك. حيث تجبي «اسرائيل» لصالحها ولصالح السلطة رسوم العبور في المداخل والمخارج من السلطة الى «اسرائيل» ومصر والاردن.
وهي ملزمة بتسليم السلطة الفلسطينية نصيبها بعد خصم العمولة بحوالي 40 في المائة.
في عام 1997 طلب الفلسطينيون تحويل حصتهم من رسوم حاجز كارني، نحو مليون شيكل في الشهر، على حساب جديد. واتضح فيما بعد ان الحساب الجديد مسجل على اسم سلطة المعابر الوطنية الفلسطينية، التي يدعي الاسرائيليون.بانهم لم يسمعوا بها من قبل .ليتضح فيما بعد ان صاحب هذا الحساب هو محمد دحلان رئيس الامن الوقائي في غزة ويدور الحديث عن حساب خاص خاضع لاوامر دحلان فقط الذي يمتلك فندق الواحة على شاطيء غزة وهو من أفخم فنادق الخمس نجوم في منطقة الشرق الاوسط وبلغت تكلفته عدة ملايين من الدولارات .
هذا بالاضافة الى ملايين الشواقل التي تجبى من انواع مختلفة من الضرائب و«الخاوات» الاخرى وفي مناطق مثل الشحن والتفريغ من الجانب الفلسطيني لمعبر كارني ولا يبدو ان دحلان الوحيد في هذه الصفقة. حيث ان تمويل الاجهزة المنتفخة للسلطة الفلسطينية وخاصة اذرع الامن يتم بواسطة ضرائب مختلفة تنقل الى صناديق خاصة ولا تخضع لنظام مالي مركزي. وجزء من النقود يصل الى الجيوب الخاصة للقادة. وحسب مصادر استخبارية في «اسرائيل» فان هذه الضرائب تمكن من زيادة القوة لهذه الاجهزة في الصراع حول خلافة عرفات.
وفي سلطة المطارات الاسرائيلية تقرر قبل نحو شهر وقف هذه «البهجة» وتحويل النقود الى الحساب المركزي لوزارة المالية الفلسطينية في غزة. مما اغضب دحلان ودفعه لمحاولة ابقاء الوضع على حاله على حد ذكر المصادر الاسرائيلية. ويكشف تقرير «هآرتس» عن ان المستشار الاقتصادي ورجل أسرار عرفات محمد رشيد المعروف باسم خالد اسلام وهو عراقي الاصل ويقال انه من يهود العراق هوالمستفيد الاكبر و الوحيد من احتكار الوقود في السلطة، احد الاطر الاقتصادية القوية جدا والمربحة وهذا الاحتكار مرتبط باتفاقية تزويد وحيدة وقعها مع شركة «دور للطاقة» الاسرائيلية بينما يوفر رجال دحلان الحماية الامنية لشاحنات «دور للطاقة» التي تدخل الى قطاع غزة.
وعلى ما يبدو فان الاسرائيليين يعرفون تماماً ان كباررجال السلطة الفلسطينية يخشون من حساسية الجمهور الفلسطيني لقصص الفساد، وبحسب تقديرات اجهزة الامن الاسرائيلية فان الاضطرابات الاخيرة كانت الى مدى معين احتجاجا من قبل «رجال الداخل» - الذين ولدوا وترعرعوا وعانوا ابان الانتفاضة ضد «رجال الخارج» اعضاء فتح الذين عاشوا بنعيم في تونس واوروبا وحصلوا هنا على مكانة اثرياء جدد على حساب الاموال العامة.
ولهذا السبب يعتقد خبراء في جهاز «الشباك» الاسرائيلي ان رئيسي اجهزة الامن جبريل الرجوب ومحمد دحلان لا يحتملان الانتقادات عن الفساد وغضب الجمهور ضدهما مما يدفع بالاسرائيليين للتلويح بهذه المعلومات كورقة ضغط وتهديد في حال استمرار الانتفاضة.
وفي نقاشات مكثفة جرت مؤخراً في وزارة المالية الاسرائيلية والحكومة الاسرائيلية تعالت الاصوات المنادية بقطع المصادر الاقتصادية للسلطة ونشر معلومات محرجة عن كبار في السلطة وسحب بطاقات الشخصية الهامة الـ «VIP» التي تمنح دحلان والرجوب وابو مازن وكباراً آخرين في السلطة ممرا حرا وآمناً «لاسرائيل».
ورغم معارضة آخرين لذلك بحجة التدخل في الشؤون الداخلية للسلطة، تنظر اوساط امنية اليها على انها الطريقة الفعالة لمعاقبة عرفات على الاضطرابات وان الفساد لا يضر الفلسطينيين فقط بل تتحمل اسرائيل نتائج ذلك من خلال زيادة قوة حماس على خلفية الازمة الاقتصادية.
وفي كل الاحوال يدور الحديث عن قرار سياسي صعب يجب على باراك ان يتخذه بنفسه.
ويعلق مصدر امني اسرائيلي بالقول «أنا واثق ان الجمهور الفلسطيني سيفرح اذا علم بما نعلمه نحن عن قادته. ان حجم الفساد، وقلة الحياء، والعمق الذي تطاله يد كبار السلطة في الجيب العام يثير دهشتي.
مثلا اشترت شركة اسرائيلية كبيرة شقة في اشكلون وتنظم هناك حفلات ليست فقط من النوع اللااخلاقي، لعدد من كبار السلطة الذين منحوا للشركة امتياز تزويد سلعة هامة».
ويعتقد الاسرائيليون ان بؤر الفساد الاساسية في السلطة الفلسطينية كامنة في الاتفاقات الاقتصادية التي وقعت بينها وبين اسرائيل، وانطلقت الاتفاقات من فرضية ان الاقتصادين مرتبطان ببعضهما البعض. وينص بروتوكول باريس الذي وقع في نيسان 1994 على مبدئين واضحين: غياب الحدود الاقتصادية بين «اسرائيل» والسلطة واقامة اطار جمركي موحد، أي ان تجبي «اسرائيل» كل الجمارك عن البضائع التي تصل من خارج البلاد وتعيد الى السلطة ما تجبيه لقاء السلع المباعة في داخلها. وكل شهر تنقل اسرائيل 200 - 240 مليون شيكل للصندوق الفلسطيني مما يشكل حوالي 60 في المائة من ميزانيتها.
ويتم الحساب مقابل فواتير، وكلما كان هناك المزيد من الفواتير ارتفع المبلغ المحول للسلطة، واكتشفت «اسرائيل» رسائل نقلت من السلطة الفلسطينية الى التجار، حيث طلب منهم احراز اكبر عدد من الفواتير من التجار الاسرائيليين والحرص على عدم اعطاء فواتير عن البضائع الخارجة من داخل السلطة الى «اسرائيل»، وهكذا تطورت صناعة تزوير الفواتير. حيث يقوم اسرائيليون بتزوير فواتير لزبائن من الجانب الثاني مقابل بضائع لم يتم بيعها اصلا. وينقلها الفلسطينيون الى وزارة المالية الفلسطينية التي تحيلها الى «اسرائيل» التي تدفع لقاءها الكثير من الاموال التي توزع بين الجميع.
وفي مؤتمر كامب ديفيد الاخير جرت النقاشات حول التسوية الدائمة بين مسؤولي وزارة المالية والاقتصاد من الطرفين، حينهاطلبت «اسرائيل» انهاء قضية استرجاع الضرائب التي تؤدي الى الفساد وايجاد منطقة تجارة حرة.
ويسود الاعتقاد لدى مسؤولي وزارة المالية الاسرائيلية اليوم ان محمد رشيد - أو خالد اسلام - هو الوحيد الذي يثق به عرفات وهو الوحيد، الى جانب عرفات، الذي يعلم بكل ثروة م.ت.ف في العالم وداخل السلطة ويتضح من تقارير عدة انه يمتلك أسهم الشركات الأم في السلطة ويفاجأ الاسرائيليون في كل مرة من عمق تدخل رشيد الاقتصادي
وتضيف المصادر الاسرائيلية ان المبالغ الطائلة التي نقلتها «اسرائيل» للسلطة تخضع اساسا لرقابة رشيد المباشرة.
وهكذا نشأ في السلطة جهازان ماليان: جهاز رشيد المعد لدفع الرواتب ولا يخضع للرقابة والجهاز المعد للتطوير وتحسين البنى التحتية والمكون من اموال الدول المانحة ويخضع لاشراف هذه الدول.
ومع بداية تنفيذ اتفاقات باريس عام 1994 طلب الفلسطينيون تحويل الاموال الى اربعة حسابات مصرفية منفردة في بنك فلسطين، والبنك العربي في غزة، وطلب رشيد تحويل الاموال من مسترجعات ضرائب الوقود الى حساب سري في بنك ليئومي فرع هحشمونئيم في تل ابيب، وهذا الحساب يصرف فقط بتوقيع رشيد والرئيس الفلسطيني.
وحتى قبل نصف سنة أودع في الحساب نحو 6.1 مليار شيكل، فقط في هذا الوقت نفذ رشيد وعده من عام 1996 ووحد كل الحسابات المصرفية للسلطة في حساب مصرفي واحد في البنك العربي في غزة.
وتعليقاً على ذلك يقول جوزيف سابا مدير البنك العالمي في الضفة في العام الماضي «اننا لا نعرف ماذا يحدث في هذا الحساب».
وحسب تقديرات الدول المانحة فان 30 في المائة من كل مئات الملايين نقلت حقا الى وزارة المالية الفلسطينية، وحوالي 40 في المائة منها تمول نفقات مؤسسات فلسطينية في انحاء البلاد وتستثمر في نشاطات الرفاه الاجتماعي ودعم الأيتام والأرامل في مخيمات اللاجئين في لبنان. و30 في المائة الباقية تستخدم للنفقات الخاصة لكبار السلطة او تنقل للخارج كرصيد في حالة الانقلاب او الاحتلال الاسرائيلي المحتملين.
اما المشكلة المركزية الاخرى في الاقتصاد الفلسطيني فتكمن في الاحتكارات.
ففي نفس الوقت الذي قامت فيه السلطة اعلن عن عدة مجالات خاضعة للاحتكارات.و ليس واضحا لماذا تدخل السلطة في مجالات خاصة لكنه من الواضح تماماً انها تريد منح امتياز احتكار لعدة كبار في السلطة وفي مقدمتهم محمد رشيد.
وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد اشارت في تقرير لها الى قطاعات مثل الوقود، الاسمنت، التبغ، الحصى، خلطة الحيوانات، الصلب، اللحم، الدهان ومواد البناء.
وثمة منتجات اخرى مفتوحة للاستيراد.
مثلا الشركة المصرية لنبيل شعث والتي تستورد الحواسيب بينما تعمل في رام الله شركة «بلاتيك» للمنتجات الالكترونية التي يملكها ياسر عباس (ابن ابو مازن) وسامي رملاوي من كبار وزارة المالية الفلسطينية. وثمة الكثير من التجار الفلسطينيين الذين يتذمرون من هذه الاحتكارات التي ادت الى الغاء المنافسة واغلاق الاسواق التي كانت مفتوحة ايام الاحتلال الاسرائيلي.
ولا يقف الامر عند ذلك اذ ان منح امتياز التجارة والاستيراد للمقربين جرى اكثر من مرة بصورة بارزة جدا. «فشركة البحر» هي شركة غزية تبني منطقة استجمام ولها صلة بصفقات عقارية اخرى. و تعود ملكيته للمستشار الاقتصادي للرئيس واحد كبار وزارة المالية هاشم حسين هاشم ابو الندى ومعين الخوري من كبار المسؤولين في مكتب عرفات»..
وكذلك هو حال الاموال التي تنقلها الدول المانحة للسلطة بصورة غير رسمية حيث لا تصل دائما الى هدفها. اذ ان معاهد الابحاث الخاصة او الصناديق الخيرية تقدم منحا كبيرة لابحاث مختلفة تنفذ من قبل اطر معينة الصفة. ويدور الحديث عن ملايين الدولارات تتلقاها خاصة المؤسسات المقربة من عرفات. وتقول مصادر مطلعة ان الحديث يدور عن اموال طائلة يتصرف بها دون رقابة وسيطرة. والجزء الاكبر من هذه الاموال تهدر او تختفي في الطريق مع النوايا الحسنة لرجال السلطة!!!.
انتهى تقرير الجريدة الاسرائيلية .... واليكم الان صورة عن بيان فتح الانتفاضة الذي اشرت اليه في مقدمة المقال ... ولا حول ولا قوة الا بالله .
89
دحلانيات ... من فمك أدينك
Dec 15,2006 بقلم د. إبراهيم حمامي
small font medium font large font
image
يأبى المصلح الجديد والدعي القديم محمد دحلان إلا أن يغوص أكثر في الأخطاء ويورّط نفسه بقصد أو بدون قصد وأصبح كمن يضيف لنفسه تهمة كلما فتح فمه أو في أحسن الأحوال يزيد من هم ضد تصرفاته وممارساته واحدا أو أكثر ويبدو أن كل دورات التدريب والتي أشرف عليها الإختصاصيون لم تنجح في تغيره رغم التلميع والتسريح الخارجي في مظهره !
محمد دحلان في لقائه الأخير من خلال برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة أثبت أنه فاشل بدرجة إمتياز وبدلا من يحسن صورته البائسة زادها سوءا إما بمحاولة "إستهبال" المشاهد بسرد قصص وهمية أو بنفي وإنكار ما ثبت عليه ويعرفه القاصي والداني أو بمدح النفس وشرح خصاله النبيلة !
قبل أن يقفز مؤيدوا دحلان من مقاعدهم وقبل أن يدّعوا أن ما سبق هو إتهامات باطلة سأذكر النقاط الرئيسية لذلك اللقاء على قاعدة "من فمك أدينك" ولهم أن يحكموا على دحلان من كلامه :
المقدمة - والتي يتفق عليها عادة بين مقدم البرنامج والضيف- إحتوت على معلومات أقل ما يمكن أن توصف به أنها مغلوطة ومنها أن دحلان كان من مؤسسي الشبيبة الفتحاوية في غزة وهو ما سبق وفندته بالحقائق الدامغة في مقال سابق وكذلك أنه كان مساعد أبو جهاد وهو ما رد عليه من كان مع أبو جهاد في تلك الفترة، كما تغاضت تلك المقدمة تماما عن ذكر الفترة التي قضاها دحلان في ليبيا والجزائر لأسباب لا تخفى على أحد، فكانت المقدمة بداية مسلسل الفشل والإدعاء في هذا اللقاء.
إعترف دحلان بلقاء عرفات 4 مرات - علما بأن المصرح به إثنتان- وأنه تم في اللقاء المنفرد الأخير "إسترداد العلاقة العملية مع عرفات" وأسهب في تمجيد تلك العلاقة إلا أنه ورغم دورات التدريب دق إسفين بينه وبين مربيه ومعلمه عندما قال "أن عرفات لديه الآن قابلية للتأثر بمن يوسوسون في آذانه بسبب الظروف التي يمر بها!" وهو إتهام لعرفات بالضعف وإتهام لمن حوله بأنهم شياطين (ربما لا أختلف معه في هذه الجزئية) .
بدأ بعدها المصلح دحلان في ذكر محاسنه ومآثره وركز على تربيته وأخلاقه التي تمنعه من الإساءة للآخرين (اللهم إلا في معتقلات الأمن الوقائي التي كان يديرها) وبحنكته ورؤيته وموقفه السياسي وجرأته التي هي محل ثقة عرفات وبأنه لا يبحث عن مجد ضائع أو منصب أو وظيفة ليختم بقوله "أنا لا أدعي الكمال" - السؤال هنا هل الشعب ساذج لهذه الدرجة لتنطلي عليه صفات مدح النفس رغم ماضي دحلان المعروف ؟
عندما بدأ حديثه عن الإصلاح مر على مجموعة من الأكاذيب منها أنه بدأ الدعوة للإصلاح منذ عام 1998 - لا أدري كيف يستقيم ذلك وقد كان يرأس أكثر الأجهزة القمعية دموية؟- وأنه ربما كان له دور في خروج 30000 متظاهر في إشارة للمظاهرة التي قادها في شهر تموز/يوليو الماضي والتي يعلم الجميع أنها لم تتجاوز ال 3000 متظاهر !
ثم جاء دور الرد على الإتهامات فتحول المصلح دحلان إلى البهلوان دحلان في محاولة لإستهبال المشاهد فهو "بيته من زجاج" وجاهز أن يكون "أول المحاسبين" فهو سمع خبرا سعيدا أن أخاه في السعودية مساهم في فندق أو قطعة أرض أما هو فلا فندق له - هكذا سمع من غيره أو ربما من الصحف أما فندق الواحة فقد قيد ضد مجهول. دحلان وهذه المرة بدهاء قال أنه يتحدى أي شخص أن يقول أن له دين عليه - سابقة جميلة ولكن الدين هو للشعب بأكمله فملايين دحلان لم تأتي من شخص أو أفراد بل من الأموال العامة التي هي ملك لكل الشعب.
ويستمر المسلسل لنكتشف أن البيت أبو الـ 600.000 دولار هو بيت صغير في البراري مساحته 190 متر ومن طابقين، يا بلاش لماذا كل هذا التواضع أم أن الناس لا ترى ولا تسمع ولا تعلم عن قصر الشوا شيء ؟
نسي دحلان أنه قال أنه كان من المطالبين بالإصلاح منذ عام 1998 لينزلق وفي إطار محاولته الفاشلة لدرأ التهمة عن نفسه ليقول بالحرف الواحد: "أنا حميت السلطة وواجبي كان في جهاز الأمن الوقائي أن أحمي السلطة حين احتكرت المواد البترولية.. مادة البترول وفعلا أنا ساهمت في حماية هذه المادة" - نعم هكذا يكون الإصلاح: حماية السارق والمحتكر من خلال جهاز أمني قمعي .
أما الـ 30 مليون دولار فإكتشفنا من خلال لقاء الصدق والنزاهة أنها 7 مليون وأنها دفعت لتنفيذ خطة دحلان الأمنية عندما كان وزيرا لشؤون الأمن في حكومة عباس، بالتأكيد الخطة الأمنية المذكورة كانت جزء من البرنامج الدحلاني الإصلاحي ولذلك حظيت بموافقة الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي - للتذكير فقط تلك الخطة كانت ساعة الصفر لها الثانية عشر ليلا في ليلة 21/22 من شهر آب/أغسطس من عام 2003 على أن تبدأ بقطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة لتبدأ فرق الأمن الوقائي وفرق الموت بقيادة الإصلاحي دحلان بضرب "البنى التحتية للإرهاب" في القطاع، ما أفشل تلك الخطة رغم الملايين التي دفعت لتنفيذها لم يكن رفض عرفات لها كما إدعى دحلان ولكن إستشهاد إسماعيل أبو شنب في عملية الإغتيال الجبانة قبل موعد ساعة الصفر المحددة ب 10 ساعات و45 دقيقة والتي إضطرت المصلح دحلان للتراجع بسبب حالة الغليان الشعبي !
لم ينس دحلان بالطبع تغذية النعرة التعصبية والتي يلعب على أوتارها قائلا حرفيا: "تصور أن الوضع الفلسطيني جيد ومُصلَح في فتح وفي السلطة وبالتالي تكون حركة حماس في مأزق لا تستطيع أن تتهم السلطة لا تستطيع أن تتهم حركة فتح وبالتالي أن يخرج هذا النداء من أوساط كادر حركة فتح هذا شيء مزعج لكثير من الذين لا يريدوا لنا مستقبلا متماسكا في حركة فتح ومميزا ومتميزا كما كانت على مدى السنوات الماضية" وليكرر عبارة المشعوذين أكثر من مرة .
تغيرت رسالة المناضل دحلان بعدها وتحولت إلى صيغة الجمع للتعظيم والتفخيم وبنبرة تهديدية قائلا: " لذلك نحن حين وجدنا أننا وصلت هذه الرسالة أوقفنا خطواتنا الاحتجاجية وهذا لا يعني التخلي عن أي مطالبة من المطالبات التي طالبنا بها لأنها مطالبات من وجهة نظري مطالبات على حق ومطالبات مقدسة يجب علينا أن ننفذها" وليكرر مرة أخرى أنه من القلائل الذين سجلوا إستقالات في تاريخ المنظمة وفتح وبأنه "لو لم نستقل لبقينا حتى هذه اللحظة" !
التسلق والإنتهازية لم تفت البريء المسكين دحلان فوجه دعوة أن يكون يوم الجمعة (03/09/2004) يوما للتضامن العربي مع الأسرى وهو الذي يعلم جيدا أن هذا اليوم قد تم الإتفاق عليه مسبقا ليكون يوما عالميا للتضامن مع أسرى الحرية ولكن أراد تسجيل نقطة لصالحه وكأن الجماهير العربية خرجت إستجابة لدعوته !
ثبّت دحلان قضية السفينة كارين A على عرفات عندما إعتبرها السبب في القضاء على العلاقة بين عرفات والولايات المتحدة .
أخيرا لمن لم يلاحظ فقد زفر دحلان زفرة طويلة خرجت من بين أضلاعه عند إنتهاء البرنامج وبشكل يوضح درجة التوتر التي كان عليها مع ملاحظة أنها ربما كانت الحلقة الأولى من برنامج بلا حدود التي لا يستقبل فيها أي إتصال هاتفي مباشر - ترى لماذا ؟
اللقاء لم يكن نهاية المطاف حيث تذكر دحلان فجأة وفي اليوم التالي أنه نسي جزء مما أعده للضحك على المشاهد فأطلق تصريحه الصحفي أنه كان على علم بمخطط "لإغتياله" في رام الله عند توجه للقاء عرفات ولكنه أصر على الذهاب، أية بطولة وعظمة تلك !
الأيام التي تلت اللقاء حملت الكثير من المفاجأت لدحلان فخرجت إحدى الصحف بتحقيق مطول جدا يظهر حقيقيته ثم سربت وثائق على شبكة الإنترنت ووصلتني بالبريد الإلكتروني(بغض النظر عن حقيقة هذه الوثائق أو كونها أصلية) تحتوي على فظائع مالية لاتوصف لجهاز الأمن الوقائي في غزة وتستحق فتح تحقيق فيها لإثباتها أو نفيها !
هذا هو رافع لواء الإصلاح الدعي دحلان وهذه هي السلطة التي أنجبت أمثاله وأوصلتنا إلى ما نحن فيه من فساد وإفساد بقيادة أشد سوءا وفسادا على طريقة "إذا كان رب البيت بالدف ضارب، فشيمة أهل البيت كلهم الرقص" .
كل ما حدث ذكرني بأبيات أمير الشعراء أحمد شوقي والتي أختم بها :
برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي ويسبّ الماكرينا
ويقول : الحمدلله إله العالمينا
ياعباد الله توبوا فهو كهف التائبينا
وازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينا
واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول من إمام الناسكينا
عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلينا
فأجاب الديك : عذراً يا أضلّ المهتدينا
بلّغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا
أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا
مخطئٌ من ظنّ يوماً أنّ للثعلب دينا
حماس ومحمد دحلان، والخطر المحدق في الشعب الفلسطيني / دراسة سياسية
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
مقدمة :
هذه الدراسة السياسية محاولة لتفسير الوضع الداخلي الفلسطيني، لوضع الجميع في صورة الأحداث، وتعلل أسباب الٌإقتتال الداخلي الفلسطيني الذي نشأة على أثر تقاطع
مصالح بين قوى سياسية إسلامية وشخصيات فلسطينية من السلطة السابقة.
حيث تبدأ الدراسة بالتعريف بمحمد دحلان، الرجل الأكثر تأثيراً على الواقع الفلسطيني والذي صنع مؤسسة الفساد الفلسطينية بعد أن حاول لثلاث مرات متتالية الإنقلاب على الرئيس الراحل ياسر عرفات، وإظهار أهم الشخوص الذين يلتفون حول محمد دحلان، وأهم مقومات وقوة محمد دحلان في فلسطين.
الطرف الثاني في الدراسة يمثل حركة حماس وأهم مقوماتها، واسباب أخفاقها حتى اللحظة في تشكيل حكومة لوحدها، وأهم التيارات التي في داخلها.
ثالثا: خطر وجود مثل هذين القطبين على الشعب الفلسطيني، مع الإشارة لفقدان اية أطراف أخرى كانت من الممكن أن تقف في وجه هذين القطبين السياسيين.
من هو محمد دحلان ؟
محمد يوسف دحلان، ولد في 29/09/1961 وتربى ودرس في مخيم خان يونس لأسرة فقيرة معدمة، أتم دراسته في الجامعة الإسلامية في غزة ليكون أحد مؤسسي حركة الشبيبة الفتحاوية في العام 1981، وليعتقل عدة مرات بين 1981 و 1986 إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث قضى خمس سنوات في السجون الإسرائيلية قبل ترحيله إلى الأردن عام 1988. تنقل بعدها بين ليبيا – والجزائر، ليستقر به المقام في تونس حيث بدأ يلمع بعد وجوده بالقرب من السيد ياسر عرفات حيث أنه كان يعمل كمراسل في مكتب الشهيد ( خليل الوزير) أبو جهاد وكان يعتبر حلقة وصل بين أبو جهاد وقيادة الانتفاضة في غزة.
وبعد اغتيال أبو جهاد وأبو إياد وأبو معمر وأبو الهول، والضربة التي قضت على معظم الكادر العسكري لحركة فتح - تمكن دحلان من ركوب الموجة الصحيحة عبر تقربه من ياسر عرفات لأنه لم يكن هناك بديل عنه للاتصال مع القيادة في غزة - ولكن وضعه المالي والتنظيمي بقى على حاله حتى تمكن الوفد الفلسطيني في مدريد بقيادة حيدر عبد الشافي وحنان عشراوي وفيصل الحسيني من تحقيق بعض الانجازات وأصبحت القيادة الفلسطينية في تونس تخشى أن يُسحب البساط من تحت أرجلها خاصة وأن إسرائيل كانت ترفض في حينه أي علاقة مع منظمة التحرير في ظل وجود شامير والليكود في الحكومة، ولكن مع تغير الحكومة ودخول حزب العمل لها برئاسة إسحاق رابين، سارعت القيادة الفلسطينية في توقيع أوسلو، علماً أن مفاوضات مدريد مع الليكود كانت لتعطى الفلسطينيين أكثر مما تحقق في أوسلو إلا أن ياسر عرفات فهم جيداً انه إن لم يسارع ومن معه بإحداث تحول جذري نحو المفاوضات فانه سيجد نفسه بلا حكومة ولا شعب، وأن الأخرون سيقدمون على خطوة فردية بهذا الإتجاه كانت من الممكن أن تخرج منظمة التحرير الفلسطينية كاملة من المجال السياسي الفلسطيني وتهمشها للابد، ولأن عرفات كان يلعب دوراً محورياً مهما جداً، وكان يدرك عرفات نفسه دوره ومكانته كونه رئيساً لمنظمته التحرير من خلال فهمه لمجريات اللعبة السياسية، وأن وجوده في الداخل يعطيه قدماً نحو التقدم في إتجاه بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن غيابه عن الساحة سيخلف فراغاً سياسياً ضخماً وسيُذهب في القرار الفلسطيني ومصير الشعب بأيدي أناس تسير به حسب أهوائها ومصالحها الشخصية فقط فقد قرر الرئيس عرفات إتخاذ هذه الخطوة الهامة والمصيرية وشرع بالمفاوضات العلنية وترسيم الخطوات المستقبلية للدولة الفلسطينية، وهنا أصبحت الفرصة مواتية أمام دحلان، حيث لم يبقى من له وزن ويمكنه من وقف التفاوض في ظل غياب وتصفية القيادة المؤثرة في حركة فتح باستثناء عدد قليل من القادة في الحركة من أمثال فاروق القدومي والقليل الأخرين الذين لم يُسمح لهم أصلاً من دخول الأراضي الفلسطينية، أو رفضوا هم أنفسهم العودة بعد الاتفاق لمعارضتهم توقيع الاتفاق.
عاد دحلان إلى غزة عام 1994، وشارك في يناير/ كانون الثاني إعداد اتفاق في اجتماع تم في روما مع مسؤولين من قوات الدفاع الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت عرف ب"خطة روما" لاحتواء حركتي حماس والجهاد الإسلامي وهو ما طبقه دحلان كونه مسؤولاً لجهاز للأمن الوقائي. كان كذلك عضواً دائماً في فريق التفاوض حول القضايا الأمنية المتعلقة بإعادة الانتشار الإسرائيلي أثناء عملية أوسلو، وحول عودة الفلسطينيين الذين هُجروا بعد عام 1967، وحول إطلاق سراح الأسرى. كذلك شغِل منصب رئيس قوة الأمن الوقائي في غزة، برتبة عقيد، وعضو بلجنة العلاقات بمنظمة التحرير الفلسطينية. و تم انتخابه مؤخراً كعضو للمجلس التشريعي الفلسطيني في25 كانون الثاني (يناير) 2006.
يقول أحد مسؤولي ال C.I.A السابقين (ويتلي برونر) أنه تم تجنيد دحلان في تونس في الثمانينات وتمت تزكيته وتسميته مع الرجوب ليكوّنا سويا القوة الضاربة المستقبلية بعد اتفاقات أوسلو، مع أنه لم يتم نفي هذه المعلومة رغم نشرها على نطاق واسع في الصحافة العربية والفلسطينية. حمّله شارون مسؤولية الهجوم على حافلة للمستوطنين في غزة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2000 وشنّ هجوما على مكتبه وتوعده بالقتل، قدم استقالته في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001م متذرعاً باحتجاجه على سياسة السلطة الفلسطينية في القبض على أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجهاد الإسلامي لكن الراحل ياسر عرفات رفض الاستقالة.
ملايين دحلان: من أين حصل عليها وكيف يوظفها ؟
يرى المراقبون أن دحلان يشكل حكومة مافيا في غزة هي التي أثارت الطلقة الأولى في الاقتتال الداخلي الفلسطيني بين فتح وحماس.
من الطريف والغريب وبرواية أحد المقربين منه أن دحلان عندما دخل غزة في العام كان مديوناً بمبلغ 300 دولار لأحد الضباط الفلسطينيين، ولكن كانت هناك صفقة كبيرة وقعت بين محمد دحلان و جبريل الرجوب و خالد إسلام الكردي و يوسى غينوسار ( رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي سابقاً ) سنة 1994، فقط بعد دخول السلطة لأريحا وغزة بثلاث شهور، وكانت الصفقة عبارة عن إلغاء توكيل الشركة الموردة للبترول ومشتقاته للضفة وغزة وإعطاءه لشركة أخرى وهي شركة دحلان وشركاه السابق ذكرهم، مما أدر أرباحاً على دحلان تقدر حسب إحصائية بنكية بحوالي 2 مليون دولار.
بعد ذلك أصبح مالكاً لفندق الواحة على شاطئ غزة وهو المصنف كواحد من أفخم فنادق الخمس نجوم في الشرق الأوسط وبعد فضيحة ما عرف ب "معبر كارني" عام 1997 عندما تم الكشف أن 40% من الضرائب المحصلة من الاحتلال عن رسوم المعبر والمقدرة بمليون شيكل شهرياً كانت تحول لحساب "سلطة المعابر الوطنية الفلسطينية" والتي أتضح في ما بعد أنها حساب شخصي لدحلان!
بعد ذلك تلقى دحلان دعماً غير محدود من ياسر عرفات لدوره الأمني في حفظ الأمن في غزة، والحفاظ عليها هادئة في تلك المرحلة، وبعد ذلك أستمر دور دحلان في اختراق الحركات الإسلامية وجمع معلومات تفصيلية عنها تمكن من جمعها لان جهاز الأمن الوقائي الذي تم تشكيله أصلاً من عدد من مطاردي حركة فتح في حينها ( الفهد الأسود في الضفة - وصقور فتح في غزة ) وعدد من غير المنتسبين للأحزاب الفلسطينية والذين تم انتقاؤهم بعناية فائقة من الذين يعلنون الولاء - وعلى اثر ذلك تلقى دحلان الدعم الغير محدود من دول عربية منها مصر وكذلك اعترفت إسرائيل وأمريكا بتقديم الدعم لدحلان، بعد أن قام باعتقال معظم قادة حركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة والضفة عام 1996، بمعنى أنه تلقاها لاحتواء أفراد فتح العسكريين وشكل فيهم جهازه الأمني وورطهم في مواجهة الشعب الفلسطيني والتنظيمات الفلسطينية المعارضة للاتفاق أولاً، وثانياً لاختراق الحركات الإسلامية واليسارية المعارضة والتي كانت تشكل نسبة قليلة جداً في ذلك الوقت.
بعد نجاح دحلان في المهمة الموكلة إليه بضرب البنية التحية للأجهزة العسكرية للتنظيمات الإسلامية واحتواء جزء كبير من قادة حركة فتح أصبح دحلان الرقم الصعب في غزة، حيث قام بتشكيل فرقة الموت التي تم تدريب كوادر منها في الولايات المتحدة والتي عملت على تصفية بعض القادة الإسلاميين وغيرهم وتخلصت من معظم المناوئين للسلطة في أسرع وقت ممكن.
أين تكمن قوة محمد دحلان في غزة ؟
تكمن قوة دحلان الحقيقية في أن جهازه يمتلك أفضل تسليح، وأفضل أجهزة وإعدادات سواء أجهزة تجسس متطورة أو أجهزة حماية ووقاية، وأجهزة اتصال فائقة الجودة تضاهي أجهزة المخابرات الإسرائيلية، وأفضل دعم أمني، وتغطية من الدول التي ذكرت سابقاً - والاهم من هذا انه اخترق تقريباً جميع الأجهزة السياسية والأمنية والاقتصادية في غزة، وله رجالات أيضاً في الضفة الغربية، وله كذلك طاقم إعلامي متكامل يعمل على مدار الساعة في الترويج له في الصحف المحلية، وكذلك قاموا على تجهيز أكثر من صحيفة وموقع إلكتروني لنشر الأخبار التي يريدها دحلان وتوصيل سياسته ومنها موقع الطليعة والذي يبدو لأي زائر له من الوهلة الأولى بأنه أحد المواقع الناطقة باسم دحلان وجماعته، كذلك ولا يوجد في غزة في أي جهاز أمني من عقيد أو عميد أو رتبة عسكرية في غزة إلا وهو بحاجة لدحلان لأنه لن يتمكن بغير دحلان من التحرك في أي مكان خاصة لمصر أو إسرائيل أوالأردن عبر الحدود تحديداً لعلاقات دحلان مع الجانب الإسرائيلي، حيث نُقل عن أهل غزة بأن معبر المنطار سابقاً وأيرز كانا يُفتحان لدخول موكبه المؤلف من 11 سيارة وموكب زوجته المكون من 3 سيارات وأيضا مستشاروه الأربعة عشر.
في حالات إغلاق المعابر، وكما انه الوحيد القادر على تحقيق أي انجاز من إسرائيل حتى حماس تعلم ذلك جيدا وتعلم أنها لن تتمكن من فعل شيء دون دحلان، علماً بأن لدحلان عناصر في كل زاوية في الضفة وغزة خاصة بين مطاردي كتائب الأقصى ولجان المقاومة الشعبية، إضافة لأنه يمتلك بكل معنى كلمة يمتلك تنظيمين كاملين فوق فتح هما كتائب محمود نشبت، وكتائب أبو الريش، ولذا فهو في الواقع القوة الضاربة في غزة، ولو راجعنا ما حدث في غزة عندما هددت لجان المقاومة الشعبية دحلان لعرفنا ببساطة انه تم اعتقال كل قادتها خلال 24 ساعة في غزة من قبل الأمن الوقائي باستثناء جمال أبو سمهدانة مسؤول لجان المقاومة الشعبية في غزة(الذي أستشهد مؤخراً عبر غارة إسرائيلية)، وكان ذلك خلال الشهر الماضي على مرأى ومسمع من كل الأجهزة وعلى رأسهم حماس، أما استثنائه لأبو سمهدانة فلسببين :
الأول: أن لدى دحلان اثنين من نفس عائلة أبو سمهدانة يعتمد عليهم كثيراً، هما ياسر أبو سمهدانة ( قائد صقور فتح سابقاً) والثاني ( سامي أبو سمهدانة رئيس ما يسمى بالقوة الخاصة التي شكلها دحلان)
الثاني: يعود لكون عائلة أبو سمهدانة من بدو رفح وما لذلك من تداعيات على الساحة الغزاوية، وما تمتلكه هذه العائلة من سطوة ونفوذ في المجتمع الغزاوي الذي لا يزال يعيش مرحلة الانفلات الأمني وما لذلك من تداعيات القوة العشائرية التي تطرح نفسها على الساحة.
أما في خانيونس وبنى سهيلا وعبسان وخزاعة والزوايدة والقرارة ، فليس هناك طلقة أو قطعة سلاح إلا على حساب دحلان، أما في شمال قطاع غزة فلديه أكثر من ثلاثة ألاف مقاتل من بيت حانون وحدها ينتمون لخمس عائلات كبيرة. أما في مخيم جباليا والذي تعتبره حماس قلعتها فله أكثر من حماس نفسها، ولا يغر فوز حماس في الانتخابات فله أسباب أخرى كثيرة، والمنطقة الوحيدة التي تعتبر السيطرة فيها لحماس في شمال القطاع هي جباليا البلد . أما من هم مع دحلان فهم قتلة لا يهمهم شيء حتى قتل كل الشعب الفلسطيني من أوله إلى آخره.
وقد قتلوا الكثير وكل غزة، وكذلك هنالك أدلة تشير لتورط دحلان كذلك في إغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي مات مسموماً بعد أن عطل المشروع الإسرائيلي الأمريكي ورفض التوقيع على اتفاق كامب ديفد وأستنكف في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله مما أستنفذ صبر الأطراف فأوعزت لدحلان بالتخطيط لاغتياله بهدوء، وكان السيد ياسر عرفات مدركاً لخطر وجود دحلان وما يقوم به، وهذا ما استعدى الرئيس الفلسطيني الحديث لوسائل الإعلام عن محاولتي انقلاب عليها حاول القيام بهما محمد دحلان،وخلاف دحلان افتضح مع ياسر عرفات حين عرض استقالته كمسؤول للأمن الوقائي في 05/11/2001 والتي رفضها عرفات ثم بعد حصار ياسر عرفات في العام 2002، برز دحلان كأحد الرجالات التي حاولت الاستيلاء على السلطة وسحب البساط من تحت الرئيس الفلسطيني الراحل مع حسن عصفور، محمد رشيد، صائب عريقات ونبيل شعث التي أدارت "السلطة" وقتها ثم لاحقا إبان حكومة أبو مازن حين رفض عرفات وبشكل قاطع تعيينه وزيرا للداخلية ليلتف أبو مازن على ذلك ليعين دحلان وزيراً للشؤون الأمنية بمباركة أمريكية إسرائيلية، دعت الرئيس الأمريكي جورج بوش لإمتداح القرار وامتداح دحلان شخصياً ويطلب مصافحته على الملأ، ثم ليستقيل بعد أخذ ورد واتهامات متبادلة نهائيا يوم 05/06/2002 وبذلك أصبح بدون أية صفة رسمية، لتتسرب بعدها تفاصيل رسالته وخطته لموفاز بتاريخ 13/07/2003 لإقصاء ياسر عرفات عن رئاسة السلطة الفلسطينية والتي أشار لها الراحل عرفات في أكثر من موقف أثناء حصاره.
اغتيال موسى عرفات
وحتى مقتل موسى عرفات في غزة فهو وراءها، فالخلاف بين الاثنين قديم جداً لكن وجود ياسر عرفات على الساحة كان يمنع دحلان من أي محاولة لإقصاء موسى عرفات عن ساحة غزة، حيث أنه قبل وفاة ياسر عرفات صرح "روني شاكيد" -وهو سياسي إسرائيلي معروف وأحد رجالات الشاباك السابقين وعمل بعد تقاعده في الصحافة وهو الآن مسؤول عن الشؤون الفلسطينية في صحيفة يديعوت أحرونوت- إبان أحداث عنف جرت في غزة بين مسلحين فلسطينيين من حركة فتح وأفراد من الشرطة الفلسطينية حيث علق عليها بأن ما يجري في قطاع غزة من أحداث وصراع داخل السلطة ليس إلا بداية لبركان قادم.
وقال شاكيد في تصريح قديم له لموقع الجزيرة نت إبان حياة الرئيس عرفات "إن الصراع متجذر ما بين جيل المقاومة الذي فجر الانتفاضات المتعددة ضد إسرائيل والذين عايشوا أحداث القضية في الضفة والقطاع وبين الزعامات والكوادر التي جاءت بعد اتفاقيات أوسلو من الخارج، حيث سيطر القادمون على كل شيء وبقي المناضلون والقادة المحليون بلا شيء صفر اليدين". وعبر يومها عن اعتقاده بأن عملية اختطاف الجبالي التي فجرت الوضع، كانت حدثاً مبرمجاً لهدف سياسي، وأن "العقيد محمد دحلان يقف خلف هذه الأحداث ليؤكد للرئيس عرفات أنه الأقوى وأنه فقط هو القادر على حماية الأمن في قطاع غزة".
ورأى شاكيد أن تعيين موسى عرفات كان بمثابة وضع البنزين فوق النار لأنه رجل غير مرغوب فيه بقطاع غزة، فضلاً عن أنه مرفوض من قبل كتائب شهداء الأقصى، في وقت يحتفظ فيه دحلان بعلاقة مميزة مع كتائب الأقصى.
وبناء على عدد من الشواهد التي دللت على أن دحلان وسيطرته على جزء كبير من كتائب الأقصى، وكذلك علاقته الحميمة مع نصر يوسف وزير الداخلية في ذلك الوقت والذي طالبه الكثيرون بالاستقالة لأنهم اعتبروه متواطئ مع الفلتان الأمني ومقتل موسى عرفات.
دحلان،.. السم في العسل لفتح والشعب الفلسطيني
لا يكمن خطر وجود محمد دحلان على حركة حماس وحدها، ولا على المشروع الإسلامي، بل إن دحلان يعتبر الخطر الأكبر على الشعب الفلسطيني بشكل عام، وعلى حركة فتح بشكل خاص، فمحمد دحلان الذي قرر تنفيذ الأجندة الأمريكية في فلسطيني لإيصال المنطقة كاملة للقبول بحل الدولتين سعى لتحطيم حركة فتح عبر زج كوادرها في اقتتال داخلي، فهو من ناحية يسيطر كما قلنا مسبقاً على عدد من الفصائل الفلسطينية التابعة لحركة فتح، ويزج بها للاقتتال مع كوادر حماس، أما من لا يستطيع محمد دحلان إعطاءه أوامر مباشرة بشن الحرب على مقاتلي حماس لإشعال نار فتنة في الشارع الفلسطيني ككل فهو يسعى عبر طرق أخرى لذلك، ومنها ما يجب ذكره أن محمد دحلان يمتلك عدداً من المكاتب والشركات في الأردن والتي تقوم بمهمة تبييض الأموال له من ناحية، ومن ناحية أخرى تلعب دور المكتب السياسي أو ما يمكن تسميته بالمطبخ السياسي الذي يقوم على رسم الخطط، ومهمة هذه المكاتب والشركات التي تتخذ غطاءاً لها أعمال السياحة والسفر والتصدير والاستيراد وغيرها تقوم بمهمة تجهيز البيانات السياسية، وهذه البيانات تحمل توقيع حركة حماس، وقد وقع عدد من هذه البيانات بأيدينا، وهي تحمل محتوى خطير جداً، وتبدو صيغتها بأنها للشارع الفلسطيني في الداخل، وتوزع عبر مؤيدي دحلان في المخيمات الفلسطينية في الأردن على أنها صادرة من حركة حماس، ويحتوي على البعض منها "كلمة تعميم داخلي" في إشارة على أنها بيانات وزعتها حماس على كوادرها فقط، وهذه البيانات تحمل أبعاداً خطيرة جداً، وتنذر بخطر كبير حيث أن هذه البيانات المكتوبة باسم حركة حماس، تحمل محتوى تحريضي على حركة فتح. مثلا احد البيانات والذي كُتب عليه تعميم داخلي قد كان محتواه يحرض على كوادر فتح ويكفرهم ويصفهم بالكفر وجواز إطلاق النار عليهم وقتلهم وانه لا يجب السكوت على وجودهم. وانه يجب ضرب بنية فتح التحتية، ويجب أن يقوم أعضاء وكوادر الحركة بتبني مواقف وطرق وأساليب تضرب فيها عناصر شهداء الأقصى، وكذلك احد البيانات يدعو لافتعال فتنة بين كتائب الأقصى وبين لجان المقاومة الشعبية.
مثل هذه البيان يبدو أنها ترسل للضفة وغزة ويتم توزيعها على أنها من حركة حماس لإثارة الفتنة بين الناس وبين أعضاء فتح وحماس، والذي يقف خلف كله هذا محمد دحلان عبر مكاتبه والعاملين معه، كذلك فان شركاته السياحية هذه وغيرها هي عبارة عن مكاتب رصد معلومات وعمليات، وهنالك معلومات مؤكدة أنها لتبييض أموال دحلان من تجارة المخدرات، حيث أن هدف محمد دحلان من ما يحدث في غزة هو إثارة الفوضى حتى يقوم بتسويق السلاح الذي قام بتهريبه من مصر إلى غزة، بالإضافة لان غزة أصبحت وكراً للمخدرات وهو يقف خلف هذا. هذا وأن محمد دحلان يقوم بإدخالها إلى الضفة الغربية
بالمناسبة فأبن عم محمد دحلان صاحب شركات السياحة يحمي نفسه وشركاته في الأردن عبر علاقة نسب مع أل الفايز الذين كان منهم رئيس الوزراء الأردني السابق.
من كان وراء إطلاق النار على القوات المصرية في غزة والتي حاول الإعلام إدانة دحلان فيها ؟
أما قضية إطلاق النار على القوات المصرية فليس لمحمد دحلان أو أحد من كوادره أي علاقة بها لا من بعيد ولا من قريب - والحقيقة أن غيره هم الذين فعلوها وهم معروفين بالاسم لأصغر طفل في غزة، ولعدد كبير من الشهود الذين حضروا الاشتباكات مع القوات المصرية التي لم ترد بإطلاق النار بشكل مباشر بل أكتفت بإطلاق النار في الهواء في محاولة لمنع إطلاق النار على جنودها، أما الذين أطلقوا النار فكانوا معروفين لأهل غزة، وليس لهم علاقة بدحلان لأنهم من كوادر حماس وتحديداً الجناح التابع لعبد العزيز الرنتيسي، وهو أكثر الأجنحة العسكرية في حماس تشدداً، لان الشرطة المصرية منعت إدخال شحنة سلاح قادمة من إيران عن طريق الحدود المصرية إلى غزة وهذه هي الحقيقة والتي يعرفها الجميع في غزة، ويعرف من فعلها بالأسماء.
دحلان وحماس خلاف أم التقاء ؟ (مقومات دحلان في داخل حماس)
طرح البعض في الإعلام أن دحلان يحاول تشكيل حكومة ظل في مواجهة حكومة حماس الجديدة، وفي تساؤل أخر: محمد دحلان يعتبر صاحب أكبر سلطة في غزة، ويتصرف على أنه حكومة أقوى من حكومة حماس ذاتها ومن الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فهو يمتلك قادة أجهزة مثل سمير المشهراوي وأبو شباك، وبنفس الوقت يحكم على عدة فصائل مسلحة، وفي المقابل له اتصال مباشر مع عدد من كوادر حماس وقادتها وتلتقي مصالحه مع مصالحهم، فما هي حكومة دحلان التي يشكلها في غزة؟ وما علاقته بحماس؟ وهل من الممكن أن يكون هنالك تنسيق بين حكومة حماس و دحلان؟ بحيث انو مثلا دحلان يفاوض إسرائيل كواجهة لحماس بأنها هي تبقى خلف الستار؟
مشكلة حماس أنها وصلت للسلطة دون أي مشروع وطني واضح للانتقال بالشعب الفلسطيني من سنين الجمر إلى سنين الاستقرار ولا توجد أي أولوية وطنية واضحة في خطاب حماس، ولا تمتلك أي أجندة حقيقية تطبقها على ارض الواقع، وحتى الأن لم تزل تتصرف بشكل يوحي بأنها حزب معارضة للسلطة الفلسطينية، بل أن التناقض في التصريحات لقيادات حماس صار الميزة الأكثر معرفة لدى الشارع الفلسطيني حيث تصريح النهار يجلوه اعتذار عنه في الليل، من قيادات حماس المراهقة سياسيا فمثلاً ، الشيخ ماهر أبو طير ممثل حماس في المجلس التشريعي عن مدينة القدس يطالب بفرض الحجاب الإسلامي على النساء الفلسطينيات، وكذلك أم نضال فرحات ممثلة حماس عن غزة طالبت بنفس المضمون بعد أن أخذت الضوء الأخضر من أمير حركة الإخوان المسلمين في القاهرة بعد أن التقت به، بينما يصرح محمود الزهار بأنه سيحافظ على الدولة المدنية الفلسطينية وهيكليتها الحالية ولن تكون هنالك أي رقابة دينية على الشعب الفلسطيني حفاظاً على ديمقراطيته وتعدديته، وبينما العالم يطالب حماس بالاعتراف بإسرائيل، يأتي أمير حركة الإخوان المسلمين في القاهرة وغيره من قادة الحركة يطالبون حماس من على منابر المساجد بمنع الرقص الشرقي قبل توفير لقمة العيش الكريمة.
ما لم تعيه حتى الآن حماس أنها أصبحت تحكم سلطة وشعب، وعليها أن تدرك كذلك بأن أعضائها وقيادتها ليسوا كائنات فوق الخطأ وعليهم أن يعرفوا أن مستقبل ملايين البشر بين أيديهم وهذه أمانة كبرى تنوء عن حملها الجبال العظمى، ولا يمكن لحماس أن تصادر جهاد نصف قرن من التضحيات التي قام بها شعب الجبارين بقرارات صبيانية ويجب أن يعترفوا أن الشعب الفلسطيني قبل وصول حماس للسلطة كان قد انتقل من نظام الحزب الواحد إلى دولة المؤسسات المدنية، وأن الشعارات لا تشبع الجياع، فقط الشعب الفلسطيني يريد أن يرى انجازات حكومة التكنوقراط التي وعدت الشعب الفلسطيني بها، فبينما حماس الحكومة تهديد العالم باللجوء لخيار الزيت والزعتر لمحاربة العالم والاكتفاء الاقتصادي، ويتجلى التناقض لدى حكومة التكنوقراط بلجوء وزراء التكنوقراط لاستخدام كتائب القسام لحمايتهم وضرب الصحافيين والإعلاميين.
مشكلة حماس هي مشكلة سياسية والتي وقفت بخندق إيران سوريا وفشلت في كسب الرأي العام العالمي، وفشلها كذلك في توحيد الشعب الفلسطيني على أساس برنامج عمل وطني تحرري واقعي لإيقاف الانهيار والفوضى العارمة في الأراضي المحتلة، ووقف التصريحات المتناقضة لدى قادتها السياسيين سواء في الخارج أو الداخل، فمرة نجد مشعل يصرح بقبوله خيار الدولتين ومرة يأتي الزهار ليصرح بأن خيار المقاومة قائم حتى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.
بالتالي حكومة حماس الحالية هي عبارة عن حكومة شكلية فقط، ولن تستطيع أن تقف أمام الشعب الفلسطيني أولاً وأمام العالم كحكومة حقيقية إلا إذا كان لديها خيار داخلي حقيقي، ومن هنا نجد أن حكومة حماس الحالية لن تستطيع أن تفعل شيئاً دون دحلان وقوته، فهو الخيار الأقوى لها والأكثر متانة وصموداً، والقادرعلى انتشالها من كل هفواتها وأزماتها وتناقضات مواقفها أمام إيران والاعتراف بإسرائيل. وهو لن يوافق إلا بدخوله الحكومة بشكل مباشر وإلا فستسقط الحكومة خلال شهور قليلة، فحماس ترى في دحلان عبر علاقته بالزهار بالغطاء اللازم الذي سيشكل الوفد المفاوض والذي سيبدأ جولة المفاوضات لصالح حكومة حماس إسرائيل، وبنفس الوقت تبقى حكومة حماس في الظل بعيداً عن حلقة التفاوض، وبهذه الطريقة سيتم تهميش عباس عربياً وإسرائيلياً وفلسطينياً وفتحاوياً كذلك.
مما يعني أن حكومة حماس تعتبر دحلان ظلها وليس خصمها، بالتالي دحلان يقوم مقام السند لحماس لأنه سيكون خيار قادم بالنسبة لها، فهم يوميا ينسقون معه ولا يخطون خطوة إلا وهو معهم. باختصار حماس تراه ( هو الرئيس الفلسطيني القادم بعد اغتيال أبو مازن )، وهذه الرؤية ليست بالجديدة فقد سبقها إليها الرئيس الأمريكي بل كلينتون عندما كانت تجرى المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في منتجع "واي بلانتيشين" في العام 1997م، حيث اقترب الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون من عضو الوفد الفلسطيني محمد دحلان، وهمس في أذنه قائلاً "أرى فيك زعيما مستقبليا لشعبك". وعندما كان الرئيس الحالي جورج بوش يحضر قمة "شرم الشيخ" في العام 2003م، طلبه بالاسم ليصافحه، مما يعكس حجم المكانة التي يتمتع بها لدى الإدارة الأمريكية وترحيب مسبق لأن يقود السلطة الفلسطينية في يوم من الأيام، لذا لا يمكن تجاهل دحلان عندما يدور الحديث عن الشخصيات المرشحة للعب دور فاعل في هذه المرحلة، لما يحظى به من قبول أمريكي وإسرائيلي أكثر مما هو فلسطيني، وحماس تدرك هذا الحجم الذي يحظى به دحلان وتعتبره شريكاً مربحاً بالنسبة لها، والوحيد الذي يمكنه أن يخرجها من مأزقها الحالي، وبنظر عدد من المحللين السياسيين كذلك، يظل دحلان القيادي الفلسطيني الأكثر إثارة للجدل. ففي حين يعتبره البعض مفتاحا رئيسا للمرحلة المقبلة، كونه يحظى بشخصية تؤهله للعب دور مهم في تحريك عملية السلام وخصوصاً في ظل تأزم حكومة حماس ووقوعها بين فكي كماشة التفاوض مع إسرائيل والتعاون الإستراتيجي مع إيران مما يجعل حماس تبلع السكين بحدين وبحاجة لمن يخلصها من مأزقها، علاوة على علاقاته بالأمريكيين والإسرائيليين التي ينظر الكثير بعين الريبة لهذه العلاقات. ويتمتع دحلان بحسب مراقبين بـ"كاريزما" وسط قطاعات مقدرة من الفلسطينيين. ويرد محللون السبب لكونه قادراً على تقريب الناس إليه، علاوة على سحره في الحديث وعفويته، لدرجة أن أطلق عليه لقب " النسخة المصغرة أو الشابة لياسر عرفات".
إلى جانب أن حماس لم تسيطر حتى الآن على الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فمعظم قادة الأجهزة في الوقت الحالي هم من العائدين مع حركة فتح حين وقعت اتفاق أوسلو، أو من المحسوبين على فتح، بالتالي حماس بحاجة لمن يسيطر على هذه الأجهزة، ولا أحد غير دحلان قادر على ذلك، فليس هناك عنصر من عناصر الأمن من اصغر شرطي مرور إلى اكبر لواء إلا و يطيع دحلان.
عدا عن ذلك فدحلان ذاته يمتلك بيديه أوراق رابحة في داخل حكومة حماس، ومثال ذلك عماد الفالوجى- الوزير السابق، وطلال سدر، اللذان كانا من قادة حماس سابقاً فهما من صنائع دحلان، ثم علاقة دحلان المباشرة مع محمد ضيف قائد الجناح العسكري لكتائب عز الدين القسام - ثم من خلال هذه العلاقة يتم النظر في من كان وراء إيقاف الكثير من عمليات حماس في غزة حتى يتم إدراك مدى تدخله واختراقه للحركة، وكذلك حمايته حتى الآن لمحمد ضيف من الاغتيال، فأجهزة المخابرات الإسرائيلية وقواتها الخاصة التي وصلت ليحيى عياش كانت قادرة على اغتيال محمد ضيف أثناء اعتقاله في سجن أريحا، وهذا الذي وضع تساؤلات حول كيفية إطلاق سراحه من سجن السلطة في أريحا ووصله إلى غزة.
بالإضافة لكون دحلان عضو دائم في فريق التفاوض حول القضايا الأمنية المتعلقة بإعادة الانتشار الإسرائيلي أثناء عملية أوسلو، وحول عودة الفلسطينيين الذين طردوا بعد عام 1967، وحول إطلاق سراح الأسرى، وملم بشكل كبير بهذا الملف ويمتلك ثقة اللجنة الرباعية.
دحلان وحماس : أجندات مختلفة والتقاء مصالح نحو صياغة منظمة التحرير
على الرغم من أن دحلان وحماس يحملان أجندتان مختلفتان بخصوص منظمة التحرير الفلسطينية، إلا أنهما متفقان على وجوب إعادة صياغة م.ت.ف من جديد، وبتفعيل دورها بحلة وتشكيلة جديدة يرضيان عنها. فدحلان الذي يحمل أجندة ليبرالية الأيديولوجية، ورؤية أمريكية، وحماس التي تحمل رؤية إسلامية الأيديولوجية، وإيرانية-سورية الرؤية تجاه منظمة التحرير ومجرى الصراع العربي الصهيوني، إلا أن الاثنان تلتقي أو تتقاطع مصالحهما بوجوب إدخال حماس لداخل منظمة التحرير الفلسطينية لتشكل الفصيل الأكبر في مقابل حركة فتح والتي ستكون هي الأخرى بصياغة وحلة جديدة يصوغها دحلان ويقتسم الاثنان التحكم بالقرار في المنظمة، ومن ثم البدء بجولة تفاوض جديدة لتبدو المرحلة القادمة بالتفاوض خيار الشعب الفلسطيني وخيار منظمة التحرير السياسي الكامل التي ستكون قد احتوت كل التنظيمات الفلسطينية ومن ضمنها الإسلامية، وخصوصاً أن رمضان شلح في مقابلته الأخيرة التي أجراها معه غسان بن جدو على فضائية الجزيرة صرح بأنه يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية شرط أن تكون الحركة ضمن هذه المنظمة، وجدد دعوته هو الأخر لإعادة صياغة المنظمة بأجندة جديدة تضم الجهاد وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية.
تسعى حماس إلى بسط نفوذها الكامل على الأغلبية في المنظمة بعد أن تنسق مسألة دخولها، وترى في دحلان الشريك الأنسب لاقتسام قرار المنظمة معه لالتقائهما في المصلحة، ودحلان كذلك الذي يملك كل الأوراق التفاوضية مع إسرائيل والقادر على إعادة جمع الفريق التفاوضي السابق، أو إعادة بناء فريق مفاوضات جديد، سيكون قادراً في الوقت ذاته على كبح جماح المعارضة الفتحاوية وبقية تيارات المنظمة أو ما بقي من هذه التيارات التي انهارت بعد حرب الخليج الثانية في العام 1990م وبقي منها مجرد منظرين سياسيين فقط، وسيكون في إمكان دحلان الشروع في جولة مفاوضات منسقة مع إسرائيل وحماس التي ستبقى في الكواليس.
من هنا يتضح تقسيم الأدوار الجديدة والذي سيؤدي لتهميش محمود عباس نهائياً، وإخراجه خارج الجوقة السياسية في المنظمة والسلطة، تمهيداً لتسليمها لدحلان، في مقابل بقاء حماس في رئاسة الحكومة الفلسطينية وسيطرتها الجزئية على الوضع الداخلي للسلطة الفلسطينية.
ودحلان الذي استطاع في الفترة الماضية إنشاء علاقات واسعة وممتدة ودبلوماسية مع الدول الأوربية عبر لعبة كانت غير مفهومة في البداية، ولكن كشفت أوراقها حين تبين أن عمليات اختطاف الأجانب، سواء من نشطاء السلام أو الصحافيين أو السياح، الذي كان يجري في غزة، يقف وراءه سمير المشهراوي أحد سواعد دحلان، وحيث يتم تدخل دحلان بعد ذلك للإفراج عن المختطفين وإطلاق سراحهم ليظهر أمام دول الإتحاد الأوروبي الممول الأكبر للسلطة الفلسطينية والتي اختطفت رعاياها وحررهم دحلان، ليظهر أمام هذه الدول على أنه المسيطر على غزة، أو الأقدر على السيطرة عليها وضبط الفلتان الأمني فيها، والقادر على حفظ أمنها. بالتالي كسب دحلان بهذه اللعبة ثقة هذه الدول فيه كرجل دولة قادر على تولي زمام القيادة في السلطة الفلسطينية بديلاً عن عباس الذي تناوب دحلان وحماس والجهاد الإسلامي على إحراجه في أكثر من موقف ومثال ذلك عملية الجهاد الإسلامي الأخيرة والتي باركتها حماس وكانت ضمن أجندة إيرانية، وإلتقت مصالح دحلان مع إيران في ذلك الوقت في إحراج عباس وإظهاره بموقف الضعيف غير القادر على السيطرة على الأوضاع الأمنية في الضفة وغزة.
الاشتباكات الأخيرة في غزة بين حماس وكوادر من فتح
انعكست أحداث الصراع الأخير داخل غزة بين مسلحين من حركة حماس، وآخرين من حركة فتح على الرأي العام الفلسطيني ككل الذي كان يراقب مجريات الأحداث الدراماتيكية في قطاع غزة، كما كانت تلك التطورات محور النقاش فقد أجمع المحللون عبر مراقبة وقراءات في الصحف الفلسطينية والعربية على أن محمد دحلان يقف خلف جزء من هذه الأحداث في محاولة لتأكيد أنه الأقوى في قطاع غزة، وأن حماس تقف في المقابل لتأكيد دورها في قيادة الشعب الفلسطيني بعد فوزها بالانتخابات الأخيرة، ولفهم هذه النقطة تحديداً فيجب أن نعلم أن في حماس ثلاث تيارات هي :
1) التيار الأول وهو الذي يريد حرباً مع حركة فتح ومحمد دحلان، ويعتبرهم كفاراً، وهذا التيار في حماس هم أتباع الشهيد عبد العزيز الرنتيسى سابقاً، ويسمون تيار الصقور المتشددين.
2) أما التيار الثاني فهو تيار الزهار وهنية و ومن معه، وهم مع الإخوان المسلمون في مصر والأردن، ومعروف عن هذا التيار الذي يعتبر الوحيد الذي ينتمي لحركة الأخوان المسلمين- بوسطيته واستعداده الدائم للمساومة والتفاوض، وهذا التيار هو الذي جر حركة حماس إلى خوض الانتخابات التشريعية التي تمت تحت مظلة اتفاق أوسلو والذي هو في الأصل قائم على أساس الاعتراف المتبادل بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
3) أما الثالث فهو الذي يفتعل المشاكل كلها وهم أتباع "خالد مشعل" وسوريا -وإيران -حزب الله- وهم يهمهم مصالح خارجية أكثر من مصالح الشعب الفلسطيني ومعهم عناصر وقيادة الجهاد الإسلامي والتي تسير بجزء كبير من مواقفها حسب أهواء ومقتضيات السياسة الإيرانية السورية.
4) وهناك تيار لم زال هامشياً في الحركة وهو الذي يتزعمه موسى أبو مرزوق وله اتصالات أمريكية تكون مشبوهة أحياناً، وقد نشرت مجلة المراقب العربي الصادرة في لندن في عدد آذار الماضي في ملف كامل عن الحركات الإسلامية في الوطن العربي خبراً عن لقاء تم بين حركة حماس والحركة الإسلامية في لبنان وحزب الله مع قيادات من المخابرات المركزية الأمريكية تم في بيروت، عُرف بلقاء بيروت وتم الاتفاق فيه على بعض النقاط بشأن القضية الفلسطينية ومسألة الانتخابات، وبحسب المجللة التي ذكرت الحضور من كل وفد بالأسماء بأن حزب الله تحفظ على اللقاء كثيراً بينما أبدى وفد حماس تعاونه كثيراً مع البنود التي طرحها الوفد الأمريكي.
حيث جاء في المجلة تحت عنوان ( اتصالات إسلامية غربية سرية معلنة) " ما الذي طرأ على فكر حماس وبرنامجها السياسي حتى تغير موقفها وتصبح الأكثر التزاماً بالتهدئة من جانب واحد مع العدو الإسرائيلي، بل الأكثر إصراراً كانت على إجراء الانتخابات وفي موعدها الذي انعقدت فيه في 25 كانون الثاني (يناير) 2006". وتضيف المجلة " عقد اليستر كروك ( الذي كان يعمل سابقاً في جهاز المخابرات البريطاني) وصاحب (منتدى النزاعات) حالياً، ومجموعة من الضباط السابقين لجهاز ( السي أي إيه) سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين في التنظيمات الإسلامية في الشرق الأوسط والشرق الأقصى، وعلى حد قول أحد المشاركين في الاجتماعات لم يكن أي أحد من أعضاء المجموعة ليضع قدمه على أرض لبنان بلا ضوء أخضر من إدارة بوش. وكان هناك غرهام فولر ومسؤول كبير أخر متقاعد من جهاز الاستخبارات الأمريكية ( السي أي إيه). كما كان معهم المحامي الواشنطني فريد هوف الذي كان من معدي تقرير متشل. كما كان بين الحضور خبيران مخضرمان في صراع الشرق الأوسط. وهما مارك بيري وجيف أهارنسون اللذان يعرفان عن كثب مجريات الأحداث والشخصيات المؤثرة في القدس ورام الله. ورأس موسى أبو مرزوق نائب خالد مشعل وفد حماس في أحد اللقاءات وإلى جانبه جلس أعضاء المكتب السياسي لحماس "سامي خاطر وأسامة حمدان"، أما حزب الله فقد مثله نواف الموسوي الذي يرأس قسم العلاقات الخارجية".
وأخيراً نقلت المجلة عبارة خالد مشعل في لقاء له خلال ببرنامج إخباري في ال BBC قوله : " التفاوض دون مقاومة يؤدي إلى الاستسلام. لكن التفاوض مع مقاومة يؤدي إلى سلام حقيقي. العالم يعرف أن المقاومة الفيتنامية كانت مستمرة خلال تفاوض الفيتناميين مع الأمريكان في باريس".
في دلالات أرادت تحميلها المجلة لهذه العبارة وهي رسالة خالد مشعل الواضحة لأنه يبسط يديه للبدء بحلقة تفاوض مع إسرائيل، وهو الذي عاد ليقول عبر فضائية الجزيرة بأن حماس موافقة على البدء في التفاوض مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل لحدود حزيران 1967م وهي مناورة معروفة سياسياً بفكرة من يطلب الكثير يلقى الأقل، أي أنها مبادرة يطرحها مشعل للمرة الثانية على إسرائيل للبدء في جولة مفاوضات مقابل انسحاب إسرائيل لحدود ما قبل انتفاضة الأقصى الأخيرة.
والغريب أن حماس التي لا تزال تلعب بورقة الاعتراف بإسرائيل تعتبر قانوناً معترفة ضمنياً بإسرائيل لمجرد قرارها الدخول لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني الذي هو أحد مؤسسات السلطة الفلسطينية التي قامت على أساس اتفاق أوسلو الذي عقد بناء على أتفاق متبادل بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وتولي حماس الحكومة الفلسطينية للسلطة الفلسطينية يعني إقراراً كاملاً من حماس بكل ما جاء بالاتفاق ومن ضمنها الاعتراف بإسرائيل كدولة على أرض فلسطين في حدود العام 1948
حماس تتهم دحلان بإثارة الإشاعات الكاذبة وعباس يكلفه بقوة عسكرية لمواجهة حماس
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
اتهمت حركة المقاومة الإسلامية حماس النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، والقائد في حركة "فتح" محمد دحلان، بالعمل على "تشويش الجولة الناجحة" التي يقوم بها رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، من خلال ما أسماه إثارة الإشاعات الكاذبة.
وجاء ذلك على لسان عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال، حيث نفى في تصريحات صحافية صحة الأنباء عن رفض السعودية استقبال هنية، مؤكدًا بحسب "شبكة فلسطين اليوم الإخبارية" أنه لا أساس لها من الصحة في شيء، ولم نتلقَ أي مؤشر من هذا القبيل.
وأشار القيادي في حماس، والذي يتخذ من سوريا مقرًا له إلى جهات فلسطينية قال إنها "ذات مصلحة في إفشال زيارة رئيس الوزراء إلى السعودية"، بالوقوف خلف هذه الإشاعات.. مضيفًا "الجهة الوحيدة التي روجت لهذا الخبر هي وكالة أنباء تابعة لمحمد دحلان، عضو المجلس التشريعي، وهذه الجهة يهمها كثيراً التشويش على جولة الأخ إسماعيل هنية التي استطاعت أن تحقق إنجازات مهمة، سواء تعلق الأمر بتعهد دولة قطر بدفع رواتب الموظفين أو بالتزامات إيران بدفع استحقاقات مجموعة من الوزارات، فهذه الجهة ليس من مصلحتها أن تنجح الزيارة؛ لأجل ذلك تشيع مثل هذه الأخبار العارية عن الصحة".
وأوضح نزال أن هنية سوف يمر بقطاع غزة قبل أن يتوجه إلى المملكة العربية السعودية، التي كان مقررًا أن يزورها في موسم الحج.
معاريف: عباس كلف دحلان بتشكيل قوة عسكرية لمواجهة "حماس"
من ناحية أخرى أشار تقرير استخباري، قُدّم إلى الحكومة الصهيونية في جلستها الأخيرة الأحد (10/12)، إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد كلّف محمد دحلان، مسؤول جهاز الأمن الوقائي السابق في قطاع غزة، بتشكيل قوة عسكرية لمواجهة حركة المقاومشة الإسلامية "حماس".
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الأخير عن رئيس جهاز الاستخبارات الصهيوني يوفال ديسكن قوله: إن تقارير أمنية وصلت إلى جهاز الاستخبارات تشير إلى أن عباس أوكل إلى دحلان مهمة إقامة قوة عسكرية جديدة "تمهيداً لمواجهة عسكرية مع حماس"، مدعية وجود سباق تسلح كبير بين حركتي "حماس" و"فتح".
وذكر ديسكن في تقريره أنه "لا توجد قوة في المجتمع الفلسطيني تستطيع مواجهة حركة حماس"، مؤكداً استمرارها في إدخال الأموال القادمة من دول الخليج وسعيها لإقامة بنك إسلامي لهذا الغرض، معترفاً بصعوبة وقف تدفق الأموال.
ويأتي نشر هذه الأنباء بالتزامن مع ما قالته مصادر فلسطينية من أن دحلان تلقى عرضاً من قبل رئيس السلطة محمود عباس، بتولي منصب مستشار الأمن القومي في السلطة، على خلاف رغبة رئيس السلطة السابق وزعيم حركة "فتح" الراحل ياسر عرفات، الذي كان يرفض تعيينه في هذا المنصب.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الجديد عن المصادر قولها إن بعض الصلاحيات الأمنية قد أُحيلت بشكل فعلي إلى دحلان، رغم عدم توليه منصب مستشار الأمن القومي بشكل رسمي، موضحة أن على دحلان الاستقالة من المجلس التشريعي لتولي منصبه الجديد، الذي سيكون من ضمن المهام التي سيقوم بها التنسيق مع قوات الاحتلال الصهيوني.
وقد لوحظ في الآونة الأخيرة قيام رئيس السلطة الفلسطينية بتقريب دحلان منه، لا سيما في اللقاءات الرسمية التي يجريها مع الوفود الأجنبية والعربية، لا سيما مع خافير سولانا منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، والذي عقد مؤتمراً صحفياً م
قيادي ..دحلان يخطط للرئاسة الفلسطينية
Dec 15,2006 بقلم
small font medium font large font
image
حصل على ثناء شخصي من قبل الرئيس الأمريكي جورج بوش، لكنه وصف من قبل القائد العام لكتائب شهداء الأقصى الحاج أبو أحمد بأنه "أخطر رجل على القضية الفلسطينية"، كما أنه يعتبر شخصية مثيرة للجدل في الأراضي الفلسطينية، لعلاقاته السرية والعلنية مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
العقيد محمد (يوسف) دحلان (45 عاماً)، صاحب النفوذ الواسع في صفوف أجهزة الأمن الفلسطينية، يتهمه أعضاء في اللجنة المركزية لحركة "فتح" علانية بأنه يسعى إلى تمرير "انقلاب" داخل الحركة، في أعقاب الهزيمة، التي لحقت بها في الانتخابات التشريعية، والتي أفرزت صعود نجم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأغلبية مطلقة.
ويأتي تأكيد مصادر متطابقة داخل حركة "فتح" بشأن وقوف دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق، وراء الحركة الاحتجاجية، التي شبهها البعض بالانتفاضة داخل الحركة، والتي تنادي باستقالة اللجنة المركزية للحركة، واستقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) من منصبه.
ويعتبر دحلان، الذي يحظى بنفوذ كبير في أوساط أجهزة الأمن، من الفلسطينيين القلائل، الذين يحظون بدعم كبير من الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما الرئيس جورج بوش شخصياً، إلى الحد الذي قال فيه عنه الأخير "إن هذا الفتى يعجبني". كما له الكثير من الأصدقاء في أوساط المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، بحسب ما كشف عن ذلك دوف فايسغلاس، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ويقول مقربون من دحلان إنهم يعدون لعقد المؤتمر العام لانتخاب "قيادة جديدة وشابة". ورجح أحدهم انتخاب مروان البرغوثي رئيساً للحركة. في حين يتهم بعض أعضاء اللجنة المركزية دحلان "بمحاولة الانقلاب عليهم وعلى الحركة، مستغلاً أجواء السخط السائدة"، بعد فشل الحركة الانتخابي.
إلا أن أحد قياديي حركة "فتح" القدامى ذهب إلى أبعد من ذلك، كاشفاً لوكالة "قدس برس" عن مخطط يجري تداوله على مستوى ضيق، بأن يتم اختيار محمد دحلان رئيسا للسلطة الفلسطينية، خلفاً للرئيس الحالي محمود عباس (أبو مازن)، الذي هدد أكثر من مرة بتقديم استقالته، بعد فوز حركة "حماس"، بحسب ما يجري تداوله في وسائل الإعلام المختلفة. ويشير هذا القيادي إلى أن اتصالات خارجية تجري بهذا الشأن، وعلى مستوى رفيع.
الحديث عن هذا المخطط، الذي لم تؤكده جهات أخرى، يأتي في ظل حديث مصدر مقرب من الرئيس عباس عن أن رئيس السلطة لوح بالاستقالة من منصبه "إذا لم توافق حركة حماس على تشكيل حكومة فلسطينية، واتباع سياسة، من شأنهما أن تكسبا اعتراف المجتمع الدولي، وتضمنا استمرار تدفق المساعدات الأجنبية".
وقال هذا المصدر لصحيفة /الغارديان/ البريطانية إن عباس قام بإعداد كتاب الاستقالة، محذرا من أنه سيقدمه إذا لم تتمخض المفاوضات مع حركة "حماس" عن تشكيل حكومة يمكنها العمل مع حكومات أجنبية.
ويتابع القيادي الفتحاوي كلامه قائلا "لقد استطاع دحلان استمالة أوساط واسعة من مؤيدي وقادة الشبيبة الفتحاوية في غزة، من خلال إغداق الأموال والمناصب عليهم"، لاسيما وأن الكثير منهم يستحسن فكرة تولي الشباب مناصب قيادية.
وبدا واضحاً، كما يقول مراقبون متابعون للوضع الفلسطيني، أن شخصية محمد دحلان شكلت إغراءً للإسرائيليين والإدارة الأمريكية على الاعتماد على الشخص المناسب، الذي يحكم السلطة الفلسطينية مستقبلاً، وهي تسعى منذ أعوام طويلة لتهيئة الظروف المناسبة لذلك، حسب قولهم.
وينقل هؤلاء عن شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي في شباط (فبراير) 2004 قوله "لدينا خطة جاهزة ومحكمة لتوجيه السلطة الفلسطينية للاتجاه الذي نريد، تبدأ بالتخلص من زعامات الإرهاب في غزة، وبشطب (الرئيس الفلسطيني السابق ياسر) عرفات في رام الله، والاعتماد بعدها لتنفيذ خطة الفصل الأحادي الجانب على قادة فلسطينيين نثق بهم".
ويذكر المراقبون بأن موفاز قد خاطب دحلان، قبيل تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة قائلاً له، "على السلطة الفلسطينية العمل على ضمان عدم احتفال سكان قطاع غزة، أو إقامة أي مهرجانات سعيدة بالمناسبة"، فرد عليه دحلان بالقول "الفلسطينيون سيودعون الجنود الإسرائيليين بالورود، خلال الانسحاب من غزة".
كما لم يستطع وزير القضاء الإسرائيلي السابق يوسيف لبيد كتم إعجابه بدحلان فقال "نحن نتطلع إلى أن يتولى شخص مثل دحلان قيادة السلطة، ويكون قادراً على ضرب حماس والجهاد، لكن يتوجب علينا ألا نقوم بمعانقة دحلان عناق الدببة، حتى لا تظهر حركته كما لو أنها كانت فيلماً إسرائيلياً"، على حد تعبيره
منقول عن موقع ١٩٤٨
تعليق