إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حماس وإيران وتفاهة البعض

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حماس وإيران وتفاهة البعض

    عبد الله المجالي/ سكرتير تحرير صحيفة السبيل الأردنية

    ترى هل سيستمر البعض في كيل الاتهامات جزافا وقهرا لحركة حماس، ويربطها عنوة بمخطط صفوي قادم لاجتياح المنطقة.

    دبّج كثيرون ممن نطلق عليهم صحفيين وخبراء ومحللين المعلقات في ذم حماس، وجاءوا بمئات اللترات من الدم الكذب، وحشدوا عشرات الأدلة من طراز أدلة أمريكا الدامغة على أسلحة الدمار الشامل العراقية، ليثبتوا للعالم أن حركة حماس خلعت ثوبها الفلسطيني العربي، لترتدي ثوبا فارسيا صفويا، ينتظر الانقضاض على أمته العربية.



    لم أبالغ بهذه الصورة، واقرؤوا إن شئتم للمنظرين في "الشرق الأوسط" و"الحياة"، ولا أريد هنا أن أدخل في سجال مع البعض، لكن الأمور يجب أن ترد إلى نصابها.

    لا شك أن اتهامات البعض لحماس، جاءت في إثر الفوز التاريخي للحركة، وبعد الشعبية العارمة التي حققها برنامجها الذي زاوج بين المقاومة والسياسة، وهذا يدل على أن الاتهامات جاءت في سياق هجوم مركز ومدروس، شنه كل المتضررين من فوز الحركة وبرنامجها.



    ولكن تطورات الأحداث أثبتت لكل من يبغي الحقيقة، أن مسألة تحالف حماس الإستراتيجي مع إيران، وأنها ورقة بيد طهران تأتمر بأوامر مرشد الثورة الإيرانية، هي من باب الوهم والتضليل لغايات مريبة.



    إذا كانت حماس تأتمر بأمر مرشد الثورة، فما الذي يدعوها لتلبية دعوة المملكة العربية السعودية بسرعة، حتى قبل قبول حركة فتح لها، والسعودية في نظر أولئك الكتاب هي مناقض لإيران.



    وإذا كانت حماس في فسطاط إيران، فلماذا حرصت على إنجاح لقاء مكة بكل ما أوتيت من قوة، رغم أن أولئك البعض غمز من قناتها قبيل اللقاء، وتوقع أن تعمل على إفشال اللقاء كهدية تقدمها لعواصم الرفض "طهران ودمشق".



    ولماذا قدمت حماس تنازلات سياسية كبيرة لحركة فتح، رغم أن الوضع الميداني في غزة كان لصالحها، وذلك باتفاق معظم المراقبين، ورضيت بالتنازل عن حقيبتي الخارجية والمالية، وأعطت حركة فتح منصب نائب رئيس الوزراء. أليست إيران معنية بخلط الأوضاع في المنطقة، حتى لا تتفرغ لها الولايات المتحدة.



    وحسب أولئك، فطهران ودمشق تفجران الأوضاع في فلسطين ولبنان والعراق، وتشغلان واشنطن وتل أبيب والمعتدلين العرب للانصراف عنها، كما أن إيران تحرك دُماها، ومن ضمنها حماس، في هذه اللعبة ليتفرغ الآخرون بإطفاء الحرائق التي تشعلها، وتتفرغ هي لبناء قوتها النووية، ثم لتصبح لاعبا رئيسيا في المنطقة يقاسم أمريكا و"إسرائيل" الهيمنة والنفوذ والغنائم. أليس هذا ما كانوا يقولونه، فكيف يستقيم هذا الكلام مع استماتة حركة حماس للوصول لاتفاق في مكة، ينزع فتيل التوتر في فلسطين، ويمهد لهدنة قد تكون طويلة نسبية.



    لو كان تحليل أولئك القوم صحيحا، لما قدمت حركة حماس كل هذه التنازلات في سبيل الوصول لاتفاق ناجح في مكة. إذا كانت حماس ورقة هشة بيد طهران، فلماذا كانت أول حركة سياسية تدين بشدة إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، وتعتبره اغتيالا سياسيا بامتياز، رغم الموقف الإيراني المعروف من هذه القضية.



    إذا كانت حماس ألعوبة بيد الملالي، فلماذا تمجد قناتها، "قناة الأقصى"، المقاومة العراقية، وتحتفي بأخبارها وإنجازاتها ضد الاحتلال الأمريكي في العراق.

    حماس حركة مقاومة تتعاطى السياسة بذكاء حاد، وربما هذا ما يغيض أولئك القوم، فحماس لديها ثوابت لم ولن تتنازل عنها، لأنها رأس مالها، ولديها مجال واسع للمناورة تحت سقف هذه الثوابت، فهناك مصالح يمكن أن تتقاطع مع هذا الطرف أو ذاك، والسياسي المحنك هو الذي يستفيد من المعطيات المتوفرة، ويغتنم أي فرصة لاختراق حصار، يمكن أن يفرضه الأعداء عليه. والسياسي المحنك يعرف أن للأطراف الأخرى مصالح، يجب أن تراعى ضمن مجال المناورة الذي تحدد سقفه سلفا.

    فعندما حققت حركة حماس فوزها التاريخي، وتحملت مسؤولية الحكومة في ظروف صعبة ومعقدة للغاية، وُوجهت بحصار دولي وإقليمي وداخلي خانق، كما وُوجهت بمخططات شيطانية لإجهاض هذه التجربة؛ بالسياسة أحيانا، وبالمال أحيانا، وبالعنف أخيرا.



    في هذا الجو الخانق الذي يسعى للاستئصال وجدت حركة حماس متنفسا لها في مواقف بعض الدول، منها سوريا وإيران وقطر، فتعاملت معها على أساس مقتضى المصلحة الفلسطينية بالحفاظ على تميز التجربة الديمقراطية الفلسطينية، واحترام نتائجها وإفرازاتها. ومن هنا رحبت حركة حماس بمبادرة هذه الدول بالمساعدة، وفك الحصار المالي والسياسي على الحكومة المنتخبة من الشعب.



    صحيح أن تعامل حركة حماس مع نظام إيران سيؤدي إلى تعزيز مكانة طهران لدى الشعوب العربية، لكن هذا منطق الأشياء، ومن ضرب على يد الدول الأخرى لأن لا تحاور حماس والحكومة الفلسطينية المنتخبة، وتقدم لها المساعدة لتحظى بتأييد شعبي، كان سيفوق ما حظيت به طهران، بل ربما كان سيكبح جماح التأييد الشعبي لطهران أصلا.

  • #2
    رد : حماس وإيران وتفاهة البعض

    كلام منطقي ومعقول فحماس تتعامل مع الروافض بحذر ولولا الحاجه الماسه لما قبلت حماس ان تفتح لها مكاتب في طهران ودمشق ويكفي حماس فخرا انها تحذر عناصرها من عقائد الشيعه من خلال النشرات الداخليه مع العلم ان هناك اقلاما مسمومه في الساحة الفلسطينيه دافعت عن معتقدات الشيعه وساوت بينهم وبين اهل السنه ومنهم مؤلف كتاب الميزان بين الشيعه والسنه واخيرا يطلع علينا حزب التحرير يساوي بين الشيعه والسنه في العراق ويصف حزب الله بالثله المؤمنه

    تعليق


    • #3
      رد : حماس وإيران وتفاهة البعض

      اللهم سدد خطى حمااااااااااااس

      تعليق


      • #4
        رد : حماس وإيران وتفاهة البعض

        مقال منطقي وواقعي

        تعليق

        جاري التحميل ..
        X