ماهي خفايا وأسباب وآثار اتفاق مكة بين فتح وحماس؟
ولماذا تم هذا الاتفاق ؟
ولماذا قبلت فتح بحكومة وحدة كانت ترفضها منذ عشرة أشهر ؟
,, منذ فوز حماس بالانتخابات لم تكتف فتح برفض المشاركة في حكومة حماس بل حاربتها وسعت لإفشالها بسحب الصلاحيات والحصار الداخلي والخارجي السياسي والاقتصادي وعبر الإضرابات وإثارة الفوضى الأمنية ومساعدة اليهود باعتقال وزرائها ونوابها في البرلمان وعندما فشلت كل تلك الأساليب في إسقاط حكومة حماس في ثلاثة أشهر كما خططوا بل نجحت حماس في الاستمرار عشرة أشهر وتحقيق اختراق دولي سياسي واقتصادي على المستويين الأوروبي والعربي فجمعت مليار دولار في جولة إسماعيل هنيه , عندها توجه التيار الانقلابي في حركة فتح لمعركة مسلحة مفتوحة ضد حماس كحل أخير لكنه فشل في ذلك رغم الدعم الأمريكي جهاراً نهاراً وبكل وقاحة ب 86 مليون دولار والدعم الصهيوني ب 100 مليون دولار[إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ] {الأنفال:36} .
فقد استطاعت حماس اكتساح المقرات العسكرية للوقائي والرئاسة والمخابرات ومراكز أمنية أخرى في غزة والاستيلاء على مافيها من أسلحة والاستيلاء على بعض شاحنات الأسلحة القادمة لفتح من الخارج والاستفادة من هذه القضية إعلاميا بالإضافة لمحاصرة وقصف منازل رؤوس الفتنة التابعين لدحلان في غزة وعلى رأسهم ضابط الوقائي منصور الشلايل .
وقد أعطى ذلك مؤشراً على ضعف فتح وعدم قدرتها على منازلة حماس عسكرياً وربما أن التيار الانقلابي كان يعول على أن سياسة حماس ستستمر في الصبر والاكتفاء بالدفاع حقناً للدماء ولعدم الدخول في حرب أهلية لكنه فوجئ بتحولها من الدفاع للهجوم بعد مقتل عدد من أفرادها في تفجير جيب للقوة التنفيذية.
كما كان التيار الانقلابي يعول على ضعف الوجود العسكري لحماس في الضفة ومن ثم تهديدها بضرب كوادرها ومؤسساتها هناك إن استخدمت حماس تفوق قوتها العسكرية في غزة ضد فتح.
لكن الغريب هو عدم انتقال الاضطرابات بشكل واسع إلى الضفه ويبدو أن السبب في ذلك هو رفض جبريل الرجوب وقيادات فتح في الضفه لنقل معارك غزة للضفه لأن المستفيد منها خصمه دحلان.
ولأن هذه الاعتداءات تدمر سمعة فتح ولأن الرجوب أعقل من دحلان كما لايستبعد وجود تنسيق بين حماس والرجوب على ذلك لضرب خصمهما المشترك دحلان بدليل ضرب حماس للتيار الإنقلابي في غزة بقوة وثقة يظهر منها عدم خشيتها على كوادرها في الضفة
بعد اندحار كفار قريش في غزوة الأحزاب في العام الخامس للهجرة قال صلى الله عليه وسلم : "الآن نغزوهم ولا يغزوننا" .
والمتوقع أن هذا ما سيحدث الآن في فلسطين وفتح دخلت الآن مرحلة التراجع السياسي والعسكري والدفاع بعد الهجوم.
كما أن حركة النفاق المثيرة للفتنة في فتح دخلت المرحلة الثانية: مرحلة الضعف بعد ماكانت تعلو وهو نفس ماحدث لحركة النفاق في المدينة عند المقارنة بين قوة حالها في معركة أحد عام3 هـ وسحبها لثلث الجيش ورفض المنافقين مجرد الطلب من الرسول أن يستغفر لهم عام 5 هـ بعد انكشاف نفاقهم في غزوة بني المصطلق وبين ضعف المنافقين في تبوك عام 9هـ وملاحقتهم للرسول صلى الله عليه وسلم ليعفو عنهم بعد استهزائهم.
وهذا أهم تحول في عودة القضية الفلسطينية من بعدها العلماني إلى بعدها الإسلامي.
إن استعجال دحلان للمعركة مع حماس كما استعجلها مع عرفات من قبل قد أدى لخسارته بالإضافة إلى انتهاز حماس للفرصة وضربه قبل أن يتمكن من بناء قوته واستغلالها للخلاف بينه وبين الرجوب والتفريق بين عموم فتح وبين التيار الانقلابي المتصهين في فتح والعمل على عزله , والاستفادة إعلامياً من جريمة دحلان الشنيعة بقتله للمصلين بمسجد الهداية, كل ذلك ساهم في انتصار حماس عليه.
وتوقيع فتح لهذا الاتفاق وموافقتها على الدخول في الحكم تحت قيادة حماس وبنصف ما لحماس من الوزارات هو إقرار ورضوخ من فتح بهزيمتها وتراجع دورها لصالح حماس.
وقد شهدت بهذا الانتصار صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية حين قالت : :" حماس لم تتنازل عن الحكم، لم تتنازل عن الايدولوجيا، لم تعترف بإسرائيل، لم تنبذ الإرهاب ولم توافق على الالتزام بتنفيذ كل الاتفاقات الموقعة.
في مكة نالت حماس كل الصندوق بمعونة الاتفاق وملايين الدولارات من الملك السعودي ستخرج الحركة من الأزمة المالية، ستترسخ في الحكم وتصل إلى الانتخابات القادمة مع كثير من القوة. وذلك كي تنتصر ليس فقط في الانتخابات للرئاسة بل وأيضا لانتخابات المجلس التشريعي .
ومن تراجع في النهاية كان بالذات أبو مازن، الذي وافق على تشكيل حكومة الوحدة حتى قبل صياغة الخطوط الرئيسة لها فلغة جسد ابو مازن شهدت أمس على الخلافات وعلى أنه فهم بان السعوديين وحماس أدخلوه في شرك.) انتهى كلام الصحيفة.
لقد اثبتت اشتباكات غزة أن القوة ليست بالسلاح ولا الكثرة بل بالإيمان والرجال, وإسرائيل من قبل قد عجزت عن هزيمة حماس فمن باب أولى عملائها.
ولقد كان لصبر حماس وثباتهم أثر كبير في تحقيق النصر.
إن حقيقة الصراع بين فتح وحماس هو الصراع بين نهج أوسلو الذي تبنته فتح والذي يريد التنازل عن 90 % من فلسطين والقبول بتحرير 10 % منها فقط وهو غزة التي تمثل %1,5 من فلسطين مع نصف الضفة بنسبة %8,5 من فلسطين في دويلة هزيله مع التنازل عن عودة اللاجئين والقدس والاعتراف بحق اليهود بـ 90 % من فلسطين وبين نهج آخر لحماس يرفض كل ذلك ويقبل بهدنة مؤقته مقابل تحرير الضفة وغزة كاملة وهو مايشكل %22 من فلسطين وبدون الاعتراف بحق إسرائيل في أي جزء من فلسطين وعدم التنازل عن القدس وعودة اللاجئين.
وبعد تحقيقها ماسبق ننتظر أن تنطلق حماس لمطالب أخرى وتواصل الجهاد لتحقيقها كإشعال الجهاد في فلسطين المحتلة عام 48 والمطالبة بتحريرها أو بعضها على مبدأ التمرحل :خذ وطالب.
,, إن تمسك حماس بالحكم سببه الرئيس يقينها بما سيفعله بها الأوسلويون من اضطهاد كما فعلوا سابقاً قبل عشر سنوات من قتل للمجاهدين وأسر وتعذيب وتسليمهم لليهود.
الموقف الأمريكي
,, أما موقف أمريكا من الاتفاق فقد بدا حذراً وهو تحول من الرفض التام لحماس تمهيداً للقبول بها كما رحبت بهذا الاتفاق الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأمريكا تريد إبعاد حماس عن إيران تمهيداً لإضعاف التأثير الإيراني في المنطقة أو استعداداً لضرب إيران
بالإضافة لفشل أمريكا في العراق والصومال ونجاح حماس في كسر الحصار والاستمرار وعدم السقوط كل ذلك أثر في ضعف الموقف الأمريكي الرافض سابقاً.
الدور السعودي
,, كان للسعودية دوراً ريادياً في هذا الاتفاق معنوياً ومادياً عبر دعم حكومة الوحدة بمليار وبعد عجز مصر وسوريا عن حل المشكلة .
وهو يأتي بعد أسبوع من إخمادها لفتنة الشيعة ببيروت وهو جهد يذكر ويشكر لخادم الحرمين ونرجو أن يتواصل هذا الجهد في توحيد صف أهل السنة في العراق ونصرتهم وتحقيق الدور الريادي للسعودية في العالم الإسلامي .,, ومع هذا النصر الذي تحقق لحماس فهناك عدة محاذير خطيرة قد تفسد هذا الانتصار ومنها :
جر حماس للتنازلات السياسية بعيداً عن مبادئها.
وكذلك يبقى خطر المنافقين الانقلابيين وإثارتهم للفتن واستعداداتهم العسكرية لجولة أخرى عبر إعدادهم لجيش الرئاسة وقد أحسنت حماس برفض دخول رأس الفتنة دحلان في حكومة الوحدة لئلا يظهر بصورة المنتصر في هذه المعركة.
ولذا يجب الاستمرار في فضح المنافقين وحصارهم والإغلاظ عليهم وجعلهم في خانة الدفاع بدلاً من الهجوم كما قال تعالى :[يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ] {التوبة:73}
كما أن من المخاطر: قيام اليهود باجتياح غزة لتنفيذ ماعجز عنه العملاء.
,, ومن المخاطر: داء التحزب وإقصاء الآخرين من إسلاميين وغيرهم بل وحتى من العقلاء من فتح فذلك يولد الغيرة ويحشد الأعداء بل أنفقوا يا آل حماس وامنحوا الآخرين جزءاً من نصركم يكن خيراً لكم ويضاعفه الله لكم واتقوا الشح فإنه أهلك من قبلكم وحملهم على سفك دماء بعضهم بعضا.,,, ثم إن علينا إدراك حجم التحولات الكبرى في فلسطين وحاجتنا الكبرى لفقه السياسة الشرعية وبعد النظر في التقدم والتأخر والثبات والتنازل ومنح هذه التجربة الوقت الكافي لتنضج والتجاوز عن الأخطاء الطبيعية والنصح بحب وشفقة لابتشف وحسد.
وأخيراً : إن نجاح حماس في تجاوز الكثير من العقبات خلال السنوات الماضية وبراعتها في الموازنة بين الجهاد والسياسة ليبشرنا بقدرتها بإذن الله على حل المعضلات المستجدة بلا تنازل عن مبادئها[... وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ] {محمد:38}
ولماذا تم هذا الاتفاق ؟
ولماذا قبلت فتح بحكومة وحدة كانت ترفضها منذ عشرة أشهر ؟
,, منذ فوز حماس بالانتخابات لم تكتف فتح برفض المشاركة في حكومة حماس بل حاربتها وسعت لإفشالها بسحب الصلاحيات والحصار الداخلي والخارجي السياسي والاقتصادي وعبر الإضرابات وإثارة الفوضى الأمنية ومساعدة اليهود باعتقال وزرائها ونوابها في البرلمان وعندما فشلت كل تلك الأساليب في إسقاط حكومة حماس في ثلاثة أشهر كما خططوا بل نجحت حماس في الاستمرار عشرة أشهر وتحقيق اختراق دولي سياسي واقتصادي على المستويين الأوروبي والعربي فجمعت مليار دولار في جولة إسماعيل هنيه , عندها توجه التيار الانقلابي في حركة فتح لمعركة مسلحة مفتوحة ضد حماس كحل أخير لكنه فشل في ذلك رغم الدعم الأمريكي جهاراً نهاراً وبكل وقاحة ب 86 مليون دولار والدعم الصهيوني ب 100 مليون دولار[إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ] {الأنفال:36} .
فقد استطاعت حماس اكتساح المقرات العسكرية للوقائي والرئاسة والمخابرات ومراكز أمنية أخرى في غزة والاستيلاء على مافيها من أسلحة والاستيلاء على بعض شاحنات الأسلحة القادمة لفتح من الخارج والاستفادة من هذه القضية إعلاميا بالإضافة لمحاصرة وقصف منازل رؤوس الفتنة التابعين لدحلان في غزة وعلى رأسهم ضابط الوقائي منصور الشلايل .
وقد أعطى ذلك مؤشراً على ضعف فتح وعدم قدرتها على منازلة حماس عسكرياً وربما أن التيار الانقلابي كان يعول على أن سياسة حماس ستستمر في الصبر والاكتفاء بالدفاع حقناً للدماء ولعدم الدخول في حرب أهلية لكنه فوجئ بتحولها من الدفاع للهجوم بعد مقتل عدد من أفرادها في تفجير جيب للقوة التنفيذية.
كما كان التيار الانقلابي يعول على ضعف الوجود العسكري لحماس في الضفة ومن ثم تهديدها بضرب كوادرها ومؤسساتها هناك إن استخدمت حماس تفوق قوتها العسكرية في غزة ضد فتح.
لكن الغريب هو عدم انتقال الاضطرابات بشكل واسع إلى الضفه ويبدو أن السبب في ذلك هو رفض جبريل الرجوب وقيادات فتح في الضفه لنقل معارك غزة للضفه لأن المستفيد منها خصمه دحلان.
ولأن هذه الاعتداءات تدمر سمعة فتح ولأن الرجوب أعقل من دحلان كما لايستبعد وجود تنسيق بين حماس والرجوب على ذلك لضرب خصمهما المشترك دحلان بدليل ضرب حماس للتيار الإنقلابي في غزة بقوة وثقة يظهر منها عدم خشيتها على كوادرها في الضفة
بعد اندحار كفار قريش في غزوة الأحزاب في العام الخامس للهجرة قال صلى الله عليه وسلم : "الآن نغزوهم ولا يغزوننا" .
والمتوقع أن هذا ما سيحدث الآن في فلسطين وفتح دخلت الآن مرحلة التراجع السياسي والعسكري والدفاع بعد الهجوم.
كما أن حركة النفاق المثيرة للفتنة في فتح دخلت المرحلة الثانية: مرحلة الضعف بعد ماكانت تعلو وهو نفس ماحدث لحركة النفاق في المدينة عند المقارنة بين قوة حالها في معركة أحد عام3 هـ وسحبها لثلث الجيش ورفض المنافقين مجرد الطلب من الرسول أن يستغفر لهم عام 5 هـ بعد انكشاف نفاقهم في غزوة بني المصطلق وبين ضعف المنافقين في تبوك عام 9هـ وملاحقتهم للرسول صلى الله عليه وسلم ليعفو عنهم بعد استهزائهم.
وهذا أهم تحول في عودة القضية الفلسطينية من بعدها العلماني إلى بعدها الإسلامي.
إن استعجال دحلان للمعركة مع حماس كما استعجلها مع عرفات من قبل قد أدى لخسارته بالإضافة إلى انتهاز حماس للفرصة وضربه قبل أن يتمكن من بناء قوته واستغلالها للخلاف بينه وبين الرجوب والتفريق بين عموم فتح وبين التيار الانقلابي المتصهين في فتح والعمل على عزله , والاستفادة إعلامياً من جريمة دحلان الشنيعة بقتله للمصلين بمسجد الهداية, كل ذلك ساهم في انتصار حماس عليه.
وتوقيع فتح لهذا الاتفاق وموافقتها على الدخول في الحكم تحت قيادة حماس وبنصف ما لحماس من الوزارات هو إقرار ورضوخ من فتح بهزيمتها وتراجع دورها لصالح حماس.
وقد شهدت بهذا الانتصار صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية حين قالت : :" حماس لم تتنازل عن الحكم، لم تتنازل عن الايدولوجيا، لم تعترف بإسرائيل، لم تنبذ الإرهاب ولم توافق على الالتزام بتنفيذ كل الاتفاقات الموقعة.
في مكة نالت حماس كل الصندوق بمعونة الاتفاق وملايين الدولارات من الملك السعودي ستخرج الحركة من الأزمة المالية، ستترسخ في الحكم وتصل إلى الانتخابات القادمة مع كثير من القوة. وذلك كي تنتصر ليس فقط في الانتخابات للرئاسة بل وأيضا لانتخابات المجلس التشريعي .
ومن تراجع في النهاية كان بالذات أبو مازن، الذي وافق على تشكيل حكومة الوحدة حتى قبل صياغة الخطوط الرئيسة لها فلغة جسد ابو مازن شهدت أمس على الخلافات وعلى أنه فهم بان السعوديين وحماس أدخلوه في شرك.) انتهى كلام الصحيفة.
لقد اثبتت اشتباكات غزة أن القوة ليست بالسلاح ولا الكثرة بل بالإيمان والرجال, وإسرائيل من قبل قد عجزت عن هزيمة حماس فمن باب أولى عملائها.
ولقد كان لصبر حماس وثباتهم أثر كبير في تحقيق النصر.
إن حقيقة الصراع بين فتح وحماس هو الصراع بين نهج أوسلو الذي تبنته فتح والذي يريد التنازل عن 90 % من فلسطين والقبول بتحرير 10 % منها فقط وهو غزة التي تمثل %1,5 من فلسطين مع نصف الضفة بنسبة %8,5 من فلسطين في دويلة هزيله مع التنازل عن عودة اللاجئين والقدس والاعتراف بحق اليهود بـ 90 % من فلسطين وبين نهج آخر لحماس يرفض كل ذلك ويقبل بهدنة مؤقته مقابل تحرير الضفة وغزة كاملة وهو مايشكل %22 من فلسطين وبدون الاعتراف بحق إسرائيل في أي جزء من فلسطين وعدم التنازل عن القدس وعودة اللاجئين.
وبعد تحقيقها ماسبق ننتظر أن تنطلق حماس لمطالب أخرى وتواصل الجهاد لتحقيقها كإشعال الجهاد في فلسطين المحتلة عام 48 والمطالبة بتحريرها أو بعضها على مبدأ التمرحل :خذ وطالب.
,, إن تمسك حماس بالحكم سببه الرئيس يقينها بما سيفعله بها الأوسلويون من اضطهاد كما فعلوا سابقاً قبل عشر سنوات من قتل للمجاهدين وأسر وتعذيب وتسليمهم لليهود.
الموقف الأمريكي
,, أما موقف أمريكا من الاتفاق فقد بدا حذراً وهو تحول من الرفض التام لحماس تمهيداً للقبول بها كما رحبت بهذا الاتفاق الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأمريكا تريد إبعاد حماس عن إيران تمهيداً لإضعاف التأثير الإيراني في المنطقة أو استعداداً لضرب إيران
بالإضافة لفشل أمريكا في العراق والصومال ونجاح حماس في كسر الحصار والاستمرار وعدم السقوط كل ذلك أثر في ضعف الموقف الأمريكي الرافض سابقاً.
الدور السعودي
,, كان للسعودية دوراً ريادياً في هذا الاتفاق معنوياً ومادياً عبر دعم حكومة الوحدة بمليار وبعد عجز مصر وسوريا عن حل المشكلة .
وهو يأتي بعد أسبوع من إخمادها لفتنة الشيعة ببيروت وهو جهد يذكر ويشكر لخادم الحرمين ونرجو أن يتواصل هذا الجهد في توحيد صف أهل السنة في العراق ونصرتهم وتحقيق الدور الريادي للسعودية في العالم الإسلامي .,, ومع هذا النصر الذي تحقق لحماس فهناك عدة محاذير خطيرة قد تفسد هذا الانتصار ومنها :
جر حماس للتنازلات السياسية بعيداً عن مبادئها.
وكذلك يبقى خطر المنافقين الانقلابيين وإثارتهم للفتن واستعداداتهم العسكرية لجولة أخرى عبر إعدادهم لجيش الرئاسة وقد أحسنت حماس برفض دخول رأس الفتنة دحلان في حكومة الوحدة لئلا يظهر بصورة المنتصر في هذه المعركة.
ولذا يجب الاستمرار في فضح المنافقين وحصارهم والإغلاظ عليهم وجعلهم في خانة الدفاع بدلاً من الهجوم كما قال تعالى :[يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ] {التوبة:73}
كما أن من المخاطر: قيام اليهود باجتياح غزة لتنفيذ ماعجز عنه العملاء.
,, ومن المخاطر: داء التحزب وإقصاء الآخرين من إسلاميين وغيرهم بل وحتى من العقلاء من فتح فذلك يولد الغيرة ويحشد الأعداء بل أنفقوا يا آل حماس وامنحوا الآخرين جزءاً من نصركم يكن خيراً لكم ويضاعفه الله لكم واتقوا الشح فإنه أهلك من قبلكم وحملهم على سفك دماء بعضهم بعضا.,,, ثم إن علينا إدراك حجم التحولات الكبرى في فلسطين وحاجتنا الكبرى لفقه السياسة الشرعية وبعد النظر في التقدم والتأخر والثبات والتنازل ومنح هذه التجربة الوقت الكافي لتنضج والتجاوز عن الأخطاء الطبيعية والنصح بحب وشفقة لابتشف وحسد.
وأخيراً : إن نجاح حماس في تجاوز الكثير من العقبات خلال السنوات الماضية وبراعتها في الموازنة بين الجهاد والسياسة ليبشرنا بقدرتها بإذن الله على حل المعضلات المستجدة بلا تنازل عن مبادئها[... وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ] {محمد:38}
تعليق