إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فوائد مختصرة من تفسير سورة "الفاتحة" للعلامة ابن عثيمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فوائد مختصرة من تفسير سورة "الفاتحة" للعلامة ابن عثيمين



    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...
    أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " الفاتحة " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
    & كتاب الله عز وجل طب القلوب والأبدان ﴿ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ﴾ [الإسراء:82]& يا قارئ القرآن إذا حملت القرآن فانتفع به, اعرف معناه وطبّقه حتى لا يكون القرآن حجة عليك, لأن القرآن إما حجة للإنسان, وإما حجة على الإنسان.& لهذه السورة أسماء متعددة: الفاتحة...أم القرآن...السبع المثاني.& هذه السورة...أفضل وأعظم سورة في كتاب الله.& هذه السورة...رقية عظيمة للمرضى, فإذا قُرئ بها على المريض شُفي بإذن الله.& ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة, فصاروا يختمون بها الدعاء, ويبتدئون بها الخطب, ويقرؤنها عند المناسبات, وهذا غلط.



    & ﴿ بِسم الله الرحمن الرحيم ﴾ أقرأ مستعيناً ومتبركاً باسم الله.
    & ﴿الحمد ﴾: وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم.& ﴿ الله ﴾ علم على رب العامين جل وعلا, فهو اسم ربنا عز وجل, لا يسمى به غيره, ولا يوصف به غيره.

    & ﴿
    ربِ ﴾ الرب, هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف: الخلق, والملك, والتدبير.
    & ﴿ العالمين ﴾ قال العلماء: كل ما سوى الله فهو من العالم.

    & لا تعلق خوفك بمخلوق, المخلوق مثلك, لو شاء الله لدمره ودمر ما يهدد به الخلق, اعتمِد على الله, وافعل الأسباب التي أُمرت بها.
    &لا تعلق بقاءك أيضاً بأحد, لا تقل: عندي من يدافع عني, وكذا, وكذا, أبداً هذا ما ينفع, فكم من سببٍ أخفق! وكم من مهٍيب سقط, الأمر بيد الله عز وجل.



    & اجعل قلبك معلقاً بربك حتى تطمئن ﴿ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ [الرعد:28] اللهم اجعلنا قلوبنا مطمئنة بذكرك.


    & ﴿ الرحمن ﴾ هو ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي لا يدركها العقل, الشاملة لكل شيء. & انتقام الله تعالى من المجرمين...رحمة, لأن المجرم يعتدي على غيره, فإذا انتقم الله منه فهذه رحمة لمن اعتدي عليه أن كفاهم الله تعالى شره. & النقم التي تصيب الناس هي في الحقيقة رحمة...يذكر عن بعض العابدات أنها أُصيبت في إصبعها, وأنها لم تتأثر, وقالت: " حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها "

    ﴿
    الرحيم﴾ ذو الرحمة الخاصة التي تصل إلى من شاء من عباده فيرحم من يستحق الرحمة...وهذا لا يكون إلا للمؤمنين لقول الله تعالى:﴿ وكان بالمؤمنين رحيماً


    & ﴿
    مالكٍ﴾ صفة لـــ ﴿ الله


    & ﴿
    يوم الدين ﴾ يعني: يوم الجزاء وهو يوم القيامة




    & ﴿
    إياك نعبدُ ﴾ فيها حصر العبادة في الله, وأنه وحده هو المعبود, يعني: لا نعبد إلا إياك, فهي بمعنى لا إله إلا الله.


    & العبادة: تتضمن فعل كل ما أمر الله به, وترك كل ما نهى الله عنه. & لو أن رجلاً قرأ هذه الآية: ﴿ إياك نعبدُ ﴾ فخرج من المسجد فصار يأخذ المال بالربا والغش والخيانة فهذا لم يصدق في قوله: ﴿ إياك نعبدُ ﴾ لأنه عبد الدرهم.& أوثق عرى الإيمان: أن تحب لله, وتبغض لله, وتوالي لله, وتعادي لله, فمن كان من عباد الله الصالحين فهو حبيبك في أي مكان في الأرض, وفي أي زمن من الأزمنة.
    & من تمام العبادة أن الله إذا أمر بأمر أن نقول: سمعنا وأطعنا.& عندما تأكل للتنعم بنعمة الله عليك يكون عبادةً, لأن الله إذا أنعم على عبده نعمةً يحب أن يرى أثر نعمته عليه.

    & ﴿
    وإياك نستعين ﴾ أي: نطلب العون من الله عز وجل...يعني لا نستعين إلا إياك على العبادة, وعلى جميع الأمور, فهي بمعنى: عليك توكلنا.

    & من استعان بالله عز وجل كفاه...فاستعن بالله, ولا تستعن بغيره.& كلما أردت أن تفعل عبادةً فاستحضر أنك مستعين بالله...فعندما تأتي الصلاة فاستشعر أنك مستعين بالله عز وجل, ومعتمد عليه, ومتوكل عليه.
    & نستفيد باستعانة الله فائدة عظيمتين:
    الأولى: التعبد لله بالاستعانة.
    الثانية: تيسير أمرك, لأن الله إذا أعانك تيسّر لك الأمر.


    & الذين يطلبون من الأموات, فيقول للميت: يا سيدي فلان, أعني على كذا, وكذا, فهذا شرك أكبر.


    & بعض العوام إذا قال الإمام ﴿
    إياك نستعين وإياك نستعين﴾ يقولون استعنّا بالله وهذا لم يرد ما كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون هذا خلف نبيهم صلى الله عليه وسلم

    & من استعان بميت فقد ضل في دينه وسفه في عقله.



    & أنت بقولك: ﴿
    اهدنا الصراط المستقيم ﴾ تسأل الله تعالى علماً نافعاً تهتدي به, وعملاً صالحاً ترشد به.


    & الهداية لها معنيان:
    المعنى الأول: الدلالة والإرشاد, وضده الجهل لأنه إذا لم يرشدك الله ولم يدلك فانت جاهل. المعنى الثاني: التوفيق وضده المخالفة والغي.

    & الناس ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: عالمِون عامِلون, وجُهال, وطُغاة يعنى أنهم عالمِون غير عامِلِين.& الضمير في قوله: ﴿ اهدنا ﴾ يعود على جميع الأمة الإسلامية...لهذا ينبغي لنا أن نستشعر ونحن نقول: ﴿ اهدنا الصراط المستقيم ﴾ أننا ندعو لأنفسنا وللأمة جميعاً.& جاء قوله ﴿ اهدنا الصراط المستقيم ﴾ بعد قوله ﴿إياك نستعين وإياك نستعين﴾ لأن العبادة إذا لم تكن على الصراط المستقيم صارت بدعة لا تقبل عند الله & ﴿ الصراط المستقيم ﴾ المعاني التي قيل فيه كلها ترجع إلى الإسلام, يعني: اهدنا إلى الإسلام, لأن الإسلام هو الصراط المستقيم الذي يوصل إلى الله.
    & لا يظهر أهل الإسلام إلا بإظهارهم الإسلام, وافتخارهم به, واعتزازهم به, وألا يجعلوا أنفسهم أذناباً للغير.

    & الدين الإسلامي فيه كمال حرية, لكنها حرية مُتّزِنة, تُقيدُ النزوات, وتقيد الانطلاقات الزائفة, وتجعل من الشعوب شعباً معتدلاً متوازناً.& الذين أنعم الله عليهم هم من عَلِموا الحقّ وعمِلوا به, وهم أربعة أصناف: النبيون, والصِّدِّيقُون, والشهداء, والصالحون.& كل رسول نبي, وليس كل نبي رسول,...والنبي: من أُوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه, والرسول: من أُوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه.

    & الصِّدِّيقُون: هم الذين قالوا الصدق, وصدقوا به, وبلغوا في الصدق غايته مع الله, ومع عباد الله.& الشهداء: ذكر العلماء فيهم رأيين: الرأي الأول: أنهم العلماء والرأي الثاني: أنهم شهداء المعركة, الذين قتلوا في سبيل الله, فالعالم شهيد ولو مات على فراشه. & الصالحون: هم الذين صلحوا في ظاهرهم وباطنهم, وصلاح الإنسان يكون بفعل الأوامر وترك النواهي...فالصالح من قام بحق الله وحق العباد. & المغضوب عليهم هم كل من علم بالحق وخالفه ولم يعمل به, وفي مقدمتهم اليهود الطغاة المعتدون الذين اعتدوا على الله, وعلى رُسله.& العالم الذي لا يعمل بعلمه على خطر عظيم, لأنه يشبه اليهود, قال سفيان بن عيينة رحمه الله: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود.
    &
    السورة هذه عظيمة, ولا يمكن لي ولا لغيري أن يحيط بمعانيها العظيمة...ومن أراد التوسع فعليه بكتاب " مدارج السالكين " لابن القيم, رحمه الله.

    & لو أن أحداً من الناس تيسر له أن يقرأ هذه السورة بتمعُن ونظر ومراجعة لكلام أهل العلم لوجد فيها معاني عظيمة جداً.& كل عاطفة لا تُقيدُ بالشرع أو بالعقل فستكون عاصفة, وسيحدث فيها فوضى كبيرة وخلل عظيم, ويكون ضررُها أكبر بكثير من نفعها. & لا يمكن أن يتناقض القرآن مع صحيح السنة, ولا يمكن أن تتناقض السنة الصحيحة بعضها مع بعض أبداً.
    & القاعدة في التفسير أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا يتناقضان فإنها تحمل عليهما جميعاً لأن ذلك أوسع في مدلولها فإن كان يتناقضان رجح ما يترجح.


    كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ


    صيد الفوائد


جاري التحميل ..
X