تويت
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)}
نلاحظ أن (تاء الضمير) في هذه الآية قد فتحت، بينما الآية السابقة لها جاءت فيها (تاء الضمير) مضمومة، حيث يقول الحق تبارك وتعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ الله سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ على قُلُوبِكُمْ مَّنْ إله غَيْرُ الله يَأْتِيكُمْ بِهِ انظر كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيات ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ} [الأنعام: 46].
ونلاحظ أيضاً أن الآية التي نحن بصددها الآن تأتي فيها كاف الخطاب: (أرأيتكم) بينما الآية السابقة لها لا تحمل كاف الخطاب (أرأيتم) ونعرف أن كل لفظة من هذه الألفاظ قد جاءت لتؤدي معنىً لا يؤدي بغيرها، وإن تشابهت الأساليب، فقوله(أرأيتكم) يشمل ويضم ضمير المخاطب وهو التاء المفتوحة ويشمل أيضا كاف الخطاب والجمع بين علامتي الخطاب(التاء) و(الكاف) يدل على أن ذلك تنبيه على شيء ما عليه من مزيد. إنه تنبيه إلى أن هلاكهم سيكون هلاك استئصال وإبادة، ومرة يقول الحق: (أرأيتم) أي أخبروني أنتم وأعلموني إعلاماً يؤكد لي صدق القضية، ويأتي الاستفهام هنا من مادة (أرى) و(رأى).
إن السبب في ذلك أنك حين تستفهم عن شيء إما أن يكون المستفهم منه قد حضر حدوث الشيء، وإما أن يكون المستفهم منه لم يحضر حدوث الشيء. فإن كان قد حضر حدوث الشيء فإنك تقول له: أرأيت ما حدث لفلان وفلان؟ فيقول لك: نعم رأيت كذا وكذا وكذا. وإن كان المستفهَم منه لم يعلم بالأمر ولم يره فهو يجيب بالنفي، وهذا ما يحدث بين البشر، لكن حين يكون الاستفهام من الله، ويكون الحادث المستفهَم عنه قد حدث من قبل وجود المستفهم منه، فالإيمان يقتضي أن يجيب المستفهم منه عن هذا الحادث ب (نعم).
ومثال ذلك قول الحق سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفيل} [الفيل: 1].
وهذا خطاب من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم عنا حدث لأصحاب الفيل في عام ولادته صلى الله عليه وسلم، ولم يكن الحدث موضع رؤية لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقائل أن يقول: كيف يخاطب الله ورسوله باستفهام عن حادث لم يره؟ ونقول: إن الحق بهذا الاستفهام يوضح لرسوله: اسمع مني، وسماعك مني فوق رؤية عينيك للحدث، فإذا ما قلت لك: (ألم تر) فمعناها: اعلم علماً يقينياً، وهذا العلم اليقيني يجب أن تثق في صدقه كأنك رأيته رؤية العين وفوق ذلك أيضاً فإن عينك قد تخدعك أو تكذب عليك، ولكن حين يخبرك ربك لا يخدعك ولا يكذب عليك أبداً.
إذن فالحق يريد أن يخرج هذه الأساليب مخرج اليقين.
وأضرب هذا المثل- ولله المثل الأعلى- فحين يحاول إنسان قد أحسنت إليه كثيراً أن يجحد إحسانك، فأنت لا تقول له: أنا أحسنت إليك، ولكنك تقول له: أرأيت ما فعلته معك يوم كذا، ويوم كذا؟ وهنا يبدو كلامك كاستفهام منك، لأنك واثق أنه حين يدير رأسه في الجواب فلم يجد إلا ما يؤيد منطقك من وقوفك إلى جانبه، وإحسانك إليه، ولن يجد إلا أن يقول لك: نعم رأيت أنك وقفت بجانبي في كل المواقف التي تذكرها. وفي مثل هذا القول إلزام لا من موقع المتكلم، ولكن من واقع المخاطب.
وبعد أن تكلم الحق عن تعنت الكافرين أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم اكتفائهم بالآيات التي أنزلها الله مؤيدة لصدق رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم تماديهم في اقتراح آيات من عندهم، وقد اقترحوها في شيء من الصفاقة والسماجة، فقالوا: {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حتى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرض يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأنهار خِلالَهَا تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السمآء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بالله والملائكة قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ ترقى فِي السمآء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً} [الإسراء: 90-93].
وكلها أسئلة مليئة بالتعنت، والحق سبحانه وتعالى هو الذي اختار القرآن معجزة ومنهجاً لرسوله صلى الله عليه وسلم. ويعلم سبحانه صدق رسوله في البلاغ عنه، لكل ذلك يبين الحق لرسوله أن يبلغ هؤلاء الكافرين أنه سبحانه وتعالى لن يعود عليه أي نفع أو ضر نتيجة إيمانهم به سبحانه، لكن النفع بالإيمان يكون للعباد ويعود خيره إليهم؛ لأنه سبحانه وتعالى له صفات الكمال كلها قبل أن يخلق الخلق. إنها له أزلا وأبداً.
فبصفات الكمال- علماَ وقدرة؛ وحكمة؛ وإرادة- خلق الخلق جميعا. فإياكم أيها الناس أن تفهموا أن إيمانكم بالله يزيده صفة من صفات الجلال أو الجمال، وإنما الإيمان عائد إليكم أنتم، فإذا كان منكم متكبرون ومتعنتون، فالحق سبحانه لا يترك من تكبر وتعنت ليقف أمام منهجه الذي يحكم حركة الحياة في الأرض، ولكنه سبحانه يأخذ أهل التكبر والتعنت أخذ عزيز مقتدر. واستقرئوا أيها الناس ما حدث لمن كذبوا رسل الله، وماذا صنع الله بهم؟ إنه بقدرته سبحانه وتعالى يستطيع أن يصنع معكم ما صنعه معهم. وإذا ما استقرأتم قصص الرسل مع المكذبين لله وجدتم العذاب قد جاء للقوم بغتة، فها هوذا الحق يقول عن قوم عاد: {فَأَمَّا عَادٌ فاستكبروا فِي الأرض بِغَيْرِ الحق وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ الله الذي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً في أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخزي فِي الحياة الدنيا وَلَعَذَابُ الآخرة أخزى وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ} [فصلت: 15-16].
لقد تكبر قوم عاد على سيدنا هود عليه السلام والذين آمنوا معه، وظنوا أنهم أقوى الأقوياء، وغفلوا عن قدرة الخالق الأعلى وهو القوي الأعظم وأنكروا آيات الله، فماذا كان مصيرهم؟ فاجأهم الحق بإرسال ريح ذات صوت شديد في أيام كلها شؤم ليذيقهم عذاب الهوان والخزي والذل في هذه الدنيا، ويقسم الحق بأن عذاب الآخرة أشد خزياً؛ لأنهم في هذا اليوم لا يجدون ناصراً لهم لأنهم كفروا بالذي ينصف وينصر وهو الحق جلت قدرته.
وماذا عن قوم ثمود؟ لقد بين لهم الحق طريق الهداية. لكنهم اختاروا الضلال واستحبوا لأنفسهم الكفر على الإيمان، وكذبوا نبي الله صالحاً عليه السلام وعقروا الناقة، فنزلت عليهم الصاعقة لتحرقهم بمهانة بسبب ما فعلوا من تكذيب لرسولهم. {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فاستحبوا العمى عَلَى الهدى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ العذاب الهون بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [فصلت: 17].
وماذا فعل الحق بأصحاب الفيل؟ لقد جاء قوم أبرهة لهدم الكعبة، فاستقبلتهم الطير الأبابيل.. أي التي جاءت في جماعات كثيرة متتابعة بعضها في إثر بعض بحجارة من طين متحجر محرق قد كتب وسجل عليهم أن يعذبوا به: {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ} [الفيل: 2-5].
وكل حدث من تلك الأحداث أجراه الله بغتة. ومعنى البغتة أن يفاجئ الخطبُ القومَ بدون مقدمات علم به. وهناك أيضاً من الأحداث الجسام أنزلها الله بالكافرين جهرة، فهاهم أولاء قوم فرعون يغرقهم الله علناً. وكذلك قارون أهلكه الله جهرة: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ موسى فبغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكنوز ما إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بالعصبة أُوْلِي القوة إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الفرحين وابتغ فِيمَآ آتَاكَ الله الدار الآخرة وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدنيا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفساد فِي الأرض إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المفسدين قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ عندي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الله قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القرون مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المجرمون فَخَرَجَ على قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الذين يُرِيدُونَ الحياة الدنيا ياليت لَنَا مِثْلَ ما أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الذين أُوتُواْ العلم وَيْلَكُمْ ثَوَابُ الله خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ الصابرون فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرض فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ الله وَمَا كَانَ مِنَ المنتصرين} [القصص: 76-81].
لقد أخذ قارون نعمة الله ونسبها إلى نفسه، وصار مفتوناً بما امتلك، وغرق في الغرور، فماذا فعل الله به؟ خسف الله به جهرة وأمام أعين الذين تمنوا مكانه.
إذن فمن الممكن ان يأتي عذاب الله بغتة للكافرين به أو يأتيهم بالعذاب جهرة. وما السبب في التلوين بين (بغتة) و(جهرة)؟ البغتة تثبت لمن يعبد غير الله أنه مخدوع في عبادته لغير الله، لأنه لو كان يعبد إلهاً حقاً لما قبل هذه الإله أن يعذب أتباعه من حيث لا يشعر. إذن فالبغتة تثبت عجز المعبودين من أصنام وغيرها، فقد عجزت تلك الأصنام أن تحتاط للعابدين لها. وقد يقول قائل منهم: لقد جاءنا العذاب فجأة، لكن لو جاء لنا مواجهة لكنا قادرين على مواجهته والوقوف أمامه.
فيأتي الله أيضاً بالعذاب جهرة فلا يستطيعون مواجهته فتنتقطع حجتهم، وعلى الرغم من ذلك تموت في قلوب هؤلاء المعاندين القدرة على إبصار ضرورة الإيمان. ويعامل سبحانه خصوم رسولنا صلى الله عليه وسلم مثل هذه المعاملة، فعندما عانده القوم جاءهم الله سبحانه بأمور معجزة لعلهم يتفكرون.
فهاهم أولاء قد اتفقوا على قتلة قبل الهجرة، ويقفون على باب بيته، ويخرجه الحق من بينهم وهم لا يبصرون، ولا يفلحون في التآمر على رسول الله، ولا ينجح لهم تبييت ضد رسول الله، ويكون مكر الله فوق كل مكر يريد به أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم إيذاءه به. وهم قد ذهبوا إلى الجن ليسحروا له، لكن لا هذا السحر قد نفع، ولا ذاك التبييت أتى بنتيجة. وكانت تكرمة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فوق كل شيء ويقول الحق سبحانه وتعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ الله بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ القوم الظالمون} [الأنعام: 47].
ويكون تذييل الآية- أيضاً- على هيئة استفهام، والاستفهام هنا- كما علمنا من قبل- إنما جاء ليؤكد المعنى، وليكون الإقرار من أفواه من يتلقون هذا الاستفهام وعن يقين منهم، وليكون الاعتراف منهم إجابة بالإقرار، والإقرار- كما نعلم- هو سيد الأدلة.
وهب أن صاعقة نزلت أو خسفاً حدث فيه عذاب، فكيف ينجي الله المؤمنين به من هذا العذاب أو ذلك الخسف؟
إن الهلاك فقط يكون للقوم الظالمين؛ لأن الهلاك هو إعدام الحياة للحي المتمتع بالحياة، والذي لا يؤمن إلا بهذه الدنيا إذا جاءته مصيبة لتهلكه فهو يشعر بمرارة الخسران؛ لأنه لا يعتقد ولا يؤمن بالحياة الأخرى، لكن المؤمن الذي يتيقن أن له إلهاً وأنه سيعود إليه ليحاسبه ويجزيه عن إيمانه خير الجزاء إن حدثت له محنة في طي محنة كبرى للكافرين فهو يذهب إلى الجنة ويكون ذلك منحة له لا محنة عليه لتستمر حياته إلى خلود.
وهكذا نجد أن الهلاك إنما يحدث للقوم الظالمين فقط لأنه يُفْقِدهم كل ما كانوا يتمتعون به في دنياهم وليس لهم في الآخرة إلا البوار والخسران والعذاب الدائم، أما غير الظالمين فالحق سبحانه وتعالى ينقلهم إلى حياة خالدة هي خير من هذه الحياة، إذن فالمؤمنون إنما يتلقون فيوضات الله عليهم في النعماء وفي البلاء أيضاً.
ويتكلم الحق سبحانه وتعالى في الآية التالية عن التصور الإيماني الذي يجب أن يرسخ في أذهان المؤمنين برسول مبلغ عن الله، وعندما يسمع العقل الطبيعي الفطري البلاغ عن الرسول فهو يصدقه فوراً؛ لأن الفطرة عندما ترى فساد الكون، وترى أن هناك من جاء بمنهج لإصلاح الكون لابد أن تتجه إلى الإيمان بالمبلغ عن الله وهو الرسول. وعندما ترى الفطرة أن الكون كله قد تم إعداده لخدمة الإنسان، لابد لها أن تتساءل عن الخالق لهذا الكون وعن المنهج الذي يجب أن تسير عليه لصيانة هذه النعمة، نعمة الوجود في الكون.
ويقتضي الإحساس السليم من الإنسان أن يتعرف إلى حقيقة واضحة، وهي أن الإنسان قد طرأ على الكون، وأن هذا الكون مليء وغني بالخيرات، ولم يدع أحد أبداً أنه خلق السموات أو الأرض أو الماء أو الهواء. ولابد أن يدور في خلد صاحب الفطرة السليمة تساؤل عن هذا الخالق الأكرم الذي وهب للإنسان حق الاستخلاف في كل هذا الكون. فإذا ما جاء رسول ليقطع هذا القلق وذلك الصمت ويقول: أنا جئتكم لأخبركم بمن خلقكم، وبمن خلق السموات، وبمن خلق الأرض، وبمن رزقكم هذا الرزق.
هنا تنصت الفطرة إلى سماع الخبر الذي كانت تستشرف له. وإذا ما جاء هدا الرسول مؤيداً بآية من الله ومعجزة لا يقدر عليها البشر، فالعقل البشري يعترف اعتراف الإقرار على الفور؛ لأنه وجد حاجته عند ذلك الرسول.
ولكن على الذين يؤمنون بما جاء به الرسول، وعلى الرسول نفسه، وحتى على الكافرين به، عليهم جميعاً ألا يتعدوا الحدود، وألا يضعوا أي رسول في مكان أعلى من منزلته، لأنه رسول من الله، إنه واحد من البشر تفضل الله عليه بالوحي واصطفاه للمهمة التي جاء بها. ولابد للجميع أن يفهم أن الرسول مبلغ عن الله فقط، وأنه لا يستطيع أن يأتي بالآيات التي يقترحها بعض من القوم؛ لأن الرسول لا يقترح الآيات ولا يصنعها، الرسول مقصور على أداء الأمانة الموكلة إليه وهي أمانة البلاغ عن الله.
نداء الايمان
[IMG]https://www.paldf.net/forum/image/jpeg;base64,/9j/4AAQSkZJRgABAQAAAQABAAD/2wCEAAoHCBQUFBcUFRUYFxcaGhoXGBcXFxcXFxcXGhsYGBoXFx gbICwkGx0pHhcYJTYlKS4yMzMzGyI5PjkxPSwyMzABCwsLEA4Q HhISHTIiIiAyNDIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIwMjIyMjIyNDIyMj IyMjIyMjIyMjIyMjAyMjIyMjIyMv/AABEIAPsAyQMBIgACEQEDEQH/xAAcAAABBQEBAQAAAAAAAAAAAAADAQIEBQYABwj/xABDEAACAQIEAwUEBwYEBQUAAAABAgMAEQQSITEFQVEGEyJhcT KBkfAUU6GjscHSBxUXI0LRQ1Ki8WJygpLhJCUzY7L/xAAbAQEBAQEBAQEBAAAAAAAAAAAAAQIDBQQGB//EACsRAAICAAQFAwUBAQEAAAAAAAABAhEDBBIhFBUxQVEFUqETU 3GR0WGxIv/aAAwDAQACEQMRAD8A8frq6ursYOrq6uoBDXUtdapRoSkNLXUoW NtSU utUoWMpbU61dShY21cFp1dVoliZaS1OtXVCiWpKdSWoBtdTiKS 1NIEpKcRSVKAldS11QCV1dXUAa1daiZaTLXUxYy1Lan5aXLUFg rV2Wi5a61UWBy0tqLauIoLBEV1qJaky0FjLV1qMYmy5spyk2DW OUnoDtfyoRWoLErrUtq6qUbXEU6uoBtdS2pyxMQSFJC2zEAkLf QXPK5oBldanRoWICgknQAAkk9ABvSMpBIIsRoQdCCNwRQCGktT gpN7AmwubDYXAueguQPeKS3z8 h FQ0DtXU402stASurq6sgn2pLUW1SOGzrFNFKy51SRJGTTxqrqx XXTUAj310MDBho 5MhkAkzhVj3JQDxOSPYsbABrX1tflc9m BJJJiExSund4OXEqo8L5lVGQkHllfNY2vpVhiuDcJdmlXicixl r92cHKzrmuQhcWW9gbG3KuxPaSF8VPIC/dtgJMGkkigySP3WRXkCaAswA8tL21rJShwrKcHMoR 8R0ZmWOIoImYKe8lIzg5ygCgga6g62jRcPLQvMCSEIUqscjWvb V3C5FFjpdrm2w3rX9mTw3Dxs0mOYjEYcwz4YYWQsrOBcpIDl8D i4NjpfrU76bw2PDQwR8VxCLGsglWHDSoMR3jEkurDLmytl8RYW A2tQUea1L7hUWKUlXDElo0YB1ytYI9wQpYA2uNQDoaNHhoZMWk cZkEDzIitJl7wRs6rmbLpmsSdK9Kx3FuGtDLgZZhhIlDwNhkwr uVnSay4lZVuXtk1B1NzfWjZEjN9p C4PBmU4kucW6s0eHw8bx4aJmHhbvZB/MRSQfBpcWt0HPwTCQTwLmZhLhcPMgkhkxDSSTP4ikcZUXVMxCt ceG2pN67jvEcMMG2FXGy49i6tE0kLRjD2PiyvIxchl8OUac9Oc 7hPGMEGwOLkxckU EhWFoFw7yd4sZcALJ7Kh0cjXa/Kpua2KLHYT/2tJFdGjGLkjTwMsjjIWDt4sqi1vDa o8XKqXhGB7 QRXYeF2usbyHwKW9hNTtvyqwm4lG2A7geF/pjziOxIWNolQWa1tCLW38qiQQzRQjFxuyAyPh8yFkYHIrMCwOg KyWtzselUhN7C8KhxeNihnzd2yuSENiSiM4F Q8P2VnyBy25X0NuVxW/4WmHw03CsTGjr3kMolAV3dpAJI2kVFBJVi/hyjYDoayXZrBpNi8NDIbJJLHG9tyrMAVBG19r8r0TKxcJgwkmG a8cokZTkDgKrF7LHKxBC8iQRtflY1oe0nBsHg XEO741szLDBG8WGhd7kNmkF5EBOmXTS1aPH8Z4bicIcLNiFwq5 UVcMmEZvouJQnPIroD3itdlOt7HkSaqcViOGSQJg5eJSyZGzxY lsG5EK2ytDYt3jK1wbbAoNtqllMpxDgTwxRTOJArlAzvEURC6C RVUls0hykm UDTQmrXAcMth JorrkjWGTNJFIjuuYlMqkjJmzKfECDZdNiJ82A4PLFHAuPkEiF i0xwkshnuqqqRqGuioqWAPWk4zx5JZMciiRmnw GijZomWTESRtAc5jAOXMgdhysB1Aq2Ch7O4PLi8HaSJmklRQvj ZULFQBIQACfGPCrXHMqbVA4/B3eKxEZZWKzSKWUEKSHYEgMSQPIk p3rV4Od4cDg3xETR/R8ejxSMpVnjYGSaynxNlaOPxWt4gOVZnHAYrHSCNtJsS2RiCBa WQ5WIOo9oGie4LTsRhVl mq7OAuCmlCpl8TJlsDfpmJsLX1F7XBfg HluFSyDvcmYs5WAFO8VkWMNIz xleS5RRY2BvoC7sJEY J9yxbKVxMEpCm4Tu5FZmXkAwU67WrQ4bjfDcJg3hTGHFsIZoUV cPiYcyy52yyB5O7Pje fKWAAHIVH1B5aaSnWpCK00BtdS11ZBYGuBp1qaRXSjlZKTHyiJ oA5ETMrtHplZlFlY89B A6Co U2BsbG4BtoSN7Hna4 Na/gHCMMcTAkkbOr4WSXxmyvKqySB1AbNkyr7LAezfUG5gdoEU4Lh 8oZ2eSOfOzuzgd26xqqgmyKAp0UDfnULTM6aS1aLGcIWHFRRyx SxxyJHIIz4pnVgQFCqdHZ1IAJBF9cuwpsZAY5JEKlSjuhVrZlK sVKtbS4tY lUg3Bq4cOiljHaQ2BNlQg5mtsu2tP4pj2xE0k7hVaR2kYICFBY 3NgSTV72DwkcuImjkDEHCzlVV2jzOqghWK7iwY2NxcA2NqDwvs zNiMFJiYoHkyNZnDgaABmMcWS72G5zHfRdL1Ni06M7TmjYAEqQ G1UkEBh1U8x6UhFxWp7Y5njw8 TE5HDd3JN3IV47JlVRENHuHvmOYjKdeRhIypFXPAO0 KwQdYWXI5BZHRXTMugYA7Hlf06CoWOwojCFXLh1zB 7eNDqVPdl7F1BBGaw1BFWXFuASpiVgjgkUuiSJGymSUIygFnVA xFmDEjUjpyoFYB 0mIfFfS5GEsgDKM4BQKysmQINAgDnwjTU8yTVdw/GNDNHOoBaORJQDopZHDgG2wuOVP4hhRFI0eYsV0YlHQhuYyOAw t5gHyoOHizuiajMyrcKWIzEC4UasddhqdqCwkxeeWWTLdmLzOF FlUElmOp8Kgt16VFRCSAASSQAALkk6AADc1ruzXDLYnGwlygTC 4jM7xEMVXK3/wAbaoTYG1ibXtvcZbDSBHR2W4VlYrmKkhSCVzDVb2tcbb1CkgD EYOVWGeGVRmUggOocFfdcEix1oL42Z5BK0jtIMuVy7FxkAC5Wv e4AFvStFx/hsssmEdoGhOKuqBpXllcd5ZXYzMtjldVUEi4FyRej8E7PzJj4u 5hmdUAkbunw8kiqc6XZtY0YsreBiTbmd6llozPFeLYjFMGxEry soyqXa UdFGwv9tQkYqQQSCCCCDYgjUEEbGrg8CdTOkiSpLCjO0QjDFUA v3kkhYBUGZdQDmvoNaFw44fu5RKrGQraGwc MggaKQBZram/QLzFsFtxHtxxHFQSRM6hMgMzIiRu65lTxsNSCzqCBa9zyvWTtW 14PwOXDPMkyRo/0F8YodC8ihQxVNSAjk6m4a2UC29SOFcBwj4zhMZjvFPh1eVSzf zJgZg1zfQZkQWFtBUtI0YGktUjFBc75AQuZsoJuQtzlBPOwtrQ TWjIwiktTzSVKNFjVpwCfDpKfpSO0TxvGxTKZIy9rSR5tMykfa d9jV0q10o4WbfD4/hMDxSJLjpsivGiZIUREdGjc2IFzlcnTUm1zVjwVuDSy4PDh8X/ACZCYjKIgju7h8kmUXtmUDYe1vXnN669Z0m9Z6v2j4bhC2HklP FHmRHyCOJO JikMjyPmTYNMLMPBa1ida894/I0 NmZozE0kxBRxZkJYL4/PmeVyahycSmY3aaVjlKXaSRjkO6XJ9k9Nqjs5Ykkkkkkkm5JOp JJ3JolRG7NZ2X4VNh KopikKRSyRu5jYKIiskTSsbZVXI2a97etXnDu0/C4EjhhlxseRAiTlVKhe/GIs0SkBiSMpYJcqSLmsdj 1WOli7iTFSPHbKVJUZlHJ2ADOP Ym/OqK9TTfUuquhL4zMkk80kYyxvJI8a7ZUZ2ZRbloRpyrXcV41Di cKMJhFxErydwVwxQFMMYE8fcW1Znsb23uxOp1wt6dGxBBUkMCC pBykG hB5G/OrREz1LgODhtw2HiYeLERu/wBFTwjNHmRo1xKkXW8gKoNL5SDvrK7QT4PDNDNNieJxSNC8AZV SOZ0STvHDl0BuWcWZbLa1jvXmXG8LNHKO/kMkjKHzl3ckEkC7uLt7O4uNrE1DxWLkkIMkjyEDKDI7OQOgLE2 HlWdJrUbHtf2rM4MLYJUPdqI58Sl8Z3ZsVkz5QNV6X9Saqew8b/S1dY5nCq4ZsOhkkhLo0aSqtjqrNf7eVUWIxMkhzSOzsAFBdixC qLKoJ5AaAV2HxDxsHjd43GzIzIwvvZlINXTtRL3PQO13EY8Pi/G0jyHh8uHldwneGSRJFi70IbB8pQnnYrfWsLwXGLBPFM8YkVHV zGTlD5dQL2NtbHY7VFkYkkkkkkkkm5JOpJJ3NETDOY2kCkopCs 2lgW28 muwuOouUaDdm54rx3hONCjEHHp3ZfuznjlZxIQ7hmfMRZgQNdi PQGh7T8KQSsiYxVkRYWwiiBYWRFyIxYeIP/XnDZgxO4rzu1WHBeENiZDGrBbKXJKs3hBAJAAsNSNWKjXeppRd TNvxTtBgpPpWMw646SR8McO6Okf0eKN1ESd6wBNgQCDmJLDfes j2NxaYfEjEOqOkatcNKsTgsrKHi/qdxrYKNDbVdDVTFiJFRlV2VXADqGIVwDmUOBo1jqL0G1NI1Hor 9puFSv3sn09ZO4fB5bxOWhcOmdnbUuFkJ1O6jfnTnjmEixmBbD mY4bC2u0oTvWDSySPZVsLDvLDY71kwtLkqaRqBtufU03LRitNr YAstJlorUlqCycwppFWj8PIpG4ea3RzKy1JapzYQ0gwp6UBCqx TAr9FbEXNxIsR8caqpKlwcly76A6 ED/isbDOENafA9lcRHisPJHhXnj/9PKGygxyBkR3Bc2VQGLizHkL35xhGZ4TwifFyd3h42kfKXIBUW UbksxAG4Gp3NSuDcFaVp0McrvHG5CRoSySg2u97AKpDXBIJ2AJ 0rZcAwBfFY7u4TPhnna8kWJWB4e7keRHBzhiln32OUEbVLxPbL h8eIlMcM5vMJXlhlCiWSPwqctwHjPiNjpre2t6w2 xtJdzM8JwOFdOEs0anvMTNFPv/ADLvEEzm yq66banTU3e3Ckkh4lDFhw ITGokZRRmWN5JECR/wCVbob7CxF9hZONcRiKQSYSDuI0mfEZZJVd3lYx wgYsiL3QFyANRVrF2u4dGcQ8eExKSYm/e5Z8oOZi7BWDXUEsdQAbaaUdltFVxzgc8WKwsuLwyJC7wRPkka VGylRIHcsSGYBiRfrqTc0/ivD4Ew3FMsUedMeI42CgNHHnayp/lXwsLf2FLhu0vDxE Gbh7phy6yBYsTIXMiggF2ci4seVrWG lqbFcd7xcarIQcTOk4sbrHkaVmU8ySJFF/ E0phtEfs1w36RiUjMbyg5iY47B2spsMxICC9rsSBp51Ei4bIZx hzG5kziMxgDPmzWKgHTNvvpz2rQdk 6jixeIlR5FjWFDGkzwZllkYEs6eLKGjj086soOKyY/iKTw4NWKxGN4ROEllQo8TP3zFWMgRwLi5AUa86u9kKjB8Ckj4i cN3E2cZzFGVgeQXQmN3Lho8gNiW1tbQ3FTOJ4KNIeLo8TrLE2F de9cSSLnkCuSV8BJz3DAey9q0vHeOcPwrdy2HmkmXDHDPlxN 7jZzJ3DzBrkrYai9gcuouKzfaHtFg5onWDDSxyyRwwu7y51EUL RsoAuczXiQZmF96zuzWyK/t9BFHjCkMaRosUFlQWUlo1e5HU5hfra 5NaHsl2fwjYnD4iF0xMKqfpUUqjPA5if YyEWaPPs3I8zuMfxzHDES94FK/y4UINr3jiSNjpyJQketX/ZDtBgcGhaSCd52uruhiMZjzX7sBzorADNpc2te1V3RFVla8MX7 ojkEaCU4xkaT vIIQ4S51y IaeV9zWey1eSTMcBkERWP6Y7q2YFVvCF7sAnMbADxEW21vVKap GJakpCaaWoDjTTSk00mgENdXGkoU2yML7UUjMbAVq8Z2Xvqotp QBwJ0Hs391dNSOdMzD4TKL0hiArQ4vhUhGimw5WqtlwLqfELVb RCqdRT3xkwjMQmlEf1YkcJY7jLe1vKjYnDleVQSDRggNB5Vxjq U9AdjUKDyUxo6kI1I4qAjGOhlKOy0NhQobD4ySOOSJGskoQSCw OYIxZRci4sxvpaojrS0Mk1AJltSGlY0yoBxem56QimmgJJxj93 3WY92H7zJpbORlzdb20oBNMpCaA5qbS0hqA6kriaS9DSONJXXp L0B9WLlp5jU1Dz0okNYo3Y XAoeVRpeFodx FSlnNKJKm5dikn4FC2jID61TYrsdEbkE mgFbNxeo0iGqpNEcUeV8R7MyRhmy6DmCDpWemwrDlXteRjcMis Ohqt4jweOQaoL Wlq2p TDh4PHWiIodyNK3 J7Kg3tcdOfxqnl7MyC/51u0Z3MpSFqv8RwN09q2u1Vk FKnb30YIBNMIqUI7084U1AVxFNIqa8B6U3uTUBCNNNTGgoTQmg I96QtRHjIoRQ0AhNITSkUxhUYOJpt64im2obSFJpL11dQp9Rmk tTM9OD0IdT0e1DL03NUFkxWpTrUVXoyPWWipislNyA0cGkZBUN ECbCg1Bnwo6VcNQnS9aRloyuPwd9hVXPwZWWxGltvPrWwxENQJ 0raZho88xfAHTxLqPtFGiQXsYyCQBflWtmjqvmjHStoyyhn4cp N9qRsKvMA dWEyVDc1aFkGbApyqE CsKtGagSHrUoWU7YMmmvgDarM2FNY1KKUUmEIoDwHpV81BYCo0 CiaOmMtXboOlR3iU8qzRoqGFJap8qIKj3XpQp9GF65XqC05ttc jcXtTFxRaxAIGxBq0ZstO9FJ3lVqYixojTry FNJNRP7ylWS1Vqz0VZqlFsto5aMr1ULNR0lrLRpSLBjQmNDElR sdKwAdbHLckFrAj8z886j2R0jHXKvJIdhz56D1qDiUHvrN4zFO h0dyCQ9hqAbXtmOvPp03qC3EZM Yv4rZbmwuAb63J0tceZPw4cSk6o9KPpUpK00X0 lV04qG/Fma5IsBcXuBzvpca6D8OtVWI4i5bQhtbkAHS2gIBOgt6611WZi cJemYq60T56gSGnDFBgDe/nbnUeR6 iM1LofBiYUsN1JDHNAc1zvQHetM5jWahs9c5oTGslFZqEzVzUN zUAjvQmakZqYTUNEedLmg5KltTbVCnsr4nIDUV LgWXS1qlvGpUi4IJ PrWd4hhVBOov5HatIw0XgxSuMye/3UM4gVlMNi2jbfw8x1q2TFK2oOldEcpRLcYqjJPVP3tOTE1XFE TL5MVR0xVZ8Yg89KMmIrLgbUzQHGEi16zPE ISe0WP9S2F/wDmtbyvuRyqX3 hN9hc1T4mTMwuM1muNPCwLG9regr4M1tSs970iDlcmro6eViDc 7EeEncGxFreQFAWZSwvcnNcLZtPZyk69CNOlvSlnmQ Ii1ybC i20UC nxqNHMQWsfEQLgjQ2DG46EltrdK Pue8oulaobiXzMoBYDxbHQWtqPLYW1 NRyjW3XpfLY2GmpA15/HShSTEnVtdSd997a/hUSfFn qwJ662OlgB10rpFNHy4s4N7k9pwCLjUaakH4UIycvdpt6iquee xuNQettDry929OgmJJ1HkDpXWE5RdnyYuFh4qa6MsCwpt77CmR 4WRrNlYrsdLi/rRMVIAWCiwHnudq yE20eDi4ag6Tsju9Ac0x3oRetHKhWehu9IzUNmoU5qZeuLUwmo yhKShF6bmqA9aklEbeK9utVvEspykEeI73v76XEyyS3NwAOvOq mcksB0PKtoyx MwxBqRgsK7MFUG2lz0B51aYbDCQAEaAXJ8 lMXvEvlGhqqQcQz4aNbgm 3u9/wqpfGxg6ef2cqsZychAGp5kedZbi GkjN21B5jYX/pPnVUmZcUWeL4tpdRc6WvzHpR8BLL/WVW5tYixUdbdNqo8Ac6jKR3iHMoOtxcb 9XcSs12k9oC4J5X0sSKSk1FvwbwsNTnGL7tIu5cSvdnIRrYMDq CL67C42BqlxLlPZY23Cm 506X3NDlfUldrG/h1YXJ1 POkdyQuouOv4X/KvGnNzds/b5fLxwI0nt/oAy HMbH33uLj 1V0mKYWuTc7AbgEg5bbXsG9bc6lYkn2Rp5E7knTUg6daiyR2uG yi2xvp/mH220tVjHaznj4rclCPUa5W2Yi4tb5PpVZITzsSo1tpvp1qcc2 Un kISb8gASfw 2ouQyOwXUAWtbYjUnkN Xp513gjyMzNbJPp18kV3N7Ej0GuvQC/rT4XBPMHl/4vRsTBoLgqALH39APsvyqPHFcg3BGwte 9taslscMKaTts2XAFyAyMzZct1AOhOl81tLjTnzrLY1/Fe hN7a3t53q24S6pcS yNco1zH8gLD86Pj 7mZdkVQAFUAC9/aNhrpXfDbo LGX/AKdOzM4t9bD kW/2qKZT1NS Jw2c5TdRtyNVzaV1OAUyt1pvetXQxs5sKt34eq6aHa5/G1CFQJjSGcdDU2XCpfSuhwgGo1Oo RQIgd95UvfDoakfRADc 4V3cDoKFs30wCAg3Ftj1qn l5H3BF fzpRcXITzqkxWtVIjaNbw/jXjyjY8qsv3hZtfZHOvOUmdToxFSxjpLWzGppGo3eM4/hlWxve1/CL/ADtVBjO0EbXAjJBuPFbb86zhck61xWtRjRHKwwmVWzICDrzPza pUOPJkUm9tL69L1WE0oa39jWmtqJCemSl4ZpDixlF7jMdt9jzs R8KUYpQFWwF9SfXS3vvVX310A6aC3P0oEklzrf1O/KvMeDufq NTirpuluWUs99bjck tRnAOt78tTqR00 daYktwdr2NCaQ3vyHnvUlBxX4Mwxo4krffsD705XDf8Q30IIO/wCFRopyALAgmx3IAvzNt6HjmBB1OulvM7a02FLC3P5511hueZm HTa6/6SnxbFRm1C6XAs1rAC vQfbURmANr6/C46G3SnMeXzvf8q51DevW1dNJ82tqtthUnI2JoiYnkTQGSo7V0 hCjliTT2JMs1vMedR2mFraUJxQmNbo49Sdh58nL0NGfiLEAWqt RzRFalE6BnkJqRHjCoItf8qhXpbUoWFkxJblQ 8pAKdQWeyv2JhP LL/o/TUZ/wBn0Df40vu7v9NbILXWr dc3zn3H8Hs8NheDFD9nGH um 7/TXfw5w/10v3f6a2tdarzfOfcfwOGwvBih zvD/XS/d/pp38O4Prpfu/01swK61TnGc 4/gnC4XgxR/Z1B9dN93 ik/hzh/rpvu/0VtrV1qvOM59x/A4XC8GJH7PoQSBLJbTU9377WXQ2pD2Bivl72W1va8FjvYAWvfY knTp5bcikAq84zfvZtYGGlSRiv4fQjaaXzuEPwsulR8d2EVQWj kkawOhCk3tysBpt1NbwimkVY r5pO3K/0dIwUVUdjx3j3Zl8Phu/Y3OcLlI***mFyvInQ76Ve8M7ARyRxu0jDMA/hIYFWW4sSosdRvfb4ajtTwZ8ZD3SuqeNXzEE7X2t607heDxMES Rfy2CKqA3YEhQADa2m1ejL1XEngJxklO3f4OX0rk76GVx37Pwo Pdu7G4yghQLc85Hmfhepcf7O4r3M0lrcggN/Ujr5Vp2mxI/wAND/1nf/toH72cGxi94cEV8/Mc21SkvyqN/Sh3RQt zmA/40v3f6ab/DbD/XTfd/orRfvj/wCs/EUv73H Qj31jmGf9/8Awz9DB8GcP7M8N9dN93 ihn9mOG um/0fprUjiqnkfiKd 8l6H4inMs9738fwvD4Pgyn8M8N9dN/o/TXD9muG um/0forWrxFPOnjGIedR p533v9L GuHwfCMh/DXD/XTf6P0V38NsP9dN93 itiMQnWn94vUVnmuc97/S/g4XB8IxP8OMP9dN93 infw4w/1033f6a2eYeVdnHX7avNs3738fwcLhe0nltjy/3pA g/CgRMxsDpv5bc/IU8te3T8TXlONCgmXlfXnXK409 nxpjvY/E/lSEagb hHzzppAUNpfnSFtL/OtDDX26jTa4udKa01jb115a2FNAoMTy99IxoS3tqDfY/GlO 3v9xppKEzcvm9I55AfJpgBBB6C3r82pmYnlqddNelvzqqIoPfT 59KYDe nXeosuJsAbNfWw5m1uXup6Oeh876ac/TlWvpurFEl2Fvj7 dMDA2J fnShLrYG48N7HmLjc01mIBI/2Jtz6UUOxUFLfIpBY20HOkF Y3JGlrACxv8AZTSOe t/dufyppNCtCh1yjY0NsLG39A93pRFG 5NtfLyHTc1wOnvF7a7DW1uWla3XchF/dydPtpjcOj6n7DUxjYgdQbb Z16UgU3F9ra2Hx9P961rl5LsQjw9dPEfhSjBAf1b1KCnNmA5W9 4/DlSs3w0999vWrql5FIiDCVwwu59 1HG9/f0Hr Pxp7a/E6eVtvwquTLsA jgEfbyt1p3dnoPj/4p3PW/XXlzv8APSm96OrfPuqbiyetrXO lwLb9KaLl1PIXB9fSmLv7yfsokmlj5/3rl3ryc6OVg3Lkfn0pyk3OwtyvehR yfU/nXR 38/5TUa6ko6YNlABGg3N/8AeiDTf5NLh9h76Rtv r9NL7FGzOAbDU3v8/bSlvFrf47f3rnO9InP0H4US2A5VBud/U8 dcq3uFFgNLnXS1N2Ue6lhPten51kUMIGYtbYZR05HWkRb8ra3P Kuh1zfO1qKN/fXRutgAgRiSWAG u56D32saKFJ0B28tLCnMfF8 VMT r1/C9G73AltQTqOXxtr5b0ipYH1J0135enOm38K nJz99OxaG5dyb 658th609/K3n XvoR1C p/BqjM5Eh15r/wDoVtRtmiTG l9rmw53 fyp bTXrz6Ha/2UFdQvx yjNuPnkKSSsCKRbyNvw ygo4JN2sBoBz2G1/X8KI/st6H8DUeHe3XWrFbNgMguT5Dp66EmmI5svXnoehH9vhQ3O p9pRudrnT7aLyPrb4VpqgDeQA6nmAeW5tl fKi96vUf9pqHPpmtp7X2U7vm6/YK6KGws//2Q==[/IMG]
نلاحظ أن (تاء الضمير) في هذه الآية قد فتحت، بينما الآية السابقة لها جاءت فيها (تاء الضمير) مضمومة، حيث يقول الحق تبارك وتعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ الله سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ على قُلُوبِكُمْ مَّنْ إله غَيْرُ الله يَأْتِيكُمْ بِهِ انظر كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيات ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ} [الأنعام: 46].
ونلاحظ أيضاً أن الآية التي نحن بصددها الآن تأتي فيها كاف الخطاب: (أرأيتكم) بينما الآية السابقة لها لا تحمل كاف الخطاب (أرأيتم) ونعرف أن كل لفظة من هذه الألفاظ قد جاءت لتؤدي معنىً لا يؤدي بغيرها، وإن تشابهت الأساليب، فقوله(أرأيتكم) يشمل ويضم ضمير المخاطب وهو التاء المفتوحة ويشمل أيضا كاف الخطاب والجمع بين علامتي الخطاب(التاء) و(الكاف) يدل على أن ذلك تنبيه على شيء ما عليه من مزيد. إنه تنبيه إلى أن هلاكهم سيكون هلاك استئصال وإبادة، ومرة يقول الحق: (أرأيتم) أي أخبروني أنتم وأعلموني إعلاماً يؤكد لي صدق القضية، ويأتي الاستفهام هنا من مادة (أرى) و(رأى).
إن السبب في ذلك أنك حين تستفهم عن شيء إما أن يكون المستفهم منه قد حضر حدوث الشيء، وإما أن يكون المستفهم منه لم يحضر حدوث الشيء. فإن كان قد حضر حدوث الشيء فإنك تقول له: أرأيت ما حدث لفلان وفلان؟ فيقول لك: نعم رأيت كذا وكذا وكذا. وإن كان المستفهَم منه لم يعلم بالأمر ولم يره فهو يجيب بالنفي، وهذا ما يحدث بين البشر، لكن حين يكون الاستفهام من الله، ويكون الحادث المستفهَم عنه قد حدث من قبل وجود المستفهم منه، فالإيمان يقتضي أن يجيب المستفهم منه عن هذا الحادث ب (نعم).
ومثال ذلك قول الحق سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفيل} [الفيل: 1].
وهذا خطاب من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم عنا حدث لأصحاب الفيل في عام ولادته صلى الله عليه وسلم، ولم يكن الحدث موضع رؤية لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقائل أن يقول: كيف يخاطب الله ورسوله باستفهام عن حادث لم يره؟ ونقول: إن الحق بهذا الاستفهام يوضح لرسوله: اسمع مني، وسماعك مني فوق رؤية عينيك للحدث، فإذا ما قلت لك: (ألم تر) فمعناها: اعلم علماً يقينياً، وهذا العلم اليقيني يجب أن تثق في صدقه كأنك رأيته رؤية العين وفوق ذلك أيضاً فإن عينك قد تخدعك أو تكذب عليك، ولكن حين يخبرك ربك لا يخدعك ولا يكذب عليك أبداً.
إذن فالحق يريد أن يخرج هذه الأساليب مخرج اليقين.
وأضرب هذا المثل- ولله المثل الأعلى- فحين يحاول إنسان قد أحسنت إليه كثيراً أن يجحد إحسانك، فأنت لا تقول له: أنا أحسنت إليك، ولكنك تقول له: أرأيت ما فعلته معك يوم كذا، ويوم كذا؟ وهنا يبدو كلامك كاستفهام منك، لأنك واثق أنه حين يدير رأسه في الجواب فلم يجد إلا ما يؤيد منطقك من وقوفك إلى جانبه، وإحسانك إليه، ولن يجد إلا أن يقول لك: نعم رأيت أنك وقفت بجانبي في كل المواقف التي تذكرها. وفي مثل هذا القول إلزام لا من موقع المتكلم، ولكن من واقع المخاطب.
وبعد أن تكلم الحق عن تعنت الكافرين أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم اكتفائهم بالآيات التي أنزلها الله مؤيدة لصدق رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم تماديهم في اقتراح آيات من عندهم، وقد اقترحوها في شيء من الصفاقة والسماجة، فقالوا: {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حتى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرض يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأنهار خِلالَهَا تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السمآء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بالله والملائكة قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ ترقى فِي السمآء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً} [الإسراء: 90-93].
وكلها أسئلة مليئة بالتعنت، والحق سبحانه وتعالى هو الذي اختار القرآن معجزة ومنهجاً لرسوله صلى الله عليه وسلم. ويعلم سبحانه صدق رسوله في البلاغ عنه، لكل ذلك يبين الحق لرسوله أن يبلغ هؤلاء الكافرين أنه سبحانه وتعالى لن يعود عليه أي نفع أو ضر نتيجة إيمانهم به سبحانه، لكن النفع بالإيمان يكون للعباد ويعود خيره إليهم؛ لأنه سبحانه وتعالى له صفات الكمال كلها قبل أن يخلق الخلق. إنها له أزلا وأبداً.
فبصفات الكمال- علماَ وقدرة؛ وحكمة؛ وإرادة- خلق الخلق جميعا. فإياكم أيها الناس أن تفهموا أن إيمانكم بالله يزيده صفة من صفات الجلال أو الجمال، وإنما الإيمان عائد إليكم أنتم، فإذا كان منكم متكبرون ومتعنتون، فالحق سبحانه لا يترك من تكبر وتعنت ليقف أمام منهجه الذي يحكم حركة الحياة في الأرض، ولكنه سبحانه يأخذ أهل التكبر والتعنت أخذ عزيز مقتدر. واستقرئوا أيها الناس ما حدث لمن كذبوا رسل الله، وماذا صنع الله بهم؟ إنه بقدرته سبحانه وتعالى يستطيع أن يصنع معكم ما صنعه معهم. وإذا ما استقرأتم قصص الرسل مع المكذبين لله وجدتم العذاب قد جاء للقوم بغتة، فها هوذا الحق يقول عن قوم عاد: {فَأَمَّا عَادٌ فاستكبروا فِي الأرض بِغَيْرِ الحق وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ الله الذي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً في أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخزي فِي الحياة الدنيا وَلَعَذَابُ الآخرة أخزى وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ} [فصلت: 15-16].
لقد تكبر قوم عاد على سيدنا هود عليه السلام والذين آمنوا معه، وظنوا أنهم أقوى الأقوياء، وغفلوا عن قدرة الخالق الأعلى وهو القوي الأعظم وأنكروا آيات الله، فماذا كان مصيرهم؟ فاجأهم الحق بإرسال ريح ذات صوت شديد في أيام كلها شؤم ليذيقهم عذاب الهوان والخزي والذل في هذه الدنيا، ويقسم الحق بأن عذاب الآخرة أشد خزياً؛ لأنهم في هذا اليوم لا يجدون ناصراً لهم لأنهم كفروا بالذي ينصف وينصر وهو الحق جلت قدرته.
وماذا عن قوم ثمود؟ لقد بين لهم الحق طريق الهداية. لكنهم اختاروا الضلال واستحبوا لأنفسهم الكفر على الإيمان، وكذبوا نبي الله صالحاً عليه السلام وعقروا الناقة، فنزلت عليهم الصاعقة لتحرقهم بمهانة بسبب ما فعلوا من تكذيب لرسولهم. {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فاستحبوا العمى عَلَى الهدى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ العذاب الهون بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [فصلت: 17].
وماذا فعل الحق بأصحاب الفيل؟ لقد جاء قوم أبرهة لهدم الكعبة، فاستقبلتهم الطير الأبابيل.. أي التي جاءت في جماعات كثيرة متتابعة بعضها في إثر بعض بحجارة من طين متحجر محرق قد كتب وسجل عليهم أن يعذبوا به: {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ} [الفيل: 2-5].
وكل حدث من تلك الأحداث أجراه الله بغتة. ومعنى البغتة أن يفاجئ الخطبُ القومَ بدون مقدمات علم به. وهناك أيضاً من الأحداث الجسام أنزلها الله بالكافرين جهرة، فهاهم أولاء قوم فرعون يغرقهم الله علناً. وكذلك قارون أهلكه الله جهرة: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ موسى فبغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكنوز ما إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بالعصبة أُوْلِي القوة إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الفرحين وابتغ فِيمَآ آتَاكَ الله الدار الآخرة وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدنيا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفساد فِي الأرض إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المفسدين قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ عندي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الله قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القرون مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المجرمون فَخَرَجَ على قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الذين يُرِيدُونَ الحياة الدنيا ياليت لَنَا مِثْلَ ما أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الذين أُوتُواْ العلم وَيْلَكُمْ ثَوَابُ الله خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ الصابرون فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرض فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ الله وَمَا كَانَ مِنَ المنتصرين} [القصص: 76-81].
لقد أخذ قارون نعمة الله ونسبها إلى نفسه، وصار مفتوناً بما امتلك، وغرق في الغرور، فماذا فعل الله به؟ خسف الله به جهرة وأمام أعين الذين تمنوا مكانه.
إذن فمن الممكن ان يأتي عذاب الله بغتة للكافرين به أو يأتيهم بالعذاب جهرة. وما السبب في التلوين بين (بغتة) و(جهرة)؟ البغتة تثبت لمن يعبد غير الله أنه مخدوع في عبادته لغير الله، لأنه لو كان يعبد إلهاً حقاً لما قبل هذه الإله أن يعذب أتباعه من حيث لا يشعر. إذن فالبغتة تثبت عجز المعبودين من أصنام وغيرها، فقد عجزت تلك الأصنام أن تحتاط للعابدين لها. وقد يقول قائل منهم: لقد جاءنا العذاب فجأة، لكن لو جاء لنا مواجهة لكنا قادرين على مواجهته والوقوف أمامه.
فيأتي الله أيضاً بالعذاب جهرة فلا يستطيعون مواجهته فتنتقطع حجتهم، وعلى الرغم من ذلك تموت في قلوب هؤلاء المعاندين القدرة على إبصار ضرورة الإيمان. ويعامل سبحانه خصوم رسولنا صلى الله عليه وسلم مثل هذه المعاملة، فعندما عانده القوم جاءهم الله سبحانه بأمور معجزة لعلهم يتفكرون.
فهاهم أولاء قد اتفقوا على قتلة قبل الهجرة، ويقفون على باب بيته، ويخرجه الحق من بينهم وهم لا يبصرون، ولا يفلحون في التآمر على رسول الله، ولا ينجح لهم تبييت ضد رسول الله، ويكون مكر الله فوق كل مكر يريد به أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم إيذاءه به. وهم قد ذهبوا إلى الجن ليسحروا له، لكن لا هذا السحر قد نفع، ولا ذاك التبييت أتى بنتيجة. وكانت تكرمة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فوق كل شيء ويقول الحق سبحانه وتعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ الله بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ القوم الظالمون} [الأنعام: 47].
ويكون تذييل الآية- أيضاً- على هيئة استفهام، والاستفهام هنا- كما علمنا من قبل- إنما جاء ليؤكد المعنى، وليكون الإقرار من أفواه من يتلقون هذا الاستفهام وعن يقين منهم، وليكون الاعتراف منهم إجابة بالإقرار، والإقرار- كما نعلم- هو سيد الأدلة.
وهب أن صاعقة نزلت أو خسفاً حدث فيه عذاب، فكيف ينجي الله المؤمنين به من هذا العذاب أو ذلك الخسف؟
إن الهلاك فقط يكون للقوم الظالمين؛ لأن الهلاك هو إعدام الحياة للحي المتمتع بالحياة، والذي لا يؤمن إلا بهذه الدنيا إذا جاءته مصيبة لتهلكه فهو يشعر بمرارة الخسران؛ لأنه لا يعتقد ولا يؤمن بالحياة الأخرى، لكن المؤمن الذي يتيقن أن له إلهاً وأنه سيعود إليه ليحاسبه ويجزيه عن إيمانه خير الجزاء إن حدثت له محنة في طي محنة كبرى للكافرين فهو يذهب إلى الجنة ويكون ذلك منحة له لا محنة عليه لتستمر حياته إلى خلود.
وهكذا نجد أن الهلاك إنما يحدث للقوم الظالمين فقط لأنه يُفْقِدهم كل ما كانوا يتمتعون به في دنياهم وليس لهم في الآخرة إلا البوار والخسران والعذاب الدائم، أما غير الظالمين فالحق سبحانه وتعالى ينقلهم إلى حياة خالدة هي خير من هذه الحياة، إذن فالمؤمنون إنما يتلقون فيوضات الله عليهم في النعماء وفي البلاء أيضاً.
ويتكلم الحق سبحانه وتعالى في الآية التالية عن التصور الإيماني الذي يجب أن يرسخ في أذهان المؤمنين برسول مبلغ عن الله، وعندما يسمع العقل الطبيعي الفطري البلاغ عن الرسول فهو يصدقه فوراً؛ لأن الفطرة عندما ترى فساد الكون، وترى أن هناك من جاء بمنهج لإصلاح الكون لابد أن تتجه إلى الإيمان بالمبلغ عن الله وهو الرسول. وعندما ترى الفطرة أن الكون كله قد تم إعداده لخدمة الإنسان، لابد لها أن تتساءل عن الخالق لهذا الكون وعن المنهج الذي يجب أن تسير عليه لصيانة هذه النعمة، نعمة الوجود في الكون.
ويقتضي الإحساس السليم من الإنسان أن يتعرف إلى حقيقة واضحة، وهي أن الإنسان قد طرأ على الكون، وأن هذا الكون مليء وغني بالخيرات، ولم يدع أحد أبداً أنه خلق السموات أو الأرض أو الماء أو الهواء. ولابد أن يدور في خلد صاحب الفطرة السليمة تساؤل عن هذا الخالق الأكرم الذي وهب للإنسان حق الاستخلاف في كل هذا الكون. فإذا ما جاء رسول ليقطع هذا القلق وذلك الصمت ويقول: أنا جئتكم لأخبركم بمن خلقكم، وبمن خلق السموات، وبمن خلق الأرض، وبمن رزقكم هذا الرزق.
هنا تنصت الفطرة إلى سماع الخبر الذي كانت تستشرف له. وإذا ما جاء هدا الرسول مؤيداً بآية من الله ومعجزة لا يقدر عليها البشر، فالعقل البشري يعترف اعتراف الإقرار على الفور؛ لأنه وجد حاجته عند ذلك الرسول.
ولكن على الذين يؤمنون بما جاء به الرسول، وعلى الرسول نفسه، وحتى على الكافرين به، عليهم جميعاً ألا يتعدوا الحدود، وألا يضعوا أي رسول في مكان أعلى من منزلته، لأنه رسول من الله، إنه واحد من البشر تفضل الله عليه بالوحي واصطفاه للمهمة التي جاء بها. ولابد للجميع أن يفهم أن الرسول مبلغ عن الله فقط، وأنه لا يستطيع أن يأتي بالآيات التي يقترحها بعض من القوم؛ لأن الرسول لا يقترح الآيات ولا يصنعها، الرسول مقصور على أداء الأمانة الموكلة إليه وهي أمانة البلاغ عن الله.
نداء الايمان
[IMG]https://www.paldf.net/forum/image/jpeg;base64,/9j/4AAQSkZJRgABAQAAAQABAAD/2wCEAAoHCBQUFBcUFRUYFxcaGhoXGBcXFxcXFxcXGhsYGBoXFx gbICwkGx0pHhcYJTYlKS4yMzMzGyI5PjkxPSwyMzABCwsLEA4Q HhISHTIiIiAyNDIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIwMjIyMjIyNDIyMj IyMjIyMjIyMjIyMjAyMjIyMjIyMv/AABEIAPsAyQMBIgACEQEDEQH/xAAcAAABBQEBAQAAAAAAAAAAAAADAQIEBQYABwj/xABDEAACAQIEAwUEBwYEBQUAAAABAgMAEQQSITEFQVEGEyJhcT KBkfAUU6GjscHSBxUXI0LRQ1Ki8WJygpLhJCUzY7L/xAAbAQEBAQEBAQEBAAAAAAAAAAAAAQIDBQQGB//EACsRAAICAAQFAwUBAQEAAAAAAAABAhEDBBIhFBUxQVEFUqETU 3GR0WGxIv/aAAwDAQACEQMRAD8A8frq6ursYOrq6uoBDXUtdapRoSkNLXUoW NtSU utUoWMpbU61dShY21cFp1dVoliZaS1OtXVCiWpKdSWoBtdTiKS 1NIEpKcRSVKAldS11QCV1dXUAa1daiZaTLXUxYy1Lan5aXLUFg rV2Wi5a61UWBy0tqLauIoLBEV1qJaky0FjLV1qMYmy5spyk2DW OUnoDtfyoRWoLErrUtq6qUbXEU6uoBtdS2pyxMQSFJC2zEAkLf QXPK5oBldanRoWICgknQAAkk9ABvSMpBIIsRoQdCCNwRQCGktT gpN7AmwubDYXAueguQPeKS3z8 h FQ0DtXU402stASurq6sgn2pLUW1SOGzrFNFKy51SRJGTTxqrqx XXTUAj310MDBho 5MhkAkzhVj3JQDxOSPYsbABrX1tflc9m BJJJiExSund4OXEqo8L5lVGQkHllfNY2vpVhiuDcJdmlXicixl r92cHKzrmuQhcWW9gbG3KuxPaSF8VPIC/dtgJMGkkigySP3WRXkCaAswA8tL21rJShwrKcHMoR 8R0ZmWOIoImYKe8lIzg5ygCgga6g62jRcPLQvMCSEIUqscjWvb V3C5FFjpdrm2w3rX9mTw3Dxs0mOYjEYcwz4YYWQsrOBcpIDl8D i4NjpfrU76bw2PDQwR8VxCLGsglWHDSoMR3jEkurDLmytl8RYW A2tQUea1L7hUWKUlXDElo0YB1ytYI9wQpYA2uNQDoaNHhoZMWk cZkEDzIitJl7wRs6rmbLpmsSdK9Kx3FuGtDLgZZhhIlDwNhkwr uVnSay4lZVuXtk1B1NzfWjZEjN9p C4PBmU4kucW6s0eHw8bx4aJmHhbvZB/MRSQfBpcWt0HPwTCQTwLmZhLhcPMgkhkxDSSTP4ikcZUXVMxCt ceG2pN67jvEcMMG2FXGy49i6tE0kLRjD2PiyvIxchl8OUac9Oc 7hPGMEGwOLkxckU EhWFoFw7yd4sZcALJ7Kh0cjXa/Kpua2KLHYT/2tJFdGjGLkjTwMsjjIWDt4sqi1vDa o8XKqXhGB7 QRXYeF2usbyHwKW9hNTtvyqwm4lG2A7geF/pjziOxIWNolQWa1tCLW38qiQQzRQjFxuyAyPh8yFkYHIrMCwOg KyWtzselUhN7C8KhxeNihnzd2yuSENiSiM4F Q8P2VnyBy25X0NuVxW/4WmHw03CsTGjr3kMolAV3dpAJI2kVFBJVi/hyjYDoayXZrBpNi8NDIbJJLHG9tyrMAVBG19r8r0TKxcJgwkmG a8cokZTkDgKrF7LHKxBC8iQRtflY1oe0nBsHg XEO741szLDBG8WGhd7kNmkF5EBOmXTS1aPH8Z4bicIcLNiFwq5 UVcMmEZvouJQnPIroD3itdlOt7HkSaqcViOGSQJg5eJSyZGzxY lsG5EK2ytDYt3jK1wbbAoNtqllMpxDgTwxRTOJArlAzvEURC6C RVUls0hykm UDTQmrXAcMth JorrkjWGTNJFIjuuYlMqkjJmzKfECDZdNiJ82A4PLFHAuPkEiF i0xwkshnuqqqRqGuioqWAPWk4zx5JZMciiRmnw GijZomWTESRtAc5jAOXMgdhysB1Aq2Ch7O4PLi8HaSJmklRQvj ZULFQBIQACfGPCrXHMqbVA4/B3eKxEZZWKzSKWUEKSHYEgMSQPIk p3rV4Od4cDg3xETR/R8ejxSMpVnjYGSaynxNlaOPxWt4gOVZnHAYrHSCNtJsS2RiCBa WQ5WIOo9oGie4LTsRhVl mq7OAuCmlCpl8TJlsDfpmJsLX1F7XBfg HluFSyDvcmYs5WAFO8VkWMNIz xleS5RRY2BvoC7sJEY J9yxbKVxMEpCm4Tu5FZmXkAwU67WrQ4bjfDcJg3hTGHFsIZoUV cPiYcyy52yyB5O7Pje fKWAAHIVH1B5aaSnWpCK00BtdS11ZBYGuBp1qaRXSjlZKTHyiJ oA5ETMrtHplZlFlY89B A6Co U2BsbG4BtoSN7Hna4 Na/gHCMMcTAkkbOr4WSXxmyvKqySB1AbNkyr7LAezfUG5gdoEU4Lh 8oZ2eSOfOzuzgd26xqqgmyKAp0UDfnULTM6aS1aLGcIWHFRRyx SxxyJHIIz4pnVgQFCqdHZ1IAJBF9cuwpsZAY5JEKlSjuhVrZlK sVKtbS4tY lUg3Bq4cOiljHaQ2BNlQg5mtsu2tP4pj2xE0k7hVaR2kYICFBY 3NgSTV72DwkcuImjkDEHCzlVV2jzOqghWK7iwY2NxcA2NqDwvs zNiMFJiYoHkyNZnDgaABmMcWS72G5zHfRdL1Ni06M7TmjYAEqQ G1UkEBh1U8x6UhFxWp7Y5njw8 TE5HDd3JN3IV47JlVRENHuHvmOYjKdeRhIypFXPAO0 KwQdYWXI5BZHRXTMugYA7Hlf06CoWOwojCFXLh1zB 7eNDqVPdl7F1BBGaw1BFWXFuASpiVgjgkUuiSJGymSUIygFnVA xFmDEjUjpyoFYB 0mIfFfS5GEsgDKM4BQKysmQINAgDnwjTU8yTVdw/GNDNHOoBaORJQDopZHDgG2wuOVP4hhRFI0eYsV0YlHQhuYyOAw t5gHyoOHizuiajMyrcKWIzEC4UasddhqdqCwkxeeWWTLdmLzOF FlUElmOp8Kgt16VFRCSAASSQAALkk6AADc1ruzXDLYnGwlygTC 4jM7xEMVXK3/wAbaoTYG1ibXtvcZbDSBHR2W4VlYrmKkhSCVzDVb2tcbb1CkgD EYOVWGeGVRmUggOocFfdcEix1oL42Z5BK0jtIMuVy7FxkAC5Wv e4AFvStFx/hsssmEdoGhOKuqBpXllcd5ZXYzMtjldVUEi4FyRej8E7PzJj4u 5hmdUAkbunw8kiqc6XZtY0YsreBiTbmd6llozPFeLYjFMGxEry soyqXa UdFGwv9tQkYqQQSCCCCDYgjUEEbGrg8CdTOkiSpLCjO0QjDFUA v3kkhYBUGZdQDmvoNaFw44fu5RKrGQraGwc MggaKQBZram/QLzFsFtxHtxxHFQSRM6hMgMzIiRu65lTxsNSCzqCBa9zyvWTtW 14PwOXDPMkyRo/0F8YodC8ihQxVNSAjk6m4a2UC29SOFcBwj4zhMZjvFPh1eVSzf zJgZg1zfQZkQWFtBUtI0YGktUjFBc75AQuZsoJuQtzlBPOwtrQ TWjIwiktTzSVKNFjVpwCfDpKfpSO0TxvGxTKZIy9rSR5tMykfa d9jV0q10o4WbfD4/hMDxSJLjpsivGiZIUREdGjc2IFzlcnTUm1zVjwVuDSy4PDh8X/ACZCYjKIgju7h8kmUXtmUDYe1vXnN669Z0m9Z6v2j4bhC2HklP FHmRHyCOJO JikMjyPmTYNMLMPBa1ida894/I0 NmZozE0kxBRxZkJYL4/PmeVyahycSmY3aaVjlKXaSRjkO6XJ9k9Nqjs5Ykkkkkkkm5JOp JJ3JolRG7NZ2X4VNh KopikKRSyRu5jYKIiskTSsbZVXI2a97etXnDu0/C4EjhhlxseRAiTlVKhe/GIs0SkBiSMpYJcqSLmsdj 1WOli7iTFSPHbKVJUZlHJ2ADOP Ym/OqK9TTfUuquhL4zMkk80kYyxvJI8a7ZUZ2ZRbloRpyrXcV41Di cKMJhFxErydwVwxQFMMYE8fcW1Znsb23uxOp1wt6dGxBBUkMCC pBykG hB5G/OrREz1LgODhtw2HiYeLERu/wBFTwjNHmRo1xKkXW8gKoNL5SDvrK7QT4PDNDNNieJxSNC8AZV SOZ0STvHDl0BuWcWZbLa1jvXmXG8LNHKO/kMkjKHzl3ckEkC7uLt7O4uNrE1DxWLkkIMkjyEDKDI7OQOgLE2 HlWdJrUbHtf2rM4MLYJUPdqI58Sl8Z3ZsVkz5QNV6X9Saqew8b/S1dY5nCq4ZsOhkkhLo0aSqtjqrNf7eVUWIxMkhzSOzsAFBdixC qLKoJ5AaAV2HxDxsHjd43GzIzIwvvZlINXTtRL3PQO13EY8Pi/G0jyHh8uHldwneGSRJFi70IbB8pQnnYrfWsLwXGLBPFM8YkVHV zGTlD5dQL2NtbHY7VFkYkkkkkkkkm5JOpJJ3NETDOY2kCkopCs 2lgW28 muwuOouUaDdm54rx3hONCjEHHp3ZfuznjlZxIQ7hmfMRZgQNdi PQGh7T8KQSsiYxVkRYWwiiBYWRFyIxYeIP/XnDZgxO4rzu1WHBeENiZDGrBbKXJKs3hBAJAAsNSNWKjXeppRd TNvxTtBgpPpWMw646SR8McO6Okf0eKN1ESd6wBNgQCDmJLDfes j2NxaYfEjEOqOkatcNKsTgsrKHi/qdxrYKNDbVdDVTFiJFRlV2VXADqGIVwDmUOBo1jqL0G1NI1Hor 9puFSv3sn09ZO4fB5bxOWhcOmdnbUuFkJ1O6jfnTnjmEixmBbD mY4bC2u0oTvWDSySPZVsLDvLDY71kwtLkqaRqBtufU03LRitNr YAstJlorUlqCycwppFWj8PIpG4ea3RzKy1JapzYQ0gwp6UBCqx TAr9FbEXNxIsR8caqpKlwcly76A6 ED/isbDOENafA9lcRHisPJHhXnj/9PKGygxyBkR3Bc2VQGLizHkL35xhGZ4TwifFyd3h42kfKXIBUW UbksxAG4Gp3NSuDcFaVp0McrvHG5CRoSySg2u97AKpDXBIJ2AJ 0rZcAwBfFY7u4TPhnna8kWJWB4e7keRHBzhiln32OUEbVLxPbL h8eIlMcM5vMJXlhlCiWSPwqctwHjPiNjpre2t6w2 xtJdzM8JwOFdOEs0anvMTNFPv/ADLvEEzm yq66banTU3e3Ckkh4lDFhw ITGokZRRmWN5JECR/wCVbob7CxF9hZONcRiKQSYSDuI0mfEZZJVd3lYx wgYsiL3QFyANRVrF2u4dGcQ8eExKSYm/e5Z8oOZi7BWDXUEsdQAbaaUdltFVxzgc8WKwsuLwyJC7wRPkka VGylRIHcsSGYBiRfrqTc0/ivD4Ew3FMsUedMeI42CgNHHnayp/lXwsLf2FLhu0vDxE Gbh7phy6yBYsTIXMiggF2ci4seVrWG lqbFcd7xcarIQcTOk4sbrHkaVmU8ySJFF/ E0phtEfs1w36RiUjMbyg5iY47B2spsMxICC9rsSBp51Ei4bIZx hzG5kziMxgDPmzWKgHTNvvpz2rQdk 6jixeIlR5FjWFDGkzwZllkYEs6eLKGjj086soOKyY/iKTw4NWKxGN4ROEllQo8TP3zFWMgRwLi5AUa86u9kKjB8Ckj4i cN3E2cZzFGVgeQXQmN3Lho8gNiW1tbQ3FTOJ4KNIeLo8TrLE2F de9cSSLnkCuSV8BJz3DAey9q0vHeOcPwrdy2HmkmXDHDPlxN 7jZzJ3DzBrkrYai9gcuouKzfaHtFg5onWDDSxyyRwwu7y51EUL RsoAuczXiQZmF96zuzWyK/t9BFHjCkMaRosUFlQWUlo1e5HU5hfra 5NaHsl2fwjYnD4iF0xMKqfpUUqjPA5if YyEWaPPs3I8zuMfxzHDES94FK/y4UINr3jiSNjpyJQketX/ZDtBgcGhaSCd52uruhiMZjzX7sBzorADNpc2te1V3RFVla8MX7 ojkEaCU4xkaT vIIQ4S51y IaeV9zWey1eSTMcBkERWP6Y7q2YFVvCF7sAnMbADxEW21vVKap GJakpCaaWoDjTTSk00mgENdXGkoU2yML7UUjMbAVq8Z2Xvqotp QBwJ0Hs391dNSOdMzD4TKL0hiArQ4vhUhGimw5WqtlwLqfELVb RCqdRT3xkwjMQmlEf1YkcJY7jLe1vKjYnDleVQSDRggNB5Vxjq U9AdjUKDyUxo6kI1I4qAjGOhlKOy0NhQobD4ySOOSJGskoQSCw OYIxZRci4sxvpaojrS0Mk1AJltSGlY0yoBxem56QimmgJJxj93 3WY92H7zJpbORlzdb20oBNMpCaA5qbS0hqA6kriaS9DSONJXXp L0B9WLlp5jU1Dz0okNYo3Y XAoeVRpeFodx FSlnNKJKm5dikn4FC2jID61TYrsdEbkE mgFbNxeo0iGqpNEcUeV8R7MyRhmy6DmCDpWemwrDlXteRjcMis Ohqt4jweOQaoL Wlq2p TDh4PHWiIodyNK3 J7Kg3tcdOfxqnl7MyC/51u0Z3MpSFqv8RwN09q2u1Vk FKnb30YIBNMIqUI7084U1AVxFNIqa8B6U3uTUBCNNNTGgoTQmg I96QtRHjIoRQ0AhNITSkUxhUYOJpt64im2obSFJpL11dQp9Rmk tTM9OD0IdT0e1DL03NUFkxWpTrUVXoyPWWipislNyA0cGkZBUN ECbCg1Bnwo6VcNQnS9aRloyuPwd9hVXPwZWWxGltvPrWwxENQJ 0raZho88xfAHTxLqPtFGiQXsYyCQBflWtmjqvmjHStoyyhn4cp N9qRsKvMA dWEyVDc1aFkGbApyqE CsKtGagSHrUoWU7YMmmvgDarM2FNY1KKUUmEIoDwHpV81BYCo0 CiaOmMtXboOlR3iU8qzRoqGFJap8qIKj3XpQp9GF65XqC05ttc jcXtTFxRaxAIGxBq0ZstO9FJ3lVqYixojTry FNJNRP7ylWS1Vqz0VZqlFsto5aMr1ULNR0lrLRpSLBjQmNDElR sdKwAdbHLckFrAj8z886j2R0jHXKvJIdhz56D1qDiUHvrN4zFO h0dyCQ9hqAbXtmOvPp03qC3EZM Yv4rZbmwuAb63J0tceZPw4cSk6o9KPpUpK00X0 lV04qG/Fma5IsBcXuBzvpca6D8OtVWI4i5bQhtbkAHS2gIBOgt6611WZi cJemYq60T56gSGnDFBgDe/nbnUeR6 iM1LofBiYUsN1JDHNAc1zvQHetM5jWahs9c5oTGslFZqEzVzUN zUAjvQmakZqYTUNEedLmg5KltTbVCnsr4nIDUV LgWXS1qlvGpUi4IJ PrWd4hhVBOov5HatIw0XgxSuMye/3UM4gVlMNi2jbfw8x1q2TFK2oOldEcpRLcYqjJPVP3tOTE1XFE TL5MVR0xVZ8Yg89KMmIrLgbUzQHGEi16zPE ISe0WP9S2F/wDmtbyvuRyqX3 hN9hc1T4mTMwuM1muNPCwLG9regr4M1tSs970iDlcmro6eViDc 7EeEncGxFreQFAWZSwvcnNcLZtPZyk69CNOlvSlnmQ Ii1ybC i20UC nxqNHMQWsfEQLgjQ2DG46EltrdK Pue8oulaobiXzMoBYDxbHQWtqPLYW1 NRyjW3XpfLY2GmpA15/HShSTEnVtdSd997a/hUSfFn qwJ662OlgB10rpFNHy4s4N7k9pwCLjUaakH4UIycvdpt6iquee xuNQettDry929OgmJJ1HkDpXWE5RdnyYuFh4qa6MsCwpt77CmR 4WRrNlYrsdLi/rRMVIAWCiwHnudq yE20eDi4ag6Tsju9Ac0x3oRetHKhWehu9IzUNmoU5qZeuLUwmo yhKShF6bmqA9aklEbeK9utVvEspykEeI73v76XEyyS3NwAOvOq mcksB0PKtoyx MwxBqRgsK7MFUG2lz0B51aYbDCQAEaAXJ8 lMXvEvlGhqqQcQz4aNbgm 3u9/wqpfGxg6ef2cqsZychAGp5kedZbi GkjN21B5jYX/pPnVUmZcUWeL4tpdRc6WvzHpR8BLL/WVW5tYixUdbdNqo8Ac6jKR3iHMoOtxcb 9XcSs12k9oC4J5X0sSKSk1FvwbwsNTnGL7tIu5cSvdnIRrYMDq CL67C42BqlxLlPZY23Cm 506X3NDlfUldrG/h1YXJ1 POkdyQuouOv4X/KvGnNzds/b5fLxwI0nt/oAy HMbH33uLj 1V0mKYWuTc7AbgEg5bbXsG9bc6lYkn2Rp5E7knTUg6daiyR2uG yi2xvp/mH220tVjHaznj4rclCPUa5W2Yi4tb5PpVZITzsSo1tpvp1qcc2 Un kISb8gASfw 2ouQyOwXUAWtbYjUnkN Xp513gjyMzNbJPp18kV3N7Ej0GuvQC/rT4XBPMHl/4vRsTBoLgqALH39APsvyqPHFcg3BGwte 9taslscMKaTts2XAFyAyMzZct1AOhOl81tLjTnzrLY1/Fe hN7a3t53q24S6pcS yNco1zH8gLD86Pj 7mZdkVQAFUAC9/aNhrpXfDbo LGX/AKdOzM4t9bD kW/2qKZT1NS Jw2c5TdRtyNVzaV1OAUyt1pvetXQxs5sKt34eq6aHa5/G1CFQJjSGcdDU2XCpfSuhwgGo1Oo RQIgd95UvfDoakfRADc 4V3cDoKFs30wCAg3Ftj1qn l5H3BF fzpRcXITzqkxWtVIjaNbw/jXjyjY8qsv3hZtfZHOvOUmdToxFSxjpLWzGppGo3eM4/hlWxve1/CL/ADtVBjO0EbXAjJBuPFbb86zhck61xWtRjRHKwwmVWzICDrzPza pUOPJkUm9tL69L1WE0oa39jWmtqJCemSl4ZpDixlF7jMdt9jzs R8KUYpQFWwF9SfXS3vvVX310A6aC3P0oEklzrf1O/KvMeDufq NTirpuluWUs99bjck tRnAOt78tTqR00 daYktwdr2NCaQ3vyHnvUlBxX4Mwxo4krffsD705XDf8Q30IIO/wCFRopyALAgmx3IAvzNt6HjmBB1OulvM7a02FLC3P5511hueZm HTa6/6SnxbFRm1C6XAs1rAC vQfbURmANr6/C46G3SnMeXzvf8q51DevW1dNJ82tqtthUnI2JoiYnkTQGSo7V0 hCjliTT2JMs1vMedR2mFraUJxQmNbo49Sdh58nL0NGfiLEAWqt RzRFalE6BnkJqRHjCoItf8qhXpbUoWFkxJblQ 8pAKdQWeyv2JhP LL/o/TUZ/wBn0Df40vu7v9NbILXWr dc3zn3H8Hs8NheDFD9nGH um 7/TXfw5w/10v3f6a2tdarzfOfcfwOGwvBih zvD/XS/d/pp38O4Prpfu/01swK61TnGc 4/gnC4XgxR/Z1B9dN93 ik/hzh/rpvu/0VtrV1qvOM59x/A4XC8GJH7PoQSBLJbTU9377WXQ2pD2Bivl72W1va8FjvYAWvfY knTp5bcikAq84zfvZtYGGlSRiv4fQjaaXzuEPwsulR8d2EVQWj kkawOhCk3tysBpt1NbwimkVY r5pO3K/0dIwUVUdjx3j3Zl8Phu/Y3OcLlI***mFyvInQ76Ve8M7ARyRxu0jDMA/hIYFWW4sSosdRvfb4ajtTwZ8ZD3SuqeNXzEE7X2t607heDxMES Rfy2CKqA3YEhQADa2m1ejL1XEngJxklO3f4OX0rk76GVx37Pwo Pdu7G4yghQLc85Hmfhepcf7O4r3M0lrcggN/Ujr5Vp2mxI/wAND/1nf/toH72cGxi94cEV8/Mc21SkvyqN/Sh3RQt zmA/40v3f6ab/DbD/XTfd/orRfvj/wCs/EUv73H Qj31jmGf9/8Awz9DB8GcP7M8N9dN93 ihn9mOG um/0fprUjiqnkfiKd 8l6H4inMs9738fwvD4Pgyn8M8N9dN/o/TXD9muG um/0forWrxFPOnjGIedR p533v9L GuHwfCMh/DXD/XTf6P0V38NsP9dN93 itiMQnWn94vUVnmuc97/S/g4XB8IxP8OMP9dN93 infw4w/1033f6a2eYeVdnHX7avNs3738fwcLhe0nltjy/3pA g/CgRMxsDpv5bc/IU8te3T8TXlONCgmXlfXnXK409 nxpjvY/E/lSEagb hHzzppAUNpfnSFtL/OtDDX26jTa4udKa01jb115a2FNAoMTy99IxoS3tqDfY/GlO 3v9xppKEzcvm9I55AfJpgBBB6C3r82pmYnlqddNelvzqqIoPfT 59KYDe nXeosuJsAbNfWw5m1uXup6Oeh876ac/TlWvpurFEl2Fvj7 dMDA2J fnShLrYG48N7HmLjc01mIBI/2Jtz6UUOxUFLfIpBY20HOkF Y3JGlrACxv8AZTSOe t/dufyppNCtCh1yjY0NsLG39A93pRFG 5NtfLyHTc1wOnvF7a7DW1uWla3XchF/dydPtpjcOj6n7DUxjYgdQbb Z16UgU3F9ra2Hx9P961rl5LsQjw9dPEfhSjBAf1b1KCnNmA5W9 4/DlSs3w0999vWrql5FIiDCVwwu59 1HG9/f0Hr Pxp7a/E6eVtvwquTLsA jgEfbyt1p3dnoPj/4p3PW/XXlzv8APSm96OrfPuqbiyetrXO lwLb9KaLl1PIXB9fSmLv7yfsokmlj5/3rl3ryc6OVg3Lkfn0pyk3OwtyvehR yfU/nXR 38/5TUa6ko6YNlABGg3N/8AeiDTf5NLh9h76Rtv r9NL7FGzOAbDU3v8/bSlvFrf47f3rnO9InP0H4US2A5VBud/U8 dcq3uFFgNLnXS1N2Ue6lhPten51kUMIGYtbYZR05HWkRb8ra3P Kuh1zfO1qKN/fXRutgAgRiSWAG u56D32saKFJ0B28tLCnMfF8 VMT r1/C9G73AltQTqOXxtr5b0ipYH1J0135enOm38K nJz99OxaG5dyb 658th609/K3n XvoR1C p/BqjM5Eh15r/wDoVtRtmiTG l9rmw53 fyp bTXrz6Ha/2UFdQvx yjNuPnkKSSsCKRbyNvw ygo4JN2sBoBz2G1/X8KI/st6H8DUeHe3XWrFbNgMguT5Dp66EmmI5svXnoehH9vhQ3O p9pRudrnT7aLyPrb4VpqgDeQA6nmAeW5tl fKi96vUf9pqHPpmtp7X2U7vm6/YK6KGws//2Q==[/IMG]