إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فضائل القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فضائل القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك

    نزل القرآن العظيم في شهر عظيم، لأمة جعل منها القرآن أمة عظيمة، في أخلاقها وسلوكها وشئون حياتها، القرآن أعظم معجزة نزلت من السماء، ومن أسرار إعجازه صنيعه بالقلوب، وتأثيره في النفوس، فإذا قرع السمع واستقر في القلب سكب فيه لذة وحلاوة ومهابة، وسكينة، وإيمانا، وأمانا.


    وارتباط نزول القرآن بهذا الشهر المبارك له مدلوله، فحين تسمو النفس بالصيام، وتتخلى عن بعض ملذاتها وشهواتها، وتنقى يتهيأ القلب، ويزداد شوقا إلى سماع آيات القرآن الكريم؛ فتخشع الجوارح، ويقشعر الجلد، وتسكن النفس، ويقبل العبد بكليته على القرآن؛ علما وعملا وامتثالا.


    رمضان موسم الإكثار من تلاوة القرآن، وفيه ثمار يانعة، وتجارة لن تبور، من لزم القرآن في رمضان غذاه بنعيم لا ينفد، وبركة يجد أثرها، وسعادة يعيا لسان الخلق عن تفسيرها، ومن كان خلقه عند تلاوته للقرآن متى أتعظ بما أتلو؟ متى أعقل عن الله الخطاب؟ متى أزدجر؟ متى أعتبر؟ كان القرآن له شفاء، فاستغنى بلا مال، وعز بلا عشيرة، وأنس بما يستوحش منه غيره.


    ملازمة القرآن وسماع آياته البينات في شهر رمضان وفي غيره من الشهور، يزيد الإيمان، وينقي الفكر، وينير العقل، ويحيي القلب الميت ويبث فيه الحياة.


    أهل القرآن في رمضان يتلذذون بطول القيام، ويستمتعون بالمناجاة، ولا يملون من كلام ربهم الرحمن الرحيم، فروعة القرآن تحمل القارئ إلى كنوزه؛ فهو نور وروح وهدى وفرقان، وشفاء، وذكر، ورحمة، وبركة، وهذا لا يتأتى إلا بتدبر القرآن والتأمل في معانيه، فاللسان يرتل، والعقل يترجم، والقلب يتعظ، تنقل الآيات قارئ القرآن في ملكوت الله، وآياته المبثوثة بالكون، فتزيد المعرفة بعظمة الله وقدرته، وإعجاز خلقه وبديع صنعه، فيرق القلب، ويقبل المسلم على ربه حبا وخشية، قال الله ﷻ: (ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون) ~ [الروم: ٢٠].


    القرآن يسيح بالقارئ والمستمع وبآياته البينات، يغرس الإيمان، بل لا تكاد سورة من القرآن إلا وهي ترسخ الإيمان في القلوب، وتجعله عامرا، وتقرر آيات الله البينات أن الإيمان ليس مجرد عواطف ومشاعر، بل هو قول وعمل، قال الله ﷻ: (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون) ~ [النور: ٥١]، ثم تجول بك الآيات، وتسرد لك نعم الله السابغة الظاهرة والباطنة؛ سخر لكم الليل والنهار، والشمس ضياء والقمر نورا، والنجوم اهتداء، وأنضج الثمار والزروع، نعم لا تعد ولا تحصى، يعرف قدرها ويؤدي شكرها من وصفهم -سبحانه- بقوله: (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) ~ [النحل: ١٢].


    ثم تسبح بك الآيات في رحمة الله الواسعة، ومغفرته الغامرة، وسعة كرمه وفي رمضان حيث يجتمع الصيام والقرآن، تستمطر رحمة الله، قال الله ﷻ: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) ~ [الزمر: ٥٣]، فلا تيأسوا لكثرة ذنوبكم؛ (إن الله يغفر الذنوب جميعا) ~ [الزمر: ٥٣]، لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت، وتدعو آيات القرآن الكريم العباد إلى رفع أكف الضراعة، وسؤال الله من فضله من واسع فضله، قال الله ﷻ: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) ~ [البقرة: ١٨٦]، وتهدئ الآيات من روع المظلومين إلى حكم الحكم العدل في يوم الفصل، قال الله ﷻ: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) ~ [الأنبياء: ٤٧]، ثم تقلب صفحات المصحف فيقع نظرك على آيات تجلي حقيقة الشيطان وتاريخه وعداوته ووسوسته ومداخله وسمات أتباعه، وسبل الوقاية منه، ثم تطمئن أهل الإيمان بقوله -سبحانه-: (ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون) ~ [المجادلة: ١٩].


    والقرآن يحكي التاريخ وعبره بلا رتوش ولا تزييف، يصف حال الأمم الغابرة، وأسباب صعودها في درجات الإيمان والرقي والأخلاق، وأسباب تنكبها وهبوطها في دركات الانحراف وسيئ الأخلاق، قصص الأمم مع رسلهم، موعظة وذكرى للمؤمنين، قال الله ﷻ: (ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد) ~ [هود: ١٠٠].


    وفي القرآن الكريم نصيب وافر في الرد على الملاحدة، ودحض حججهم وتفنيد شبههم، قال الله ﷻ: (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون) ~ [الطور: ٣٥-٣٦]، ونال أمن المجتمع حظه من آيات الله البينات، قال الله ﷻ: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض) ~ [المائدة: ٣٣]، وقال تعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) ~ [النور: ١٩]، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) ~ [المائدة: ٩٠].


    والقرآن الكريم يضع الدنيا في ميزانها الصحيح، ويقدرها قدرها، كما يوقظ القلوب التي انغمست في ردهات ملذاتها، قال الله ﷻ: (قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى) ~ [النساء: ٧٧]، وتصور الآيات بأسلوب جلي وبلاغة وعرض يفتح مغاليق القلب مشاهد اليوم الآخر؛ كي يبقى اليوم الآخر حيا في القلب، حاضرا في الوجدان، قال الله ﷻ: (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) ~ [الزمر: ٦٨]، وقبل أن يفاجأ العبد بمشهد يغفل عنه أو ينساه تذكر الآيات بأن جوارح الإنسان تشهد عليه يوم القيامة؛ قال الله ﷻ: (حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون) ~ [فصلت: ٢٠]. وقد تجدون المزيد من المواعظ والدروس في خطبة رمضان شهر القرآن.


    والقرآن الكريم يصف أحوال أهل النار والجنة، ويصف الجنة ويقرب صنوف النعيم للعقل البشري فيمتلئ القلب شوقا، والنفس تطلعا إلى ذلك اليوم العظيم، إلى جنة تعجز الكلمات عن وصفها، والبيان عن بلوغ مدلولها ومعناها، قال الله ﷻ: (على سرر موضونة * متكئين عليها متقابلين * يطوف عليهم ولدان مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين * لا يصدعون عنها ولا ينزفون * وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون * وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون) ~ [الواقعة: ١٥-٢٣].
جاري التحميل ..
X