إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ذنوب ومعاصي رمضان تصرف صاحبها عن أبواب الخير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذنوب ومعاصي رمضان تصرف صاحبها عن أبواب الخير

    إن الذنوب والمعاصي تقسي القلب، وتصرف صاحبها عن أبواب الخير، فلنقدم بين يدي رمضان، توبة صادقة، فباب التوبة مفتوح، وفضل الرب ﷻ يغدو ويروح، يبسط يده بالليل، ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار، ليتوب مسيء الليل، ومن رحمته ينادي عباده فيقول: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم﴾ ~ [الزمر: ٥٣]، فإن كانت الإساءة منا كثيرة، فعفو الله أكثر، وإن كان الزلل منا عظيما، فمغفرته جل جلاله أعظم، وإن كثرت منا الخطايا، فرحمته أوسع، وفي سنن الترمذي: يقول الرب ﷻ في الحديث القدسي: "يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة".


    وإن من خير ما نستقبل به رمضان، تنقية النفوس من الشحناء، والكراهية والبغضاء، فرمضان موسم للصفح والعفو، وربنا -تبارك وتعالى- عفو يحب العفو، ويحب أهل العفو، فمن أراد أن يعفو الله عنه، فليعف عن خلقه، ومن أحب أن يتجاوز الله عنه، فليتجاوز عن عباده، فمن عامل الخلق باليسر والمسامحة، عامله الخالق بمثل ذلك في الدنيا والآخرة، والعفو في حق الأقربين آكد؛ لما تقتضيه القرابة من المخالطة، وما يتبع ذلك من حصول الإساءة.


    إخوة الإيمان: إن شهر الصيام، شهر العتق من النيران، من دار الذل والهوان، فلله -تبارك وتعالى- عتقاء من النار، في كل يوم وليلة من رمضان، فلنجتهد ما استطعنا، في إعتاق رقابنا، ولنر الكريم المنان من أنفسنا خيرا، بالتقرب إليه بأنواع الطاعات، من الفرائض والمستحبات، فالمحروم من حرم المغفرة في رمضان، ففي [سنن الترمذي] ~ : قال النبي ﷺ: "رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له" أي: التصق أنفه بالتراب، كناية عن الخسارة والهوان، وأما ثواب الصائمين، فذاك أمر مرده إلى الله، وقد وعد -سبحانه-، أن يوفى الصابرون أجرهم يوم القيامة بغير حساب؛ فالصيام من أعظم أنواع الصبر، ولا يعلم إلا الله، مقدار ثوابه ومضاعفة حسناته، ففي الصحيحين: قال الله ﷻ في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به".


    إن شهر رمضان -يا عباد الله- شهر لتزكية النفوس وتربيتها، وهو ميدان للاجتهاد في الطاعات، وتحصيل المحاسن والخيرات، والبعد عن المعاصي ومساوئ العادات، فلا يصح أن يتخذ الصيام ذريعة للتقصير في العمل، أو أن يكون ذريعة للتراخي والكسل، وحري بالمؤمن أن يستحضر ثواب النية الصالحة، واحتساب الأجر على الله، وكل في ميدانه؛ فالطلاب والطالبات، والمعلمون والمعلمات، في تحصيل العلم ونشره، ومنسوبو القطاع الصحي، في حفظ البدن ووقايته، ورجال أمننا في المحافظة على الأمن، والمرابطون في دفاعهم عن الوطن، وكل من كلف بواجب، فعليه أداؤه بصدق ونزاهة، وإخلاص وأمانة؛ وذلك يدخل في معنى التقوى، التي هي غاية الصيام وحكمته، ﴿يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ ~ [البقرة: ١٨٣]. وهناك الكثير لتطَّلِع عليه في خطبة عن آثار الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع. حريّ بك الاطلاع عليها.


    وحري بالآباء والأمهات، والمربين والمربيات، أن يغرسوا المفاهيم السليمة الصحيحة، في نفوس أبنائنا وبناتنا، لنخرج جيلا صالحا، محبا للخير وأهله، نافعا لوطنه وأمته.
جاري التحميل ..
X