إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسماء الأبناء "الذكور والإناق" حق أصيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسماء الأبناء "الذكور والإناق" حق أصيل


    لقد كثر الحديث حول حق اختيار أسماء الأبناء سواء البنات أو الذكور. فهذا الصغير الذي لا يدري ما الذي ينتظره في المستقبل، يحلم بأن يكون أحد أحق حقوقه أن يمتلك اسمًا طيبًا في هذه الحياة.


    إن اختيار الاسم للمولود الجديد ليس أمرًا هينا، فكم رأينا في المدارس والجامعات، وغيرها.. الكثير من التنمر الذي يسود بين البعض بسبب الاسم الذي يكون بين كل مجموعة.


    إن الأبناء الصالحين من أجل النعم على الوالدين، ومن أعظم المنح والمنن للناس أجمعين؛ فهم زينة الحياة وفلذات الأكباد، وسر النجاح لكل حاضر وباد، وهم امتداد لحياة آبائهم بعد مماتهم، وذكرهم الباقي بعد ذهابهم.


    وإن من أعظم مقاصد النكاح في الإسلام إنجاب الذرية الصالحة التي تعمر الأرض، وتحرس القيم، وتصنع العز، وتبني الأمم، وتصلح الدنيا والدين؛ ولهذا فقد رغب فيه النبيون والصالحون والخلق أجمعون، (هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء) [آل عمران:38]. كما أن ابتغاء الذرية الصالحة الناصحة من صفات عباد الرحمن (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما) [الفرقان:74].


    وقد أسدى الشرع المطهر للآباء من النصائح والتوجيهات، وألزمهم من الواجبات ما يضمن للأبناء إن قاموا بها ورعوها حق رعايتها حياة سعيدة، وسيرة حميدة، ونشأة مباركة، ومنقلبا محمودا؛ فقد جعل الله عز وجل الأبناء أمانة في أعناق الآباء، ومسؤولية تترتب عليها المؤاخذة والجزاء إن قصروا وأهملوا، والأجر الجزيل إن قاموا بالواجب وامتثلوا؛ فعن أنس رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل على أهل بيته» [أخرجه النسائي].


    ومن هنا كان لزاما على الآباء أن يقوموا بواجبهم تجاه أبنائهم، وأن يتحملوا المسؤولية التي كلفوا بها نحو فلذات أكبادهم؛ فعلى الأب: أن يحسن اختيار أم صالحة لأبنائه؛ تحنو عليهم، وتتفانى في تربيتهم، وتحفظه وإياهم في حضرته وغيبته، وترضعهم الأخلاق والقيم كما أرضعتهم اللبن؛ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» [أخرجه مسلم].


    ومن حق الولد على والده: أن يحسن اسمه، ويعق عنه، ويحلق شعر رأسه في اليوم السابـع من ولادته؛ فقد روى سمرة بن جندب رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال: «كل غلام رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق ويسمى» [أخرجه أبو داود وصححه الألباني].




    وعلى الأب أن يعلم أبناءه العقيدة الصحيحة والآداب المليحة؛ المستقاة من منابعها الأصيلة ومشاربها النبيلة؛ لئلا تميل بهم الأهواء أو تزل بهم الأقدام عن أصل الفطرة التي فطر الله الناس عليها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» [متفق عليه].


    وعليه أن يجنـبهم ما يضادها من العقائد الفاسدة، والأفكار المنحرفة الكاسدة، ومما يجب على الأب: أن يعلم أبناءه حق الله عليهم في عبادته والعمل في طاعته؛ ليشبوا على طاعة الله ورسوله ﷺ؛ فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : «مـروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع» [أخرجه أحمد وأبو داود وحسنه النووي].


    إن على الأب أن يربي أبناءه على مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، فيقومهم إذا اعوجوا، ويؤدبهم إذا انحرفوا، تأديبا بلا عنف ولا تطفيف، ولا يخرج عن ضوابط الشرع الحنيف، ولأن الابن يولد كالصفحة البيضاء النقية لم تتلوث فطرته بعد بالأفكار السامة والسلوكيات المنحرفة؛ فاملأ تلك الصفحة النقية بما تريد قبل أن يملأها غيرك بما لا تريد، وعوده محاسن الأخلاق النبوية، والقيم التربوية، وأصول الخير المرعية؛ فإن الخير عادة وسجية.


    واعلموا أن على الأب أن يأمر أبناءه بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، وأن يختار لهم صحبة صالحة تحثهم على الخير وتمنعهم من الشر؛ فإن الصاحب ساحب، والطبع سراق، والطيور على أشكالها تقع، وبالجملة: عليه أن يأمرهم بما يقرب من الجنان ويباعد من النيران؛ ائتمارا بأمر الملك الديان (ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم:6]، وذلك ينفع أعظم النفع إذا كان في حداثة أسنانهم ونعومة أظفارهم.


    ومن واجبات الآباء نحو أبنائهم: الإنفاق عليهم بالمعروف بحسب حاجة الأبناء وقدرة الآباء؛ عن عائشة رضي الله عنها أن هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم. فقال: «خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف » [متفق عليه]، ومن قصر في النفقة الواجبة مع القدرة عليها فهو آثم؛ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت» [أخرجه أحمد وأبو داود]. واعلموا أنه مما يجب عليـكم: أن تعدلوا بين أولادكم؛ فكما يحب الوالد أن يكون أولاده في البر سواء، فليعاملهم بالعدل والسواء.

    ومع كل هذا، يأتي الحق الأصيل وهو اختيار الاسم. وما نراه الآن من أُناسٍ يبحثون عن أسماء أولاد أو بنات على شبكة الانترنت، ما بين مواقع التواصل الاجتماعي أو الأوساط الاجتماعية، لهو شيء يدعو للتأمل ولو قليلا.

    فكيف يتم اختيار هذه الأسماء جزافًا وبدون التمعن والتفكر في معنى الاسم، والسؤال عن حكم التسمية به، هل هو حلال أم حرام.. استقيموا يرحمكم الله.
جاري التحميل ..
X