إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأملات في سورة (الفيل) دروس وعبر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأملات في سورة (الفيل) دروس وعبر

    ملخص هذه القصة أن أبرهة بنى بيتا عظيما وشيده ودعا الناس أن تحج إليه عام ويحج هو إلى الكعبة عام فأغاظ هذا الفعل بعض العرب فمثل أحدهم بهذا البنيان وقيل أنهم أحرقوه فأقسم أبرهة أن يهدم الكعبة وأن يقتلعها حجرا حجرا فذهب على رأس جيش عظيم تتقدمه الفيلة ولما وصل إلى الكعبة وأراد هدمها فإذا بالفيل لا يتقدم ناحية الكعبة إجلالا وتعظيما لبيت الله الحرام فإذا وجههوه ناحية الشام توجه وإذا وجههوه ناحية اليمن توجه أما ناحية الكعبة فلا.
    كل هذا والعرب ترقب المنظر من أعالي جبال مكة وفي خضم هذه الأحداث إذا بالسماء تنشق عن "طَيْر مِنَ الْبَحْرِ أَمْثَالَ الْخَطَاطِيفِ وَالْبَلَسَانِ مَعَ كُلِّ طَائِرٍ مِنْهَا ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ يَحْمِلُهَا: حَجَرٌ فِي مِنْقَارِهِ وَحَجَرَانِ فِي رِجْلَيْهِ أَمْثَالُ الْحُمُّصِ والعدس ولا يصيب مِنْهُمْ أَحَدًا إِلَّا هَلَكَ."(
    [
    تفسير ابن كثير ])

    وفي هذا يقول الحق أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) [الفيل: 1 - 5]
    "وقوله تعالى: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: يعني التبن الذي تسميه العامة هبور، وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ سَعِيدٍ: وَرَقُ الْحِنْطَةِ، وَعَنْهُ أَيْضًا: الْعَصْفُ التِّبْنُ وَالْمَأْكُولُ الْقَصِيلُ يُجَزُّ لِلدَّوَابِّ، وَكَذَلِكَ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: العصف القشرة التي على الحبة"([
    تفسير ابن كثير ])


    وبالتأمل في أحداث هذه القصة نجد دروسا ينبغي ان نستفيد منها في واقعنا المعاصر بل وسننا كونية ينبغي أن نؤمن بها .
    ومن هذه السنن أن الله ناصر دينه لا محالة وأن من يحارب دينه فلا شك أنه هالك ومعاقب في الدنيا قبل الآخرة بل لابد أن يكون عبرة لمن يعتبر ومثل هذه السنة تكررت في التاريخ كثيرا ولم تحدث مع أبرهة فقط بل حدثت قبله مع النمروذ الذي قال أنا أحي وأميت ومع فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى فينبغي علينا ان نكون متيقنين من نصر الله لدينه وأتباع دينه وهلاك من يحارب دين الله ويحارب بيوت الله (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [البقرة: 114].
    ومن السنن التي سنها الله -- أن المسجد تبع للعالم وليس العكس ويدل على هذا ماذكره صاحب مفاتيح الغيب من أن" قَوْلُهُ: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ مَذْكُورٌ فِي مَعْرِضِ التَّعَجُّبِ وَهَذِهِ الْأَشْيَاءُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى لَيْسَتْ عَجِيبَةً، فَمَا السَّبَبُ لِهَذَا التَّعَجُّبِ؟ الْجَوَابُ: مِنْ وُجُوهٍ أَحَدُهَا: أَنَّ الْكَعْبَةَ تَبَعٌ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْعِلْمَ يُؤَدَّى بِدُونِ الْمَسْجِدِ أَمَّا لَا مَسْجِدَ بِدُونِ الْعَالِمِ فَالْعَالِمُ هُوَ الدُّرُّ وَالْمَسْجِدُ هُوَ الصَّدَفُ"(
    [
    تفسير الرازي]) ونحن نرى في هذا الزمان العجب العجاب في زخرفة المساجد وزينتها لكن الدعاة ليسوا على المستوى المطلوب حتى المؤسسات الرسمية لاتهتم بالدعاة ولا بتنشئتهم التنشئة العلمية المناسبة بل جعلوا كليات الدعوة وأصول الدين والشريعة واللغة العربية في ذيل القائمة فلا يدخلها إلا ضعفاء الرأي قليلي الهمة في الغالب وهذا يؤدي إلى إفساد دين الناس إذا وسد الأمر لمن لا يستحق.

    أيضا تحدثنا السورة وتخبرنا بأن هناك من الناس من لايقبل الحق مهما حدث ولو رأى المعجزات بنفسه فهؤلاء أهل مكة أحاطو الكعبة بأصنام كثيرة ولما نجاهم الله بمعجزة رأوها بأعينهم وشاهدوها بعقولهم ظلوا يعبدون الأصنام وكأن شيئا لم يكن.
    وهذا يؤكد لنا شيئا مهما وهو أن العقل لايستقل بمعرفة الحق وحده بل لابد له من وحي يضبط تفكيره وعقيدته ويضعه على الطريق الصحيح فلا يضل مادام متمسكا بالوحي أم إن اتبع هواه فإنه ولاشك ضال مضل وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) [القصص: 50]
    ولعل هذا يفسر لنا ما نراه في واقعنا من تخبط في الفتاوى وتغير في المعايير بحجة المصلحة العامة والمصلحة الدعوية إلى غير ذلك من الحجج الواهية التي لا يقيم لها الشرع أو العقل السليم دليلا .


    ومن العجيب "أَنَّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ كَانُوا مَلَأُوا الْكَعْبَةَ مِنَ الْأَوْثَانِ مِنْ قَدِيمِ الدَّهْرِ، وَلَا شَكَّ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ أَقْبَحَ مِنْ تَخْرِيبِ جُدْرَانِ الْكَعْبَةِ، فَلِمَ سَلَّطَ اللَّهُ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ قَصَدَ التَّخْرِيبَ، وَلَمْ يُسَلِّطِ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ مَلَأَهَا مِنَ الْأَوْثَانِ؟ وَالْجَوَابُ: لِأَنَّ وَضْعَ الْأَوْثَانِ فِيهَا تَعَدٍّ عَلَى حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَخْرِيبَهَا تَعَدٍّ عَلَى حَقِّ الْخَلْقِ، وَنَظِيرُهُ قَاطِعُ الطَّرِيقِ، وَالْبَاغِي وَالْقَاتِلُ يُقْتَلُونَ مَعَ أَنَّهُمْ مُسْلِمُونَ، وَلَا يُقْتَلُ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْأَعْمَى وَصَاحِبُ الصَّوْمَعَةِ وَالْمَرْأَةُ، وَإِنْ كَانُوا كُفَّارًا، لِأَنَّهُ لَا يَتَعَدَّى ضَرَرُهُمْ إِلَى الْخَلْقِ"([تفسير الرازي]).وهذا درس آخر من الدروس المستفادة من السورة وهو أن الله يغفر لعباده بالتوبة ويصبر عليهم ذلك أن رحمته واسعة أما إذا تعلق الأمر بمصالح العباد وحقوقهم فإن الله ينصر المظلوم ويجعل الظالم عبرة لمن يعتبر.
    وأخيرا فإن القرآن الكريم معين لا ينضب وهذه التأملات نقطة في بحور القرآن أسأل الله عزو وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يرحم مشايخنا وعلمائنا وأن يغفر لآبائنا وأمهاتنا إنه بكل جميل كفيل.

    كتبه /محمد أبو العمايم
    ملتقى اهل التفسير


    لنا مع حادثة الفيل بعض الوقفات نستلهم منها الدروس والعبر والعظات :
    1 – أن قصه أصحاب الفيل كانت معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم وكانت إرهاصا ومقدمة له وتوكيدا لأمره وتمهيدا لشأنه يقول الماوردي في كتابه أعلام النبلاء صـــ185 ( لما دنا مولده الله صلى الله عليه وسلم تقاطرت آيات نبوته وظهرت آيات بركته فكان أعظمها شأنا وأشهرها عيانا وبيانا أصحاب الفيل.... إلى أن قال وآية الرسول في قصه الفيل أنه كان في زمانها حملا في بطن أمه بمكة ولأنه ولد بعد خمسين يوما من الفيل... فكانت آتيه في ذلك من وجهين :
    أحدهما: أنهم لو ظفروا لسبوا واسترقوا فأهلكهم الله تعالى لصيانة رسوله أن يجري عليه السبي حملاً وليدا.
    والثاني: أنه لم يكن لقريش من التأله ما يستحقون به دفع أصحاب الفيل عنهم ’ وما هم أهل كتاب لأنهم كانوا بين عابد صنم أو متدين وثن أو قائل بالزندقة أو مانع من الرجعة لكن ما أراده الله تعالى من ظهور الإسلام تأسيساً للنبوة وتعظيماً للكعبة وأن يجعلها قبلة للصلاة ومنسكا للحج ).


    قال شيخ الإسلام في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ص22 ( وكان جيران البيت مشركين يعبدون الأوثان ودين النصارى خير منهم فعلم بذلك أن هذه الآية لم تكن لأجل جيران البيت حينئذ بل كانت لأجل البيت أو لأجل النبي صلى الله عليه وسلم الذي ولد في ذلك العام عند البيت أو لمجموعها وأي ذلك كان فهو من دلائل نبوته ).
    قال ابن كثير في تفسيره " هذه من النعم التي امتن الله بها على قريش، فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل، الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو أثرها من الوجود، فأبادهم الله، وأرغم آنافهم، وخيب سعيهم، وأضل عملهم، وَرَدهم بشر خيبة. وكانوا قوما نصارى، وكان دينهم إذ ذاك أقرب حالا مما كان عليه قريش من عبادة الأوثان. ولكن كان هذا من باب الإرهاص والتوطئة لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه في ذلك العام ولد على أشهر الأقوال، ولسان حال القدر يقول: لم ننصركم يا معشر قريش على الحبشة لخيريتكم عليهم، ولكن صيانة للبيت العتيق الذي سنشرفه ونعظمه ونوقره ببعثة النبي الأمي ".

    2 – بيان شرف الكعبة التي كانت تعظم حتى من قبل المشركين ولذلك حسدهم أبرهة عليها وأراد هدمها وكان يريد صرف الشرف الحاصل للعرب بسبب الكعبة منهم ومن بلدهم إلى بلدته.

    3 – أن القوة لله جميعا وأن قوى البشر مهما عظمت وبلغت تتضاءل أمام قوة الله وأن البشر مهما تجبروا ومهما أوتوا من قوة مهم ضعاف أمام سلطان وقوته فأبرهة أرعد وأزبد ليهدمنّ الكعبة ولم تقف أمام مقصده القبائل العربية حتى من قاتله انتصر عليهم بل حتى قريش تخلت فانتهت الحماية البشرية ولم تبق إلا حماية الله وعندها جاءت جنود الله من السماء تحمل العذاب الأليم لأولئك المستكبرين وكانت النهاية بهلاكهم وإبادة خضرائهم قال تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ }الفيل(1-5)

    4 – قصة أصحاب الفيل قصة واحدة من قصص الظالمين المهلكين فالظلم عاقبته وخيمة قال تعالى{ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ * فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ} { فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

    5- أن العرب لا شيء بغير الإسلام فقبل الإسلام لم يكن لهم شأن يذكر ولا كيان يرهب بل لم يستطيعوا حماية البيت ولم يشأ الله أن يحمي بيته المشركون بل حماه بنفسه مما جعل العرب قاطبة تعظم هذا البيت المحمي من قبل الله ولما جاء الإسلام صار للعرب دور عالمي يؤيدونه ورسالة خالدة يبلغونها وينشرونها وأصبحت لهم دولة قوية يحسب لها ألف حساب وخرجوا بعد ذلك غزاة فاتحين مجاهدين في سبيل الله ينشرون نوره في الأرض وأخرجوا العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام فكان لهم وجود وقوة وقيمة وقيادة ترهب وسلطان يمتد حتى دخل الناس في دين الله أفواجا.

    ونحن نقول اليوم إنّ العرب بغير الإسلام لاشيء أبدا وإنّ العقيدة الصحيحة التي جعلت للعرب بالأمس شانا هي التي يمكن أن تعيد لهم سلطانهم ودورهم في الأرض اليوم فحين يصدق المسلمون في عقيدتهم وتوجههم لخالقهم فسيرد الله تعالى حينها كيد الكائدين في نحورهم ويدفع عنهم جميع قوى الأرض مهما كان حجمها وقوتها فالذي دفع كيد أصحاب الفيل وردهم خائبين خاسئين قادر علي دفع غيرهم من أمم الكفر الظالمة ’ وأصحاب الفيل لم يكونوا هم القوة الأولى ولا الأخيرة في هذا العالم ممن دمرهم الله وأهلكهم بظلمهم قال تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ} فالله يمهل ولا يهمل وأخذه اليم شديد { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } وهو الذي يهب القوة وهو القادر علي نزعها متى أراد جل شأنه.

    فحادثة الفيل تؤكد لنا نحن المسلمين أنه يجب علينا ألا نستسلم للباطل مهما انتفش أصحابه وأن لا نيأس من نصر الله حين نرى المسلمين يستضعفون هنا وهناك وتؤكد لنا الحادثة عدم الإحباط ونحن نرى القوى الكبرى تبطش وتقهر وتظلم وتفجر وتحل وتربط في قضايا العالم فربنا للظالمين بالمرصاد وكلما زاد الظلم تسارع السقوط فأين عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد؟ وأين ثمود الذين جابوا الصخر بالواد؟ وأين فرعون ذي الأوتاد؟ فقد صب عليهم ربك سوط عذاب؟ أين جحافل التتار الذين عاثوا في الأرض الفساد؟ وأين أصحاب الحملات الصليبية على مدى قرنين من الزمان؟ وأين أصحاب الحربين العالمية الأولى والثانية وما خلفتاه من دمار؟ فلا تيأسوا أيها المسلمون وثقوا بربكم واصدقوا في تمسككم بدينكم وابذلوا غاية جهدكم والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
    شبكة الالوكة
جاري التحميل ..
X