إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عام 2022 والحذر من بيع الأوهام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عام 2022 والحذر من بيع الأوهام

    عام 2022 والحذر من بيع الأوهام


    ياسين عز الدين

    مشكلة المتحمسين لما تسمى "نبوءة بسام جرار" وربطها بتواريخ محددة في عام 2022م لزوال الكيان الصهيوني تتمثل بعدة أمور سأتكلم عنها.

    أولًا: لو ناقشتهم سيعترفون بأنها مجرد اجتهاد قد يصيب أو يخطئ، لكن لو سمعوا أحدًا يشكك بها سيتهمونه بإنكار "وعد الله" وأن القرآن أصدق من كلامه، ويتهمون غير المقتنعين بالنبوءة أنهم حاقدون ويكابرون وغيرها من الاتهامات الكبيرة، وهذه لا تقال إلا لمن ينكر الحق المبين وليس لشخص ينكر اجتهادًا ويحاول إثبات وجهة النظر الأخرى.


    ثم لا تجد تصعيدًا ميدانيًا يحصل إلا ويتحمسون ويعتبرونه تأكيدًا على صدق النبوءة، ورغم تفاؤلي الكبير بما نشهده من أحداثٍ ميدانية وإيماني بأنها تمهيد لزوال الكيان الصهيوني، لكن ما زال أمامنا الكثير حتى نصل للمراحل الحاسمة في صراعنا مع الصهاينة.


    ثم لو سألتهم ماذا لو لم يحصل، سجيبونك "يكون الشيخ قد أخطأ وله أجر الاجتهاد".


    تريدون إجبار الناس على الإيمان بقضية وترفعون سقف توقعاتهم إلى السماء وتجعلونهم يبنون الأماني والآمال، ثم إن لم يحصل شيء فستقولون لهم "آسف، حظًا أوفر في المرة القادمة"؟ مع احترامي لكم هذا استخفاف بعقولنا.


    ما دام الموضوع اجتهادًا قد يحتمل الصواب والخطأ، كما تعترفون، فلماذا حولتموه إلى قضية إيمانية لا يشكك بها إلا منافق أو حاقد؟ لماذا المبالغة في تأكيد الموضوع وكأنه يقين وأنتم تعترفون بأنه ربما لن يحصل؟


    ثانيًا: في سبيل إقناع الناس يستحضرون أمثلة لما يقولون أنها سوابق للتنبؤ من خلال الأرقام والحسابات، مثل ما ينسب لأبن برجان من تنبئه الدقيق بتاريخ تحرير القدس على يد صلاح الدين، (أكاد أجزم أن الكلام المنسوب له دلسه أحدهم في كتابه بتاريخ لاحق لتحرير القدس).


    هذا منزلق خطير يقترب من الكهانة لكن بستار ديني، فالغيب لا يعلمه إلا الله "ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء" ولم يرد عن الرسول أو الصحابة أو أهل العلم من الفقهاء استخدام ما تسمى "الحسابات القرآنية" من أجل التنبؤ بالمستقبل، فضلًا عن تحويله لمنهج حياة بدلًا من العمل والعمل والعمل.


    ثالثًا: يتهمون من لا يصدق بأنهم "عقلانيون"، وليتها كانت تهمة، فالله سبحانه وتعالى كلفنا وأمرنا باستخدام عقولنا كما أمرنا بأن نعدّ ما استطعنا من قوة لمحاربة عدونا وعدو الله، والمنكرون ينطلقون من هذه القواعد الربانية، والإيمان بالوحي الذي نزل على محمد لا يتعارض مطلقًا مع استخدام العقل بل هو أمرنا بذلك.


    في الختام، الموضوع خطير جدًا فعدم تحقق النبوءة (وهو الأرجح) ستكون له تداعيات نفسية خطيرة، فلا تتأملوا ألا يكون رد فعلٍ سلبيٍ من الناس بعد أن تحلقوا بهم عاليًا ثم يهوي بهم الواقع إلى الأرض.


    ومن الضروري التأكيد على أن الاعتراض يخص تحديد تواريخ محددة للانتصار وزوال الكيان الصهيوني، أما الزوال بحد ذاته فهو يقين لا شك فيه، وهنالك من المؤشرات والمبشرات ما تقول لنا أن الموعد اقترب لكن دون تحديد تواريخ، وإن تراخينا أو انتكسنا (لا سمح الله) فسيبتعد الموعد.

  • #2
    رد: عام 2022 والحذر من بيع الأوهام

    بعد مرور يوم على بدء الفترة التي توقع الشيخ بسام جرار زوال "إسرائيل" خلالها ولم يحدث أي شيء غير عادي.


    أرجو من المتحمسين لنبوءته أن يهيؤوا أنفسهم لنسبة الـ 5% التي قال عنها الشيخ - أي نسبة فشل نبوءته وأن يقوموا بطي هذه الصفحة بعد انتهاء الفترة الزمنية، وأن نتعلم الدرس وقتها أن الانتصار يكون بالعمل وليس بالانتظار.


    وآمل أن لا يقوم المتحمسون للفكرة باختراع مواعيد وآجال جديدة مثل ما رأيت البعض يقول 2024م وآخرون 2027م ليس هكذا تورد الأبل.


    الشيء الذي أؤمن به هو قوله تعالى: "إن تنصروا الله ينصركم" "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، والانتصار على مرمى حجر لكنه لا يأتي بالانتظار وليس وجبة جاهزة نستلمها عند الطلب.


    ياسين عز الدين

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X