الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16):
نُلاحظ هُنا بأنَّ هذهِ الآية الكريمة إنما تأتي تكملة ومضافة للقسم في الآية السابقة والخاصة بالخُنَّس كونها أشارت إلى الأشياء المخفية من نجوم وكواكب رغم عظمتها وحجمها الكبير والتي ينظر إليها الإنسان المؤمن بكل عِز وافتخار أمَّا الإنسان الكافر فإنها لهُ خِزيٌ وعار.
أما إذا أردنا توضيح الأمر هُنا فإننا يجب أن نفهم هاتين الآيتين في هذا الفصل من الكتاب كالتالي:
قولهُ تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16))، يكون المقصود بهِ والله أعلم هو (ولسوف أقسم بكل تأكيد بالخُنَّس، كذلك سوف أقسم بكل تأكيد بالجواري الكُنَّس) وعليه فالخالق العزيز القدير عاد وأقسم وأكدَّ على القسم بالجوار الكُنَّس.
فما هي الجوار الكّنَّس وما أهميتها لتستحق القسم العظيم من رب العالمين؟
معنى الجوار الكُنَّس في اللغة أن تأوي الوحوش إلى مكانسها وهي المواضع أو الجحور التي تأوي الوحوش إليها عادةً، ولكوننا هُنا في هذا الكتاب نبحث عن سر الديناصورات والتي هي وحوش من دون شك، حينها يمكننا فهم الآية بأنَّ الله العزيز القدير بعد أن أقسم وأكد القسم بالنجوم العظيمة والغائبة عن أعين الناس، أضاف الخالق إلى ذلك القسم وذلك التأكيد بأن أقسم وأكَّد القسم بالوحوش العملاقة والعظيمة في أجسامها وهياكلها العظمية والتي تمَّ حشرها في مأواها الأخير ألا وهو باطن الأرض، وذلك كون هذا الأمر عبارة عن عمل عظيم وإنجاز كبير يصعب على غير الله أن يقوم بهِ و يتماشا مع عظمة إخفاء النجوم العظيمة عن أعين الناس.
وعليهِ فنحن هنا الآن بصدد تأكيد وتصديق شرحنا لأسرار الآيات في الفصل الأول والخاصة بمعنى تكوير الشمس وانكدار النجوم، كذلك تصديق شرحنا لأسرار الآيات الخاصة بمعنى حشر الوحوش حينما أشرنا إلى تلك الوحوش المحشورة بانَّها الديناصورات.
فنحن هنُا ليس أمام قسم مُجرَّد من المعنى أو المضمون، بل إنَّهُ قسم عظيم وبكل تأكيد، ولن يرتقي هذا القسم في الآيتين السابقتين لمستوى العظمة المطلوبة التي تمَّ تأكيدها بهذا القسم وبهذهِ القوة والإصرار، إلَّا أن يكون سراً عظيماً قد كان مخفي عن أعين الناس ولفترة طويلة فجاء هذا الكتاب ليكشفها أمام الملأ أجمعين.
ولم يحدث هذا الأمر لشيء سوى لأنَّ البشرية في وقتنا الحالي تعيش في زمن يتم فيهِ كشف الأسرار واحدة تلو الأخرى كما تمَّ توضيحهُ في كتاب (السر الأعظم أو سر الأسرار) المنشور في جزءهِ الأول والذي تمَّ تأليفه بعد دراستهُ ثُم نشرهُ من قبلنا نحن فقط ومن دون مساعدة أحد.
إذاً فَسِر الكواكب والنجوم الموجود في الأكوان والغائبة عن أعيننا وكذلك سِر الديناصورات والمخلوقات المتوحشة التي عاشت في الأزمان الغابرة قد تمَّ كشف بعضهِ هُنا وفي هذا الكتاب بالذات حيث إنَّ هذهِ الدراسة وهذهِ المعلومات غير المسبوقة، ولن يجدها أو يتطرق إليها أحد في الأوساط العلمية والفكرية المعروفة حالياً كذلك الدينية، وهو الذي يجعل من هذهِ المعلومة أن ترتقي إلى مفهوم السِر العظيم كما نعرفهُ وكما هو متداول بين البشر.
بعد أن تمَّ كشف هذا السِر نتوقع أن يبدأ المشككون في التشكيك بما جاءت بهِ آيات القسم في الفصل الثالث، حينها تبقى حجتنا بأن قسم الخالق ليس بهيِّن وإنَّ الآية إنما جاءت ليس لتؤكد تلك المعلومات والمفاهيم فقط، بل ولِتعظمها من خلال تغليظ القسم وتأكيده بالأساليب المتاحة.
فمما لا شكَّ فيهِ أنَّ كل الحيوانات والدواب على الأرض قديمها وحديثها، المتوحشة منها والأليفة ما هي إلا أمم من مجتمعات كالبشر، عاشت وتطورت وتنقلت من هُنا وهُناك لتُحقَّق مشيئة الله في خلقهِ سُبحانه، كما جاء في قولهِ تعالى من سورة الأنعام: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)).
وعليهِ فالديناصورات كحيوانات متوحشة ما هي إلا أمم عاشت على الأرض قبل أن يطأها الإنسان وذلك منذ ملايين السنين، ولقد كان وجودها ضرورياً لتهيئة الأرض وتجهيزها لسكنى البشر، فكل شيء في هذا الكون وكل مخلوق خلقهُ الله إنما خلقهُ بعلم وحكمة ولم يكن أبداُ من قِبل التفريط بالخلق أو الاستخفاف بهِ والعياذ بالله، أو أن يكون قد تمَّ خلقهُ وتنشئتهُ وإسكانهُ الأرض لملايين السنين هكذا من دون سبب ومن دون أن يُذكر في أيٍ من الكُتب السماوية، وكأنها مرحلة من عمر الأرض لا قيمة لها.
على الرغم من ذلك نجد أنَّ البشرية في هذا الزمان إنما تعيش بنعمة وفضل عظيم من رب العالمين الذي أوجد الجوار الكُنس عن طريق خلقها وتجهيزها وكنسها ومن ثُمَّ حشرها ليكون نتيجة هذا الفعل خير عظيم ونعمة كبيره يعيشها الإنسان في هذا الزمان ويتنعم بها من دون ان يذكر فضل الله عليهِ وفضل تخطيطه وتجهيزه لكل صغيرة وكبيرة في هذا الكون.
وها هو الخالق سُبحانهُ وتعالى يشير إلى تلك المخلوقات كالديناصورات في قرآنهِ العزيز، وعلى الرغم من ذلك يأتي الإنسان ويكذب بهذهِ الآيات بكل جحود ونكران لذلك الفضل، وفوق هذا وذاك يقرأ البشر قَسم الله العظيم وتأكيدهُ على كل معلومة مُدرجة في القرآن الكريم، لكن وبالرغم من ذلك يمر عليها مرور الكرام ومن دون أي اهتمام، فالله المُستعان.
محمد "محمد سليم" الكاظمي (المقدسي)
نُلاحظ هُنا بأنَّ هذهِ الآية الكريمة إنما تأتي تكملة ومضافة للقسم في الآية السابقة والخاصة بالخُنَّس كونها أشارت إلى الأشياء المخفية من نجوم وكواكب رغم عظمتها وحجمها الكبير والتي ينظر إليها الإنسان المؤمن بكل عِز وافتخار أمَّا الإنسان الكافر فإنها لهُ خِزيٌ وعار.
أما إذا أردنا توضيح الأمر هُنا فإننا يجب أن نفهم هاتين الآيتين في هذا الفصل من الكتاب كالتالي:
قولهُ تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16))، يكون المقصود بهِ والله أعلم هو (ولسوف أقسم بكل تأكيد بالخُنَّس، كذلك سوف أقسم بكل تأكيد بالجواري الكُنَّس) وعليه فالخالق العزيز القدير عاد وأقسم وأكدَّ على القسم بالجوار الكُنَّس.
فما هي الجوار الكّنَّس وما أهميتها لتستحق القسم العظيم من رب العالمين؟
معنى الجوار الكُنَّس في اللغة أن تأوي الوحوش إلى مكانسها وهي المواضع أو الجحور التي تأوي الوحوش إليها عادةً، ولكوننا هُنا في هذا الكتاب نبحث عن سر الديناصورات والتي هي وحوش من دون شك، حينها يمكننا فهم الآية بأنَّ الله العزيز القدير بعد أن أقسم وأكد القسم بالنجوم العظيمة والغائبة عن أعين الناس، أضاف الخالق إلى ذلك القسم وذلك التأكيد بأن أقسم وأكَّد القسم بالوحوش العملاقة والعظيمة في أجسامها وهياكلها العظمية والتي تمَّ حشرها في مأواها الأخير ألا وهو باطن الأرض، وذلك كون هذا الأمر عبارة عن عمل عظيم وإنجاز كبير يصعب على غير الله أن يقوم بهِ و يتماشا مع عظمة إخفاء النجوم العظيمة عن أعين الناس.
وعليهِ فنحن هنا الآن بصدد تأكيد وتصديق شرحنا لأسرار الآيات في الفصل الأول والخاصة بمعنى تكوير الشمس وانكدار النجوم، كذلك تصديق شرحنا لأسرار الآيات الخاصة بمعنى حشر الوحوش حينما أشرنا إلى تلك الوحوش المحشورة بانَّها الديناصورات.
فنحن هنُا ليس أمام قسم مُجرَّد من المعنى أو المضمون، بل إنَّهُ قسم عظيم وبكل تأكيد، ولن يرتقي هذا القسم في الآيتين السابقتين لمستوى العظمة المطلوبة التي تمَّ تأكيدها بهذا القسم وبهذهِ القوة والإصرار، إلَّا أن يكون سراً عظيماً قد كان مخفي عن أعين الناس ولفترة طويلة فجاء هذا الكتاب ليكشفها أمام الملأ أجمعين.
ولم يحدث هذا الأمر لشيء سوى لأنَّ البشرية في وقتنا الحالي تعيش في زمن يتم فيهِ كشف الأسرار واحدة تلو الأخرى كما تمَّ توضيحهُ في كتاب (السر الأعظم أو سر الأسرار) المنشور في جزءهِ الأول والذي تمَّ تأليفه بعد دراستهُ ثُم نشرهُ من قبلنا نحن فقط ومن دون مساعدة أحد.
إذاً فَسِر الكواكب والنجوم الموجود في الأكوان والغائبة عن أعيننا وكذلك سِر الديناصورات والمخلوقات المتوحشة التي عاشت في الأزمان الغابرة قد تمَّ كشف بعضهِ هُنا وفي هذا الكتاب بالذات حيث إنَّ هذهِ الدراسة وهذهِ المعلومات غير المسبوقة، ولن يجدها أو يتطرق إليها أحد في الأوساط العلمية والفكرية المعروفة حالياً كذلك الدينية، وهو الذي يجعل من هذهِ المعلومة أن ترتقي إلى مفهوم السِر العظيم كما نعرفهُ وكما هو متداول بين البشر.
بعد أن تمَّ كشف هذا السِر نتوقع أن يبدأ المشككون في التشكيك بما جاءت بهِ آيات القسم في الفصل الثالث، حينها تبقى حجتنا بأن قسم الخالق ليس بهيِّن وإنَّ الآية إنما جاءت ليس لتؤكد تلك المعلومات والمفاهيم فقط، بل ولِتعظمها من خلال تغليظ القسم وتأكيده بالأساليب المتاحة.
فمما لا شكَّ فيهِ أنَّ كل الحيوانات والدواب على الأرض قديمها وحديثها، المتوحشة منها والأليفة ما هي إلا أمم من مجتمعات كالبشر، عاشت وتطورت وتنقلت من هُنا وهُناك لتُحقَّق مشيئة الله في خلقهِ سُبحانه، كما جاء في قولهِ تعالى من سورة الأنعام: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)).
وعليهِ فالديناصورات كحيوانات متوحشة ما هي إلا أمم عاشت على الأرض قبل أن يطأها الإنسان وذلك منذ ملايين السنين، ولقد كان وجودها ضرورياً لتهيئة الأرض وتجهيزها لسكنى البشر، فكل شيء في هذا الكون وكل مخلوق خلقهُ الله إنما خلقهُ بعلم وحكمة ولم يكن أبداُ من قِبل التفريط بالخلق أو الاستخفاف بهِ والعياذ بالله، أو أن يكون قد تمَّ خلقهُ وتنشئتهُ وإسكانهُ الأرض لملايين السنين هكذا من دون سبب ومن دون أن يُذكر في أيٍ من الكُتب السماوية، وكأنها مرحلة من عمر الأرض لا قيمة لها.
على الرغم من ذلك نجد أنَّ البشرية في هذا الزمان إنما تعيش بنعمة وفضل عظيم من رب العالمين الذي أوجد الجوار الكُنس عن طريق خلقها وتجهيزها وكنسها ومن ثُمَّ حشرها ليكون نتيجة هذا الفعل خير عظيم ونعمة كبيره يعيشها الإنسان في هذا الزمان ويتنعم بها من دون ان يذكر فضل الله عليهِ وفضل تخطيطه وتجهيزه لكل صغيرة وكبيرة في هذا الكون.
وها هو الخالق سُبحانهُ وتعالى يشير إلى تلك المخلوقات كالديناصورات في قرآنهِ العزيز، وعلى الرغم من ذلك يأتي الإنسان ويكذب بهذهِ الآيات بكل جحود ونكران لذلك الفضل، وفوق هذا وذاك يقرأ البشر قَسم الله العظيم وتأكيدهُ على كل معلومة مُدرجة في القرآن الكريم، لكن وبالرغم من ذلك يمر عليها مرور الكرام ومن دون أي اهتمام، فالله المُستعان.
محمد "محمد سليم" الكاظمي (المقدسي)