طبعا هذا الكلام كفر وناتج عن سوء فهم الدين الذي اعتمدت روايته عن حديث (العقيدة)، والفصل بين "الذين ءامنوا" وبين "وعملوا الصالحات".. وضاعت من الحديث عن الدين آية "لا إكراه في الدين" حتى قال جهلة السلفية الجهادية انها "منسوخة"!
لقد أُضيف إلى حديث العقيدة ما ليس منها، فنتج عنه سوء فهم للدين، انتج في ما انتجه النموذج الذي نحن بصدده، وما حصل أمثاله في القرن العشرين حتى ارتسمت صورة الإسلام أنه "دين الإكراه في الدين" وهو دين الله الذي جعل _ العدل _ إسما من أسمائه الحسنى؛ فهل يأمر بالظلم، تعالى عما يصفون.
إنّ عقيدة الأنبياء واحدة. وهي أنه لا إله إلا الله. اختلفت بينهم التشريعات، في الوقت الذي ظلت بعض الأوامر عابرة للتشريعات مهما اختلف الأنبياء. فتجد مثلا أن ربنا يقول عن الصيام: كما كتب على الذين من قبلكم. وتجد ان ربنا يقول عن الزكاة في عهد المسيح عليه الصلاة والسلام: وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا.
فما صحح النبي في عقيدة إبراهيم شيئا. بل إنّ الله تعالى قال عن إبراهيم: قد كان لكم في إبراهيم أسوة حسنة. وقال إبراهيم عليه السلام: إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين. وتبرأ من عبادة الأصنام. أوليس هذا عينه ما فعله النبي إذ تبرأ من عبادة الأصنام ؟؟
فلكم ان تتصوّروا كم مثل هذا صدّقوا أن الإسلام هو دين "الإكراه في الدين" ! وضاع فيهم ان الإسلام دين العدل، وأن لا إكراه في الدين. فكيف سيؤمنون !؟ أوما قال سحرة فرعون بعد ما آمنوا: ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا ؟؟؟!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله
تعليق