سلسلة: جوانب مشرقة في جزء تبارك
سورة الملك
1- سورة الملك
موضوعات السورة :
قدرة الله في خلقه – الرد على إنكار الكافرين للبعث – مشهد عذاب الكافرين في السعير – عجز الأنداد والشركاء من دون الله
واما الجوانب التي اهتمت بها السورة :
أولا : الجانب الاعتقادي
1- تمجيد الله وتعظيمه فهو سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلى وذلك واضح في استهلال السورة بقوله تعالى :" تبارك " أي تعاظم وتعالى
2- الله سبحانه له الملك والقدرة المطلقة :" تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
3- الله سبحانه الخالق أي الموجد من عدم ، فهو الذي خلق الحياة وهو الذي خلق الموت (أي قدره أزلا) :" الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ"
4- مظاهر قدرة الله في خلقه : · خلق السماوات السبع الطباق والتحد ي بوجود خلل أو قصور فيها ولو دققت النظر مرارا وتكرارا "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ" · جعل النجوم زينة للسماء الدنيا ، وشهبا حارقة للشياطين التي تصعد للملأ الأعلى :" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ" · خلق الطير والتأمل في قدرتها على الطيران بإذن الله :" أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ". · خلق الانسان والسمع والأبصار والأفئدة :" قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ". وكل هذه المظاهر من خلق الله المبدع شاهدة على ألوهيته و وحدانيته ، وأما الذين كفروا به فجاء التهديد لهم بعذاب السعير:" وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ"
5- مشهد من عذاب الكافرين في جهنم : · وصف جهنم أنها تكاد تتقطع وتتمزق من الغيظ ويسمع لها شهيق وزفير وهي تغلي من حرها وكل ذلك في وصفها فكيف وصف حال من فيها :" إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ" · العذاب المعنوي والذي يضاف إلى العذاب الحسي للكافرين في النار وذلك بتوبيخ خزنة النار لهم على عدم ايمانهم :" كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ" · الاعتراف بالذنب حين لا ينفع الندم ، تزيد الكافرين حسرة على حسرتهم وهم يذوقون العذاب :" فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ"
6- الصورة المقابلة مشهد المؤمنين الذين يخشون ربهم في السر والعلن لهم البشري بالمغفرة والأجر الكبير :" إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"
7- تقرير حقيقة البعث والنشور بعد الموت ، فالذي خلق أول مرة قادر أن يعيد الخلق مرة أخرى :" قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ".
8- موعد الساعة لا يعلمه إلا الله ، وما على المؤمن إلا الاستعداد لها بالعمل الصالح :" وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ". ولكن موعدها قريب وعندها يجد الكافرين ما يسوؤهم :" فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ".
ثانيا : الجانب التربوي والأخلاقي
1- الاعتراف بالذنب فضيلة ، إن تدارك الإنسان نفسه بالرجوع عن الخطأ وتصحيح المسار وإلا كان الهلاك :" فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ"
2- سنة الابتلاء بالخير والشر والتي جعلها الله جارية في خلقه ليعلم الشاكر والجاحد فهذه الدنيا لا تدوم على حال ، ليكون المؤمن عند البلاء من الصابرين وعند الرخاء من الشاكرين :" لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا"
3- استخدام الجوارح كالسمع والبصر في الاهتداء الى الحق:" وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ"
4- مراقبة الله في السر والعلن ، وأن تستحي أن تأتي في العلن ما تستحي فعله في السر :" يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ " وقوله :" وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور".
5- الشعور بغاية الضعف والعجز أمام الله ، فلو سلبك الماء الذي تشربه فغاص في الأرض لما استطعت له وصولا :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ"
ثالثا : الجانب الدعوي والاجتماعي
1- " لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" قاعدة جليلة في تمحيص الأشخاص ومعرفة الكفاءات واختيار الأصلح
2- في السورة دعوة إلى التأمل والتفكر في خلق الله ( السماء ونجومها والأرض والسعي في مناكبها واستخراج خيراتها والتدبر في الطير وعملية الطيران ) :" هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" وبهذا التأمل والسعي يكون استثمار خيرات الأرض وعمرانها بالاختراعات والصناعات
3- الاستخدام الأمثل للجوارح كالسمع والبصر في اكتساب العلوم والمعارف بما ينفع الناس والمجتمع وإلا كانت وبالا على أصحابها :" وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ"
4- اختيار منهج الله كمنهج حياة عن المناهج الأخرى البشرية ، لأنه من عند الله وهو أعلم بخلقه وما يصلح لهم :" أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"
5- سنة الله في إهلاك الظالمين قائمة مهما اختلفت الأزمنة والأمكنة ، وأنه القادر على أن يرسل العذاب من فوقكم او من تحتكم على من كفر وطغى :" أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نذير".
6- أخذ العبرة والعظة في هلاك الأمم السابقة ، كي لا يصيبنا ما أصابهم :" وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ".
7- التوكل على الله وعدم الاغترار بقوة الطغاة والمستكبرين ، فإنهم لا يملكون من أسباب القوة شيئا :" أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ "
8- طريق الحق والهداية بما فيه من الأحكام والتشريعات التي تكفل سعادة الفرد والمجتمع في الدنيا والأخرة هو الأولى أن يتبع ، وشتان بين المؤمن البصير الذي يسير على نور من ربه ومن يمشي متخبطا لا يعرف طريق الصواب :" أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "
9- لا منجى من عذاب الله الا بالله ، فإليه يكون الالتجاء وعليه يكون الاعتماد :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ".
10- استخدام الدعاة في حوارهم مع الأخرين الحجج والبراهين الدالة على صدق دعوتهم ، كما استعرضت الآيات الأدلة الواضحة على قدرة الله وألوهيته استنادا إلى القاعدة القرآنية :" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ".
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
سورة الملك
1- سورة الملك
موضوعات السورة :
قدرة الله في خلقه – الرد على إنكار الكافرين للبعث – مشهد عذاب الكافرين في السعير – عجز الأنداد والشركاء من دون الله
واما الجوانب التي اهتمت بها السورة :
أولا : الجانب الاعتقادي
1- تمجيد الله وتعظيمه فهو سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلى وذلك واضح في استهلال السورة بقوله تعالى :" تبارك " أي تعاظم وتعالى
2- الله سبحانه له الملك والقدرة المطلقة :" تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
3- الله سبحانه الخالق أي الموجد من عدم ، فهو الذي خلق الحياة وهو الذي خلق الموت (أي قدره أزلا) :" الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ"
4- مظاهر قدرة الله في خلقه : · خلق السماوات السبع الطباق والتحد ي بوجود خلل أو قصور فيها ولو دققت النظر مرارا وتكرارا "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ" · جعل النجوم زينة للسماء الدنيا ، وشهبا حارقة للشياطين التي تصعد للملأ الأعلى :" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ" · خلق الطير والتأمل في قدرتها على الطيران بإذن الله :" أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ". · خلق الانسان والسمع والأبصار والأفئدة :" قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ". وكل هذه المظاهر من خلق الله المبدع شاهدة على ألوهيته و وحدانيته ، وأما الذين كفروا به فجاء التهديد لهم بعذاب السعير:" وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ"
5- مشهد من عذاب الكافرين في جهنم : · وصف جهنم أنها تكاد تتقطع وتتمزق من الغيظ ويسمع لها شهيق وزفير وهي تغلي من حرها وكل ذلك في وصفها فكيف وصف حال من فيها :" إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ" · العذاب المعنوي والذي يضاف إلى العذاب الحسي للكافرين في النار وذلك بتوبيخ خزنة النار لهم على عدم ايمانهم :" كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ" · الاعتراف بالذنب حين لا ينفع الندم ، تزيد الكافرين حسرة على حسرتهم وهم يذوقون العذاب :" فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ"
6- الصورة المقابلة مشهد المؤمنين الذين يخشون ربهم في السر والعلن لهم البشري بالمغفرة والأجر الكبير :" إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"
7- تقرير حقيقة البعث والنشور بعد الموت ، فالذي خلق أول مرة قادر أن يعيد الخلق مرة أخرى :" قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ".
8- موعد الساعة لا يعلمه إلا الله ، وما على المؤمن إلا الاستعداد لها بالعمل الصالح :" وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ". ولكن موعدها قريب وعندها يجد الكافرين ما يسوؤهم :" فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ".
ثانيا : الجانب التربوي والأخلاقي
1- الاعتراف بالذنب فضيلة ، إن تدارك الإنسان نفسه بالرجوع عن الخطأ وتصحيح المسار وإلا كان الهلاك :" فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ"
2- سنة الابتلاء بالخير والشر والتي جعلها الله جارية في خلقه ليعلم الشاكر والجاحد فهذه الدنيا لا تدوم على حال ، ليكون المؤمن عند البلاء من الصابرين وعند الرخاء من الشاكرين :" لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا"
3- استخدام الجوارح كالسمع والبصر في الاهتداء الى الحق:" وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ"
4- مراقبة الله في السر والعلن ، وأن تستحي أن تأتي في العلن ما تستحي فعله في السر :" يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ " وقوله :" وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور".
5- الشعور بغاية الضعف والعجز أمام الله ، فلو سلبك الماء الذي تشربه فغاص في الأرض لما استطعت له وصولا :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ"
ثالثا : الجانب الدعوي والاجتماعي
1- " لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" قاعدة جليلة في تمحيص الأشخاص ومعرفة الكفاءات واختيار الأصلح
2- في السورة دعوة إلى التأمل والتفكر في خلق الله ( السماء ونجومها والأرض والسعي في مناكبها واستخراج خيراتها والتدبر في الطير وعملية الطيران ) :" هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" وبهذا التأمل والسعي يكون استثمار خيرات الأرض وعمرانها بالاختراعات والصناعات
3- الاستخدام الأمثل للجوارح كالسمع والبصر في اكتساب العلوم والمعارف بما ينفع الناس والمجتمع وإلا كانت وبالا على أصحابها :" وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ"
4- اختيار منهج الله كمنهج حياة عن المناهج الأخرى البشرية ، لأنه من عند الله وهو أعلم بخلقه وما يصلح لهم :" أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"
5- سنة الله في إهلاك الظالمين قائمة مهما اختلفت الأزمنة والأمكنة ، وأنه القادر على أن يرسل العذاب من فوقكم او من تحتكم على من كفر وطغى :" أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نذير".
6- أخذ العبرة والعظة في هلاك الأمم السابقة ، كي لا يصيبنا ما أصابهم :" وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ".
7- التوكل على الله وعدم الاغترار بقوة الطغاة والمستكبرين ، فإنهم لا يملكون من أسباب القوة شيئا :" أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ "
8- طريق الحق والهداية بما فيه من الأحكام والتشريعات التي تكفل سعادة الفرد والمجتمع في الدنيا والأخرة هو الأولى أن يتبع ، وشتان بين المؤمن البصير الذي يسير على نور من ربه ومن يمشي متخبطا لا يعرف طريق الصواب :" أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "
9- لا منجى من عذاب الله الا بالله ، فإليه يكون الالتجاء وعليه يكون الاعتماد :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ".
10- استخدام الدعاة في حوارهم مع الأخرين الحجج والبراهين الدالة على صدق دعوتهم ، كما استعرضت الآيات الأدلة الواضحة على قدرة الله وألوهيته استنادا إلى القاعدة القرآنية :" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ".
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
سلسلة: جوانب مشرقة في جزء تبارك -
سورة القلم
2- سورة القلم
موضوعات السورة :
التهم والأكاذيب التي يدعيها المكذبون بالدعوة – قصة أصحاب الجنة – رد الحجج الباطلة للمكذبين – قصة يونس والعبرة منها.
واما الجوانب التي اهتمت بها السورة :
أولا : الجانب الاعتقادي
1- جزاء المتقين عند الله جنات النعيم :"إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ " والتقوى هي أن تجعل بينك وبين محارم الله وقاية
2- الله عادل ، وليس من العدالة أن يسوى بين المسلمين والكافرين :" أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ" وتأمل كيف سمت الآية الكافرين بالمجرمين لأنهم أجرموا في حق أنفسهم وفي حق غيرهم ، وهل هناك جريمة أعظم من الكفر والشرك بالله؟!
3- الرد على حجج المكذبين بأكثر من أسلوب لإفحامهم وإقامة الحجة عليهم :" أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ" وكذلك قوله تعالى :" أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ "
4- موقف الخوف والهلع يوم القيامة ، حيث الناس يغشاهم الذل ، وتخشع أبصارهم :" يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ" وعندها لا ينفع الندم ولا فرصة للعمل الصالح وقد كانوا قادرين على فعله في الدنيا :" وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ".
5- بطش الله شديد بكل من كذب بهذا الدين ، فإن الله يعطيهم من أسباب القوة في هذه الدنيا استدراجا لهم ، وكيد الله واقع بهم لا محالة :" فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ".
6- حلم الله وستره ، فضل من الله ونعمة يكرم به عباده الصالحين :" لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ".
ثانيا : الجانب التربوي والأخلاقي
1- المهم تزكية الله لك لا تزكية الناس ، فالله هو الذى زكى نبيه ووصفه بأنه على خلق عظيم :" وإنك لعلى خلق عظيم ".وكذلك قوله تعالى :" إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ".
2- في السورة نهي عن جملة من الأخلاق السيئة التي لا ينبغي للمسلم أن يتصف بها · كثرة الكذب :" فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ ". · كثرة الحلف :" وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ". · الغيبة والمشي بالنميمة بين الناس بغرض الإفساد "هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ · منع الخير عن الناس والاعتداء عليهم " مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ" · الفحش واللؤم أو الغلظة مع الجلافة " عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ " وهذه الصفات تلحق العار بصاحبها لذلك قال الله بعدها :" سنسمه على الخرطوم " أي سنلحق به عارا لا يفارقه كالوسم على الأنف .
3- الاعتزاز بالمال والبنين سبب للكبر والطغيان :" أن كان ذا مال وبنين ".
4- الندم واستدراك الخطأ مطلب تربوي لتصحيح المسار :" قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ"
5- الدعاء والتضرع إلى الله أن يعوضك عن كل خسارة تخسرها ، فهو المعطي والرازق " عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ "
6- كل ما يلحق بك من شدة وعذاب في هذه الدنيا هين أمام عذاب الأخرة :" كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"
ثالثا : الجانب الدعوي والاجتماعي
1- أهمية العلم لتقدم المجتمعات وأداته القلم ، فبه تسطر المؤلفات والإنجازات ويحفظ تراث الأمم والشعوب :" والقلم وما يسطرون ".
2- الدعاة معرضون لكل التهم والأكاذيب التي يرميهم بها المكذبون لدعوتهم ، فهذا ما حصل للأنبياء مع أقوامهم حيث رمى كفار قريش الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالجنون ونفى الله عنه ذلك فقال :" ما أنت بنعمة ربك بمجنون "
3- الداعية لا ينتظر الأجر والثواب إلا من الله :" وإن لك لأجرا غير ممنون " أي غير مقطوع وما أعظم وأحسن هذا الثواب حين يكون من الله
4- على الداعية ان يكون على خلق عظيم ليكون قدوة :" وإنك لعلى خلق عظيم "
5- الأيام دول ، والأقدار تسير بأمر الله وعلى الإنسان أن لا يستعجل النتائج :" فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ "
6- الصراع بين الحق والباطل قديم ومستمر ، والناس صنفان صالحون وفاسدون ، ضالون ومهتدون :" إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"
7- الثبات على المبادئ وعدم التنازل عنها عند التفاوض مع الخصوم والأعداء :" وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ"
8- افتراء الحجج الواهية لرفض الحق سمة المكذبين :" إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ"
9- عدم إخراج حق الفقير في المال سبب لمحق البركة ، وإتلاف المال وتنافر المجتمع كما في قصة أصحاب الجنة :" إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ" ولا يستثنون : أي حصة الفقراء من ثمار بستانهم
10- العدالة مطلب اجتماعي ، فلا يجوز المساواة بين المحسنين والمسيئين وبين أصحاب الكفاءة والعلم وبين الجاهلين :" أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ "
11- يقين الداعية بوعد الله وإهلاك المكذبين فيه تسلية وصبر وتثبيت على الطريق ، فالعاقبة للمتقين :" فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ".
12- صبر الداعية على ما يلاقيه في طريق الدعوة ، والاقتداء بمن سار عليه من الأنبياء كما في ذكر يونس عليه السلام في آخر السورة وفيه تسلية للنبي – صلى الله عليه وسلم -:" فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ".
13- لقد كتب الله لهذا الدين الخلود في الأرض لأنه الدين الحق ، ولما أراده الله من عالمية الرسالة الخاتمة فهو الدين الصالح لكل زمان ومكان ، وعلى الأمة أن تقوم بواجبها في تبليغ هذه الدعوة لكل الآفاق :" وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ".
كتبه: عمر محمود أبو أنس
اسلاميات
يتبع
سورة القلم
2- سورة القلم
موضوعات السورة :
التهم والأكاذيب التي يدعيها المكذبون بالدعوة – قصة أصحاب الجنة – رد الحجج الباطلة للمكذبين – قصة يونس والعبرة منها.
واما الجوانب التي اهتمت بها السورة :
أولا : الجانب الاعتقادي
1- جزاء المتقين عند الله جنات النعيم :"إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ " والتقوى هي أن تجعل بينك وبين محارم الله وقاية
2- الله عادل ، وليس من العدالة أن يسوى بين المسلمين والكافرين :" أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ" وتأمل كيف سمت الآية الكافرين بالمجرمين لأنهم أجرموا في حق أنفسهم وفي حق غيرهم ، وهل هناك جريمة أعظم من الكفر والشرك بالله؟!
3- الرد على حجج المكذبين بأكثر من أسلوب لإفحامهم وإقامة الحجة عليهم :" أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ" وكذلك قوله تعالى :" أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ "
4- موقف الخوف والهلع يوم القيامة ، حيث الناس يغشاهم الذل ، وتخشع أبصارهم :" يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ" وعندها لا ينفع الندم ولا فرصة للعمل الصالح وقد كانوا قادرين على فعله في الدنيا :" وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ".
5- بطش الله شديد بكل من كذب بهذا الدين ، فإن الله يعطيهم من أسباب القوة في هذه الدنيا استدراجا لهم ، وكيد الله واقع بهم لا محالة :" فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ".
6- حلم الله وستره ، فضل من الله ونعمة يكرم به عباده الصالحين :" لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ".
ثانيا : الجانب التربوي والأخلاقي
1- المهم تزكية الله لك لا تزكية الناس ، فالله هو الذى زكى نبيه ووصفه بأنه على خلق عظيم :" وإنك لعلى خلق عظيم ".وكذلك قوله تعالى :" إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ".
2- في السورة نهي عن جملة من الأخلاق السيئة التي لا ينبغي للمسلم أن يتصف بها · كثرة الكذب :" فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ ". · كثرة الحلف :" وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ". · الغيبة والمشي بالنميمة بين الناس بغرض الإفساد "هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ · منع الخير عن الناس والاعتداء عليهم " مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ" · الفحش واللؤم أو الغلظة مع الجلافة " عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ " وهذه الصفات تلحق العار بصاحبها لذلك قال الله بعدها :" سنسمه على الخرطوم " أي سنلحق به عارا لا يفارقه كالوسم على الأنف .
3- الاعتزاز بالمال والبنين سبب للكبر والطغيان :" أن كان ذا مال وبنين ".
4- الندم واستدراك الخطأ مطلب تربوي لتصحيح المسار :" قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ"
5- الدعاء والتضرع إلى الله أن يعوضك عن كل خسارة تخسرها ، فهو المعطي والرازق " عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ "
6- كل ما يلحق بك من شدة وعذاب في هذه الدنيا هين أمام عذاب الأخرة :" كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"
ثالثا : الجانب الدعوي والاجتماعي
1- أهمية العلم لتقدم المجتمعات وأداته القلم ، فبه تسطر المؤلفات والإنجازات ويحفظ تراث الأمم والشعوب :" والقلم وما يسطرون ".
2- الدعاة معرضون لكل التهم والأكاذيب التي يرميهم بها المكذبون لدعوتهم ، فهذا ما حصل للأنبياء مع أقوامهم حيث رمى كفار قريش الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالجنون ونفى الله عنه ذلك فقال :" ما أنت بنعمة ربك بمجنون "
3- الداعية لا ينتظر الأجر والثواب إلا من الله :" وإن لك لأجرا غير ممنون " أي غير مقطوع وما أعظم وأحسن هذا الثواب حين يكون من الله
4- على الداعية ان يكون على خلق عظيم ليكون قدوة :" وإنك لعلى خلق عظيم "
5- الأيام دول ، والأقدار تسير بأمر الله وعلى الإنسان أن لا يستعجل النتائج :" فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ "
6- الصراع بين الحق والباطل قديم ومستمر ، والناس صنفان صالحون وفاسدون ، ضالون ومهتدون :" إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"
7- الثبات على المبادئ وعدم التنازل عنها عند التفاوض مع الخصوم والأعداء :" وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ"
8- افتراء الحجج الواهية لرفض الحق سمة المكذبين :" إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ"
9- عدم إخراج حق الفقير في المال سبب لمحق البركة ، وإتلاف المال وتنافر المجتمع كما في قصة أصحاب الجنة :" إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ" ولا يستثنون : أي حصة الفقراء من ثمار بستانهم
10- العدالة مطلب اجتماعي ، فلا يجوز المساواة بين المحسنين والمسيئين وبين أصحاب الكفاءة والعلم وبين الجاهلين :" أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ "
11- يقين الداعية بوعد الله وإهلاك المكذبين فيه تسلية وصبر وتثبيت على الطريق ، فالعاقبة للمتقين :" فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ".
12- صبر الداعية على ما يلاقيه في طريق الدعوة ، والاقتداء بمن سار عليه من الأنبياء كما في ذكر يونس عليه السلام في آخر السورة وفيه تسلية للنبي – صلى الله عليه وسلم -:" فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ".
13- لقد كتب الله لهذا الدين الخلود في الأرض لأنه الدين الحق ، ولما أراده الله من عالمية الرسالة الخاتمة فهو الدين الصالح لكل زمان ومكان ، وعلى الأمة أن تقوم بواجبها في تبليغ هذه الدعوة لكل الآفاق :" وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ".
كتبه: عمر محمود أبو أنس
اسلاميات
يتبع
تعليق