رمضان من الازمنة التي لها خصوصيتها ولا بد من إنزاله منزلته ومعرفة قدره وإلا كان الهلاك بدلا من أن يكون منحة يقلبه المقصر نقمة بنص قول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ..
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمِنْبَرَ ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى الدَّرَجَةِ قَالَ : " آمِينَ " ، ثُمَّ وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى الثَّانِيَةِ فَقَالَ : " آمِينَ " ، ثُمَّ وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى الثَّالِثَةِ فَقَالَ : " آمِينَ " ، ثَلاثًا : فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ وَنَزَلَ ، ذَكَرُوا ذَلِكَ فَقَالَ : " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ اسْتَقْبَلَنِي حِينَ وَضَعْتُ رِجْلِي عَلَى الدَّرَجَةِ الأُولَى ، فَقَالَ : مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، قُلْ : آمِينَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ . فَلَمَّا صَعِدْتُ إِلَى الثَّانِيَةِ فَقَالَ : مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، قُلْ : آمِينَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ . فَلَمَّا صَعِدْتُ الثَّالِثَةَ ، قَالَ : مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، قُلْ : آمِينَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ " .فلا بد من معرفة الهدف من رمضان وأن نقدره قدره ليكون الاستعداد لرمضان سليما ،فالكل يستعد ويهيئ نفسه حسب هدفه وغايته فالتاجر يستعد ببضاعته ،..... والفضائيات تستعد ببرامجها ،.......وأصحاب المقاهي ولنوادي والفنادق يستعدون على طريقتهم ...إذا فالكل يستعد وخاصة شياطين الانس برامجهم وإفسادهم ،فكيف يغيب اهل رمضان عن الاستعداد له ؟!!
والسؤال هنا رمضان محطة لمن وهو ضيف على من ؟؟ هل هو للعصاة الغافلين ؟؟أم انه لأهل الأهواء والشهوات ؟؟
هل رمضان للكفرة وغير المسلمين ؟؟
ام إن رمضان محطة تربوية ربانية لأهل الايمان يتزودون من خلاله بالأجور والحسنات من خلال تقديم الطاعات ويهذبون النفس ويطوعونها لترتقي وتتزكى بأخلاقها من خلال تقويم السلوك والعادات .
لو أن ضيفا سيحل على أناس ليكرمهم فهل يجوز ان يستعد لاستقباله كل سكان المنطقة سوى الذين سينزل ضيفا عليهم ؟!! ويكأن هذا ما يكون من بعض أهل الالتزام إذ يفرطون ويقصرون في استقبال شهر الخير والبركة في الوقت الذي يعد كل عدته حسب مصلحته لاستقبال شهر رمضان .
فما دمنا عرفنا فضل وقيمة هذا الشهر فلا بد حقيقة من اعداد العدة وتحضير النفس لاستقباله واستغلاله ،خاصة اذا عرفنا ان اهل الضلالة يستعدون له وينوب شياطين الانس مكان من يغل ويقيد من شياطين الجن، والعجيب ان موسم رمضان وجد للصالحين لاستغلاله فنجدهم يفرطون فيه ويجهد المفسدون لإبطاله على كل من ينوي الاستفادة منه بشتى الجهود والصور كالعمل على اضاعة وقت الصائمين من خلال المسلسلات والحفلات والسهرات وغيرها
تعليق