تثير استياء ذوي مشاريع صغيرة
جدل حول حملة إزالة التعديات على شبكة الكهرباء بغزة
جدل حول حملة إزالة التعديات على شبكة الكهرباء بغزة
غزة-إبراهيم مقبل - صفا
تباينت ردود أفعال مواطنين تجاه إعلان شركة توزيع الكهرباء في محافظات قطاع غزة، أنها بصدد اتخاذ إجراءات صارمة؛ لإزالة التعديات الجارية على شبكة الكهرباء من شبكات وكوابل ومعدات انترنت، وكوابل مولدات التيار الكهربائي الخاصة.
ورأى بعض المواطنين أن تلك الإجراءات لا تهدف إلا إلى التنغيص على بعض سكان القطاع في ظل الواقع المعيشي الصعب الذي يعيشونه، وخاصة أصحاب المشاريع الصغيرة؛ ممن لا يملكون دخلًا.
فيما أيّد آخرون الخطوة، ولاموا الشركة لتأخرها بتنظيم قطاع الكهرباء، عاديّن تلك التعديات سببًا مباشرًا لتقلّص ساعات وصول الكهرباء وإرهاق الشبكة.
واعتبرت شركة التوزيع انتشار تلك التعديات انتهاكًا للممتلكات العامة، ومخالفة قانونية، ودعت المخالفين لإزالة التعديات فورًا، تجنبًا للمساءلة القانونية، والمخالفات المالية.
وينتشر في قطاع غزة مجموعة كبيرة من موزعي شبكات الإنترنت وموزعي التيار الكهربائي الخاص، مستخدمينَ في تمديداتهم وأعمالهم؛ البُنية الخاصة بشركة توزيع الكهرباء من أعمدة.
تفريغ للعجز
ونادى عرابي الشركة بضرورة إيجاد بتوفير الكهرباء بشكل دائم، ومن ثم القيام بحملات لإزالة تلك الكوابل، وقال: "يجيبوا الكهرباء؛ بعدين يعملوا حملات ويسجنوا كل واحد بمدد كوابل".
وعدَّ تلك الخطوة تفريغا للعجز الذي تمر به الشركة وعدم تمكنها من إدارة الواقع الكهربائي، وإلقائه في حجر المواطنين.
المسؤول المباشر
فيما أيد المواطن محمد عماد محاربة شركة الكهرباء لتلك التعديات، واعتبرها المسؤول المباشر لتقلّص ساعات وصل الكهرباء التي تأتي لمنطقة سكنه.ولفت إلى تلك الكوابل قد أدت في إحدى المرات لانقطاع الكهرباء عن منطقتهم لأكثر من 7 ساعات، وهي جُلّ ساعات الوصل التي تمنحها الشركة.
وتخوف عماد من أن المولدات المنتشرة بكثرة في القطاع، من الممكن أن تشكل كوارث محققة، وقال: "إلّي بدو يعمل مشروع تجاري خاص –مولدات الاشتراكات الخاصة-ويوزع كهرباء بدو يوفر شروط تنظيم وأمان".
ولام عماد الشركة لتأخرها بتنظيم قطاع الكهرباء، آملًا أن تكون تلك الخطوة على طريق علاج هذه الظاهرة.
تهديد
إزالة شركة الكهرباء للتعديات؛ تمثل تهديدًا مباشرًا للشاب محمود كلّاب، فهو يعمل على توزيع الإنترنت محليًا في منطقة الشاطئ، مستخدمًا تلك الأعمدة في تمديد أسلاك الإنترنت.كلّاب أوضح لوكالة "صفا" أن إزالة كوابل الإنترنت الخاصة به سيقود إلى جلوسه خاوي اليدين دون عمل، وهو ما اعتبره تهديدًا لمصدر رزقه الوحيد.
ونفى أن تؤثر كوابل الإنترنت على شبكة الكهرباء، موضحًا أنه يعلقها على ارتفاع أخفض من أسلاك الكهرباء التابعة للشركة.
ويأمل موزع الإنترنت ألا تُقدم الشركة على هذه الخطوة، لكل يحافظ على مصدر رزقه الوحيد.
زيادة مضطردة
مسؤول العلاقات العامة بشركة الكهرباء بمدينة غزة محمد ثابت قال إنهم لمسوا في الفترة الأخيرة زيادة مضطردة في أعداد الأسلاك الموضوعة على أعمدة الشركة، ولفت إلى أن الخطوة ليست متأخرة، فنحن نعمل من فترات طويلة على إزالتها.وبين ثابت لوكالة "صفا" أن كوابل الإنترنت ومولدات الاشتراكات الخاصة هي جزء من التعديات الجارية على الشبكة، ويرافقها تمديدات خطوط "القلاب" والتي يستغل البعض أسلاك الإنترنت في توصيلها للتيار الكهربي.
ولفتت إلى أن التعديات تشكل خطرًا حقيقيًا على المواطنين، كما تؤثر على جودة الخدمات التي تقدمها الشركة للجمهور.
معايير
وأشار إلى أن تلك التمديدات لا تأخذ بعين الاعتبار معايير الأمن والسلامة عند تمديدها، لافتًا أن وجودها أدى إلى قطع التيار الكهربائي عن بعض المناطق نتيجة حدوث تماس بين الأسلاك.وأوضح أن تمديدات الكوابل الأخرى تؤثر على سلامة المواطنين، وجداول الكهرباء المقدمة من الشركة، ويجب على أصحابها إيجاد بدائل بعيدًا عن شبكة شركة الكهرباء.
وبين أن أيَّ احتراق يجري في مكونات الشبكة، لا تتمكن الشركة من تعويضه؛ لوجود أزمة مالية تمر بها الشركة، داعيًا المخالفين لإزالة تلك التعديات لتقديم خدمة تليق بالمواطنين.
وتتعرض سلطة الطاقة وشركة توزيع كهرباء غزة إلى حملات انتقاد مستمرة على خلفية تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي في القطاع وتكرار توقف محطة التوليد الوحيدة.
ويغذي جدول التوزيع القائم حاليًا، القطاع بثماني ساعات وصل مقابل ثماني ساعات قطع، الأمر الذي يدفع السكان إلى اللجوء لاستخدام طرق بديلة لتوفير التيار، ومنها الاشتراك بخطوط مولدات كهربائية بمقابل مادي.
تعليق