إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.



    في ذكرى وفاة شيخ فلسطين عبدالكريم الكحلوت
    نستذكر هنا ما خطه الكُتاب في مقالاتهم عن ذلك الشيخ
    الذي افنى حياته في خدمة الدين كيف لا وهو احد كبار علماء فلسطين ومفتي قطاع غزة
    الذي يعد حجر الزاوية في منظومة العلم على مدار سنين طوال في فلسطين الى ان وافته المنية في العام 2014



    ...

    نبذه عن الشيخ عبدالكريم الكحلوت:

    "ولد العلامة الشيخ عبد الكريم الكحلوت البصير بقلبه في قرية نعليا ( قضاء عسقلان ) في 15 ديسمبر 1935، وهاجر مع أسرته إلى غزة عندما وقعت كارثة فلسطين عام 1948، وأنهى علومه الدراسية في المعاهد الأزهرية بمصر عام 1960، وحصل على ليسانس الشريعة والقانون من الأزهر عام 1966، وتتلمذ على أيدي علماء الأزهر أمثال الشيخ محمود وفا، الشيخ أحمد عبد القادر الماوي، الشيخ الساكت، الشيخ محمود شهدة، الشيخ محمد ضيف الله.. وغيرهم.
    عين عام 1971 مدرساً بالمعهد الديني الأزهر بغزة لمـدة 23 سنة، واختير خلالها موجهاً للمواد الشرعية واللغوية بالمعهد الديني لمدة 8 سنوات، وكان أميناً للجنة الفتوى بالمعهد لمدة 10 سنوات، واختير عضواً في لجنة اختيار المدرسين للمعهد لمدة 15 سنة، وفي عام 1978 عين مدرساً بالجامعة الإسلامية بغزة لمدة ثمانية عشر عاماً حتى عام 1996، واختير مقرراً للجنة المناهج في الكلية الشرعية بالجامعة الإسلامية، كما عمل في عام 1994 مدرساً بجامعة الأزهر بغزة لمدة أربعة أعوام، وعمل إماماً وخطيباً وواعظاً بوزارة الأوقاف منذ عام 1967 إلى يومنا هذا، واختير عضواً في لجنة تعيين أئمة المساجد والوعاظ والخطباء بوزارة الأوقاف، وتخصص في تدريس الكثير من المواضيع الدينية ومنها: (البلاغة – الأدب – الفقه – الحديث - التفسير – المواريث – أدب البحث والمناظرة – تفسير آيات الأحكام – أحاديث الأحكام – تاريخ التشريع – النحو)، وأصدر خلال هذه الفترة الكثير من النشرات والمقالات والكتيبات والكتب في المواضيع الدينية المختلفة ومنها: (الحج والعمرة - الصيام - التفسير: سورة الحجرات، سورة الكهف - علوم البلاغة).

    تخرج على يديه المئات من الطلبة والطالبات في مختلف التخصصات، فمنهم علماء الدين، الأطباء، المهندسون، المدرسون والأكاديميون الذين زخرت بهم الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر، ومختلف مرافق الحياة، بالإضافة إلى مئات الخريجين من الجنسين الذين يعملون في الأقطار العربية.

    منذ نشأة كلية الدعوة عام 2004 عمل محاضراً فيها، وفي عام 2005 عُين عميداً للمعاهد الأزهرية بفلسطين بموجب مرسوم رئاسي صادر عن الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2005، كما تقلد الشيخ وظيفة الإفتاء، فعين مفتياً لمحافظة غزة خلال الفترة (1994-2006)، وأثبت من خلال هذا الموقع جدارة العالم المدرك، فكان أعلم أهل فلسطين بالحلال والحرام، وكان بهذا الاعتبار عضواً في مجلس الفتوى الأعلى بفلسطين منذ عام 1994"


    صور:










  • #2
    رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

    حديث الذكريات مع الشيخ عبد الكريم الكحلوت
    بقلم نعمان فيصل





    حمل العلامة الشيخ عبد الكريم الكحلوت لواء الجهاد في سبيل الإسلام، وما كان في حياته على طولها إلا كل عمل جليل، أعمال ترقى بصاحبها إلى مرقاة الخلود؛ فلم يعرف خلالها الراحة أو الهدوء. دافع عن الإسلام في كل موطن، وخدم هذا الدين بطريقة رائعة فريدة لا يدانيه فيها أحد؛ فبهر الأبصار بقوته الخارقة للعادة، ومواهبه النادرة، وغدا عنواناً لكل مَن عرفه، استهوى الجماهير، ونفذ إلى وجدانهم، حتى اجتمعوا تحت لوائه، وأصبح الشيخ ينعم بمكانة عالية بين أهل غزة، ويرون فيه المثل الأعلى للتقى، ويهرعون إليه عندما تدهمهم مسألة في أمور دينهم ودنياهم، وكان دائماً عند حسن ظنه بهم، يرشدهم إلى ما فيه عزّ الدنيا وسعادة الآخرة، بكل صدق وإخلاص، لأنه جعل غايته التقرب إلى الله، لا يبغي جزاءً ولا شكورا، ولا يبغي من عمله أي كسب مادي، أو تحقيق رغبة شخصية. ثم زاد في تقدير الناس له عزوفه عن الدنيا وحطامها، وتمسكه بأهداب الدين، والعمل في سبيل الله. وفهم رسالته وما تتطلب من مثابرة واجتهاد، وما تقتضيه من أعباء، فلم يستعبده مال، وعاش لرفع شأن الدين وتعاليمه السمحة، حتى لقي ربه، وهو يجاهد في سبيل الإسلام شأن الشهداء الأبرار.
    كان رحمه وسطياً، لا يتشيع لهذا الحزب، ولا ينصر هذه الحركة، ولا يمالئ زعيم أو قائد، ولا يتزلف إلى الحكام؛ لينال رضاهم ويخضع لأوامرهم، لأنه يُؤمن أن وطنه المحلّي ما هو إلا جزء في وطنه الكبير يتأثر بما يتأثر به الوطن، فكان يمقت التدين الزائف الذي يتسم بالجهالة، وكان يرفض الدعوة إلى الفرقة والاحتراب، عاش عالماً جليلاً، تتطلع إليه الأبصار وتلتمس عنده الهداية والإرشاد، وهو من هؤلاء العلماء الذين بمقدار عددهم يقاس مجد الأمة.ولا نحسب إنساناً اقترب من الناس كما كان الشيخ عبد الكريم الكحلوت، وما من فرد ترك في الأجيال من الأثر ما تركه الشيخ، وما أجمع الناس على علمه وقدره كما أجمعوا عليه.كان موقف الشيخ من أحداث عصره متسقاً مع وجدانه وضميره، وكانت السنون الثماني الأخيرة من حياته حافلة بالأحداث الجسام، كان يرى الأمة تتقلب في أحوال متناقضة مبهمة؛ فكانت تسوءه هذه الأحوال، والانقسام الفلسطيني كان يهزه هزاً عنيفاً، وأظهر أمام هذه الأزمات الجارفة والأحداث المتلاطمة رباطة جأش نادرة، وبصيرة فريدة. إذ وقف مواقف جريئة في مواجهة الانقسام، والحث على الوحدة الوطنية في سبيل تبصرة مواطنيه بما أحاط بهم من أخطار.نعم الشيخ بقدر واسع من الكرامات، التي ينعم بها المخلصون من أهل التقى، حتى صار مثلاً أعلى في الطهر والتقى والعلم، نقي المظهر والمخبر في إصلاح حال المسلمين؛ حتى صارت لعظاته أعظم الأثر وأشد الوقع في النفوس، وأثبت قدرته على الاجتهاد في الفقه، وكان يلقي الأحاديث على عامة الناس بأسلوب يوافق عقليتهم، ويثير مشاعرهم يخاطب الناس، كحديث القلب للقلب، لا يعرف زخرفاً في القول أو زيفاً في التعبيرنال الشيخ عبد الكريم الكحلوت إجلال معاصريه واحترامهم: كبيرهم وصغيرهم، عالمهم وطالبهم، فكان أخص أصدقائه من الشيوخ والعلماء، وقادة الرأي، وحتى المتقاربين معه في السن، يبادرون إلى تقبيل يده في وقار وإجلال؛ اعترافاً منهم بفضله وعلمه. واشتهر اسم الشيخ ليس في فلسطين فحسب، بل في أرجاء المعمورة، يستزيدون من علمه وفتاويه، ويسألونه في أمور دينهم ودنياهم.ومن آثار الشيخ الكثير من المؤلفات والأبحاث والفتاوى والنشرات في المواضيع الدينية المختلفة، والآلاف من مقالاته التي كتبها في مجلة نور اليقين التي كانت تصدر عن معهد فلسطين الديني (الأزهر)، وكذلك الدروس والمحاضرات التي كان يلقيها بين حين وآخر وفي مناسبة من المناسبات أو حين يدعى للحديث، وكان خطيب الجمعة في المسجد العُمري الكبير، والمساجد الآخرى، لعقود طويلة، واشتهر بخطبه الإرتجالية البليغة، يلقيها بصوته الجهوري، وتميزت بالأسلوب الرفيع، والعرض الجيد، والمعاني السامية، والآراء القيمة، وكان يُبهر الجميع برسوخ قدمه في مختلف العلوم، وإذا تكلم تدفق الحديث نحواً وصرفاً ولغة وبياناً وبديعاً وفقهاً وتفسيراً وفروعاً وأصولاً، وكل ذلك في نسق واحد. وعندما يختلف فرسان العلم والدين في القضايا، كان الرأي الذي يبديه الشيخ هو الرأي الفصل في الموضوع، واتسمت مجالسه بالعلم والأدب، ونشر الدعوة الإسلامية والاعتزاز بالتراث العربي، والدفاع عن قضيته الفلسطينية.وما زال الشيخ على سيرته الطيبة ومكانته العالية، حتى ألمت به نزلة برد شديدة على الرئة، قبل شهرين من وفاته، حتى اشتد المرض عليه في أيامه الأخيرة، ففاضت روحه الطاهرة مساء يوم الإثنين 24 شباط/ فبراير 2014م، الموافق 24 ربيع الآخر 1435هـ، وما إن وصل نبأ وفاة الشيخ، الذي نزل كالصاعقة على جميع الأهالي في فلسطين، حتى آسفوا عليه. وكان حزنهم على رحيله عظيماً، وانتفضت مدينة غزة تبكيه بدمعة حارة، وروى المرافقون للشيخ في ساعاته الأخيرة، تلك الساعات القاسية، التي فاضت روحه الكريمة انصرافه إلى الذكر وقراءة القرآن، وإنه كان كالنائم المستريح يعلو وجهه نور، وعندما نُقل جثمان الشيخ في صباح اليوم التالي ملفوفاً بالعلم الفلسطيني إلى المسجد العُمري الكبير، الذي كان شيخنا إمامه وخطيبه لعقود طويلة، لم يتسع المسجد على سعته لمحبيه ومريديه الذين جاءوا من كل حدب وصوب، للمشاركة في حمل نعشه، وتدافعوا للفوز بفضل الصلاة على جثمانه الطاهر، فكان المسجد أشبه بيوم الحشر لا تجد موطئ قدم.وفي هذا المسجد أُقيم للفقيد حفل تأبين كبير، حضره كل مَن عرف الشيخ ومَن لم يعرفه، من جميع طبقات الشعب في غزة: فقراء وأغنياء، وزراء ومسؤولين، وجهاء وعلماء.. وقد أبنّه رئيس الوزراء في غزة، ووزير الأوقاف الحالي والسابق، ومفتي المدينة، ورئيس المجلس التشريعي بالإنابة، ورئيس رابطة علماء فلسطين، وبعض قادة العمل الوطني والإسلامي، ونفر من عائلته الكريمة، الذين أشادوا بأعمال الشيخ ومواقفه المشرفة، كما نعاه شيخ الأزهر في جمهورية مصر العربية العلامة الدكتور أحمد الطيب، وكذلك مفتي الجمهورية العلامة الدكتور شوقي علام، بأصدق العبارات والمواساة.وشيّع في موكب مهيب على المستوى الشعبي والرسمي، وسارت جنازته مشياً على الأقدام من المسجد العُمري وسط مدينة غزة إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء الإسلامية شرق المدينة، حيث جسدت جنازة الشيخ أرقى مظاهر الوحدة الوطنية، حيث شارك فيها جموع غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة. وانطبق على جنازته ما قاله الإمام أحمد بن حنبل، الذي سار حكمه مسير الأمثال: (بيننا وبينكم شهود الجنائز).وبعد هذه المقدمة، وهذا التحليل لشخصية العلامة الشيخ عبد الكريم الكحلوت، أود أن أورد بعض الذكريات من مواقف وطنية نبيلة ومساعٍ إنسانية خيرة سمعتها وشاهدتها من الشيخ غيضاً من فيض، وأسوق مثلاً من أمثلة عديدة، توضيحاً لبعض جوانب تك الشخصية الفذة.الموقف الأوللم يكن الشيخ عبد الكريم الكحلوت من أسرة غنية، ولا من تلك الأسر التي أعطتها الأوضاع الاجتماعية نوعاً من التمييز والاستعلاء؛ فقد اضطرت أسرة الشيخ إلى الهجرة عام النكبة (1948) من قرية نعليا إلى جباليا، وكانوا كغيرهم من الفلسطينيين، لا يملكون من متاع الدنيا إلا القليل، وفي ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة نشأ الشيخ، واعتمد على نفسه في جو من الكفاح لا مثيل له، في سبيل العلم الذي علّق عليه أكبر الآمال، إلى أن حصل على ليسانس الشريعة والقانون من الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية، وأحرز شيخنا قصب السبق بين أقرانه، وبعد عودته إلى غزة، عُين مدرساً بالمعهد الديني الأزهر بغزة، وعمل إماماً وخطيباً في جامع المحكمة بحي الشجاعية، واستأجر بيتاً ليقيم فيه، وفي أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، تلقى شيخنا عرضاً سخياً، من أحد قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة وقتئذ، في محاولة لاستقطابه، قائلاً للشيخ: (إنني أشعر بما أنت فيه من ضيق وحاجة، وأتعاطف وأتجاوب مع مشاعرك، وأتصور أنك في أشد الحاجة إلى دار تواجه ظروف الإيجار، فهل تقبل أن أقدم لك بعض المال، لتشتري داراً لتواجه به صعوباتك، وتلبي به ضروراتك). يقول الشيخ عبد الكريم: (كان يأمل مني الإستجابة لمسألته خاصة أنني في أشد أيامي قسوة، فالعسرة ما زالت تضرب أطنابها، إلا أنني قلت له يا أخي إن أنسَ فلن أنسى لفتتك الكريمة، ثم اعتذرت عن قبول العون، وكانت أخلاقي ومبادئ تمنعني من قبول عونه).

    الموقف الثاني
    بعد عودة السلطة الوطنية الفلسطينية لأرض الوطن عام 1994، عُين الشيخ عبد الكريم الكحلوت مفتياً لمحافظة غزة، بموجب مرسوم رئاسي صادر من الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأدرك الرئيس الراحل حاجة الشيخ لسيارة تقله في حله وترحاله، فأرسل له مفتاح سيارة حديثة مع أحد الشخصيات المرموقة المقربة منه، غير أن الشيخ قابل مبادرة الرئيس بالرفض الشديد، وعبثاً حاول هذا الرجل إقناع الشيخ بقبول السيارة، وعندما علم الرئيس بقرار الشيخ صمم على زيارة الشيخ في منزله لمعرفة أسباب رفضه، وكرر الشيخ رفضه، وأصر عليه، وعنئذ قال له الرئيس: إنك من طراز من الناس استعصى عليّ فهمه، فما كان من الرئيس سوى النزول عند رغبة الشيخ، ويقول الشيخ في هذا الصدد: (لاطفني بسماحته وسعة صدره ومسامراته اللطيفة).وهكذا، لم يتخذ من حياته سبيلاً للثراء والجري وراء زخرف الدنيا على نحو ما تردى فيه نفر من معاصريه، كذلك بقي الشيخ مرفوع الهام أمام أصحاب السلطان؛ لأنه زهد في بريق ذهبهم، ولم يعرف بابهم إلا ناصحاً أميناً، وهادياً إلى ما فيه خير الإسلام والعروبة.

    الموقف الثالث
    أُحيل الشيخ عبد الكريم الكحلوت إلى التقاعد عام 2006، كمفتي لمحافظة غزة؛ لبلوغه السن القانونية، وعينت السلطة الشيخ حسن اللحام، وهو من أتباع الشيخ ومن السائرين على هدى تعاليمه خلفاً له، وكان موقف الشيخ اللحام لا مثيل له، في حبه وتقديره للشيخ الكحلوت، حيث قال له لن أجلس على كرسي الإفتاء ما دمت على قيد الحياة، وقد طلب اللحام منه المواظبة إلى دار الإفتاء ليقوم بمهامه كمفتي، واستجاب الشيخ الكحلوت لرأيه وتطوع لهذه المهمة، وهكذا، اتخذه كبار الشيوخ منهجاً يسيرون على منواله، وهذا دلالة على علو كعب الشيخ في الفقه الإسلامي، وما اتسم به من حب دافق للتقوى والعبادة وميل فطري للزهد والتنسك، وكان شيخنا رحمه الله يحضر يومياً لدار الإفتاء دون وهن ولا كلل، وكان الشيخ حسن اللحام يجلس بجانب كرسيه كالعادة، وصارا كأولي القربى الأبرار في البيت الواحد، أو كروح واحدة في جسدين، واعتقد أن هذا الحب والوفاء من النوع الذي يتملك القلائل من الناس في هذا الزمان، حيث لا يعرف الفضل لذوي الفضل إلا أهل الفضل.وعندما كنت أزوره في دار الإفتاء، كان يخالجني الإحساس، أن هناك شيئاً جليلاً يقبع تحت قبة دار الإفتاء، كأنه ولي من أولياء الله الصالحين، كان رحمه الله عالماً عظيماً من غير منازع، لم يختلف على قدره إنسان، فقد عشنا مع الشيخ حتى إنتقل إلى أكرم جوار، ونحن على السفح نتطلع إلى الذروة، التي احتلها سادن العلم في محراب الدين، وظلت مكانته تعلو عند مواطنيه.


    الموقف الرابع

    تعرف الشيخ عبد الكريم على الأب مانويل مسلم، راعي الكنيسة الكاثوليكية، خلال عقد العديد من المؤتمرات والندوات، التي تدعو إلى نصرة القدس وحماية المقدسات الدينية، ونبذ الانقسام والحث على الوحدة الوطنية، وقد أخبرني الشيخ أن الأب مانويل كان يهاتفه بصورة دورية، حتى بعد مغادرته قطاع غزة إلى الضفة الفلسطينية، مرة للسؤال عنه والاطمئنان على صحته، وآخرى للتهنئة بالمناسبات الدينية، وكان شيخنا يبادله الاتصال والسؤال، بعيداً كل البعد عن التعصب والتزمت مؤمناً بالتسامح والتعايش الديني، وهذا من تعاليم الإسلام.


    الموقف الخامس

    بعد وفاة الشيخ محمد عواد عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين في شباط 2006، جرت في مكتب الرئيس الراحل ياسر عرفات برام الله، مناقشات ومداولات على مَن يخلف الشيخ عواد في منصبه الكبير، الذي كان يشغله لعقود طويلة، فهذا المسؤول يقترح الشيخ زيد من الناس، وهذا الوزير يسمي آخر، وعندما احتدم الخلاف حول اسم عميد المعاهد الأزهرية المقترح، حسم الرئيس عرفات بالقول الفصل: سأعين الشيخ عبد الكريم الكحلوت، لهذا المنصب، تقديراً وعرفاناً لجهوده ودوره، ولم يكن اسم الشيخ ضمن قائمة المرشحين من قبل بطانة الرئيس. وفي تلك الليلة هاتفني أحد الحاضرين لتلك الجلسة بمكتب الرئيس، وهو معالي المستشار زهير موسى الصوراني، والذي تربطني به علاقة طيبة، وأخبرني بأن السيد الرئيس عين الشيخ عبد الكريم عميداً للمعاهد الأزهرية، وسألني ما سر حب الرئيس للشيخ؟ وسرت أسرد له بعض المواقف التي سمعتها من الشيخ، التي تؤكد على سر اختيار الرئيس له، منذ أن كانا طلبة في مصر، وبعض القصص التي أعرفها من الشيخ عن علاقتهما الطيبة.

    الموقف السادس

    ويتعلق هذا الموقف بمساعدة المحتاجين، حيث كان شيخنا يقدم مساعدات إلى أفراد وعائلات في حالة عوز وضيق، وهذه لا نعرف عنها إلا القليل إذ إنها تظل محكومة من قبله بقدر كبير من السرية، هذا هو دأب الشيخ لا يدع يده اليسرى تدري بما تقدمه يده اليمنى، فالكرم ومساعدة المحتاج صفات متأصلة فيه، فكانت مشاعره رحمه الله هي أوتار حساسة مهيأة دوماً لمشاركة المعوزين معاناتهم وآلامهم، فكنت أرى هؤلاء المحتاجين عنده ولا أعرفهم، في مواسم الخير وفي رمضان وفي أيام الأعياد؛ فكان أكثر من يعطي.وكان يحزنه ما ألّم بالعديد من أصحاب الحاجات المتنوعة، ممن تقطعت بهم الأسباب، وأصبحوا في حالة عوز وفاقة، الذين يطرقون بابه، ويلجئون إليه للتدخل والمساعدة، وكان شيخنا يبدي استعداده بالاتصال الفوري بالمسؤولين القادرين ليبادروا إلى أداء واجبهم تجاه بني وطنهم، وانتشالهم من وهدة البؤس. حيث لمست فيه من رقة في الحس وحب في لفعل الخير وأريحية عزَّ نظيرها.وهناك الكثير من المواقف والقصص، التي كان يقولها لي، عندما كنت ألتقيه في منزله بصورة دورية، وكنت أحرص على تدوينها بعد إنصرافي من عنده، وأسأل المولى عز وجل أن يهيئ لي الفرصة في المستقبل؛ لأكتب عن مواقفه وقصصه وحياته، بما يليق بمقام الشيخ ويخلد ذكراه.

    علاقتي بالشيخ

    أتاحت لي الظروف أن أعرف الشيخ الجليل عبد الكريم الكحلوت عن قرب، على مدى عشرين عاماً، وعندما أعود بالذاكرة إلى أيام الدراسة، يتمثل أمامي هذا العالم الجليل، الذي كان له أعظم الأثر في تنشئتي اللغوية، الذي وجهني الوجهة الصحيحة، وعلمني أن اللغة يسر لا عسر، وهي وعاء الفكر ووسيلة نقله، ففضله عليّ كبير في معرفة أمور ديني ودنياي، فقد تعلمت منه الكثير، ورويت من هذا المشرب، وكنت من المواظبين لأداء صلاة الجمعة خلفه لسنوات طوال. وخبرت خلال هذه الفترة أمثلة عديدة من الخصال، التي يتميز بها، حيث كان الشيخ نسيج وحدة في عالم الإسلام، أضفت عليه سماحته هدوءاً في النفس، ورحابة في الخلق، وكياسة في التعامل، وسعة في الأفق لا حد لها، ولكنها لم تطغ قط على إيمانه واعتقاده وما يراه حقاً.كان لي شرف الترجمة والكتابة عنه والإشادة بدوره في كتابي: (أعلام من جيل الرواد من غزة هاشم: منذ أواخر العهد العثماني وحتى القرن العشرين)، الذي صدر عام 2010م وهو جهدي المقل، كما شاركني فضيلته احتفال وزارة الثقافة بمناسبة صدور هذا الكتاب، وألقى كلمة مؤثرة في الاحتفال أشار فيها إلى إن: (الإسلام كرَّم الأعلام، ورفع من شأنهم، معتبرا صدور مثل هذا الكتاب الذي يرصد سيرة وتاريخ أعلام غزة إشراقة جديدة لإبراز تاريخ من ضحى من أجل النهوض بفلسطين وشعبها)، كما كان لي الشرف أيضاً، أن قدم فضيلته لكتاب الأعلام، وكتاب (الانقسام الفلسطيني في عهد الانتداب البريطاني وفي ظل السلطة الوطنية الفلسطينية دراسة مقارنة)، وسجل فيهما بحروف النور، وعبارات الخلود أبلغ المعاني وأسمى القيم. وشاركني أفراحي وأتراحي جميعها، وخاصة احتفال مناقشة رسالة الماجستير، الذي أصر على الحضور؛ ليرى الغضن الذي غذاه نسغاً وهو يزهر ويعقد، فقد كان رحمه الله يفرح لنجاحي، وأحسب أن هذا نابع من إيمان راسخ عنده بالعلم النافع الذي هو عدَّة هذا الزمن.وفي بداية مرضه الأخير زرته في بيته للاطمئنان عليه، حيث كان يرقد في غرفة نومه، وقالت لي زوجته طيبة الذكر أنظر خلفك لكي ترى مدى حب الشيخ لك؛ فقد وجدت على المرآة صورتين إحداهما تجمعني معه وأنا أحضنه التقطت عام 2004م. وأثناء هذه الزيارة رأيت هاتفه دائم الرن، لا يهدأ من السائلين عن مسائل دينهم، وكان شيخنا يرد عليهم بأريحية عزَّ نظيرها يجيبهم وهو على فراش المرض.وفي عصر يوم الأربعاء، قبل دخول فضيلته العناية المكثفة بمشفى الشفاء بيوم واحد - أي قبل وفاته بخمسة أيام - طلبني الشيخ هاتفياً لأمر ما، وقال أريدك أن تحضر، وذهبت على الفور، واستقبلني خير استقبال، ولم تكن صحته على ما يرام، وكانت علامات الإعياء ظاهرة عليه، عندها خالجني الإحساس بأن هذه الزيارة للشيخ هي الأخيرة، وأن ساعة الرحيل قد حلت، وأن اتصاله بي كان في باطنه الوداع، وفي نهاية اللقاء قلت له بماذا توصيني، قال: أوصيتك بتقوى الله فإنها رأس كل خير، وعدت أدراجي إلى البيت، والقلب يعتصر ألماً على الشيخ، حتى جاء النبأ بعد أيام قليلة الذي لا ريب فيه، أن الشيخ عبد الكريم انتقل إلى الملأ الأعلى. لقد ترك الشيخ فراغاً كبيراً في قلوبنا، وفي قلوب مَن عرفه، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا عز وجل، وندعوه أن يرحمه برحمته الواسعة.

    تعليق


    • #3
      رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.






      ملاحظة/ هذا الحوار أجرته صحيفة "فلسطين" مع فضيلة الشيخ عبد الكريم الكحلوت -رحمة الله- عام 2010.


      لا يكاد يوجد أحد لا يعرف من هو الشيخ عبد الكريم الكحلوت مفتي غزة السابق، ولا يكاد يوجد بيت مسلم في القطاع أو الضفة الغربية أو الأراضي المحتلة يخلو من رقم هاتف "الشيخ الكحلوت" البالغ من العمر ستة وسبعين عاما، عن نفسي ذهبتُ إلى مقابلته وأنا لديّ انطباع نقله إليّ الكثيرون بأنه "عصبي المزاج، وإجاباته مقتضبة وتتسم بالحذر.

      عزيزي القارئ، أي نعم إنه كان هناك شيء من صحة هذه الانطباعات، ولكن ما اكتشفته أن خلف "النظارة السوداء" التي يرتديها "الشيخ" "حزمًا" و"خفة ظل" يجتمعان، وربما هذا ما جعله قريبا من قلوب الناس، ويحظى باحترامٍ كبير من الجميع.

      "فلسطين" قضت "ساعةً" شائقة بصحبة "المفتي الكحلوت"، وذلك في زيارةٍ له بمنزله الكائن في غزة، تلك "المدينة" التي تولى منصب "الإفتاء" فيها منذ عام 1993م حتى عام 2007م.

      من خلال هذا الحوار حاولنا قدر الإمكان أن نستدرجه للحديث عن أهم المقتطفات في حياته مفتيًا، فخرجنا منه بهذه "المذكرات" :



      طفل مدلّل
      ولد الكحلوت في عام 1936م في قريةٍ هي إحدى ضواحي مدينة المجدل، إذ تبعد عنها حوالي ثلاثة كيلو متر، ونشأ في أسرةٍ ذات وضعٍ جيد من حيث التماسك العائلي والديني، شأنها شأن باقي العائلات القروية.

      عاد بذاكرته إلى تلك الأيام:"لا أتذكر متى كُف بصري، أكان ذلك في السنة الثانية أو الثالثة من العمر، ولكن رغم إعاقتي نشأتُ نشأةَ طفلٍ مدلل، ولا أذكر أن إنسانا ضربني في حياتي أو أني طلبتُ حاجةً وقيل لي :"لا"، إلا مرةً واحدة ضرَبني فيها "شيخُ الكتاب".
      تلامذتي أصبح كثيرون منهم الآن من الشخصيات المرموقة


      وتابع حديثه عن طفولته:"حفظتُ القرآن الكريم منذ صغري، وكان أهلي مصرّين على أن أدرس في "الأزهر الشريف"؛ لأنه كان في عائلتي رجل عالم فاضل وتمنت أسرتي لو أصبحتُ مثله، وفي عام 1948م عندما هاجرنا وسكنا غزة، تحديدًا في منطقة "المحطة القديمة"، انفتحت أبواب الحياة بيننا وبين مصر، والتحقتُ بالدراسة في "الأزهر" التي دامت أربعة عشر عامًا، كانت المرحلة الابتدائية وقتها تستغرق أربع سنوات، والثانوية خمس سنوات، وكلية الشريعة والقانون التي التحقتُ بها خمس سنوات، وهي تنقسم إلى قسمين: قسم (أ) و قسم (ب)، وأنا تم ترفيعي إلى"أ"؛ كوني كنتُ حافظًا للقرآن الكريم.


      ذاكرة قوية
      بعد "فنجان قهوة" قدمته لنا زوجته التي بدت ودودًا إلى حد كبير، سألتُه:"ماذا عن الصعوبات التي واجهتك في أثناء الدراسة؟"، فأجاب:"هي صعوبات بلا حدود اعترَضتنا وواجهناها في سبيل تحصيل العلم، لقد غامرتُ وكانت لدينا العزيمة على التعلم، كانت الصعوبة في البداية تتمثل في تثبيت أسمائنا وتسجيلنا في الأزهر الشريف، إذ لم يحصل الأمر بسهولة، ما اضطرا إلى العودة إلى غزة، فأعدنا الكرّة مرة أخرى، كان المنهج بالأزهر في ذلك الزمان له ثقله _بمعنى الكلمة_ فما كنا ندرسه في المرحلة الثانوية يدرّس الآن في الدراسات العليا، وبالفعل كان على من يريد أن يتعلم أن يتعب"،عادًّا الذاكرة القوية التي منحه الله إياها، والتي لا يزال يتمتعُ بها بالرغم من بلوغه هذه السن، من أهم السمات التي ميزته من بين الطلاب، ما دفعهم إلى الحرص على المذاكرة معه، وهؤلاء الطلبة كانوا من بلدان مختلفة من: ماليزيا وأثيوبيا واليمن والقدس والخليل.


      رحلته مع مهنة التدريس
      تخرّج الكحلوت بالأزهر الشريف في(10/8/1966م) _آنذاك كان قطاع غزة لايزال يخضعُ للحكم المصري_ وتم تعيينه إماما وخطيبا في مسجد أبو حصيرة، ويضيف:"بعد تسلمي مهمة "الإمامة"، أصبح لي مكانة بصفتي شخصية علمية واجتماعية، وفي عام 1971 افتُتح المعهد الديني الأزهر، وتم توزيع المناهج على المدرسين الجدد، فتسلمتُ بعض المواد الصعبة التي رفض المدرسون أخذها، مثل: البلاغة، والحديث الشريف، وبالفعل أثبت من الجدارة ما لم يثبته أيٌّ من المدرسين، وبعد مدة من الزمن أُسندت إلي مهمة تقويم المدرسين، بحيث أكون أنا رئيس اللجنة الذي يحكم على مدى كفاءة المدرس".
      مهمة "المفتي" صعبة..و كلمة الحق عندي "سيف بتّار"


      ويعد الكحلوت من أوائل المدرسين في الجامعة الإسلامية، حيث جمعته بطلابه وطالباته علاقة مميزة، معربًا عن فخره بأن هؤلاء الطلبة الآن العديدون منهم يتقلدون مكانة مرموقة في المجتمع، وهم يباهون بأنه أستاذهم.

      وابتسم بثقة وفخر مواصلًا:"ذات مرة حضر عميد كلية الشريعة محاضرة لي، فتعجب من سيرها المنضبط، وقال:"سبحان الله هذا الأستاذ المكفوف طلبته كأن على رؤوسهم الطير!" ".

      مر بموقف شخصي مع نكسة عام 1967م ، أوضحه قائلًا:"كانت هزيمةً لا يستطيع الإنسان وصفها جمعَت بين الخوف واليأس، وأذكر من المواقف المؤلمة الشخصية التي حدثت آنذاك أن جنودَ الاحتلال كانوا يدخلون البيوت ويدمرون، فدخلوا بيت جيراننا الذي يفصلنا عنه جدار، وما كنتُ أخشاه أن يدخلوا بيتنا، ويخربوا مكتبتي التي أحبها، فقد حزنتُ حزنا شديدا وبكيت في تلك اللحظات، وقلت :"يا رب هل يرضيك أن أتوسل لواحد كافر أن يرحمني، ارحمني أنت؛ فأنت أولى بي"، واستجاب الله لدعائي ولم يدخلوا إلى بيتنا، لم أكن وقتها أتحمل أي هزيمة أخرى، لشدة حساسية المرحلة".


      خذ "موزاتك" واذهب!
      "متى كانت المرة الأولى التي واجهتَ فيها الجمهور؟"، صمتَ قليلا كأنه عادَ بذاكرته إلى سنين بعيدة:"سبق لي أن وقفتُ خطيبا في الناس عندما كنتُ طالبا في مصر، وأذكر موقفا لا أنساه حصل معي حينما كنت أقطنُ في حي عين السيرة بالقاهرة، ففي أحد الأيام كنت ألبس هذا الزي الذي ألبسه الآن [العمامة والجبّة]، وكان قد اعتذر إمام أحد المساجد ، فخطبتُ بدلًا عنه، وكانت هذه أول مرة أقف فيها أمام الجمهور".

      وتطرق إلى موقف عصيب مر به:"طُلب مني ذات مرة _أيضًا عندما كنتُ طالبًا_ أن ألقي كلمة في احتفال بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، وكانت أعداد الحضور كبيرة جدا وجلهم شخصيات مهمة، وقلتُ لنفسي:" ويحي، أنا الآن أواجهُ موقفًا خطيرًا، إما أن أثبت وما بعده سهل، وإما أن أفشل وما بعده صعب"، وركزت على النقاط المهمة التي أريدها، وشاء الله أن ضبطتُ كلماتي، وحددتُها في نقاط معلومة، وقوبلت الخطبة بالرضا التام، لذا صارت الكلمات الأخرى مقترنة بكلمتي، بحيث يقولون :"وكما أسلفَ الأخ الغزي"، فقلت لحظتها: (ليس بعد اليوم موقف يرهبني)".

      الكحلوت الذي كان يمارس مهمة الإفتاء قبل أن تعينه بشكل رسمي السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994م، أضاف :"كلمة المفتي حقا "صعبة"، وتحتاجُ من صاحبها أن يلمّ بمختلف المذاهب الفقهية، وأن يكون على دراية جيدة بواقع المجتمع، ناهيك عن تمتعه برصيد علمي لائق واطلاع على أحوال الناس".
      "عرفات" استمعَ لنُصحي.. و"هنية" يقبل يدي..و"عباس" لم يسلم عليّ



      وبعد "مقاطعة هاتفية" من أحد السائلين أجاب عنها على وجه السرعة، أكد أن منصب "الإفتاء" يحتاجُ إلى نزاهةٍ وأمانة، ويستدل على ذلك بموقفٍ شخصي :"قبل خمسة وعشرين عاما كان هناك شخص لديه مشكلة، وأراد أن يحلها _على ما يبدو_ بطريقته الخاصة، فأتاني بسلة موز، مقابل أن أتنازل عن موقفي، وصادف ذلك أني لم أكن موجودا في البيت، فردت عليه زوجتي الأولى (رحمها الله) :"من حسن حظك أن الشيخ غير موجود، خذ "موزاتك" واذهب"، وهذا ينطبق على أي شخص حاول أن يأتيني بهدية من هذا النوع".


      علينا النصح وعليك الاستماع
      كان من البادي على وجهه علامات الرضا والسعادة، وهو يسير في هذا الدرب الجميل، بالرغم من تنازله عن حياته الخاصة، واهبا إياها لله، إذ يتوافد الناس فُرادى وجماعات إلى "مضيفته" يوميًّا، منذ صلاة العصر حتى صلاة العشاء، ويستشيرونه في أمور دينهم ودنياهم، أما هو فيستمع إلى مشاكلهم بسعة صدر، محاولا أن يعطيهم حلولا شرعية. هذا الرجل كانت تربطه بالرئيس الراحل ياسر عرفات علاقة يحكمها واجب العالم بالنصح لولي الأمر، ويتطرقُ بمزيد من التوضيح :"في بداية تأسيس السلطة بعثَ لي أبو عمار (رحمه الله) وفدا يسألني عما أحتاج إليه، فأجبتهم :"إن الإنسان يحتاج إلى ثلاثة أمور في الحياة : رغيف يقيمُ أوده، وثوب يستر به جسده، وبيت يأوي إليه، وكل ذلك ميسر عندي، وأنا لستُ طامعا في أي شيء من أشياء الدنيا"، وبالمناسبة أبو عمار أعرفه منذ كان طالبا، وفي لقاءاتي الدورية به كنتُ دائما أقولُ له :"من يرد أن يكون رئيسًا فعليه أن يتحمل"، وأيضا كانت لي عبارة أرددها :"لك علينا شرط أن ننصح، ولنا عليك شرط أن تستمع".


      "طواقٍ" بيضاء للشيخ ياسين
      وفي ذات السياق سألتُه عن علاقته بعدد من الشخصيات، وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس، فقال :"لم يتم أي نوع من التواصل بيننا، فإن محمود عباس _يا للأسف_ ليس له مواقف دينية أو روابط اجتماعية، فقد التقيتُه في المسجد ذات يوم، وكنتُ أنا الإمام وكان لي كلمة ألقيتها، ووقتها كان عباس موجودًا، لكنه لم يسلم عليّ، ولم أغضب من هذا التجاهل، وإنما عددت أنه لا خيرَ فيه".
      أفقدُ أعصابي عندما يسألني أحدهم في أمورٍ لا تقبلها المروءة



      وبالانتقال إلى علاقته برئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية، فقد قال :" هو من أبنائي الذين قمتُ بتدريسهم، وأينما وجدني فهو يقبّل يدي، وقد جاء لزيارتي مرات ومرات، ومعظم المسؤولين الموجودين هم تلامذتي، أما الشيخ أحمد ياسين فتربطني به أخوة، وأذكر أنه عندما كنت أذهب لأداء مناسك الحج، كان يوصيني بأن أحضر له من السعودية "الطواقي البيضاء".


      قصور في الوعي
      رفعَ نظارته السوداء كي يمسح عينيه الكفيفتين بعد أن ارتشف من كأس الشاي، وواصل :"لقد عرفَ الناس عني الحرص على قول الحق، فأنا لا أخشى في الله لومة لائم، ولا أحب أن أُحسب على أي فصيل سياسي، وعلى سبيل المثال في أيام الفوضى والفلتان الأمني كنتُ أبلّغ كلمتي وأنا في بيتي، وكان لا يهمني أحد، وحتى الآن المفتي الذي عُيّن بعدي يستشيرني في الكثير من الأمور المهمة".

      قصص مؤلمة عديدة مرّت عليه بعدد شعر رأسه، وكان من أبرزها قصة لن ينساها انتهت بالحكم الشرعي بالطلاق، يرسم لنا المشهد :"كان هناك شابان متزوجان بأختين، ولكنه زواج محكوم عليه بالحرمة؛ لأنهما يكونان خالَي والد زوجتيهما، والمشكلة الكبرى أن هؤلاء الأزواج كانوا قد أنجبوا أبناء، هذه من إحدى القضايا الاجتماعية الغريبة التي مرت علي. وهناك سائلون يستفزونني لدرجة أن أفقد أعصابي عندما يتوجهون لي بأسئلةٍ لا تقبلها المروءة، فمثلا يخبرني أحدهم أنه يرغب في الزواج بـ "كنّته" بعد ما توفي ابنه، وآخر يريد الزواج بـ "زوجة أبيه" الصغيرة بعد وفاة والده، فمثل هؤلاء _بالله عليكم_ ماذا سأجيبهم؟!

      ومن خلال تجربته الطويلة في الاحتكاك بمشاكل الناس وصل إلى خلاصةٍ مهمة وهي أن المجتمع الفلسطيني أفضل من الكثير من المجتمعات، وأنه لديه قدر كبير من الارتباط الديني الذي أصبح_حسب قوله_ أفضل بكثير منه في الماضي، إذ أصبح يهتم بالصلاة وحفظ القرآن الكريم، ولكن ما ينقصه هو الوعي الديني في أمورٍ عديدة، بدليل أن الكثيرين يجهلون أمورًا عديدة.


      عاطفتي جياشة
      الشيخ الكحلوت الذي لم يرزقه الله الأبناء يحمد الله على هذا الابتلاء كلما سمع قصة عن عقوق الآباء، وبناء على طلبنا أخذ يروي لنا بعضا من القصص المؤثرة التي استفزت دموعه: "في أثناء الاقتتال بين الفريقين، جاءتني بنت صغيرة ومعها طفلان هم أخواها، أرسلتهم لي مديرة مدرستها، وقالت لي الصغيرة: "يا سيدي الشيخ أبي استُشهد، وأمي رحلت إلى بيت جدي، ونحن عند بيت عمي، والمديرة أرسلتنا إليك؛ لتعطينا معاطف تدفئنا من برد الشتاء"، يا إلهي كم شعرتُ في هذا الموقف بانهيارٍ عصبي وحزن شديد؛ نظرًا لطبيعتي العاطفية، واحتضنتُ الطفلين بتأثر شديد، فقال لي واحد منهم ببراءةٍ أبكتني:"إحنا زعلناك يا عمو؟!"، فقلتُ له:" لا يا "عمو"...ولكن ما أحزنني أنه _يا للأسف_ في كل يومٍ يمضي ينضمُ للقافلة الكثير من الأطفال الضحايا".
      القصص المؤلمة تبكيني..و"الوعي الديني" هو ما ينقص مجتمعنا



      ومن إحدى القصص التي لا يمكن أن ينسى وقعها والتي يجب أن تؤخذ منها العبرة، قصّ راويا :" كان هناك امرأة تُوفي زوجها، فأخذت تعمل في الأراضي المحتلة عام 1948م، وحينها كان معها ألف دينار، فوضعتها أمانةً عند جارها، ثم ادخرت مبلغا من المال، وطلبت منه أن يخبئه مع المبلغ السابق، فأنكر أنه أخذ منها شيئا، ثم جاءا لي يحتكمان، فأقسم الرجل يمينًا أنه لم يأخذ منها شيئًا، ولكن "الله يمهل ولا يهمل"، إذ أصبح بعد مدةٍ من الزمن يشكو صداعا مزمنا، فاكتشف أنه مريض بالسرطان، فحينها عادَ لي مرةً أخرى وقال:"لقد تذكرتُ أني أخذت منها الألف دينار"، ولكن المرأة رفضت أن تأخذ شيئا، وصممت أنها ستحصل على حقها من الله، ومع الأيام أخذ المرض يشتد حتى وصل إلى "ساعة الصفر"، فجاءت أم الرجل تطلب من المرأة أن ترحمه من عذاب الضمير، ولكنها أجابتها بكلمةٍ قاطعة :"لماذا هو لم يرحم أطفالي الأيتام؟!"،....آه يا بنيتي ما أكثرها القصص المؤلمة التي تضمها مذكراتي!".

      تعليق


      • #4
        رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

        كلمة د أبو أكرم بحر في تشيع جنازة الشيخ عبد الكريم الكحلوت

        تعليق


        • #5
          رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

          " الكحلوت يتبرع بكتب مكتبه الخاصة للجامعة الإسلامية "

          أوصي مفتي غزة الراحل الشيخ عبد الكريم الكحلوت بنقل ملكية كافة الكتب المتعلقة به والموجودة بمكتبته الخاصة والمقدر بـ2300 كتاب تقريبا و800 مجلد للمكتبة العامة الخاصة بالجامعة الإسلامية بغزة.













          تعليق


          • #6
            رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

            جزاه ربي خيرا

            تعليق


            • #7
              رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

              لا يمكن أن أمر عن هذا الموضوع قبل أن أترحم عليه وأقول جزاه الله كل خير

              تعليق


              • #8
                رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

                اقتباسات للشيخ عبدالكريم الكحلوت رحمه الله:

                متحدثا هنا عن اسماعيل هنية:

                " هو من أبنائي الذين قمتُ بتدريسهم، وأينما وجدني فهو يقبّل يدي، وقد جاء لزيارتي مرات ومرات، ومعظم المسؤولين الموجودين هم تلامذتي، أما الشيخ أحمد ياسين
                فتربطني به أخوة، وأذكر أنه عندما كنت أذهب لأداء مناسك الحج، كان يوصيني بأن أحضر له من السعودية "الطواقي البيضاء".


                وعن محمود عباس. الرئيس الفلسطيني الحالي قال:

                "لم يتم أي نوع من التواصل بيننا، فإن محمود عباس ليس له مواقف دينية أو روابط اجتماعية، فقد التقيتُه في المسجد ذات يوم، وكنتُ أنا الإمام وكان لي كلمة ألقيتها، ووقتها كان عباس موجودًا، لكنه لم يسلم عليّ، ولم أغضب من هذا التجاهل، وإنما عددت أنه لا خيرَ فيه"

                تعليق


                • #9
                  رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.







                  غزة- نبيل سنونو


                  لما كان على الناس أن يفارقوا "عزيزًا" تسلل حبه إليهم جميعًا حتى صار استيعاب فراقه "معجزة"؛ بكت غزة العتيقة رحيل الشيخ عبد الكريم الكحلوت صاحب "السر" الذي أنار حياتهم، قلبًا وقالبًا.

                  قبلها بأيام نزل النبأ على آذان الجميع كـ"صاعقة": "الشيخ الكحلوت يرقد في العناية المكثفة"، كان النبأ الذي سرّع نبضات القلوب، خوفًا وخشيةً، من أن تكون الساعة التي لاريب فيها قد حانت الآن.. ساعة فراق الشيخ الكحلوت.

                  أيام معدودات قضاها الشيخ مفتي غزة في مستشفى الشفاء، غرب المدينة، ألقى خلالها الناسُ خفافًا وثقالاً، وفي مقدمتهم الفقراء، عليه النظرات وطبعوا على يديه القُبلات، كأنما كانت نظرات الوداع وقبلاته، بيد أن أحدًا لم يعرف ذلك.

                  الشيخ الكحلوت يستحق حقًّا؛ يستحق أن لا يتسع المسجد العمري على سعته؛ لمحبيه وفضل الصلاة على جثمانه الطاهر.. نعم فالحدث الجلل وقع لا محالة ومات الشيخ الكحلوت، غير أنه "لم يرحل" وإن رحل!

                  - "إنه أشبه بيوم الحشر"! قال أحد المصلين، أمس، فهزّ له الآخر رأسه موافقًا! وصدق الاثنان فيما ذهبا إليه، حتى أن أحدهم لم يتمكن من أداء صلاة الظهر، أو صلاة الجنازة لعدم اتساع المسجد، لكنه فاز بالتكبير مودعًا شيخ غزة.

                  تصبب الجميع عرقًا، ولم يأبه أحدهم بعرقه، ثمة هدف واحد ووحيد هو المشاركة في حمل نعش الشيخ، تدافعوا مرارًا للفوز بالمشاركة، منهم من فعل ذلك، ومنهم من لم يستطع، تدافعوا دونما فرق في منصب أو رتبة، كان يتقدمهم قادة الشعب الفلسطيني.

                  "هو الآن في أول مراحل الآخرة، نأمل أن يكون هذا الجمع الحاشد عجالة بشرى دخول هذا الرجل الصالح إلى جنات النعيم"، كان الشيخ د.حازم السراج يعرب لـ"فلسطين" عن مشاعره بكلمات ليست في نقائها كالكلمات!

                  والشيخ السراج الذي صلى على جثمان الشيخ الكحلوت وحضر مراسم دفنه أيضًا، يرى في الشيخ الكحلوت "عبرة ودرسًا لكل من يريد وجه الله في أن يرى كيف أن محبة الناس هي أعظم كنز يمكن أن يحصل عليه إنسان فقد اجتمعت عليه القلوب وها هي تودعه وهو خير دليل لنا أن نخلص لله وننصح للأمة".

                  أيا شيخُ ماذا تعرف عن الشيخ الكحلوت؟ يتنهّد ثم يجيب: "أعرف عنه أنه عالم جليل ملتزم، لم يبحث عن منصب في حياته، لم يسع إلى أي تكريم من الناس بل كل همه مرضاة الله، كان سروره أن يفرج عن الناس في كروبهم، هذا ما علا ذكره، وهو لم ينجب لكنه أنجب كل هذه الوجوه الطيبة، فهي أبناؤه وأحفاده".

                  "السر" الذي لطالما حمله الشيخ الكحلوت إذن هو ما أوتي من قدرة على الدعوة، وفطنة لجمع الناس على فضائل القول والعمل. ويقول الشيخ السراج إن كان ثمة رسالة للشيخ الكحلوت فهي "الوحدة بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني".


                  "الوصية"
                  وفي جعبة د. عدنان الكحلوت- أحد أقرباء الشيخ الراحل- موقف اجتماعي لن ينساه ما أبقاه الله حيًّا، يرويه لـ"فلسطين": "كنت شابًّا تخرجت من كلية أصول الدين، والتقيت قبل 20 عامًا في بيت عزاء لمتوفٍ من آل الكحلوت، ومن عادة الناس أن يقدموه ليتحدث، لكنه لما علم أني موجود، قال لي: تكلم أنت، فرددت: يا شيخ أنت موجود، فعاد ليخبرني: أريد أن أسمع وأفرح بأن هناك في آل الكحلوت علماء".

                  إذن هي سمة التواضع فيه، يزيد د. عدنان على ذلك أنه "يقال إنه لا يفتى والشيخ عبد الكريم في غزة"، مفسرًا: "فالناس ترجع إليه في أمورها وترتاح له، لقد كان فقيها فطنًا يدرك الوضع القائم في بلادنا، ويكيّف الفتوى حسبها".

                  كما يقول: "لقد كان الشيخ يتعاطى مع الأمور السياسية والاجتماعية، وهذا من شروط المفتين؛ أن يكونوا مدركين للواقع الذي يعيشونه"، مذكّرًا بفتوى له "حرّمت بيع الأرض لليهود"، وغيرها من الفتاوى التي حرص بها على وطنه وشعبه وقضيته ودينه.

                  "وكان يشارك الناس في أفراحهم وأتراحهم رغم كبر سنه وصعوبة تنقله؛ فلم يكن عالما فقط بل سخي اليد ويعرفه كل من كان من حوله؛ ينفق بغير حساب"، كان كلام د. عدنان لا يزال يتدفق تعبيرًا عن مشاعره.

                  ولأن للإنسان وصية؛ فما وصية الشيخ الكحلوت الذي تعلّق به الناس؟ "إن الوصية التي رددها حتى آخر لحظة على فراش الموت، لاسيما لمن سأله: أوصني يا شيخ، هي: تقوى الله وحسن الخلق.. تقوى الله وحسن الخلق...".

                  تعليق


                  • #10
                    رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

                    من صحيفة فلسطين.
                    شكر من عائلة الكحلوت المجاهدة لعموم ابناء الشعب الفلسطيني وقيادته.


                    تعليق


                    • #11
                      رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

                      وفد من قيادة الشرطة يقدم واجب العزاء لعائلة الكحلوت بوفاة مفتي غزة الشيخ عبد الكريم الكحلوت



                      إعلام الشرطة - لؤي الزايغ قدم وفد من قيادة الشرطة الفلسطينية واجب العزاء لعائلة الكحلوت بوفاة مفتي غزة الشيخ عبد الكريم الكحلوت والذي وافته المنية أمس بعد صراعه مع المرض .

                      وترأس الوفد مدير عام الشرطة العميد تيسير البطش ولفيف من مدراء الادارات والضباط متمنين أن يتغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان .

                      يذكر أن الفقيد الكحلوت توفى عن عمر يناهز " 78 " عاما بعد تدهور حالته الصحية ورقوده في العناية المركزة منذ ثلاثة أيام في مستشفى الشفاء في غزة .

                      ويعد الشيخ الكحلوت من أبرز علماء فلسطين الذين قدموا الكثير من الاسهامات في مجال الدعوة والافتاء على مدار نصف قرن.

                      تعليق


                      • #12
                        رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

                        خطبة في رثاء العالم الشيخ / عبدالكريم الكحلوت
                        الشيخ نصر الدين حمدي مدوخ


                        https://www.youtube.com/watch?v=tl4IHS6BJsk

                        تعليق


                        • #13
                          رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.


                          نعي الشيخ سلمان الداية لفضيلة الشيخ العلامة:عبد الكريم الكحلوت.

                          تعليق


                          • #14
                            رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

                            رحم الله الشيخ

                            نسأل الله ان نلتقي به في جنان السماء

                            تعليق


                            • #15
                              رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

                              حديث الأستاذ نعمان فيصل، عن فضيلة الشيخ المرحوم " عبد الكريم الكحلوت " مفتي غزة


                              حديث الأستاذ نعمان فيصل, عن فضيلة الشيخ المرحوم "عبد الكريم الكحلوت" مفتي غزةضمن فعاليات إحياء ذكراه العطرة

                              تعليق


                              • #16
                                رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

                                رحمه الله , و لفت نظري خلال الموضوع عن الاشياء التي كانت تفقد الشيخ اعصابه , مثل ان يسأله شخص عن شيء يعتبره من خوارم المرؤة مثل ///
                                فمثلا يخبرني أحدهم أنه يرغب في الزواج بـ "كنّته" بعد ما توفي ابنه، وآخر يريد الزواج بـ "زوجة أبيه" الصغيرة بعد وفاة والده، فمثل هؤلاء _بالله عليكم_ ماذا سأجيبهم؟!



                                و الحقيقة لا شيء اسمه بماذا اجيبهم ؟ و هو مفتي غزة ؟
                                يجيبهم بما قاله الله تعالى و قاله رسوله صلى الله عليه و سلم :
                                يحرم على الابن أن يتزوج زوجة أبيه سواء دخل بها الأب أو لم يدخل وسواء كانت مطلقة أو توفي عنها الأب لأن الحرمة على التأبيد بنص القرآن الكريم، قال تعالى : { ولا تنكحو ما نكح أباؤكم من النساء }..الآية

                                أما بالنسبة للعكس زواج الاب من زوجة الابن المتوفي او المطلقة منه , نفس الشيء حرمة مؤبدة
                                فإذا تزوج الرجل بامرأة حرمت على أبيه بمجرد العقد تحريماً مؤبداً ، ولو لم يتم الدخول ، سواء مات عنها أم طلقها .قال الله تعالى في ذكر المحرمات من النساء : ( وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمْ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ ) النساء/23 .وحليلة الابن هي زوجته ، سُميت كذلك لأنها تحل له .

                                تعليق


                                • #17
                                  رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

                                  في الحقيقة شيء مؤسف الا تفقه ماقصده شيخ فلسطين برده
                                  بأنه اداة استنكار للسؤال ليس الا، و انها لا تعني بأي حال من الاحوال انه قد جهل الاجابه.
                                  تأكد تماما ان اجابهم بمثل ردك وافضل. من دون قص ولصق من قوقل.

                                  رحمك الله يا شيخ عبدالكريم..
                                  عموما شئ جميل ان تتعلم قراءه ما خلف السطور.
                                  فالنصوص لا تفهم بمعناها المطبوع في كثير من الاحيان.

                                  كل التحية

                                  المشاركة الأصلية بواسطة كتيبة مشاهدة المشاركة
                                  رحمه الله , و لفت نظري خلال الموضوع عن الاشياء التي كانت تفقد الشيخ اعصابه , مثل ان يسأله شخص عن شيء يعتبره من خوارم المرؤة مثل ///
                                  فمثلا يخبرني أحدهم أنه يرغب في الزواج بـ "كنّته" بعد ما توفي ابنه، وآخر يريد الزواج بـ "زوجة أبيه" الصغيرة بعد وفاة والده، فمثل هؤلاء _بالله عليكم_ ماذا سأجيبهم؟!



                                  و الحقيقة لا شيء اسمه بماذا اجيبهم ؟ و هو مفتي غزة ؟
                                  يجيبهم بما قاله الله تعالى و قاله رسوله صلى الله عليه و سلم :
                                  يحرم على الابن أن يتزوج زوجة أبيه سواء دخل بها الأب أو لم يدخل وسواء كانت مطلقة أو توفي عنها الأب لأن الحرمة على التأبيد بنص القرآن الكريم، قال تعالى : { ولا تنكحو ما نكح أباؤكم من النساء }..الآية

                                  أما بالنسبة للعكس زواج الاب من زوجة الابن المتوفي او المطلقة منه , نفس الشيء حرمة مؤبدة
                                  فإذا تزوج الرجل بامرأة حرمت على أبيه بمجرد العقد تحريماً مؤبداً ، ولو لم يتم الدخول ، سواء مات عنها أم طلقها .قال الله تعالى في ذكر المحرمات من النساء : ( وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمْ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ ) النساء/23 .وحليلة الابن هي زوجته ، سُميت كذلك لأنها تحل له .

                                  تعليق


                                  • #18
                                    رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

                                    رحم الله العلامه الجليل وجمعنا به فى جنان النعيم

                                    تعليق


                                    • #19
                                      رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.





                                      تعليق


                                      • #20
                                        رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.




                                        تعليق


                                        • #21
                                          رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.



                                          تعليق


                                          • #22
                                            رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

                                            التعديل الأخير تم بواسطة الحرب البرية; 25/02/2016, 03:42 PM.

                                            تعليق


                                            • #23
                                              رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

                                              <
                                              التعديل الأخير تم بواسطة الحرب البرية; 25/02/2016, 03:43 PM.

                                              تعليق


                                              • #24
                                                رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.




































                                                تعليق


                                                • #25
                                                  رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

                                                  الشيخ عبدالكريم الكحلوت
                                                  جذوة عطاء لن تنطفئ

                                                  https://www.youtube.com/watch?v=FrdefjgutBU

                                                  تعليق


                                                  • #26
                                                    رد: في ذكرى وفاة مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت.. ملف تفاعلي لعالم فلسطين الجليل رحمه الله.

                                                    في ذكرى رحيل العلامة الشيخ/ عبد الكريم الكحلوت
                                                    بقلم/ نعمان فيصل
                                                    كلنا سنصل إلى النهاية، ولكن بمسافات مختلفة، وحياة الإنسان هي القصة الوحيدة التي يكتب القدر نهايتها، ففي ليلة لا ضوء للقمر فيها، سمح الله بأن ينتقل شيخنا العلَّامة عبد الكريم الكحلوت، إلى جواره، ولله در مَن قال:لكلِّ شيءٍ إذا ما تمَّ نقصانُ
                                                    فلا يُغَرُّ بطيبِ العيشِ إنسانُ
                                                    وبقلب يعتصره الألم، تقبلت قضاء الله وقدره بحزن أليم، وإيمان عميق، وصبر بالغ، لقد ترك شيخنا – رحمه الله – فراغاً كبيراً، لا في قلبي فقط، بل وفي قلوب جميع مَن عرفوه، من صغار وكبار، ومن أقرباء وأصدقاء، ونحيي اليوم ذكرى هذا العالم العظيم بمناسبة رحيله إلى دنيا الحق، وتقف اللغة التي تباهت بخصوبتها عاجزة عن إيفاء آثاره حقها في ميدان الوصف، أو تأدية ما يجيش في القلب من التقدير والحمد والثناء لهذا العلامة الذي قلَّ ضريبه، وعزَّ نظيره، فقد كان ناطقاً عالماً، ومستمعاً واعياً، وداعياً عاملاً، يرجع إليه، ويحتج برأيه، حتى استرعى أنظار الجميع واستحق إعجابهم، فانهدم بموته ركن عظيم من أركان العلم، وانطفأت شعلة كان لها سنى البرق وأريج المسك، وخسرت به فلسطين رجلاً كبيراً بأخلاقه، كبيراً بعقله، كبيراً بأعماله، وأتمثل بقول الشاعر محمود الورَّاق:المـــــــرءُ بعد الموتِ أحدوثــــــةٌ
                                                    يفْنَـــــــى وتبقَى منه آثــــــارُهْ
                                                    فأحسنُ الحالات حالُ امرئٍ
                                                    تطيبُ بعد الموتِ أخبارُهْ
                                                    وما أصعبَ موقف المُحِب حين يرثي حبيبه ! فأوثق عرى الإيمان الحب في الله، بكل معانيه وأبعاده، والحب في الله هو أرقى درجات العاطفة الإنسانية، وفاقاً مع قول الشاعر:وكم يعزّ عليَّ حين أدير عيني
                                                    أفتش في المحراب فلا أراكا
                                                    فقد كان الشيخ طوال سنوات هو اللون الإضافي في حياتي، وهو مؤلف من وشائج وذكريات وقصص لا ينتهي سردها، ومَن عَرَف الشيخ معرفتي الطويلة به، وكان قريباً منه كما كنت، وارتاح إلى خطبه ودروسه كما ارتحت، عرف فيه الإنسان المثالي الباكي لانحباس الغيث، وسغب اليتامى، وأنات الجرحى، ومن جالسه دهش لسعة اطلاعه ووفرة محفوظه، إلى جانب علمه الواسع وصدق فراسته، كان يتحلى بأخلاق فاضلة كثيرة، ومزايا حميدة، فقد عاش حياته، بطولها وعرضها، في سبيل الكرامة والمبدأ والعقيدة، وأصبح مثلي الأعلى، فكنت أرقب أعماله وتصرفاته عن كثب، فأعجب بها، بل أبهر بها، لينطبق على حال محبتنا قول أبي تمام:تذكرتُ نضرةَ ذاك الزمان
                                                    لديه، وعمرانَ ذاك الفناءِ
                                                    وإذ عِلْمُ مجلسِهِ مــــــــــــــــوردٌ
                                                    زلالٌ لتلكَ العقولِ الظماءِ
                                                    وكنت أراهُ بعينِ الجــــــلالِ
                                                    وكان يراني بعينِ الإخاءِ
                                                    كان الشيخ رحمه الله يعتبر نموذجاً لعلماء فلسطين، من حيث الجد في العمل، والاستقامة في الأخلاق، والتمسك بالمثل وتعاليم الدين العالية، والشفقة والشدة في موضعها، والسماحة مع مَن يستحقها، وهكذا كان شيخنا رحمه الله، فالعلماء الحقيقيون هم القائمون على الطب الروحاني الذي هو تهذيب الأخلاق، وتقويم العادات، والمحافظة على سلامة الإنسان، يسعون لإقامة مجتمع قوي متماسك لا يتزعزع. فلا شيء يسيء إلى الدين، ويُنفّر الناس منه، مثل ادّعاء بعضهم أنهم حفظته والأوصياء عليه، بينما هم أسوأ الناس خلقاً، وفي هذا يقول البلغاء: (معلّم الأخلاق صار أسوأ الناس أخلاقاً)، وفاقاً مع قول أبي العلاء المعري في الشيوخ المتظاهرين بالصلاح:
                                                    لئن قــــــــــدرتَ فلا تفعــــلْ سوى حسنٍ
                                                    بين الأنامِ وجانبْ كلَّ ما قَبُحــا
                                                    فكم شيـــــوخٍ غَــــــــدَوْا بيضاً مفــــــارقُهم
                                                    يسبّحُون وباتوا في الخنا سَبْحا
                                                    وليس عنـــــــــــــــــــــــدَهُمُ دينٌ ولا نُسُـــــــــــكٌ
                                                    فلا تَغُــــــــرَّك أَيْدٍ تحمِل السّبحَـــــا
                                                    لو تعقلُ الأرضُ ودّت أنّها صفرت
                                                    منهم فلم يَرَ فيها ناظرٌ شَبَحــــــا
                                                    وهكذا، فسيرة المرء تنبئ عن سريرته، والرجال صناديق مُغلفة لا تُعرف إلا بالتجارب، وإذا ما تصفحنا سجله الناصع، وتبصرنا سيرة حياته، وجدنا أنفسنا أمام شخصية خاضت معركة الحياة بإيمان وعصامية وعلو همة، وكان الحظ الأكبر في نجاحه للصفات التي أضفاها الخالق على شيخنا، فكان خلقه الاعتداد بالنفس، وهو اعتداد فيه كثير من الإباء والشهامة، وقد احتفظ بهذه الصفة طيلة حياته، ولازمته في أشد الأوقات حرجاً؛ فوفق إلى صيت حسن.وحسبه تعريفاً أنه لو فتشت قلبه لوجدته قلباً رحيباً رحيماً، ظاهره كباطنه، نبذ العصبيات، واحتقر العنصريات، وكره الفرقة، وأحب التقارب والتعاطف والاتحاد، وسعى لخير البلاد والعباد. فنفسه تزخر بحب الخير والعطاء في شتى الميادين، كان إنساناً بسيطاً، بل في حنين دائم إلى البساطة، فروعتنا بساطته، وهزنا حنانه، وعرفنا من تواضعه ما في الرجل من طبيعة الإنسان، فأوحى ذلك السلوك إلى خواطرنا خليطاً مبهماً من مشاعر الحب والتبجيل.رحل الشيخ مخلفاً كثيراً من الحزن لدى رفاقه وأحبائه في كل مكان، وشعرنا أننا فقدنا كنزاً من العلم والمعرفة والأخلاق الحميدة، ونحن أحوج ما نكون إليه، كحاجة النبات في الأرض المقفرة لحبّات المطر، خاصة وأننا نعيش وسط حالة سيئة غشيها ما غشيها من الظلم والقهر والجمود، وكانت جرحاً دامياً في قلب كل أبناء الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي تنكر له الزمان، وقست عليه الأيام، وعصفت به رياح الانقسام، وضاقت عليه الأرض بما رحُبت. هذا الشعب الذي ينام ولا يموت، أحوج ما يكون إلى مُثُله الراقية، والتزامه الواثق بأرضه وشعبه وتراثه العربي، وحسبك دليلاً على ذلك، محاولاته لإصلاح منحى القيادة، وقسوة مجابهته، وحدّة موقفه في رص الصفوف ورأب الصدع، وأنار لهم طريق الحق كالسراج الوهاج، فكان إنساناً كاملاً يستريح إليه الناس جميعاً، ويرغب في وده كل مَن عرفه. فقد أحس بآلام قومه، وشرب من الكأس التي شربوا منها، وكان مخلصاً لوطنه في جميع أدوار حياته كالغيث الغادي، فأغاث الملهوف، ونصر المظلوم، ورد التائهين في الظلام إلى النور بتأثيره الفذ. فعرف الناس فيه هذه المثالية، فتقربوا إليه، وخطبوا وده، ورغب كل فريق أن يستميله إليه، ليعتز به مناصراً ومؤيداً، ولكنه ربأ بنفسه أن يسفه، وأن يرضى لقلبه أن يباع ويشترى، وأن يكون حزبياً، وهذا مبدأ لم يحد عنه، فالعظمة الحقيقية هي أن يكون المرء سيد نفسه، فكان موضع الثقة، ودائماً كان موضع الإجماع، وكأنه راية من الرايات التي التف جميع الفلسطينيين حولها، وكالشمس المشرقة يضيء على صفحة هذه السماء الزرقاء، تلك هي شمس الحب، الحق نورها، والحب حرارتها، وكان يهزه هزاً عنيفاً قول الشاعر محمد إقبال:كلُّ شعبٍ قام يبغي نهضةً
                                                    وأرى بنيانَكُـــــــــــــــــــــــــــــــمْ مُنْقَسِمـــــاً
                                                    في قديمِ الدهرِ كنتم أمـــــــةً
                                                    لهْفَ نفسي! كيف صرتُم أمماً؟
                                                    وسيبقى الشيخ يعيش ويعشش فينا ما حيينا، فلا ريب أنه خالد في أفئدة أهله ومحبّيه، خالد بأعماله وآثاره العظيمة، كان أباً حنوناً بلا حدود، وكان إنساناً متسامياً، بكل ما في معنى الإنسانية من نبل وعمق، ولا يستطيع المرء، مهما أطنب في الكلام عن الشيخ، أن يحيط بالجانب الإنساني من شمائله، فهو إنسان يحب الناس حباً جماً، وكان دينه كدين الشاعر الفيلسوف الأندلسي الصوفي ابن عربي الذي يقول:أدينُ بدينِ الحبِ أنَّى توجَّهَتْ
                                                    ركائبُه، فالحبُ ديني وإيماني
                                                    ولا أجد ما أختم به هذه الكلمات عن الشيخ الحبيب الراحل عبد الكريم الكحلوت خيراً من قول شوقي:
                                                    وأخْذُكَ من فمِ الزمانِ ثناءً
                                                    وتركُكَ في مسامِعِها طنينا

                                                    تعليق

                                                    جاري التحميل ..
                                                    X