على قدر ما يدعي اليهود الصهاينة إنسانيتهم ،وبالقدر الذي يزعمون فيه تحضرهم وتمدنهم ...تظهر تصرفاتهم وأفعالهم قسوة في قلوبهم ولؤما في نفسياتهم تترجمه قوانينهم وتعاملاتهم مع مخالفيهم كائنا من كانوا.
لا نستغرب ذلك إذا وعينا قول الله تعالى في حقهم : { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } (سورة البقرة الآية 74) ،فأكثر ما يمكن أن يوصف بالقسوة وانعدام اللين هي الحجارة وقد وصف الله تعالى قلوب اليهود بهذه الصفة دلالة واضحة لكل من يرى ويشاهد فالحجارة موجودة في كل زمان ومكان وحتى يتسنى للقريب والبعيد المتعلم والجاهل معرفة حقيقة قلوب الصهاينة اليهود وصفها الله بهذا الوصف وصورها بهذا التصوير .
وحتى تتأكد هذه القسوة في قلوب هؤلاء المجرمين جاءت بعد لعنة من الله تعالى عقوبة على نقضهم المواثيق والعهود وتكرر خياناتهم فقال الله تعالى : { فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ } (سورة المائدة الآية 13 ) ،فالأصل ان تكون القلوب هي مكان الرحمة والشفقة والإحساس غير أن هؤلاء القوم امتلأت قلوبهم كفرا وعنادا فتغلفت بالسواد فخرجت منها الرحمة والرأفة وحل مكانها القسوة والشدة ، فلا غرابة عند ذلك ان تراهم يكسرون عظام الأطفال او يلقون على المدنيين أنواع القنابل والأسلحة المحرمة في كل قوانين البشر بلا رحمة ولا إنسانية،فلا تجد عندهم أخلاقا لا في الحرب ولا في السلم .
هذه القسوة وهذا السواد في قلوبهم لا يخجل منه هؤلاء القوم بل إنهم يقرون به ويعترفون ويبررون جرائمهم به يتجلى ذلك من وصف الله تعالى لهم حكاية على لسانهم : { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } (سورة البقرة الآية 88).
فلا يحق لأحد كائنا من كان بعد هذا التقرير الالهي لصفات هؤلاء القتلة ان يزينهم او يجملهم او يسوقهم تحت أي مبرر كان خاصة إذا علمنا ان قساة القلوب ليس لهم في الآخرة إلا النار ومصيرهم الى الويل والعذاب والضلال في الدنيا مصداقا لقول الله تعالى : {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (سورة الزمر الآية 22)
تعليق