إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وثيقة أحمد يوسف والباحثون عن دور - د. عزام التميمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وثيقة أحمد يوسف والباحثون عن دور - د. عزام التميمي

    في لقائه الأخير مع قناة الجزيرة يوم الأربعاء 27 كانون الأول (ديسمبر) 2006 بدا نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية، في أضعف أحواله باحثاً عن دور ما بعد أن همشته وهمشت فصيله تطورات الأحداث على الساحة الفلسطينية .

    في حديثه المطول مع محمد كريشان في برنامج بلا حدود زعم حواتمة بأن أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية اجتمع في لندن مع مسؤولين إسرائيليين وبأن أحمد يوسف عاد من لندن بوثيقة تتضمن مشروع تسوية مع الإسرائيليين تبنتها حركة حماس ثم ما لبث رئيس الوزراء أن طاف بها على عواصم العالم العربي في سعي لإقناع زعماء العرب بها .

    مما يبعث علي الرثاء والشفقة أن ما ذكره نايف حواتمة في برنامج بلا حدود لا يعدو كونه اجتراراً لخبر لا أساس له من الصحة تداولته بعض الصحف أثناء زيارة أحمد يوسف وسيد أبو مسامح إلى العاصمة البريطانية في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2006. وكان الخبر يتحدث عن لقاء مع إسرائيليين جاء المسؤولان الفلسطينيان إلى لندن لعقده. كذبت حركة حماس كما كذب أحمد يوسف النبأ في حينه، وانتهى الأمر عند ذاك إلى أن أثير الكلام مؤخراً عن وثيقة نسبتها وسائل الإعلام إلى أحمد يوسف تشتمل على تسوية على أساس هدنة طويلة المدى بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني. سارعت حركة حماس تارة أخرى إلى نفي أي علم لها بالوثيقة، إلا أن حواتمة لم تقنعه فيما يبدو تصريحات مسؤولي حماس فظهر على شاشة الجزيرة يتحدث بثقة ويقين عن اللقاء بين حماس والإسرائيليين ومؤكداً ما قيل في الأيام القليلة الماضية عن وجود الوثيقة .

    لقد خلط حواتمة من حيث يدري أو لا يدري بين أمرين مختلفين وحدثين متباعدين. أما الحدث الأول، فهو الوثيقة التي تنسب إلى أحمد يوسف، ولا علاقة لها من بعيد أو قريب بزيارته وصاحبه سيد أبو مسامح إلى لندن. فالوثيقة المذكورة، هي من وضع دبلوماسيين سويسريين، وفعلاً لا علاقة لحركة حماس بها، وإن كان عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من مسؤولي الحركة قد رآها أو سمع بها. فقد كان أحمد يوسف قد دعي قبل شهور من زيارته الأخيرة إلى بريطانيا إلى العاصمة السويسرية جنيف حيث التقى هناك بدبلوماسيين من وزارة الخارجية الذين تناقشوا معه في فكرة الهدنة التي وجدت لديهم قبولاً على أساس أن حركة حماس لا يمكن أبداً أن تقتنع بالاعتراف بدولة "إسرائيل"، وأن الهدنة هي البديل السلمي الوحيد لوقف دوامة العنف والعنف المضاد بين الإسرائيليين والفلسطينيين. إلا أن السويسريين أعربوا عن خشيتهم من أن الهدنة كما تعرضها حماس لن تجد قبولاً لدى المجتمع الدولي، فبادروا هم بكتابة مقترح قالوا في حينه بأنه ربما كان أكثر إقناعاً للأوروبيين من المبادرة التي أعلنت عنها حركة حماس. والسويسريون في ذلك إنما يبحثون عن دور لبلدهم الصغير بين اللاعبين الكبار، وهم يظنون أنهم إن بادروا بمشروع يلقى القبول لدى بعض الأوروبيين فلعل ذلك يشكل الخطوة الأولى نحو إقناع الأمريكان بالمشروع، وخاصة أنهم مقتنعون بأن الإسرائيليين لا يمكن أن يقبلوا بشيء من أحد إلا إذا قبل به الأمريكان. وكنت قد سألت صديقاً لي يعمل في الخارجية السويسرية عن مغزى اهتمام السويسريين بأمر كهذا مع أن سويسرا دولة صغيرة، وليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، وبالكاد يمكن اعتبارها عنصراً فاعلاً في صناعة السياسة الأوروبية ناهيك عن أن تكون صانعاً للسياسة الدولية. فقال لي إن الأمر ببساطة لا يعدو الرغبة في تحقيق تقارب سياسي بين سويسرا واللاعبين الكبار الذين لا يأبهون عادة باللاعبين الصغار إلى أن يخرج عليهم أحد هؤلاء بمشروع خارق للعادة كما كان حال النرويجيين حينما توسطوا بين منظمة التحرير والإسرائيليين فولدت أوسلو. ومن هذا الباب يبحث السويسريون عن دور في حل أي نزاع حول العالم، عل ذلك يقذف ببلدهم الصغير إلى الصدارة .

    عاد أحمد يوسف إلى بلاده يحمل معه نص المشروع السويسري الذي لم يتجاوز عدد من اطلع عليه ثلاثة أو أربعة من مسؤولي الحركة من ذوي العلاقة المباشرة بأحمد يوسف، والذين قرروا فيما بينهم أن المشروع السويسري لا يرقى إلى ما تطمح فيه الحركة، وأن الأمر لا يستحق المتابعة، فانتهى أمره إلى الطي والكتمان. ولا يعرف كيف طفا أمر المقترح السويسري إلى السطح من جديد ومن الذي سرب نصه إلى وسائل الإعلام في الأسبوع الثالث من الشهر الأخير من عام 2006 بعد أكثر من ستة شهور على وأده .

    أما زيارة أحمد يوسف وسيد أبو مسامح إلى لندن، فقد كانت زيارة خاصة بترتيب خاص بين أبو مسامح وبعض معارفه من العاملين في المؤسسة البريطانية التي دعته وزميله أحمد يوسف لزيارة بريطانيا. ونظراً لأن أي زيارة لأي مسؤول في حماس إلى أي بلد أوروبي تعتبر خرقاً للحصار المفروض على الحركة، فقد كانت الزيارة بكل المعايير إيجابية، مع التأكيد على أن برنامج الزيارة لم يتضمن ما يخالف توجهات الحركة أو يتناقض مع ثوابتها .

    كان العامل الأساسي وراء تحقق الزيارة رغم المقاطعة هو أن رغبة المؤسسة البريطانية الداعية، وهي مما يعرف بمؤسسات المجتمع المدني البريطاني، تصادفت مع رغبة رئيس الوزراء البريطاني في استئناف جهوده لإحياء العملية السياسية في فلسطين عله يتقاعد من العمل السياسي بشيء إيجابي يذكر له بعد أن فشل مشروعه في العراق. تصادف ذلك أيضاً مع تنامي الشعور لدى قطاع من الساسة والدبلوماسيين البريطانيين بأنه لم يعد من الممكن تجاوز حركة حماس، التي باتت القوة السياسية الأولى بين الفلسطينيين. فما كان من مكتب رئيس الوزراء إلا أن أوعز لمن يلزم بإصدار تأشيرة زيارة لكل من سيد أبو مسامح وأحمد يوسف حتى يتمكنا من دخول البلاد. وفيما عدا ذلك، لم يكن للرسميين البريطانيين أدنى مشاركة في فعاليات الزيارة، التي اقتصرت على لقاءات مع مسؤولي المؤسسة الداعية، وبعض الصحافيين وبعض الدبلوماسيين السابقين ومسؤول كبير من مؤسسة الأزمات الدولية الذي حضر من واشنطن خصيصاً للقاء الرجلين الزائرين .

    ولم تتضمن الزيارة أي لقاء مع الإسرائيليين، وعلى النقيض مما ذكره حواتمة في لقائه مع الجزيرة لم يكن لأليستر كروك أي علاقة بالزيارة، بل كان أثناءها متواجداً خارج البلاد، كما لم يكن للشقاقي أي علاقة بترتيبها من قريب أو بعيد .

    البريطانيون، أو السويسريون أو غيرهم من الأوروبيين، حينما يقومون بمثل هذه المبادرات لا يفعلون ذلك من أجل سواد عيون الفلسطينيين، بل لأن لهم مصالح يريدون خدمتها، وأقل ما يقال فيها هنا أنهم جميعاً في مأزق ويبحثون لهم عن مخرج، وحماس التي يقاطعون ويعاقبون لم يعد بالإمكان تجاهلها أو تجاوزها. والبريطانيون بشكل خاص لا يمكن أن يقبلوا بما يهدد وجود الكيان الصهيوني، فهم الذين أوجدوه ابتداء وهم مع حلفائهم الأمريكان من يسهر على أمنه ويضمن رخاءه .

    ولذلك، فهم في أي اتصال مباشر أو غير مباشر مع حماس يبذلون كل ما في وسعهم للبحث عن طريقة تقنع حماس بالاستجابة لما بات يعرف بشروط الرباعية أو مطالب المجتمع الدولي. وليس المهم هنا ما يريدون هم تحقيقه بل ما تصر حماس على عدم إمكانية تجاوزه من مبادئ وثوابت، ويأتي على رأسها الإصرار على أن الكيان الصهيوني كيان غير شرعي لا يجوز بحال الاعتراف بحقه في الوجود. وهذا هو الأمر الذي لم يتجاوزه أحمد يوسف ولا يملك أحد من مسؤولي الحركة تجاوزه .

  • #2
    رد : وثيقة أحمد يوسف والباحثون عن دور - د. عزام التميمي

    كلام سليم واعتقد انه ليس بحاجه للرد على هذا المتخلف حواتمه .......فوالله قد زهقناهم وزهقنا كلامهم وكذبهم
    نعم اوروبا في مازق من موقفها تجاه حماس فالاوروبين دائما يقعون في المصيدة الامريكيه فامريكا ورطتهم ولكن الان سوف يتنازلوا لحماس بعض الشيئ وانا اعتقد ان هذا الحال والحصار لن يدوم طويلا علينا وربما سنرى مفاجئات لم نكن نتوقعها

    تعليق


    • #3
      رد : وثيقة أحمد يوسف والباحثون عن دور - د. عزام التميمي

      المشكله في هذه الاحزاب الصغيرة (طبعا قادتها وليست قاعدتها) انهم يبحثون عن البحصه التي يسندون بها انفسهم في هذه الاحداث المتتابعه ولولا خوف حواتمه على نفسه وبعض الشخصيات الاخرى التي تتلاقى معه في هذا الخوف هو أن يخرج من -المولد بلاحمص-- فاراد بذلك ان يصطاد عصفورين بحجر واحد
      الاول ان يتهم حماس ويجرها الى مربع الرد عليه والنفي وخلق ارباكات داخليه يستغلها الحثالات لضرب حماس
      والثاني المساومه على منصب او مكان ولو كان صغيرا باي حكومه او مرحله قادمه لاعادته وحزبه الى الحياة ...

      تعليق

      جاري التحميل ..
      X