تويت
قبل 68 عام؛ وفي أحد بيوت حي المنشية، يقضي الشاب "شفيق أبو غربية" نحبه أثناء محاولته تفكيك لغم أرضي قديم.
أبو غربية، مدرس اللغة اللاتينية في مدرسة العامرية، والذي تطوع مع اللجنة العربية العليا، كان ينوي تجهيز عبوة ناسفة، سبق وأن اتفق مع رفاقه على زرعها في طريق المصفحات اليهودية التي كانت تهاجم أطراف يافا وتقطع صلتها بالقرى الشرقية وبمدينة القدس والرملة.
قصص أهل يافا الذين أستشهدوا أثناء محاولة إعداد الألغام والمتفجرات، لم تتوقف حتى بعد أن أوكلت اللجنة العربية العليا مهمة الإشراف على إعداد الألغام للمهندس الكيميائي سليم الدمياطي، فقد استشهد سامي الأصفر وأخوه، وجرح سليم الدمياطي نفسه أثناء إعدادهم لعبوة ناسفة في أحد مصابن يافا، فأسندت المهمة إلى مهندس ألماني، لكنه أخفق أيضاً في إنتاج ألغام معيارية آمنة.
في المقابل، ينجح الفتى "علي جبر" وبالتعاون مع أخويه محمود وزكريا في صناعة راجمة تحمل شحنة إنفجارية بزنة 20 كيلوچرام، ودون الاعتماد على المتفجرات المستخرجة من الألغام القديمة.
كتب "مناحم بيچن" زعيم "الإرچون" حول راجمة علي جبر: "لقد دمرت راجمة العرب أحياءً كاملة، في حين اضطر سكان أحياء أخرى لإخلائها، وهام الآلاف على وجوههم في قلب المدينة، وعاش الآلاف في الأقبية لعدة أشهر".
تأثير راجمة جبر وصل لدرجة أن بدأ عدد كبير من سكان "تل-أبيب" يقضون الليالي قرابة الشاطئ، انتظاراً لسفن الإخلاء التي تحدثت الشائعات عن قرب وصولها.
وصل الوضع من السوء في تل-أبيب لدرجة أن أطنب اليهود على الإنچليز طلباً للمساعدة، فتدخل الإنچليز واعتقلوا علي جبر وصادروا راجمته، ليسلموها في نفس اليوم إلى "الپالماخ."
بدأت "الپالماخ" بصناعة نسخة معدلة عن راجمة جبر، عرفت فيما بعد بمدفع "داڤيدكاه" أي داوود الصغير.
استخدم "الداڤيدكاه" من قبل اليهود لأول مرة في تهجير أهالي حي أبو كبير بيافا، وبسبب الصوت المرعب الذي ينجم عن انفجار قذائفه (40 كيلوچرام)، انتشرت الشائعات حول استخدام اليهود لسلاح ذري. استغل اليهود الرعب الذي بدأ ينتشر في الأحياء العربية بسبب قذائف "الداڤيدكاه"، وبدأوا بتحريك سيارات جيب بمكبرات صوت ضخمة حول القرى، تذيع أصوات انفجارات وصراخ وعويل نساء، يتخللها صوت كئيب ينادي بالعربية: "أنقذوا أرواحكم أيها المسلمون، فاليهود يستخدمون الأسلحة الذرية. أستخلفكم بالله أن تنجوا بأرواحكم وأعراضكم".
وهكذا وبهذه البساطة، بدأ نزوح أهالي مدينة يافا والقرى المحيطة بها إلى البحر، حيث انتقل الجزء الأكبر منهم إلى الدول العربية المجاورة، والجزء الآخر تمكن من إيصال نفسه إلى قرية الجورة، ليرحلوا منها مرة أخرى إلى مدينة غزة.
ملاحظات/
علي جبر:
عرف علي جبر بين المقاتلين اليافيين بالكاتان، أي الصغير بالعبرية، وهو لقب أطلقه عليه اليهود، بسبب قصر قامته وملامحه الطفولية.
بعد إطلاق سراحه تطوع "الكاتان" للمشاركة مع الحامية التي تبقت في المدينة للدفاع عنها بعد نزوح أهلها.
انضم "الكاتان" إلى فرقة التدمير التي شكلها "الحوت" من 14 متطوع ألماني، والتي نسفت مقر قيادة الهاچاناه في "بات-يام".
راجمة علي جبر:
أنتجت "الپالماخ" ستة مدافع "داڤيدكاه" وزعت على مناطق مختلفة، وساهمت على نحو حاسم في تغيير نتائج القتال في جبهات مختلفة كصفد، والقدس. في حين حالت الخلافات بين المنظمات العربية دون التنسيق، أو الاتفاق على استراتيجية للقتال، بالإضافة إلى أن معظم القيادات العربية كانت تقيم في بيروت والقاهرة ودمشق، ولم تكن على معرفة بطبيعة القتال ونوعية التمويل المطلوب.
"داڤيدكاه":
اشتقت التسمية من اسم الشاب اليهودي "داڤيد لايبوڤيتش" الذي قام بتطوير راجمة علي جبر، والتسمية تعني حرفياً "داوود الصغير"، وقد أريد منها تعزير الأسطورة الصهيونية حول "داوود/ داڤيد" الفتى الصغير الذي استطاع بمقلاعه مواجهة العملاق العربي "جالوت/ چوليات".
لا زالت مدافع "الداڤيدكاه" تتصدر متاحف الحرب اليهودية، مقرونة بسيرة "داڤيد لايبوڤيتش"، في حين تكاد تخلو المصادر العربية التي أرخت للحرب من أي ذكر لعلي جبر.
الدافيد كاه عبارة عن هاون عيار 3 بوصة يعني 76 ملم والقذيفة تملك عيار خارجي أكبر من ذلك
وزن القذيفة 40 كجم تحتوي على شحنة متفجرة 27 كجم
طبعا المدي يقل مقارنة بالهاونات المعيارية لكن قذيفته قوية جدا تعادل قذيفة 155 ملم شديدة الإنفجار .
رابط من الويكيبيديا يشرح تاريخ الدافيد كاه
قى الثورة السورية طور مقاتلي المعارضة السورية مدفع يخضع لنفس المفهوم مدي قليل لكن شحنة تفجيرية ضخمة وإستخدموا جرات البروبان لإحداث تأثير إضافي ( تصبح أشبه بقنبلة إرتجاجية)
واطلقوا عليه مدفع جهنم ثم تطور لاحقا لنموذج أكبر سموه مدفع عمر
صور لمدفع جهنم من أحد المدونات
http://brown-moses-arabic.blogspot.com/…/06/blog-post_6.html
مقاطع شهيرة لإستخدام مدفع جهنم
تقرير عن مدفع جهنم أو القادسية يتضمن تقرير من إعلام النظام السوري عن تأثيره مقارنة بالجراد مثلا
https://www.youtube.com/watch?v=cgRJ2Za1RgM
تعليق