تويت
مشكلة الشباب مع القراءة
كثير من الشباب _ و بعضهم يراسلني _ يقعون في مشكلة كبيرة ، لا يعرفون منها مخرجاً ..
و هي أنّهم يقرؤون المسألة في كتاب _ مثلاً _ ثم يقرؤون عنها في كتاب آخر ،
فإذا بهم يجدون أنفسهم بعد أن كانوا يعتقدون أنّهم في القراءة الأولى قد فهموا و اقتنعوا ، يقتنعون بكلام الكتاب الآخر و دلائله ..
حتّى أنّهم صاروا يتوجسون خوفاً من القراءة ، لما تسببه لهم من الحيرة و الدهشة .. بل بلغ الحال ببعضهم أن صاروا غير واثقين من صحة الإسلام من ناحية الأدلة ... إذن أين الخطأ عند هؤلاء الإخوة و الأخوات ؟؟
الخطأ أنّهم يقرؤون بغير قواعد منهجيّة . و الإنسان عندما يفقد القواعد الضابطة فمن المؤكد أنّه سيكون عُرضة للتّشكك و الحيرة بشكل دائم ، لأنّه لن يعرف المصيب من المخطئ ، المحق من المبطل ..
و أضرب هنا مثالاً بسيطاً بشخص لا يعرف أنّه في اللغة : الفاعل يكون دائماً مرفوعاً ، و المفعول يكون دائماً منصوباً . فقرأ هذه الجملة في كتاب : خرج كريم إلى المسجد ، و دلّل الكاتب على أنّ ( كريم ) يجب أن يكون مرفوعاً . ثم قرأ في كتاب آخر هذه الجملة ، و لكنّ الكاتب دلّل على أنّ ( كريم ) يجب أن يكون منصوباً . فهل نعتقد أنّ هذا الشخص يستطيع أن يعرف مَن المحق و المصيب مِن المخطئ و المبطل : الكاتب الأول الذي يقول ( كريم = مرفوع ) أم الكاتب الثاني الذي يقول ( كريم = منصوب ) ،
و هو لا يعرف قواعد النحو التي تنص على أنّ الفاعل أي الذي يقوم بالفعل يكون دائماً مرفوعاً ؟؟ هذا مثال بسيط للتوضيح فقط . فهكذا
هؤلاء الإخوة ليس لديهم علم بالقواعد التي تكشف الحق من الباطل ، و عندما يقرؤون فطبيعي جدّاً أنّهم يغترون ب ( ثرثرة ) المبطلين ، و لا يعرفون أنّ هؤلاء المبطلين يتعمدون إغراق القارئ ( أو المستمع ) بالكلام الطويل العريض ، و كثرة الاستشهادات و الاقتباسات ، و غايتهم هي إصابة عقل القارئ ( أو المستمع ) بالشلل التام أو على الأقل بالشك و الحيرة ...
من أجل ذلك أقول لهؤلاء الإخوة و الأخوات : طلب الثقافة و المعرفة شيء جميل ،
لكن الأجمل هو اكتساب القواعد العلميّة التي تعصم _ بإذن الله تعالى _ العقل من الحيرة و الضلال ،
وتساعدكم على معرفة مكامن الخطأ و المغالطة في كلام الآخرين . و هذا هو سرّ اهتمام علمائنا رضي الله عنهم بوضع كتب مفصلة للقواعد المنهجيّة لكل علم : كعلم التفسير ، علم اللغة ، علم الحديث ، علم أصول الفقه .. إلخ ،
لكي تكون الأمور مضبوطة بشكل محكم ..
و الله الموفق .
و هي أنّهم يقرؤون المسألة في كتاب _ مثلاً _ ثم يقرؤون عنها في كتاب آخر ،
فإذا بهم يجدون أنفسهم بعد أن كانوا يعتقدون أنّهم في القراءة الأولى قد فهموا و اقتنعوا ، يقتنعون بكلام الكتاب الآخر و دلائله ..
حتّى أنّهم صاروا يتوجسون خوفاً من القراءة ، لما تسببه لهم من الحيرة و الدهشة .. بل بلغ الحال ببعضهم أن صاروا غير واثقين من صحة الإسلام من ناحية الأدلة ... إذن أين الخطأ عند هؤلاء الإخوة و الأخوات ؟؟
الخطأ أنّهم يقرؤون بغير قواعد منهجيّة . و الإنسان عندما يفقد القواعد الضابطة فمن المؤكد أنّه سيكون عُرضة للتّشكك و الحيرة بشكل دائم ، لأنّه لن يعرف المصيب من المخطئ ، المحق من المبطل ..
و أضرب هنا مثالاً بسيطاً بشخص لا يعرف أنّه في اللغة : الفاعل يكون دائماً مرفوعاً ، و المفعول يكون دائماً منصوباً . فقرأ هذه الجملة في كتاب : خرج كريم إلى المسجد ، و دلّل الكاتب على أنّ ( كريم ) يجب أن يكون مرفوعاً . ثم قرأ في كتاب آخر هذه الجملة ، و لكنّ الكاتب دلّل على أنّ ( كريم ) يجب أن يكون منصوباً . فهل نعتقد أنّ هذا الشخص يستطيع أن يعرف مَن المحق و المصيب مِن المخطئ و المبطل : الكاتب الأول الذي يقول ( كريم = مرفوع ) أم الكاتب الثاني الذي يقول ( كريم = منصوب ) ،
و هو لا يعرف قواعد النحو التي تنص على أنّ الفاعل أي الذي يقوم بالفعل يكون دائماً مرفوعاً ؟؟ هذا مثال بسيط للتوضيح فقط . فهكذا
هؤلاء الإخوة ليس لديهم علم بالقواعد التي تكشف الحق من الباطل ، و عندما يقرؤون فطبيعي جدّاً أنّهم يغترون ب ( ثرثرة ) المبطلين ، و لا يعرفون أنّ هؤلاء المبطلين يتعمدون إغراق القارئ ( أو المستمع ) بالكلام الطويل العريض ، و كثرة الاستشهادات و الاقتباسات ، و غايتهم هي إصابة عقل القارئ ( أو المستمع ) بالشلل التام أو على الأقل بالشك و الحيرة ...
من أجل ذلك أقول لهؤلاء الإخوة و الأخوات : طلب الثقافة و المعرفة شيء جميل ،
لكن الأجمل هو اكتساب القواعد العلميّة التي تعصم _ بإذن الله تعالى _ العقل من الحيرة و الضلال ،
وتساعدكم على معرفة مكامن الخطأ و المغالطة في كلام الآخرين . و هذا هو سرّ اهتمام علمائنا رضي الله عنهم بوضع كتب مفصلة للقواعد المنهجيّة لكل علم : كعلم التفسير ، علم اللغة ، علم الحديث ، علم أصول الفقه .. إلخ ،
لكي تكون الأمور مضبوطة بشكل محكم ..
و الله الموفق .
تعليق