إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بني إسرائيل هم اليهود والنصارى الكفار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بني إسرائيل هم اليهود والنصارى الكفار



    ﴿وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)﴾، الاسراء.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

    من أخطر ما تتعرض له امتنا الاسلامية هو تحريف تفسير كلمات الله تعالى رضاءا لمصالح حُكام الردة والكُفر، ولعل من اخطر التفسيرات الخاطئة والدارجة في عصرنا الحالي هو ان بني اسرائيل هم اليهود فقط، بل ومن هؤلاء من خلط بين السياسة والدين فظلوا واظلوا معهم قوم كثيرين كالرافضة في ايران والعراق والشام الذين يدعون ان بني اسرائيل هم ممن يؤمنون بالصهيونية فقط وان اليهود ليسوا ببني اسرائيل! وهذا ما يخالف نصوص القران الكريم والسُنة النبوية.

    . بعثة النبي عيسى عليه السلام الى بني اسرائيل

    يقول الله تعالى في سورة ال عمران 48-49 حول بعثة النبي عيسى عليه السلام: ﴿وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ. وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾. قال ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (2/44): "وَالتَّوْرَاةَ وَالإنْجِيلَ " فالتوراة: هو الكتاب الذي أنزله الله على موسى بن عمران، والإنجيل: هو الكتاب الذي أنزله الله على عيسى عليهما السلام، وقد كان [ عيسى ] عليه السلام، يحفظ هذا وهذا ". وبعثة النبي عيسى عليه السلام كما تظهر بوضوح في الاية القرانية كانت موجهة الى بني اسرائيل تحديدا.

    . تفرق بني اسرائيل الى يهود ونصارى كفار ومسلمين موحدين بالله

    يقول الله تعالى في سورة ال عمران 52: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾. قال بان كثير رحمه الله: "وهكذا عيسى ابن مريم، انتدب له طائفة من بني إسرائيل فآمنوا به وآزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه". فالنبي عيسى عليه السلام لم ياتي لبني اسرائيل الا لتوحيد عبادة الله تعالى ودين الاسلام دين ابراهيم عليه السلام ومع ذلك اختلفَ بني اسرائيل فيه وبالانجيل لقوله تعالى في سورة النمل الاية 76: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُون﴾. قال ابن كثير رحمه الله: "يقول تعالى مخبرا عن كتابه العزيز، وما اشتمل عليه من الهدى والبينات والفرقان: إنه يقص على بني إسرائيل - وهم حملة التوراة والإنجيل - ( أكثر الذي هم فيه يختلفون )، كاختلافهم في عيسى وتباينهم فيه، فاليهود افتروا، والنصارى غلوا، فجاء [ إليهم ] القرآن بالقول الوسط الحق العدل: أنه عبد من عباد الله وأنبيائه ورسله الكرام، عليه [ أفضل ] الصلاة والسلام، كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾، مريم : 34".

    ومن هذا نستدل ان بني اسرائيل تفرقوا في باديء الامر الى يهود كفار ومسلمين موحدين بالله، وبعد حادثة رفع النبي عيسى عليه السلام بنحو 300 عام ظهرت فرقة النصارى من بني اسرائيل التي غلت بالنبي عيسى ونسبت اليه الربوبية ورفعت الصلبان، فاصبحَ بني اسرائيل من حملة التوراة والانجيل اي ان بني اسرائيل هم اليهود والنصارى الكفار: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾، المائدة: 72.
    والله اعلم بالصواب.


جاري التحميل ..
X