تويت
قل إي وربي إنه لحق
قال تعالى ( يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ )
( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ).
( وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ )
النظرية النسبية
في بداية القرن العشرين اكتشفت نظرية عدت من أهم ما اكتشف في تاريخ العلم الحديث فقد غيرت مفاهيم كانت سائدة منذ مئات السنين منذ عصر العالم الإنكليزي إسحاق نيوتن هذه النظرية هي النسبية والتي وضع مبادئها العالم الألماني المولد ألبرت أنشتاين.
إن الذي قاد إلى اكتشاف النسبية هي التجارب التي أجراها العلماء لقياس سرعة انتشار الضوء ومعرفة ماهيته.
ففي نهاية القرن 19 أجريت تجارب عديدة لقياس التغيرات في سرعة الضوء بالنسبة للأرض و التي سببها حركة الأرض بالنسبة للأثير، فقد أجرى العالمان (ميكلسون - مورلي) عام1887 التجربة التالية : عندما تتحرك الأرض باتجاه ما بالنسبة للأثير و بسرعة (سر) و نرسل من الأرض إشارة ضوئية بنفس الاتجاه ستكون سرعة الإشارة بالنسبة للأثير (سض) و بالنسبة للأرض( سض- سر) ، أما إذا أرسلت الإشارة بالاتجاه المعاكس فستكون سرعتها بالنسبة للأرض( سض+ سر) ، لكن جميع النتائج جاءت سلبية حيث انتشر الضوء في جميع الاتجاهات بالنسبة للأرض بسرعة متساوية( سض) وتبين أن سرعة الضوء ثابتة بغض النظر عن سرعة مصدره وعن اتجاه حركته( سرعة الضوء تبلغ حوالي300000 كيلو مترفي الثانية الواحدة ) وهذا مناقض لما قال به نيوتن حيث أن الضوء وفق نيوتن يجب أن تختلف سرعته بالنسبة للأرض عندما نغير جهة إرسال الإشارة الضوئية باتجاه معاكس لحركة الأرض ، و ظهرت عدة فرضيات في نهاية القرن 19 تحاول تفسير النتائج التي توصلت إليها التجارب حول ثبات سرعة انتشار الضوء لكن جميعها عجزت عن تعميق فهمنا لهذه الحقيقة ، لقد كانت الفيزياء في ذلك الوقت بحاجة إلى شخص يقلب الموازين ويفجر القنبلة لقد كان هذا الشخص هو أنشتاين ، وضع أنشتاين عام 1905 مبدأي النظرية النسبية الذي أهمهما أن سرعة الضوء هي السرعة الحدية القصوى وأنها سرعة ثابتة لا تتغير . فالجسم حسب النسبية تزداد كتلته بازدياد سرعته وإن من أهم نتائج هذه النظرية وأغربها والتي أحدثت زلزالاً في الفيزياء هي ما يسمى بتمدد الزمن ، فالزمن يتباطأ كلما زادت السرعة حتى إذا بلغت سرعة الضوء توقف الزمن وما يسمى مفارقة التوأمين هي توضيح لذلك : فإذا سافر أحد توأمين في مركبة فضائية بسرعة تقارب سرعة الضوء , فسيكتشف بعد عودته للأرض بعد خمس سنوات على ساعته , مرور خمسين عاما على توقيت الأرض و سيجد أن أخاه قد كبر خمسين عاما في حين لم يزد عمره هو سوى خمس سنين مما يعني أن الزمن يتباطأ بتزايد سرعة الجملة المرجعية التي يتم القياس بها .
لقد تم إثبات هذه النتيجة بواسطة الساعة الذرية وهي ساعة دقيقة جداً تختلف عن الساعات العادية حيث أن الساعات العادية فيها نسبة خطأ أما الساعة الذرية فالخطأ فيها يكاد يكون معدوم فهي تستخدم في الدلالة على أزمنة غاية في القصر ، فلو فرضنا أنها عملت طوال مليون سنة فإن حسابها للوقت لا يتغير ولا حتى ثانية واحدة ، ففي عام 1971 قام العلماء بتجربة حول نسبية الزمان, فتم وضع أربع ساعات ذرية على طائرات نفاثة تقوم برحلات منتظمة حول العالم, في اتجاهات شرقية وغربية. وبمقارنة الأزمنة التي سجلتها الساعات على الطائرات مع الزمن الذي سجل بمرصد البحرية الأمريكية, وجد أن الزمن المسجل على الطائرات أبطأ منه على الأرض بفارق ضئيل يتفق مع قوانين النسبية الخاصة .
السفر عبر الزمن
إن ظاهرة تمدد الزمن قد فتحت آفاقاً جديدة أمام العقل البشري و أصبح يستطرد في تخيلاته وجعلت هذه الظاهرة ما كان يعتبره الإنسان ضرباً من الخيال ليس مستبعداً حدوثه فهناك أطروحات تتحدث عن إمكانية السفر عبر الزمن وهذا ما كان يستخدمه كتّاب روايات الخيال العلمي لكن بعد النظرية النسبية أصبح شيئاً معقولاً ومنطقياً ولا يتورع العلماء أن يعتقدوا أن أجيال العقود القادمة سوف تتوصل إلى شيء من هذا القبيل .
فقد اقترح أحد العلماء تصميم سفينة فضائية تعتمد على محرك دمج نووي يستخدم المادة المنتشرة في الفضاء كوقود, وأن يتم التسارع بمعدل التسارع على الكرة الأرضية ( أي تزداد السرعة بشكل مستمر كما لو أن جسماً يسقط من علو نحو الأرض فتبقى سرعته بازدياد مستمر وهو يسقط بإهمال تأثير الهواء )، وفي تصميم كهذا يمكن أن تصل سرعة السفينة إلى سرعة قريبة من سرعة الضوء خلال عام واحد, وبالتالي يبطؤ الزمن إلى حد كبير, وبالنظر إلى التطور المستمر للتكنولوجيا حاليًا يصبح من المعقول تمامًا افتراض وصول تكنولوجيتنا في المستقبل إلى بناء مثل هذه السفينة النجمية. ويرى عالم الفلك كارل ساجان أن هذا يمكن أن يحدث خلال عدة مئات من السنين , وبناء على ذلك تكونت مجموعة من العلماء يرأسها الأمريكي (كيب ثورن) والروسي( إيجور نوفيكوف) ما أسموه بـ(كونسورتيوم) روسي - أمريكي لتحقيق تقنية تسمح بتكوين آلة للسفر في الزمان ، كل هذه حقائق وليست ضرباً من الخيال .
الإعجاز القرآني
ولو عدنا إلى الآيات الكريمة لوجدنا الإعجاز كل الإعجاز وقد يقول قائل كيف ليوم أن يكون ألف سنة ويكون مقداره خمسين ألف سنة في آن واحد ولكن في الحقيقة ما هذا إلا تجسيد للنسبية بمعنى أو بآخر وقد استطاع أحد العلماء المسلمين أن يستنتج من هذه الآيات سرعة الضوء وجاءت مطابقة تماماً لما أثبته العلم الحديث و هي السرعة التي تجري بها الملائكة في الكون و هي مطابقة تماما لسرعة الضوء التي تعتبر أقصى سرعة يمكن أن تبلغها الأجسام الكونية التي نعرفها حتى الآن ، ودليل آخر في سورة الكهف في قوله تعالى ( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ) لنجد إشارة واضحة لنسبية الوقت، فلمّا كان تدفق الوقت في الكهوف هو أسرع نسبيّا من تدفقه فوق سطح الأرض فإنّ فتية الكهف لبثوا مدّة أطول في كهفهم مقارنه إلى الأقوام التي كانت تعيش خارجه ، وفي الحديث الشريف الذي يذكر خروج الدجال ومكوثه أربعين يوماً يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم ما معنى اليوم كالسنة ؟؟ نحن الآن نمكث في السنة 365 يوما، إلاّ أنّ وقت ظهور الدجال يكون اليوم الأول من الأربعين من طلوع شمسه إلى انقضاء اليوم يمر كانقضاء السنة في الطول أي كما لو أنّ الوقت يتباطأ حينها فيصبح يوما واحدا يعادل 365 يوما وهذه هي النسبية التي قال بها أنشتاين بعينها .
موضوع شيق جدا 
تعليق