إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بيت المقدس تحت حكم الصليبين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] بيت المقدس تحت حكم الصليبين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بحث بعنوان
    بيت المقدس تحت حكم الصليبين
    تلخيص مادة مصطفى الحياري

    اعداد : خلود عموره
    البحث الاول
    المادة : بيت المقدس بين الاحتلال والتحرير 1099 – 1244
    مقدم الى د. ماهر ابو منشار
    دبلوم دراسات بيت المقدس


    المقدمة
    لم تعرف بيت المقدس وفلسطين عموما فترة اكثر قلقا واضطرابا ولا تباينا كما حدث في الفترة الممتدة من
    969 – 1260 ميلادي، حيث بدأت مع سيطرة الفاطميين على بلاد الشام وفلسطين بشكل خاص، ثم سيطرة السلاجقة على تتجاوز العشرين عاما، لتعود للاحتلال الفاطميين مرة اخرى ثم يدخلها الفرنجة محتلين بعد اقل من عام، ليستمر الاحتلال ما يعادل ثمانين عاما، ثم يتم فتحها في النهاية صلاح الدين الايوبي
    وقد شهد بيت المقدس تغييرا جذريا في معظم مناحي الحياة بعد الاحتلال الصليبي، ابيد من خلاله كل من سكن المدينة وتم احلال غيرهم، مختلفين تماما في الدين والعقيدة والسلوك، وانتهى الاحتلال على يد القائد الايوبي صلاح الدين يوسف بن ايوب اعاد فيه ترتيب المكان وانهى كل مظاهر الدين النصراني الذي حل في جوانب بيته المقدس "المسجد الاقصى".
    لكن المكان لم يعش حاله من الهدوء كما يتوقع الكثير، فقد عصفت فيه الكثير من الفتن ولم يستطع البيت الايوبي ان يحافظ عليه بل سلمه وتنازل عنه ضمن اتفاقيات قادها احد ملوكه، حتى المدينة صارت مدينة خاوية وخراب نتيجة موجات الهدم التي تعرضت لها اكثر من مرة
    وهنا تناقش الدارسة حال بيت المقدس اثناء الاحتلال الصليبي وما سبقه، مستعرضه التغييرات في طبيعة السكان والمشاكل السياسية التي مرت في المدينة حتى انتهى الاحتلال جذريا عام 1244.

    بيت المقدس قبل الاحتلال الصليبي
    شهدت المدينة نشاطا ثقافيا وفكريا على درجة من التنوع والاثارة دفع عدد من العلماء والرحالة للإقامة فيه اكثر من سنة وكان بينهم ابو بكر بن العربي الذي يذكر حال المدينة اثناء تلك الفترة التي سبقت الاحتلال بست سنوات حيث كانت المدينة تتبع السلاجقة
    كما كان هناك عدد من علماء الفقه الشافعي والحنفي الذين يستخدمون اساليب في التدريس والمناظرة لم تكن مألوفة في الاندلس كما يذكر ابن العربي، مع اقامة حوارات بين الاديان يشترك فيها علماء من المسلمين والنصارى واليهود في مجالس تعرض موضوعات متنوعة
    اما عن الطبيعة السكانية فقد كانت اللامبالاة المدرسة هي الصفة السائدة للسكان الذين لم يلتفتوا الى الصراعات الداخلية التي كانت تجري بين الطبقة الحاكمة
    لكن وفق ما ذكر مجير الدين العلمي كان كل ذلك في فترة الحكم التركماني للمدينة حيث انه لا يستعرض أي تواجد لعلماء خلال فترة الحكم الفاطمي.

    حال النصارى في بيت المقدس اثناء الحكم الفاطمي ( 969 – 1071 ميلادي )
    لم تكن افعال الحاكم بأمر الله الفاطمي مصدر معاناة للمسلمين وحدهم بل ألحق اضرارا كثيرة بأهل الذمة ايضا، فقد عانى نصارى بيت المقدس بسبب اجراءات هذا الحاكم المتناقض، ليصل به الامر الى اصدار امر بهدم كنيسة القيامة عام 1009م، وهذا ما ادى الى هجرة الكثير من النصارى الى الدولة البيزنطية.
    لكن بدء العلاقات الودية بين الدولة الفاطمية والامبراطورية البيزنطية خفف الضغط على النصارى في المدينة حتى انتهى الأمر بعقد اتفاقية فيما بينهم ابرز بنودها كان السماح للإمبراطور البيزنطي بإعادة بناء كنيسة القيامة مقابل اطلاق سراح خمسة الاف اسير من اسرى المسلمين لديهم.
    وعلى الرغم ان تلك العلاقات شهدت مد وجزر، لكن زيارة الرحالة ناصر خسرو المدينة بعدها بسنوات ووصفه حال الاسوار والكنيسة يدل على تنفيذ بنود الاتفاقية.
    وكان من بين ما تم الاتفاق عليه مع الامبراطور البيزنطي تمويل بناء جزء من سور المدينة على نفقته مقابل بناء حي للنصارى ( حي البطرك) وارغام المسلمين على مغادرته بعد ان قضى النصارى والمسلمين عقود من الزمن في مساكن مختلطة دون تميز، كما منح الحاكم الفاطمي تجار اوروبا قطعة من الارض في نفس الحي لبناء مركز عليها يقيمون فيها
    التركمان يدخلون بيت المقدس ( 1072 – 1098 ميلادي )
    دخل اتسز بن اوق الخوارزمي بيت المقدس بعد استسلامها نتيجة مواصلة الجيش التركماني الحصار للمدينة، واعطى اهلها والحامية العسكرية الفاطمية الامان وابقى كل شيء على حاله، لكن مع تعرضه للهزيمة في مصر بعد بضع سنين وفراراه الى دمشق، ثار عليه اهل بيت المقدس المواليين للفاطميين واستولوا على اموال التركمان ونسائهم واطفالهم.
    ليعيد اتسز بعد ذلك تجميع قواته يتحرك نحو المدينة ويحاصرها ويطالب الثائرين بالاستسلام ولكن بعد رفضهم لذلك وتهديدهم بقتاله، يتسلل الامير مع عسكره من خلال رتق جانبي في سور القلعة ويهاجم الثائرين ويقتل زهاء ثلاثة الاف شخص، ولا ينجو الا من اعتصم داخل المسجد الاقصى.
    بعد فترة تتش ابن الب ارسلان السلجوقي يتحرك الى الشام ويسيطر عليها كلها ويقتل اتسز بن اوق، ويسلم قرموش - نائب اتسز على بيت المقدس - المدينة الى تتش دون مقاومة، حيث يقوم بدوره بتعيين ارتق بن اكسب واليا على المدينة وليستمر حكمه حوالي عشرين سنة.
    تتميز فترة حكم الاراتقة في بيت المقدس بالهدوء، حيث يبني ارتق مسجد جديد في المدينة ويتم تحويل كنيسة القديس حنه الخربة الى مدرسة للشافعية وتقام مدرسة للحنفية، ثم يستلم ولديه سقمان واليغازي الحكم بعد وفاته لكن دون أي تغيرات في المدينة.
    يعود في عام 1098 الفاطميين الى بيت المقدس، بعد تحريك حملة كبيرة من مصر بقيادة الوزير الافضل لتستولي على المدينة، بعد حصار دام 40 يوما استسلم بعده الاراتقة.

    الاحتلال الصليبي لبيت المقدس ( 1099 – 1178 ميلادي )
    يوم المذبحة
    في اوائل حزيران 1099م وصلت قوات الفرنجة ( الصليبين ) امام اسوار مدينة بيت المقدس وفرضت عليها الحصار، وفي بداية الحصار كانت المدينة تكتظ بعشرات الالاف من سكان فلسطين الذين هربوا من امام قوات الفرنجة يبتغون الحماية وراء الاسوار، واما نصارى المدينة فقد اجبر معظمهم على ترك المدينة للمسلمين خوفا من تعاونهم مع الفرنجة، استمرت قوات القوات الصليبية في مهاجمة اسوار المدينة زهاء اربعين يوم.
    وفي يوم الجمعة 15 تموز 1099 وعند وقت الظهيرة سقطت المدينة، وشقت القوات الصليبية طريقها داخل المدينة، تلى ذلك مذبحة فظيعة، قتل فيها معظم سكان المدينة رجالا ونساءا واطفالا في الطرقات والازقة والبيوت وحيثما وجدوا، وحتى اولئك الذين لجأوا الى المسجد الاقصى لم يسلم منهم احد.
    تقول التقديرات ان المدينة كانت تضم حينها ما بين ستين الى سبعين الف لم ينجو منهم الا عدد ضئيل، حيث احجم الصليبين عن قتل بعض الوجهاء والعلماء املا في ان يقوم المسلمون بافتدائهم بمبالغ كبيرة من المال، وقد قتل بعضهم بعد ان لم يدفع احد فديتهم.
    كما ارغم الفرنجة جماعات من الاسرى على تنظيف الطرق والبيوت وساحة الحرم من عشرات الالاف الجثث التي جمعت في اكوام واحرقت ورميت من فوق الاسوار الى الخارج، وعندما جاء القسيس فوشيه الى المدينة كانت رائحة الجثث المتعفنة لا تزال تلوث الهواء.
    مدينة بيت المقدس بعد الاحتلال
    بعد ان تم افراغ المدينة من سكانها سواء بالقتل او الطرد من المسلمين او اليهود، كان الاستيلاء على البيوت ومحتوياتها، طبقا لما كان يعرف بـ "قانون الفتح"، حيث ان من يدخل اي منزل ويضع امامه اي قطعة سلاح يصبح البيت ملكه وبهذه الطريقة اصبح الكثير من الفقراء في هذه الحملة الصليبية اغنياء
    كما تم احداث تغيير وظيفي في بعض المباني القائمة لكي تخدم اغراضا جديدة وانشاء مباني جديدة لتلبية حاجة السكان الجدد ومنها تحويل بعض المدارس الى كنس وتحول المسجد الاقصى الى مقر للملك ثم منحه بعد ذلك الى فرسان الداوية كما وصارت قبة الصخرة هيكل الرب مع انشاء الابراج والفنادق والاسواق الجديدة
    اعادة توطين الناس في المدينة
    بعد ان تم اخلاء المدينة من جميع سكانها السابقين وحل محلهم الافرنج ( الصليبين) الذين احتلوا مساكنها واستولوا على كل ما وجدوه فيها، لم يستطيعوا الاستمرار فيها نتيجة الشعور بحالة من الخوف الدائم وفقدان الشعور بالأمن والحالة الاقتصادية الصعبة، لأن معظمهم فلاحيين وتنقصهم المهارات المهنية التي كانت تحتاجها المدينة، التي تستقبل عشرات الالاف من الحجيج، ولهذا ترك معظمهم المدينة مغادرين الى بلادهم او الى المدن الساحلية او الى الارياف.
    ادرك بلدوين الثاني الحكم الصليبي ان تصحيح هذا الوضع يقتضي الاعتماد على النصارى المحليين في الشرق، ولهذا ارسل الى النصارى السوريين المقيمين في شرق الاردن ووعدهم بأوضاع معيشية افضل عند قدومهم المدينة، وقد منحهم جزءا كبيرا من المدينة وهيأ لهم المساكن فيها وهكذا قامت " حارة المشارقة ".
    وهكذا صار مع نهاية العقد الثالث هناك حيين رئيسين في المدينة، "حي البطرك " الذي استقر فيه اللاتين نهائيا وهو ما تم انشائه في الفترة الفاطمية، و"حي المشارقة " الذي استوطن فيه نصارى الشرق.
    ووصل عدد المقيمين في المدينة عشرة الاف شخص، وبرزت مشكلة الغذاء نتيجة فرض رسوم ضريبية عليه وهذا ادى الى طلب البطريرك من الملك الغاء تلك الضريبة حتى يتسنى تزويد المدينة بالحاجات اللازمة لها، وقد استجاب بلدوين الثاني لذلك واصدر مرسوم يلغي فيه الضرائب التي تفرض عند باب المدينة من الذين يجبلون الحبوب والخضروات.
    ويذكر يوحنا من فرتسبورغ بعد مرور جليلين على تأسيس المملكة اللاتينية، وجود جماعات قومية ودينية اخرى اسكنت بيت المقدس واقامت مصليات وكنائس لها غير اللاتين ونصارى الشرق والارمن، حيث كان يمكن التمييز بين الفئات المختلفة التي سكنت المدينة، بناء على طريقة اللباس وطريقة تربية اللحى.
    المجتمع والحياة الاجتماعية في مملكة بيت المقدس اللاتينية
    كان سكان المدينة الجدد في بداية الاحتلال الصليبي من اللاتين الذين شاركوا في الحملة وقد انقسموا الى عدة فئات اعلاها الطبقة الحاكمة والقوة المقاتلة في المملكة وقد تشكلت من كبار النبلاء والبارونات والفرسان الذين استقر اغلبهم في المدينة ، وطبقة الفلاحيين الذين قدموا من اوروبا اللاتينية، بينما ظهرت طبقة متميزة غير طبقة النبلاء وهي من رجال الدين نتيجة الامتيازات التي منحها بلدوين الاول الى كهنة القبر المقدس، وسمح لرعايا المملكة بان يتنازلوا عن مداخيلهم الى القبر، وقد شاركت هذه الطبقة في ادارة الحياة الاقتصادية بالمدينة وشارك منها مجموعات في الجيش
    وقد تشكلت هيئتان عسكريتان خلال القرن الثاني عشر لم تندمجان فيما بينهما وهما ( الداوية والإسبتارية)، بينما عاش نصارى الشرق والنصارى المحليين في احيائهم الخاصة وخضعوا لمحاكمهم الخاصة
    التقسيم الاداري في المملكة اللاتينية
    صارت مدينة بيت المقدس عاصمة المملكة اللاتينية والملك رئيس حكومتها، وتم تعين الفيسكونت لإدارة شؤون المدينة من الجانب المدني كنائب عن الملك، كما صار المتحسب ( المحتسب بالعربية ) كمساعد له، وقد شملت صلاحيات الفيسكونت والمحتسب جميع سكان المدينة الذين يتعاطون التجارة والحرف.
    الاحتفالات داخل المملكة اللاتينية
    كان هناك في القرن الثاني عشر عدد كبير من الاحتفالات والاعياد المدرجة في التقويم الكنسي ( الاحتفالات الدينية ) واهمها جميعا احتفالات عيد الفصح، التي يشارك فيها عدد كبير من سكان المدينة وجموع الحجاج، والكثير من هذه الاعياد الدينية كان يحتفل بها النصارى قبل الاحتلال الصليبي كما يذكر المقريزي ويحيى بن سعيد الانطاكي.
    واضيف احتفال جديد بعد الاحتلال وهو الاحتفال السنوي بالاستيلاء الفرنجي على المدينة في الخامس عشر من تموز، كم اضيف الاحتفال بالذكرى السنوية لانتخاب غودفري حاكما على المدينة بعد ذلك بثلاث ايام، والاحتفال بتتويج الملك عند اختيار ملك جديد.

    الايوبيون يدخلون بيت المقدس فاتحين ( 1187 – 1260 ميلادي )
    صلاح الدين يحرر بيت المقدس
    قال برنارد دي بلانكفور مقدم الداوية ذات مرة ان اشد ما يخيفه هو ان يقوم " امير مسلم واحد بإعادة توحيد المملكتين البالغتي القوة في القاهرة ودمشق ويمحو بذلك اسم النصارى بذاته"، حيث يظهر هذا الامير في شخص صلاح الدين الايوبي ويوحد الممالك وينزل الهزيمة بالفرنجة ( الصليبين ) في حطين، ويبد قواتهم المقاتلة تقريبا في 4 من تموز 1187 ويدخل بيت المقدس بعد ذلك بثلاث اشهر.
    ويعسكر صلاح الدين يوم 20 ايلول امام سور القدس الشمالي، ويبدأ عمليات الحصار بعد ان عقد العزم ان يأخذ المدينة بالقوة، وبعد اكثر من اسبوع من الحصار اتصل قائد الصليبين في المدينة بصلاح الدين لتبدأ المفاوضات ويدخل صلاح الدين المدينة فاتحا بعد عدة ايام.
    اعمال البناء والترميم التي قام بها صلاح الدين بعد الفتح
    ابقى صلاح الدين الايوبي على عسكره خارج المدينة، وبدأ في ازالة كل تلك الاضافات العمرانية والزخارف الشاذة التي احدثها الاحتلال في كل من الجامع القبلي وقبة الصخرة داخل اسوار المسجد الاقصى، كما تم تنظيف الساحات وغسلت منطقة القبة بماء الورد وتم تجديد المحراب وجلب من دمشق منبر نور الدين زنكي الذي اعد لمثل هذا اليوم، كما تم اعادة بناء وترميم المساجد التي طال اهمالها وتم تعين الائمة والخطباء وغيرهم من رجال الدين للقيام بالواجبات الضرورية والخدمات في هذا البيت المقدس.
    كما أعيدت القلعة الى ما كانت عليه مقرا للحاكم والحامية، وتم تحويل كنيسة القديسة حنة الى مدرسة شافعية واصبحت تدعى المدرسة الصالحية وعين ابن شداد القاضي والكاتب المشهور شيخ لها، بينما اصبح حي البطرك خاويا من اللاتين، ودار البطرك صارت رباطا على الصوفية وانشأ اوقافا كثيرة للإنفاق عليها، كما تم تحويل مجمع الاسبتارية الكبيرة وهو كنيسة الى بيمارستان ( مستشفى )، وخصصت مبالغ كبيرة للإنفاق عليه واحضرت له العقاقير النادرة.
    ضحى بمدينة عسقلان وجرد اسوارها وبيوتها من وسائل الدفاع وثم هدمت عام 1191م، ثم عاد بعدها لمدينة بيت المقدس وسكن بيت الاقساء المجاور لكنيسة القيامة في حي البطرك، واعاد بناء اقسام كاملة من اسوار المدينة وحصنت الابراج وحفر خندق عميق في الصخر، حيث شارك السلطان صلاح الدين بنفسه وعائلته في اعمال البناء والترميم.
    اعمال البناء والترميم التي قام بها الايوبيين بعد صلاح الدين
    الملك العادل اخو السلطان يقوم بتحصين القسم الجنوبي الغربي على جبل صهيون، بحيث يدخل الكنيسة القائمة هناك والابنية التابعة لها والمنطقة التي تبعد عن السور القديم ضمن السور الجديد للمدينة.
    الملك الافضل يوقف منطقة كاملة في المدينة للمغاربة المقيمين في القدس او الواردين اليها، ثم يبني مدرسة للمالكية في ذلك الحي.
    التغيير السكاني في بيت المقدس بعد الفتح
    خلال الفترة التي زحف فيها صلاح الدين الايوبي الى بيت المقدس، كانت قد تحولت الى مركز التجمع للإفرنج جميعا ( الصليبين ) من انحاء فلسطين كافة، وقد لجأ هؤلاء اليها طلبا لحماية اسوارها .
    وخلال اقل من اسبوعين من الاربعين يوما التي نصت عليها اتفاقية تسليم الافرنج المدينة لصلاح الدين غادر جميع السكان اللاتين المدينة، ولم يبقى سوى المواطنين الاصليين من حارة النصارى وبعض رجال الدين وجماعات نصرانية شرقية اخرى، ودفع النصارى المحليين الفدية وطلبوا من صلاح الدين البقاء في بيوتهم مع دفع الجزية ومتابعة حياتهم العادية في المدينة.
    توافد الالاف من المسلمين الى المدينة بيد ان معظمهم غادرها بعد اقامة قصيرة عائدين الى اوطانهم او واصلو سفرهم الى مكة لأداء فريضة الحج.
    في النهاية يغادر صلاح الدين المدينة بعد اجراء كافة الامور الاساسية فيها في 31 تشرين الاول من 1187 الى دمشق، ويعين السلطان ضياء الدين عيسى الهكاري احد رجاله الاكراد واليا على المدينة، ويعين سياروخ التركي ناظرا للحرم الشريف ثم تولى سياروخ التركي الولاية بعد ذلك ويرتب السلطان حامية مناسبة للقلعة.
    اما عن المجموعة الاولى التي سكنت المدينة من المسلمين، فقد كانوا الجند والموظفين المدنيين وافراد عائلاتهم والعلماء والفقهاء وسكن كل هؤلاء حول الحرم وفي انحاء مختلفة من حارة البطرك
    وتم خلال الفترة من 1193م حتى 1219م اعادة توطين المسلمين بالقدس تدريجيا، ووقف المزيد من المدارس والزوايا الصوفية، ووقفت الاوقاف الكثيرة على هذه المؤسسات وعاشت المدينة في هدوء
    وقد انشئت حارتان جديدتان داخل اسوار المدينة وهما حارة المغاربة، وحارة اليهود الذين بدأوا بالعودة للمدينة بعد الفتح حيث سمح لهم صلاح الدين بذلك وقد كانوا ثلاث مجموعات العسقلانيين ويهود المغرب ويهود فرنسا.
    الحملة الصليبية الخامسة وتخريب مدينة بيت المقدس
    الصليبين يعودون مرة اخرى في حملة صليبية خامسة ويحاصرون دمياط ويستولون عليها 1218م، مما يؤدي الى دب الذعر في ممالك الايوبيين، ليجمع الملك الايوبي المعظم عيسى الذي كان في مصر الامراء حوله للتشاور، ويقرر تخريب سور مدينة بيت المقدس، ويرسل المهندسين والحجارين لتنفيذ ذلك، وفي محرم 1219م تبدأ عملية هدم الاسوار بصورة منتظمة ولم ينج من ذلك غير برج داود،
    وهذا ادى الى هجرت سكان بيت المقدس مدينتهم بعد ان فقدو الاحساس بالأمن والحماية، وصارت المدينة وكأنها مزار للحجاج والمتعبدة ورجال الدولة والحامية العسكرية وليست مكان للاستقرار، وبقيت المدينة ولمدة تزيد عن قرن من الزمان ليست اكثر من قرية صغيرة.
    وفي عام 1229م اتخذ الملك الايوبي الكامل بعد مفاوضات مع الامبراطور الالماني فريدرك الثاني قرار بتسليم القدس باستثناء المسجد الاقصى، وامتد ملك الصليبين مرة اخرى على المدينة حتى 1239م، وفي ذلك العام تمكن ملك الكرك الايوبي من استرداد المدينة ثم قام بهدم اخر الاماكن المحصنة فيها وهو برج داود ليعاود الفرنجة الاستيلاء عليها عام 1243 ويستردها الخوارزميين مرة اخرى بعد عام لتعود نهائيا الى الاسلام حتى العصر الحالي ودخول الاحتلال البريطاني وثم الصهيوني اليها.

    خاتمة
    مرت المدينة بمذبحة مروعة لم يحدث ان تخيل سكانها ان تقترب منهم، وقد ظنوا ان بيت الله المقدس سيكون له حرمة كما تعودوا دائما مع كل تلك الدول التي تعاقب على المدينة، لكن الاحتلال الصليبي كان افظع مما يمكن تخيله احد، اباد كل شيء وزرع في المدينة الغرباء الى ان جاء الفتح الصلاحي عام 1187.
    لكن السنوات الستين التي مرت على بيت المقدس منذ سنة 1187 – 1244 ميلادي، لا تتسم كلها بالنعيم كما يظن البعض ويمكن تقسيمهم الى فترتين متميزتين والحد الفاصل بين هاتين الفترتين هو سنة تخريب الاسوار سنة 1219م، التي كان قد اعيد تحصينها بعد الفتح.
    ان الامن والاطمئنان الذين وفره صلاح الدين الايوبي ببناء التحصينات واقامة الحاميات العسكرية وتزويدها بالات الدفاع والاسلحة، ذهب كله فجأة في سنة 1219م، فأسوار المدينة سويت بالأرض ومعظم القوات المقاتلة سحبت منها الى اماكن اخرى.
    كان للهدم اثر كبير استمر لمدة قرن من زمان بعد نزوح معظم سكان المدينة، حيث كان نتيجة كل ما حصل للمدينة من مخاطر ان صارت خرابا ولمدة طويلة من الزمن، ولم تبدأ بالنهوض التدريجي الا بعد عام 1291.





  • #2
    رد: بيت المقدس تحت حكم الصليبين



    -

    يُرفع ، للمهتمين بشأن بيت المقدس

    تعليق


    • #3
      رد: بيت المقدس تحت حكم الصليبين

      بارك الله فيكم..
      تذكرةا هذا للاسم جيدا ....
      الملك الكامل الايوبي*الناقص* ابن اخ صلاح الدين
      الذي سلم القدس مقابل حماية ملكه ....
      واليوم نرى احفاد الكامل منتشرين في بلادنا

      تعليق

      جاري التحميل ..
      X