إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أغلق الاقصى و انا حي!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أغلق الاقصى و انا حي!

    أغلق الاقصى و انا حي!




    جلاد هو التاريخ؛ لا يعرف الرحمة لمن يشاركون في تسويد صفحات أوطانهم و شعوبهم و أممهم مشاركة الخونة أو بسكوت المتخاذلين و الانهزامين!
    تدور الأحداث و تنقضي الأزمان و يفنى الشخوص و تبقى ذاكرة التاريخ لا تنسى و لا ترحم، و رزنامته حاضرة يوما بيوم بل دقيقة بدقيقة تقول حدث في مثل هذا اليوم كذا و كذا، و مهما حاولت الشعوب الاختباء أو النسيان من أيامها و أفعالها و أحداثها المشينة؛ فستجد التاريخ يقف لها بالمرصاد لا يبدل و لا يغفر ما لم تنسلخ الشعوب انسلاخا كاملا و تتبرأ براءة شاملة من تاريخ أجداد لم يجلبوا لهم سوى العار و الشنار؛ و ذلك بتسجيل أسمائهم في سجلات الفخار ليمحوا بالحسنات السيئات.
    لقد فهم المسلمون الأوائل أن الله قد أكمل لهم دينهم فلم يرضَ المؤمنون منهم بأن ينتقص شيء من هذا الكمال في واقع الحياة؛ فأقام أبو بكر الدنيا و لم يقعدها على عقال لو فكر المرتدون أن يمنعوه من مال الزكاة، و طاف عبد الله بن الزبير سباحة حول الكعبة يوم أصابها السيل، و تحمل ابن حنبل كل أنواع الأذى و المهانة للدفاع عن القرآن، و سير المعتصم الجيوش لصرخة امرأة مسلمة في الأسر، و أبى صلاح الدين أن يبتسم و الصليبييون يرتعون في بيت المقدس، و لسان حالهم أجمعين ذلك السؤال الاستنكاري: "أينقص الدين و أنا حي؟!"فلم يخطر ببال أي منهم قليلا و لا كثيرا الاستنقاص من قدر الدين الكامل أو شعائره أو أهله أو مقدساته و فيهم نفس و حياة ترضى بالذل و الهوان!!!
    (لأول مرة )و العنوان و الحدث جذاب بحد ذاته يستدعي الانتباه و الاهتمام لمعرفة هذه الباكورة و هذا الإنجاز ثم تهبط القلوب من عل للدرك الأسفل عندما تعلم أن الخبر يتعلق بالمسجد الاقصى، و أن هذه المرة الأولى تتعلق بإغلاقه تماما، و عدم السماح بالصلاة فيه و حتى رفع الأذان؛ و الإغلاق التام هذا لم يحدث حتى في عصور الصليبيين الأكثر حلكة و ظلمة و دموية في تاريخه!!!
    الأقصى يغلق بالكامل لأول مرة منذ عقود و سنوات في عام ٢٠١٤ في حياتنا و نحن نلهو و نلعب دون أن نحرك ساكنا، و لا حتى بالاستنكار كأضعف الإيمان؛ ليكتب في تاريخنا أن هذا الجيل هو أول جيل مسلم شهد و قبل بإغلاق قبلة المسلمين الأولى و ثالث المسجدين إغلاقا تاما عن الصلاة!!!
    هي ثلمة و سوءة في سيرة كل صاحب دين و مبدأ و عقيدة، ستظل ماثلة لتقرع من كان بهم بقية من ضمير بنقصان الدين الكامل و هم أحياء يُرزقون أو هكذا يظنون!
    بعد الفتح المحمدي الأول و العمري و الصلاحي الثاني و الثالث يأتي الإغلاق بل الإغلاق التام في عهدنا؛ ليدنس الحاضر و يلقي بظلاله السيئة على التاريخ؛ فالحاضر أشد وقعا و قوة، " و ليس الفتى من قال كان أبي بل الفتى من يقول ها أنا ذا "
    نقص الدين و نحن أحياء، و انتقص من أرض البركة و أرض المعراج و أرض المحشر و المنشر و نحن أحياء؛ فأية حياة تلك حياتنا، و أي نوع من البشر نحن؟
    "عبادا لنا" أولئك فقط هم الذين لا يسمحون أن ينتقص من الدين و لو عروة و هم أحياء! عبادا لنا لا ينتظرون إجماعا و لا حكومات و لا ملوكا و لا جيوشا؛ بل يخرج الواحد منهم فردا إلا من قوة إيمانه ليسؤوا وجوه بني إسرائيل، و يؤلموهم كما يؤلموننا!
    لقد نقص الدين و نحن أحياء، و يجب أن نذكر هذا بندا في سيرة حياتنا، وعدم نسيانه؛ بل نقرّع به ما بقي من صحوة مواتنا، فالعبد يُقرع بالعصا و الحر تكفيه الإشارة!

    د. ديمة طارق طهبوب

  • #2
    رد: أغلق الاقصى و انا حي!

    مقال موجع حقا..
    اللهم اصلح الأحوال

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X