إغلاق المسجد الأقصى
الثلاثاء 11 محرم 1436 الموافق 04 نوفمبر 2014
عبدالله القرشي
أما (المسجد الأقصى) فإنه فوق الخلافات الداخلية، ويجب أن يبقى لكل المسلمين قلبا نابضا بالحب والكرامة والحمية واجتماع الكلمة. إن المسجد الأقصى جرح نازف، وهو في ذات الوقت سرٌّ من أسرار بقاء الأمة وشعورها بالتحدي والخطر. الكيان الصهيوني لا يمنعه من ارتكاب حماقته الكبرى إلا الخوف والرهب. ومتى زالت هذه الرهبة والترقب فإننا موعودون بحماقات خطيرة، ومرحلة جديدة من الصدمة والقهر والانتفاضة. لقد كان أمرا مؤلما أن يتجرأ الصهاينة على إغلاق المسجد الأقصى، في سابقة خطيرة لم تحدث منذ عام 1967. إنه أمر مؤلم أن يتمدد الصهاينة إلى أحلامهم المجنونة والأمة مشغولة بانقساماتها المتزايدة، والبأس بينها شديد. في كل مرة نكتفي بإلقاء التبعة على هذه الجهة أو تلك حتى نعود إلى مشاغلنا وخلافاتنا وأهوائنا الصغيرة. عند العدو تقوم عشرات المنظمات من أجل هيكلهم المزعوم، ونحن هنا يكتفي أحدنا بأنه ألقى خطبة حزينة، ويكتفي الآخر بأنه سمعها! ثم لا تجد شيئا تجيده الأمة في أمجاد التخصص والنَفَس الطويل. إن الوصول إلى المسجد الأقصى وتحريره من قبضة المعتدين حلم جميل، يجمع شتاتنا.. وسيبقى هذا الحلم بعيدا عنا ما لم نستيقظ من منامنا ونجعل الأقصى جزءًا من برامجنا المتنوعة، مع أطفالنا وشبابنا ونسائنا. ما لم يتحول إلى عشق عميق لصاحب القلم، والكاميرا، والريشة، والتخصص العلمي الأكاديمي، والعمل الميداني. نعم، نحن لا نريد أن يتحول الأقصى إلى غول يبتلع بقية اهتماماتنا المشروعة، ولا نريد أن يبقى دمعة حزينة لا نذكره إلا بالآلام والأوجاع، بل نريده أن يكون خيطا ناظما لهموم الأمة، لا يلغي التنوع والخصوصية، لكنه يجمع شتاتها في اتجاه العدو الأخطر، والتحدي الأكبر. نريده حلما وحبا وبحثا وتخصصا ونجاحا وأشواقا، ولو كانت الدموع وحدها تهلك الأعداء لغرق الصهاينة في دموعنا الحزينة. أتمنى أن يتحول المسلم في علاقته مع المسجد الأقصى من حال الانتظار والأحزان وتوزيع التهم والمسؤوليات، إلى حال الفاعلية والمشاركة ولو بالقليل. لا تكترث كثيرا بتحليل المستقبل وماذا سيتحقق، واهتم كثيرا بعمل نافع تبرئ به ذمتك من أي خطر يلحق بالمسجد الأقصى. أعمالنا ارتبطت دائما بالغضب.. والغضب لا يبني ولا يستمر. الغضب لله وللمقدسات واجب وشرف، والاكتفاء به نقص عظيم لا يبني الأمة ولا يقدمها. إن كل تفوق يحققه الفرد في حياته الخاصة هو رصيد لهذه الأمة، فإذا شاع الإتقان، وانتشر التفوق، ونجح الفرد، ونهضت الدولة، استعادت الأمة كرامتها ومقدساتها. الكيان الصهيوني يستمد حياته من ضعفنا وتنازعنا وضعف عزائمنا. ليتنا نجعل من كل تصعيد جديد يصنعه الصهاينة فرصةً جديدة لإيقاظ الهمم وحشد الاهتمام من أجل المسجد الأقصى، وياليت اهتمامنا يتحول إلى مشاريع متخصصة تخاطب العلم والإصرار والرؤية البعيدة، وألا نظل أبدا مرهونين للعواطف الموقتة التي لا تصنع النجاح والأمجاد.
الثلاثاء 11 محرم 1436 الموافق 04 نوفمبر 2014
عبدالله القرشي
أما (المسجد الأقصى) فإنه فوق الخلافات الداخلية، ويجب أن يبقى لكل المسلمين قلبا نابضا بالحب والكرامة والحمية واجتماع الكلمة. إن المسجد الأقصى جرح نازف، وهو في ذات الوقت سرٌّ من أسرار بقاء الأمة وشعورها بالتحدي والخطر. الكيان الصهيوني لا يمنعه من ارتكاب حماقته الكبرى إلا الخوف والرهب. ومتى زالت هذه الرهبة والترقب فإننا موعودون بحماقات خطيرة، ومرحلة جديدة من الصدمة والقهر والانتفاضة. لقد كان أمرا مؤلما أن يتجرأ الصهاينة على إغلاق المسجد الأقصى، في سابقة خطيرة لم تحدث منذ عام 1967. إنه أمر مؤلم أن يتمدد الصهاينة إلى أحلامهم المجنونة والأمة مشغولة بانقساماتها المتزايدة، والبأس بينها شديد. في كل مرة نكتفي بإلقاء التبعة على هذه الجهة أو تلك حتى نعود إلى مشاغلنا وخلافاتنا وأهوائنا الصغيرة. عند العدو تقوم عشرات المنظمات من أجل هيكلهم المزعوم، ونحن هنا يكتفي أحدنا بأنه ألقى خطبة حزينة، ويكتفي الآخر بأنه سمعها! ثم لا تجد شيئا تجيده الأمة في أمجاد التخصص والنَفَس الطويل. إن الوصول إلى المسجد الأقصى وتحريره من قبضة المعتدين حلم جميل، يجمع شتاتنا.. وسيبقى هذا الحلم بعيدا عنا ما لم نستيقظ من منامنا ونجعل الأقصى جزءًا من برامجنا المتنوعة، مع أطفالنا وشبابنا ونسائنا. ما لم يتحول إلى عشق عميق لصاحب القلم، والكاميرا، والريشة، والتخصص العلمي الأكاديمي، والعمل الميداني. نعم، نحن لا نريد أن يتحول الأقصى إلى غول يبتلع بقية اهتماماتنا المشروعة، ولا نريد أن يبقى دمعة حزينة لا نذكره إلا بالآلام والأوجاع، بل نريده أن يكون خيطا ناظما لهموم الأمة، لا يلغي التنوع والخصوصية، لكنه يجمع شتاتها في اتجاه العدو الأخطر، والتحدي الأكبر. نريده حلما وحبا وبحثا وتخصصا ونجاحا وأشواقا، ولو كانت الدموع وحدها تهلك الأعداء لغرق الصهاينة في دموعنا الحزينة. أتمنى أن يتحول المسلم في علاقته مع المسجد الأقصى من حال الانتظار والأحزان وتوزيع التهم والمسؤوليات، إلى حال الفاعلية والمشاركة ولو بالقليل. لا تكترث كثيرا بتحليل المستقبل وماذا سيتحقق، واهتم كثيرا بعمل نافع تبرئ به ذمتك من أي خطر يلحق بالمسجد الأقصى. أعمالنا ارتبطت دائما بالغضب.. والغضب لا يبني ولا يستمر. الغضب لله وللمقدسات واجب وشرف، والاكتفاء به نقص عظيم لا يبني الأمة ولا يقدمها. إن كل تفوق يحققه الفرد في حياته الخاصة هو رصيد لهذه الأمة، فإذا شاع الإتقان، وانتشر التفوق، ونجح الفرد، ونهضت الدولة، استعادت الأمة كرامتها ومقدساتها. الكيان الصهيوني يستمد حياته من ضعفنا وتنازعنا وضعف عزائمنا. ليتنا نجعل من كل تصعيد جديد يصنعه الصهاينة فرصةً جديدة لإيقاظ الهمم وحشد الاهتمام من أجل المسجد الأقصى، وياليت اهتمامنا يتحول إلى مشاريع متخصصة تخاطب العلم والإصرار والرؤية البعيدة، وألا نظل أبدا مرهونين للعواطف الموقتة التي لا تصنع النجاح والأمجاد.