إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المنهج النبوي في تربية الأبناء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المنهج النبوي في تربية الأبناء

    المنهج النبوي في تربية الأبناء


    لقد عمت الكتب الحديثة المكتبات وطمت تلك التي تناولت موضوع تربية الطفل، ووضع الأختصاصيون نظرياتهم التربوية لتوجيه الأهل والمربين الى الأساليب والآليات المثلى لتكوين شخصية الطفل وبناء الدعائم والركائز التي تجعل من هذه الشخصية شخصية قوية سوية، الا أننا نقول لهم لقد سبقكم بهذه النظريات رسول الله «صلى الله عليه وسلم» قبل أكثر من 1400 عام وأرسى قواعد التربية المثلى، وما وجدناه في المطبوعات والكتب الحديثة المتخصصة بشؤون الطفولة والتي تُدَرَّس في الجامعات والمعاهد العليا ويكتسب دارسوها الشهادات الأكاديمية العليا قد وجدناه في سيرة الرسول «صلى الله عليه وسلم» يضيء الطريق ويرشد التائه ويمسك بيده ليصل به نحو تربية اسلامية مثلى وبالتالي شخصية اسلامية متميزة ومن ثم جيلا اسلامياً متميزاً ثم خلافة اسلامية راشدة باذن الله ، وهذه باقة من التوجيهات النبوية العطرة نقدمها للمربين لتكون لهم زاداً في مشوار التربية الصحيحة القويمة بإذن الله .

    إنشاء البناء الإيماني منذ الصغر
    يقول الحبيب «صلى الله عليه وسلم» : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) فسن السابعة وحتى الثانية عشر تقريبا يعتبرها الاختصاصيون هي السن التي تتشكل فيها القيم لدى الإنسان ، ولكن وللأسف فإن الكثير من المربين لا يستثمرون هذه الفترة استثمارا جيدا بحجة ان الأبناء ما زالوا صغارا ، فإذا دخلوا سن البلوغ أصبح من الصعوبة بمكان اقناعهم بأداء الصلاة او ربما احتاج الأمر لأن يبذل المربي جهدا كبيراً لذلك .

    منح الطفل الحب والحنان والتواضع له
    فمن المقومات الأساسية لبناء شخصية الطفل ، منحه الحب والحنان واشباعه عاطفياً ونفسياً، والمربي الذي ينقصه الحنان والذي يبخل بالابتسامة ولا يعرف كيف يمسح على رأس الطفل او يأخذه بين أحضانه ، لا يصلح للتربية والرسول عليه الصلاة والسلام يقولليس منا من لم يرحم صغيرنا ..) وقد قبَّل الرسول «صلى الله عليه وسلم» الحسن والحسين وعنده الأقرع بن حابس التميمي ، فقال الأقرع : ان لي عشرة من الولد ما قبَّلت منهم أحداً قط . فنظر اليه الرسول «صلى الله عليه وسلم» ثم قال من لا يَرْحَم لا يُرْحَم ) وهذا الهدي النبوي يدل على حرص النبي «صلى الله عليه وسلم» أن يظهر المربي أمام من في عنقه أمانة التر بية بمظهر الرحمة بل إن المربي الناجح هو الذي يتصابى للصغير فينزل الى مستواه ويلاعبه ويمازحه ولا يتكبر عليه ولا يطرده من مجلسه ، فقد كانت الجارية الصغيرة تأخذ بيد النبي «صلى الله عليه وسلم» فتنطلق به في طرقات المدينة فلا يمنعها ويركب الحسن والحسين على ظهره الشريف فلا يمنعهما ، يأكل معهما ويعلمهما آداب الطعام ، وهذا لا ينافي الهيبة والوقار بل يزيدها ، بما يلاقي المربي من أبنائه حينما يكبرون ليجد أمامه ثمرة تعبه ثمرة لذيذة من أبناء وبنات ليس بينه وبينهم حاجز نفسي ، يصارحونه بمشاكلهم وما يدور في عالمهم وما يشغلهم فيسهل بذلك عليه حل مشاكلهم .

    بناء الثقة بأنفسهم
    ان الأطفال لهم مشاعر وأحاسيس ورغبات وأهواء والنبي «صلى الله عليه وسلم» بأسلوبه الرائع ملك أحاسيس الأطفال فكانت كلماته تقع مباشرة في قلوبهم ، حيث كان «صلى الله عليه وسلم» يُنزِل الصغار منزلة رفيعة ويحترمهم ويشعرهم بذلك ويغرس فيهم صفات الرجولة مما يعزز ثقتهم بأنفسهم، فكان يقول لابن عباس رضي الله عنه وهو راكب خلفه على دابته يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك .. ) لقد تعامل معه «صلى الله عليه وسلم» كما يتعامل مع الرجال ، فهذا التصرف يشعره بالأهمية والاحترام من جهة ومن جهة وأخرى ينمي الشعور بالثقة بالنفس .

    تنمية ابداعاتهم
    وأما الابداعات وتنمية المواهب عند الاطفال فلها النصيب الوافر من التوجيهات النبوية، فهذا رسول الله «صلى الله عليه وسلم» يستخرج مكنونات وذخائر أصحابه الكرام، كل على قدر طاقاته واستعداده وميوله ، فلولا تربية الرسول «صلى الله عليه وسلم» ما ظهر صدق الصديق، ولا عدل الفاروق ، ولاحياء عثمان ، ولا شجاعة علي ولا حكمة ابي الدرداء رضوان الله عليهم أجمعين . فها هو «صلى الله عليه وسلم» يرعى موهبة الاطفال ويحملهم المسؤوليات كل حسب طاقته ، فعلي ينام في فراشه ليلة الهجرة واسامة بن زيد يتولى جيشا فيه ابو بكر وعثمان جنود ويثق في قوة حفظ زيد بن ثابت فيأمره بتعلم العبرانية والسريانية فيتعلمهما في أقل من سبعة عشر يوماً.

    حثهم على التفكير
    من الأساليب الحكيمة التي انتهجها الرسول «صلى الله عليه وسلم» في تعليم أصحابه وتربيتهم أسلوب التشويق الذي يحمل السامع على التفكير والتدبر والتأمل وهذا الأسلوب من مميزاته ان المربي لا يقدم المعلومات مباشرة ، بل عن طريق السؤال والجواب لشد انتباه الأطفال وتشغيل فكرهم الى معرفة الاجابة ، وهذا ما فعله النبي «صلى الله عليه وسلم»مع صحابته عندما سألهم : ( ان من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المسلم حدثوني ما هي ؟) فأخذ الصحابة يتحدثون عن شجر البوادي والرسول «صلى الله عليه وسلم» لا يؤيدهم وكان من بينهم عبد الله بن عمر وهو ابن عشر سنين قال : فوقع في نفسي انها النخلة ولكني استحييت ان اقول وانا صغير وفي الحضور كبار الصحابة.
    ولما انتهى المجلس اخبر عبد الله اباه عمر رضي الله عنهما فقال عمر لو قلت ذلك لكان أحب الي من حمر النعم . ومن هذا الاسلوب نلمس جانبا تربويا مهما وهو اكتشاف مواهب الصغار ، فهذا ابن عمر: الذي كان موهوبا في صغره اصبح من افقه الصحابة في كبره .

    غرس القيم النبيلة
    ومن التوجيهات النبوية الكريمة في تربية الأبناء، غرس القيم الفاضلة في نفوسهم عن طريق القدوة ، فالأهل في نظر الطفل هم المثل الأعلى يقلدهم في سلوكهم وأقوالهم فالولد مهما كان استعداده للخير كبيرا ومهما كانت فطرته نقية فإنه لا يستجيب لأصول التربية الفاضلة اذا لم يكن المربي في قمة الأخلاق الفاضلة والمثل العليا.
    فها هو رسول الله «صلى الله عليه وسلم» يسأل تلك المرأة التي كانت تنادي على ابنها وتقول له تعال أُعْطِكَ ، يسألها ماذا اردت ان تعطيه، فتقول تمرا ، فيقول الرسول «صلى الله عليه وسلم»: ( أما انك لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة ) لان الطفل في هذا الاسلوب يتعلم من امه الكذب وعدم الوفاء بالعهد .

    عدم لومهم وتوبيخهم
    وهناك أمر تربوي آخر نستقيه من معاملته «صلى الله عليه وسلم» مع الأطفال ، انه ما كان يكثر من اللوم والعتاب على تصرفات الأطفال فهذا أنس رضي الله عنه يخدم رسول الله «صلى الله عليه وسلم» عشر سنين ويقول ما كان يقول لي لشيء لِمَ فعلته ولا لشيء لم أفعله لِمَ لَمْ تفعله ) الامر الذي زرع في نفس الطفل (أنس) دقة الملاحظة وروح الحياء بحيث لاحظ من رسول الله «صلى الله عليه وسلم» هذا السلوك العظيم .

    كيف يتعاملون مع أبناء الجيران
    كان رسول الله «صلى الله عليه وسلم» يؤدبهم وهم غلمان فلا يغيظ بعضهم بعضا وبخاصة أبناء الجيران لكثرة مخالطة أبناء الجيران بعضهم بعضا ، فلذلك كانت وصيته «صلى الله عليه وسلم» على الجار كما جاء في الحديث وان اشتريت فاكهة فاهد له ( اي الجار ) فان لم تفعل فادخلها سرا ولا يخرج ولدك ليغيظ بها ولده ) .


    العدل بين الأبناء
    أثر عن أنس رضي الله عنه ان رجلا كان عند النبي «صلى الله عليه وسلم» فجاء ابن له فقبله واجلسه على فخذه، وجاءت بنت له فأجلسها بين يديه فقال النبي «صلى الله عليه وسلم» الا سويت بينهما ) بل كان «صلى الله عليه وسلم» يوصي بالبنات ويبين منزلتهن في الاسلام فيقول«صلى الله عليه وسلم» لا تكرهوا البنات فانهن المؤنسات الغاليات ).

    حفظ الأسرار
    عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال : اردفني رسول الله «صلى الله عليه وسلم»ذات يوم خلفه فأسر الي حديثاً لا أحدث به احدا من الناس ... ولا شك ان ائتمان النبي «صلى الله عليه وسلم» الطفل على سره يبني جسور الثقة في نفسه فيشعر بأهميته وأهمية ما يحمله من أسرار فيحفظ السر كما حفظه أنس رضي الله عنه عندما ارسله رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فتأخر عن أمه فقالت له ما حبسك ؟ اي ما أخرك ؟ فقال : انها سر فقالت : لا تخبرن بسر رسول الله «صلى الله عليه وسلم» أحداً وأخفى أنس السر حتى عن أمه .

    كيف يدخلون على الأهل
    قال أنس رضي الله عنه : قال لي رسول الله «صلى الله عليه وسلم» : يا بني اذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهلك، بل يعلمهم «صلى الله عليه وسلم» ضوابط التسليم فيقول : يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير والصغير على الكبير .

    مواساتهم والتخفيف عنهم
    ومن هديه «صلى الله عليه وسلم» في التربية المداعبة والتعليم بطريق اللعب كما فعل مع ذاك الطفل الصغير الذي كان يلعب بعصفور يقال له النغير فمات العصفور فحزن الطفل عليه فاراد النبي ان يبعد عنه الحزن فمازحه بقوله يا أبا عمير ما فعل النغير وذلك من اجل التخفيف عن هذا الصغير الذي فقد عصفوره.
    نعم هكذا كان منهجه «صلى الله عليه وسلم» في تربية الاطفال ، وهذا غيض من فيض ولا يمكننا حصر المنهاج النبوي التربوي في هذه العجالة ، ولكن يمكننا القول ان من ثمار هذه التربية الفذة ان نشأ جيل مثالي حقا في ايمانه وتفكيره واخلاقه ومعاملاته .

    موقع مانشيت هو منصة صحفية متخصصة في تغطية الأخبار المحلية والدولية في مصر والسعودية وجميع الدول العربية، إطلع على آخر التطورات في جميع المجالات بضغطة واحدة!



  • #2
    رد: المنهج النبوي في تربية الأبناء

    لعل هذا الموضوع تناولته رسائل جامعية وبينت السبق النبوي في العناية بالطفل في كل أحواله ومراحل عمره
    لكن اين التطبيق ؟؟؟
    ثم لا بد من الاعتراف ان ثمة فرق واضح بين النظرية والتطبيق ..فلكم نظّر منظرون في تربية الاطفال والتعامل معهم غير ان الواقع بمعطياته وظروفه يدفع لناحية اخرى او اسلوب مختلف
    ....واليقين ان دينا اكمله الله ورضيه لنا دينا لا مناص ان تجد فيه كل كمال ...
    شكر الله لكم

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X