إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أجمع العلماءُ على تكفيرِ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُنكرًا وجاحدًا بشرعِ اللهِ، أمَّا من لا يحكم بما أنزل اللهُ بإختياره غيرَ مُنكرًا ولا جاحدًا بشرعِ اللهِ فذلك قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) (المائدة:44) وقوله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) (المائدة:45) وقوله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) (المائدة:47)، فعن ابن عباس رضي الله عنه أنَّه قال هو كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق. فكفر دون كفر هو الشرك الأصغر الذي لا يُخرج من الملة وينسحبُ عليه ظلمٌ دونَ ظلمٍ وفسقٌ دونَ فسقٍ فالكفرُ هو أعمُ وأشملُ من الظلمِ والفسقِ لأنَّ كلَ كافرٍ هو ظالمٌ وفاسقٌ من غير عكس أي أنَّ ليس كلُ ظالمٍ أو كلُ فاسقٍ هو كافرٌ، ما يعني أن (ظلم دون ظلم) تعني ظلمٌ دون ظلم الكفر، (وفسق دون فسق) تعني فسقٌ دون فسق الكفر.

    وقال العلماءِ أنَّ الحُكمَ بما أنزل اللهُ هو حقٌ للهِ إمَّا متعلقٌ بحقوق العباد وإمَّا لا، وهم في ذلك على قولين فيمن لا يحكم بما أنزلَ اللهُ مُكرهًا: أمَّا الأولُ: فإذا كان وليُ الأمرِ مكرهًا على عدمِ تطبيقِ الشريعةِ الإسلاميةِ، فيسقطُ حقُ اللهِ عليه فيما لا يتعلقُ بحقوقِ العبادِ، وكذا يسقطُ عليه كلا حقوقُ العبادِ وحقُّ اللهِ المُتعلقُ بها(2). أمَّا الثاني: فإذا كان وليُ الأمرِ مكرهًا على عدمِ تطبيقِ الشريعةِ الإسلاميةِ، فيسقطُ حقُ اللهِ عليه فيما لا يتعلقُ بحقوقِ العبادِ، ولا يسقطُ عليه ولا يسقطُ عليه حقوقُ العبادِ وحقُ اللهَِ المتعلقُ بها(1).

    أقولُ: أنَّ منْ يتعدَّى حقَّ اللهِ يظلمُ نفسَهُ بإكسابِ نفسهِ وزرًا بعدم طاعته عزَّوجل في نفسهِ، ومَن يتعدَّى حقَّ اللهِ المُتعلقِ بالعبادِ يظلمُ نفسَهُ بإكسابِ نفسهِ وزرًا بظلمِ العبادِ بعدمِ تأديةِ حقوقَهم التي أوجبها اللهُ عليه؛ يقول تعالى (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) (الطلاق:1)، ما يعني أنَّ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ حُكمُه حُكمُ الظالمِ لنفسهِ ورعيتهِ. وقد قال العلماءُ أنَّ الظلمَ في تحريمِه حقانِ: حقٌ للهِ، وحقٌ للمظلومِ، وعفوُ المظلومِ عن ظالمِه يسقطُ حقَّه، ولا يسقطُ حقَّ اللهِ عزَّ وجل عن الظالمِ، بل لا بدَ أن يتوبَ الظالمُ من ظلمِه ليسقطَ حقَ اللهِ عنه، وإن لم يتبْ الظالمُ من الظلمِ فهو معرضٌ للوعيد، وإن سامحَه المظلومُ، إلاَّ أنْ يعفوَ اللهُ عنهُ(1).

    ولأنَّ من لا يحكمُ بما أنزلَ اللهُ عليه حقَّانِ؛ حقٌ للهِ غيرُ متعلقٍ بحقوقِ العبادِ وحقٌ متعلقٌ بحقوقِ العبادِ، وحكمهُ حكمُ الظالمِ. فحقُ اللهِ غيرُ المتعلقِ بحقوقِ العبادِ يسقطُ عنهُ على القولين إذا كان مُكرهًا. أمَّا حقُ اللهِ المتعلقُ بحقوقِ العبادِ فيسقط على القولِ الأولِ إذا كان مُكرهًا، وأمَّا على القول الثاني فحقُ اللهِ يسقطُ عنهُ مع عدم لزوم توبتهِ لأنَّه مُكرهًا، ولا يسقط حقُ العبادِ أو الرعية على ولي الأمر إذا لم يعفو عن حقهم وإن كان مُكرهًا، ولكنَّه يسقطُ عنه إذا عفوا عن حقهم إذا كان مُكرهاً وحقُ اللهِ المتعلقُ بحقهم يسقطُ عنه كذلك مع عدمِ لزوم توبتِه لأنَّه مُكرهًا، والله أعلم. ما يعني أنَّ وليَ الأمرِ الذي لا يحكمُ بما أنزلَ اللهُ مُكرهاً، يعفُو اللهُ عنه على القول الأقلِّ ورعًا، وعلى القول الأكثرِ ورعًا لا يغفرُ اللهُ له حقوقَ العباد الذين لا يعفونَ عنه ويغفر له حقوقَ العبادِ الذين يعفونَ عنه ، والله أعلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    المراجع:
    1) موقع إسلام ويب الإلكتروني (www.islamweb.net).
    2) المصدر: موقع موسوعة النابلسي الإلكتروني (www.nabulsi.com).

    جمع وإعداد: أخوكم خالد صالح أبودياك.

  • #2
    رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

    اخي خالد
    هل الكلام عن الحكم في الولاية العامة
    ام أنه عن من يحكم وهو معين من الحاكم العام
    وهل يقع الإكراه على الحاكم الوالي في مثل هذا ؟؟
    ومن أين يكون الإكراه ومن هو المكرِه ؟؟
    كثير من الأسئلة تحتاج توضيح ..
    لي عودة إن شاء الله

    تعليق


    • #3
      رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا


      بارك الله فيك أخي الفاضل مؤمن على ردك الطيب ومشاركتك القيمة؛ المقصود هو الولاية العامة على المسلمين، أمَّا حال الإكراه فيها فهو حالٌ معاصرٌ فقط نشأ بعد سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية وتفصيل هذا الحال هو فيما يلي: النظام الحاكم الذي يؤمن ويعترف بصلاحية الشريعة الإسلامية للتطبيق كنظام يحكم الدولة الإسلامية ولكنه لا يُطبق الشريعة الإسلامية لأنه لا يستطيع تطبيقها وليس بمقدوره فعل ذلك وبالتالي هو مكرهٌ على عدم تطبيقها لإعتبارات سياسية وإقتصادية قاهرة أو أحياناً إجتماعية. وفي الواقع الحكم الشرعي لهذه الحالة هو جائز وأن هذا النظام يُعتبر معذور (والله أعلم ).

      فالإكراه هو الإجبار والإرغام على شيء ما، وكما هو معلوم فإنه على وجه العموم الإنسان السوي يُكره على الشر أي على كل ما يضره ويضر غيره، وعلى وجه التحديد المسلم يُكره على كل ما يضره في دينه لأن الضرر في دين المسلم يضر صاحبه ويضر غيره لأن الإسلام يصون حقوق المسلم وحقوق الآخرين حتى ولو كانوا كفاراً، وبالتالي يبدو واضحا كيف أن الإكراه والضرر هما متلازمان ما يعني أننا نستطيع تطبيقَ القاعدة الفقهية وهي ( إحتمالُ أخفُ الضررين أو إحتمالُ أهون الشرين ) على ما يُكره عليه، وهذه القاعدة الفقهية لها وجهان: الأول: أنه إذا ما أُكرِه المُسلمُ على ضررين فإنه يجب عليه أن يأخذ بالأقل ضرراً من أجل دفع الأكثرَ ضرراً. قال تعالى عن الخضر عليه السلام (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) (الكهف: 79). فالخضر عليه السلام خرق السفينةَ وفي هذا إحتمالٌ لضررٍ في السفينة، كي يعيبها فلا يأخذها ملكُ تلك البلادِ غصباً وفي هذا دفعٌ للأكثرِ ضرراً. وما فعله الخضر عليه السلام كان وفقاً للحكمة الإلهية وليس إجتهادٌ منه لقوله تعالى عن الخضر لموسى عليهما السلام (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) (الكهف: 82). أما الثاني: فهو إحتمالُ الأقلَ ضرراً وعدم دفعه كي لا يترتب على دفعه ضرراً أكبرَ كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم حين امتنع عن قتل المنافقين وكان في ذلك إحتمالٌ لضررِهم كي لا يقولَ الناسُ أن محمداً يقتلُ أصحابَه، لقوله عليه الصلاة والسلام (دعه، لا يتحدَّثُ الناسُ أن محمدًا يقتُلُ أصحابَه ( (الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4905 خلاصة حكم المحدث: صحيح). وفي هذا دفعٌ للأكثرِ ضرراً. فيبدو واضحاً كيف أن كلا الوجهين يفيدان إحتمالُ الأقلَ ضرراً لتفادي وتجنبِ الأكثرَ ضرراً.

      وهذه القاعدة الفقهية مبنية على أساس النظر والتبصر والإعتبار بمآلات الأمور عند فعلها، أي ما تصير وتنتهي إليه عواقبُ الأمورِ، فلا يجوز أن تدفع ضرراً عاقبةُ دَفعِه ضررٌ أكبرُ منه لأنك بذلك أبدلتَ مفسدةً بمفسدةٍ أعظمَ جرماً وقُبحاً، ما يعني أن إحتمالَ الأقلَ ضرراً وعدمَ دفعهِ هو مصلحةٌ ومنفعةٌ لتفادي ضرراً أكبرَ يترتب على دفعِه. فالرسول صلى الله عليه وسلم امتنع عن نقض الكعبة بهدفِ جَعلَ بابين لها لأنه عليه الصلاة والسلام نظر في مآل هذا التصرف الصحيح المطلوب ووجد أن العرب قد ينفرون من ذلك لحداثة عهدهم بالكفرِ، لقوله عليه الصلاة والسلام (لولا أنَّ الناسَ حديثٌ عهدُهم بكُفْرٍ ، وليس عندي من النفقَةِ ما يُقَوِّى على بُنْيانِهِ ، لكنتُ أدخَلْتُ فيه من الحِجْرِ خمسةَ أذْرُعٍ ، ولجعَلْتُ لها بابًا يدخُلُ الناسُ منه ، وبابًا يخرجُ منه ) ( الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5323 خلاصة حكم المحدث: صحيح ) ولذلك قال ابن حجر رحمه الله عن هذا الحديث: وفيه اجتناب ولي الأمر ما يتسرع الناسُ إلى إنكاره، وما يخشى منه تولد الضرر عليهم في دين أو دنيا.

      وكذلك هذه القاعدة الفقهية مبنية على أساس تقديم الأهم والأولى، فالأولى أن تدفعَ الأكثرَ ضرراً وتَترُكَ الأقلَ ضرراً حتى تتمكن من دفعِ كُلَّ الضررِ فيزول الضررُ كلُه إن أمكنْ ذلكَ، وليس العكس بأن تبدأ بدفعٍ الأقلَ ضرراً وتَتركَ الأكثر ضرراً فيستفحل حتى يُلحقَ الضررَ بكلِ شيءٍ فيتعسرُ عندئذٍ إصلاحُ أيَ شيءٍ. فالرسول صلى الله عليه وسلم أعطى الدعوةَ إلى توحيدِ اللهِ عزوجل وعبادتِه الأولويةَ على غيرها من العبادات كالصلاة والزكاة وغير ذلك وقدمها عليهم، لأنها هي الأصل ولا فائدة من باقي العبادات إذا فُقد هذا الأصل. لقوله عليه الصلاة والسلام لمعاذ رضي الله عنه عندما بعثه داعياً إلى اليمن : ( إِنَّكَ تقدَمُ علَى قومٍ أهلِ كتابٍ ، فلْيَكُنْ أوَّلَ مَا تدعوهم إليه عبادةُ اللهِ ، فإذا عرفوا اللهَ ، فأخبرْهم أنَّ اللهَ قدْ فرَضَ عليهم خمسَ صلَوَاتٍ في يومِهم وليلتِهم ، فإذا فعلُوا فأخبرْهم أنَّ اللهَ قدْ فرَضَ عليهم زكاةً ؛ تؤخَذُ مِنْ أموالِهم ، فتُرَدُّ علَى فقرائِهم ، فإذا أطاعوا بها فخذْ منهم ، وتوَقَّ كرائِمَ أموالِ الناسِ.) ( الراوي: عبدالله بن عباس المحدث : الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2296 خلاصة حكم المحدث: صحيح).

      وإذا ما حاولنا تطبيق هذه القاعدة الفقهية على الواقع المعاصر فإستناداً إلى النظر والإعتبار بمآلات الأمور وعواقبها يُمكننا القولُ بأنه يجوز للإسلاميين أن ينكروا وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية كنظامٍ حاكمٍ أو يقروا بعدم إلتزامهم أو بعزمهم على تطبيقِ الشريعةِ الإسلاميةِ كنظامٍ حاكمٍ تحت وقع إكراه الأمر الواقع ( وهذا ما يعتبر بأنه ضرر ) لخشيتهم من أن مطالبتهم بتطبيق الشريعة الإسلامية سوف يؤدي إلى إستئصالهم أو إقصائهم ( وهذا ما يُعتبر بأنه الأكثر ضرر )، قال تعالى ( إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ ) (آل عمران:28)، وبالتالي تؤول السلطة أو الحكم إلى نظامٍ فاسدٍ يُفسد على الناس دينَهم وحياتَهم، أو إلى نظامٍ كاره للشريعة الإسلامية بسبب أهوائه الفاسدة والضالة فيعمل هكذا نظام على نسب تحقيق النجاحات والإنجازات، إن حدثت، إلى فلسفته وأفكاره حتى ولو كانت غريبة على الأمة الإسلامية وهذا ما حدث في السابق من تبني الأفكار الإشتراكية أو الرأسمالية وما زال يحدث. بينما عندما يحكم الإسلاميون، حتى ولو لم يطبقوا أحكام الشريعة الإسلامية فإن أي نجاح أو إنجاز سوف يُنسب تلقائيا إلى نهج الإسلام العظيم لأن الإسلام هو من رباهم على الأمانة والصدق والإخلاص لأمتهم ولوطنهم إبتغاءا لمرضاة ورحمة الله الملك العظيم الرؤوف الرحيم، وهنا أعطي مثال تقريبي ولله عزوجل المثل الأعلى فإذا ما وجدت إبنا مهذباً وصاحبُ أخلاقٍ حميدةً فإنك تلقائياً سوف تنسب هذه التربيةُ الحسنةُ لأبويه.

      كذلك يمُكننا تطبيق هذه القاعدة الفقهية على واقعنا المُعاصر إستناداً إلى مراعاة الأهم والأولى، فالأهم والأولى هو دفع الأكثرَ ضرراً بإبعاد الأنظمة الفاسدة عن سُدَّةِ الحُكم والإمارة لخطرين عظيمين وهما عدم إيمان هذه الأنظمة بتحكيم الشريعة الإسلامية في بلدانهم، وإفساد هذه الأنظمةُ حياةَ الناسِ بالظلمِ وبالفسادِ وبالعدوانِ وبتضييع الحقوقِ وبالتفريط بالواجبات. فإذا فسد العبادُ وكثُرَ الخبثُ كيف يُمكن للمؤمنين والصالحين أن يُحَكِّموا الشريعة الإسلامية في الناس. بينما إذا إستطاع الإسلاميون بالنصح والإرشاد تحقيق العبودية لله تعالى وترسيخ الإيمانَ بكلِ معانيه وبكافة أركانه في قلوبِ الناسِ و محاربة الشرك والبراءة منه ومن أهله وبالحثِ على العمل الصالحِ ونشرِ الخيرَ بين الناسِ ومحاربةَ الشرَ بينهم بالرغم من عدم تحكيم الشريعة الإسلامية كنظامٍ حاكمٍ يحكمُ البلاد، فإن ذلك حتماً سوف يُمهد إلى التمكين للشريعة الإسلامية وتطبيقها في البلاد الإسلامية، لقوله تعالى ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )(النور:55).

      أيضاً من وجهٍ آخر، في حال عدم التحاكم إلى الشريعة الإسلامية والتحاكم إلى القوانين الوضعية غصباً فإن المسلم كمواطن يجد نفسه مُجبراً ومُكرهاً على الإلتزام بالقوانين الوضعية وعدم خرقها وإلا عُوقب على ذلك، ما يعني أنه لا حيلة ولا سبيل له في رفض التحاكم إلى هذه القوانين الوضعية وبالتالي هو معذورٌ بذلك والله أعلم، قال تعالى(إلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلً * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا) (النساء:98-99). إذاً أليس الأفضلُ أن يحاول المسلم الإصلاح بالمشاركة في تشريع هذه الأحكام الوضعية بهدف إستبدال ما يمكن إستبداله منها بأحكام موافقة للشريعة الإسلامية أو بإستبدال الفاسد منها بما هو أقل ضرراً أو أصلح منها، قال تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (النحل:76)، لغاية رفع الظلم أو تخفيفه عن المسلمين نتيجة حرمانهم من الإحتكام إلى الشريعة الإسلامية التي تُحقق لهم السعادة في الدارين الأولى والآخرة. فنجد في قوله تعالى عن شعيب عليه السلام (قالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) ( هود:88) فهو عليه السلام يريد الإصلاح أي يطلب تطبيق شرع و أحكام الله عزوجل لأنه كما هو معلوم فإن كلَّ نبيٍ كريم هو مُرسل من الله عزوجل من أجل هداية أقوامهم إلى تطبيق أوامر الله عزوجل ونواهيه ولكنه عليه السلام يشير إلى أنه سوف يسعى إلى تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى بقدر المستطاع وهذا ظاهر في لفظ ( ما استطعت )، أي أنه لن يحاول طلب إصلاح ما لا يمكن أو لا يقدر على تحقيقه مع التأكيد على أنه على سبيل الإفتراض عدم إستطاعة شعيبَ عليه السلام من الإصلاح تماما، وهذا يمكن حدوثه ووقوعه لأنه هنالك من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من عجز عن هداية أحد من الناس الذين بُعث إليهم لقوله عليه الصلاة والسلام ( عُرضت علي الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل والنبي معه الرجلان، و النبي معه الرهط، والنبي ليس معه أحد ...)، فإنه قطعا وبدون أي ذرة شك أنه لن يتزلزل إيمانه ويقينه الراسخ في قلبه بوجوب الإصلاح بتطبيق شريعة الله عزوجل لأنه نبي عليه السلام والأنبياء طاهرون وهم سادة البشر، وهذا ما نجده متوافق تماما مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان) فعند تدبر هذا الحديث الشريف نجد أنه من مقتضيات إزالة المنكرات بكافة أنواعها هو تطبيق الشريعة الإسلامية لأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وبالتالي نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر المسلمين بتطبيق الشريعة الإسلامية إن كان بإستطاعتهم ذلك من أجل أن يستطيعوا أن يغيروا أي منكر يرونه بيدهم، فإن لم يكن بمقدورهم ذلك فيجب عليهم على أن ينبهوا بلسانهم أي مسلم عاصي يرتكب أي منكر بأن ذلك مخالف للشريعة الإسلامية من أجل تغيير المنكر وبالتالي يكون ذلك بمثابة إحياء الشريعة الإسلامية بألسنتهم أي بتعليم الشريعة الإسلامية للناس وأمرهم بإتباعها والأخذ بها وتطبيقها على أنفسِهم دون معاقبة من لا يتبعها. فإن لم يكن بمقدورهم ذلك فيجب عليهم أن ينكروا أي منكر بقلبهم أي يكرهونه بعدم محبتهم له وذلك أضعف الإيمان لأن من متطلبات الإسلام هو الإقرار بوجوب ترك كل ما ينهى عنه الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم لكونه ضرورة، بينما محبة كل ما يُرضي الله عزوجل ويأمر به ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى ولو خالف الهوى هو من متطلبات إكتمال الإيمان لكونه من الإخلاص، وبالتالي يكون ذلك بمثابة إحياء الشريعة الإسلامية في قلوبهم وبالتالي صيانة قلوبهم وأرواحهم وأنفسهم من الإرتداد إلى الكفر أو النفاق (والعياذ بالله من هكذا مصير) فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " إن أول ما تغلبون عليه من الجهاد : جهادٌ بأيديكم ، ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم الجهاد بقلوبكم ، فمتى لم يعرف قلبه المعروف وينكر قلبه المنكر انتكس ". وبالتالي إذا ما قسنا ذلك على وقتنا المعاصر فنستطيع أن نقول أنه يجب علينا السعي لتطبيق الشريعة الإسلامية على قدر إستطاعتنا مع الأخذ بعين الإعتبار مآلات وعواقب أي خطوة نخطيها في سعينا لتحقيق هذا الهدف النبيل والسامي والمصيري وهو تطبيق الشريعة الإسلامية ( والله أعلم ). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

      تعليق


      • #4
        رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

        استفسار .. أريد من فضيلتكم انزال الحكم على ( حماس في غزة - أوردغان في تركيا - الدولة الإسلامية في العراق - آل سعود في الجزيرة العربية ) ، والله حتى أصل إلى الحقيقة

        تعليق


        • #5
          رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

          أخي الفاضل أبو عبد الرحمن بارك الله فيكَ على مرورك الطيب وسؤالك القيم؛ أخي أنا لست مُفتيًا ولا شيخًا ولكني مؤمنٌ إن شاء الله اجتهد فيما أعلم، والجواب الآتي:
          في البداية يجب أن تعلم أنه لا يوجد إسلامي مُخلص، أي من يتبني النهج الديني الإسلامي، لا يريدُ أن يُطبقَ الشريعة الإسلامية إذا استطاع ذلكَ وإلاَّ فهو ليس بمؤمنٍ وهو منافقٌ. إذًا حماس في غزة بارك الله فيهم هم لا ينكرون وجوب حكم الناس بالشريعة الإسلامية، ولكنهم يعلنون أنَّ ليس بنيتهم تطبيقها مكرهين لأنهم لا يطيقون محاربة العالم على ذلكَ وتحمل تبعات ذلك خشيةً أن يتم إستئصالهم أو إقصاؤهم عن جهاد اليهود لعنة الله عليهم، فهم يا أخي الكريم لم يعلنوا إمارة إسلامية ورغم ذلك العالم يُحاصرهم ظلمًا وعدونًا لإنهم مجاهدون في سبيل الله ولإنهم إسلاميون.

          أما أردوغان وحزبه حفظهم الله فهو يُنكر وجوب الحكم بالشريعة الإسلامية مكرهين، لأنَّ ذلك يُخالف العلمانية التي فُرضت عليه خشيةَ إستئصالهم، فأردوغان سُجن وأقصي عن الساحة السياسية لمجرد إستشهاده بأبياتٍ من الشعر تُمجد الإسلاميين. ولكنَّه هو وحزبه وفقهم الله ويسَّر لهم معاونة إخوانهم في فلسطين وسوريا ومصر والعراق على قدر استطاعتهم جزاهم الله خيرًا وقبل ذلك منفعة شعبهم وأهلهم في تركيا وكفل حرية التدين والعبادة بعدما كانوا محرومين منها.

          أما الدولة الإسلامية في العراق فهم يطبقون الشريعة الإسلامية رغم أنهم غيرُ ممكنون في ذلك، لكنهم معتدون في تكفير غيرهم كتكفيرهم لحماس وفي إعتدائهم على من يخالفهم من المجاهدين، ومع ذلك هم يبقون مجاهدون ومؤمنون مخلصون لله ورسوله وإلاَّ ما اختاروا طريق الجهاد في سبيل الله وضحوا بأنفسهم وأموالهم وهجروا ديارهم وأهلهم في سبيل ذلك ولكنهم طلابُ إمارة وحكم وإلاَّ سعوا للتلاحم مع إخوانهم المجاهدين في سبيل أن تكون كلمة الله هي العليا بدلاً من مقاتلتهم إياهم فهم يستعجلون الإمارة والحكم.

          أما إمارة آل سعود هداهم الله فهم يطبقون الشريعة الإسلامية في حياة الناس وجزاهم الله خيرًا على ذلك ولكنهم ينزعون الجهاد منها فهم ينصرون أعداء الإسلام على المؤمنين المجاهدين في أفغانستان وباكستان، ويخذلون المجاهدين المؤمنين في سوريا، ويحجبون الدعم عن حماس ويبذلونه لعباس المتخاذل، ويخذلون المؤمنين المجاهدين في العراق ضد أعدائهم الرافضة الحاقدين، ويتآمرون على الإخوان المسلمين في مصر ظلمًا وعدونًا. انتهى. أرجوا أن قدمتُ لك الجواب الكافي والشافي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

          تعليق


          • #6
            رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

            المصادر في الموضوع كلها مصادر ال سعود ... مضروبة

            عموما، ايش عقاب مزور العملة و غسيل الاموال وتجارة المخدرات بما انزل الله علشان ما يكون كافر الي بحكم بحسب شيوخ ال سعود يا صاحب الموضوع ؟

            تعليق


            • #7
              رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

              يا أخي الكريم "عربي" اتقِ اللهَ فالعلم ليس ملكٌ لأحد وإنما هو لله عزوجل والعلم يؤخذ من ناقلِه مهما كانت سيرة ناقله إذا كان آخذ العلم متيقنًا بأن العلم المنقول صحيحٌ؛ ولو كان صاحب العلم مُصيبًا في علمه و مذنبًا في غير علمه، يؤخذ علمه لأنه صحيحًا ولا يؤخذ منه ما هو مذنبٌ فيه. أما تجارة المخدرات وغسيل الأموال والتزوير فكلها محرمةٌ لأنها مفاسدٌ عظيمةٌ ومضارٌ للناس ولمعاشهم.

              تعليق


              • #8
                رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

                المشاركة الأصلية بواسطة خالد أبودياك مشاهدة المشاركة
                يا أخي الكريم "عربي" اتقِ اللهَ فالعلم ليس ملكٌ لأحد وإنما هو لله عزوجل والعلم يؤخذ من ناقلِه مهما كانت سيرة ناقله إذا كان آخذ العلم متيقنًا بأن العلم المنقول صحيحٌ؛ ولو كان صاحب العلم مُصيبًا في علمه و مذنبًا في غير علمه، يؤخذ علمه لأنه صحيحًا ولا يؤخذ منه ما هو مذنبٌ فيه. أما تجارة المخدرات وغسيل الأموال والتزوير فكلها محرمةٌ لأنها مفاسدٌ عظيمةٌ ومضارٌ للناس ولمعاشهم.
                يعني انا استطيع اخذ العلم من مواقع القرآنيين مثلا ؟ او من مواقع الدواعش (الجناح العسكري للوهابية) ؟

                على أي حال ايش عقاب غاسل الاموال، حرابة او تعزير او حد علشان الواحد يكون بحكم بما انزل الله ؟

                تعليق


                • #9
                  رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

                  أخي الكريم "عربي" لا مانع أن تأخذ العلم الشرعي من أي مصدر ما دام صحيحًا وموافقًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وطريق الصحابة و السلف من بعدهم. أمَّا غسيل الأموال وتزويرها فعقوبتها هي حد السرقة لأنَّ فيها احتيالٌ لسرقة أموال الناس، وتجارة المخدرات عقوبتها هو حد الإفساد في الأرض لأنها تهلك العقل والبدن، أي تفسده وتتلفه وقد تقتل صاحبه، و تضيع الأموال فتهلك الحرث والنسل وهذا من صفات المفسدين لقوله تعالى (وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (البقرة: 205)، وقال تعالى (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:33). هذا هو اجتهادي أخي الكريم وعليك بسؤال عالم دين إن أردت التيقن

                  تعليق


                  • #10
                    رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

                    اخي الكريم معذرة يوجد خلط كبير بين كثير من الأمور والمسائل
                    فلا إكراه على الحاكم لعدم تطبيق الشريعة
                    إذ من يقوم بإكراه صاحب السلطة ..لكن قد تكون ظروف وواقع لا يسمح بتطبيق بعض مسائل وأحكام الشرع
                    فعلى الحاكم إيجاد ارضية تطبيق الشريعة والإلزام بها
                    أما قضية الأحزاب والحركات الإسلامية فقضية مشاركتها في الحكومات الوضعية السعي نحو تطبيق الشريعة قدر المستطاع فهو قول كثير من العلماء المعاصرين
                    وقضية المواطن الذي يجبر على التماشي مع القوانين الوضعية المخالفة للشريعة فهذا ما يمكن أن يسمى مكرها إذا لم يتيسر له التحاكم للشريعة
                    يعني إذا وقع اشكال يكون حله من خلال القانون مخالف للشريعة ويمكن للمتخاصمين الاتفاق على حله بالتراضي وفق أحكام الشريعة فلا يجوز التحاكم للقانون الوضعي المخالف للدين
                    فلا يمكن أن يكون ثمة إكراه على الوالي والحاكم العام إذ إنه هو من يتصور أن يوقع الإكراه .أما التعامل مع امر الواقع والموازنة بين المفاسد والمصالح واختيار اهون الشرين فهو من المقاصد المرعية في شريعتنا ،ولا يعني ذلك التنازل والتخاذل واقصاء الشريعة عن الحكم...ومتى تمكن الحاكم وجب عليه تطبيق الشريعة لزاما

                    لقول الله تعالى : {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }الحج41
                    ولا يعني تطبيق الشريعة السير قدما في تطبيق العقوبات والحدود التي يفهم البعض أنها هي الشريعة مع أن تطبيق الشريعة يبدأ بتأمين المجتمع من جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثاقفية ثم معاقبة من يحاول اختراق هذا الامان .

                    تعليق


                    • #11
                      رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

                      المشاركة الأصلية بواسطة خالد أبودياك مشاهدة المشاركة
                      أخي الكريم "عربي" لا مانع أن تأخذ العلم الشرعي من أي مصدر ما دام صحيحًا وموافقًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وطريق الصحابة و السلف من بعدهم. أمَّا غسيل الأموال وتزويرها فعقوبتها هي حد السرقة لأنَّ فيها احتيالٌ لسرقة أموال الناس، وتجارة المخدرات عقوبتها هو حد الإفساد في الأرض لأنها تهلك العقل والبدن، أي تفسده وتتلفه وقد تقتل صاحبه، و تضيع الأموال فتهلك الحرث والنسل وهذا من صفات المفسدين لقوله تعالى (وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (البقرة: 205)، وقال تعالى (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:33). هذا هو اجتهادي أخي الكريم وعليك بسؤال عالم دين إن أردت التيقن
                      تفسير القرآن ممكن ان يتم تأويله وممكن ان يتم اسقاط الايات في غير موضعها مثلما فعلت بمشاركتك،،،

                      لو كان سؤالي عن الزاني لمباشرة ذكرت الايات التي تتحدث عن الزنا لكن في غسيل الاموال مثلا قمت بتأويل الايات وهذه مصيبة !
                      المخدرات يتم استخدامها بالمستشفيات وبالطب فمن قال لك انها تهلك العقل والبدن ؟
                      وغسيل الاموال قد ينعش اقتصاد الدولة التي ضخت اليها الاموال

                      فكيف بالله ستطبق (حكم الله) بهذه القضايا وعلى اي شيخ واي اجتهاد رح نمشي ؟!؟!؟!
                      طبعا هذا غير قوانين الملاحة وقوانين السير والقوانين المدنية
                      على فكرة النتيجة المنطقية للي بتتكلموا عنه هو دولة "داعش" !

                      عموما في القرن الواحد والعشرين وبعد اكثر من 1500 عام بطلت الدول تصنف على انها دول كفر ودول اسلام .... صرنا دول مدنية تضم كل الملل والنحل واسطوانة الكفر روجها شيوخ الوهابية الذين لا يوجد في دولتهم غير الوهابية والشيعة ، اي لا يوجد مسيحيين ولا غيره ،،، اما انتم فبتكرار هذه الجمل النمطية لا تفعلوا شيئا سوى تهديد الامن الاجتماعي في دولكم ومنه لتفريخ قواعد ودواعش وووو ونام يا اسرائيلي بالعسل ،،،

                      تعليق


                      • #12
                        رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

                        أخي الفاضل مؤمن بارك الله فيكَ على مشاركتك القيمة وملاحظاتكَ المهمة والجواب عليها الآتي:
                        أولاً: من أسباب التدرج في تطبيق الشريعة الإسلامية هو وجود مانعٌ داخلي أو خارجي يمنع من تطبيق الشريعة الإسلامية دفعةً واحدةً؛ وإلاَّ ما كان هناك حاجةٌ للمشاركة في حكوماتٍ وضعيةٍ للتدرج بالحكم بالشريعة حتى الحكم بها كاملةً.
                        ثانيًا: وهذا المانع الداخلي والخارجي هو الذي يُكره الإسلاميين على عدم الحكم بالشريعة الإسلامية، فكلا المانع الداخلي والخارجي يحولان دون التمكين والمقدرة على الحكم بالشريعة لأنه كما تفضلت إذا كان الحاكم ممكنًا وقادرًا على الحكم بالشريعة ولم يحكم بها فهو آثم إذا كان متبعًا لهوى ومنافقًا إذا كان مدعيًا الإيمان. وائذن لي اذكر لك تفصيلاً واقعيًا معاصرًا لذلك:
                        1) الإسلاميون في تركيا كانوا إذا فازوا بإنتخابات ديمقراطية انقلب عليهم العسكر وأطاح بهم بذريعة معاداة العلمانية ومخالفتها بصمت عالمي ومباركة عالمية، وقد سجن أردوغان لمجرد تمجيده الإسلاميين في أبياتٍ شعرية؟!!!!!!!
                        2) الرئيس مرسي فك الله أسرَه، فاز بإنتخابات ديمقراطية وليس بطريقة شرعية إسلامية فتم تحريض حفنة من الحاقدين والغوغاء والمجرمين من شعبه عليه لتبرير إنقلاب المؤسسة العسكرية عليه بدعوى عزمه على أسلامة الدولة أو أخونة الدولة.
                        3) إمارة طالبان في أفغانستان إمارة الرحمة كما وصفها الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه ( أولُ هذا الأمرِ نبوةٌ ورحمةٌ ثم يكونُ خلافةً ورحمةً ثم يكونُ مُلكًا ورحمةً ثم يكونُ إمارةً ورحمةً ثم يتكادمون عليها تكادُمَ الحميرِ فعليكم بالجهادِ وإن أفضلَ جهادِكم الرباطُ وإن أفضلَ رباطِكم عسقلانُ ) ( الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم:5/193 خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات). عندما نقضها أعداء الإسلام أمريكا مع حلفائها من الغرب؛ قالوا أزلنا حكما ديكتاتوريًا يقيد الحريات الفردية ويقمع الناس ويرعبهم ويرهبهم وهم طبعًا يقصدون الشريعة الإسلامية.

                        إذًا أخي الفاضل يبدو جليًا من الأمثلة المذكورة وغيرها أنَّ هناك مانع داخلي يرفض الشريعة ويحاربها وهي الأنظمة العربية والإسلامية الحاكمة مع جماعة من شعوبهم فقط لعبادتهم أهواءهم من دون الله، وعامل خارجي وهو الإستعمار الغربي الذي يقاتل بكل قوته لمنع الخلافة الإسلامية بعد سقوط الخلافة العثمانية. فإذا تيقن الإسلاميون أنَّ العامل الداخلي أو الخارجي أو كليهم لا يمكن دفعه فعليهم عندئذ عدم العزم على الحكم بالشريعة لأن ذلك يترتب عليه إقصاؤهم أو إستئصالوهم وعندئذ لن يبقى من ينادي بالحكم بالشريعة ولو بالكلام وبالنصح والإرشاد وكما تعلم المفسدة لا تدفع بمفسدة أعظم منها. وكما قال الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى أن تطبيق شرع الله يكون بالمقدرة على ذلك وبعدم ترتب على تطبيقه مفسدةٌ أعظم من مفسدة عدم تطبيقه.

                        أمَّا مسألة تأمين حوائج الناس مقدمٌ على تطبيق الحدود هذا لا خلاف فيه ولكني يا أخي الفاضل في وقتنا المعاصر حوائج الناس متوفرة رغم الفقر الشديد الذي يعيشه الناس ولكن لماذا تكون عقوبة السرقة هي السجن بدلاً من قطع اليد؟!!! هذا هو الخلاف فلا مبرر لعدم تطبيق الحدود إلاَّ أن يكون الحاكم غير مُمكن من ذلك لمانع داخلي أو خارجي كما تم توضيحه أعلاه.

                        أخيرًا لقد أحسنت في قولك أن على الناس التحاكم إلى الشريعة فيما بينهم إذا أمكن ذلك، ولكن هناك كثير من القوانين هي مفروضة على الناس وهم مجبرون عليها وهذه ما أقصد وإذا استطاع الإسلاميون تغييرها إلى قوانين موافقة للشريعة الإسلامية من خلال مشاركتهم في الحكومات الوضعية فهذا يعتبر خيرٌ كثير انتهى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأرحب بأي تعقيبٍ لك على هذا الرد.

                        تعليق


                        • #13
                          رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

                          لا اختلف معك اخي أن هناك ظروفا تمنع من السير قدما في تحكيم الشريعة بكافة تفاصيلها دفعة واحدة
                          وأنا مع القائلين بالتدرج في التطبيق وذلك من خلال أخذ الدروس من السيرة النبوية ومقارنة المرحلة بالمرحلة من مراحل الدعوة النبوية
                          لكن إطلاق مصطلح الإكراه هو ما لا يروق ..فالإكراه له عناصر مكرِه ومكرَه ووسيلة اكراه وفعل يترتب على الإكراه مسئولية تلحق المكرِه أو المكرَه
                          أقول حتى تطبق احكام الشريعة لا بد من إيجاد أرضية صالحة ومجتمع يتقبل وإلا فالفشل هو النتيجة الحتمية
                          فلا يجوز السير في تطبيق الحدود والعقوبات قبل تأمين المجتمع من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومن يخالف يكون قاصدا للفتك بالمجتمع الحصين فيترتب عليه عقوبة..
                          وما ذكرنت من أمثله للنماذج الواقعة في مصر وافغانستان وغيرها قد أخطأ الوسائل والطرق أحيانا مما دفع لمثل هذه النتائج..
                          لكن انظر إلى النموذج التركي وكذلك غزة كيف استطاع تفادي الابادة ببعض الحكمة والحنكة وإن قيل فيهما ما قايل سواء من المحبين او المبغضين
                          فثمة ظروف لا بد من مراعاتها وأخذها بعين الاعتبار لمن يصل لولاية في بلاد المسلمين ولا يعني هذا إكراها بل هو من فقه الواقع الواجب العناية به .
                          شكر الله لكم.

                          تعليق


                          • #14
                            رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

                            لكن إطلاق مصطلح الإكراه هو ما لا يروق ..فالإكراه له عناصر مكرِه ومكرَه ووسيلة اكراه وفعل يترتب على الإكراه مسئولية تلحق المكرِه أو المكرَه
                            فالإكراه هو الإجبار والإرغام على شيء ما، وكما هو معلوم فإنه على وجه العموم الإنسان السوي يُكره على الشر أي على كل ما يضره ويضر غيره، وعلى وجه التحديد المسلم يُكره على كل ما يضره في دينه لأن الضرر في دين المسلم يضر صاحبه ويضر غيره لأن الإسلام يصون حقوق المسلم وحقوق الآخرين حتى ولو كانوا كفاراً، وبالتالي يبدو واضحا كيف أن الإكراه والضرر هما متلازمان ما يعني أننا نستطيع تطبيقَ القاعدة الفقهية وهي ( إحتمالُ أخفُ الضررين أو إحتمالُ أهون الشرين ) على ما يُكره عليه
                            أخي الفاضل مؤمن بارك الله فيكَ على توضيحك وردك القيم ومشاركاتك القيمة؛ أنا أتفق معك أنا الإكراه له وجهٌ معتادٌ عند الناس وهو الذي ذكرته أنت، وأنا قد قمت بتوضيح الوجه العام للإكراه بدليل العقل والبيان وهو المُقتبس أعلاه، فأما المُكره هو الأنظمة العربية والإسلامية الحاكمة، والمُكرَه الإسلاميون المشاركون في الحكومات الوضعية، ووسيلة الإكراه هي الإقصاء أو الإستئصال، والنتيجة المترتبة على هذا الإكراه هو الفتنة وكما هو معلوم من الدين بالضرورة أن الفتنة أشد من القتل، فإذا كان المسلم يُعذر في الإكراه إذا خشي القتلَ، فإذا خشي الفتنة على نفسه وعلى من هو مسؤول عنه فإنه حتمًا معذورٌ في الإكراه انتهى والله أعلم، هذا أخي الحبيب اجتهادي أتمنى أني قد بينته ووضحته كما بينت ووضحت أنت رأيك، وشكر الله لكم جهودكم.

                            تعليق


                            • #15
                              رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

                              المشاركة الأصلية بواسطة خالد أبودياك مشاهدة المشاركة
                              أخي الفاضل أبو عبد الرحمن بارك الله فيكَ على مرورك الطيب وسؤالك القيم؛.
                              بارك الله فيكم على اجابتك الكريمة ، ،، ، ولكن بغض النظر عن الأعذار التي ذكرتها لعدم تطبيق الشريعة ( الإكراه ) فقد ناقشك فيها الأخ مؤمن واستفدنا من النقاش فبارك الله فيكم ،،

                              ولكن اطلاق كلمة مجاهدون على تنظيم الدولة فقط لأنه يطبق العقوبات من الشريعة الإسلامية - ويطبها خطأ - فهذا أمر يحتاج إلى وجهة نظر الشرع ، وهل الجرائم أصلا تمسى جهادا في سبيل الله فأظن أن هذا أيضا يحتاج إلى وجهة نظر الشرع ، وهل قتال المجاهدين من الأطراف الأخرى يسّمى جهادا أيضا نحتاج وجهة الشرع ... أعتقد جازما أن الدولة الإسلامية لا تطبق سوى الهوى وهم أبعد ما يكون عن تطبيق الشريعة الإسلامية .. وهل الحدود أصلا تقام في حالة العراق وسوريا ..

                              أما آل سعود .. فإنه لا عذر لهم لكي لا يطبقوا الجهاد في سبيل الله لأنه ذروة سنام الشريعة الإسلامية ، ، ، فلا يمكن أن نطلق عليهم أنهم يطبقون شرع الله وهم ينفون أهم جزء من الإسلام

                              أما الباقون فيما ذكرت ... فأعتد أن وجود دولة اسلامية مستقرة هو الضابط الوحيد لقيام الشريعة الإسلامية بشكل كامل

                              تعليق


                              • #16
                                رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

                                بارك الله فيكم أخي الفاضل أبو عبد الرحمن على مشاركتك القيمة وردك القيم؛ أخي الحبيب تنظيم الدولة هم مجاهدون في سبيل الله لأنهم يجاهدون بأموالهم وأنفسهم لتكون كلمة الله هي العليا بتطبيق شرع الله وإعلان إمارة أو خلافة إسلامية، وبذلك هم استوفوا شروط الجهاد في سبيل الله، أما جرائمهم بقتل الناس وسلبهم حقوقهم بغير الحق فالله عزوجل يحاسبهم عليها إلاَّ أن يتوبوا أو أن يغفر الله لهم ذلك إذا شاء سبحانه وتعالى إكرامًا لجهادهم؛ قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا) (النساء:48). ولكنهم مع ذلك يبقوا أصلح من نظام الأسد العلماني المجرم والعراقي الرافضي الحاقد وحتمًا أصلح من أمريكا وحلفائها الغربيين أعداء الإسلام. أمَّا قتالُهم للمجاهدين فهو بغي وعدوان وحكمهم حكم أهل البغي شرعًا قال تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الحجرات:9) فقتلى المجاهدين هم شهداء عند الله عزوجل إن شاء الله تعالى وقتلى تنظيم الدولة باغون عصاة والله أعلم.

                                أمَّا آل سعود فأنا أتفق معك والشريعة كلٌ لا يتجزأ وللأسف بعض علماء بلاد الحرمين المباركة يأمرون بطاعة ولي الأمر ونسوا أو تناسوا أنَّ ولي الأمر نقض حقه على رعيته في طاعته بموالاته أعداء الإسلام الكفار وهذا كفرٌ بواح لقوله تعالى (لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) (آل عمران:28) ،وبمعاداته المجاهدين المؤمنين تحت ذريعة الإرهاب منفعةً لأعداء الأمة سواء كانوا يقصدون ذلك أو لا يقصدون. انتهى وجزاك الله خيرًا.

                                تعليق


                                • #17
                                  رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

                                  الأخ "عربي" هداك الله وهدانا جميعًا، يجب أن تقرأ جيدًا أنا لم أسقط الآيات في غير محلها ويجب أن تعلم أن جميع المعاملات في الواقع المعاصر لها أحكام في الشريعة الإسلامية لأنها استوعبت كلَ شيء فيمكنك استنباط الأحكام الشرعية لكل مسألةٍ من النصوص الشرعية الشاملة لهذه الأحكام. فأنا استشهدت بالآية الكريمة أن كل من يهلك الحرثَ والنسلَ هو مفسدٌ في الأرض وهذا لا يحتاج إلى دليلٍ، فالمخدرات يا أخي الكريم حكمها حكم الإفساد والفرق بين المخدر في المشتشفيات و سموم المخدرات هو الجرعات والإدمان فضلاً أن ليس كل المخدرات تستعمل في المستشفيات، وتأثير المخدرات القاتل على العقل والبدن هو ليس بحاجة إلى دليل فالبشر جميعهم يعلمون ذلكَ. وغسيل الأموال هي سرقة للأموال لأنها أموال مسروقة تحول إلى أعمال تجارية أخرى للهروب من المحاسبة وهي قد تنعش الاقتصاد لكن على حساب سرقة الأموال وتجارة الخمور تنعش الاقتصاد على حساب إفساد الناس والدعارة تنعش الاقتصاد على حساب إفساد الناس؟!!!!!.

                                  أما نام يا إسرائيلي بالعسل؟!!! يا حبيبي الإسرائيلي نايم بالعسل بفضل أنظمتك العربية والإسلامية العلمانية والقمعية، أما الحركات الإسلامية فهي تزلزل مضاجع أعداء الأمة، الإسرائيليون يبكون ويختبئون ويرتجفون كالفئران من صواريخ المقاومة وعلى رأسها حركة حماس المجاهدة، لأول مرة الإسرائيليون يستجدون ويتوسلون وقف إطلاق النار ويسألون وساطة العالم كله في ذلك ويقبلون أحذية المقاومة فأي عزة بعد ذلك!!! أما السلطة الفلسطينية ومن وراءها الأنظمة العربية كلها يتوسلون ويستجدون السلام من الإسرائيليين وهم يهينونهم ويذلوهم أكثر فأكثر والعرب لا كرامة لهم ولا هيبة للأسف!!!!!!

                                  تعليق


                                  • #18
                                    رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

                                    المشاركة الأصلية بواسطة خالد أبودياك مشاهدة المشاركة
                                    بارك الله فيكم أخي الفاضل أبو عبد الرحمن على مشاركتك القيمة وردك القيم؛ أخي الحبيب تنظيم الدولة هم مجاهدون في سبيل الله لأنهم يجاهدون بأموالهم وأنفسهم لتكون كلمة الله هي العليا
                                    ما علت كلمة الله تبارك وتعالى بالقتل والظلم يوما من الأيام ولن تكون كذلك ...

                                    لماذا يعتقد البعض أن الإسلام يكيل بمكيالين ، ومن يعتقد ذلك في الحقيقة هو الذي حرف الإسلام ، وفهمه فهما خاطئا وحاد به عن طريق الصواب ،،

                                    الإسلام لا يحابي أحدا ، فالكل في نظر الإسلام سواء ولا حصانة لمن يرتكب اثما وجرما ثم يقول إني من المسلمين ،،

                                    فالإسلام ليس مكانا لإيواء المجرمين ..

                                    إن الذي ارتكب الزنا ( صحابي - تابعي - معاصر )
                                    إن الذي قتل ( صحابي - تابعي - معاصر )
                                    إن الذي ظلم ( صحابي - تعابي - معاصر )

                                    في الحقيقة ، المسلمون هم الذين فقدوا مبادئ هذا الدين ، وليس الإسلام هو الذي يكيل بمكيالين ويحابي أحدا على أحد بحجة أنها من المصلحة العامة للمسلمين

                                    انظروا عتاب الله لخير الخلق بلا محاباة
                                    انظروا لعتاب الله للصحابة بلا محاباة
                                    انظروا لو ان فاطمة سرقت لقطعت يدها
                                    انظروا رفض الصديق تسليم الارض لبنت محمد صلى الله عليه وسلم
                                    انظروا عزل وتولية عمر للقضاة والولاة
                                    انظروا رفض عثمان قتال المنحرفين
                                    انظروا رفض علي ترك البغاة
                                    انظروا تنازل الحسن عن الخلافة
                                    انظروا براءة عبد العزيز من ظلم قومه
                                    إن المبادئ قد كلفت بعضهم عرضه أو دمه



                                    لقد تركنا كل هذا الميراث وألقيناه وراء ظهورنا , بحجة مصلحة الإسلام والمسلمين
                                    هل كان سيقبل أحد - لو كان له الخيار - أن يعاتب محمد - صلى الله عليه وسلم - رأس الهرم , أم أنه سيقول أن مصلحة الإسلام والمسلمين تقتضي التستر حفاظا على الصف .

                                    هل كان سيقبل أحد - لو كان له الخيار - أن يعاتب الصحابة , أم أنه سيقول أن مصلحة الإسلام والمسلمين تقتضي التستر حفاظا على الصف .

                                    ماذا كان سيشير أحدنا لو خيره ابن الخطاب ماذا يفعل بابن ابن العاص أو الأشعري , هل كان سيقول اجلده ليكون عبرة أو ان يقتص الجند من الاشعري ؟, , أم أنه سيقول أن مصلحة الإسلام والمسلمين تقتضي التستر حفاظا على الصف .

                                    هل تستطيع أن تصف كل قاتل للمدنيين والأبرياء بأنه قاتل ومجرم ولا بد للأمة أن تتبرأ منه , ولو كان ( بشار أو داعش أو بن لادن أو الظواهري أو الزرقاوي أو السيسي أو مبارك أو القذافي أو ...... )
                                    أم أنك ستقول أن هناك فرق بين الإسلامي إذا قتل المدنيين أو العلماني أواللبرالي , أو أن هذا متأول وله أجر ,, أم أنك ستقول أن مصلحة الإسلام والمسلمين تقتضي التستر حفاظا على الصف . ؟؟!!

                                    إن العمل بالمبادئ قد يكلف الدماء أو ترك المناصب أو مخالفة الهوى

                                    وهنا الإبتلاء بالإسلام
                                    وهنا يختبر المرء

                                    تعليق


                                    • #19
                                      رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

                                      بارك الله فيك أخي الفاضل أبو عبد الرحمن على كلامك الطيب والمصيب وأنا أتفق معك به؛ ولكن يجب أن تفرق بين الأمور إذا اختلطت. فلا أحد يزعم أنَّ لأحدٍ حصانة وهذه هي عظمة الإسلام التي هي من عظمة الله فمن له حصانة لا يُحاسب ولكن الله سبحانه وتعالى لا يترك حقوق العباد ويقتص للمظلوم من الظالم ويعفو عن حقه إن شاء ذلك ما أعظمه!!!!. ولا يوجد مؤمنٌ يرضى بقتل تنظيم الدولة للأبرياء أو للمجاهدين أو للكفار بغير حق أو إستباحة ما لا يحق لهم منم جميعًا. وهناك قاعدتين فقهيتين : الأولى: عند إنعدام الصالح اختر الأصلح، الثاني: الغضب لله ورسوله مقدمٌ على الغضب للنفس ومن لا يغضب لله ورسوله فهو حمار كما قال الشافعي رحمه الله.

                                      إذًا عندما يقتتل تنظيم الدولة وأمريكا وحلفائعا الغربيين يجب على المؤمنين مناصرة من يؤمن بالله ورسوله على من يشرك بالله ويكذب رسوله، فالملكُ لله عزوجل وليس للبشر فكيف نرضى بغلبة الكافر على المؤمن الذي يغضب الله بكفره ويحكم الأرض التي هي ملكٌ لله وليس له بحكم الطاغوت، هل أصبح حبنا لأنفسنا أعظم من حبنا لله فلا يؤمن أحكم حتى يكون الله ورسوله احب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين. يا أخي فليظلمني تنظيم الدولة على أن يحكم بشرع الله فتكون العزة لله ولرسوله والمؤمنين وعلى أن لا يفسد الناس ويفتنهم عن دينهم وعن فطرتهم كما تفعل القوانين الوضعية التي أفسدت الناس في دينهم فضعف العلم والعلماء وفي أخلاقهم فانتشر الزنا والشذوذ والسرقة وصار الناس يعيشون حياة البهائم أكرمك الله. كما يا أخي الكريم هذه الأنظمة الديمقراطية الغربية فضلاً عن أنها كافرة تنشر الفساد والجوع والظلم واحتقار الإنسان وهي تزعم احترامه وهي لا تفعل شيئًا من أجل إحترامه حتى طال فسادها وظلمها مواطنيها والعالم كله يتجاهل ذلك ويشجب ظلم تنظيم الدولة الذي هو قليلٌ في ظلم الغرب الفاسد.

                                      وأعلم يا أخي الكريم أن هذه الدنيا فانية ودنيئة فلا يؤسف ولا يحزن عليها، فمن قُتل مظلومًا أو نهب مالهُ فإن الله سوف يقتص له من ظالمه ويبدله جنات النعيم الخالدة بدلاً مما أصابه، وأعلم أن الشر مقدرٌ وأن الإنسان ضالٌ إلا من هداه الله فتنظيم الدولة ضلَّ طريقه ولكنه مهتدٍ في جهاده في سبيل الله، وإذا أردت أن تطعن في جهاد تنظيم الدولة أو في جهاد ابن لادن رحمه الله وتنظيم القاعدة مع الفارق الكبير بينهما فعليك أن تطعن في جهاد الأمويين والعباسيين والمماليك الذين توارثوا الحكم واستلبوه ممن هو أحق منهم فيه والذين سفكوا دماءً في سبيل وصولهم إلى الحكم؛ فهؤلاء سفكوا دماء مسلمين في نزاعهم على الحكم وتنظيم الدولة سفك دماء مسلمين ولكن تنظيم القاعدة وابن لادن رحمه الله سفك دماء كافرين ولم يسفك دماء مسلمين وإذا كان مخطئًا في ذلك فخطؤه كان ردًا على قتل الكفار المسلمين في فلسطين والعراق وغيرها فهو كان يعتقد أن الحرمات قصاص وهذا اجتهاده. لذلك يا أخي الكريم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعًا وصحابتهم وأتباعهم هم الأكرم عند الله عزوجل لأنهم الأصلح ولأنهم الأتقى ولأنهم لا يعصون الله في دماء الناس ولا في أموالهم وأعراضهم ولأنهم طلاب الاخرة وليسوا طلاب الدنيا.

                                      أسأل الله أن يُعجل بظهور المهدي رضي الله عنه ليملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلئت جورًا وظلمًا وليوحد المسلمين وليعز اللهُ به الإسلامَ ويرحم به الناس أجمعين مسلمين وكفار كما أرسل جده الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين. انتهى وهداني الله وإياك والمسلمين أجمعين إلى الطريق المستقيم.

                                      تعليق


                                      • #20
                                        رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

                                        المشاركة الأصلية بواسطة خالد أبودياك مشاهدة المشاركة
                                        بارك الله فيك أخي الفاضل أبو عبد الرحمن على كلامك الطيب والمصيب وأنا أتفق معك به؛.
                                        بارك الله فيكم على ردكم الطيب ...

                                        أما اختيار الأصلح .. فلم يقف العالم الإسلامي بأسره عند الظالمين في العراق لأختار بينهم ، فهم قتلة متساوون في الإجرام ، لا يجب أن أختار بينهما ،،
                                        وأما الغضب لدين الله تعالى / فيتمثل في تجريم الذي يهدم بنيان الرب وهو الإنسان ،، ومن لم يغضب للدماء التي سفكت ويجرم هؤلاء المجرمون فأظنه هو الذي تنطبق عليه مقولة الشافعي الآنفة الذكر ..

                                        أما إذا اقتتل مسلم وكافر فيجب العدل بينهما دون أن يكونا مجرمين ، ، فكيف إذا تساويا في الإجرام فقد تساويا في العقاب ..

                                        واعذرني ان قلت أن يظلم تنظيم الدولة ليقيم الشريعة -هذا ان صدق في اقامة الشريعة- فهذا منطقٌ أعوج ، ولا يقبله الدين الإسلامي فإن الله تعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرماً ، وإن الفتنة الحقيقة هي فتنة الدواعش فكيف للمسلمين الذين يقتل أبنائهم الدواعش أن يقتنعوا بأن الإسلام ظلم واجرام ، ثم تقول فتنه ،، هؤلاء فتنوا الناس عن دينهم بالقتل ، وأي عاقل سيقول أي دينٍ هذا الذي يستمرئ القتل ..

                                        ولا يمكن أن يطل على ما يقوم به تنظيم الدولة جهاد مع اجرامهم وذلك لدود سابقة لا حاجة للتكرار ..
                                        ولا مانع لدي بأن أوزن الدولة الأموية والعباسية بيمزان الشرع فليس أحدٌ حجة على الإسلام بل الإسلام حجة عليهم ، فالقتل ليس طريق للوصول للحكم سواء فعله صحابي أو تابعي أو معاصر ، ومن فعل ذلك فهو مجرم ، ومن قتل مسلما بريئا من أجل الوصول للحكم أو أي أمر دنيوي آخر بغير حق فقد باء بغضب من الله وهو في النار خالدا فيها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ،

                                        أما ابن لادن رحمه الله تعالى ، بعيدا عن التفاصيل ولكن كيف يكون الأجر مع القتل ، يعني أنك وصفت ما فعله بأنه اجتهاد مع أن النصوص واضحة ولا اجتهاد مع النص في تحييد المدنيين والآمنين في بيوتهم وقتال من قاتلك ، فكيف يستوي أجر اجتهاده مع اثم قتله للآلف الآمنين .,

                                        أما التعويل على ظهور المهدي / فهذا لا يليق بالمسلمين فالمسلمين مأمورون باقامة العدل فيهم وفي الناس ، ومنهيون عن الظلم بين أنفسهم ومع الناس ، سواء ظهر المهدي أم لم يظهر

                                        تعليق


                                        • #21
                                          رد: حكمُ من لا يحكمُ بما أنزل اللهُ مُكرهًا

                                          بارك الله فيكم أخي الحبيب أبو عبد الرحمن على مشاركتك القيمة وتعليقك القيم ولكن هناك امور يجب توضيحها:

                                          الأول: لا يمكن أن تساوي بين الكافر والمؤمن وإن كان كلاهما مجرمينِ؛ قال تعالى (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ) (السجدة: 18)

                                          الثاني: لا أحد يرضى بالمجرم وبالمسلم الذي يشوه الإسلام، فيجب عقابه ودفعه عن ظلمه إن أمكن ذلك ولكن لا يجوز ان أعين عدوًا كافرًا على مؤمنٍ خاصةً إذا كان هذا العدو يريد أن يهدم الدين ويستأصله كما تريد أمريكا وحلائها الغربيين.

                                          الثالث: لماذا لا تنهض الأنظمة العربية والإسلامية ومعها الشعوب للدفاع عن الإسلام وعن دماء المسلمين وأعراضهم المستباحة، بل وللدفاع عن مساجد الله التي تهدم وتحرق في كل مكان وعن المسجد الأقصى ثالث الحرمين بجهاد أعداء الأمة الصليبيين الحاقدين واليهود الملعونين بدلاً من مساعدتهم في القضاء على من يقاتلهم مثل داعش والقاعدة وغيرها، يا أخي الكريم حتى حركة حماس الإسلامية لم تسلم من العرب والمسلمين فبعض العرب يتحالفون مع اليهود ضدهم فأي خيانة بعد ذلك؟!!!!!

                                          الرابع: أخي الحبيب للأسف ما زلت لا تدرك أساساً جوهريًا وهو أن الله عزوجل خلق الجن والإنس ليعبدوه وهذا هو غاية الخلق، فمن كفر بالله فقد نقض العهد بينه وبين الله ومن آمن بالله فقد حفظ العهد بينه وبين الله لا يستطيع أحدٌ أن ينقضه ما لم يكن منافقًا حتى المنافق دمه معصوم لأنه أظهر الإيمان، كيف يبيح أحد لنفسه أن يطرد مؤمنًا قبِلَهُ الله عزوجل. فكيف يا أخي الكريم يأتي أحدٌ ويجيز إعانة الكافر على المؤمن بحجة أن المؤمن قاتل ومجرم ومذنب فإذا كان كذلك قم وعاقبه بما شرع الله على إجرامه وخذ مكانه في قتال العدو الكافر، هل تعلم يا أخي الكريم أن المسلم المحارب السارق يجب أن لا يقام عليه حد السرقة في دار الحرب خشيةً أن يلجأ إلى الأعداء الكفار ولا يطبق عليه الحد إلا في دار الإسلام. أين النظر في المصالح والمفاسد كيف يمكن تبرير إعانة كافر على مؤمن، إذا كنت لا ترضى بمعاصي المؤمن فعاقبه ولكن لا تكافئ الكافر؟!!!

                                          الخامس: المهدي رضي الله عنه هو رحمة من الله كما ذكرت ونحن ننتظر هذه الرحمة ولكننا لا نترك العمل ونتواكل عليها بل يجب علينا تقوى الله في عملنا ولكن الله علام الغيوب يعلم أن حال المسلمين سيصل إلى هذه الفتن كقطع الليل المظلم ولذلك سوف يبعث المهدي رضي الله عنه رحمةً للعالمين كما سينزل عيسى عليه السلام رحمة للعالمين عند ظهور فتنة الدجال. انتهى وجزاك الله خيرًا على جهودكم الطيبة.

                                          تعليق

                                          جاري التحميل ..
                                          X