إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب مدرسة رمضان والصيام المقال الخامس كونوا ربانيين لا رمضانيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في رحاب مدرسة رمضان والصيام المقال الخامس كونوا ربانيين لا رمضانيين

    في رحاب مدرسة رمضان والصيام
    المقال الخامس
    كونوا ربانيين لا رمضانيين


    لقد خلقنا الله تعالى لغاية شريفة هي عبادته قال تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات:56، والعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وهي تتضمن غاية الذل لله تعالى مع المحبة له، وهذا المدلول الشامل للعبادة في الإسلام هو مضمون دعوة الرسل عليهم السلام جميعاً، فما من نبي إلا وأمر قومه بالعبادة، قال الله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)الأنبياء:25، وبناء على مفهوم العبادة في الإسلام يتضح لنا أنَّ الحياة كلَّها بأيامها وشهورها وسنينها، بل بدقائقها هي مسرحا للعبادة ما دام غايتها إرضاء الله تعالى بفعل ما افترض وبالتزام ما أوجب، والابتعاد عمَّا نهى عنه. وما على المرء إلا أن يصاحب النية الصالحة جميع الأعمال الصادرة عنه ليكون عبداً ربانياً، قال صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".
    فالعبودية هي وظيفة العمر التي خلق الله تعالى البشر لأداءها وتحقيقها، وأمرهم بالقيام بهذه الوظيفة، وقد فهم الصحابة رضي الله عنهم ومن سار على هديهم حقيقة هذه الوظيفة، فذاقوا السعادة، ووجدوا الطمأنينة والراحة، ونعيم الدنيا والآخرة. فما كانوا يعبدون الله في وقت دون وقت، أو في شهر دون شهر، كحال كثير من مسلمي اليوم الذين نراهم ينشطون للعبادة في شهر معين كما في رمضان، أم في أيام معدودة كحال من يحج إلى بيت الله الحرام، فإذا انقضى شهر رمضان، وانقضت أيا الحج عادوا لما كانوا عليه قبلها، فصاروا عباداً لشهر بعينه أو لأيام بعينها، فكم من مسلم داوم على صلاة الجماعة في المساجد، وحسنت أخلاقه نوعا ما في رمضان، فلما انقضى شهر التجارة مع الله تعالى رجع القهقرى فما عاد يصلي، يل عاد يتاجر مع الشهوات والمعاصي والذنوب، وهذا وأمثاله ليس عندهم فقه التجارة مع الله عز وجل، فأكثر النَّاس يعرف كيف يتاجر في الدنيا، ولكن القليل منهم من يعرف كيف يتاجر مع الله عز وجل، فنحتاج أن نتعرف على فقه التجارة مع الله عز وجل، فمن فقه التجارة مع الله عز وجل أن يستصحب العبد الإخلاص في كل قول وعمل؛ لأنَّ الله تعالى اشترط الإخلاص، فقال:" أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ" الزمر:3. وقال "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) البينة:5. وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً، وابتغي به وجهه". ومن فقه التجارة مع الله عز وجل: أن يداوم العبد على العمل الصالح، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أحبُّ العمل إلى الله أدومه وإن قل"، لأنَّ العمل الدائم وإن كان قليلاً، فإنِّه يصير كثيراً بالمداومة عليه، بل يربو، ويكون أكثر من الكثير المنقطع، والله تعالى يحب أن يديم فضله، وأن يوالي إحسانه، فيحب الله عز وجل. لقد كان سلفنا الصالح يجتهدون في طاعة الله عز وجل ولا يفوتون وقتاً بغير طاعة، فملئوا حياتهم عبادة وطاعة لله عز وجل، بل وتمنوا لو أنهم واصلوا العبادة بعد الموت، فقد بكى أحد الصالحين عند موته، فسئل عن سبب بكائه؟! فقال: "أبكي يصوم الصائمون ولست فيهم، ويصلي المصلون ولست فيهم"، وكان ثابت البناني يقول: "يا رب إن أذنت لأحد أن يصلي في قبره فأذن لي".
    التعديل الأخير تم بواسطة أ.د صالح الرقب; 8/07/2014, 03:08 PM.

  • #2
    رد: في رحاب مدرسة رمضان والصيام المقال الخامس كونوا ربانيين لا رمضانيين

    بارك الله فيكم

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X