إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التدبر في أهل البلاء "عظة" المسلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التدبر في أهل البلاء "عظة" المسلم

    التدبر في أهل البلاء "عظة" المسلم






    غزة- فاطمة الزهراء العويني


    الدنيا دار بلاء وشقاء، والآخرة دار سعد وهناء، قال الله (سبحانه وتعالى): "ولقد خلقنا الإنسان في كبد"، ولما كانت هذه حقيقتها كان السعيد من جعلها مزرعة للآخرة والشقي من أهلك بدنه في اللهث وراءها، وقد أدرك الصالحون هذه الحقيقة فصبروا أنفسهم على التعب، وحملوها على العمل؛ حتى يفوزوا بجنة عرضها السماء والأرض.

    دار بلوى

    العضو الاستشاري برابطة علماء فلسطين أحمد الزمارة ذكر لـ"فلسطين" أنَّ الدنيا دار بلوى، فلذلك نزلت الآيات الكريمة في أكثر من سورة تحث على الصبر والاستعانة بالله وحده، قال الله (سبحانه وتعالى): {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}.

    وأشار إلى أنَّ القرآن الكريم قد بين أن الابتلاءات والمحن طريق الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)، رافقتهم في حياتهم حتى مماتهم، فعن أبي سعيد الخدري قَالَ: "دَخَلْتُ على النَّبِيّ (صلى الله عليه وسلم) وَهُوَ يُوعَكُ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ فوجَدتُ حَرَّهُ بَيْنَ يَدَيَّ (فَوق اللحاف)، فَقُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أشدَّهَا عَلَيْكَ!"، قَالَ: «إِنَا كَذَلِكَ يُضَعَّفُ لَنَا البَلاء وَيُضَعَّفُ لَنَا الأجْر»".

    واستشهد بقول ابن القيم في كتابه الفوائد: "الطريق طريقٌ تعِب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورُمي في النار الخليل، وأُضْجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين، ونُشر بالمنشار زكريا، وذُبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضرَّ أيوب، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد (صلى الله عليه وسلم)".

    وقال: "فعلى المؤمن أنْ يكون كَيِّسًا فطنًا، يأخذ العبرة من غيره ويتعظ بإخوانه، قال الله (سبحانه وتعالى) في مطلع سورة يوسف: "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ"، والمؤمن وقاف في الحياة أمام الأحداث التي تدور من حوله يأخذ العبرة والعظة، ويحاول معالجة نفسه وتسلية قلبه على ما يعانيه وتبصير أهله بمجريات الحياة".

    منزل رحيل


    وأشار الزمارة إلى أنَّ عمر بن عبد العزيز قد كتب إلى الحسن: "عظني وأوجز"، فكتب إليه: "إن رأس ما هو مصلحك ومُصلح به على يديك الزهد في الدنيا، وإنما الزهد باليقين، واليقين بالتفكر، والتفكر بالاعتبار، فإذا أنت فكّرت في الدنيا لم تجدها أهلًا أن تبيع بها نفسك، ووجدت نفسك أهلًا أن تُكرمها بهوان الدنيا، فإن الدنيا دار بلاء ومنزل رحيل".

    وأضاف: "ذكر ابن الجوزي (رحمه الله) في تسلية أهل المصائب قصة لطيفة عن عبد الله بن زياد قال: (حدثني بعض من قرأ في الكتب أن ذا القرنين لما رجع من مشارق الأرض ومغاربها وبلغ أرض بابل مرض مرضًا شديدًا، فعلم أنه مرض الموت وأشفق على نفسه فكتب لأمه معزيًا: "يا أماه، إذا جاءك كتابي فاصنعي طعامًا، واجمعي من قدرت من الناس، ولا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة، وتسألين: "هل وجدت لشيء قرارًا؟"، إني لأرجو أن الذي أذهب إليه خير مما أنا فيه")".

    وتابع: "فلما وصل كتابه صنعت طعامًا عظيمًا وجمعت الناس، وقالت: "لا يأكل هذا من أصيب بمصيبة"، فلم يتقدم أحد من هذا الطعام، فعلمت مراد ابنها فقالت: (بني، من مبلغك عني أنك وعظتني فاتعظت وعزيتني فتعزيت، فعليك السلام حيًّا وميتًا)".

    وأشار إلى أنَّ عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: "لكل فرحة ترحة، وما ملئ بيت فرحًا إلا ملئ ترحًا"، وقال ابن سيرين (رحمه الله): "ما كان ضحك قط إلا كان بعده بكاء"، وقالت هند بنت النعمان بن المنذر: "لقد رأيتنا ونحن من أعز الناس وأشدهم ملكًا، ثم لم تغب الشمس حتى رأيتنا ونحن من أقل الناس، وإنه حق على الله ألا يملأ دارًا حيرة إلا ملأها عبرة، وبكت أختها حرقة بنت النعمان يومًا وهي في عزها فقيل: "ما يبكيك؟، لعل أحدًا آذاك"، قالت: "لا، ولكن رأيت غضارة (طيب العيش) في أهلي، وقلما امتلأت دار سرورًا إلا امتلأت حزنًا".

    السعادة في النهاية

    ودعا الزمارة الفقير والجائع لقراءة الحديث المروي عَنْ عَائِشَةَ، أنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: "وَاللَّهِ، يَا ابْنَ اُخْتِي إِنْ كنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهلالِ ثُمَّ الْهِلالِ ثُمَّ الْهِلالِ، ثَلاثَةَ أهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَ فِي أبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) نَارٌ"، قَالَ: "قُلْتُ: "يَا خَالَةُ، فَمَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ؟"، قَالَتِ: (الأسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ)".

    وخاطب المسلمين قائلًا: "تدبروا _إن شئتم_ قول الله (عز وجل): {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}، وتأمل في قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عَنْ سَعْد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) قَالَ: (قُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟"، قَالَ: "الأَنْبِيَاءُ, ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ, فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ, فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاؤُهُ, وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ, فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ")".

    وأكد ضرورة اليقين بأنَّ السعادة تكون في النهاية وفي الآخرة المستقر، ومع الصبر يأتي الفرج وبعد العسر يكون اليسر، قائلًا: "فمتاع الدنيا زائل ونعيم الآخرة أبدي، والعاقل من يتفكر ويتدبر ويتأمل ويأخذ من حوادث الدهر العبرة، ومن أحوال الآخرين العظة".

    فلسطين أون لاين



  • #2
    رد: التدبر في أهل البلاء "عظة" المسلم

    بارك الله فيكم

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X