إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نافذة على الواقع / القصة الرابعة: [من ينقـــــذ أمثال جميل؟]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نافذة على الواقع / القصة الرابعة: [من ينقـــــذ أمثال جميل؟]



    إخوتي الأفاضل أخواتي الكريمات

    نتابع قصة جديدة من فقرتنا الصيفية نافذة على الواقع تحت عنوان:


    من ينقـــذ أمثــال جميـــل ؟

    فتح جميل عينيه المثقلتين بعناء شديد ليجد نفسه على سرير أبيض في المستشفى. ترى من جاء به إلى هذا المكان؟
    كل ما يذكره أنه كان قد قضى ليلته في فندق بائس بعد أن قل ماله وخارت قواه،
    وبينما كان يحاور مسئول الاستقبال في الفندق، أظلمت الدنيا أمام عينيه.
    توالت الفحوصات على جسده النحيل، ويوما بعد يوم بدل أن تتحسن حالته كان يرى الحيرة في عيون الأطباء وهم متحلقون من حوله،
    علم حينها أن الأمور تسير نحو الأسوأ.
    لم يقل شيئا لكنه كان يرد بود على كل تلك البسمات الحانية، التي يحيطه بها من حوله.
    أقبلت أمه من البلدة المجاورة، وكلها لهفة عليه، أهذا صغيرها الذي رعته حتى صار شابا يافعا جميل الوجه بهي الطلعة؟
    ثم فقدته شيئا فشيئا حينما أخذته ملذات الحياة وشهواتها. أصبحت لا تكاد تجد لحظة تكلمه فيها، لأنه لا وقت لديه، كثرت مكالماته الهاتفية وأصبح شارد الذهن، مشغول البال، كثير السفر.
    في آخر مرة، كان مختلفا، تودد إليها وطلب أن تدعو له. صلى في المسجد، ورتل بضع آيات على مسامعها.
    حمدت الله على هذا التغيير المفاجئ. وهو الذي كان فيما مضى لا يقابل نصائحها الغالية إلا بهز كتفيه.
    استفاق جميل من غفوته، ليرى وجه والدته العطوف وهي تحضنه وتغدق عليه من حنانها،
    لكن الألم الفظيع الذي يفتك بكل ذرة من جسده أفسد عليه جمال لحظة اللقاء.
    هرولت الأم لاستدعاء الطبيب كي يفعل شيئا يخفف عن مهجة فؤادها،
    لكن هيهات هيهات، ها هو جميل يعيد شريط الذكريات،
    ويتذكر سيرته التي كانت لا تسر قبل توبته.
    لقد كانت وسامته نعمة من الله عليه، لكن الشيطان زين له الزنا وسار به في تلك الطريق خطوة خطوة
    حتى أصبحت أيامه لا تكاد تخلو من اقتراف الفواحش في السر والعلن.
    تساءل جميل والألم النفسي يعتصر قلبه أكثر من ألم جسده الفتي الذي غزته الأمراض:
    - ترى هل يمكن أن يسامحه العباد على أعراض انتهكت وعلى شرف دنس وعلى مستقبل ضاع؟
    تسللت دموع الندم إلى وجنتيه،
    فانتبهت أمه القابعة بجواره لحاله، سألته وكلها لهفة عليه : ما بالك يا بني هل عاد إليك الألم من جديد؟
    ألحت على الطبيب: ابذل قصارى جهدك يا دكتور خفف من ألمه، هل تعلم معنى أن أفقد فلذة كبدي بعدما وجدته من جديد؟
    لكن نظراته كانت يائسة فزادت من جزعها على وحيدها.
    تردد الطبيب كثيرا لكنه قرر في الأخير أن يخبرها الحقيقة، استجمع شجاعته ثم أردف قائلا:
    - لقد كشفت لنا الفحوصات يا سيدتي أن ابنك مصاب بمرض الإيدز منذ زمن،
    قد يكون بسبب نقل دم ملوث بالفيروس إليه، وقد يكون بسبب علاقة...وقد يكون...
    مهما كانت الأسباب فإن حالته سيئة جدا، ونحن نقف عاجزين أمام هذا المرض...
    لم تتمالك أم جميل نفسها فقد كان وقع الخبر كالصاعقة عليها، فما كانت تخشاه على ولدها قد وقع ولا راد لقضاء الله.
    تهاوى جسمها على أول مقعد محدثة نفسها:
    - ابني جميل ابني أنا تكون نهايته بائسة بهذا الشكل، أنا لا أكاد أصدق، كيف ومتى؟ لابد أنهم رفقاء السوء...
    هم من أوصلوه إلى هذا المآل، كم حذرته منهم.. ليتهم يدركون فداحة جرمهم بحقه...
    اللهم انتقم ممن زين له طريق الضلال.

    مات جميل بعد أيام...وسكبت أمه العبرات على فراقه،
    لكن الألم الذي أقض مضجعها هو أنها لم تستطع إنقاذه من طريق الغواية إلا بعد فوات الأوان...

    قال الله سبحانه وتعالى :

    { وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} سورة الإسراء الآية 32

    وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
    « يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ »
    [رواه ابن ماجة وصححه الألباني]
    وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا مَهْ مَهْ فَقَالَ : ادْنُهْ فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا فَقَالَ اجْلِسْ فَجَلَسَ ، قَالَ أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ . قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ " قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ " قَالَ لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ . قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ " قَالَ أَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ " قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ : " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ " قَالَ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدَ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ .
    [ رواه أحمد وصححه الألباني]

    نسأل الله لأمثال جميل المغفرة والرحمة
    ولمن ما زال على طريق المهالك التوبة النصوح قبل لقاء الله عز وجل التواب الرحيم.




  • #2
    رد: نافذة على الواقع / القصة الرابعة: [من ينقـــــذ أمثال جميل؟]

    السلام عليكم ورحمة لله..

    بداية بارك الله فيكم على الطرح الطيب ..

    ربما وبحمد الله مجتمعنا الغزي افضل من كثير من المجتمعات الاخرى فمثل تلك الامور لاتحدث بصورة كبيرة كما البلاد الاخرى ..

    لكنه موضوع مهم ..وطريق للمهالك ..فالنهاية اما مرضا بشعا كالايدز او فقر ونداااامة ..

    نسأل الله حسن العاقبة وحسن الختام

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X