![](https://www.paldf.net/forum/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra4.png)
إخوتي الكرام أخواتي الفاضلات
نواصل نافذتنا على الواقع مع القصة الثانية:
![](https://www.paldf.net/forum/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra69.gif)
أمنيــــات ثائــــر
![](https://www.paldf.net/forum/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra69.gif)
في يوم ربيعي جميل، وقف ثائر يصفف شعره على عجل أمام المرآة،
فاستوقفه شئ غريب، دقق النظر فلمح بضع شعرات بيض ظهرت على لحيته.
كان يستعد لإجراء حوار تلفزيوني، وهيأ الكلمات ونمقها لكي تناسب موضوع الاستضافة،
فلا تعجزه الكلمات وهو الأديب المثقف المفوه، لكن تلك الشعرات البيض قلبت كيانه...
ليس لأنها تنبئه بتقدم في العمر، فما زال في عقده الثالث،
لكنها كانت جرس إنذار ذكره بصورة كان قد رسمها لنفسه في مخيلته حين يشيب شعره.
كان يرى نفسه في المستقبل بلحية بيضاء يجللها الوقار، يحيط به أحفاده وقد حقق كثيرا من أحلامه،
والقدس قد تحررت والأحوال قد تغيرت وأخلاق الأمة ارتقت وتبدلت.
لقد سئم ثائر من الكتابة على أهميتها كنوع من جهاد الكلمة،
طموحاته كبيرة وهموم أمته تؤرقه، يصل الليل بالنهار ليكتب ويحاضر
ويجري المقابلات في القنوات الفضائية يحلل ويناقش الأحداث، ولا تتغير الأحداث.
وحين اندلعت الحرب، كم كان يغبط المجاهدين، تمنى لو يحظى بليلة واحدة من الرباط معهم
ومقاومة العدو الصهيوني الغاصب بشكل مباشر.
فما أكثر وكلاء المحتل الذين يدمرون الأمة بالنيابة عنه ويعطون بضع لقيمات للأكلة من القصعة المستباحة نتيجة الوهن.
كل صباح يستيقظ ثائر ليطالعه شريط الأخبار بما يسوؤه... حروب ومآس وأزمات.
أعياه التفكير، أين الخلل؟
كثيرا ما حدثته نفسه وألحت عليه: كفاك تذمرا من شريط الأخبار، أنت من يصنع شريط الأخبار وأنت من يغيره.
ذهب ثائر لمقابلته التلفزيونية ذلك اليوم بذهن شارد غير مقتنع بأهمية ما يقول،
وأرقه السؤال في ليلته تلك وسهده وحرمه من مجرد إغفاءة بسيطة،
كلما أغمض عينيه تذكر أن في لحيته جرس إنذار
فألح عليه السؤال: ترى هل ستمر حياته كحياة أبيه وجده مجرد أمنيات...
![](https://www.paldf.net/forum/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra69.gif)
في يوم ربيعي جميل، وقف ثائر يصفف شعره على عجل أمام المرآة،
فاستوقفه شئ غريب، دقق النظر فلمح بضع شعرات بيض ظهرت على لحيته.
كان يستعد لإجراء حوار تلفزيوني، وهيأ الكلمات ونمقها لكي تناسب موضوع الاستضافة،
فلا تعجزه الكلمات وهو الأديب المثقف المفوه، لكن تلك الشعرات البيض قلبت كيانه...
ليس لأنها تنبئه بتقدم في العمر، فما زال في عقده الثالث،
لكنها كانت جرس إنذار ذكره بصورة كان قد رسمها لنفسه في مخيلته حين يشيب شعره.
كان يرى نفسه في المستقبل بلحية بيضاء يجللها الوقار، يحيط به أحفاده وقد حقق كثيرا من أحلامه،
والقدس قد تحررت والأحوال قد تغيرت وأخلاق الأمة ارتقت وتبدلت.
لقد سئم ثائر من الكتابة على أهميتها كنوع من جهاد الكلمة،
طموحاته كبيرة وهموم أمته تؤرقه، يصل الليل بالنهار ليكتب ويحاضر
ويجري المقابلات في القنوات الفضائية يحلل ويناقش الأحداث، ولا تتغير الأحداث.
وحين اندلعت الحرب، كم كان يغبط المجاهدين، تمنى لو يحظى بليلة واحدة من الرباط معهم
ومقاومة العدو الصهيوني الغاصب بشكل مباشر.
فما أكثر وكلاء المحتل الذين يدمرون الأمة بالنيابة عنه ويعطون بضع لقيمات للأكلة من القصعة المستباحة نتيجة الوهن.
كل صباح يستيقظ ثائر ليطالعه شريط الأخبار بما يسوؤه... حروب ومآس وأزمات.
أعياه التفكير، أين الخلل؟
كثيرا ما حدثته نفسه وألحت عليه: كفاك تذمرا من شريط الأخبار، أنت من يصنع شريط الأخبار وأنت من يغيره.
ذهب ثائر لمقابلته التلفزيونية ذلك اليوم بذهن شارد غير مقتنع بأهمية ما يقول،
وأرقه السؤال في ليلته تلك وسهده وحرمه من مجرد إغفاءة بسيطة،
كلما أغمض عينيه تذكر أن في لحيته جرس إنذار
فألح عليه السؤال: ترى هل ستمر حياته كحياة أبيه وجده مجرد أمنيات...
![](http://www.palsharing.com/i/00035/3dlhav5tnn96.jpg)
تعليق