إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رأيّ الشيخ الغزالي بالانقلاب، حظر الإخوان، وعشق الغزالي لغزة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رأيّ الشيخ الغزالي بالانقلاب، حظر الإخوان، وعشق الغزالي لغزة





    إنّ المشهد الأزهريّ الضاجّ بعد الانقلاب العسكريّ تعصف به خطوب عنيفة تتأرجح خلالها المواقف وتضطرب فيه مقاييس العدالة، فتنخدع بعض العمائم بسراب سطوة الطغيان لتراه حقيقة تتجرعه وإنْ أظمأت بدفق ظلمه الرياحين، وفي غفلة من أهل الحقّ شاعت صناعات رديئة للتديّن تدور في دواليب الباطل تمضي معه أينما حلَّ تضرّ وتفسد، في جبة أزهرية ترتديها لكنّ حشوها الآسن سميك ران عليه الظلام، و عجباً تراه أن يتمسّح أمثالهم من سدنة الظلم المعاصر بعمامة الشيخ العالم العامل محمد الغزالي رحمه الله تعالى، و يدّعون وصلاً بمنهج العالم الأزهريّ المقاوم للاستبداد السياسيّ مَنْ أسرجَ بثورته الفكريّة جَنان الحريّة حتى يستقيم للأمة سيرها دون اعوجاج سلطوي فتستوي على سوقها.


    والناظر في متون كتب الغزالي يجد هوات سحيقة بين حقيقة فكره ومزاعم مشرعي الاستبداد، فقضية الاستبداد السياسيّ تبوّأت قمة هرم المنظومة الفكريّة للشيخ الغزالي منذ صدور بواكير أعماله (الإسلام والاستبداد السياسيّ) الذي يعتبره الشيخ نقطة انطلاقه، وبسببه اُعتقل وحوكم بتهمة مهاجمة الحكومة والنظام الملكيّ حيث كان يراه نظاماً ظالماً، ويصفه في كتابه (في موكب الدعوة) بقوله : "قد قامت في مصر سوق دنسة كان الملك المخلوع "فاروق" يبيع فيها الشرف والدين، ويتوقح فيها على الله والناس." وسيتناول هذا المقال نصوصاً من مؤلفاته القيّمة رحمه الله تعالى لتستبين مواقف الغزالي الجليّة المؤازرة للحقّ.


    موقف الغزالي من الانقلاب العسكريّ: "وقد رأينا الشخص يستولي على الحكم بانقلاب عسكريّ مثلاً، وخلال أمد محدود يتحول حكمه العسكريّ إلى حكم مدنيّ مهدت له انتخابات مزيفة. ثمّ تسمع هذا الشخص يقول: إنّ الشعب منحني ثقته! إنّ شعبي حملني مسئولية قيادته! إنّ هتاف الجماهير لي يزيدني حرصاً على إجابة رغبتها في تولي الحكم. ثمّ يمضي هذا الحاكم في طريقه يبغي تحويل كل شيء إليه فيتدخل في الإعلام والقضاء..،وفي كل ما أمكن من شئون الحياة الخاصّة والعامّة، حتى يضمن بقاء الأمور في يده، واستخفاء المعارضين من طريقه، واستقرار اليوم والغد له ولأذنابه." -كتاب علل وأدوية


    الشرعيّة: "بعد ما ظهر أنّ النظام الديمقراطي منح الإسلام فرص الحياة، وأتاح للشعوب أن تتمسك به وأن تعود إليه، عندئذ بدا أنّ (الانقلابات العسكريّة) أفضل أداة لسحق التعلّق بالإسلام وتدويخ المطالبين به..وانتشرت بدع الحكم العسكريّ في أغلب الأرجاء، وأمكن تغطية أظافره وحوافره بقفازات من المظاهر الديمقراطية الكاذبة، وبهذا الاستبداد الجديد زاد التأخر الحضاري للمسلمين كما ازداد التفلّت من قيود العقائد والأخلاق." -كتاب علل وأدوية-


    تكفير الإخوان المسلمين: "إننا نعرف أنّ الشيخ أحمد شاكر القاضي بالمحاكم الشرعية أصدر فتوى بأنّ الإخوان المسلمين كفار!! وأنّ من قتلهم كان أولى بالله منهم "كذا" والرجل الذي يصدر هذه الفتوى كان ينبغي أن يُطرد من زمرة العلماء، ومع ذلك فلا نحسب أحداً أجرى معه تحقيقاً" –كتاب من هنا نعلم-


    محاكمات الإخوان المسلمين: "الاستبداد بأساليبه الجديدة سبق الاستبداد القديم بمراحل، فعندما أراد الملك فاروق قتل حسن البنّا دسّ عليه من اغتاله في جنح الليل بعيداً عن دائرة القانون. أمّا الرئيس الحرّ قائد الأحرار فعندما أراد قتل زعماء الإخوان المسلمين شكّل محكمة علنيّة قتلت ستة منهم بجرة قلم. وباركت الصحافة "الحرّة" هذا العمل، وحيّت القضاء العادل!!" -كتاب علل وأدوية –


    حظر الإخوان المسلمين: "وقد هززتُ رأسي أسفاً وأنا أسمع شاباً يتبرّأ من الانتساب إلى الإخوان فيقول لقضاته: أنا عمري ما ركعتها، ويعلم صحبي أني أشرب الخمر، وأفعل كذا وكذا !! وقد استمع النّاس إلى أحد "نجوم الفكاهة" فى مصر يذكر أن امرأة اقتيد زوجها إلى السجن فسئلت: أهو من الإخوان ؟ فقالت: " فشر ! زوجى حرامي قد الدنيا". وهكذا أصبحت اللصوصية شرفاً! أو نسبة لا حرج فيها على الأقل! والواقع أنه مرّت ببلدنا أيام كالحة الوجه، مشئومة العقبى كان التديّن فيها تهمة تخرب البيوت، وكان عدد من الشبان المؤمنين يختفي بصلاته وتقواه، وقلّ تردده على المساجد لأنه أشيع أنّ نفراً من الذين صلّوا الفجر فى مسجد كذا قد اعتقلوا ." – كتاب قذائف الحقّ –


    هدف سيطرة المؤسسة العسكريّة المصريّة على المؤسسات الدينية: "وامتداداً لهذه السياسة (سياسة سوء الظنّ بكل ذي نزعة متدينة) وُضعت المؤسسات الإسلامية الكبرى تحت رياسة عسكريّة لها الكلمة العليا مثل "الجمعية الشرعية"، و "الشبان المسلمين" ، و "المجلس الأعلى للشئون الإسلامية" و "مدينة البعوث الإسلامية"، وذلك لضمان حصر عاطفة التدين داخل إطار معين، فلا يسمع أيّ كلام عن تطبيق الشريعة الإسلامية، ولا يقبل أيّ اتجاه للعودة بالأمة إلى الاصطباغ بدينها فى ظاهر أمرها وباطنه." – كتاب قذائف الحقّ –


    الغزالي وغزةّ: خلال فترة الإدارة المصرية لقطاع غزّة كان الشيخ محمد الغزالي في بعثة الوعظ والإرشاد المصريّة إلى القطاع،كما كان الشيخ عضو اللجنة المركزيّة لحركة الإخوان المسلمين في قطاع غزة 1952-1955، ونقتطف من حديث الغزالي عن فلسطين قوله: "على أعتاب الشهداء نحن الآن في الأرض المقدّسة وهذه قرية "دير البلح" التى قصدنا إليها لنزور قبور الشهداء!.. وهنا بدأت أول معركة بين فتيان الإخوان المسلمين وبين بني إسرائيل الذين احتضنتهم إنجلترا، وسلّحتهم أمريكا، ومكّن لهم الخونة من أمراء العرب،.. أما الإخوان الذين أحالوا جسومهم ألغاماً تنسف دعائم المكر . فقد سُحبوا من الميدان لتمتليء بهم السجون والمنافي! هكذا صنعت بهم حكومة مصر، وها هي ذي بقية منهم لم تعد إلى مصر لأنّها ماتت فى سبيل الله!" – كتاب تأملات في الدين والحياة -


    هذه بعض من شذرات عمامة أزهريّة شامخة ترتقي ببريقها إلى الحريّة رفضت أن تحملَ اسماً مُجرداً على رفوف المكتبات و نازعت الاستبداد السياسيّ، وكم من وجع رزأ كل غيور على دينه مُحترق أن يرى للأزهر عمائم قانتة في معبد الاستبداد لا تُزكم ضمائرها رائحة الدم المراق في ساحات الأزهر، ولا تؤرقها آلة العسكر التي تختلس الياقوت من عيون الطلاب وقد خبا البريق، وهنا لشيخنا الحبيب محمد الغزالي رحمه الله تعالى كلمة علّها توقظ العمائم الغافلة: "إنّ دماء الشعوب غالية، فالويل لمن يرخّصها من الحكام، والويل لمن يفرّط فيها من المحكومين..، لقد مضى ولعله إلى غير رجعة العصر الذي كان الحكام فيه يوطّدون سلطانهم بالدّماء الغزيرة دون أن يخشوا حساباً ولا عقاباً."

  • #2
    رد: رأيّ الشيخ الغزالي بالانقلاب، حظر الإخوان، وعشق الغزالي لغزة

    المرحوم محمد الغزالي توفي قبل سنوات طويلة، وكلامه عن الانقلاب هنا هو عن انقلاب عبد الناصر وخطفه إرادة الشعب المصري، وما السيسي إلا تلميذ لعبد العناصر في الانقلابات وتدبيرها.

    تعليق


    • #3
      رد: رأيّ الشيخ الغزالي بالانقلاب، حظر الإخوان، وعشق الغزالي لغزة

      رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه

      تعليق


      • #4
        رد: رأيّ الشيخ الغزالي بالانقلاب، حظر الإخوان، وعشق الغزالي لغزة
        أوما علمتم موقفهُ من الإخوان ! للشيخ محمد الغزالي كلامٌ قوي في حق الإخوان وأما كلامه عن الشيخ أحمد شاكر فمردودٌ جملةً وتفصيلاً .

        تعليق

        جاري التحميل ..
        X