تويت
الترابي.. يدفن آلام المرض بقبر خارج الأسر
نابلس- خاص صفا مرة أخرى، يتحرر أسير من أقبية الزنازين الإسرائيلية، لا ليتنسم عبير الحرية، وإنما ليحمل على الأعناق ويوارى الثرى، ليدفن معه آلاما قاسية وعذابات جمَّة لازمته طوال فترة اعتقاله.
الأسير حسن عبد الحليم الترابي (22 عاما) من بلدة صرة غرب مدينة نابلس بالضفة الغربية استشهد فجر الثلاثاء في مستشفى العفولة بالداخل الفلسطيني المحتل، ليضاف اسمه إلى سجل المرضى المهملين عمدا في السجون حتى يلفظون أنفاسهم الاخيرة.
أسير تلو آخر التحقوا بركب الشهداء تحت مقاصل التعذيب والإهمال الطبي، فقد استهل السجاَّن بداية هذا العام بقتل الأسير عرفات جرادات، والذي قضى بتعذيب من المتعاونين مع الاحتلال "العصافير" في سجن مجدو، ليلتحق به الأسير الستيني ميسرة أبو حمدية والذي قضى بمرض سرطان الحنجرة.
وبات هذا المصير يهدد من انتزعوا من بيوتهم تحت قسوة السجان إلى الزنازين والجدران الضيقة، فمنهم من قضى نحبه تحت التعذيب في أقبية التحقيق، ومنهم من ينتظر المرض لينهي حياته وهو ينتظر دوره للسماح له بالعلاج.
إهمال متعمد
ودأبت سلطات الاحتلال على المماطلة في تقديم العلاج للأسرى بشكل متعمد، وخصوصا الأسرى المصابين بأمراض عضال، والأمراض التي تحتاج لعمليات جراحية.
ويقول عبد الحميد ترابي عم الأسير لوكالة "صفا" إن ابن شقيقه كان حاملا لمرض السرطان حين تم اعتقاله، وأخبر إدارة السجن بذلك بعد تقديم تقارير طبية عن صحته وعن الأمراض التي تلازمه.
ويشير ترابي إلى أن حسن تقدم بعدة طلبات لإدارة السجن للسماح له بتلقي العلاج في المستشفى، إلا أنها كانت ترفض وتماطل، ولكن بعد توغل المرض في جسده ودخوله مرحلة الخطر، اضطر الاحتلال لنقله من سجن مجدو إلى مستشفى العفولة بتاريخ 16/10/2013.
وعن حالته الصحية، يتحدث صديقه الأسير المحرر والذي أمضى معه عدة أشهر في سجن مجدو محمود عصيدة (26 عاما) من بلدة تل قضاء نابلس فيقول: "بشكل يومي كان الترابي يخرج إلى عيادة السجن، ولكن سرعان ما يعود حاملا دواءً عاديا ومسكنات "أكامول"، مع أنه كان يعاني من المرض والآلام طيلة الوقت، وقدم الكثير من الطلبات للخروج إلى المستشفى، ولكن إدارة السجن كانت تتذرع بأن العلاج يكون على الدور".
ويشير عصيدة إلى أن الوضع الصحي للأسير كان يسوء باستمرار، وفي كل مرة كان الأسرى يخبرون الإدارة في قسم 5 من سجن مجدو، دون أي استجابة من إدارة السجن.
إعدامات بطيئة
وتحتضن السجون في هذه الأيام مئات الأسرى المرضى والذين تزداد أوضاعهم الصحية سوءا يوما بعد يوم.
وفي هذا السياق، يقول الباحث في مؤسسة التضامن أحمد البيتاوي: "هناك قرابة 10 أسرى في السجون مصابين بأمراض السرطان وأمراض خطيرة ومن المتوقع وفاتهم في أية لحظة، ونحن نحذر من ملاقاتهم لنفس المصير الذي قضى به أبو حمدية والترابي".
وأضاف البيتاوي أن الاحتلال بات ينتهج سياسة القتل المتعمد بحرمان الأسرى من العلاج، وخصوصا المحكوميات العالية منهم، موضحا أن الاحتلال لا يفرج عن أي أسير إلا بعد انتهاء محكوميته، مما يعني قتل الأسير بطريقة بطيئة، سيما وأن السجون تعج بالأمراض التي لم يوجِد لها الاحتلال العلاجات المناسبة.
ومنذ اللحظة الأولى لاعتقال الترابي تداعت المؤسسات الحقوقية محذرة الاحتلال من الاستمرار في سياسة استهداف الأسرى من خلال حرمانهم من حقوقهم المشروعة.
وكانت عدة مؤسسات أصدرت تقارير تؤكد خطورة الوضع الصحي للأسير، داعية للإفراج العاجل عنه قبل فوات الأوان، إلا أن الاحتلال لم يستجب.
ويشير البيتاوي في هذا السياق إلى أن مصلحة السجون اعتادت على تشكيل لجنة تسمى "بالطوارئ" لدراسة وضع الأسرى الذين يعانون من أوضاع صحية خطرة للغاية، حيث تتشكل اللجنة من أطباء السجون وضباط في المخابرات الإسرائيلية ومندوبين عن إدارة مصلحة السجون، وهم من يبتون في قرارات الإفراج عن الأسرى المرضى".
ويضيف "في حال اعتراض أي طرف من أطراف اللجنة على الإفراج عن الأسير، فإنه سيبقى رهن الاعتقال رغم ما يمر به وضعه الصحي من خطورة"، مشيرا إلى أن إجراءات الإفراج عن الترابي مرت بمراحل أخذ ورد في أروقة هذه اللجنة تحت مسمى إجراءات "بيروقراطية" إدارية، حالت دون الإفراج عنه، وبالتالي أدت إلى وفاته كما حصل مع الشهيد ميسرة أبو حمدية".
وكانت إدارة مصلحة السجون نقلت الترابي من سجن مجدو إلى مستشفى العفولة بتاريخ 16/10/2013 بعد تردي وضعه الصحي ومماطلة من قبل إدارة مصلحة السجون، بعد إصابته بمرض سرطان الدم ونزيف حاد في المريء وتضخم في الطحال.
كما أشارت تقارير حقوقية إلى حصول انفجار في الأوعية الدموية وتقيؤ شديد للدماء، كما تم إعادته مرة ثانية لقسم العناية المركز لأجراء الفحوصات له، وقد تبين أنه أصيب بجلطة في الأوعية الدموية في ثلاث مناطق بالجسم وهي الرقبة والصدر والبطن، كما حدث انسداد جزئي في الأوعية الدموية.
نابلس- خاص صفا مرة أخرى، يتحرر أسير من أقبية الزنازين الإسرائيلية، لا ليتنسم عبير الحرية، وإنما ليحمل على الأعناق ويوارى الثرى، ليدفن معه آلاما قاسية وعذابات جمَّة لازمته طوال فترة اعتقاله.
الأسير حسن عبد الحليم الترابي (22 عاما) من بلدة صرة غرب مدينة نابلس بالضفة الغربية استشهد فجر الثلاثاء في مستشفى العفولة بالداخل الفلسطيني المحتل، ليضاف اسمه إلى سجل المرضى المهملين عمدا في السجون حتى يلفظون أنفاسهم الاخيرة.
أسير تلو آخر التحقوا بركب الشهداء تحت مقاصل التعذيب والإهمال الطبي، فقد استهل السجاَّن بداية هذا العام بقتل الأسير عرفات جرادات، والذي قضى بتعذيب من المتعاونين مع الاحتلال "العصافير" في سجن مجدو، ليلتحق به الأسير الستيني ميسرة أبو حمدية والذي قضى بمرض سرطان الحنجرة.
وبات هذا المصير يهدد من انتزعوا من بيوتهم تحت قسوة السجان إلى الزنازين والجدران الضيقة، فمنهم من قضى نحبه تحت التعذيب في أقبية التحقيق، ومنهم من ينتظر المرض لينهي حياته وهو ينتظر دوره للسماح له بالعلاج.
إهمال متعمد
ودأبت سلطات الاحتلال على المماطلة في تقديم العلاج للأسرى بشكل متعمد، وخصوصا الأسرى المصابين بأمراض عضال، والأمراض التي تحتاج لعمليات جراحية.
ويقول عبد الحميد ترابي عم الأسير لوكالة "صفا" إن ابن شقيقه كان حاملا لمرض السرطان حين تم اعتقاله، وأخبر إدارة السجن بذلك بعد تقديم تقارير طبية عن صحته وعن الأمراض التي تلازمه.
ويشير ترابي إلى أن حسن تقدم بعدة طلبات لإدارة السجن للسماح له بتلقي العلاج في المستشفى، إلا أنها كانت ترفض وتماطل، ولكن بعد توغل المرض في جسده ودخوله مرحلة الخطر، اضطر الاحتلال لنقله من سجن مجدو إلى مستشفى العفولة بتاريخ 16/10/2013.
وعن حالته الصحية، يتحدث صديقه الأسير المحرر والذي أمضى معه عدة أشهر في سجن مجدو محمود عصيدة (26 عاما) من بلدة تل قضاء نابلس فيقول: "بشكل يومي كان الترابي يخرج إلى عيادة السجن، ولكن سرعان ما يعود حاملا دواءً عاديا ومسكنات "أكامول"، مع أنه كان يعاني من المرض والآلام طيلة الوقت، وقدم الكثير من الطلبات للخروج إلى المستشفى، ولكن إدارة السجن كانت تتذرع بأن العلاج يكون على الدور".
ويشير عصيدة إلى أن الوضع الصحي للأسير كان يسوء باستمرار، وفي كل مرة كان الأسرى يخبرون الإدارة في قسم 5 من سجن مجدو، دون أي استجابة من إدارة السجن.
إعدامات بطيئة
وتحتضن السجون في هذه الأيام مئات الأسرى المرضى والذين تزداد أوضاعهم الصحية سوءا يوما بعد يوم.
وفي هذا السياق، يقول الباحث في مؤسسة التضامن أحمد البيتاوي: "هناك قرابة 10 أسرى في السجون مصابين بأمراض السرطان وأمراض خطيرة ومن المتوقع وفاتهم في أية لحظة، ونحن نحذر من ملاقاتهم لنفس المصير الذي قضى به أبو حمدية والترابي".
وأضاف البيتاوي أن الاحتلال بات ينتهج سياسة القتل المتعمد بحرمان الأسرى من العلاج، وخصوصا المحكوميات العالية منهم، موضحا أن الاحتلال لا يفرج عن أي أسير إلا بعد انتهاء محكوميته، مما يعني قتل الأسير بطريقة بطيئة، سيما وأن السجون تعج بالأمراض التي لم يوجِد لها الاحتلال العلاجات المناسبة.
ومنذ اللحظة الأولى لاعتقال الترابي تداعت المؤسسات الحقوقية محذرة الاحتلال من الاستمرار في سياسة استهداف الأسرى من خلال حرمانهم من حقوقهم المشروعة.
وكانت عدة مؤسسات أصدرت تقارير تؤكد خطورة الوضع الصحي للأسير، داعية للإفراج العاجل عنه قبل فوات الأوان، إلا أن الاحتلال لم يستجب.
ويشير البيتاوي في هذا السياق إلى أن مصلحة السجون اعتادت على تشكيل لجنة تسمى "بالطوارئ" لدراسة وضع الأسرى الذين يعانون من أوضاع صحية خطرة للغاية، حيث تتشكل اللجنة من أطباء السجون وضباط في المخابرات الإسرائيلية ومندوبين عن إدارة مصلحة السجون، وهم من يبتون في قرارات الإفراج عن الأسرى المرضى".
ويضيف "في حال اعتراض أي طرف من أطراف اللجنة على الإفراج عن الأسير، فإنه سيبقى رهن الاعتقال رغم ما يمر به وضعه الصحي من خطورة"، مشيرا إلى أن إجراءات الإفراج عن الترابي مرت بمراحل أخذ ورد في أروقة هذه اللجنة تحت مسمى إجراءات "بيروقراطية" إدارية، حالت دون الإفراج عنه، وبالتالي أدت إلى وفاته كما حصل مع الشهيد ميسرة أبو حمدية".
وكانت إدارة مصلحة السجون نقلت الترابي من سجن مجدو إلى مستشفى العفولة بتاريخ 16/10/2013 بعد تردي وضعه الصحي ومماطلة من قبل إدارة مصلحة السجون، بعد إصابته بمرض سرطان الدم ونزيف حاد في المريء وتضخم في الطحال.
كما أشارت تقارير حقوقية إلى حصول انفجار في الأوعية الدموية وتقيؤ شديد للدماء، كما تم إعادته مرة ثانية لقسم العناية المركز لأجراء الفحوصات له، وقد تبين أنه أصيب بجلطة في الأوعية الدموية في ثلاث مناطق بالجسم وهي الرقبة والصدر والبطن، كما حدث انسداد جزئي في الأوعية الدموية.
تعليق