استخدام الفتوى لإعطاء شرعية لتصرفات الحاكم
في كل العصور الظلامية تم امتطاء صهوة الدين لشرعنة أفعال الحكام في طغيانهم وجبروتهم ، وفي العصر الحديث تم استدعاء هذا العنصر ،
ففي الاستعانة بالكافر على المسلم وقف علماء يشرعنون جواز هذا التدخل ويجدون له المصوغات الشرعية والنصوص بل ربما لووا أعناق النصوص لتتفق مع أهوائهم ، مع العلم أن النصوص واضحة في عدم جواز الإستعانة بمشرك على مسلم
كذلك استخدم هؤلاء الظلمة هذه النصوص بعدم جواز الخروج على الحاكم في بلدانهم ، بينما جوزوا الخروج على الحاكم في بلاد مخالفيهم ودعموه بالفتوى وبالمال وأبعد من ذلك
كذلك كفّر هؤلاء الظلمة كل من عارض توجهاتهم وإن كانت هذه التوجهات في غير مصلحة الأمة وتخدم الأجنبي بل ذهبوا لاستحلال دماء معارضيهم واستخدموا الفتوى لذلك وسخروها لمصالحهم واجتثاث خصومهم
الواقع إن الأمة مأزومة بفكرها وعقلها وتطبيق منهجها بل هي تسجل فشلا على فشل عندما لا تسمح بحرية الرأي الايجابي والابداع الفكري والتطبيق الحضاري
هناك فرق كبير بين دوران المجتمع حول نفسه وحول الحاكم الظالم ، ودوران المجتمع في مساحة من الفضاء المأطر بالدين والعادات السليمة والأخلاق للنهوض بالمجتمع واللحاق بالركب الانساني
عندما يشاهد المرء دولا افريقية في مجاهل التاريخ شقت طريقها وسارت ضمن الركب الانساني ، وأمة الاسلام لا تستطيع أن تشق طريقها ويتحكم فيها مجموعة من القوانين الجهولة الصادرة من جهولين يجد نفسه حزينا على تلك الأمة
تعليق